القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الحاجّ النُّمَيْري الكل
المجموع : 123
نَوَى النَّوَى عَلَمُ الدِّينِ الرِّضَى فَأَنَا
نَوَى النَّوَى عَلَمُ الدِّينِ الرِّضَى فَأَنَا / مِنْ بَعْدِ فُرْقَتِهِ بِالشَّامِ ذُو أَلَمِ
فَلاَ تَلُمْنِي عَلَى حُبِّي دِمَشْقَ فَقَدْ / أَصْبَحْتُ فِيهَا زَمَاناً صَاحِبَ العَلَمِ
نَوَى النَّوَى عَلَمُ الدِّينِ الرِّضَى فَذَكَتْ
نَوَى النَّوَى عَلَمُ الدِّينِ الرِّضَى فَذَكَتْ / نَارُ اشْتِيَاقِيَ حَتَّى اسْتَعْظَمُوا أَلَمِي
فَقُلْتُ إِنِّي مِنْ قَوْمٍ شِعَارُهُمُ / جُودٌ فَلاَ تُنْكِرُوا نَارِي عَلَى العَلَمِ
أَلاَ مُعْصِمٌ لِلصَّبِّ مِنْ وَشْيِ مِعْصَمٍ
أَلاَ مُعْصِمٌ لِلصَّبِّ مِنْ وَشْيِ مِعْصَمٍ / أَطَلْتُ إِلَيْهِ نَظْرَةَ المُتَوَسِّمِ
فَأَبْقَتْ بِهِ عَيْنِي حُلى مِنْ سَوَادِهَا / وَبَعْضَ سَوَادٍ وَسْطَ قَلْبِي المُتَيَّمِ
وَلَيْسَ خِضَاباً مَا عَلاَهُ وَإِنَّمَا / جَرَى فِيهِ بَعْدَ الدَّمْعِ مَا عَزَّ مِنْ دَمِي
وَلَمْ يُعْدِ مِنِّي اللَّوْنَ لَوْنُ سَوادِهِ / خَلاَ أَنَّنِي أَشْقَى وَقِيلَ لَهُ انْعَمِ
وَعَارِضٌ فِي خَدِّهِ نَبَاتُهُ
وَعَارِضٌ فِي خَدِّهِ نَبَاتُهُ / بِحُسْنِهِ بَيْنَ الوَرَى يَسْحَرُنَا
أَجْرَى دُمُوعِي إِذْ جَرَى شَوْقاً لَهُ / فَقُلْتُ هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا
قَدْ قَارَبَ العِشْرِينَ ظَبْيٌ لَمْ يَكُنْ
قَدْ قَارَبَ العِشْرِينَ ظَبْيٌ لَمْ يَكُنْ / لِيَرَى الوَرَى عَنْ حُبِّهِ سُلْوَانَا
وَبَدَا الرَّبِيعُ بِخَدِّهِ فَكَأَنَّمَا / وَافَى الرَّبِيعُ يُنَادِمُ النُّعْمَانَا
النَّوْمُ عَنْ إِنْسَانِ عَيْنِي نَافِرٌ
النَّوْمُ عَنْ إِنْسَانِ عَيْنِي نَافِرٌ / كَالوَحْشِ لَيْسَ يُقَارِبُ الانْسَانَا
والدَّمْعُ مِنْهَا طَافَ طَوفَاناً فَلاَ / عَجَبٌ إِذَا مَا غَرَّقَ الأَجْفَانَا
وَحَقِّكُمُ مَا زِلْتُ أَسْمَعُ عَنْكُمُ
وَحَقِّكُمُ مَا زِلْتُ أَسْمَعُ عَنْكُمُ / أَحَادِيثَ فَضْلٍ كُلُّهُنَّ حِسَانُ
إِلَى أَنْ حَدَانِي الشَّوْقُ نَحْوَ دِيَارِكُمْ / فَأَرْبَى عَلَى مَا قَدْ سَمِعْتُ عِيَانُ
أَطَارَ الكَرَى عَنْ مُقْلَتِي طَائِرُ البَانِ
أَطَارَ الكَرَى عَنْ مُقْلَتِي طَائِرُ البَانِ / وَبِالوَجْدِ أَفْنَانِي بِمُورِقِ أَفْنَانِ
وَلاَحَ بِأَعْلَى الأَجْرَعِ الفَرْدِ بَارِقٌ / بِسُقْمِيَ أَعْيَانِي وَغَيَّرَ أَعْيَانِي
وَهَيَّجَ أَضْغَانِي فَمَا غَيْرُ لاَعِجٍ / مِنَ الشَّوْقِ أَعْطَانِي بِأَرْحَبِ أَعْطَانِ
وَخَطَّ بِحِبْرِ الدَّمَعِ مَا شَاءَهُ هَوًى / إِلَى المَجْدِ رَقَّانِي بِخَدِّي رَقَّانِ
وَأَعْدَمَنِي التَّسْهِيدُ صَبْرِيَ وَالكَرَى / فَلِي حَيْثُ أَحْزَانِي سَيَكْتُبُ أَحْزَانِي
وَمَا رَقَّ لِي إِلاَّ النَّسِيمُ الَّذِي سَرَى / فَفِي كُلِّ أَحْيَانِي بِرَيَّاهُ أَحْيَانِي
وَمَا كَانَ أَنْسَانِي لَوِ اخْتَرْتُ سُلْوَةً / وَمَا كَانَ أَجْفَانِي وَأَنْحَلَ أَجْفَانِي
وَدُونَ الحِمَى بِالرَّقْمَتِيْنِ مَنَازِلٌ / بَدَتْ كُثُباً لِلصَّبِّ مَا بَيْنَ كُثْبَانِ
مَنَازِلُ أَجْرَى الدَّمْعُ مِنْ أَجْلِهَا دَماً / فَحِلْيَتُهَا مِنْهُ بَدُرٍّ وَعِقْيَانِ
وَمِثْلِيَ وَجْدٌ أَخْرَقَ البَرْقُ جَيْبَهُ / عَلَيْهِ وَهَزَّ البَانُ أَعْطَافَ أَغْصَانِ
وَهَبَّ النَّسِيمُ الحَاجِرِيُّ مُحَمَّلاً / أَحَادِيثَ نُعْمٍ حِينَ مَرَّتْ بِنُعْمَانِ
فَجَمَّعْتُ بَيْنَ المَاءِ وَالنَّارِ ذَاكَ مِنْ / دُمُوعِي وَهَاذِي مِنْ لَوَاعِجِ أَشْجَانِي
وَرَدَّ الصِّبَا وَهْناً رَسُولٌ مِنَ الصَّبَا / بِمَمْشَاهُ أَرْضَانِي فَخَدَّيَّ أَرْضَانِ
وَيَا رُبَّ طَيْفٍ طَافَ بِي مُتَهَلِّلاً / وَبِالجَزْعِ حَيَّانِي وَدُونِيَ حَيَّانِ
وَأَظْهَرَ مِنْ خدٍّ مُفَتَّحَ وَرْدَةٍ / وَمِنْ أَنْمُلٍ رَخْصٍ مُعَلَّقَ سَوْسَانِ
وَغَنَّى عَلَيْهِ الحَلْيُ وَالقَدُّ مَائِسٌ / فَقُلْتُ حَمَامٌ فَوْقَ غُصْنٍ بِبُسْتَانِ
وَمَا رَاعَنِي إِلاَّ الحُدَاةُ هَفَتْ بِهِمْ / مَعَ الصُّبْحِ ذِكْرَى لَمْ تَدَعْ غَيْرَ وَلْهَانِ
كَأَنَّ الفَلاَ وَالبِيدَ مُنْذُ حَوَتْهُمُ / قُلُوبٌ حَوَتْ أَسْرَارَ حُبٍّ وَعِرْفَانِ
