المجموع : 604
نَفسي الفداءُ لِمَن يُعاتِبُني
نَفسي الفداءُ لِمَن يُعاتِبُني / فأَسُدُّ فَاهُ العَذْبَ بالقُبَلِ
وأَضُمُّهُ ضَمَّ الشّفيقِ كما / ضَمَّت جُفونُ العينِ للمُقَلِ
فَيَحارُ من كَلَفي ويُشرِقُ في / خَدَّيهِ وَردُ الحُسْنِ والخَجَلِ
ويعودُ بَعدَ العَتْبِ مُعْتَذِراً / عُذرِ المُسِيءِ إليَّ من زَلَلي
نَفْسِي الفداءُ لِمن يُعاتِبُني
نَفْسِي الفداءُ لِمن يُعاتِبُني / وفَمِي عَلى فَمِهِ يُقبِّلُهُ
ويُريدُ يُوضِحُ وجهَ حُجَّتِهِ / واللّثمُ يُعجِلُهُ ويُخجِلُهُ
حتّى إذا أضْجرْتُه ستَرَتْ / ما بَين فيّ وفِيه أُنْمُلُهُ
ويعودُ معتذراً ليشْغَلَني / عنهُ بعذرٍ لستُ أقبلُهُ
كتمتُ بَثّي غيرَ أن لم أُطِق
كتمتُ بَثّي غيرَ أن لم أُطِق / كتمانَ فيضِ المَدمَعِ الهَاملِ
السّافِحِ السّاكِبِ الماطِرِ /
ولَيس يُدْرَى لِقَذىً جَائلٍ / في العينِ فاضَت أم هَوىً دَاخِلِ
فاضحٍ غالِبٍ ظاهِرِ /
كالوُرقِ لا يُدرَى على هَالِكٍ / نَاحتْ أم ارتَاحَت إلى رَاحلِ
نَازحٍ غائبٍ هاجِرِ /
وَلُوا فَلمّا رَجَوْنَا عدلَهم ظَلمُوا
وَلُوا فَلمّا رَجَوْنَا عدلَهم ظَلمُوا / فَليتَهُم حَكَمُوا فينا بما عَلِمُوا
ما مَرَّ يوماً بفكرِي ما يَرِيبهُمُ / ولا سَعَتْ بي إلى ما سَاءَهُم قَدمُ
ولا أَضعتُ لَهُم عهداً ولا اطَّلَعتْ / على وَدَائِعِهم في صَدْرِيَ التُّهَمُ
فليتَ شعري بما استوجبتُ هَجرَهُمُ / ملّوا فصدَّهُمُ عن وصْليَ السّأَمُ
حَفِظتُ ما ضيَّعوا أَغضْيتُ حينَ جَنَوْا / وفَيْتُ إذ غدَروا واصلتُ إذ صَرَمُوا
حُرِمتُ ما كنتُ أرجو من وِدَادِهِمُ / ما الرّزقُ إلاّ الّذِي تَجري بِهِ القِسَمُ
مَحاسِني منذُ مَلّونِي بأعيُنهِم / قَذىً وذِكريَ في آذانهمْ صَمَمُ
وبعدُ لو قيلَ لي ماذَا تُحبُّ ومَا / مُناكَ من زِينةِ الدّنيا لقلتُ هُمُ
همُ مجالُ الكَرى من مُقلَتَيَّ ومِن / قَلبي مَحلُّ المُنى جارُوا أَوِ اجْتَرَمُوا
تبدّلُوا بي ولا أَبْغِي بهم بَدَلاً / حسبي هُمُ أَنصفُوا في الحكْمِ أو ظَلَمُوا
أَقْصِرْ فَلَومي في حُبِّهم لَمَمُ
أَقْصِرْ فَلَومي في حُبِّهم لَمَمُ / وناصحُ العاشِقينَ مُتَّهَمُ
ما الغيُّ والرشْدُ بالمَلاَمةِ وال / إِغراءِ في الحبِّ بل هُمَا قِسَمُ
بالعذْلِ فيهم وشَقوَتي بهِمُ / وسُوءِ حظّي منهمْ جَرَى القَلَمُ
طَرفيَ أعمَى عن عَيبِهم فإِذا / رأَتْهُ عيني أقولُ ذَا حُلُمُ
أَصِمُّ عَن نصحِ من يُعنِّفُني / فيهِم وما بي لَولاَ الهَوى صَمَمُ
وهُم إذا خطرةُ التَّوهُّمِ نا / جَتْهُمْ بذنبٍ لم أَجْنِهِ صَرَمُوا
