القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمارة اليَمَنِيّ الكل
المجموع : 316
أبني إن ذقت الردى
أبني إن ذقت الردى / فلقد أذقت أباك فقدك
ووحق عيشك لا حلا / لأبيك مر العيش بعدك
حرقة قلبي فيك لا تخمد
حرقة قلبي فيك لا تخمد / وعبرتي بعدك لا تجمد
إن غيبوا شخصك في ملحد / فأنت مني في الحشا ملحد
يا ليلة السبت كم غادرت في كبدي
يا ليلة السبت كم غادرت في كبدي / على عطية من جهد ومن كمد
أسفرت عن صبحة سوداء مظلمة / كان القتيل بها لما انجلت ولدي
كانت عروبة خيراً منك سابقة / وما سبقت بخير ليلة الأحد
شوقي إليك على التبا
شوقي إليك على التبا / عد والتقارب زائد
وكذا المحب وداده / في كل حال واحد
والحر من لم تنقض ال / أيام ما هو عاقد
والخادم المملوك ينهي إلى
والخادم المملوك ينهي إلى / مولاه أن البر فوق المراد
جاوز فيه فضلك المنتهى / وفاق فيه كل بر وزاد
ما عاقني عنك إلا هيضة عرضت
ما عاقني عنك إلا هيضة عرضت / فأضعفت كل شيء غير معتقدي
فلا خلت منك عين أنت ناظرها / فأنت عوني على الأيام بل سندي
وعلم حالك روحي إن كتبت به / فامنن بروحي ولا تحبسه عن جسدي
لاشكر للدهر عندي غير واحدة / إني وإياك مجموعان في بلد
أسليتني عن جميع الناس قاطبة / فقد غنيت ولم أحتج إلى أحد
سقم ألحاظ الحسان الخرد
سقم ألحاظ الحسان الخرد / صحة أهدت سقام الجسد
حبذا طل جفون أنبتت / حمرة الورد على الخد الندي
لحظات لم تزل أسهمها / يتولعن بقلب الأسد
ظبية شرط ظباها أنها / في الهوى من قتلته لا تدي
يحكم المطل على ميعادها / بغد بالمطل عن بعد غد
أنا من وجدي بها في كبد / وحياة قد أذابت كبدي
زاد في لوعة وجدي أنها / أسقمتني وأتت في عودي
كلما ضل الهوى في فرعها / فعلى برق الثنايا يهتدي
حرم الميل على مقلتها / كحل أزرى بكحل الأثمد
غادة في لحظها بل لفظها / نفثة تحسن حل العقد
مزجت برد اللمى والراح لي / في ثنايا خلقت من برد
ناولتنيها فلم أدر إلى / أي شمس منهما طالت يدي
غير أني صدت هماً طالما / فرخت بيضته في خلدي
نبرات حركت ساكنها / نقرات من غزال غرد
يا ليالي أسلفتني أرقاً / أنت في جاه الليالي الجدد
قد وهبناك لأيام بها / قبض العدل بنات المعتدي
ووجدنا مدح سيف الدين إذ / خانت الأيام أقوى العدد
ملك من آل أيوب له / كرم الفرع وطيب المحتد
يعرف الزائر في غرته / رونق البشر ومحض السؤدد
خير من جرد في يوم الوغى / بارقاً على متن برق اجرد
يتغنى في الطلى صارمه / بلحون لم تكن عن معبد
شعلة تقدح من زند الوغى / شرراً ما كمنت في الزبد
ونصول في قنا ظامية / ريها ماء غدير الزرد
كلسان الصل أو كالنجم في / ليل نقع طالع في أملد
ضمنت أسيافه بذل القرى / من عداه لبنات الفدفد
وبنات الريش يحملن إلى / قلب أعدائك سن الأسود
لك من نفسك لا من قومها / حسب أمسى كثير الحسد
حسنات تبتلي حاسدها / من علاها بالمقيم المقعد
أنت إن عدوك شخصاً واحداً / فكذا الواحد أصل العدد
شرف قد أصبحت همته / تسحب الأذيال فوق الفرقد
وقف الفضل على أفعالها / أي فضل في فتى لم يحسد
إنما يمتاز عن أشباهه / سيد يمدح وسط المشهد