كَأَنَّ الدُّجَى فِي مَجْمَرِ البَرْقِ عَنْبَرٌ / يَضُوعُ شَذَاهُ بَيْنَ نُدْمَانِ شُهْبَانِ
كَأَنَّ انْصِدَاعَ الفَجْرِ نَهْرُ حَدَائِقٍ / سَقَى زَهْرَهَا أَوْ دَمْعُ أَحْدَاقِ هَيْمَانِ
كَأَنَّ ضِيَاءَ الصُّبْحِ وَالشَّمْسَ بَعْدَهُ / هِدَايَةُ خَيْرِ الخَلْقِ مِنْ آلِ عَدْنَانِ
نَبِيٌّ كَرِيمٌ طَابَ حَيًّا وَمَيِّتاً / فَزَائِرُهُ جَانٍ ثِمَارَ المُنَى جَانِ
رَؤُفٌ رَحِيمٌ خُصَّ بِاسْمَيْنِ عُظِّمَا / لأَنَّهُمَا لِلَّهِ سُبْحَانَهُ اسْمَانِ
رَسُولٌ أَتَى لِلْخَلْقِ أَجْمَع رَحْمَةً / وَجَاءَ بِنُورٍ لِلأَنَامِ وَفُرْقَانِ
بِهِ بَشَّر الانْجِيلُ عِيسَى بْنَ مَرْيَمٍ / وَبَشَّرَتِ التَّوْرَاةُ مُوسَى بْنَ عِمْرَانِ
وَأَخْبَرَ يُوسُفْ جَدَّهُ بِظُهُورِهِ / غَدَاةَ أَتَاهُ وَهْوَ فِي رَأسِ غِمْدَانِ
إِلَى أَنْ أَرَاهُ اللَّهُ مَوْلِدَهُ الَّذِي / أَرَى خَيْرَ مِصْبَاحٍ بِمِشْكَاةِ أَكْوَانِ
وَآمِنَةٌ أَضْحَتْ بِهِ وَهْيَ كَاسْمِهَا / وَمَا أَمِنَتْ ضُرًّا حَوَامِلُ إِنْسَانِ
فَكَانَ أَخَفَّ النَّاسِ حَمْلاً بِبَطْنِهَا / وَأَثْقَلَهُمْ وَطْأً لأحْزَاب شَيْطَانِ
وَلَمَّا دَنَا وَقْتُ الوِلاَدَةِ أَبْصَرَتْ / عَجَائِبَ لَمْ تَطْرُقْ جَنَاباً لأَذْهَانِ
وَضَاءَتْ لِمَنْ بِالشِّعْبِ مِنْ أَرْضِ مَكَّةٍ / قُصُورٌ بِبُصْرَى مِنْ أَقَالِيمِ حَوْرَانِ
وَإِيوَانُ كِسْرَى ارْتَجَّ كُلَّ ارْتِجَاجَةٍ / وَكَانَ كَمَا تَرْوِيهِ أَعْظَمَ إِيوَانِ
وَأُطْفِيتِ النِّيرَانُ نِيرَانُ فَارِسٍ / وَمُذْ أَلْفِ عَامٍ وَاصَلَتْ وَقْدَ نِيرَانِ
وَكَمْ حَازَ فِي عَصْرِ الصِّبَا مِنْ فَضَائِلٍ / تَأَدَّتْ لَنَا مِنْ بَيْنِ مَثْنَى وَوِحْدَانِ
وَلَمَّا أَتَاهُ الوَحْيُ أَعْطَاهُ رَبُّهُ / عَطَاءً حِسَاباً لَمْ يُعَارَضْ بِحُسْبَانِ
وَأَيَّدَهُ بِالمُعْجِزَاتِ رَوَاتِقاً / فَتُوقَ ضَلالٍ قَدْ أَضَلَّ وَكُفْرَانِ
وَإِنَّ كِتَابَ اللَّهِ أَعْظَمُ آيَةٍ / تَجَلَّتْ فَلَمْ تُنْكِرْ سَنَا الصُّبْحِ عَيْنَانِ
وَشُقَّ لَهُ البَدْرُ المُنِيرُ بِمَكَّةٍ / فَقَالَ اشْهَدُوا لَمَّا بَدَا وَهْوَ نِصْفَانِ
وَفَاضَتْ بِعَذْبِ المَاءِ مِنْهُ أَصَابِعٌ / سَقَتْ كُلَّ حَرَّانِ الجَوانِحِ عَطْشَانِ
وَسَبَّحَ فِي يُمْنَاهُ كَفٌّ مِنَ الحَصَى / بِمَرْأَى أَبِي بَكْرٍ وَمَحْضَرِ عُثْمَانِ
وَحَنَّ إِلَيْهِ الجِذْعُ وَاشْتَدَّ حُزْنُهُ / وَمِنْ قُبْلُ لَمْ تَشْكُ الجُذُوعُ بِفُقْدَانِ
كَأَنَّ الَّذِي غَنَّتْ بِهِ وَهْوُ نَاعِمٌ / مِنَ الوُرْقِ أَعْدَتْهُ بِفَادِحِ أَحْزَانِ
رَسُولٌ أَبَانَ الفَضْلَ فَضْلَ صَحَابَة / أَطَاعُوهُ فِي سِرٍّ كَرِيمٍ وَإِعْلاَنِ
وأَثْنَى عَلَى الأَنْصَارِ فَوْقَ ثَنَائِنَا / عَلَى عَقِبِ الأَنْصَارِ فِي الزَّمَنِ الثَّانِي
مُلُوكِ بَنِي نَصْرٍ وَحَسْبُكَ أَنَّهُمْ / لأَكْرَمُ مَنْ أَجْرى الجِيَادَ بِمَيْدَانِ
هُمُ أَنْجَبُوا خَيْرَ المُلُوكِ مُحَمَّداً / رَفِيعَ العُلاَ والقَدْرِ وَالصِّيتِ وَالشَّأنِ
تَيَسَّرَتْ الآمالُ لِلْخَلْقِ إِذْ دَنَا / وَلاَ غَرْوَ وَالتَّيْسِيرُ يُنْسَبُ لِلدَّانِي
هُمَامٌ كَأَنَّ الأَرْضَ إِنْ سَارَ مسْمعٌ / بِهِ مِنْ صَهِيلِ الخَيْلِ أَبْدَعُ أَلْحَانِ
إِذَا افْتَرَّ ثَغْرُ الحَرْبِ كَانَتْ سُيُوفُهُ / ثَنَايَا لَهُ وَالبَرْقُ ذَوْبَ الدَّمِ القَانِ
وَإِنْ أَبْرَزَتْ كَفًّاً لَهَا فَرِمَاحُهُ / أَنَامِلُ ذَاكَ الكَفِّ مُدَّتْ لِشُجْعَانِ
وَتُرْسِلُ شِعْراً مِنْ عَجَاجٍ خُيُولُهُ / تُرَجِّلُهُ أَيْدِي نُسُورٍ وَعُقْبَانِ
حَبِيبٌ إِلَى الأَوْطَانِ عَادَ وَإِنَّمَا / هُوَ الرُّوحُ كُلُّ الرُّوحِ عَادَتْ لِجُثْمَانِ
وَمَدَّتْ لَهُ غَرْنَاطَةٌ أَيَّ مِعْصَمٍ / مِنَ النَّهْرِ بِالوَشْمِ النَّسِيمِيِّ مُزْدَانِ
وَأَبْدَتْ مِنَ الحَمْرَاءِ أَبْدَعَ مَفْرِقٍ / عَلَيْهِ مِنَ الأَبْرَاجِ أَبْدَعُ تِيجَانِ
وَمَا أَبْصَرَتْ عَيْنٌ كَمِشْوَرِهَا الَّذِي / تُنَاسِبُهُ فِي رِفْعَةٍ هِمَّةُ البَانِي
مُنيفٌ عَلَى كُلِّ المَصَانَعِ شَادَهُ / فَتَى الجُودِ وَالعَلْيَاءِ مِنْ نَسْلِ كَهْلاَنِ
فَمَا لَبَنِي العَبَاسِ فَخْرٌ بِمَا بَنَوْا / وَلاَ لِلْمُلُوكِ الصِّيدِ مِنْ آلِ مَرْوَانِ
