المجموع : 95
لا عين العين فعل البيض والاسل
لا عين العين فعل البيض والاسل / لَولا امتزاج الثغور اللعس بالعسل
تَرمي حواجبها قلب المشوق بها / فَتسلب اللب بالتَدعيج وَالكحل
نزلن بالحب حبات القلوب فما / رحلن الابو جد غير مرتحل
رفقا بذي شجن ذاق الهَوى فرمت / به الصبابة بين العذر وَالعذل
يَبكي لنار بأكناف الحمى وَقدت / وَلمع برق بذات البان مشتعل
وَبندب الطلل المَهجور من اضم / فدمعه طلل في ذلك الطَلل
وَكلمااِشتغلت بالسجع ساجعة / في الغور اغرته بالتَسجيع وَالغَزل
ما ضر ايام نجد أَن تَعود لَنا / بجمع شمل عَلى اللذات مشتمل
أَيام انسى برضوانية رضعت / در الصبا في رياض الدل وَالكَسل
شمس مقلدة شهب النجوم فَما / شهب النجوم وَما شمس بلا طفل
بَيضاء حورية نورية جمعت / محاسن الحسن بين الحلي وَالحلل
سحارة الطرف ان لاحَت مَلامحها / يوما لذي العقل أَمسى مطلق العقل
تَهتَز عطفا كخوط البان مال به / مرّ النَسيم وحلى الغصن دامل
كَم لامَني في هَواها اللائمون وَقَد / رضيتها حكما عدلا عَلى وَلي
وان نأت دارَها عَني شددت عرا / ظني بيعتي وَلي اللَه خير وَلي
محمد بن عَلي خير من نزلت / به الوفود لنيل الجود بعد علي
الصالح البدل ابن الصالح البدل / ابن الصالح البدل ابن الصالح البدل
اليغنمي الَّذي تاه الوجود به / عَلى أَواخر اهل الخير والاول
سر السَرارَ لب اللب منتخب / يَرتاح للجود شبه الشاربالثمل
ما تنكر الكوثر الغياض ان وكفت / كفاه في المحل فعل العارض الهطل
أَفعاله سير في المجد أَيسرها / محيى المحامد بين السهل وَالجبل
بحر يمد عَلى العافي عوارفه / بالانعم الخضرلا بالعل وَالنهل
بَنيبحطم حطام المال مرتبة / من دونها زحل كالارض من زحل
يا زائد البرعج نحو المذاب فَفي / ذاك الجناب وَلي بالنوال ملي
وَزر قبور أَولاك الصالحين فهم / لِلَّه في الارض أَبدال من الرسل
وَفي زيارتهم نجح المطالب من / محو الذنوب وَستر الحوب وَالزلل
ان اليغانم سر اللَه في برع / شهب الهدى وَالنَدى وَالعلم وَالعمل
غَمائم الجود أَقمار الوجود لهم / خَصائص الذكر ما الذكر الحَكيم تلي
وانهم وسط في أمة وسط / بالخير خاطبها التَنزيل في الازل
جنابهم جبل اللَه المنيف سمت / في العز قلته العليا عَلى القلل
يا سَيدي يا جَمال الدين يا عضدي / يا ناصري في حدوث الحادث الجلل
يا واحدا هو كل الناس لا عجب / أن يجعل اللَه كل الناس في رحل
يَكفيك في سبق أَهل السبق أَنهم / جادوا وَجدت فكنت الفرد في المثل
وَالناس في السعي كاسم الماء مشترك / وانما الفرق بين اللج وَالوشل
أَضحت يَمينك للراجين روض غَني / حلوا الجنى كرما يا واهب الجمل
تمد للخير باعا ما به قصر / يَفيض فضلا عَلى حاف وَمتعل
مَولاي صل سببي وامدد يدي عجلا / بحق من خلق الانسان من عجل
وانظر إِليّ بعين منك مشفقة / لِتَستَفيد مَزيد الشكر من قبلي
من كان يأمل مصراً والخصيب ندا / فَذا خصيبي وَذا مصري وَذا أَمَلي
بقيت للدين وَالدنيا وأَهلهما / ركن الكَرامة في الاصباح وَالاصل
ما اِستقبلت وَجهك الزوار واِستبقت / غار نعلك يا مَولايَ بالقبل
محدثي عَن فَريق فارَقوا العلما
محدثي عَن فَريق فارَقوا العلما / وأودعوني في تَوديعهم أَلَما
وَزوّدوا القلب هما لا اِنقطاع له / وَبدلوا جثَتي بالصحة السقما
هلا وَقَد عسفت هوج المطي بهم / سمعتهم يَذكرون العهد وَالذمما
باتوا وَفي القلب منهم نية عرضت / باتَت تقسمه للبين فاِنقسما