لا تلوموه على بذل الندى / فهو طبع خامس في المولد
وانتقال الطبع شيء معوز / مثل ما أعوز لين الجلمد
قل لنا كيف اختصرت المرتقى / وتناولت المعالي باليد
وتوصلت إلى أبعادها / بقريب السعي أو بالأبعد
يا فريد المجد لم لا تشتكي / في المعالي وحشة المنفرد
جمعت فيك خصال لم يبت / مثلها مجتمعاً في أحد
اليمين السبط في يوم الندى / والجبين الطلق في يوم الداد
ووفاء بعقود أخبرت / عن يمين ظاهر المعتقد
يا أبا بكر بن أيوب استمع / جوهراً شف عن المنتقد
صاغه فيك خبير لم يزل / حاذقاً في نظم در بدد
ينصب الأشراك من ألفاظه / طالباً صيد المعاني الشرد
صنتها عن كل فدم جاهل / يحسب الجيد جهلاً كالردي
صدئت مرآته عن نورها / فرأى المصقول منها كالصدي
لم أجالس قط إلا ملكاً / رافعاً لي عن مقام المنشد
طالما نلت الأماني بعدها / نزه الرحمن وجهي ويدي
غير أن الشمس لما طلعت / في لياليكم وأحمت جسدي
زرتكم زورة حر لا يرى / عزة الجدوى بذل المجتدي
أنا في أصفاد غرم فادح / وعليكم فكها بالصفد
النمير العذب من أفواهكم / وفمي يمتص مص الربد
ولقوم زبدة الوطب الذي / لم أفز منه بغير الزبد
قد وردنا من أبي بكر إلى / واسع الجمة عذب المورد
ومدحناه بشعر جل بل / دق عن نهج الكلام العقد
راضه فارسه حتى أتى / سلس الأعطاف سهل المقود
لم أدنسه بقصدي أحداً / بعد قصدي للعزيز الأوحد
صرف النسيب إلى اللوى وزرود
صرف النسيب إلى اللوى وزرود / ضرب من الشعراء غير مفيد
وأرقهم ديباجة من عنده / غزل يرود هوى الفتاة الرود
وإذا عمدت إلى النسيب وصفته / في غير وصف كنت غير عميد
قل لي متى لقيتك ظبية حاجر / تختال بين محاجر وعقود
ملك أوحد مجده ولو أنني / ثنيته ثنيت بالتوحيد
أثني عليه ولا أردد مجده / ونداه مجبول على الترديد
وإذا قرنت مقالتي بفعاله / فاسمع مجيداً في صفات مجيد
جزلاً يقابله جزيل مكارم / أثنى بما لم يجر في المعهود
عن كل بيت بيت مال صامت / إذ كل بيت قلب كل قصيد
قالت حماسته لمادح جوده / أحسنت لكن أين مدح الجود
طوداً تعجب حلمه ووقاره / كيف استقل جواده بالجودي
جعلت بنو أيوب راية عزمهم / معقودة بلوائه المعقود
وغدت بسؤددك العريض مقرة / يا شمس دولتهم بغير جحود
والشمس معروف لها أن تنجلي / بضيائها ظلم الليالي السود
قوى قدومك ضعف كل عزيمة / وسددت ثلماً ليس بالمسدود
وتوفق الفتح المبين وما شفى التس / ديد حتى جئت بالتشديد
كشفت مهابتك القناع وقررت / بالمرهفات قواعد التمهيد
فالفتح فتحك سقت غرة نصره / بين الظبى والعزم والتأييد
وكأنما الإسلام عقد صنته / يا سلك لؤلؤه عن التبديد
إن فقت جيشاً أنت منه فإنه / ما غير يوم العيد مثل العيد
لو صورت شيم الملوك حكاية / كنت المعبر عنه بالمقصود
كرم بذلت به الثمين وقلت لي / اعذر فإن الجود بالموجود
ولكم وهبت الألف وهو أقل ما / تعتده في النائل المعهود
خبراً سمعت به وما الخبر الذي / وقع التواتر فيه بالمردود
صدقت عنك به وما شاهدته / والغالب المعلوم كالمشهود
بل لو مدحت سواك أطلب درة / لمسحت من كفيه ضرع حديد
لا يرشحون على المديح كأنما / خلق الإله أكفهم لجمود