وَلِلَّهِ فِي مَغْنَاهُ لَيْلَةَ سَابِعٍ / فَحَيَّا بِروحٍ لاَ يَزَالُ وَرَيْحَانِ
بِهَا تُضْرَبُ الأَمْثَالُ ثُمَّ بِذِكْرِهَا / يُزَمْزِمُ حَادِي الرَّكْبِ مَا بَيْنَ أَظْعَانِ
فَلاَ زَالَ مَوْلاَنَا الإِمَامُ ابْنُ يُوسُفٍ / أَمِيراً وَسُلْطَاناً عَلَى كُلِّ سُلْطَانِ
وَأَخْتِمُ نَظْمِي بِالصَّلاَةِ عَلَى الَّذِي / أَتَى خَاتِماً لِلرُّسْلِ فِي خَيْرِ أَزْمَانِ
وَدَامَ الرِّضَى عَنْ آلِهِ أَنْجُمِ العُلاَ / وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ بِإِحْسَانِ
أَيَا أَحْمَدُ المُرْتَضَى لِلْعُلاَ
أَيَا أَحْمَدُ المُرْتَضَى لِلْعُلاَ / وَمَنْ حَازَ فِي صُنْعِهِ كُلَّ زَيْنِ
تَرَاءَيْتَ فِي العِلْمِ رَوْضاً نَضِيراً / فَلاَ تُنْكِرَنْ خُضْرَةً حَوْلَ عَيْنِ
لَكَ الخَيْرُ عَدْمُ السَّبْكِ أَبْدَلَ نَاظِرِي
لَكَ الخَيْرُ عَدْمُ السَّبْكِ أَبْدَلَ نَاظِرِي / زُمُرُّدَةً مُخْضَرَّةً مِنْ لُجَيْنِهِ
وَلاَ تُنْكِرُوا مَا رَاعَ مِنْ ذَاكَ إِنَّنِي / لَصَائِغُ تِبْرِ القَوْلِ نَاقِدُ شَيْنِهِ
وَلاَ عَجَبٌ إِنْ أَعْوَزَ السَّبْكُ صَائِغاً / فَأَوْجَبَ عَدْمُ السَّبْكِ خُضْرَةَ عَيْنِهِ
لِيَ جَفْنٌ إِذَا ذُكِرْتَ مَعِينْ
لِيَ جَفْنٌ إِذَا ذُكِرْتَ مَعِينْ / لَيْسَ يَأْتِي إِلاَّ بِدَمْعٍ هَتُونْ
جَرَّحَ الخَدَّ رَاوِياً وَهْوَ لاَ يُمْ / سِكُ عَنْهُ لأَنَّهُ ابْنُ مَعِينْ
وَلَوْلاَ ثَلاَثٌ جَاءَ جِبْرِيلُ سَائِلاً
وَلَوْلاَ ثَلاَثٌ جَاءَ جِبْرِيلُ سَائِلاً / لِخَيْرِ الوَرَى عَنْهَا لآثَرْتُ فُقْدَانِي
مَقَامَاتُ إِسْلاَمٍ أَزِيدُ بِفِعْلِهِ / ثَوَاباً وَإِيمَانٍ أُدِيمَ وَإِحْسَانِ
هُوَ الخَطْبُ هَلْ عَجَّتْ بِهِ قَيْسُ عَيْلاَنِ
هُوَ الخَطْبُ هَلْ عَجَّتْ بِهِ قَيْسُ عَيْلاَنِ / عَجِيجَ الحَجِيجِ اسْتَقْبَلُوا شِعْبَ نُعْمَانِ
وَهَلْ تَرَكُوا حُمْرَ القِبَابِ لِوَقْعِهِ / سَوَارِيَ فِي لَيْلَيْ هُمُومٍ وَأَحْزَانِ
وَهَلْ غَادَرُوا الجُرْدَ الجِيَادَ خَوَابِطاً / كَمَلْقَى سُيُوفٍ أَوْ عَوَامِلِ مُرَّانِ
مَضَى رَبُّ قَيْسٍ وَابْنُ رَافِعِ مُجْدِهَا / ثُمَالَ مَعَدٍّ حَيْثُ كَانَ وَعَدْنَانِ
مَضَى الفَارِسُ المِغْوَارُ يَزْحَفُ لِلْوَغَى / عَلَى كُلِّ مُسْوَدِّ النَّوَاشِرِ حَسَّانِ
مَضَى العَالِمُ البَحْرُ الَّذِي خَضَعَتْ لَهُ / رَقَابُ المَعَانِي فَهْيَ وَالجَيْشُ سِيَّانِ
أَرَى الحَيَّ قَدْ أَكْدَى الرَّكَائِبَ بَعْدَهُ / بِمُشْكِلِ نَوْحٍ لاَبِحَدْوٍ وَأَلْحَانِ
وَشَبُّوا لِمَنْ أَمُّوا المَفَاوِزَ فِي الدُّجَى / مِنَ الحُزْنِ وَالبَلْوَى مَوَاقِدَ نِيرَانِ
وَسَالَ دَمُ الأَجْفَانِ وَالكَرْمِ حَيْثُ لَمْ / تَزَلْ تَزْحَمُ الضِّيفَانُ أَمْوَاجَ ضِيفَانِ
نَشَدْتُكُمْ هَلْ طَابَ لِلْعِيسِ وِرْدُهَا / وَهَلْ رَاقَهَا مَرْعى لِحِمْضٍ وَسَعْدَانِ
وَهَلْ أَرْضَعَتْ أَمُّ الحِوَارِ حِوَارَهَا / وَأَفْهَقَ مِنْ رَسْلٍ عَلَى الشَّوْلِ فَقْهَانِ
وَهَلْ رَجَعَتْ أَيْدِي الكُمَاةِ سُيُوفَهَا / وَقَرَّ الأَصَمُّ الصِّرْفُ فِي كَفِّ شَيْحَانِ
أَلاَ إِنَّ قَيْساً بَعْدَ يَوْمِ ابْنِ عَاصِمٍ / لأَنْضَاءُ أَحْزَانٍ وَأَذْوَاءُ فُقْدَانِ
وَتَبًّا لِدَهْيَاءَ اسْتَطَارَ شَرَارُهَا / كَمَا لَعِبَتْ هُوجُ الرِّيَاحِ بِكُثْبَانِ
فَقَدْنَ الأَغَرَّ النَّدْبَ لاَحَتْ قِبَابُهُ / فَلَسْتَ تَرَى مِنْ حَوْلِهَا عَيْنَ جَذْلاَنِ
وَلَمْ أَرَ يَا لِلْقَوْمِ غَيْرَ مُصَابِهِ / سَوَاءٌ بِهِ قَحْطَانُ أَوْ آلُ عَدْنَانِ
بَكَتْ مُضَرُ الحَمْرَاءُ مِنْهُ ابْنَهَا الَّذِي / مَضَى كَالْحَيَا الهَتَّانِ عَنْ شِعْبِ بَوَّانِ
وَكَرَّ إِلَى إِخْوَانِهِ مُوقِظَ الأَسَى / فَمَا هَمَدَتْ فِي الحُزْنِ آثَارُ هَمْدَانِ
وَعَامِلَةٌ لَمْ يُلْفَ مِنْ عَمَلٍ لَهَا / سِوَى رَفْضِ سُلْوَانٍ وَتَجْدِيدِ أَشْجَانِ
وَأَثْقَلَ بَثُّ الخَزْرَجِيِّينَ كَاهِلاً / لِكُلِّ صَرِيحِ المَجْدِ فِي سِرِّ كَهْلاَنِ
وَفِي كَلْبٍ اصْطَفَّتْ عَلَيْهِ نَوَائِحٌ / كَمَا زَجَرَ العَيَّافُ مَنْعِبَ غِرْبَانِ
فَمَنْ لِلْخُيُولِ الأَعْوَجِيَّةِ ضُمَّراً / يُرَوِّي صَدَاهَا مِنْ عَبِيطِ الرَّدَى القَانِي
وَمَنْ لِلسُّيُوفِ المَشْرَقِيَّاتِ يَخْتَلِي / بِهَا الهَامُ يَوْمَ الزَّحْفِ فِي كُلِّ مَيْدَانِ