ما ضر سكان نجد قبل ما رَحَلوا / أَن لا يَكون زَما الوصل مغتنما
كنا وَكانوا وكان الشمل مجتمعا / وَالوصل متصلا وَالصرم منصرما
فصرت من بين اَهل البان ذا شجن / لا يرتضى الدمع الا أَن يكون دما
قالوا ندمت عَلى ما كانَ من زمن / فقلت مالي أَن لا أَظهر الندما
جاد الغمام عَلى سفح الشام إِلى / شعب الخزام فروى الضال وَالسلما
وَلا عدا الأثلات الخضر عارضه / حَتّى يحيى رسوم الحي وَالخيما
يا حادي العيس لا تَرتَع بذي سلم / وَلا بنجد وزم الانينق الرسما
واقصد ربا الخيفة الغراء مقتبسا / من نور أَبلج يَلقى الوفد مبتسما
ذاكَ المعلم عبد اللَه اجود من / اعطى واشرف من فوق الثرى سيما
الفاضل الكامِل المَحمود سيرته / سامي الفخار الاغر العالم العلما
الصائم القائم التالي اذا هجعت / عنه العيون وجن اللَيل وادهما
تقر عينك منه عند رؤيته / كانه البدر في جو السَماء سما
اتى به اللَه نورا لاخفاء به / وَكان سرا من الاسرار منكتما
باللَه باللَه ان شاهدت طلعته / لا تلثم الكف حَتّى تلثم القدما
واجعل زيارته لِلَّه خالصة / وكن به بعد حبل اللَه معتصما
اللَه أَكبَر هَذا خير من فخرت / به المَذاهب هَذا سيد العلما
هَذا الَّذي تظهر الاشيا فراسته / كانه يَخفي الغيب قد علما
راحَ الزَمان وَلا علم عَن العلم
راحَ الزَمان وَلا علم عَن العلم / وَلا سَلام عَلى سَلمى بذي سلم
باتَت تقسم قَلبي نية وقفت / قَلبي عَلى الجيرة الغادين عَن اضم
فبت أندب وصلا غير متصل / بالمنجدين لصرم غير منصرم
رضيت حكم الهَوى العذرى لي وَلهم / فَما اِرتَضوا سفح دَمعي دون سفك دَمي
أَدرج القَلب من شهر إِلى سنة / عنهم وأرضيه دون الوصل بالحلم
يا نازِلا بر بانجد أعد خبرا / عَن معهد بعقيق الرمل منهدم
وَدمنة قسمت بالبين أَربعها / بين الزَمان وبين الريح والديم
لَم يَبقَ منها سوى الاطلال خامدة / أو الجآذر والآرام في الاطم
وَما رعيت هَواها اذ مررت بها / الا بدمع عَلى الخدين منسجم
أَطارح الدار تَسليمي وَلَو عقلت / لا خبرتني عَن عاد وعن أرم
يا لائمي دع فؤادي للهموم فَلضو / لاقيت بعض الَّذي لاقيت لم تلم
وَخل قَلبي لنار الوجد محرقة / وَالجفن للدمع والاعضاء للسقم
كَم حول الدهر حالاتي وَها أَناذا / أَلقاه حين لقاني غير مهتضم
وَكَم تغيرت الايام وَالتبست / فَما تغيرت اخلاقي وَلا شيَمي
لا أَشرب المر موثوقاً به طمعا / وَلا أَقول عَلى ما فاتَ واندمي
وَلا يخوفني دهر يحول وَلا / هول يهول وَلا تهديد مصطلم
وَفي قعار جناب ما نزلت به / الا أَممنت أَمان الصيد في الحرم
أَلوذ بالمشهد المَحروس منتصرا / كأَنَّني منه في ركن وَملتزم
حيث الجَلالَة مضروب سرادقها / وَالنور مبتسم بجلود حي الظلم
اللَه أَكبر ذا الطود المنيف ذرأ / ذا العالم العلم ابن العالم العلم
هَذا النهارى الَّذي في ضمن تربته / حج وَمُعتَمِر للأَنيق الرسم
ذا البدر ذا القطر ذا البحر المحيط غني / زاكي المناصب سامي القدر والهمم
هَذا محمد السامي فَتى عمر / لب اللباب ابن أم الجود وَالكرم
ذا الكامل الفاضل الفياض ناثله / غوث العَشائر غيث الخير وَالنعم
ذا الابلج المتقى من أمة وسط / مخاطبين بكنتم خير في القدم
أَغر كالشمس لا يَخفى عَلى أَحد / الاعلى أَحد عما يَراه عمى
لَو صور الخلق من قول ومن كلم / لكان معنى لمعنى القول وَالكلم
وان يكن بشرا من قوم اِشتَبَهوا / خلقا فَما صفر كالاشهر الحرم
