المجموع : 194
أَراني كُلّما فاخَرتُ قَوماً
أَراني كُلّما فاخَرتُ قَوماً / فَخرتُهُمُ بِنَفسي أَم نِجاري
خُذوا خَبَري بِهِ عِن خَوفِ شانٍ / يُجاهِرُ بِالعِنادِ وَأَمنِ جارِ
وَباخِلٍ يُبدي لَنا
وَباخِلٍ يُبدي لَنا / عَجائِباً مِن أَمرِهِ
يُوسِعُهُ مِن هَجوِنا / وَالذَمّ ضيقُ صَدرِهِ
فَقَدرُهُ كَقِدرِهِ / وَقِدرُهُ كَقَدرِهِ
وَخُبزُهُ في حَرَمٍ / مِن أَكلِهِ وَكَسرِهِ
يُريدُ يُوَسِّعُ في بَيتِهِ
يُريدُ يُوَسِّعُ في بَيتِهِ / وَيَأبى لَهُ الضيقُ في صَدرِهِ
فَتىً سَخِطَ النَصبَ في قِدرِه / كَما رَضِيَ الخَفضَ في قَدرِهِ
يخدّرُ أَوصالَ أَضيافِهِ / وَلا يُبرِزُ الخُبزَ مِن خِدرِهِ
وَلَيلٍ كَلَونِ الهَجرِ أو ظُلمَةِ الحِبرِ
وَلَيلٍ كَلَونِ الهَجرِ أو ظُلمَةِ الحِبرِ / نَصَبنا لِداجِيهِ عَمُوداً مِنَ التِبرِ
يَشُقُّ جَلابيبَ الدُجى فَكَأَنَّما / نَرى بَينَ أَيدينا عَموداً مِنَ الفَجرِ
يُحاكي رُواءَ العاشِقينَ بِلَونِهِ / وَذَوبِ حَشاهُ وَالدُموعُ الَّتي تَجري
خَلا أَن جاري الدَمعَ يَنحلُهُ قُوىً / وَعَهدِي بِدَمعِ العَينِ يَنحَلُّ إِذ يَجري
تَبدّى لَنا كَالغُصنِ قَدّاً وَفَوقَهُ / شُعاعٌ كَأَنّا مِنهُ في لَيلَةِ البَدرِ
تَحمّلَ نوراً حَتفُهُ فيهِ كامِنٌ / وَفيهِ حَياةُ الأُنسِ وَاللَهوِ لَو يَدري
تَراهُ يَدبُّ الدَهرَ في بَريِ جِسمِهِ / وَقَد كانَ أَولى أَن يَريشَ وَلا يَبري
إِذا ما عَرتهُ عِلَّةٌ جُذَّ رَأسُهُ / فَيَختالُ في ثَوبٍ جَديدٍ مِنَ العُمرِ
وَما ضَمَّ شَملَ الأُنسِ يَوماً كَنَرجِسٍ
وَما ضَمَّ شَملَ الأُنسِ يَوماً كَنَرجِسٍ / يَقومُ بَعُذرِ اللَهوِ مِن خالِعِ العُذرِ
فَأحداقُهُ أَحداقُ تِبرٍ وَساقُهُ / كَقامَةِ ساقٍ في غَلائِلِهِ الخُضرِ
رُبَّ جَنينٍ مِن جَنى النَميرِ
رُبَّ جَنينٍ مِن جَنى النَميرِ / مُهَتّكِ الأَسرارِ وَالضَميرِ
سَللتُهُ مَن رَحِمِ الغَديرِ / كَأَنَّها صَفائِحُ البلّورِ
أَو قِطَعٌ مِن خالِصِ الكافورِ / لَو بَقِيَت سِلكاً عَلى الدُهورِ
لَعَطَّلَت قَلائِدَ النُحورِ / وَأَخجَلَت جَواهِرَ البُحورِ
وَسُمِّيَت ضَرائِر الثُغورِ / يا حُسنَهُ في زَمَنِ الحرورِ
إِذ قَيظُهُ مِثلُ حَشا المَهجورِ / يُهدي إِلى الأَكبادِ وَالصُدورِ
رُوحاً يُحاكي نَفثَةَ المَصدورِ / وَيَجلِبُ السُرورَ لِلمَقرورِ
تَفَرَّقَ الناسُ في أَرزاقِهِم فِرَقاً
تَفَرَّقَ الناسُ في أَرزاقِهِم فِرَقاً / فَلابِسٌ مِن ثَراءِ المالِ أَو عاري
كَذا المَعايشُ في الدُنيا وَساكِنُها / مَقسومَةٌ بَينَ أَدماثٍ وَأَوعارِ
مَن ظَنَّ بِاللَهِ جَوراً في قَضِيَّتِهِ / اِفتَرَّ عَن مَأثَمٍ في الدِينِ أَو عارِ
وَمَن يَسرِ فَوقَ الأَرضِ يَطلبُ غايَةً
وَمَن يَسرِ فَوقَ الأَرضِ يَطلبُ غايَةً / مِنَ المَجدِ يَسري فَوقَ جُمجُمَةِ النَسرِ
وَمَن يَختَلِف في العالَمينَ نِجارُهُ / فَإِنّا مِنَ العَلياءِ نَجري عَلى نَجرِ
