القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحمّد بنُ داوُد الظّاهِري الكل
المجموع : 121
وقائلٍ كيف تهاجرتما
وقائلٍ كيف تهاجرتما / فقلت قولاً فيه إنصاف
لم يك من شكلي فناكرته / والناس أشكالٌ وآلاف
من لي بعطف أخ خلّي الإخاء ورا
من لي بعطف أخ خلّي الإخاء ورا / ظهرٍ ومن ثم مارى الروح في اللطف
حتى يصيرها أن خيرت تلفاً / وفرقةً منه لم تختر سوى التلف
أغريت بيني وبين الدهر فاحتشدت / بي الخطوب احتشاد المحنق الأسف
حتى إذا أنست نفسي بأنك لي / واستعذبت طيب ذاك المشرب الأنف
أمكنت مني الليالي فانتصفن ومن / يظلم ويمكن من الإنصاف ينتصف
يا قلب وصفك يغري من كلفت به / فأكمد بكتمان ما تلقى ولا تصف
إن كنت لم تشج بالكتمان فاشج به / أو كنت لم تعترف بالصرم فاعترف
قل لليالي ملكت الحكم فاحتكمي / وللمصائب قد مكنت فانتصفي
جعلت فداك قد طال انعطافي
جعلت فداك قد طال انعطافي / إليك وأنت قاسي القلب جافي
وليس أخاك من يرعاك كرهاً / ولا البادي بوصلك كالمكافي
فإن ترع الأمانة لا أضعها / وإن لا ترع يوحشك انصرافي
يطول عليك أن تلقى خليلاً / تطول عليه أيام التصافي
مخافة أن يملك باجتماعٍ / فيرضى من نوالك بالكفاف
فإن يك ذا الصدود صدود عتبٍ / وأنت على المودة والتوافي
إذن فتلافني من قبل يأسٍ / يولد ما يجل عن التلافي
وإلا فاطرح ودي وأجمل / بتعريض من التصريح كافي
متى يصل السقيم إلى شفاءٍ / إذا كان الضنى درك المعافي
ما لي ألفت وجهاً غير ملتفتٍ
ما لي ألفت وجهاً غير ملتفتٍ / نحوي وأعطف قلباً غير منعطف
يغري بهجري كما أغرى بألفته / هذا لعمري ودادٌ جد مختلف
حجبت عيني عن الدنيا ونضرتها / شوقاً وأبرزتها للحزن والأسف
ألا تكن تلفت نفسي عليك فقد / أصبحت واللَه مشتاقاً إلى التلف
ما زلت أكذب فيك أرجاف العدى
ما زلت أكذب فيك أرجاف العدى / والعذر في عطفيك ليس بخاف
حتى حسرت لناظري عن سوءةٍ / أغنت أعاديكم عن الأرجاف
فظللت حين خبرتكم متعرضاً / عنكم بأوساط سورة الأعراف
فامضوا عليكم لعنة الله ارتعوا / في صحبة الأوغاد والإجلاف
إذا كان اللقاء يزيد شوقاً
إذا كان اللقاء يزيد شوقاً / وكان فراق من أهوى يشوق
فليس إلى السلو وإن تمادى / عتابك في الهوى أبداً طريق
ومن يك ذا سقامٍ أن تداوى / تزايد سقمه فمتى يفيق
أرقت لبرقٍ من تهامة خافقٍ
أرقت لبرقٍ من تهامة خافقٍ / كأن سنا إيماضه قلب عاشق
يلوح فازداد اشتياقاً وما أرى / يشوقني لولاك من ضوء بارق
متى تدن لا يملك لي الشوق لوعةً / وأن تنأ عني فالتوهم شائقي
فرأيك في عبدٍ إليك مفره / لتنعشه بالوصل قبل العوائق
لجرمي عقابٌ والتجاوز ممكنٌ
لجرمي عقابٌ والتجاوز ممكنٌ / وأولاهما من صح صدقه
فإن لم تجاوز حسب ما تستحقه / فلا تتجاوز حسب ما أستحقه
بدأت بموعدٍ ورجعت عنه
بدأت بموعدٍ ورجعت عنه / وكنت أعد وعدك من عطائك
ولم تزل الخواطر عنك تنبي / بأنك لا تدوم على وفائك
فلو كانت عهودك لم تغير / ولم يبد التكدر في صفائك
وفيت بما ابتدأت به ولكن / أظنك قد ندمت على ابتدائك
فإن تك قد ندمت على اصطفائي / فإني ما ندمت على اصطفائك
وإن تك لم تخن فلأي شيءٍ / تغير ما عهدنا من إخائك
تخير من الإخوان من شئت واتخذ
تخير من الإخوان من شئت واتخذ / خليلاً فإني ما أريد خليلا
أتوب إليك اليوم من كل توبةٍ / فقد هنت في عيني وكنت جليلا
إذا لم يجد ألفي عن الغدر مذهباً / وجدت إلى حسن العزاء سبيلا
فواللَه لا أرضيت داعية الهوى / إليك ولا أغضبت فيك عذولا
نصحت لكم حذاراً أن تعابوا
نصحت لكم حذاراً أن تعابوا / فعاد علي نصحكم وبالا
فإن تك قد مللت فلا تخني / وقل لي إن أجنبك الوصالا
فمن يطلب لصاحبه اختلالاً / لينقض عهده يدرك مقالا
ويمنعني الوفاء لكم بعهدي / وحسن الظن أن أجد اختلالا
وفتزدادون عندي كل وقتٍ / وأنقص عندكم حالاً فحالا
سأصبر أن أطقت الصبر حتى / تمل الهجر أو تهوى الوصالا
علام وقد أذبت القلب شوقاً
علام وقد أذبت القلب شوقاً / تصد وقد عزمت على ارتحال