لَم تلهه بهجة الدنيا وَزخرفها / وَلا التفاخر بالاتباع وَالخدم
له الكَرامات والاحوال ظاهرة / في الشرق وَالغرب بين العرب وَالعجم
فالكائنات لديه غير غائبة / والارض بين يديه خطوة القدم
وَالحجب وَالعرش وَالكرسي بارزة / في عينه في رموز اللوح وَالقَلَم
يَدعو الفَتى باسمه حقا وَينسبه / صدقا عَلى بعده وَالبعد كالامم
مكاشف بخفيات الامور فَما / غيب بخاف ولا سر بمكتتم
تبدي فراسته أَنوار حكمته / وَما أَمين عَلى غيب بمتهم
مَولاي مَولاي كَم أَدعوك مفتقرا / وَكَم اشافهك الشكوى فَما لفم
فاسمع ولب ندائي بالاجابة يا / منزه السمع عَن وقر وَعَن صمم
ان الفَقير الحرازي صاحبي عثرت / به كَبائره فضلا عَن اللمم
وَقَد وصلت إِلى هذا الجناب وَلي / فيك الظنون ومن وافى حماك حمى
مستنجدا بك من هول المعاد فخذ / بذمة منك لي يا وافي الذمم
ان لم تقم بي نهوضا كلما اِعترضت / لي الحَوادث لم أَنهض وَلَم أقم
وَكَيفَ حيلة من عسى وَيصبح في / بحر محيط من الاوزار ملتطم
فانظر إِلى بعين اللطف منك لكي / يَلقاني الخطب نحوي ملقى السلم
واكف السناجي عليا طول غربته / وَصنعه من جور دهر خائن خصم
وَكن لقائلها عَبد الرَحيم اذا / ضاق الخناق له من أَمنع العصم
فَلَم يَزَل بك في أمن وَفي دعة / وَفي جناب عَزيز القدر محترم
فأَنتَ يا موسم الزوّار ملجؤنا / عما نحاذر في الدارين من نقم
قل أَنتما من اصيحاني وَحاشيَتي / وَمن خصائص اتباعي وَمن حشمي
وَعم بالخير أَهلينا وَجيرتنا / ومن يَلينا من الاصحاب وَالرحم
مني السَلام عَلى أَنوار قبرك ما / تحاوبت ساجعات الايك بالنغم
وَجاد مشهدك المَيمون منسجم / بخص مستودع الاحكام وَالحكم
قال مستودع الغيوب النهاري
قال مستودع الغيوب النهاري / وَهو في حضرة العَزيز الباري
حين أوتى مَفاتح الاسرار / طحعت رفعَتي عَلى الابصار
واِصطَلى كل عاشق من نار /
كل مَن في مَقام صدق صديقي / وَفَريق الموحدين فَريقي
نفر الضد خوف شهب حَريقي / واِنتَحى كل فارس عَن طَريقي
وَخيولي تحيط بالاقطار /
رفقت رايَتي بمقعد صدق / وَسما بي سر اِعتقادي وَنطقي
فَثنائي في كل غرب وَشَرق / وَشموسي تضىء في كل أفق
وَحسامي يَلوح في الامصار /
مَضى زمن الصبا فدع التَصابي
مَضى زمن الصبا فدع التَصابي / قبح منك شبت وأَنتَ صابي
تظل تغازل الغزلان لهوا / وَتكثر ذكر زينب وَالرباب
وَتَلبس للبطالة كل ثوب / وَتنسى ما يسوّد في الكتاب
وَقَد بدلت معد قواك ضعفا / وَدل الشيب منك عَلى التباب
فخذ زادا يَكون به بَلاغ / وَتب فَلَعَل فوزك في المتاب
وأجمع لِلرَحيل وَلا تعول / عَلى دار اِغترار واغتراب
فَخير الناس عبد قال صدقا / وَقدم صالحا قبل الذهاب
وَراقب ربه وَعصى هواه / وحاسب نفسه قبل الحساب
خَليليّ اربعا بربوع نجد / تجدد عهد معهدها الخراب
وَننزل منزل الخلان منها / وَنَروي من مناهلها العذاب
مآثر خيرتي وَديار أنسى / وَمألف كل عيش مستطاب
سقى شعب الاراك وَما يَليه / من الاقطار منسجم السحاب
وَروّى روضة العلمين حَتّى / تناهى الري مخضر الروابي
يناغى الشمس منها در طلى / بربك النور بسفر بالتهاب
كأن فَواتح الازهار منها / خَلائق سيدي عمر العرابي
أَما نوره ملأ النواحي / وأوضح هديه سبل الصواب
بعز مكانة وَيجل قَدرا / برفعة منصب زاكي النصاب
وَيكبر أَن يخاطب أَو يسمى / بسر السر أولب اللباب
كَرامات له وَمكاشفات / فشت في الكون بالعجب العجاب
فراسة مؤمن بحضور قَلب / يشاهد في اِبتعاد واقتراب
