المجموع : 152
رشأ كأن الخال في خده
رشأ كأن الخال في خده / نقطة حبر فوق قرطاس
وعقرب الصدغ على خده / يحمي من الجنة والناس
وأغيد وضاح الجبين تخاله
وأغيد وضاح الجبين تخاله / إذا لاح في داجي الظلام هلالا
وإن مال خلت الغصن في طي برده / يميل وإن يرن إليك غزالا
مالت فقلت لها يا بانة اعتدلي
مالت فقلت لها يا بانة اعتدلي / وإن جبلت على التعطاف والميل
للدمع تساكب وللقلب شجا
للدمع تساكب وللقلب شجا / ما انبلج الصبح وما الليل سجا
طارت بذاك الوصل فتخا كاسر / وترتجي القرب إذا خاب الرجا
والعيس يحملن رعابيب المها / تلبس للمسرى جلابيب الدجى
عوجاً كأمثال القسي أحرفاً / والقوس قد قوس أو قد عوجا
ترمي حصى البيداء في أخفافها / فهي تشكي من حفا أو من وجى
يا خاطب العيس لأجواز الفلا / في حالك الليل تولى مدلجا
باللَه إن كنت تعي لي داعيا / بالعيس قف لي ساعةً وعرجا
ويممن أرض الغريين ففي / أرض الغريين مصابيح الدجى
وانظر إلى مصابح نور قد سما / وغاية الخلق الرجا والمرتجى
أقوت معاهد سلمى فهي أدراس
أقوت معاهد سلمى فهي أدراس / تعتادها من رياح البين أنفاس
أمست خلاء المغاني لا يطوف بها / إلا ممر خلال الدار جواس
لا يهتدي الطير فيها أين موكره / وإن بدا من ضياء الأفق نبراس
كانت بساكنها تحمي جوانبها / حتى الظبى وصدور الرمح حراس
فما لها أقلعت تلك السحائب عن / أرجائها وجفاها الجود والباس
ونارجيلة تهدي بكف رشا
ونارجيلة تهدي بكف رشا / حلو الدلال رشيق القد مياس
حتى إذا جاد لي فيها بثثت بها / وجدي عياناً تراه أعين الناس
حيث الدخان إذا ما جاس في كبدي / موهت في نفخه تصعيد أنفاسي
جاءت تزر فويق الماء منزرها / وفوق مفروقها لألاء مقباس
أعديتها داء برحائي معاكسة / فالدمع في قلبها والنار في الراس
وأقداح بلور جلاها نديمها
وأقداح بلور جلاها نديمها / فعاد بها روض السرور أنيقا
جلاهن بيضاً ثم عدن بكفه / نواصع حمراً قد ملئن رحيقا
وما كنت ممن كان شاهد قبلها / لآلئ تجلوها الأكف عقيقا
وقهوة طاب من أرواحها عبق
وقهوة طاب من أرواحها عبق / فلذ مصطبح منها مغتبق
كالشمس تعبث في النادي أشعتها / إذ لاح من وجنة الساقي لها شفق
عنيت صهباء شيبت بريقته / أو التي من دجى ظلمائها الغسق
يطوف فيها بكأس من لواحظه / وما أرق مداماً كأسها الحدق
أرخى على الأبلج القاني غدائره / فالليل منسدل والصبح منفلق
يا جيرة الحي من نجران ماذرفت / عيناي إلا وشبت في الحشا حرق
سقياً لدارك من دار أرقت لها / وأين مني لولا عهدها الأرق
أدر لي خمرة الريق
أدر لي خمرة الريق / وخالف كل زنديق
وخالفهم وإن قالوا / بتحقيق وتدقيق
فإن الراح ياقوت / أذيبت بالأباريق
كمثل الشمس يجلوها / غزال بارد الريق
عروساً زفها الساقي / لنا من بعد تصفيق
أردنا وصف ساقيها / فأعيا كل منطيق
يحيينا فيحيينا / ويردينا بتفريق
رماني سهم عينيه / بتسديد وتفويق