ولم أك قبل ذاك أتيت ذنباً / سوى أني نهيتك عن خصال
أردت بذاك أن تدعى رشيداً / إذا افتضح المعارف بالمقال
وألا تبتلى بدنيء قومٍ / فيكثر فيك من قيلٍ وقال
فيسمعه المصادق والمعادي / فتندم عند مفتخر الرجال
وما كلٌ يصدق فيك قولي / فكنت تكون فوق ذرى المعالي
فصن نفساً علي أعز مني / وقاك السوء أهلي ثم مالي
وأيقن أنني لم آت ذنباً / ودونك ما هويت من الفعال
تجدني راضياً بهواك طوعاً / لأمرك في الحرام وفي الحلال
فواللَه العظيم لم أن قلبي / عصاك هممت عنه بانتقال
أقلني تدخر في الحشر أجراً / إذا احتاج المقيل إلى المقال
جعلت فداك لم يخطر ببالي
جعلت فداك لم يخطر ببالي / حضور البين ألا مذ ليالي
فقد وهواك زادني اشتياقاً / على شوقي نواك وأنت قالي
وأكد ذاك أني مذ ليالٍ / سهرت فلم يزر طيف الخيال
فبت على الفراش كأن قلبي / يقلبه هواك على المقالي
وكان الطيف يكشف بعض ما بي / ولست تراه يطرقني بحال
فقل لي بالذي أصفاك ودي / أأنت نهيت طيفك عن وصالي
أم السهر الذي الزمتيه / نفى عني الخايل فلا أبالي
إلى اللَه أشكو من بداني بوصله
إلى اللَه أشكو من بداني بوصله / فلما حوى قلبي براه ببخله
سآجر نفسي عن تقاضيه راضياً / إلى أن أراه ساخطاً بعد فعله
وآخذ منه العفو ما دام باخلاً / وأنهى لساني أن يعود لعذله
فرب اعتذارٍ قد تمنيت أنني / خرست وأني لم أخاطب بمثله
إذا زار الحبيب أثار شوقاً
إذا زار الحبيب أثار شوقاً / تفتت من حرارته العظام
ورواني بعينيه مداماً / تدين بسكر شاربها المدام
فوصلٌ يكسب المشتاق سقماً / ونأيٌ لا يقوم له قوام
فهل يصل السقيم إلى شفاءٍ / إذا كان الدواء هو السقام
كفى حزناً ألا أعاين بقعةً
كفى حزناً ألا أعاين بقعةً / من الأرض إلا زدت شوقاً إليكم
وأني متى ما طاب لي خفض عيشةٍ / تذكرت أياماً مضت لي لديكم
فنغص تذكاري لها طيب عيشتي / فقلت سيفني ذا فيأسي عليكم
إذا اشتد ما ألقاه هون علتي
إذا اشتد ما ألقاه هون علتي / رضاي بأن تحيا سليماً وأسقما
فيا من يزيل الخوف عني وفاؤه / بعهدي ومن لولاه لم أمس مغرما
أكان جميلاً أن تراني مهملاً / وتسكت عن أمري ونهيي تبرما
سأرعاك أن أكرمتني أو أهنتني / وحسبك نبلاً أن تهين وتكرما
وأني لأستحيي من اللَه أن أرى / ظلوماً لألفي أو أرى متظلما
سآخذ من نفسي لنفسك حقها / وأصفح أن لم ترع عهدي تكرما
وما بي نفسي وحدها غير أنني / أصون خليلي أن يجور ويظلما
ولو قيل لي اختر نيله أو صلاحه / لآثرت أن يعصى هواي ويسلما
وقد كنت أولى بي من الشوق والهوى / وقد كنت أمضي في الضمير متمما
فما لي قد أبعدت حتى كأنني / عدوٌّ وقد كنت الحبيب المقدما
وقد كنت لا أرضى من النيل بالرضا
وقد كنت لا أرضى من النيل بالرضا / وأقبل ما فوق الرضا متلوما
فلما تفرقنا وشطت بنا النوى / قنعت بطيفٍ منك يأتي مسلما
فساعفني وهناً خيالك في الكرى / فزار وحيا ثم قام فسلما
بنفسي وأهلي من خيالٍ ألم بي / فداوى سقامي ثم بان فأسقما
فوا حسرتا لم أدر أنى أهتدى لنا / ولم أدر إذ ولى إلى أين يمما
رعاه ضمان اللَه في كل حالةٍ / وإن ذرفت عيني لفرقته دما
أَخوكَ الَّذي أمسى بذكرك مغرما
أَخوكَ الَّذي أمسى بذكرك مغرما / يتوب إليك اليوم مما تقدما
فإن لم تصله رغبةً في وصاله / ولم تك مشتاقاً فصله تكرما
فقد والذي عافاك مما أبتلي به / تندم لو أرضاك أن يتندما
وباللَه ما كان الصدود الذي مضى / ملالاً ولا كان الجفاء تجهما
فلا تحر بن بالغدر من صد مكرهاً / وأظهر إعراضاً وأبدى تجهما
فلم يلهه عنك السلو وإنما / تأخر لما لم يجد متقدما
هبوني أخفيت الذي بي من الهوى
هبوني أخفيت الذي بي من الهوى / ألم يك عن ما بي ضمير مترجما
وما زلت أستحيي من الناس أن أرى / ظلوماً لألفي أو أرى متظلما
وباللَه ما حلت الغداة عن الذي / عهدت ولكن كنت إذا ذاك منعما
وقد ذاب قلبي اليوم شوقاً وصبوةً / إليك وما ترثي لقلبي منهما
فلا تتعجب أن تظلمت محوجاً / فقد حان للمظلوم أن يتظلما

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025