وَغوث يُستَغاث به وَسيف / يَصول عَلى النوائب غير نابي
وَبدر يستضاء به وَبحر / من الخَيرات ملتطم العباب
وأمة امة عملا وَعلما / نَقي العرض عَن عار وَعاب
نَلوذ به إِلى جمل منيف / جوانبه محصنة الهضاب
وَنَستَسقي الغمام اذا جدبنا / بَدعوته وَنفتح كل باب
وَنستعدي به وَبتابعيه / عَلى الاعداء في النوب الصعاب
فان لسره خضعت وَذلت / رقاب العجم وَالعرب الصلاب
ومن شرف الولاية أَن هَذا / لسان اولى الحقائق في الخطاب
يخاطب خصمها وَيجيب عنها / اذا اِفتقر السؤال إِلى جواب
وَيَكسو المذهب السنى حسنا / وَينشر ظل رايته العقاب
وَيبنى دون دين اللَه سورا / بيوت علا مسامية القباب
لَقَد شرف الزَمان به واضحت / وجوه الخير سافرة النقاب
توافيه الوفود بحسن ظن / فَترجع غير خائبة الركاب
وَتَرعى ريف رأفته البرايا / فتنعم في خلائقه الرحاب
وَعز حماه ملجأ كل راج / وَشعب نداه مجتمع الشعاب
فَيا مَولاي قربني نجيا / وأكرمني بأنعمك الرغاب
فَلَم أَسألك ديناراً ودارا / وَلا ثوبا سوى ثوب الثواب
فقد وافيت بحرك وَهو طام / وَغيري غره لمع السراب
وَجئتك زائرا بغريب مدح / حواشيه أرق من العتاب
وأشهى من فكاهة بنت عشر / وَتَقبيل المعسلة الرضاب
تغادر أنفس الاحبار سكرى / بكاس المدح لا كاس الشَراب
فصل حَبلي بحبلك واِصطَنعني / فَكَم لك من صَنائِع في الرقاب
وَقل عَبد الرَحيم ومن يَليه / مَعي يَرجو غدا كرم المآب
وَقض حَوائجي فَعَساك تَجزي / بمغفرة واجر واِحتساب
لا درك منك في الدنيا والاخرى / نَصيبي من دعاء مستجاب
بقيت لملة الاسلام نورا / وَجيه الوجه محترم الجناب
وَدمت مكرّما بعلو قدر / وَبورك في صحابك من صحاب
وَصلى اللَه لمحه كل طرف / تخص الدر من صدف التراب
محمدا الَّذي فضل البَرايا / وفاق المرسلين بقرب قاب
وآل الهاشمي وَتابعيه / غوث رغائب وَليوث غاب
بارق بالابرق الفرد سرى
بارق بالابرق الفرد سرى / وَتراءى لي بنجد سحرا
وَسَقى خيف مني عارضه / واثيلات النقا وَالسمرا
واِتيحت بالمصلى ديمة / غادرت وادي المصلى خضرا
فأنار النور من فضيه / في ربا تلك النواحي زهرا
فرياض الشعب رضوانية / ينثر الطل عليها دررا
يا نَسيم الريح من كاظمة / اهدلي ذاك النَسيم العطرا
واعد لي بالحمى ساجعة / فرقت بين جفوني وَالكرى
من عذ برى من حَبيب راحل / اخذ الموم واعطى السهرا
وَعذول لامى في الحب لَو / ذاق كاس الحب مثلي عذرا
لا يظن الدهر اني مهمل / بعد مدحي من يجيز الشعرا
قبل لي ما نلت من نائله / قلت كل الصيد في جوف الفرا
ذا الوجيه الوجه في الدارين ذا / صيدي الشيخ العرابي عمرا
صفوة الحق الَّذي انواره / عمت الدنيا فَشاعَت في الوَرى
واحد الامة هدا وَهدى / غوث أَهل الارض كهف الفقرا
قبلة الوفد المرجى جوده / بل إِمام الصالحين الكبرا
كعبة المجد الَّذي من زاره / حج في زورته واِعتمرا
والذي ما جئته مستلما / كفه الا اِستَلمت الحجرا
غيم برّ ظله مرحمة / لَم يزل صببه منهمرا
سادتي لا تهملوا مادحكم / فَلَقَد لذت بكم منتصرا
ان أدنى واجب الخدمة أن / تبلغوا عَبد الرَحيم الوطرا
فصلواحَبلي وَشدوا عروتي / واِرفَعوا قَدري اذا خطب عرا
لا تخصوا بالدعا أَنفسكم / واذكروا من غاب فيمن حضرا
واسألوا الرحمن يَهدي رَحمة / تشمل الاموات في بطن الثرى
وَصَلاة اللَه تَغشي روضة / أَحمد المختار فيها قبرا
وَضجيعيه وَسبطيه ومن / آثر الهجرة أَو من نصرا
وَجَميع الآل والاصحاب ما / بارق بالابرق الفرد سرى