بخلوا بفضل الزاد عن أضيافهم / والزاد آخره طعام الدود
عميتهم ولو أنني سميتهم / لم أقض فضل مقامه المحمود
فإذا استوى عرف وعرف صورة / فالفرق في المقصود والمقصود
للمجد عندك حاجة معلومة / ما المجد عن إدراكها ببعيد
تشكو إليك من السهاد جفونها / ما في جفون ظباك من تسهيد
ضاق الصعيد على جيادك بعدما / ضمنت صعادك فتح كل صعيد
والغرب و اليمن القصية أهله / من خوفهم في قائم وحصيد
والسيف يلمع في الخواطر برقه / بالسيف من عدن وأرض زبيد
فإلى متى أيدي الكماة معوقة / عن نشر ألوية ونشر بنود
ومعاطف الخيل الخفاف إلى العدى / تشكو جفاف ألبة ولبود
أفلا رميت بها الفلاة مجرداً / عزماً تسد به عراض البيد
وخلقت مملكة يقول طريفها / للدهر أرخ في رحل تليد
وعذرت من حسد الرجال على العلى / لما ظفرت بلذة المحسود
والنيل منقذ الأديم عليكم / حاشا رضاك بسيفه المقدود
وسماح كفك لا يقوم بزخره / إلا عباب الأخضر الممدود
فاسمع لمنظوم الفرائد صاغها / فرد المحاسن مادحاً لفريد
مدح يعبر عن طنين مهند / وتقول بل يحكي طنين العود
فصل إذا فصل الخطاب عدمته / ونسبته إياك صوت نشيد
وتمل عاماً راضياً ومقابلاً / لك بالمنى وأسعد بأسعد عيد
أسفي على زمن الإمام العاضد
أسفي على زمن الإمام العاضد / أسف العقيم على فراق الواحد
زمن دفعت إلى سواه وأذعنت / جمحات رأسي في يمين القائد
جالست من وزرائه وصحبت من / أمرائه أهل الثناء الخالد
ووجدت من جود الإمام وجودهم / للضيف أوثق عاضد ومساعد
لهفي على حجرات قصرك إذ خلت / يا بني النبي من ازدحام الوافد
وعلى انفرادك من عساكرك الذي / كانوا كأمواج الخضم الراكد
قلدت مؤتمن الخلافة أمرهم / فكنى وكنى عن صلاح الفاسد
فعسى الليالي أن ترد إليكم / ما عودتكم من جميل عوائد
يا عاضد الدين من المهد
يا عاضد الدين من المهد / ووارث القائم والمهدي
كم للعدى من غارة فيكم / يعصر منها عرق اللبد
والله ما فوق الثرى مثلكم / في الأم والوالد والجد
لما غدوتم أمة وحدكم / غدوت فيكم أمة وحدي
أجنيكم من ثمرات الثنا / ما غرست نعمتكم عندي
أيها السيد الذي أنا عبده
أيها السيد الذي أنا عبده / والذي أنطق المدائح مجده
بي إلى وجهك الكريم غرام / في يديه عفو اشتياقي وكده
أنا إن زرت أو تخلفت عبد / بل ولي صفا وحقك وده
يستوي في الوفاء قربي وبعدي / وسواء قرب الوفي وبعده
سوف أثني على مودة مولى / ضاق عنها شكر الكلام وحمده
نجم دين فلا اعتراه أفول / صارم للهدى فلا فل حده
قدره كاسمه رفيع فماذا / من علو المقدار ينكر ضده
إن يسد يافعاً فذلك عمر / ساد في مثله أبوه وجده
هو في الناس مثل ذا اليوم فيهم / ند في فضله فأعوز نده
يوم عيد هنئته ألف عام / وافد بالمنى رحابك وفده
عاد عن سنة العوائد فيه / صاحب لي من بعدها لا أعده
سحبت برده قوارض عتبي / بعدما شفني وحقك برده
ما درى لا درى بأني ممن / لا يرجى في مثل ذا اليوم رفده
وبأني وإن تطفلت ممن / يرتجى وصله ويرهب صده
وإذا شفه الظما بعد خمس / لم يرد منهلاً تكدر ورده
وإذا ما استجد غيري صديقاً / فأبو العز خير من أستجده