فوا لهفي على نفسي / رمتني اليوم بالضيق
ووالهفي على عصر / رمى شملي بتفريق
بناد بالطلى حال / وفرشٍ من نماريق
جلاها كل ديري / وقسيس وبطريق
سرينا من على ورد / بترغيب وتشويق
غزال قد سرى يوماً / كبدر لاح في السوق
تثنيه لنا السعدى / إذا هبت بتخفيق
وماضي الليالي كان لم يكن
وماضي الليالي كان لم يكن / ومقبلها مثل ما قد مضى
فلا تك منها على غرةٍ / فما هي إلا كبرق أضا
الموت سهم مرسل
الموت سهم مرسل / والعمر مد لسيره
من لم يمت فليعتبر / قبل الممات بغيره
فدع عني السلافة ليس شيء
فدع عني السلافة ليس شيء / أعل لغلتي من شرب قهوة
أدرها واسقنيها لا دهاقاً / ولكن حسوة من بعد حسوة
أنفت أن تمس وجه الصعيد
أنفت أن تمس وجه الصعيد / فمشت في محجة من حديد
أهاجك وهناً سنا بارق
أهاجك وهناً سنا بارق / دوين ربى الجزع من بارق
أيا قاطعاً منه حبل الوداد / خفرت عهود فتى واثق
أبا قاسم أنت نعم الخليل / وإن حلت عن ودنا الصادق
جريت على حلبات العلوم / كمهر سليم الخطا سابق
جريت فأدركت أقصى المدى / وإنك ذو حسب باسق
فها أنت فيها تناهي صعوداً / فلا تبصر اليوم من لاحق
وما غاديات مراها النسيم / سحبن ضروعا على الشاهق
يحط جلاميده سيلها / بدمع كمدمعي الدافق
بأغزر من كفه وطفة / وكل بصوب حياها سقي
فلا رعت يا قرم هذا الزمان / بخطب مريع الفتى طارق
ولا خامر الحب منك الهموم / ودمت بعيش صفا رائق
أما والذي هو أرسى ثبير / لو دك باق على ما بقى
ولو أنني فاوضت ذا الطرس بعضه
ولو أنني فاوضت ذا الطرس بعضه / لأحرقه حتى وهي وأبيدا
ولم تقو عيسي أن تنوء بحمله / وحملنه لا نهلن منه صعيدا
ألا فليطب بالكرص عيش أحبتي / فما ذقت عيشاً بالغري رغيدا
وأشرب عذب الماء رنقاً كأنما / سقاني ضريعاً صدكم وصديدا
ومن شقوتي أن يحكم البين بيننا / ويا شد ما أشقى الزمان سعيدا
فلي زفرة وجه النهار وزفرة
فلي زفرة وجه النهار وزفرة / أسامر فيها الليل دون سميري
وما تلك أنفاساً تشب وإنما / شظايا فؤادي في شواظ زفيري
أصبحت حليفاً من ألمي
أصبحت حليفاً من ألمي / وكواني الدهر وهان دمي
كانت بالشمل منازلها / تزهو بالأهل وبالخدم
رحلوا بالرغم وقد تركوا / صبا يتقلب بالسقم
أمسيت أردد ذكرهم / ومضى الليل ولم أنم
بعدت عن عيني منازلهم / لم تبعد عن قلبي وفمي
أبكي ما يغني بكاي جوى / ولو امتزجا دمعي ودمعي
عين ذرفت دمعاً وسقت / أرضاً وطأوها بالقدم
مالي والبين وذو أحد / مالي والدهر قوي ألمي
يا ليت الدهر أباح لنا / لذات اللهو بذي سلم
كم بت وبدري تحت دجى / نتعاطى خمرة ذي شبم
رفقاً يا مي فان تهبي / رقاً ما ضر على اللمم
وصلي دنفاً أبداً أسفا / وشكا كلفا من مضطرم
عجباً والسقم يمنطقها / ترمي بنبالٍ كل كمي
صدت ونأت عني ورنت / فغدوت أميل إلى العدم
كنا والدهر يضاحكنا / يا دهر أجاد ولم يدم
أدع الأديار لتسكنها / يا دار عليك الغيث همي
هل ترجع أيام سلفت / أرعى بالعيس بالبهم