وَمَن يَتَّجر بِالمالِ يَكسِبُ رِبحَهُ / فَبِالمالِ نَشري رابِحَ الحَمدِ وَالنَشرِ
لَئِن قَعَدَ الزَمانُ بِكُلِّ حُرٍّ
لَئِن قَعَدَ الزَمانُ بِكُلِّ حُرٍّ / وَخُصَّ أُولي الجَهالَةِ بِاليَسارِ
فَآحادُ الحِسابِ عَلى يَمينٍ / وَآلافُ الحِسابِ عَلى يَسارِ
لا تَعصِين شَمس العُلا قابُوسا
لا تَعصِين شَمس العُلا قابُوسا / فَمَن عَصَى قابُوسَ لاقى بُوسا
مُبدِعٌ في شَمائِلِ المَجدِ خِيماً
مُبدِعٌ في شَمائِلِ المَجدِ خِيماً / ما اِهتَدَينا لِأَخذِهِ وَاِقتِباسِه
فَهوَ فَظٌّ بِالمالِ وَقتَ نَداهُ / وَجَوادٌ بِالعَفوِ في وَقتِ باسِه
كَتبتُ وَخَطّي مَن أَذى السُقمِ شاهِد
كَتبتُ وَخَطّي مَن أَذى السُقمِ شاهِد / بِأَنَّ بَناني مِن أَذى السُقمِ مَرتَعِش
وَنَفسي إِن تَأمُر تَعش في سَلامَةٍ / فَأُهدِ لَها مِنكَ السُكونُ وَمن تَعِش
دَعِ الحِرصَ وَاِقنَع بِالكَفافِ مِنَ الغَنى
دَعِ الحِرصَ وَاِقنَع بِالكَفافِ مِنَ الغَنى / فَرزقُ الفَتى ما عاشَ عِندَ مَعيشِهِ
وَقَد يُهلِكُ الإِنسانَ كَثرَةَ مالِهِ / كَما يُذبَحُ الطاووسُ مِن أَجلِ ريشِهِ
تَعَزَّ عَنِ الحِرصِ تَعزُز بِهِ
تَعَزَّ عَنِ الحِرصِ تَعزُز بِهِ / فَفي الطَمَعِ الذُلُّ وَالمَنقَصَه
وَلا تنزِلَن أَبَداً حاجَة / بِمَن كابَدَ البُؤسَ وَالمَخمَصَه
وَلَو نالَ نَجم الدُجى ثَروَةً / وَأَوطَأَ شَمسَ الضُحى أَخمَصَه
ما لِلّيالي وَلي كَأَنَّ لَها
ما لِلّيالي وَلي كَأَنَّ لَها / في مُهجَتي أَن يفتِنَها غَرَضا
كَأَنَّها قَد تَراهَنَت جُمَلا / في رَميِها وَاِتَّخَذنَها غَرَضا
قال لِمَن يَحلِقهُ
قال لِمَن يَحلِقهُ / وَشعرُهُ مُختَلِطُ
بِاللَهِ قُل ما لَونُهُ / أَأَسوَدٌ أَم أَشمَطُ
فَقالَ رِفقاً يا فَتى / بَينَ يَدَيكَ يَسقُطُ
وَمُهَفهَفٍ غَرَسَ الجَما
وَمُهَفهَفٍ غَرَسَ الجَما / لُ بِخَدِّهِ رَوضاً مَريعا
فَصَدَ الطَبيبُ ذِراعَهُ / فَجَرى لَهُ دَمعي ذَريعا
وَأَمَسّني وَقعُ الحَدي / دِ بِعِرقِهِ أَلَماً وَجيعا
فَأَريتُهُ مِن عَبرَتي / ما سالَ مِن دَمِهِ نَجيعا
أَما تَرى البِركَةَ الغَرّاءَ قَد لَبِسَت
أَما تَرى البِركَةَ الغَرّاءَ قَد لَبِسَت / نُوراً مِنَ الشَمسِ في حافاتِها سَطَعا
وَالبَهوُ مِن فَوقِها يُلهيكَ مَنظَرُه / كَأَنَّهُ مَلكٌ في دَستِهِ اِرتَفَعا
وَالماءُ مِن تَحتِهِ أَلقَى الشُعاعَ عَلى / أَعلى سَماوَتِهِ فَارتجّ مُلتَمِعا
كَأَنَّهُ السَيفُ مَصقولاً تُقلِّبُهُ / كَفُّ الكَميِّ إِلى ضَربِ الكَميّ سَعى
عَهِدناكَ بَدراً تُروقُ العُيون
عَهِدناكَ بَدراً تُروقُ العُيون / فَأَخفى كُسوفٌ بِهِ مَطلَعَه
وَجالَ بِخَدِّكَ ماءُ الجَمالِ / فَكَدَّر صَرفُ البِلى مَشرَعَه
وَكُنتَ لِأَهلِ الهَوى مَفزَعاً / فَصِرتَ لِأَعيُنِهِم مَفزَعَه
أَوصاكَ رَبُّكَ بِالتُّقى
أَوصاكَ رَبُّكَ بِالتُّقى / وَأُولوا النّهى أَوصوا مَعَه
فَاِجعَل لِنُسكِكَ طولَ عم / رِكَ مَسجِداً أَو صَومَعَه