أبيض الوجه والمساعي كريم / جاءني فقده ولم يأت نقده
بان العزا وفؤادي ماله جلد
بان العزا وفؤادي ماله جلد / والنار في القلب والأحشاء تتقد
وخيم الهم في قلبي لم يك لي / إلا التحرق والأحزان والنكد
مذ غاب عن ناظري شبل فجعت به / قد كنت أرجوه عوناً للذي أجد
عدمت صفو حياتي بعد فرقته / فنازلات همومي مالها أمد
قد كنت أحذر من وقع الخطوب فقد / حل الذي كنت أخشاه وأجتهد
كيف السبيل إلى لقياك يا ولدي / أم كيف أسلو وأنت الروح والجسد
ما كنت أحسب أن الدهر يغدرني / والموت يسلبه مني فيبتعد
ولا تيقنت أن البين يصدعني / ولا وقوع المنايا كنت أعتقد
وكنت أحسبه يبقى لنائبة / وأرتجيه لخطب أنه سند
حتى رأيت دياري منه قد قفرت / وأصبحت عرصاتي ما بها أحد
الحلم أنذرني أني سأفقده / رأيت ذاك مراراً مالها عدد
وأنه راحل يأوي إلى حدث / وفي المنامات رؤيا ما بها رشد
يا رب صبر فؤادي بعد فرقته / أنت الإله وأنت الواحد الصمد
لك المعجزات الخمس لم يفتخر بها
لك المعجزات الخمس لم يفتخر بها / سواك ولم تخفق عليه بنودها
فمنها بنو رزيك حين أزلتهم / وحمر المنايا في يديهم وسودها
ومنها رجوع الغز عن مصر بعدما / أبيح بهم وأغوارها ونجودها
ومنهن أيام رأينا وزارة / لغيرك عادت بعدما صد خودها
لم يبق نوع تقتضيه كرامة
لم يبق نوع تقتضيه كرامة / حتى أتى منها بما لم يعهد
أهدى من الخلع النضار وما ارتضى / بهما فجاء بكل نهد أجرد
ورأت عيون الناس من نفحاته / كرماً يخبر عنه من لم يولد
فأثابني عن حمده الخلع التي / خلعت بحسرتها قلوب الحسد
رقت كما رق الهوا وتجسمت / فلبست ذوب الماء لو لم يجمد
وأجل ما في الأمر عندي أنه / شرف وبر لم يكن عن موعد
مدت بها يده إلى بداءة / منه ولا طرفي مددت ولا يدي
جاءت كما اختار السماح مص / ونة الإحسان عن تسويف يوم الموعد
ملك إذا قابلت غرة وجهه / شفع الندى ببشاشة الوجه الندي
وأغب عن نادي نداه زيارتي / خجلاً فيأبى أن يغب تفقدي
أقسمت لا كشفت لمصر غمة
أقسمت لا كشفت لمصر غمة / ومديرها ابن غمامة المستوقد
حمم لو اكتحل الحسان بلونه / لم يفتقرن إلى اكتحال الإثمد
وجد السبيل إلى بلوغ مراده / لما أرادوا ضبطه بالأمجد
وكأنه معه زيادة خنصر / سيان إن وجدت وإن لم توجد
يا رب هيئ لنا من أمرنا رشداً
يا رب هيئ لنا من أمرنا رشداً / واجعل معونتك الحسنى لنا مددا
ولاتكلنا إلى تدبير أنفسنا / فالنفس تعجز عن إصلاح ما فسدا
أنت الكريم وقد جهزت يا أملي / إلى أياديك وجهاً سائلاً ويدا
وللرجاء ثواب أنت تعلمه / فاجعل ثوابي دوام الستر لي أبدا
ألا إن حد السيف لم يبق خاطراً
ألا إن حد السيف لم يبق خاطراً / من الناس إلا حائراً يتردد
ذعرت الورى حتى لقد خاف مصلح / على نفسه أضعاف ما خاف مفسد
فإن بروق الماضيات وصوتها / رواعد منهن الفرائض ترعد
وإن صليل السيف أفحش نغمة / تظل تغني في الطلى وتغرد
تجاوز وإلا فالمقطم خيفة / يذوب وماء النيل لاشك يجمد
ردا أحاديث المنى وأعيدا
ردا أحاديث المنى وأعيدا / ومعاهدا حسنت ربى وعهود
داراً عهدت بها الأهلة أوجهاً / متهللات والغصون قدود