ما لفودي ينكران المشيبا
ما لفودي ينكران المشيبا / أحسن الشهب طالع لن يغيبا
وسواد الدخان يسحم حتى / نضع النار فيه شب لهيبا
ما رعى ذمتي المشيب ولكن / من ترعه الأيام يلق المشيبا
هل اراك الزمان بالشيب مرداً / وأراني الزمان بالمرد شيبا
كان لي لو يعودا مسود شعر / يفضح الليل لو يرى عنه نيبا
هيجتني إليه طرة مهر / فتمنيت جزها والسبيبا
أسلمتني يد الصبا ولعمري / لا يسر الزمان مني كئيبا
ما تعيفت أزجر الطير إلا / ووجدت السرور مرمى شطيبا
كل طير يهدي لقلبي حزناً / واكتئاباً وإن يكن عندليبا
ولعندي كأسحم الريش ورق / قلبت بالأراك كفا خضيبا
وكأن الحمام أغربه البين / أخال الهديل منها نعيبا
ضيق الدهر في مجالي حتى / بالأماني لم يكن لي مثيبا
لا يصد الزمان بيني فإني / ممتط غارب النوائب نيبا
أنا لو لم يكن بقربي إلا / صدر رمحي لكان عندي رحيبا
هصرتني الأرزاء عوداً يبيسا / ولقد كنت قبل غصناً رطيبا
هي حال الزمان تعقب حالا / بعد حال فلا تري ذا عجيبا
قد قضيت الصبا ولم أقض فيه / إرباً لا ولا صحبت أريبا
أيها الحاملون نعش جواد / منعش جوده المحل الجديبا
أجهشت خلفك النواظر عبرى / فاضحاً دمعها الحيا المسكوبا
ما همي الغيث فوق قبرك جوداً / إنما صار أدمعاً كي يصوبا
قل لمن أنب البواكي رويداً / أغرقت زجرة البكا التأنيبا
ما قضت نحبها عليه فدعها / كي تطيل البكا له والنحيبا
أنت من راقب الإله فأرضى / بتقىً لم يزل عليه رقيبا
ومحضت الأعمال لله حسبا / لم تراع الترغيب والترهيبا
وألفت الردى أدكارا فلما / حل ناديك لم تجده غريبا
فبعين الورى أغر جواد / ما عقدنا المصاب تى أصيبا
إن نعاك التقى فليس ببدع / قد نعى قبله الربيب ربيبا
أو بكتك العلى بشجو فكم قد / بكت العين نورها المحجوبا
إن تكن غائباً فكم لك نور / رصد اللَه نوره إن يغيبا
فلنسل الجواد ملجىً بطه / خير من تقتفي كهولاً وشيبا
لم تسمك الخطوب خسفاً ولكن / غمزت من قناك عوداً صليبا
يصبر المرء في النكائب علما / إن في الصبر ما يسلي الكئيبا
يا خصم العلوم لم نر يوماً / لعباب أتحفت فيه نضوبا
ملك أنت شاطر الناس منه / ملكاً هادياً ورأياً مصيبا
لست من فرعهم وإن عم لفظ / إنما هادياً ورأياً مصيبا
وبعبد الحسين حق التعزي / إن أراك الزمان يوماً عصيبا
صيغ من معدنين بشرٍ ونشر / واكتسى للبهاء برداً قشيبا
فبعين الزمان يبهج حسناً / وبعين الزمان يأرج طيبا
حاز رهن السباق في المجد ملكا / حازه المجد وارتضاه ربيبا
قد دعته والكل أوجم لكناً / مقصر عنه فوت المطلوبا
أترى خالق الورى لم يقدر / لسواه من المعالي نصيبا
لا ترى بعدها كما قدر رأوها / فتناولت ما رأيت قريبا
أيها المصطفى اصطفتك المعالي / من ذويها كما اجتبتك حبيبا
أنت كالغيث لا يحل بأرض / دون أرض ألا استهل صبيبا
تزهر الأرض من أياديك جودا / إن أردت التشريق والتغريبا
حاك من جودك الربيع مزايا / كست الملس والأراك السليبا