وَجد تحرك في قَلبي فَما سكنا
وَجد تحرك في قَلبي فَما سكنا / فَقَدا لمن بنواحي مكة سكنا
أحبة هم مني قَلبي وهم أَملي / وَهم علاقة نَفسي اذنأوا وطنا
علقت في الركب آمالي غداة غدوا / كأن في الركب روحا فارق البدنا
أَجرى دموعي فرادى بعدهم وَثنى / وماثنى العذل عطف الصبر حين ثَنى
أودّ طيف خيال لَو يَزور وَهَل / يَستَعطف الطيف طرف حارب الوسنا
كَم قلت واخرنا للقلب بعدهم / وَلَيسَ يَنفَعني أَن قلت واخرنا
أَحباب قَلبي عَسى من نحوكم خبر / لِهائم يندب الاطلال وَالدمنا
وَهَل يعيد عَلى الدهر قربكم / بعد النَوى فنوا كَم زادَني شجنا
غني غني عَن جَميع الكون غيركم / وَلَيسَ لي عَنكم يا مالكي غني
قلوب اِمتزجت بالود ما بلغت / وان بعدتم فَمَعنى سركم مَعنا
أَنتم أَنا وأَنا أَنتم وَلا عجب / أن كنتم أَنتم وأَنتم في الوجود أَنا
روحي هنا بعد أَرواح هناك وأَر / واح هناك هي الروح المُقيم هنا
أحبكم وأحب الدار آنسة / منكم واسأل عنكم من نأى ودنا
فَلَيتَ شعري هَل في الدار متسع / حَتّى تَعود اللَيالي الذاهبات لنا
أَم تَرحَمون أَحبابي جوى كبد / كادَت تَذوب اليكم لوعة وضنى
فَو الَّذي حجت الركبان كعبته / وَما حواه المصلى وَالنقا ومني
ما حلت في الحب عَن حال الوداد لكم / وَلا خلعت لماضي حبكم رسنا
باخائضا غمرات الشوق متخذا / حسن التوكل زادا وَالرضا سفنا
دَع المَقادير تَجري وارض ما فعلت / واكتم هواك وَلا تستعتب الزمنا
ان الفَضائل في الاخطار مودعة / فاِبغ الفَضائل واجعل روحك الثمنا
وان أَراد الهَوى منك الهوان فقل / حكم المَنيَّة في حب الحَبيب منى
وَالراح يَستَلب الارواح عندهم / حيث الحضور مغيب وَالبَقاء فنا
فاحفظ هَواهم وَمت في حبهم كمدا / ان كنت حرا عَلى الاسرار مؤتمنا
فالكَون مسترق منهم محاسنه / وَالدين يَلبس منهم بهجة وَسنا
أَرائح الشام بلغ سيدي عمرا / تحية من محب يسكن اليمنا
والثم يَمين امام ماجد علم / أَحيا الهدى وَالنَدى وَالفرض وَالسننا
مبارك الوجه نَستَكفي الخطوب به / وَنَستقي بدعاه العارض الهتنا
مَولاي أَنتَ مُرادي حيث كنت وَكَم / وَشي الوشاة وَقالوا عابد وَثنا
لا أَشكر الدهر يَهدي ظل أَنعمه / إِليّ مالم يريني وَجهك الحسنا
فاذكر أَبا القاسم الخاظى عبيدك في / تلك المَساكن كم من خائف أمنا
وَصل بمرحمة عَبد الرَحيم ورش / منه الجناح فَكَم أَولَيته مننا
مني عليك سَلام اللَه ما سجعت / وَرق الحمى وَثني روح الصبا غصنا
ذرونيَ أَبكي بعد جيرة ثهمد
ذرونيَ أَبكي بعد جيرة ثهمد / واحداث عهد في بقية معهدي
وَأَندب آثار الفَريق بلوعة / وَلا عج وجد بعدهم متجدد
وَمالي لا أَبكي وَقَد عَزَموا النوى / غداة اِفتَرقنا من مغير وَمنجد
فَما ودعوني يوم جد رَحيلهم / وَلا زوّدوني نظرة المتزود
وَلا رحموا قلبا يَحوم عَلى الحمى / وَلا حفظوا ميثاق عهد مؤكد
فَليت الهَوى العذرى أَعقب راحة / لمطلق دمع عَن غَرام مقيد
وَلَيت زمان الوصل ارخى عنانه / فتبلغني الآمال غاية مقصدي
خليليّ من حي ابن خولان أَسعدا / رَفيقكما فالدهر لَيسَ بمسعد
وَلا تسألاني عَن فؤاد مضيع / فان فؤادي في الطراف الممدد
وَيا ممرضي بالغور غور تهامة / أعد مرضي فيهم وعدلي بعوّدي
وَخلّ عيون العين تسترق النهى / وَتَرمي العميد الصب في كل معمد
فَقَد لاحَ لي تحت السَتائر طلعة / أَذابَت بنور الحسن قَلبي وأكبدي
إِذا نزل العشاق في عرصاتها / رأوا عبجبا من نورها المتصعد