والأقحوان مباسماً معسولة ال / نغمات والورد الجني
واستخبروا رياً برامة نافراً / لما لا يريد عن الصدود صدودا
لا تعرض الأرواح عن أجسادها / حتى يعرض مقلة أو جيدا
تهفو بسالفتيه سود ذوائب / من أجلها أهوى الليالي السودا
وبملتقى العقدات من أردافه / غصن يحل عزائماً وعقودا
متأود منع الحيا أعطافه / أن لا تميل على النقا وتميدا
كالشمس إلا أنه متقلد / دراً كأفراد النجوم فريدا
قذفت نوى قذفت بنا عن أرضه / فغدا قريب الصبر عنه بعيدا
وزهدت في عيش نبت أكنافه / عني وفي حلف أضاع لبيدا
ورغبت عن عرف وعرف أوجبا / أن أهجر المقصود والمقصودا
ولبست من عزمي وحزمي نثلة / نسبت علي فأنكرت داودا
وشفعتها من منطقي بمهند / تفري مضاربه الطلى مغمودا
ماض يقد السابري كأنه / قاض يقيم على الحديد حدودا
وركبت من نسل الجديل وشذقم / قلصا أبيد بها السرى والبيدا
أجني سكون الجسم من حركاتها / وإذا القيام أفاد كان قعودا
ومتى جرت في الآل وهي رواكد / أبقت مياه الوجه فيه ركودا
هجرت وصيد الباخلين فلم تنخ / إلا بخير الأكرمين وصيدا
وسرت ونجم الليل ترفع في الدجى / من صبح غرته لهن عمودا
ملك إذا أسدت يداه صنيعة / كانت قيود ندى تفك قيودا
وإذا السؤال أمض قال سماحه / ليديه عودا للمكارم عودا
كرم يولد في السماح بدائعاً / فيها معان تقبل التوليدا
ينهل بارق بشره منا ولم / يسمعك للوعد الجميل رعودا
ويقل مع فصل الخطاب كلامه / إلا إذا كان الكلام مفيدا
تأبى له فصل المقال جلالة / أمرت بنقص مقاله ليزيدا
ماش على سنن المعالي يقتفي / في المجد آباء له وجدود
جازوا على الشعرى وجاوز حدهم / بفضائل لا تقبل التجديدا
أبقى سليم من مصال سيداً / ساد الكهول من الملوك وليدا
فبنى لبيت بني مصال جده / شزفاً فزادته النجوم مشيدا
فإذا اختبرت العزم كان عرمرماً / وإذا اعتبرت الشخص كان وحيدا
ضعف الزمان عن القيام بحقه / فقضاه مما يستحق زهيدا
ولو أنه يسعى بغاية جهده / أبقى وراء الاجتهاد مزيدا
والشمس لو نطقت لقالت قل لنا / يا عزمه أنى تريد مزيدا
لا تعجلن فإن تحت رماده / جمراًَ ذكياً لا يخاف خمودا
ووراء طحلبه نمير ينجلي / عما قليل إن أردت ورودا
ولكم أجاب مثوباً بعزيمة / هجرت نهوداً حين رام نهود
وملمة في الملك غادر ثلمها / بمضائه وقضائه مسدودا
متعقب لحن الزمان يرده / بفصيح فعل بيناً مردودا
شكر الورى لك في البحيرة سيرة / أبقت عليك من الثناء خلودا
سعدت بعدلك بعد جور طالما / أشقى طريفاً واستباح تليدا
ونسخت من جور الولادة شريعة / يتوارثون رسومها تقليدا
أيدت بالتقوى وصادق عزمة / جلبا إليك النصر والتأييدا
ومهابة السمت الملوكي الذي / يغدو بها أسد العرينة سيدا
فقدت بك الإسكندرية أنسها / فأعدت فيها أنسها المفقودا
كنا وأنت على البحيرة نازل / والثغر يشكو فترة وخمودا
جزنا بدارك لا خلت فتصورت / فيها النفوس جلالك المعبودا
فجعلت سدة بابها ورحابها / حرماً وصحبي ركعاً وسجودا
واستشعروا وجه السما متبسماً / فيها وبشر جبينك المعهودا
حتى إذا قدم الركاب يحفه / نصر يحف ميامناً وسعودا
فطلعت في جنباتها متهللاً / كالبدر لا بل للوجود وجود
