المجموع : 316
أبني إن ذقت الردى
أبني إن ذقت الردى / فلقد أذقت أباك فقدك
ووحق عيشك لا حلا / لأبيك مر العيش بعدك
حرقة قلبي فيك لا تخمد
حرقة قلبي فيك لا تخمد / وعبرتي بعدك لا تجمد
إن غيبوا شخصك في ملحد / فأنت مني في الحشا ملحد
يا ليلة السبت كم غادرت في كبدي
يا ليلة السبت كم غادرت في كبدي / على عطية من جهد ومن كمد
أسفرت عن صبحة سوداء مظلمة / كان القتيل بها لما انجلت ولدي
كانت عروبة خيراً منك سابقة / وما سبقت بخير ليلة الأحد
شوقي إليك على التبا
شوقي إليك على التبا / عد والتقارب زائد
وكذا المحب وداده / في كل حال واحد
والحر من لم تنقض ال / أيام ما هو عاقد
والخادم المملوك ينهي إلى
والخادم المملوك ينهي إلى / مولاه أن البر فوق المراد
جاوز فيه فضلك المنتهى / وفاق فيه كل بر وزاد
ما عاقني عنك إلا هيضة عرضت
ما عاقني عنك إلا هيضة عرضت / فأضعفت كل شيء غير معتقدي
فلا خلت منك عين أنت ناظرها / فأنت عوني على الأيام بل سندي
وعلم حالك روحي إن كتبت به / فامنن بروحي ولا تحبسه عن جسدي
لاشكر للدهر عندي غير واحدة / إني وإياك مجموعان في بلد
أسليتني عن جميع الناس قاطبة / فقد غنيت ولم أحتج إلى أحد
سقم ألحاظ الحسان الخرد
سقم ألحاظ الحسان الخرد / صحة أهدت سقام الجسد
حبذا طل جفون أنبتت / حمرة الورد على الخد الندي
لحظات لم تزل أسهمها / يتولعن بقلب الأسد
ظبية شرط ظباها أنها / في الهوى من قتلته لا تدي
يحكم المطل على ميعادها / بغد بالمطل عن بعد غد
أنا من وجدي بها في كبد / وحياة قد أذابت كبدي
زاد في لوعة وجدي أنها / أسقمتني وأتت في عودي
كلما ضل الهوى في فرعها / فعلى برق الثنايا يهتدي
حرم الميل على مقلتها / كحل أزرى بكحل الأثمد
غادة في لحظها بل لفظها / نفثة تحسن حل العقد
مزجت برد اللمى والراح لي / في ثنايا خلقت من برد
ناولتنيها فلم أدر إلى / أي شمس منهما طالت يدي
غير أني صدت هماً طالما / فرخت بيضته في خلدي
نبرات حركت ساكنها / نقرات من غزال غرد
يا ليالي أسلفتني أرقاً / أنت في جاه الليالي الجدد
قد وهبناك لأيام بها / قبض العدل بنات المعتدي
ووجدنا مدح سيف الدين إذ / خانت الأيام أقوى العدد
ملك من آل أيوب له / كرم الفرع وطيب المحتد
يعرف الزائر في غرته / رونق البشر ومحض السؤدد
خير من جرد في يوم الوغى / بارقاً على متن برق اجرد
يتغنى في الطلى صارمه / بلحون لم تكن عن معبد
شعلة تقدح من زند الوغى / شرراً ما كمنت في الزبد
ونصول في قنا ظامية / ريها ماء غدير الزرد
كلسان الصل أو كالنجم في / ليل نقع طالع في أملد
ضمنت أسيافه بذل القرى / من عداه لبنات الفدفد
وبنات الريش يحملن إلى / قلب أعدائك سن الأسود
لك من نفسك لا من قومها / حسب أمسى كثير الحسد
حسنات تبتلي حاسدها / من علاها بالمقيم المقعد
أنت إن عدوك شخصاً واحداً / فكذا الواحد أصل العدد
شرف قد أصبحت همته / تسحب الأذيال فوق الفرقد
وقف الفضل على أفعالها / أي فضل في فتى لم يحسد
إنما يمتاز عن أشباهه / سيد يمدح وسط المشهد
لا تلوموه على بذل الندى / فهو طبع خامس في المولد