فَكَم حولها من هائمين بحبها / وَبين يديها من ركوع وَسجد
رَعى اللَه أَياما مضت بسويقة / ولذة عيش بالاباطح مرغد
يَقولون كَم تحكي وَكَم تذكر الحمى / وَتستنشد الاشعار من كل منشد
فقلت لهم خلوا سَبيلي فأنني / أَروح عَلى حكم الغَرام واِغتدي
وَما شاقني برق بأبرق رامة / وَلا نَغمات من حمام مغرد
وَلا نَسمات الريح تنثر لؤلؤا / من الطل عن زهر كدرّ منضد
بلى شاقَني الوجه السَعيد الَّذي به / تشعشع نور الحق في كل مشهد
أَعاد عَلَينا اللَه من بَرَكاته / وأوردنا من بره خير مورد
فَذلك يَستَسقي الغمام بوجهه / وَيفتح في أَسراره كل مؤصد
اذا ما رأت عيناك بهجة وَجهه / رأت بدرتم في مَنازل أَسعَد
وان لثمت يمناك يمناه فالتزم / بركن سوى ركن من البيت أَسود
له سيرة مرضية وَسَريرة / تضيء بنور السنة المتوقد
امام به الدنيا تجلى ظلامها / وَلاحَ سَبيل الرشد عَن خير مرشد
سما بشعار الصالحين وَهديهم / وأحيا منار الدين بعد محمد
اذا ما ذكرنا الاكرمين فانه / هو الكوثر الفياض وَالعارض الندي
وَمَهما اِمتدحنا الصالحين فمدحه / به تختم الذكر الجَميل وَتَبتَدي
فَللَه من غوث لكل مؤمل / وَسيف عَلى الاعداء لَيسَ بمغمد
وَمعقل عز يلتجأ بجنابه / وَيَروي بجر من عَطاياه مزبد
فَيا سَيدي ان الزَمان معاندي / وَأَنتَنور لنا بك الناس تَهتَدي
وَظلك مَمدود عَلى كل مسلم / وَفضلك مَبذول لِكل موحد
وَلكنَّني أَشكو اليك نوائبا / يعزلها صَبري وَيفني تجلدي
فَلا قر قَلبي بل وَلا كف مدمعي / وَلا لذلي عيشي وَشربي وَمَرقَدي
وَفي بيت رغم اخوَتي واحبتي / مقيمون في ليل من الهم سرمد
وان الفقيه المعجلي ضاق ذرعه / لعتبك يا مصباح غور وانجد
أَتاهم كَلام منك يا با محمد / يهد الرواسي فاِقتصد وَتروّد
فان كان عَن ذنب فَعَفوك واسع / وان لَم يكن ذنب فَلا ترض حسدي
وَحاشاك تحمي الارض شرقا وَمغربا / وَتهمل اخواني وَتظلم مسجدي
فأسبل عليهم ستر صفحك واحمهم / بجاهك يا مَولاي من كل معتدي
وَقم بي فاني وابن عمي وكل من / يلينا نرجى جاه وَجهك سيدي
وَهاكَ من الدر النَضيد غرائبا / مؤلفها عَبد الرَحيم بن أَحمد
وَلَم أَبغ منكم غير صالح دعوة / يَطول بها باعي وَتَعلو بها يدي
وَبعد صلاة اللَه ثم سلامه / عَلى خير فرع طال من خير محتد
محمد السامي الفخر وآله / حماة ثغور الدين من كل ملحد
سَلام حواشيه كدرٍّ منضد
سَلام حواشيه كدرٍّ منضد / يَروح إِلى قطرى لهاب وَيغتدي
تحيَّة مجروح الفؤاد هدية / الى ابن سليمان بن راشد سيدي
تخص خضم العحلو القطوف من / نى ثمرات الخير منبسط اليد
امام يحل المشكلات غوامضا / غَزير المَعاني فاتح كل مؤصد
له حجج علمية في خفيها / طَلائع نور السنة المتوقد
وَما هو الاسر شكل بَني الوَرى / وَعروة عز الدين دين محمد
له الطرق المثلى له الفضل وَالعلى / له الشرف الاعلى به الناس تَهتَدي
مَتى تأنه تَعشو إِلى نار فضله / تجد خير نار عندها خير موقد
اليك عَفيف الدين حامل خدمة / عَلى البعد من عَبد الرَحيم بن أَحمد
فَتى من بَني الاسدي وَفاك زائرا / لتأسيس عهد لا لعهد مجدد
توسل بي قربا اليك لعله / عليك احتسابا في القراءة يبتدى
فآنس غريبا لابليت بغربة / وأسعده بالتَدريس يا خير مسعد
وَدمت منيع الدار وَالجار وَالحمى / حَميد المَساعي فائض العارض الندي
وَطلت مَكانا في العلا وَمَكانة / كانك شمس في مَنازل أَسعد
وَحييت ما غنت مطوّقة الحمى / عَلى عذبات الائل في شعب ثهمد