وَمَنْ لِرِمَاحِ الخَطِّ فِي حَوْمَةِ الوَغَى / يُقَصِّمُهَا مَا بَيْنَ مَثْنَى وَوِحْدَانِ
وَمَنْ لأَيَامَى الحَيِّ تَشْكُو ظَما حَشاً / صَدِيٍّ لِعَرْفٍ لاَ يَغِبُّ وَإِحْسَانِ
وَمَنْ لِلضُّيُوفِ الخَابِطِينَ لَهُ الفَلاَ / عَلَى كُلِّ مِيفَاضٍ كَهَمِّكَ مِظْعَانِ
وَمَنْ لِلْعُلُومِ النَّازِعَاتِ إِلَى العُلاَ / مُتِيحٌ لِوِرْدٍ أَوْ مُقِرٌّ بِإِعْطَانِ
وَمَنْ لِسِجَالِ العِلْمِ أَوْ لِغُرُوبِهَا / مُجِيلٌ إِذَا حَانَتْ مَرَثَّةُ أَشْطَانِ
وَمَنْ فِي النَّوَادِي الغُرِّ لِلْخُطَبِ الَّتِي / يُقَصِّرُ عَنْ إِدْرَاكِهَا قِسُّ سَحْبَانِ
وَمَنْ يُكْسِبِ الأَحْلاَمَ صَنْعَةَ رِيدَةٍ / وَشُغْلَ سَحُولٍ إِنْ وَشَى ذَاتَ عُنْوَانِ
شَهِدْتُ لَقَدْ أَبْقَى عَلَى المُلْكِ رَوْنَقاً / وَلاَ رَوْنَقُ الصَّهْبَاءِ فِي عَيْنِ نَشْوَانِ
وَخَلَّفَ أَكْبَادَ المُلُوكِ لِفَقْدِهِ / تُنَاشُ لِخَفَّاقٍ مِنَ البَثِّ حَرَّانِ
أَخَالاَهُ خَانَ الصَّبْرُ بَعْدَكَ وَانْتَحَتْ / لَوَاعِجُ وَجْدٍ بِالأَسَى غَيْرَ حَرَّانِ
وَلَمْ يَبْقَ عِنْدِي مُذْ رُزِئْتُكَ جَانِبٌ / كَأَنِّي أَخُو عُتْبَانَ مِنْ بَعْدِ عُتْبَانِ
وَكَمْ قَسَّمَ الأَرْزَاءَ فِي سَاحَةِ البِلَى / بَنُو الحُزْنِ عَجُّوا بَيْنَ شِيبٍ وَشُبَّانِ
وَكَانَ لَنَا شَّرُّ القَسِيمِ كَأَنَّنَا / بِعَيْنِ أَبَاغٍ قَاسِمُو آلَ شَيْبَانِ
رُزِئْنَا بِزَاكِي الخَيْمِ مُبْيَضَّ طَرْفِهِ / بِأَكْرَمِ مِطْعَامٍ وَأَشْرَفِ مِطْعَانِ
جَعَلْتُ أَلُومُ القَلْبَ عِنْدَ نَعِيِّهِ / وَقَدْ طَارَ فِي مَهْوَى الأَسَى جِدّ وَلْهَانِ
وَأَرْمي فُؤَادِي بالشُّجُونِ رَبَتْ كَمَا / رَمَى الشَّنْفَرَى بِالحَرْبِ مِئْزَرَ لِحْيَانِ
وَأَسْتَبْطِىءُ البَلْوَى وَقَدْ جَدَّ جِدُّهَا / كَمَا اسْتَبْطَأَ الغَارَاتِ عُمْرُو بْنُ نُعْمَانِ
وَبالجَزْعِ مِنْ غَرْنَاطَةٍ قَبْرُ مَاجِدٍ / بِهِ نُسِيَتْ آثَارُ قَبْرٍ بِحُلْوَانِ
سَقَاهُ عَلَى الإمْرَاعِ كُلُّ مُجَلْجِلٍ / مِنَ الغَيْثِ هَطَّالِ العَشِيَّاتِ هَتَّانِ
إِذَا حَرَّكَتْهُ فِي البُرُوقِ سِيَاطُهَا / رَمَتْ بِعِشَارِ المُزْنِ فِي كُلِّ بُسْتَانِ
مُكِبًّا بِأَكْنَافِ الرِّيَاحِ دَوَالِحاً / كَمَا ازْدَحَمَ الرَّكْبُ المُخِبُّ بِعَسْفَانِ
وَلاَ زَالَ يَنْدَى فَوْقَهُ كُلُّ سَجْسَجٍ / مِنَ الظِّلِّ مَحْفُوفٍ بِروحٍ وَرَيْحَانِ
وَلَوْلاَ العَوَادِي المُزْرِيَاتِ لَزُرْتُهُ / وَعَادَتْ إِلَى تِلْكَ الأَبَاطِحِ أَظْعَانِي
وَصَاحَبْتُ فِي خَوْضِ البِحَارِ عِصَابَةً / هُمُ مَا هُمُ فِي المَجْدِ أَيْسَارَ لُقْمَانِ
وَلَكِنَّنِي أَغْشَاهُ بِالرُّوحِ زَائِراً / وَإِنْ لَمْ يَزُرْهُ مُذْ خَبَا الحَدُّ جُثْمَانِي
وَإِنِّي بِهِ عَمَّا قَرِيبٍ لَلاَحِقٌ / وَظَنِّيَ أَنَّ الدَّارَ جَنَّةُ رِضْوَانِ
أَحِنُّ حَنِينَ العِيسِ إِنْ هِيَ نَحْوَكُمْ
أَحِنُّ حَنِينَ العِيسِ إِنْ هِيَ نَحْوَكُمْ /
وَمَهْمَا جَرَتْ أَجْفَانُ مَاءٍ إِلَيْكُمُ / جَرَى إِثْرَهَا شَوْقاً لَكُمْ مَاءُ أَجْفَانِي
إِنَّ الخُمولَ تَلُوحُ بَيْنَ عِرَاصِ
إِنَّ الخُمولَ تَلُوحُ بَيْنَ عِرَاصِ / بِتَعَلُّلِ العُشَّاقِ ذَاتِ نَوَاصِ
وَفَوَارِسٍ ذَابَتْ هَوًى فِمِنَ الهَوَى / تَبْغِي المَنَاصَ وَلاَتَ حِينَ مَنَاصِ
وَعَشَائِرٍ رَحَلُوا ضُحًى وَقُلُوبُهُمْ / بَيْنَ الخِيَامِ ثَوَيْنَ وَالأَخْصَاصِ
كُحْلُ العُيُونِ رَمَتْ بِبِيضِ سُيُوفِهِمْ / وَالحَرْبُ آخِذَةٌ لَهُمْ بِنَوَاصِ
وَعَنَتْ عَلَى حُكْمِ الهَوَى خرْصَانُهُمْ / لِصَوَاحِبِ الأَسْلاَكِ وَالأَخْرَاصِ
وَلَقَدْ تَخِذْتُ كِرَامَهُمْ لِي أُسْوَةً / فِي الحُبِّ مَبْذُولٌ لَهُمْ إِخْلاَصِي
وَلَدَيْهِمُ دَمْعِي أَطَاعَ صَبَابَتِي / لَكِنَّهُ لِلْخَطْبِ يُطْرِقُ عَاصِي
وَبِصِدْقِ حُبِّي لاِبْنِ نَصْرٍ فِي المَلاَ / أَزْهَى عَلَى الدَّانِي بِهِ وَالقَاصِي
مَلِكُ المُلُوكِ وَمُحْرِزُ الشَّرَفِ الَّذِي / نَاصَى النُّجُومَ فَكَانَ خَيْرَ مُنَاصِ
وَالوَارِثُ المَجْدَ الَّذِي شَهِدَتْ بِهِ / فِي عَبْدِ شَمْسٍ سَادَةُ الأعْيَاصِ
مَجْدٌ كَقُرْصِ الشَّمْسِ بَادٍ فَضْلُهُ / أَبَداً عَلَى مَا عَنَّ مِنْ أَقْرَاصِ