وانتقال الطبع شيء معوز / مثل ما أعوز لين الجلمد
قل لنا كيف اختصرت المرتقى / وتناولت المعالي باليد
وتوصلت إلى أبعادها / بقريب السعي أو بالأبعد
يا فريد المجد لم لا تشتكي / في المعالي وحشة المنفرد
جمعت فيك خصال لم يبت / مثلها مجتمعاً في أحد
اليمين السبط في يوم الندى / والجبين الطلق في يوم الداد
ووفاء بعقود أخبرت / عن يمين ظاهر المعتقد
يا أبا بكر بن أيوب استمع / جوهراً شف عن المنتقد
صاغه فيك خبير لم يزل / حاذقاً في نظم در بدد
ينصب الأشراك من ألفاظه / طالباً صيد المعاني الشرد
صنتها عن كل فدم جاهل / يحسب الجيد جهلاً كالردي
صدئت مرآته عن نورها / فرأى المصقول منها كالصدي
لم أجالس قط إلا ملكاً / رافعاً لي عن مقام المنشد
طالما نلت الأماني بعدها / نزه الرحمن وجهي ويدي
غير أن الشمس لما طلعت / في لياليكم وأحمت جسدي
زرتكم زورة حر لا يرى / عزة الجدوى بذل المجتدي
أنا في أصفاد غرم فادح / وعليكم فكها بالصفد
النمير العذب من أفواهكم / وفمي يمتص مص الربد
ولقوم زبدة الوطب الذي / لم أفز منه بغير الزبد
قد وردنا من أبي بكر إلى / واسع الجمة عذب المورد
ومدحناه بشعر جل بل / دق عن نهج الكلام العقد
راضه فارسه حتى أتى / سلس الأعطاف سهل المقود
لم أدنسه بقصدي أحداً / بعد قصدي للعزيز الأوحد
صرف النسيب إلى اللوى وزرود
صرف النسيب إلى اللوى وزرود / ضرب من الشعراء غير مفيد
وأرقهم ديباجة من عنده / غزل يرود هوى الفتاة الرود
وإذا عمدت إلى النسيب وصفته / في غير وصف كنت غير عميد
قل لي متى لقيتك ظبية حاجر / تختال بين محاجر وعقود
ملك أوحد مجده ولو أنني / ثنيته ثنيت بالتوحيد
أثني عليه ولا أردد مجده / ونداه مجبول على الترديد
وإذا قرنت مقالتي بفعاله / فاسمع مجيداً في صفات مجيد
جزلاً يقابله جزيل مكارم / أثنى بما لم يجر في المعهود
عن كل بيت بيت مال صامت / إذ كل بيت قلب كل قصيد
قالت حماسته لمادح جوده / أحسنت لكن أين مدح الجود
طوداً تعجب حلمه ووقاره / كيف استقل جواده بالجودي
جعلت بنو أيوب راية عزمهم / معقودة بلوائه المعقود
وغدت بسؤددك العريض مقرة / يا شمس دولتهم بغير جحود
والشمس معروف لها أن تنجلي / بضيائها ظلم الليالي السود
قوى قدومك ضعف كل عزيمة / وسددت ثلماً ليس بالمسدود
وتوفق الفتح المبين وما شفى التس / ديد حتى جئت بالتشديد
كشفت مهابتك القناع وقررت / بالمرهفات قواعد التمهيد
فالفتح فتحك سقت غرة نصره / بين الظبى والعزم والتأييد
وكأنما الإسلام عقد صنته / يا سلك لؤلؤه عن التبديد
إن فقت جيشاً أنت منه فإنه / ما غير يوم العيد مثل العيد
لو صورت شيم الملوك حكاية / كنت المعبر عنه بالمقصود
كرم بذلت به الثمين وقلت لي / اعذر فإن الجود بالموجود
ولكم وهبت الألف وهو أقل ما / تعتده في النائل المعهود
خبراً سمعت به وما الخبر الذي / وقع التواتر فيه بالمردود
صدقت عنك به وما شاهدته / والغالب المعلوم كالمشهود
بل لو مدحت سواك أطلب درة / لمسحت من كفيه ضرع حديد
لا يرشحون على المديح كأنما / خلق الإله أكفهم لجمود