رياض نجد بكم جنان
رياض نجد بكم جنان / فضية نورها حسان
وَترب واديكم بنجد / مسك وَحصباؤه جمان
وَالروح من شعبكم عَبير / وَالزهر ورد وَزَعفران
وَالجار في ربعكم عزيز / وَالحر في أَرضكم يصان
فكم سفكتم دمي وَدمعي / أَما عَلى القاتل الضمان
كَم حن قَلبي الى لقاكم / وَدوننا الغور وَالرعان
وَكدت أَخفي الهوى وَدَمعي / من شدة الوجد ترجمان
يا لائمين اقصر واملامي / رفقا بمن قلبه ملان
لا تذكروا الظاعنين عندي / فَلي وَللظاعنين شان
قالوا هو أَهم علي حتم / قلت عهود الهوى رزات
قالوا فكم تكتب المَعاني / قلت المعنى بهم معان
قالوا فدعهم فقلت كلا / لعل دهرا قسا فَلانوا
قالوا فقد فارقوك ربعا / قلت هم الناس حيث كانوا
ليت الصبا الحاجري ينبي / عَن جيرة البان يوم باتوا
هَل عهدهم عهدهم بنجد / باق أَم استؤمنوا فَخانوا
يا محسنا بالزَمان ظنا / لم تدر ما يفعل الزَمان
لا تتبع النفس في هَواها / ان اتباع الهوى هوان
واخجلتي من عتاب ربي / ان قالَ اسرفت يا فلان
الى مَتى أَنتَ في المَعاصي / تسير مرخى لك العنان
لَم ينهك الشيب عَن حدودي / وَلا رَسولي وَلا القران
لَو خوفتك الجحيم بطشي / لشوقت قلبك الجنان
أَنتَ شجاع عَلى المَعاصي / وَأَنتَ عَن طاعَتي جبان
عندي لك الصلح وَهو يرى / وَعندك السيف وَالسنان
تَرضى بأن تنقضي الليالي / وَما اِنقضت حربك العوان
فاِستَحي من كاتب كَريم / يحصى به الفعل وَاللسان
واستَحي من شيبة تَراها / في لنار مسجونة تهان
أيّ أوان تتوب فيه / هَل بعد قطع الرجا أَوان
آثرت غيري عليّ لكن / كَما يدين الفتى يدان
يا سَيدي هذه عيوبي / وانت في الخطب مستعان
يا من له في العصاة شأن / وَشأنه العطف وَالحنان
يا من ملابره النواحي / لَم يخل من بره مكان
عفوا فاني رهين ذنب / حاشاك أَن يغلق الرهان
فاغفر لعبد الرَحيم وَالطف / بخائف ماله أَمان
وَسامح الكل في ذنوب / غدا بها تشهد البنان
وَصل يا ذا العلا وَسلم / عَلى من اخلاقه حسان
محمد من عليه أنزل / طه وَطس وَالدخان
هَل عرس الظاعن المشيم
هَل عرس الظاعن المشيم / بالابرق الفرد يا نَسيم
أَم راح في الركب يوم راحوا / لهم لرسم الحمى رَسيم
فَلَيتَني كنت في المَطايا / أَو خلف آثارهم أهيم
فَكَ دَعا البين من قلوب / في ركبهم ما لها جسوم
يا نازلين اللوى اليماني / هَل عَن أَحبابنا علوم
ما حال ربع الفَريق بعدي / وَكَيفَ الاطلال وَالرسوم
لَيتَ الصبا الحاجري حيا / أَرضا فؤادي بها مقيم
وَلَيتَ عيني تَرى بنجدي / روضا تَناغَت به الغيوم
وَحيت ماء العذيب عذب / عليه ورق الحمى تَحوم
أذا دعت بالسجوع قَلبي / أَجابها وَمَعي السجوم
أَحباب قَلبي مضى زَماني / وَنغصت عيشي الهموم
وَفرق الموت أَهل عصري / فَلا صَديق وَلا حَميم
وَخلف الدهر خلف سوء / كأَنَّني بينهم يتيم
والآن حان الرَحيل مني / وَهذه الدار لا تَدوم
وَما تزودت غير ذنب / عذابه دائم أَليم
يصرح الوعظ بي وَقَلبي / كأنَّه صخرة صميم
أبارز اللَه بالخَطايا / واللَه سبحانه حليم
فَكَ خلعت العذار جهلا / وَلمت في الغي من يلوم
وَكَم تعاميت عَن رشادي / وَمتهج الحق مُستَقيم
لا اِنتَهى عَن قبيح فعلي / وَلا أَصلي وَلا أَصوام
عصيت طفلا وَصرت أَعصى / وَالشيب في مفرقي يحوم
شيب وَعيب وَحمل ذنب / وَالذَنب بعد المشيب شوم
يا جامع المال من حَرام / سيقتَضي مالك الغَريم
وَتَقتَضي وزره وَتلقى / في النار يغلي بك الحَميم