طاب عرق طويت فيه وعرق / مته المجد حقه أن يطيبا
ورعت لحظة الإله كريماً / قد رعى المجد معسراً وخصيبا
سئمت قناة الدهر منك طعانها
سئمت قناة الدهر منك طعانها / فلو استطعت إذن نزعت سنانها
ألقيت سلمك للنوائب عن يد / جذاء قد قطع الزمان بنانها
إن كنت أخشن ملمساً فلطالما / عرك الزمان عريكة فألانها
خفض عليك فلست واجد حيلة / تكفيك من نوب القضا حدثانها
ومهون بلوى المنية أنها / بلوى يعم طروقها حيوانها
فلو أن هذا الموت يفجع أسرة / ويعف عن أخرى فيرعى شانها
ما استل من حرم الكرام خبيئة / حجبت فما شهد الحمام مكانها
كيف اهتدى نظر الحمام الى التي / قد حفها ستر الكمال وصانها
إن غيبت بالقفر في ملحودة / فالغيث كان شهودها وعيانها
أو راعها شخص الردى فلطالما / كانت أظلته تروع جنانها
قطعت بنيل الخير مدة عمرها / وطوت بمنشور التقى أزمانها
فليهنها أن مقامها / فلقد أتت لما أتته جنانها
وضريحها قلب الضراح وإنما / دفنوا ببوغاء الثرى أكفانها
وغدت لها لها دار الإمامة دارة / وغدت ملائكة السما جيرانها
يا لا عدت قدسي تربك ديمة / ابكت عليك يد الردى أجفانها
وردت من الرضوان ألطف نهلة / فسقت ثراك مديمة هملانها
نجاجةٌ تحكي يد ابنك صالح / تلك التي جذ الزمان بنانها
الممتطي للمجد كل طمرةٍ / أبداً تصرف كفه أرسانها
العليم العلم الذي فخرت به / أم الفخار فشيدت أركانها
من لا يجاريه الكرام بحلبةٍ / فأقول حاز لدى السباق رهانها
وكفى الأمين من المفاخر أنه / ألقت إليه المكرمات عنانها
وله أيادٍ جمة لم يستطع / قس الفصاحة في النشيد بيانها
فتعز يا لا ساورتك مصيبة / نشرت بمطوي الجوى أشجانها
وعليك بالصبر الجميل فإنه / خلقٌ لنفسك في الرزية زانها
وإليكها ممن أحبك حكمة / زارت بك الزوراء يا لقمانها
وأسلم رغيد العيش بين عصابة / عقد لها كف العلى تيجانها
دام الربيع الغض في أوطانها / مما تجود بسيبها أوطانها
قد فلت لما أرخوا فليهنها / قد شاهدت وادي السلام مكانها
نزعتكَ من يَدها قريشٌ صقيلا
نزعتكَ من يَدها قريشٌ صقيلا / وطوتك فذاً بل طوتك قبيلا
فجعت بفقدك واحداً فكأَنها / فجعت بآل النضر جيلاً جيلا
وتذكرت في يوم فقدك فقدها / مضراً فأوصلت العويل عويلا
وغدت تطوف خلال نعشك ولهاً / وأتت على أعواده تقبيلا
بكر النعي لها بواشج أصلها / فلتبك يومك بكرةً وأصيلا
أكسبتها العز الكثير محامداً / تبقى فعز بأن تعيش قليلا
صبغت عليك مدامها لولم تكن / حمراً لخيلت البطاح النيلا
حسرت فكنت السرد من أدراعها / وضحت لظل لم تجده ظليلا
يا سيفها وسنامها غادرتها / ظهراً أجب وساعداً مشلولا
ولأنت معقلها أصاب تصدعاً / ولأنت صارمها أصاب فلولا
لسلت بك البطحاء عن أشياخها / إذ أنت أكرم من نموه سليلا
فمقام إبراهيم يعلو صارخاً / حزناً عليك وحجر إسماعيلا
مهلاً أبا موسى فإنك والعلى / ولك السلامة مزمعان رحيلا
يأيها الجبل الممنع ركنه / هول لعمرك أن نراك مهيلا