مُتَدَفِّقٌ عِلْماً يُغَصُّ بِرِيقِهِ / مَنْ جَاءَ يَخْصِمُ أَعْظَمَ الإِغْصَاصِ
مِنْ خَائِضٍ بَحْرَ المَعَارِفِ سَابِحٍ / فِيهِ عَلَى دُرٍّ بِهِ غَوَّاصِ
وَإِذَا العُلُومُ عَلَى سِوَاهُ اسْتُعْوِصَتْ / طَاعَتْ لَهُ وَأَبَتْ عَلَى اسْتِعْوَاصِ
بَاكٍ لِذِكْرِ اللَّهِ جَلَّ مُوَاصِلٌ / زَاكٍ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ مُوَاصِ
فِي الزُّهْدِ وَالعِلْمِ الإِلهِي اقْتَدَى / بِالشَّيْخِ بَرْهِيمَ الرِّضَى الخَوَّاصِ
وَالنَّفْسُ أَشْخَصَهَا لِتُدْرِكَ سِرَّهُ / أَكْرِمْ بِهِ وَبِذَلِكَ الإِشْخَاصِ
وَلِمُلْكِهِ العُلَمَاءُ صَارُوا شِيعَةً / كَالمَاكِنِي العَالِمِ الرَّقَّاصِ
وَمُحِبَّهُ فِي الكُتْبِ مَذْكُورٌ كَمَا / ذُكِرَ المُفَضَّلُ مِنْ بَنِي الجَصَّاصِ
وَبِمَدْحِهِ أَرْضَيْتُ أَنْدَلُساً كَمَا / أَرْضَى تُلِمْسَانَ بَنُو الرَّصَّاصِ
خَيْرُ المُلُوكِ تَفَاوَتُوا لَكِنَّهُمْ / شَهِدُوا لَهُ بِالفَضْلِ دُونَ تَعَاصِي
أَغْلَى مَعَالِيهِ وَأَرْخَصَ مَالَهُ / وَالفَضْلُ فِي الإِغْلاَءِ وَالإِرْخَاصِ
وَبِحَمْدِهِ قَدْ شَرَّفَ الحِبْرَ الَّذِي / يَغْشَاهُ لاَ بِالزَّاجِ وَالإِعْفَاصِ
غَرْنَاطَةٌ فَخَرَتْ بِبَحْرِ عُلُومِهِ / وَحَمَاةُ لَمْ تَفْخَرْ بِغَيْرِ العَاصِ
آوٍ إِلَى حَسَبٍ لَهُ فَضْلٌ عَلَى / ذَهَبٍ بِأَيْدِي النَّاقِدِينَ خَلاَصِ
مِنْ آلِ خَزْرَجَ فِي الذَّوَائِبِ عِيصُهُ / بَدْرُ المَفَاخِرِ أَكْرَمُ الأَعْيَاصِ
مِنْ عِلْيَةِ الأَنْصَارِ مِنْ صُيَّابَةٍ / صُبُرٍ عَلى نَصْرِ النَّبِي حِرَاصِ
مِنْ آلِ سَعْدِ الخَزْرَجِ بْنِ عُبَادَةِ / بْنِ دُلَيْمٍ المُوتَى لأَخْذِ قِصَاصِ
مِمَّنْ نَمَى قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ ذُو النَّدَى / وَعَلاَ مُصَاصٌ مُنْجِبٌ لِمُصَاصِ
مِنْ آلِ نَصْرٍ مِنْ مُلُوكٍ قَادَةٍ / يَحْمُونَ خَيْرَ مَنَازِلٍ وَعِرَاصِ
القَاتِلينَ المَحْلَ بِالجُودِ الَّذِي / أَزْرَى بِصَوْبِ الوَابِلِ العَرَّاصِ
وَهُمُ الأُلَى أَفْعَالُهُمْ قَدْ أَعْرَبَتْ / عَنْ خَيْرِ أَشْيَاخٍ لَهُمْ وَأَصَاصِ
لَبِسُوا قَمِيصَ البَأسِ أَحْمَرَ وَارْتَدُوا / بِرِدَائِهِ وَالخَيْلُ ذَاتُ قِمَاصِ
وَالرَّافِعُونَ النَّارَ فَوْقَ شَواهِقٍ / نَحْرُ القِلاَصِ بِهَا مُنَى القَلاَّصِ
وَالمُخْمِصُونَ رَوَاحِلَ المُدَّاحِ فِي / عَرْضِ الفَيَافِي أَحْمَدَ الإِخْمَاصِ
نَكَصَ العِدَى وَاسْتَنْكَصُوا وَهُمْ هُمُ / مَا مِنْهُمُ مَنْ عِيبَ بِاسْتِنْكَاصِ
وَتَشاغَلُوا بِالخَوْصِ فِي بَحْرِ الرَّدَى / كَتَشَاغُلِ البَحْرِيِّ بِالكَبَّاصِ
وَعَلَى مَعَانِي الفَضْلِ نَصُّوا وَالعُلاَ / فَالفَضْلُ كُلُّ الفَضْلِ لِلنَّصَّاصِ
وَحَدِيثُهُمْ قَصُّوا عَلَى كُلِّ امْرِىءٍ / أَصْغَى فَكَانُوا أَفْصَحَ القُصَّاصِ
وَهُمُ الأُلَى رَصُّوا مَبَانِي مَجْدِهِمْ / فَنَمَا وَدَامَ الفَضْلُ لِلرَّصَّاصِ
وَبِغِبْطَةٍ خَصُّوا الَّذِينَ قُلُوبُهُمْ / مُلِئَتْ بِمَحْضِ الحُبِّ لِلْخُصَّاصِ
وَالكُفْرُ قَدْ حَصُّوا قَوَادِمَهُ الَّتِي / طَالَتْ فَكَانَ الفَخْرُ لِلْحَصَّاصِ
وَبِكُلِّ فَحْصِيٍّ هُمُ قَدْ أَفْصَحُوا / فَشُعُوبُ فَاحِصَةٌ عَنِ الإِفْحَاصِ
وَالجَامِعُونَ مِنَ العُلاَ وَالمَجْدِ مَا / قَدْ كَانَ مُفْتَرِقاً مِنَ الأَشْقَاصِ
وَسَلِيلُهُمْ هَذَا وَحَسْبُكَ مُنْزِلٌ / أَعْدَاءَهُمْ مِنْ مَانِعَاتِ صِيَاصِ
وَمَصِيرُهُمْ صَرْعَى عَلَى عُفْرِ الثَّرَى / بطعان لاَ نُكْسٍ وَلاَ نُكَّاصِ
وَلَقَدْ جَلاَ مِنْهُ عَرِينُ الحَرْبِ عَنْ / أَسَدٍ لآسَادِ الشَّرَى قَنَّاصِ
قَدْ حَاصَ عَنْهُ كُلُّ قِرْنٍ فِي الوَغَى / فَالمَوْتُ مِنْ قَصْدٍ لَهُ بِمَحَاصِ
أَسْمَى خَصِيصٍ لِلتكَرُّمِ وَالعُلاَ / كُلٌّ حَبَاهُ بِأَكْرَمِ الإِخْصَاصِ
وَالرُّومُ أَخْرَجَهُمْ مِنَ الدُّورِ الَّتِي / سَمَّوْا فَسَائِحَهَا العُلاَ بِبَصَاصِ
وَحَلاَ لَنَا مِنْهُمْ بِكُلِّ مُبَوَّءٍ / بَيْتٌ يُسَمَّى عِنْدَهُمْ بِبَلاَصِ
وَعدَتْ تَقُصُّ شُعُورَهُمْ بِيضُ الظُّبَا / حَتَّى رَمَتْ لَيْلَ الرَّدَى بِقَصَاصِ
يَشْكُو بِدَاءِ الطَّعْنِ مَنْ لاَقَى كَمَا / يَشْكُوا أَخُو ذَرٍّ بِدَاءِ قُعَاصِ
