القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محمّد سَعيد الحَبّوبي الكل
المجموع : 152
رشأ كأن الخال في خده
رشأ كأن الخال في خده / نقطة حبر فوق قرطاس
وعقرب الصدغ على خده / يحمي من الجنة والناس
وأغيد وضاح الجبين تخاله
وأغيد وضاح الجبين تخاله / إذا لاح في داجي الظلام هلالا
وإن مال خلت الغصن في طي برده / يميل وإن يرن إليك غزالا
مالت فقلت لها يا بانة اعتدلي
مالت فقلت لها يا بانة اعتدلي / وإن جبلت على التعطاف والميل
للدمع تساكب وللقلب شجا
للدمع تساكب وللقلب شجا / ما انبلج الصبح وما الليل سجا
طارت بذاك الوصل فتخا كاسر / وترتجي القرب إذا خاب الرجا
والعيس يحملن رعابيب المها / تلبس للمسرى جلابيب الدجى
عوجاً كأمثال القسي أحرفاً / والقوس قد قوس أو قد عوجا
ترمي حصى البيداء في أخفافها / فهي تشكي من حفا أو من وجى
يا خاطب العيس لأجواز الفلا / في حالك الليل تولى مدلجا
باللَه إن كنت تعي لي داعيا / بالعيس قف لي ساعةً وعرجا
ويممن أرض الغريين ففي / أرض الغريين مصابيح الدجى
وانظر إلى مصابح نور قد سما / وغاية الخلق الرجا والمرتجى
أقوت معاهد سلمى فهي أدراس
أقوت معاهد سلمى فهي أدراس / تعتادها من رياح البين أنفاس
أمست خلاء المغاني لا يطوف بها / إلا ممر خلال الدار جواس
لا يهتدي الطير فيها أين موكره / وإن بدا من ضياء الأفق نبراس
كانت بساكنها تحمي جوانبها / حتى الظبى وصدور الرمح حراس
فما لها أقلعت تلك السحائب عن / أرجائها وجفاها الجود والباس
ونارجيلة تهدي بكف رشا
ونارجيلة تهدي بكف رشا / حلو الدلال رشيق القد مياس
حتى إذا جاد لي فيها بثثت بها / وجدي عياناً تراه أعين الناس
حيث الدخان إذا ما جاس في كبدي / موهت في نفخه تصعيد أنفاسي
جاءت تزر فويق الماء منزرها / وفوق مفروقها لألاء مقباس
أعديتها داء برحائي معاكسة / فالدمع في قلبها والنار في الراس
وأقداح بلور جلاها نديمها
وأقداح بلور جلاها نديمها / فعاد بها روض السرور أنيقا
جلاهن بيضاً ثم عدن بكفه / نواصع حمراً قد ملئن رحيقا
وما كنت ممن كان شاهد قبلها / لآلئ تجلوها الأكف عقيقا
وقهوة طاب من أرواحها عبق
وقهوة طاب من أرواحها عبق / فلذ مصطبح منها مغتبق
كالشمس تعبث في النادي أشعتها / إذ لاح من وجنة الساقي لها شفق
عنيت صهباء شيبت بريقته / أو التي من دجى ظلمائها الغسق
يطوف فيها بكأس من لواحظه / وما أرق مداماً كأسها الحدق
أرخى على الأبلج القاني غدائره / فالليل منسدل والصبح منفلق
يا جيرة الحي من نجران ماذرفت / عيناي إلا وشبت في الحشا حرق
سقياً لدارك من دار أرقت لها / وأين مني لولا عهدها الأرق
أدر لي خمرة الريق
أدر لي خمرة الريق / وخالف كل زنديق
وخالفهم وإن قالوا / بتحقيق وتدقيق
فإن الراح ياقوت / أذيبت بالأباريق
كمثل الشمس يجلوها / غزال بارد الريق
عروساً زفها الساقي / لنا من بعد تصفيق
أردنا وصف ساقيها / فأعيا كل منطيق
يحيينا فيحيينا / ويردينا بتفريق