نكد الإقامة أن نقيم ولم تقم / فينا تنيل جزيلة وجزيلا
ومن الردى أن لا نشاطرك الردى / ومن الغليل بأن نبل غليلا
ملأت محاسنك البلاد فضيقت / حتى لشخصك لم يدعن مقيلا
لوقفت ما بين النوائب والورى / حصناً تقي الخطب الجليل جليلا
حتى تخبط عاثراً بك ظفرها / إذ لم تجد بك للأنام سبيلا
أردى أبا موسى الردى فتكوري / يا شمس وادرعي عليه أفولا
المنعش الآمال غادر نعشه / راجي الجدا لا يعرف التأميلا
وعليه عولت الورى وأظنها / فقدت بفادح خطبه التعويلا
كان المحرم مخبراً فأريتنا / يا جعفر فيه الحسين قتيلا
فكأن جسمك جسمه لكنه / كان العفير وكنت أنت غسيلا
وكأن رأسك رأسه لو لم يكن / عن منكبيه مميزاً مفصولا
وجبينك الوضاح مثل جبينه / بلجاً وليس كمثله تجديلا
وحملت أنت مشرفاً أيدي الورى / وثوى بنعش لم يكن محمولا
أن تنأ عنا راحلاً كرحيله / فلرب سجاد تركت عليلا
ولفقد مهدي لجعفر مورث / من جعفر في فقد إسماعيلا
يا أيها المهدي يا علم الهدى / أعيا التصبر من سواك فعيلا
أيقنت حين نعي إليك مصدقاً / ونخال أنك خلته تخييلا
حوشيت من جلد القساه وإنما / هدي النبي قد اجتباك خليلا
أنت الذي ترضى بما يرضى به / باري البرية هيناً وجليلا
أأقول صبراً لا وصبرك إن لي / جزعاً وصبرك لا يزال جميلا
بك نهتدي لسبيل كل فضيلة / وعلى منالك نجتدي تعويلا
ولمن وجدت كمن فقدت شمائلاً / والكل عن كل ينوب بديلا
إن لم يماثل من ولدت مماثل / فلقد ترى هذا لذاك مثيلا
تلك الجواهر كلها من معدن / ما حال عن حالاتها تبديلا
ثقفت من ذاك الوشيج ذوابلاً / وصقلت من ذاك الفرند صقيلا
يا قاصد الفيحاء في تفاحة / زيافة تصل الوجيف ذميلا
عنس كتيس القاع أرسل شارداً / أو كالظليم مذعراً إجفيلا
كوماء ما بين الهذاب كهضبة / شاء الإله لنقلها تحويلا
أنست إذا أنس الرعاة بشكلها / فحلا يسابق شدقماً وجديلا
لم تكحل عين بمرأى ردفها / إلا وجاوزت النواظر ميلا
وكأنها بين التنائف آصف / في عرش بلقيس يمر عجولا
لا يهتدي كعب لبارع وصفها / فيما تفنن مقصراً ومطيلا
أنخ النياق لصالح هو صالح / من قبل أوتي ناقة وفصيلا
وأعقل يديها في مرابع معقل / للوفد يحسبه النزيل نزيلا
المشرف الجفنات في غسق الدجى / والقائد الصعب الحرون ذلولا
المحتبي بالدست تحسب أنه / أسد تصدر بالندي الغيلا
المحتبي بالدست تحسب وجهه / قمر السماء وتاجه إلا كليلا
المحتبي بالدست تحسب خلقه / روضاً يباكريه النسيم عليلا
المحتبي بالدست تحسب لفظه / دار يفصل نظمه تفصيلا
المحتبي بالدست تحسب شخصه / شخص النبي وقوله التنزيلا
أن أطرق استولى الأنام مهابة / فإذا تبسم طارحوه القيلا
تسمو لطلعته العيون إذا بدا / كالسيف أرهفه القيون صقيلا
يتباشرون إذا رأوه كأنه / برق سما للمحلين مخيلا
فإليكها جهد المقل وإن تكن / قصرت وكان بك المجال طويلا
ولو استطعت نظمت في أبياتها / آي الكتاب مرتلاً ترتيلا