بخلوا بفضل الزاد عن أضيافهم / والزاد آخره طعام الدود
عميتهم ولو أنني سميتهم / لم أقض فضل مقامه المحمود
فإذا استوى عرف وعرف صورة / فالفرق في المقصود والمقصود
للمجد عندك حاجة معلومة / ما المجد عن إدراكها ببعيد
تشكو إليك من السهاد جفونها / ما في جفون ظباك من تسهيد
ضاق الصعيد على جيادك بعدما / ضمنت صعادك فتح كل صعيد
والغرب و اليمن القصية أهله / من خوفهم في قائم وحصيد
والسيف يلمع في الخواطر برقه / بالسيف من عدن وأرض زبيد
فإلى متى أيدي الكماة معوقة / عن نشر ألوية ونشر بنود
ومعاطف الخيل الخفاف إلى العدى / تشكو جفاف ألبة ولبود
أفلا رميت بها الفلاة مجرداً / عزماً تسد به عراض البيد
وخلقت مملكة يقول طريفها / للدهر أرخ في رحل تليد
وعذرت من حسد الرجال على العلى / لما ظفرت بلذة المحسود
والنيل منقذ الأديم عليكم / حاشا رضاك بسيفه المقدود
وسماح كفك لا يقوم بزخره / إلا عباب الأخضر الممدود
فاسمع لمنظوم الفرائد صاغها / فرد المحاسن مادحاً لفريد
مدح يعبر عن طنين مهند / وتقول بل يحكي طنين العود
فصل إذا فصل الخطاب عدمته / ونسبته إياك صوت نشيد
وتمل عاماً راضياً ومقابلاً / لك بالمنى وأسعد بأسعد عيد
أسفي على زمن الإمام العاضد
أسفي على زمن الإمام العاضد / أسف العقيم على فراق الواحد
زمن دفعت إلى سواه وأذعنت / جمحات رأسي في يمين القائد
جالست من وزرائه وصحبت من / أمرائه أهل الثناء الخالد
ووجدت من جود الإمام وجودهم / للضيف أوثق عاضد ومساعد
لهفي على حجرات قصرك إذ خلت / يا بني النبي من ازدحام الوافد
وعلى انفرادك من عساكرك الذي / كانوا كأمواج الخضم الراكد
قلدت مؤتمن الخلافة أمرهم / فكنى وكنى عن صلاح الفاسد
فعسى الليالي أن ترد إليكم / ما عودتكم من جميل عوائد
يا عاضد الدين من المهد
يا عاضد الدين من المهد / ووارث القائم والمهدي
كم للعدى من غارة فيكم / يعصر منها عرق اللبد
والله ما فوق الثرى مثلكم / في الأم والوالد والجد
لما غدوتم أمة وحدكم / غدوت فيكم أمة وحدي
أجنيكم من ثمرات الثنا / ما غرست نعمتكم عندي
أيها السيد الذي أنا عبده
أيها السيد الذي أنا عبده / والذي أنطق المدائح مجده
بي إلى وجهك الكريم غرام / في يديه عفو اشتياقي وكده
أنا إن زرت أو تخلفت عبد / بل ولي صفا وحقك وده
يستوي في الوفاء قربي وبعدي / وسواء قرب الوفي وبعده
سوف أثني على مودة مولى / ضاق عنها شكر الكلام وحمده
نجم دين فلا اعتراه أفول / صارم للهدى فلا فل حده
قدره كاسمه رفيع فماذا / من علو المقدار ينكر ضده
إن يسد يافعاً فذلك عمر / ساد في مثله أبوه وجده
هو في الناس مثل ذا اليوم فيهم / ند في فضله فأعوز نده
يوم عيد هنئته ألف عام / وافد بالمنى رحابك وفده
عاد عن سنة العوائد فيه / صاحب لي من بعدها لا أعده
سحبت برده قوارض عتبي / بعدما شفني وحقك برده
ما درى لا درى بأني ممن / لا يرجى في مثل ذا اليوم رفده
وبأني وإن تطفلت ممن / يرتجى وصله ويرهب صده
وإذا شفه الظما بعد خمس / لم يرد منهلاً تكدر ورده
وإذا ما استجد غيري صديقاً / فأبو العز خير من أستجده