رماني سهم عينيه / بتسديد وتفويق
فوا لهفي على نفسي / رمتني اليوم بالضيق
ووالهفي على عصر / رمى شملي بتفريق
بناد بالطلى حال / وفرشٍ من نماريق
جلاها كل ديري / وقسيس وبطريق
سرينا من على ورد / بترغيب وتشويق
غزال قد سرى يوماً / كبدر لاح في السوق
تثنيه لنا السعدى / إذا هبت بتخفيق
وماضي الليالي كان لم يكن
وماضي الليالي كان لم يكن / ومقبلها مثل ما قد مضى
فلا تك منها على غرةٍ / فما هي إلا كبرق أضا
الموت سهم مرسل
الموت سهم مرسل / والعمر مد لسيره
من لم يمت فليعتبر / قبل الممات بغيره
فدع عني السلافة ليس شيء
فدع عني السلافة ليس شيء / أعل لغلتي من شرب قهوة
أدرها واسقنيها لا دهاقاً / ولكن حسوة من بعد حسوة
أنفت أن تمس وجه الصعيد
أنفت أن تمس وجه الصعيد / فمشت في محجة من حديد
أهاجك وهناً سنا بارق
أهاجك وهناً سنا بارق / دوين ربى الجزع من بارق
أيا قاطعاً منه حبل الوداد / خفرت عهود فتى واثق
أبا قاسم أنت نعم الخليل / وإن حلت عن ودنا الصادق
جريت على حلبات العلوم / كمهر سليم الخطا سابق
جريت فأدركت أقصى المدى / وإنك ذو حسب باسق
فها أنت فيها تناهي صعوداً / فلا تبصر اليوم من لاحق
وما غاديات مراها النسيم / سحبن ضروعا على الشاهق
يحط جلاميده سيلها / بدمع كمدمعي الدافق
بأغزر من كفه وطفة / وكل بصوب حياها سقي
فلا رعت يا قرم هذا الزمان / بخطب مريع الفتى طارق
ولا خامر الحب منك الهموم / ودمت بعيش صفا رائق
أما والذي هو أرسى ثبير / لو دك باق على ما بقى
ولو أنني فاوضت ذا الطرس بعضه
ولو أنني فاوضت ذا الطرس بعضه / لأحرقه حتى وهي وأبيدا
ولم تقو عيسي أن تنوء بحمله / وحملنه لا نهلن منه صعيدا
ألا فليطب بالكرص عيش أحبتي / فما ذقت عيشاً بالغري رغيدا
وأشرب عذب الماء رنقاً كأنما / سقاني ضريعاً صدكم وصديدا
ومن شقوتي أن يحكم البين بيننا / ويا شد ما أشقى الزمان سعيدا
فلي زفرة وجه النهار وزفرة
فلي زفرة وجه النهار وزفرة / أسامر فيها الليل دون سميري
وما تلك أنفاساً تشب وإنما / شظايا فؤادي في شواظ زفيري
أصبحت حليفاً من ألمي
أصبحت حليفاً من ألمي / وكواني الدهر وهان دمي
كانت بالشمل منازلها / تزهو بالأهل وبالخدم
رحلوا بالرغم وقد تركوا / صبا يتقلب بالسقم
أمسيت أردد ذكرهم / ومضى الليل ولم أنم
بعدت عن عيني منازلهم / لم تبعد عن قلبي وفمي
أبكي ما يغني بكاي جوى / ولو امتزجا دمعي ودمعي
عين ذرفت دمعاً وسقت / أرضاً وطأوها بالقدم
مالي والبين وذو أحد / مالي والدهر قوي ألمي
يا ليت الدهر أباح لنا / لذات اللهو بذي سلم
كم بت وبدري تحت دجى / نتعاطى خمرة ذي شبم
رفقاً يا مي فان تهبي / رقاً ما ضر على اللمم
وصلي دنفاً أبداً أسفا / وشكا كلفا من مضطرم
عجباً والسقم يمنطقها / ترمي بنبالٍ كل كمي
صدت ونأت عني ورنت / فغدوت أميل إلى العدم
كنا والدهر يضاحكنا / يا دهر أجاد ولم يدم
أدع الأديار لتسكنها / يا دار عليك الغيث همي