ضَلاَلةٌ في الغرامِ يكذب رأ / يُ العينِ فيها ويَصدُقُ الحُلُمُ
فَلا تَزِدني جوىً بلومِكَ إِن / نَ الحبَّ نارٌ بالعذلِ تَضطَرِمُ
لو يعلمُ الحاسِدُون حَظّي وما / ألقاهُ منهمْ وفِيهِمُ رَحِمُوا
فوَّضتُ أمرِي إليهمُ ثِقَةً / بِهمْ فلمّا تحكَّمُوا ظَلَمُوا
وما كذا تُحفَظُ المواثيقُ في ال / حُبِّ وتُرعَى العهودُ والذِّمَمُ
فيا لَها هفوةً نَدِمتُ على / ما كانَ منها لو ينفَعُ النّدَمُ
وما احتيالُ الفَتى إذا عثَر ال / جَدُّ وزَلَّت بسَعيِهِ القَدَمُ
لا تَستَعِر جَلَداً على هِجرانِهِم
لا تَستَعِر جَلَداً على هِجرانِهِم / فقُواكَ تَضعُفُ عن صُدُودٍ دَائِمِ
واعلَمْ بأنَّكَ إن رجَعتَ إليهِمُ / طوعاً وإلاّ عُدتَ عودَةَ راغِمِ
قُلْ لمن تَاه بالجَمالِ عَلينا
قُلْ لمن تَاه بالجَمالِ عَلينا / ما عَسى دولةُ الصِّبَا أن تَدومَا
عن قليلٍ نَرى قوامَكَ ذَا المَا / ئِسَ قد عادَ ذَا اعتدالٍ قَويمَا
ونَرى طرفَكَ السقيمَ وقد صَح / حَ كأَنْ لم يكن مَريضاً سَقيمَا
ونَرى جَمْرَ وجنْتَيكَ وقد عا / دَ رمادَا وبقلَهُنّ هَشيمَا
وتُنَادي عدلٌ من اللهِ أَن أَص / بَحَ ذاكَ النّهارُ لَيلاً بَهيمَا
جُفونٌ تستَهِلُّ دَمَا
جُفونٌ تستَهِلُّ دَمَا / وجسمٌ مُشْعَرٌ سَقَمَا
وأنّةُ مُوجَعٍ تُبدِي / من الأشْجانِ مَا كَتَمَا
وقلبٌ لو فُرِي بِميا / سِمِ النّيرانِ ما عَلِمَا
وحالٌ لو رآها شَا / مِتٌ أو حاسِدٌ رَحِما
ملَّ وأبدَى تَجَهُّمَ السّأَمِ
ملَّ وأبدَى تَجَهُّمَ السّأَمِ / وضَاعَ وُدِّي في الظّنِّ والتّهَمِ
وخَان عَهدي وقَلَّمَا اجتَمعَ ال / حسنُ ورعْيُ العهودِ والذّمَمِ
وصدَّ عَنّي فصِرتُ أجتنبُ الن / نَومَ حَذارَ الصّدودِ في الحُلُمِ
ولستُ أَدري ماذا جنيتُ سِوَى / أنّي عنِ الرّشدِ في هواهُ عَمِي
يا نَاسياً عِشرةَ التّصافي
يا نَاسياً عِشرةَ التّصافي / وخَافِراً حُرمةَ الذّمَامِ
إلامَ أَغتَرُّ بالأَمَانِي / فِيكَ كمُستَمْطِرِ الجَهَامِ
كأَنّنِي في الذي أُرَجّي / بُلوغَهُ مِنكَ في المنَامِ
وطالبُ الوصلِ من مَلُولٍ / كَطالِب الماءِ في الضِّرامِ
يَريبُني ما أرى منكُم ويَعطِفُني
يَريبُني ما أرى منكُم ويَعطِفُني / إلى هواكُم وفاءٌ لستُ أسأَمُهُ
كأَنّنِي أمُّ بَوٍّ تَستريبُ بما / تَراهُ منْهُ ولا تَنفكُّ تَرأَمُهُ
أَجبْ دواعِي الهَوى بالأدمُعِ السُّجُمِ
أَجبْ دواعِي الهَوى بالأدمُعِ السُّجُمِ / وَبحُ فما الحبُّ في حالٍ بمُكْتَتَمِ
أسَمَعتَ يَا داعِيَ الأشواقِ ذَا كَلَفٍ / نَائي المَحلِّ وإن لم تدْعُ من أَمَمِ