أبيض الوجه والمساعي كريم / جاءني فقده ولم يأت نقده
بان العزا وفؤادي ماله جلد
بان العزا وفؤادي ماله جلد / والنار في القلب والأحشاء تتقد
وخيم الهم في قلبي لم يك لي / إلا التحرق والأحزان والنكد
مذ غاب عن ناظري شبل فجعت به / قد كنت أرجوه عوناً للذي أجد
عدمت صفو حياتي بعد فرقته / فنازلات همومي مالها أمد
قد كنت أحذر من وقع الخطوب فقد / حل الذي كنت أخشاه وأجتهد
كيف السبيل إلى لقياك يا ولدي / أم كيف أسلو وأنت الروح والجسد
ما كنت أحسب أن الدهر يغدرني / والموت يسلبه مني فيبتعد
ولا تيقنت أن البين يصدعني / ولا وقوع المنايا كنت أعتقد
وكنت أحسبه يبقى لنائبة / وأرتجيه لخطب أنه سند
حتى رأيت دياري منه قد قفرت / وأصبحت عرصاتي ما بها أحد
الحلم أنذرني أني سأفقده / رأيت ذاك مراراً مالها عدد
وأنه راحل يأوي إلى حدث / وفي المنامات رؤيا ما بها رشد
يا رب صبر فؤادي بعد فرقته / أنت الإله وأنت الواحد الصمد
لك المعجزات الخمس لم يفتخر بها
لك المعجزات الخمس لم يفتخر بها / سواك ولم تخفق عليه بنودها
فمنها بنو رزيك حين أزلتهم / وحمر المنايا في يديهم وسودها
ومنها رجوع الغز عن مصر بعدما / أبيح بهم وأغوارها ونجودها
ومنهن أيام رأينا وزارة / لغيرك عادت بعدما صد خودها
لم يبق نوع تقتضيه كرامة
لم يبق نوع تقتضيه كرامة / حتى أتى منها بما لم يعهد
أهدى من الخلع النضار وما ارتضى / بهما فجاء بكل نهد أجرد
ورأت عيون الناس من نفحاته / كرماً يخبر عنه من لم يولد
فأثابني عن حمده الخلع التي / خلعت بحسرتها قلوب الحسد
رقت كما رق الهوا وتجسمت / فلبست ذوب الماء لو لم يجمد
وأجل ما في الأمر عندي أنه / شرف وبر لم يكن عن موعد
مدت بها يده إلى بداءة / منه ولا طرفي مددت ولا يدي
جاءت كما اختار السماح مص / ونة الإحسان عن تسويف يوم الموعد
ملك إذا قابلت غرة وجهه / شفع الندى ببشاشة الوجه الندي
وأغب عن نادي نداه زيارتي / خجلاً فيأبى أن يغب تفقدي
أقسمت لا كشفت لمصر غمة
أقسمت لا كشفت لمصر غمة / ومديرها ابن غمامة المستوقد
حمم لو اكتحل الحسان بلونه / لم يفتقرن إلى اكتحال الإثمد
وجد السبيل إلى بلوغ مراده / لما أرادوا ضبطه بالأمجد
وكأنه معه زيادة خنصر / سيان إن وجدت وإن لم توجد
يا رب هيئ لنا من أمرنا رشداً
يا رب هيئ لنا من أمرنا رشداً / واجعل معونتك الحسنى لنا مددا
ولاتكلنا إلى تدبير أنفسنا / فالنفس تعجز عن إصلاح ما فسدا
أنت الكريم وقد جهزت يا أملي / إلى أياديك وجهاً سائلاً ويدا
وللرجاء ثواب أنت تعلمه / فاجعل ثوابي دوام الستر لي أبدا
ألا إن حد السيف لم يبق خاطراً
ألا إن حد السيف لم يبق خاطراً / من الناس إلا حائراً يتردد
ذعرت الورى حتى لقد خاف مصلح / على نفسه أضعاف ما خاف مفسد
فإن بروق الماضيات وصوتها / رواعد منهن الفرائض ترعد
وإن صليل السيف أفحش نغمة / تظل تغني في الطلى وتغرد
تجاوز وإلا فالمقطم خيفة / يذوب وماء النيل لاشك يجمد
ردا أحاديث المنى وأعيدا
ردا أحاديث المنى وأعيدا / ومعاهدا حسنت ربى وعهود
داراً عهدت بها الأهلة أوجهاً / متهللات والغصون قدود