هل ترجع أيام سلفت / أرعى بالعيس بالبهم
ما لفودي ينكران المشيبا
ما لفودي ينكران المشيبا / أحسن الشهب طالع لن يغيبا
وسواد الدخان يسحم حتى / نضع النار فيه شب لهيبا
ما رعى ذمتي المشيب ولكن / من ترعه الأيام يلق المشيبا
هل اراك الزمان بالشيب مرداً / وأراني الزمان بالمرد شيبا
كان لي لو يعودا مسود شعر / يفضح الليل لو يرى عنه نيبا
هيجتني إليه طرة مهر / فتمنيت جزها والسبيبا
أسلمتني يد الصبا ولعمري / لا يسر الزمان مني كئيبا
ما تعيفت أزجر الطير إلا / ووجدت السرور مرمى شطيبا
كل طير يهدي لقلبي حزناً / واكتئاباً وإن يكن عندليبا
ولعندي كأسحم الريش ورق / قلبت بالأراك كفا خضيبا
وكأن الحمام أغربه البين / أخال الهديل منها نعيبا
ضيق الدهر في مجالي حتى / بالأماني لم يكن لي مثيبا
لا يصد الزمان بيني فإني / ممتط غارب النوائب نيبا
أنا لو لم يكن بقربي إلا / صدر رمحي لكان عندي رحيبا
هصرتني الأرزاء عوداً يبيسا / ولقد كنت قبل غصناً رطيبا
هي حال الزمان تعقب حالا / بعد حال فلا تري ذا عجيبا
قد قضيت الصبا ولم أقض فيه / إرباً لا ولا صحبت أريبا
أيها الحاملون نعش جواد / منعش جوده المحل الجديبا
أجهشت خلفك النواظر عبرى / فاضحاً دمعها الحيا المسكوبا
ما همي الغيث فوق قبرك جوداً / إنما صار أدمعاً كي يصوبا
قل لمن أنب البواكي رويداً / أغرقت زجرة البكا التأنيبا
ما قضت نحبها عليه فدعها / كي تطيل البكا له والنحيبا
أنت من راقب الإله فأرضى / بتقىً لم يزل عليه رقيبا
ومحضت الأعمال لله حسبا / لم تراع الترغيب والترهيبا
وألفت الردى أدكارا فلما / حل ناديك لم تجده غريبا
فبعين الورى أغر جواد / ما عقدنا المصاب تى أصيبا
إن نعاك التقى فليس ببدع / قد نعى قبله الربيب ربيبا
أو بكتك العلى بشجو فكم قد / بكت العين نورها المحجوبا
إن تكن غائباً فكم لك نور / رصد اللَه نوره إن يغيبا
فلنسل الجواد ملجىً بطه / خير من تقتفي كهولاً وشيبا
لم تسمك الخطوب خسفاً ولكن / غمزت من قناك عوداً صليبا
يصبر المرء في النكائب علما / إن في الصبر ما يسلي الكئيبا
يا خصم العلوم لم نر يوماً / لعباب أتحفت فيه نضوبا
ملك أنت شاطر الناس منه / ملكاً هادياً ورأياً مصيبا
لست من فرعهم وإن عم لفظ / إنما هادياً ورأياً مصيبا
وبعبد الحسين حق التعزي / إن أراك الزمان يوماً عصيبا
صيغ من معدنين بشرٍ ونشر / واكتسى للبهاء برداً قشيبا
فبعين الزمان يبهج حسناً / وبعين الزمان يأرج طيبا
حاز رهن السباق في المجد ملكا / حازه المجد وارتضاه ربيبا
قد دعته والكل أوجم لكناً / مقصر عنه فوت المطلوبا
أترى خالق الورى لم يقدر / لسواه من المعالي نصيبا
لا ترى بعدها كما قدر رأوها / فتناولت ما رأيت قريبا
أيها المصطفى اصطفتك المعالي / من ذويها كما اجتبتك حبيبا
أنت كالغيث لا يحل بأرض / دون أرض ألا استهل صبيبا
تزهر الأرض من أياديك جودا / إن أردت التشريق والتغريبا
حاك من جودك الربيع مزايا / كست الملس والأراك السليبا
