المجموع : 121
وقائلٍ كيف تهاجرتما
وقائلٍ كيف تهاجرتما / فقلت قولاً فيه إنصاف
لم يك من شكلي فناكرته / والناس أشكالٌ وآلاف
من لي بعطف أخ خلّي الإخاء ورا
من لي بعطف أخ خلّي الإخاء ورا / ظهرٍ ومن ثم مارى الروح في اللطف
حتى يصيرها أن خيرت تلفاً / وفرقةً منه لم تختر سوى التلف
أغريت بيني وبين الدهر فاحتشدت / بي الخطوب احتشاد المحنق الأسف
حتى إذا أنست نفسي بأنك لي / واستعذبت طيب ذاك المشرب الأنف
أمكنت مني الليالي فانتصفن ومن / يظلم ويمكن من الإنصاف ينتصف
يا قلب وصفك يغري من كلفت به / فأكمد بكتمان ما تلقى ولا تصف
إن كنت لم تشج بالكتمان فاشج به / أو كنت لم تعترف بالصرم فاعترف
قل لليالي ملكت الحكم فاحتكمي / وللمصائب قد مكنت فانتصفي
جعلت فداك قد طال انعطافي
جعلت فداك قد طال انعطافي / إليك وأنت قاسي القلب جافي
وليس أخاك من يرعاك كرهاً / ولا البادي بوصلك كالمكافي
فإن ترع الأمانة لا أضعها / وإن لا ترع يوحشك انصرافي
يطول عليك أن تلقى خليلاً / تطول عليه أيام التصافي
مخافة أن يملك باجتماعٍ / فيرضى من نوالك بالكفاف
فإن يك ذا الصدود صدود عتبٍ / وأنت على المودة والتوافي
إذن فتلافني من قبل يأسٍ / يولد ما يجل عن التلافي
وإلا فاطرح ودي وأجمل / بتعريض من التصريح كافي
متى يصل السقيم إلى شفاءٍ / إذا كان الضنى درك المعافي
ما لي ألفت وجهاً غير ملتفتٍ
ما لي ألفت وجهاً غير ملتفتٍ / نحوي وأعطف قلباً غير منعطف
يغري بهجري كما أغرى بألفته / هذا لعمري ودادٌ جد مختلف
حجبت عيني عن الدنيا ونضرتها / شوقاً وأبرزتها للحزن والأسف
ألا تكن تلفت نفسي عليك فقد / أصبحت واللَه مشتاقاً إلى التلف
ما زلت أكذب فيك أرجاف العدى
ما زلت أكذب فيك أرجاف العدى / والعذر في عطفيك ليس بخاف
حتى حسرت لناظري عن سوءةٍ / أغنت أعاديكم عن الأرجاف
فظللت حين خبرتكم متعرضاً / عنكم بأوساط سورة الأعراف
فامضوا عليكم لعنة الله ارتعوا / في صحبة الأوغاد والإجلاف
إذا كان اللقاء يزيد شوقاً
إذا كان اللقاء يزيد شوقاً / وكان فراق من أهوى يشوق
فليس إلى السلو وإن تمادى / عتابك في الهوى أبداً طريق
ومن يك ذا سقامٍ أن تداوى / تزايد سقمه فمتى يفيق
أرقت لبرقٍ من تهامة خافقٍ
أرقت لبرقٍ من تهامة خافقٍ / كأن سنا إيماضه قلب عاشق
يلوح فازداد اشتياقاً وما أرى / يشوقني لولاك من ضوء بارق
متى تدن لا يملك لي الشوق لوعةً / وأن تنأ عني فالتوهم شائقي
فرأيك في عبدٍ إليك مفره / لتنعشه بالوصل قبل العوائق
لجرمي عقابٌ والتجاوز ممكنٌ
لجرمي عقابٌ والتجاوز ممكنٌ / وأولاهما من صح صدقه
فإن لم تجاوز حسب ما تستحقه / فلا تتجاوز حسب ما أستحقه
بدأت بموعدٍ ورجعت عنه
بدأت بموعدٍ ورجعت عنه / وكنت أعد وعدك من عطائك
ولم تزل الخواطر عنك تنبي / بأنك لا تدوم على وفائك
فلو كانت عهودك لم تغير / ولم يبد التكدر في صفائك
وفيت بما ابتدأت به ولكن / أظنك قد ندمت على ابتدائك
فإن تك قد ندمت على اصطفائي / فإني ما ندمت على اصطفائك
وإن تك لم تخن فلأي شيءٍ / تغير ما عهدنا من إخائك
تخير من الإخوان من شئت واتخذ
تخير من الإخوان من شئت واتخذ / خليلاً فإني ما أريد خليلا
أتوب إليك اليوم من كل توبةٍ / فقد هنت في عيني وكنت جليلا
إذا لم يجد ألفي عن الغدر مذهباً / وجدت إلى حسن العزاء سبيلا
فواللَه لا أرضيت داعية الهوى / إليك ولا أغضبت فيك عذولا
نصحت لكم حذاراً أن تعابوا
نصحت لكم حذاراً أن تعابوا / فعاد علي نصحكم وبالا
فإن تك قد مللت فلا تخني / وقل لي إن أجنبك الوصالا
فمن يطلب لصاحبه اختلالاً / لينقض عهده يدرك مقالا
ويمنعني الوفاء لكم بعهدي / وحسن الظن أن أجد اختلالا
وفتزدادون عندي كل وقتٍ / وأنقص عندكم حالاً فحالا
سأصبر أن أطقت الصبر حتى / تمل الهجر أو تهوى الوصالا
علام وقد أذبت القلب شوقاً
علام وقد أذبت القلب شوقاً / تصد وقد عزمت على ارتحال
ولم أك قبل ذاك أتيت ذنباً / سوى أني نهيتك عن خصال