للهِ أنتَ فما أعْراكَ من مَلَلٍ / يُنسِي العهودَ وما أَرعاكَ للذِّمَمِ
وقُل لِمَن لاَمَ ما السُّلوانُ من خُلُقِي / ولا مُلاءَمةُ اللوّامِ من شِيَمِي
أهَوى بلا مَلَلٍ يُسلى ولا طَمَعٍ / يُملى ولا ريبةٍ تُزري بذي كَرَمِ
فما وَفائِي برثِّ العَهدِ منتَكِثٍ / ولا هَوايَ بواهِي العَقْدِ مُنْصرِمِ
يَزيدُهُ كرَماً مرُّ السنينَ كَمَا / زادَ المُدامةَ إشراقاً مَدى القِدَمِ
ما أنصفُوا في الحبِّ إذ حُكِّمُوا
ما أنصفُوا في الحبِّ إذ حُكِّمُوا / سَلَوْا وقَلبِي بِهِمُ مُغرَمُ
أَحببتُهم في عُنفوانِ الصّبَا / وليلُ فودِي حالكٌ أَسحَمُ
حتّى إِذا عصرُ الشّبابِ اِنقضَى / وأَشرَقَتْ في ليليَ الأَنجُمُ
صَدّوا وأَنساهُم ذِمَامَ الهَوى / ما اِختَلق الواشُون واللوَّمُ
فَمن تُرى يحفَظُ عهدَ الهَوى / إِن ضيَّعُوهُ وهُمُ ما هُمُ
والحبُّ كالأَرزاقِ بينَ الورَى / يُرزَقُ ذَا مِنهُ وذَا يُحرِمُ
سَعَى بنا الواشي إليهمْ فَما / تَبيّنُوا الحَقَّ ولَا اِسْتَفْهَمُوا
وسَمْعُ من مَلَّ قَبولٌ لمَا / يُزَخْرِفُ الكاشِحُ أو يَزعُمُ
ولاَ وَمَن أَشْربَ قَلبي لَهُم / حُبّاً جَرى من حَيثُ يَجري الدّمُ
ما خُنتُهُم عهداً ولا فَاهَ لِي / بما رَوى الواشُون عَنّي فَمُ
فلَو رأَوْا قَلبِي رَضُوا كلَّ ما / يُعلِنُهُ فيهمْ ومَا يَكتُمُ
دَعْ ذا فما يُسمَعُ عُذرُ الهَوى / بَعدَ التّقَالِي فَالقِلَى أَبكَمُ
براءَةُ المملُولِ مَستورَةٌ / وعُذْرُهُ الواضحُ مُستَبهِمُ
ولو سَعَى الطّيفُ بِهِ في الكَرَى / لَقيلَ هذا المُنْزَلُ المُحكَمُ
فاصْبِر على جَور الهَوى إِنَّهُ / به تَقَضّى الزّمَنُ الأَقْدَمُ
قَسَماً بِمَن لَم يُبقِ خَو
قَسَماً بِمَن لَم يُبقِ خَو / فُ رَقيبِهِ لي منهُ قِسَما
خافَ الوشاةَ فصدّ حَت / تَى في الرّقادِ إِذا ألَمّا
لأُخَاطِرنَّ بمُهجَتِي / في حبِّه إِمّا وإِمّا
قُولاَ لَذَا الغَضبان يا ظالِماً
قُولاَ لَذَا الغَضبان يا ظالِماً / يغضَبُ أَن أَدعُو عَلى ظَالِمي
أَظنُّه أَنتَ وإِلاّ فَلِمْ / تَخشى دُعائي دُونَ ذَا العَالَمِ
يَا ربِّ لا يُقْبَلْ عليهِ وإِن / جَارَ دُعاءُ المُغرَمِ الهَائِمِ
لمّا رَأوْا وجْدِي بهم تَجرَّمُوا
لمّا رَأوْا وجْدِي بهم تَجرَّمُوا / وأَلزَمُوني الذّنبَ والجاني هُمُ
قالُوا اِستَزارَ طيفَنَا تَبّاً لَهُ / من مُغرَمٍ وهَل ينامُ المغرَمُ
أَينَ شهودُ ما أدَّعَى مِن حُبِّنا / أَينَ السّهادُ والجَوى والسّقَمُ
أَينَ دموعٌ كُلَّما غيَّضْتُها / تَدفَّقَتْ ومازَجَ الدّمعَ دَمُ