طاب عرق طويت فيه وعرق / مته المجد حقه أن يطيبا
ورعت لحظة الإله كريماً / قد رعى المجد معسراً وخصيبا
سئمت قناة الدهر منك طعانها
سئمت قناة الدهر منك طعانها / فلو استطعت إذن نزعت سنانها
ألقيت سلمك للنوائب عن يد / جذاء قد قطع الزمان بنانها
إن كنت أخشن ملمساً فلطالما / عرك الزمان عريكة فألانها
خفض عليك فلست واجد حيلة / تكفيك من نوب القضا حدثانها
ومهون بلوى المنية أنها / بلوى يعم طروقها حيوانها
فلو أن هذا الموت يفجع أسرة / ويعف عن أخرى فيرعى شانها
ما استل من حرم الكرام خبيئة / حجبت فما شهد الحمام مكانها
كيف اهتدى نظر الحمام الى التي / قد حفها ستر الكمال وصانها
إن غيبت بالقفر في ملحودة / فالغيث كان شهودها وعيانها
أو راعها شخص الردى فلطالما / كانت أظلته تروع جنانها
قطعت بنيل الخير مدة عمرها / وطوت بمنشور التقى أزمانها
فليهنها أن مقامها / فلقد أتت لما أتته جنانها
وضريحها قلب الضراح وإنما / دفنوا ببوغاء الثرى أكفانها
وغدت لها لها دار الإمامة دارة / وغدت ملائكة السما جيرانها
يا لا عدت قدسي تربك ديمة / ابكت عليك يد الردى أجفانها
وردت من الرضوان ألطف نهلة / فسقت ثراك مديمة هملانها
نجاجةٌ تحكي يد ابنك صالح / تلك التي جذ الزمان بنانها
الممتطي للمجد كل طمرةٍ / أبداً تصرف كفه أرسانها
العليم العلم الذي فخرت به / أم الفخار فشيدت أركانها
من لا يجاريه الكرام بحلبةٍ / فأقول حاز لدى السباق رهانها
وكفى الأمين من المفاخر أنه / ألقت إليه المكرمات عنانها
وله أيادٍ جمة لم يستطع / قس الفصاحة في النشيد بيانها
فتعز يا لا ساورتك مصيبة / نشرت بمطوي الجوى أشجانها
وعليك بالصبر الجميل فإنه / خلقٌ لنفسك في الرزية زانها
وإليكها ممن أحبك حكمة / زارت بك الزوراء يا لقمانها
وأسلم رغيد العيش بين عصابة / عقد لها كف العلى تيجانها
دام الربيع الغض في أوطانها / مما تجود بسيبها أوطانها
قد فلت لما أرخوا فليهنها / قد شاهدت وادي السلام مكانها
نزعتكَ من يَدها قريشٌ صقيلا
نزعتكَ من يَدها قريشٌ صقيلا / وطوتك فذاً بل طوتك قبيلا
فجعت بفقدك واحداً فكأَنها / فجعت بآل النضر جيلاً جيلا
وتذكرت في يوم فقدك فقدها / مضراً فأوصلت العويل عويلا
وغدت تطوف خلال نعشك ولهاً / وأتت على أعواده تقبيلا
بكر النعي لها بواشج أصلها / فلتبك يومك بكرةً وأصيلا
أكسبتها العز الكثير محامداً / تبقى فعز بأن تعيش قليلا
صبغت عليك مدامها لولم تكن / حمراً لخيلت البطاح النيلا
حسرت فكنت السرد من أدراعها / وضحت لظل لم تجده ظليلا
يا سيفها وسنامها غادرتها / ظهراً أجب وساعداً مشلولا
ولأنت معقلها أصاب تصدعاً / ولأنت صارمها أصاب فلولا
لسلت بك البطحاء عن أشياخها / إذ أنت أكرم من نموه سليلا
فمقام إبراهيم يعلو صارخاً / حزناً عليك وحجر إسماعيلا
مهلاً أبا موسى فإنك والعلى / ولك السلامة مزمعان رحيلا
يأيها الجبل الممنع ركنه / هول لعمرك أن نراك مهيلا