عنت الوجوه بها لوجهك خدمة / وغدت تبدد لثمها تبديدا
وسريت في نادي نداك مجهزاً / حمداً يزور مقامك المحمودا
من كل نادرة تهز رواتها / منها قناة بل فتاة رودا
سيارة في الأرض بات ثناؤها / وهي المقيمة في العقال شرودا
يحدي إليك بها لفكري سابق / لا مكذباً أملاً ولا مكدودا
فاعتد يا خير الملوك بصاحب / أمسى عليك من الورى معدودا
خل يزين ولا يشين وربما / كنت الفتى هرماً وكنت لبيدا
ما عذر أفكاري وقد علقت ندى / ملكاً مجيداً أن أكون مجيدا
متهللاً بشراً ومنهلاً ندى / ألقى الكرامة عنده والجودا
أبدى الندى وأعاده ليفيدني / في المكرمات العطف والتأكيدا
لك الحمد إن أرضاك قولي لك الحمد
لك الحمد إن أرضاك قولي لك الحمد / ومالي وسع غير ذاك ولا جهد
أنا الحر يا عبد الرحيم فإن جرى / حديث الذي أوليتني فأنا العبد
نطقت عنك ألسن الأغماد
نطقت عنك ألسن الأغماد / بجدال الرقاب يوم الجلاد
وسرى الحمد من لسان القوافي / مخبراً عن نداك في كل ناد
فتمتع بدولة خدمتها / بالتهاني مواسم الأعياد
دولة عاضدية حاسدوها / في انتقاص وخيرها في ازدياد
لك من صدرها محل الفؤاد / أو فمن طرفها محل السواد
فعل محمود كاسمه بعد أيو / ب وفاء أو كاسمه في الأيادي
ساد فيها وسد عنها خطوباً / ذهبت بين عزمه والسداد
أنت ثبتها برغم المداجي / في بداياتها ورغم المعادي
أدرفت خلفها رجالاً وخلت / معها منتهى عنان الهادي
لا خلت منك والداً لك منها / في المهمات طاعة الأولاد
والداً ألفت مساعيه فيها / بين أجفانها وبين الرقاد
هيبة تملأ الصدور ولكن / أين فيها تواضع العباد
لم تزل تغمر القلوب إلى أن / زرعت حب حبه في الفؤاد
فله في النفوس خالص ود / ثابت في ضمائر الاعتقاد
طهر الله صدره حين أعلى / قدره عن ضغائن الأحقاد
ساكن الروح سؤدداً ووقاراً / وهي أقوى في العصف من ريح
لا تغرنك البشاشة منه / وامش رفقاً فالنار تحت الرماد
لا تحرك زناده باقتداح / فلظى النار كامن في الزناد
وكذا البحر لم يزل قط يردي / وهو في العين ساكن الموج هادي
والمواضي تخشى وإن لم يجرد / حدها من بطائن الأغماد
يا شهاب الإسلام ديناً ونيا / وجزيل الندى وصدر النادي
قد جهلنا من كان يدعى كريماً / مذ عرفناك يا رسيل الغوادي
فقدت راحتيك أيدي رجال / مالها عادة ببذل الأيادي
عندهم منطق وكف جماد / ومن المعجزات نطق الجماد
كم خرطنا أغصانهم فوجدنا / بين أوراقهن شوك القتاد
جهلوا ما عرفت مني وفضلي / علم فوق شامخ الأطواد
نقصوني من حيث زادوا فكانوا / نسباً زاد نقصه بزياد
أنت واصلت بالكرامة بري / وهي أقصى مطالبي ومرادي
ثم أتبعتها بألطاف بر / بالغت في تعهدي وافتقادي
مكرمات جلبن حمدي وودي / والأيادي من جالبات الوداد
آنستني أخلاقك الغر حتى / قلدتني بل ملكتك قيادي
وتأملتني بعين خبير / سالم الفكر ثاقب الانتقاد
ثم عاملتني بما ينبغي لي / من وقار ونائل مستفاد
فابق تلقى محرماً ألف عام / قاصداً منك قبلة القصاد
بدوام العلى كبت الأعادي / وبلوغ المنى ونيل المراد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025