والأقحوان مباسماً معسولة ال / نغمات والورد الجني
واستخبروا رياً برامة نافراً / لما لا يريد عن الصدود صدودا
لا تعرض الأرواح عن أجسادها / حتى يعرض مقلة أو جيدا
تهفو بسالفتيه سود ذوائب / من أجلها أهوى الليالي السودا
وبملتقى العقدات من أردافه / غصن يحل عزائماً وعقودا
متأود منع الحيا أعطافه / أن لا تميل على النقا وتميدا
كالشمس إلا أنه متقلد / دراً كأفراد النجوم فريدا
قذفت نوى قذفت بنا عن أرضه / فغدا قريب الصبر عنه بعيدا
وزهدت في عيش نبت أكنافه / عني وفي حلف أضاع لبيدا
ورغبت عن عرف وعرف أوجبا / أن أهجر المقصود والمقصودا
ولبست من عزمي وحزمي نثلة / نسبت علي فأنكرت داودا
وشفعتها من منطقي بمهند / تفري مضاربه الطلى مغمودا
ماض يقد السابري كأنه / قاض يقيم على الحديد حدودا
وركبت من نسل الجديل وشذقم / قلصا أبيد بها السرى والبيدا
أجني سكون الجسم من حركاتها / وإذا القيام أفاد كان قعودا
ومتى جرت في الآل وهي رواكد / أبقت مياه الوجه فيه ركودا
هجرت وصيد الباخلين فلم تنخ / إلا بخير الأكرمين وصيدا
وسرت ونجم الليل ترفع في الدجى / من صبح غرته لهن عمودا
ملك إذا أسدت يداه صنيعة / كانت قيود ندى تفك قيودا
وإذا السؤال أمض قال سماحه / ليديه عودا للمكارم عودا
كرم يولد في السماح بدائعاً / فيها معان تقبل التوليدا
ينهل بارق بشره منا ولم / يسمعك للوعد الجميل رعودا
ويقل مع فصل الخطاب كلامه / إلا إذا كان الكلام مفيدا
تأبى له فصل المقال جلالة / أمرت بنقص مقاله ليزيدا
ماش على سنن المعالي يقتفي / في المجد آباء له وجدود
جازوا على الشعرى وجاوز حدهم / بفضائل لا تقبل التجديدا
أبقى سليم من مصال سيداً / ساد الكهول من الملوك وليدا
فبنى لبيت بني مصال جده / شزفاً فزادته النجوم مشيدا
فإذا اختبرت العزم كان عرمرماً / وإذا اعتبرت الشخص كان وحيدا
ضعف الزمان عن القيام بحقه / فقضاه مما يستحق زهيدا
ولو أنه يسعى بغاية جهده / أبقى وراء الاجتهاد مزيدا
والشمس لو نطقت لقالت قل لنا / يا عزمه أنى تريد مزيدا
لا تعجلن فإن تحت رماده / جمراًَ ذكياً لا يخاف خمودا
ووراء طحلبه نمير ينجلي / عما قليل إن أردت ورودا
ولكم أجاب مثوباً بعزيمة / هجرت نهوداً حين رام نهود
وملمة في الملك غادر ثلمها / بمضائه وقضائه مسدودا
متعقب لحن الزمان يرده / بفصيح فعل بيناً مردودا
شكر الورى لك في البحيرة سيرة / أبقت عليك من الثناء خلودا
سعدت بعدلك بعد جور طالما / أشقى طريفاً واستباح تليدا
ونسخت من جور الولادة شريعة / يتوارثون رسومها تقليدا
أيدت بالتقوى وصادق عزمة / جلبا إليك النصر والتأييدا
ومهابة السمت الملوكي الذي / يغدو بها أسد العرينة سيدا
فقدت بك الإسكندرية أنسها / فأعدت فيها أنسها المفقودا
كنا وأنت على البحيرة نازل / والثغر يشكو فترة وخمودا
جزنا بدارك لا خلت فتصورت / فيها النفوس جلالك المعبودا
فجعلت سدة بابها ورحابها / حرماً وصحبي ركعاً وسجودا
واستشعروا وجه السما متبسماً / فيها وبشر جبينك المعهودا
حتى إذا قدم الركاب يحفه / نصر يحف ميامناً وسعودا