بِأَبِي عُبَيْدَةَ فِي الحُرُوبِ قَدْ اقْتَدَى / وَابْنِ الأَصِيلِ عَلَى أَبِي وَقَّاصِ
وَحَكَى مُعَاوِيَةَ نَدًى وَدَهَاؤُهُ / كَدَهَاءِ عَمْرٍو ذَلِكَ ابْنِ العَاصِ
وَأَمَاتَ بالإِقْعَادِ لِلأَرْضِ العِدَى / وَأَفَادَهُمْ بِالحَرْبِ بِالإِقْعَاصِ
وَأَدَاخَ أَرْضَهُمُ بِكُلِّ كَتِيبَةٍ / بِالضَّرْبِ وَالطَّعْنِ الدَّرَاكِ تُوَاصِي
وَبِزَحْفِهَا الأَنْهَارُ مَا مِنْ مَصَّةٍ / فِيهَا تُبَرِّدُ غُلَّةَ المَصَّاصِ
لَمْ يُبْقِ تَيناً لاَ وَلاَ عِنَباً بِهَا / كَلاَّ وَلاَ شَيْئاً مِنَ الإِجَّاصِ
وَأَصَارَهَا قَاعاً لَعَمْرِي صَفْصَفاً / لِمُرِيدِ سُقْيَاهَا السَّحَابُ عَوَاصِ
وَخَلَتْ مِنَ الرَّاعِي وَمِنْ ثَاغٍ بِهَا / فَالأُسْدُ لَمْ تَنْهَضْ إِلَى اسْتِفْرَاصِ
وَمِيَاهُهَا جَفَّتْ وَغَوْراً أَصْبَحَتْ / فَالمَوْتُ فِيهَا عَادِمٌ لِمَغَاصِ
والظِّلُّ ظِلُّ العَيْشِ أَقْلَصَ عَنْ بَنِي / يعضو وَلَكِنْ أَسْرَعَ الإِقْلاَصِ
وَأَتَى النَّصَارَى الغُلْفُ فِي جَيْشٍ غَدَا / يَسْطُو بِأَهْلِ مَآثِمٍ وَمَعَاصِي
جَيْشٌ خَصَاصُ السُّحْبِ سُدَّ بِنَقْعِهِ / فَالسُّحْبُ مَاثِلَةٌ بِغَيْرِ خَصَاصِ
وَلَقَدْ قَضَى فِي بَيْعِ آجَالِ العِدَى / لِلْمُشتَرِينَ بِرُخْصَةِ اسْتِرْخَاصِ
أَخَذَ الرِّدَا بِعِقاصِهِمْ وَأَرَى الرَّدَى / لَمْ يَرْضَ أَخْذَهُمُ بِغَيْرِ عِقَاصِ
وَلَرُبَّ قَوْمٍ مِنْهُمُ خَافُوا العِدَى / فَأَتَوْهُ بَعْدَ تَنَاصُبٍ وَتَنَاصِي
حَقَنُوا دِمَاءَهُمُ بِأَمْرٍ عَاجِلٍ / حَقْنَ البُحَيْرَةِ مَاءَهَا بِعِفَاصِ
وَلَهُ الكَمَالُ قَدِ اسْتُخِصَّ وَإِنَّمَا / سَرَّ الغَمَامُ الرَّوْضَ بِاسْتِخَصَاصِ
وَكَمِ اسْتَقَصَّ لِكُلِّ مَظْلُومٍ أَتَى / مِنْ ظَالِمِيهِ أَعْظَمَ اسْتِقْصَاصِ
يَعْنُو لَهُ فِي غَرْبِهِ مَنْ كَانَ مِنْ / صِنْهَاجَةٍ وَيَذِلُّ كُلُّ مَجَاصِ
وَيَخَافُهُ فِي شَرْقِهِ الكَعْبيُّ وال / قَرْفِيُّ وَالتَوْبِيُّ وَالدِّلْهَاصِ
وَتَخَافُهُ أَيْضاً رِيَاحٌ كُلُّهَا / رَهْطُ الَّذِي يُكْنى أَبَا عَصَّاصِ
وَلَهُ بِذَاكَ القُطْرِ حَيْثُ ظَمَا الرَّدَى / خَضَعَ الفَوَارِسُ جِيرَةُ الغَمَّاصِ
للجود والنعمى تَدَانٍ إِنْ دَنَا / إِيهٍ وَلِلْبُخْلِ المُلِيمِ تَقَاصِ
وَلِجَ المَسَامِعَ مَدْحُهُ الأَهْدَى كَمَا / وَلِجَ الكِتَابُ كِنَانَةَ الرَّقَّاصِ
مَا أَمَّلَ القَوْمُ العُتَاةُ خَلاَصَهُمْ / إِلاَّ وَعَاجَلَهُمْ بِغَيْرِ خَلاَصِ
وَلَّى وأَدْبَرَ عَنْ حِمَاهُ عَدُوُّهُ / وَالحَرْبُ تَدْعُوهُ إِلَى اسْتِقْصَاصِ
فَكَأَنَّهُ الشَّيْطَانُ مَدَّ مُؤَذِّنٌ / صَوْتاً فَأَدْبَرَ مُسْمِعاً لِحَصَاصِ
وَإِذَا تَزيِدُ عُدَاتُهُ فِي عَدِّهَا / لَمْ تُعْتَبَرْ كَالحُكْمِ فِي الأَوْقَاصِ
لَكِنَّهُمْ أَسْرَى بِلاَدِهِمُ إِلَى / أَنْ يَخْرُجُوا كَالطَّيْرِ فِي الأَقْفَاصِ
وَبِرُعْيِهِ قَدْ قَيَّدَ الأَسْرَى فَلَمْ / تَحْتَجْ لِمَنْ سَمَّوْهُ بِالقَلاَّصِ
يَا صَاحِ لُذْ بِجَنَابِهِ تُعْطَى المُنَى / وَالعَاذِلاَتُ عَلَى التَّغَرُّبِ عَاصِ
وَإِذَا مَثَلْتَ فَبَابُهُ قِبَلُ العُلاَ / وَجَمِيعُ أَمْلاَكِ البَسِيطَةِ خَاصِ
وَأُطِيعَ أَيّ إِطَاعَةٍ كَالشَّمْعِ لِلْ / مُجْرِي لَهُ وَالجِصِّ لِلْجَصَّاصِ
وَأَطَاعَهُ الشِّعْر الَّذِي أَرْبَى عَلَى / مُعْتادِهِ فِي الطُّولِ لِلْقَصَّاصِ
حَامِي الحَقِيقَةِ لِلْكُمَاةِ مُغَافِصٌ / بِضِرَابِهِ والطَّعْنِ أَيَّ غِفَاصِ
مَاضٍ كَسَيْفٍ أَخْلَصَتْهُ قُيُونُهُ / لِلْحَامِدِينَ مَعِيَّةَ الإِخْلاَصِ
حَسَدَتْهُ أَنْجُمُ أُفْقِهِ فَكَأَنَّمَا / بَطْنُ البَطِينِ أُصِيبَ بِالإِمْغَاصِ
عَنْ كُلِّ عِلْمٍ لَمْ يَزَلْ مُسْتَفْحِصاً / وَالجِدُّ جِدٌّ أَحْسَنَ اسْتِفْحَاصِ
وَلَدَيْهِ فِي المَعْقُولِ خَيْرُ إِمَامَةٍ / كَالشَّيْخِ نَجْمِ الدِّينِ ذَاكَ الخَاصِ
وَشَأَى الحَرِيرِيَّ الَّذِي بِبَيَانِهِ / أَغْرَى وَجَاءَ بِدُرَّةِ الغَوَّاصِ
وَهْوَ الجَوَادُ عَلَى الغِنَى مُسْتَحْرِصٌ / لِلْقَاصِدِيهِ أَيَّمَا اسْتِحْرَاصِ
وَلَهُ اسْتَرَصَّ الدِّينُ مَبْنَاهُ الَّذِي / مَا زَالَ يَعْلُو بَعْدُ بِاسْتِرْصَاصِ
وَلَقَدْ رَوَى الرُّهْبَانُ عَنْهُ لِلْوَرَى / قِصَصاً كَمَا يَرْوُونَ عَنْ مِقْلاَصِ