نكد الإقامة أن نقيم ولم تقم / فينا تنيل جزيلة وجزيلا
ومن الردى أن لا نشاطرك الردى / ومن الغليل بأن نبل غليلا
ملأت محاسنك البلاد فضيقت / حتى لشخصك لم يدعن مقيلا
لوقفت ما بين النوائب والورى / حصناً تقي الخطب الجليل جليلا
حتى تخبط عاثراً بك ظفرها / إذ لم تجد بك للأنام سبيلا
أردى أبا موسى الردى فتكوري / يا شمس وادرعي عليه أفولا
المنعش الآمال غادر نعشه / راجي الجدا لا يعرف التأميلا
وعليه عولت الورى وأظنها / فقدت بفادح خطبه التعويلا
كان المحرم مخبراً فأريتنا / يا جعفر فيه الحسين قتيلا
فكأن جسمك جسمه لكنه / كان العفير وكنت أنت غسيلا
وكأن رأسك رأسه لو لم يكن / عن منكبيه مميزاً مفصولا
وجبينك الوضاح مثل جبينه / بلجاً وليس كمثله تجديلا
وحملت أنت مشرفاً أيدي الورى / وثوى بنعش لم يكن محمولا
أن تنأ عنا راحلاً كرحيله / فلرب سجاد تركت عليلا
ولفقد مهدي لجعفر مورث / من جعفر في فقد إسماعيلا
يا أيها المهدي يا علم الهدى / أعيا التصبر من سواك فعيلا
أيقنت حين نعي إليك مصدقاً / ونخال أنك خلته تخييلا
حوشيت من جلد القساه وإنما / هدي النبي قد اجتباك خليلا
أنت الذي ترضى بما يرضى به / باري البرية هيناً وجليلا
أأقول صبراً لا وصبرك إن لي / جزعاً وصبرك لا يزال جميلا
بك نهتدي لسبيل كل فضيلة / وعلى منالك نجتدي تعويلا
ولمن وجدت كمن فقدت شمائلاً / والكل عن كل ينوب بديلا
إن لم يماثل من ولدت مماثل / فلقد ترى هذا لذاك مثيلا
تلك الجواهر كلها من معدن / ما حال عن حالاتها تبديلا
ثقفت من ذاك الوشيج ذوابلاً / وصقلت من ذاك الفرند صقيلا
يا قاصد الفيحاء في تفاحة / زيافة تصل الوجيف ذميلا
عنس كتيس القاع أرسل شارداً / أو كالظليم مذعراً إجفيلا
كوماء ما بين الهذاب كهضبة / شاء الإله لنقلها تحويلا
أنست إذا أنس الرعاة بشكلها / فحلا يسابق شدقماً وجديلا
لم تكحل عين بمرأى ردفها / إلا وجاوزت النواظر ميلا
وكأنها بين التنائف آصف / في عرش بلقيس يمر عجولا
لا يهتدي كعب لبارع وصفها / فيما تفنن مقصراً ومطيلا
أنخ النياق لصالح هو صالح / من قبل أوتي ناقة وفصيلا
وأعقل يديها في مرابع معقل / للوفد يحسبه النزيل نزيلا
المشرف الجفنات في غسق الدجى / والقائد الصعب الحرون ذلولا
المحتبي بالدست تحسب أنه / أسد تصدر بالندي الغيلا
المحتبي بالدست تحسب وجهه / قمر السماء وتاجه إلا كليلا
المحتبي بالدست تحسب خلقه / روضاً يباكريه النسيم عليلا
المحتبي بالدست تحسب لفظه / دار يفصل نظمه تفصيلا
المحتبي بالدست تحسب شخصه / شخص النبي وقوله التنزيلا
أن أطرق استولى الأنام مهابة / فإذا تبسم طارحوه القيلا
تسمو لطلعته العيون إذا بدا / كالسيف أرهفه القيون صقيلا
يتباشرون إذا رأوه كأنه / برق سما للمحلين مخيلا
فإليكها جهد المقل وإن تكن / قصرت وكان بك المجال طويلا
ولو استطعت نظمت في أبياتها / آي الكتاب مرتلاً ترتيلا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025