فطلعت في جنباتها متهللاً / كالبدر لا بل للوجود وجود
عنت الوجوه بها لوجهك خدمة / وغدت تبدد لثمها تبديدا
وسريت في نادي نداك مجهزاً / حمداً يزور مقامك المحمودا
من كل نادرة تهز رواتها / منها قناة بل فتاة رودا
سيارة في الأرض بات ثناؤها / وهي المقيمة في العقال شرودا
يحدي إليك بها لفكري سابق / لا مكذباً أملاً ولا مكدودا
فاعتد يا خير الملوك بصاحب / أمسى عليك من الورى معدودا
خل يزين ولا يشين وربما / كنت الفتى هرماً وكنت لبيدا
ما عذر أفكاري وقد علقت ندى / ملكاً مجيداً أن أكون مجيدا
متهللاً بشراً ومنهلاً ندى / ألقى الكرامة عنده والجودا
أبدى الندى وأعاده ليفيدني / في المكرمات العطف والتأكيدا
لك الحمد إن أرضاك قولي لك الحمد
لك الحمد إن أرضاك قولي لك الحمد / ومالي وسع غير ذاك ولا جهد
أنا الحر يا عبد الرحيم فإن جرى / حديث الذي أوليتني فأنا العبد
نطقت عنك ألسن الأغماد
نطقت عنك ألسن الأغماد / بجدال الرقاب يوم الجلاد
وسرى الحمد من لسان القوافي / مخبراً عن نداك في كل ناد
فتمتع بدولة خدمتها / بالتهاني مواسم الأعياد
دولة عاضدية حاسدوها / في انتقاص وخيرها في ازدياد
لك من صدرها محل الفؤاد / أو فمن طرفها محل السواد
فعل محمود كاسمه بعد أيو / ب وفاء أو كاسمه في الأيادي
ساد فيها وسد عنها خطوباً / ذهبت بين عزمه والسداد
أنت ثبتها برغم المداجي / في بداياتها ورغم المعادي
أدرفت خلفها رجالاً وخلت / معها منتهى عنان الهادي
لا خلت منك والداً لك منها / في المهمات طاعة الأولاد
والداً ألفت مساعيه فيها / بين أجفانها وبين الرقاد
هيبة تملأ الصدور ولكن / أين فيها تواضع العباد
لم تزل تغمر القلوب إلى أن / زرعت حب حبه في الفؤاد
فله في النفوس خالص ود / ثابت في ضمائر الاعتقاد
طهر الله صدره حين أعلى / قدره عن ضغائن الأحقاد
ساكن الروح سؤدداً ووقاراً / وهي أقوى في العصف من ريح
لا تغرنك البشاشة منه / وامش رفقاً فالنار تحت الرماد
لا تحرك زناده باقتداح / فلظى النار كامن في الزناد
وكذا البحر لم يزل قط يردي / وهو في العين ساكن الموج هادي
والمواضي تخشى وإن لم يجرد / حدها من بطائن الأغماد
يا شهاب الإسلام ديناً ونيا / وجزيل الندى وصدر النادي
قد جهلنا من كان يدعى كريماً / مذ عرفناك يا رسيل الغوادي
فقدت راحتيك أيدي رجال / مالها عادة ببذل الأيادي
عندهم منطق وكف جماد / ومن المعجزات نطق الجماد
كم خرطنا أغصانهم فوجدنا / بين أوراقهن شوك القتاد
جهلوا ما عرفت مني وفضلي / علم فوق شامخ الأطواد
نقصوني من حيث زادوا فكانوا / نسباً زاد نقصه بزياد
أنت واصلت بالكرامة بري / وهي أقصى مطالبي ومرادي
ثم أتبعتها بألطاف بر / بالغت في تعهدي وافتقادي
مكرمات جلبن حمدي وودي / والأيادي من جالبات الوداد
آنستني أخلاقك الغر حتى / قلدتني بل ملكتك قيادي
وتأملتني بعين خبير / سالم الفكر ثاقب الانتقاد
ثم عاملتني بما ينبغي لي / من وقار ونائل مستفاد
فابق تلقى محرماً ألف عام / قاصداً منك قبلة القصاد
بدوام العلى كبت الأعادي / وبلوغ المنى ونيل المراد