مَنْ ظَلَّ يَخْدِمُ غَيْرَهُ مِنْ بَعْدِهِ / حَاكَى مُعَاوِضَ فِضَّةٍ بِرَصَاصِ
مَا إِنْ تَقَلَّصَ ظِلُّ نُعْمَى كُلِّ مَنْ / وَافَى إِلَيْهِ مُنْصِفاً لِقلاَصِي
ذَاكَ ابْنُ يُوسُفَ ذُو الفَخَارِ مُحَمَّدٌ / ذُو الشَّخْصِ يَفْضُلُ سَائِرَ الأَشْخَاصِ
مَا زَالَ يُجْزِلُ فِي النَّوَالِ وَأَنْعُماً / لاَ عَنْ سُؤَالٍ مُوجِبِ اسْتِخْلاَصِ
فَكَأَنَّنِي وَفَّيْتُ حَقَّ تَوَكُّلٍ / فَرُزِقْتُ رِزْقاً جَلَّ عَنْ إِعْوَاصِ
كَالطَّيْرِ إِذْ تَغْدُو خِمَاصاً ثُمَّ مِنْ / بَعْدِ الغُدُوِّ تَرُوحُ غَيْرَ خِماصِ
وَلِمَدْحِهِ التَّيْسِيرُ دَامَ فَلَمْ يَكُنْ / مَعْنَاهُ لِلأَفْهَامِ بِالمُعْتَاصِ
وَبِهِ سَمَا مُهْدِيهِ فِي غَرْنَاطَةٍ / فَكَأَنَّهُ فِي سَبْتَةِ ابْنِ خَلاَصِ
مَا زَالَ يَبْلُغُ مِنْ مُنَاهُ أَقَاصِياً / تَقْضِي حُقُوقَ المَجْدِ بَعْدَ أَقَاصِ
بَدَا عَارِضُ المَحْبُوبِ فَاحْمَرَّ خَجْلَةً
بَدَا عَارِضُ المَحْبُوبِ فَاحْمَرَّ خَجْلَةً / وَأَهْدَى لَهُ وَرْداً بِهِ الحُسْنُ نَاهِضُ
وَقُلْتُ لَهُ لاَ تُنْكِرِ الوَرْدَ نَاضِراً / فَقَدْ سَالَ فِي خَدَّيْكَ مِنْ قَبْلُ عَارِضُ
حَظِيتَ بِعِزِّ المُلْكِ وَالشَّرَفِ المَحْضِ
حَظِيتَ بِعِزِّ المُلْكِ وَالشَّرَفِ المَحْضِ / وَمَكَّنَ تَمْكِيناً لَكَ اللَّهُ فِي الأرْضِ
وَفَضَّلَكَ الرَّحْمَنُ بِالعِلْمِ وَالتُّقَى / فَقُمْتَ بِمَا يُرْضِيهِ فِي النَّفْلِ والفَرْضِ
وَأَصْبَحْتَ فِي الأَمْلاَكِ أَمْجَدَ أَوْحَداً / تَحُضُّ عَلَى دِينِ النَّدَى أَيَّمَا حَضِّ
نَمَاكَ إِلَى العَلْيَاءِ كُلُّ خَلِيفَةٍ / بِأَمْرِ إِلَهِ العَرْشِ فِي خَلْقِهِ يَقْضِي
فَيَا لَكَ مِنْ ذُرِّيَّةٍ ظَلَّ بَعْضُهَا / كَمَا شَاءَهُ المَجْدُ المُؤَثَّلُ مِنْ بَعْضِ
عَدُوُّكَ أَضْحَى بِالرِّمَاحِ مُجَدَّلاً / وَذَاقَ مِنَ الإِذْلاَلِ مَضًّا عَلَى مَضِّ
وَقَدْ كَانَ يَشْقَى بِالنَّدَامَةِ قَبْلَهَا / فَمَهْمَا خَلاَ أَدْمَى الأَنَامِلَ بِالعَضِّ
سَعَى فِي افْتِرَاقِ الشَّمْلِ ظُلْماً فَرَأْسُهُ / مَعَ الجِسْمِ فِي أَيِّ افْتِرَاقٍ وَفِي نَقْضِ
هَنِيئاً فَهَذَا العَصْرُ نَحْوَكَ قَدْ أَتَى / بِسَعْدٍ لأَبْكَارِ البَشَائِرِ مُفْتَضِّ
وَمَلْكٌ كَرِيمٌ طَاهِرٌ وَمُطَهَّرٌ / لَهُ الصَّوْنُ كُلُّ الصَّوْنِ حَسْبُكَ لِلعِرْضِ
قَدِمْتَ عَلَيْنَا بِالجُيُوشِ وَإِنَّمَا / قَدِمْتَ بِأُسْدٍ سُرَّعٍ الوَثْبِ وَالرَّمْضِ
عَلَى كُلِّ طِرْفٍ سَابِغِ الذَّيْلِ سَابِقٍ / يَكَادُ يُذِيبُ اللَّجْمَ بِاللَّوْكِ وَالرَّضِّ
جِيَادٌ تَمَلُّ العَيْنُ مِنْ طُولِ شَأْوِهَا / وَلَكِنَّهَا مَا إِنْ تَمَلُّ مِنْ الرَّكْضِ
شَهِدْتُ لَقَدْ أَطْلَعْتَ غُرَّ كَتَائِبٍ / إِذَا عَرَضَتْ أَذْكَرْنَنَا مَوْقِفَ العَرْضِ
تُرِي النَّقْعَ سُحْباً أُثْقِلَتْ بِدَمِ العِدَى / فَبَرْقُ الظُّبَا مَا بَيْنَهَا صَادِقُ الوَمْضِ
إِذَا خَفَقَتْ أَعْلاَمُهَا فَرِمَاحُهَا / كَأُنْمُلِ آسٍ فِي الحُنُوِّ عَلَى نَبْضِ
حَمَيْتَ حِمَى الإِسْلاَمِ فَاللَّهُ رَبُّنَا / يُضَاعِفُ مَا قَدَّمْتَ مِنْ حَسَنِ القَرْضِ
إِذَا مَا دَنَا مِنْ أُفْقِ مُلْكِكَ مَارِدٌ / رَمَاهُ بِنَجْمٍ مِنْ سِنَانِكَ مُنْقَضِّ
لَكَ اللَّهُ مِنْ مَوْلًى لِسَيْفِكَ مُنْتَضٍ / ولِلطَّرْفِ فِي يَوْمِ الوَغَى أَبَداً مُنْضِ
يَنَامُ الرَّعَايَا تَحْتَ ظِلِّ أَمَانِهِ / وَأَجْفَانُهُ لَمْ تَكْتَحِلْ سِنَةَ الغَمْضِ
هُمَامٌ إِذَا مَا هَمَّ أَمْضَى عَزِيمَةً / هِيَ السَّيْفُ بَلْ بِالسَّيْفِ تُزْرِي إِذَا تَمْضِي
تُثِيرُ أَجَمَّ النَّقْعِ كُحْلاً جِيَادُهُ / إِذَا الشُّهْبُ فِي الآفَاقِ كَالأَعْيُنِ المُرْضِ
نَهُوضٌ إِلَى الأَعْدَاءِ لاَ نَعْلُ بَأْسِهِ / تَزِلُّ وَلاَ مَمْشَاهُ لِلْحَرْبِ ذُو دَحْضِ
يُمِيطُ عَجاجَ الخَيْلِ أَسْوَدَ حَالِكاً / فَيَكْشِفُ عَنْ وَجْهٍ مِنَ النَّصْرِ مُبْيَضِّ
مُحَمَّدٌ المَحْبُوُّ مِنْ يُوسُف الرِّضَى / فَأَيُّ رِضًى بِالسَّعْدِ أَحْكَامُهُ تَقْضِي
أَخُو الرُّشْد سُنِّيٌّ وَلَكِنْ حُسَامُهُ / يَديِنُ مَعَ الآجَالِ فِي الحَرْبِ بِالرَّفْضِ
وَطَبَّقَ آفَاقَ البَسِيطَةِ مَدْحُهُ / فَسَارَ مَسِيرَ الشَّمْسِ فِي الطُّولِ وَالعَرْضِ