أَخفَى الملالُ عنهُمُ ما بِيَ مِن / بَرْحِ قِلاهُمُ والمَلالُ أبكَمُ
كذَبتُ فِيهِم ما رَأَيتُ مِن قِلىً / فلِمْ أطاعُوا فِيَّ ما تَوهَّموا
مُحيّاً ما أَرَى أَم بَدرُ دَجنِ
مُحيّاً ما أَرَى أَم بَدرُ دَجنِ / وَبارِقُ مَبسمٍ أَم بَرقُ مُزنِ
وثَغرٌ أَم لآلٍ أَم أَقاحٍ / وَريقٌ أَم رِحيقٌ بِنتُ دَنِّ
وَلَحظٌ أَم سِنانٌ ركَّبُوهُ / بأَسمَرَ مِن نَباتِ الخَطِّ لَدنِ
وأَينَ مِنَ الظِّبا أَلحاظُ ظَبيٍ / ثَنانِي عن سُلُوِّي بالتّثَنِّي
إِذا جاءَ الملالُ لَهُ بِجُرمٍ / مَحاهُ وَجهُهُ بِشَفيعِ حُسنِ
فيا مَن مِنهُ قَلبي في سَعيرٍ / وَعَيني مِنهُ فِي جنّاتِ عَدنِ
حَباكَ هَوايَ منِّي مَحضَ وُدٍّ / تَنَزَّهَ عن مُداجَاةٍ وضِغنِ
وقَبْلَكَ ما تَملَّكَهُ حَبيبٌ / وَلا سَمَحَتْ بهِ نَفْسِي لِخِدْنِ
أَحينَ خَلَبتَني ومَلَكتَ قلبي / قَلبتَ لخُلَّتي ظَهرَ المِجَنِّ
فَهَلاّ قَبلَ يَعلَقُ في فُؤادي / هَواكَ وقبلَ يَغلَقُ فيكَ رَهْنِي
تُساوِرُني هُمومِي بعدَ وَهْنٍ / فَترمِي كلَّ جَارِحَةٍ بَوَهْنِ
أَلَم يكْفِ العواذلَ مِنكَ هجري / وقلبَكَ ما يُجنُّ مِنَ التّجنّي
إِذا فكَّرتُ في إِنفاقِ عُمري / ضَياعاً في هَواكَ قَرعتُ سِنّي
وآسَفُ كيفَ أَخْلَقَ عَهدُ وُدِّي / وآسَى كَيفَ أَخلفَ فيكَ ظَنّي
وأَوجَعُ ما لَقيتُ مِنَ الليالِي / وأَيُّ فِعالِها بي لم يَسُؤني
تَقلُّبُ قَلبِ مَن مَثواهُ قَلبِي / وَجفوةُ مَن طَبَقْتُ عَليهِ جَفْنِي
إِصلاحُ قلبِكَ أَعياني فأَحْيَاني
إِصلاحُ قلبِكَ أَعياني فأَحْيَاني / واليأسُ منكَ إلى السّلوانِ أَلْجانِي
كم ذا التّجنّي وَما ذَنبي إليكَ سِوى / حُبّي فَصَفحاً عَنِ المُستَغْفِرِ الجَاني
هَواكَ أَخطَأَني قَصدِي وكُنتُ أَرى / أَنَّ الهَوى مِنكَ يُدنِيني فأَقْصاني
أَغراكَ ظَنُّكَ أَنّي لا يُطاوِعُنِي / قَلبي إِذا سُمْتُهُ صَبراً بِهجْرانِي
وَلَستُ أُنكرُ مِنهُ فَرطَ صبوتِهِ / لَكِنَّهُ عَن هَوىً بالهُونِ يَنْهانِي
يَا ربِّ خُذ بِيَدي مِن ظُلمِ مُقتَدِرٍ
يَا ربِّ خُذ بِيَدي مِن ظُلمِ مُقتَدِرٍ / عَلَيَّ قَد لَجَّ في صَدّي وَهجرانِي
لَيِّنْ قَساوَتَه لِي أَو فَيَسِّرْ لي / صَبراً لأَحظى بِوَصْلٍ أَو بِسُلوانِ
أَو فَاِطْفِ جَمرةَ خَدَّيهِ وأَيقِظْ جَفْ / نَيْهِ اللّذينِ أَراقَا ماءَ أَجفاني
إِذا أَوحَشَتْنِي جَفوةُ الخِلِّ رَدّني
إِذا أَوحَشَتْنِي جَفوةُ الخِلِّ رَدّني / إِليهِ وَفاءٌ بالإخاءِ ضَنِينُ
كأَنّيَ أَمّ البَوّ تُنْكرُ شَخْصَهُ / وَيعطِفُها وَجدٌ بِهِ وَحَنينُ