أردت بذاك أن تدعى رشيداً / إذا افتضح المعارف بالمقال
وألا تبتلى بدنيء قومٍ / فيكثر فيك من قيلٍ وقال
فيسمعه المصادق والمعادي / فتندم عند مفتخر الرجال
وما كلٌ يصدق فيك قولي / فكنت تكون فوق ذرى المعالي
فصن نفساً علي أعز مني / وقاك السوء أهلي ثم مالي
وأيقن أنني لم آت ذنباً / ودونك ما هويت من الفعال
تجدني راضياً بهواك طوعاً / لأمرك في الحرام وفي الحلال
فواللَه العظيم لم أن قلبي / عصاك هممت عنه بانتقال
أقلني تدخر في الحشر أجراً / إذا احتاج المقيل إلى المقال
جعلت فداك لم يخطر ببالي
جعلت فداك لم يخطر ببالي / حضور البين ألا مذ ليالي
فقد وهواك زادني اشتياقاً / على شوقي نواك وأنت قالي
وأكد ذاك أني مذ ليالٍ / سهرت فلم يزر طيف الخيال
فبت على الفراش كأن قلبي / يقلبه هواك على المقالي
وكان الطيف يكشف بعض ما بي / ولست تراه يطرقني بحال
فقل لي بالذي أصفاك ودي / أأنت نهيت طيفك عن وصالي
أم السهر الذي الزمتيه / نفى عني الخايل فلا أبالي
إلى اللَه أشكو من بداني بوصله
إلى اللَه أشكو من بداني بوصله / فلما حوى قلبي براه ببخله
سآجر نفسي عن تقاضيه راضياً / إلى أن أراه ساخطاً بعد فعله
وآخذ منه العفو ما دام باخلاً / وأنهى لساني أن يعود لعذله
فرب اعتذارٍ قد تمنيت أنني / خرست وأني لم أخاطب بمثله
إذا زار الحبيب أثار شوقاً
إذا زار الحبيب أثار شوقاً / تفتت من حرارته العظام
ورواني بعينيه مداماً / تدين بسكر شاربها المدام
فوصلٌ يكسب المشتاق سقماً / ونأيٌ لا يقوم له قوام
فهل يصل السقيم إلى شفاءٍ / إذا كان الدواء هو السقام
كفى حزناً ألا أعاين بقعةً
كفى حزناً ألا أعاين بقعةً / من الأرض إلا زدت شوقاً إليكم
وأني متى ما طاب لي خفض عيشةٍ / تذكرت أياماً مضت لي لديكم
فنغص تذكاري لها طيب عيشتي / فقلت سيفني ذا فيأسي عليكم
إذا اشتد ما ألقاه هون علتي
إذا اشتد ما ألقاه هون علتي / رضاي بأن تحيا سليماً وأسقما
فيا من يزيل الخوف عني وفاؤه / بعهدي ومن لولاه لم أمس مغرما
أكان جميلاً أن تراني مهملاً / وتسكت عن أمري ونهيي تبرما
سأرعاك أن أكرمتني أو أهنتني / وحسبك نبلاً أن تهين وتكرما
وأني لأستحيي من اللَه أن أرى / ظلوماً لألفي أو أرى متظلما
سآخذ من نفسي لنفسك حقها / وأصفح أن لم ترع عهدي تكرما
وما بي نفسي وحدها غير أنني / أصون خليلي أن يجور ويظلما
ولو قيل لي اختر نيله أو صلاحه / لآثرت أن يعصى هواي ويسلما
وقد كنت أولى بي من الشوق والهوى / وقد كنت أمضي في الضمير متمما
فما لي قد أبعدت حتى كأنني / عدوٌّ وقد كنت الحبيب المقدما
وقد كنت لا أرضى من النيل بالرضا
وقد كنت لا أرضى من النيل بالرضا / وأقبل ما فوق الرضا متلوما
فلما تفرقنا وشطت بنا النوى / قنعت بطيفٍ منك يأتي مسلما
فساعفني وهناً خيالك في الكرى / فزار وحيا ثم قام فسلما
بنفسي وأهلي من خيالٍ ألم بي / فداوى سقامي ثم بان فأسقما
فوا حسرتا لم أدر أنى أهتدى لنا / ولم أدر إذ ولى إلى أين يمما
رعاه ضمان اللَه في كل حالةٍ / وإن ذرفت عيني لفرقته دما
أَخوكَ الَّذي أمسى بذكرك مغرما
أَخوكَ الَّذي أمسى بذكرك مغرما / يتوب إليك اليوم مما تقدما
فإن لم تصله رغبةً في وصاله / ولم تك مشتاقاً فصله تكرما
فقد والذي عافاك مما أبتلي به / تندم لو أرضاك أن يتندما
وباللَه ما كان الصدود الذي مضى / ملالاً ولا كان الجفاء تجهما
فلا تحر بن بالغدر من صد مكرهاً / وأظهر إعراضاً وأبدى تجهما
فلم يلهه عنك السلو وإنما / تأخر لما لم يجد متقدما
هبوني أخفيت الذي بي من الهوى
هبوني أخفيت الذي بي من الهوى / ألم يك عن ما بي ضمير مترجما
وما زلت أستحيي من الناس أن أرى / ظلوماً لألفي أو أرى متظلما
وباللَه ما حلت الغداة عن الذي / عهدت ولكن كنت إذا ذاك منعما
وقد ذاب قلبي اليوم شوقاً وصبوةً / إليك وما ترثي لقلبي منهما
فلا تتعجب أن تظلمت محوجاً / فقد حان للمظلوم أن يتظلما