كَرِيمٌ عَلَى التَّعْذَالِ لِلْمَالِ مُسْخِطٌ / وَلَكِنَّهُ سُخْطٌ لِكُلِّ الوَرَى مُرْضِ
إِذَا مَا شَكَا قَبْضاً أَخُو الفَقْرِ عِنْدَهُ / ثَنَاهُ وَلاَ قَبْضُ لِلأَمْوَالِ ذَا قَبْضِ
وَأَفْعَالُهُ تَخْتَصُّ بِالخَفْضِ وَالغِنَى / فَأَعْجَبُ لِلأَفْعَالِ تَخْتَصُّ بِالخَفْضِ
دَرِيءٌ بِكَسْبِ المَدْحِ يُغْنِي نَظِيمَهُ / بِمَالٍ شَتِيتٍ بِالنَّدَى أَيَّ مُنْقَضِّ
إِذَا مَا حَدَا الرُّكْبَانُ فِي السَّيْرِ بِاسْمِهِ / طَوَتْ عِيسُهُمْ مَا لِلفَلاَةِ مِنَ العَرْضِ
وَلاَ عَيْبَ فِي عَلْيَائِهِ غَيْرَ أَنَّهَا / أَرَتْ مَا لَهُ طُولَ العَدَاوَةِ وَالبُغْضِ
أَمَوْلاَيَ جَاءَ العِيدُ وَهْوَ مُذَكِّرٌ / لأَحْوَالِهِ يَا خَيْرَ مَنْ عِيدُهُ يُرْضِي
بَقِيتَ عَزِيزَ المُلْكِ مَا هَبَّتِ الصَّبَا / وَمَالَتْ قُدُودُ القُضْبِ فِي رَوْضِهَا الغَضِّ
أَلاَ احْتَسِبُوا مَا قَدْ أَعَرْتُمْ لِفِتْيَةٍ
أَلاَ احْتَسِبُوا مَا قَدْ أَعَرْتُمْ لِفِتْيَةٍ / تَكَرُّمُكُمْ بِالصَّفْحِ عَنْ فِعْلِهِمْ قَاضِي
وَلاَ تَطْمَعُوا فِي الرَّدِّ فَالنَّاسُ كُلُّهُمْ / رَأَوْا أَنَّ مَوْلاَنَا لَهُ القَلَمُ المَاضِي
وَبِي عَرَبِيُّ النُّطْقِ مَا زَالَ هَاجِرِي
وَبِي عَرَبِيُّ النُّطْقِ مَا زَالَ هَاجِرِي / عَلَى فَرْطِ حُبِّي وَالخُلوصِ الَّذِي يُرْضِي
طَلَبْتُ لَدَى أَفْعَالِهِ خَفْضَ عِيشَتِي / فَقَالَ أَفِي الأَفْعَالِ وَيْحُكَ مَنْ خَفْضِ
الِبَرْقٍ بَدَا بِأَكْنَافِ سَلْعِ
الِبَرْقٍ بَدَا بِأَكْنَافِ سَلْعِ / بِتُّ أَسْقِي الحِمَى بِمُنْهَلِّ دَمْعِ
مُعْذِباً بِالسَّقَامِ فِيهِ نَسِيماً / شَغَلَ الوُرْقَ عَنْ مُوَاصَلِ سَجْعِ
قَادِحاً زَنْدَ لَوْعَةٍ وَغَرَامٍ / خَلَّفَا مَوْقِداً لأَكْرَمِ رَبْعِ
وَبِنَفْسِي بِذِي الأرَاكِ خِيَامٌ / فِي رِضَاهَا بَذَلْتُ غَايَةَ وُسْعِي
وَرَجَعْتُ الحَدِيثَ عَنْ سَاكِنِيهَا / جِيرَةِ المُسْعِدِيِّ لَيْلَةَ جَمْعِ
فَكَأَنَّ النَّفِيسَ مِنْ دُرِّ دَمْعِي / ظَلَّ يُهْدَى مِنْ عِنْدِ عَيْنِي لِسَمْعِي
لَيْتَ شِعْرِي أَعَائِدٌ لِي زَمَانٌ / جَاءَ مِنْ حُسْنِهِ وَوَجْدِي بِبِدْعِ
وَهَلِ الأثْلُ كَاشِفٌ عَنْ ظِبَاءٍ / بِانْكِسَارِ الجُفُونِ يُجْبِرْنَ صَدْعِي
يَا خَلِيلَيَّ غَنِّيَانِي بِسُعْدَى / وَدِيَارٍ بِبُعْدِهَا ضَاقَ ذَرْعِي
وَانْشُدَا فِي خَيَامِهَا لِيَ قَلْباً / فُجِعَ الْجِسْمُ بَعْدَهُ أَيَّ فَجْعِ
وَاذْكُرَا لِلنِّيَاقِ وَادِيَ نَجْدٍ / تَشْغلاَهَا بِالرَّبْعِ عَنْ ظَمْيِ رَبْعِ
وَإِذَا هَبَّتِ الصَّبَا فَاسْأَلاَهَا / عَنْ غَرِيبٍ بِالجَزْعِ أَكْرَمِ جَزْعِ
وَدَعَانِي إِثْرَ الحَمُولِ لِمَا بِي / واسْلَمَا مِنْ عَذِيرِ طَبْعٍ كَطَبْعِي
وَإِذَا مَا أَرَدْتُمَا لِيَ نَفْعاً / فَابْنُ نَصْرٍ بِجُودِهِ دَامَ نَفْعِي
مَلِكٌ فِي المُلُوكِ حَازَ مَزَايَا / وَاعْتِلاَءً لِطِيبِ أَصْلٍ وَفَرْعِ
صَادِقُ العَزْمِ رَادِعٌ لِعِدَاهُ / بِرِمَاحٍ يَهُزُّهَا أَيَّ رَدْعِ
مُخْفِرٌ بِالسُّيُوفِ فَوْقَ الأَعَادِي / ذِمَماً شَدَّ عَقْدُهَا كُلَّ دِرْعِ
جَاذِعٌ أَنْفَ كُلِّ قِرْنٍ مُعَادٍ / بِالطِعَانِ الدِّرَاكِ أَعْظَمَ جَدْعِ
قَامِعُ الرُّومِ بِالطِّعَانِ المُوَلّى / تَحْتَ نَقْعِ الحُمُولِ أَدْوَمَ قَمْعِ
مِنْ بَني الخَزْرَجِ الَّذِينَ عُلاَهُمْ / قَدْ أَتَى لِلْوَرَى بِوَتْرٍ وَشَفْعِ
أَهْلُ هَذَا مِنَ الصَّحَابَةِ كُلٍّ / مُثَلُوا لِلْوَرَى كِمِشْطَيِّ زَرْعِ
نَاصِرُو المُصْطَفْى أَعَزِّ رَسُولٍ / خَصَّهُ اللَّهُ مِنْ مَثَانٍ بِسَبْعِ
أَسْعدُ وَالأَمِيرُ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ / أَبْهَجَتْ أَنْجَمَ السُّعُودِ بِلَمْعِ
وَبِعَلْيَا مُحَمَّدٍ مِنْ بَنِيهِمْ / طَلَعَتْ نَخْلَةُ الفَخَارِ بِطَلْعِ
خَيْرُ مَنْ سَارَ لِلْجِهَادِ وَحَلَّى / بِرَمِيضِ السُّيُوفِ طَلْعَةَ نَقْعِ
مُورِدٌ مِنْ مَشَارِعٍ الجُودِ عَذْبٌ / نَاصِرُ الدِّين مُظْهِرٌ حُكْمَ شَرْعِ
صَادِعٌ مَجْدَهُ بِعِزِّ مَقَالٍ / فَارِعُ الحَمْدِ ثَابتٌ أَيّ فَرْعِ
دَامَ فِي المُلْكِ مَا بَدَتْ ذَاتُ صَدْعٍ / وَهَمَتْ مِنْ عَلْيَائِهَا ذَاتُ رَجْعِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025