وَكَيف يهنيك صفو عيش / ختامه علقم عَقيم
يا وسع اللطف جد بفضل / وَرحمة منك يا كَريم
ان قال عَبد الرَحيم ذَنبي / فقل أَنا المشفق الرَحيم
وان شكا من خصوم سوء / فحل ما تعقد الخصوم
وَسامح الكل في ذنوب / أَنتَ يا سيدي عَليم
وَصل يا ذا العلا وَسلم / عَلى الَّذي فضله عَميم
محمد سيد البَرايا / وآله السادة النجوم
تنبهوا يا رقود
تنبهوا يا رقود / إِلى مَتى ذا الجمود
فهذه الدار جمع / يفنى وَمالي يبيد
الخير فيها قَليل / وَالشر فيها عَتيد
وَالعمر ينقص فيها / وَسيآت تَزيد
وكلما مر يوم / منها فَلَيسَ يَعود
فاِستَكثروا لزاد فيها / ان الطَريق بَعيد
وَلا تَطيعوا نفوسا / شيطانهن مريد
يا من يريد خلودا / هَيهات منك الخلود
سل ابن آدم جدا / تعزى اليه الجدود
وأين شيث وَنوح / وَأَين عاد وَهود
وَمديَن وَشعيب / وَصالح وَثَمود
وأين فرعون مصر / وَتبع وَالجنود
يا تائها في المَعاصي / عد واعتذر يا طَريد
وَجاهد النفس فيها / تمت وَأَنتَ شَهيد
من قبل تلقى بقبر / يَدري عليك الصَعيد
وَالعظم في الترب يبلى / وَيأَكل اللحم دود
يا من تعدى حدودا / أَما نهتك الحدود
لنا عليكم عهود / فأَين تلك العهود
ذلوا وَلَو ذوا بعزي / يَلقى المريد المريد
واِستمطر واغيم برى / ان الجواد يَجود
واِستَعطفوني بعذر / ان كان عذر يفيد
واخشوا عواقب مكر / أَبدى به وأعيد
ان كانَ فَضلي عطما / فان بَطشي شَديد
أَينَ الاولى نازعوني / ملكي وهم لي عَبيد
أَنساهم الذكر عز / وعدة وَعَديد
فالفأل فيهم سَعيد / وَالطالِعات سعود
وَالمال يجبى اليهم / وَالعيش حلوز غيد
ماتوا وَضاقَت عليهم / بعد القصور وَاللجود
وَالملك ملكي وَيَبقى / وَجهي وَيفنى الوجود
وَلي وَللخلق يوم / يشيب منه الوَليد
وَيشمل الناس وعد / يرجى وَيَخشى وَعيد
وَالصحف تلقى اليهم / منهن بيض وَسود
غَدا ينادي المنادي / وهم إليه وفود
كل عليه حَفيظ / وَسائق وَشَهيد
وَحوله عَن يَمين / وَعَن شمال قَعيد
يا منكر البعث هَذا / ما كنت منه نجيد
الحق يَقضى والاعضا / منهم عليهم شهود
وَفي جهنم نار / لَها العصاة وقود
اذا نضجن جلود / بدلن فيها جلود
وَالظل فيها سموم / وَالحلى فيها حديد
وَذا طعام ضَريع / وَذا شراب صَديد
يا واسع اللطف يا من / هو الوَلي الحَميد
يا من له في البَرايا / عطف وَبر وجود
قل حين يمحى شَفائي / عَبد الرَحيم سعيد
اعطف عليه بفضل / وَرحمة يا ودود
وأبلغ الكل منا / يا سَيدي ما يريد
وَصل فَضلا عَلى مَن / بذكره نَستَفيد
محمد ما تلالا / برق وَحنت رعود
كَم ذا أَراها نحو طيبة تَرتَمي
كَم ذا أَراها نحو طيبة تَرتَمي / عنقا بنيات الجديل وَشدقم
طرقت سحيرا وَهي تبتدر الفلا / وَلَه حَنين الراعد المتزرجم
من كان في أَرض الحجاز مناديا / فَلَقَد دَعاها يا مطية قدمي
نادى بها صَوتا فأرق جفنها / فَبَكَت وَلبت بالضمير المبهم
بكرت من النيابَتين فَلَم تَزَل / تَطوي المهامه معلما في معلم
واِستَقبلت أَرض الحطيم وَزَمزَم / فصبت إِلى أَرض الحطيم وَزَمزَم
حادى المَطي قف المطي لعلها / تحظى بحظ من غَرام المغرم
وأمل الى حرم الامين صدورها / فاذا بدا الحرم الامين فميم
واشغل ببيت اللَه طرفك خشية / وَطف القدوم به طواف المحرم
وَهناك فاِستغفر لذنبك ربما / تحظى بغفران الذنوب وَتكرم
فاذا انتهيت الى الحجاز فحى من / فيه وصل عَلى النبي وَسلم
الابطحي المتقي من غالب / تاج النبوَّة عصمة المستعصم
سمت السَموات العلى أَنواره / فتبسمت من نوره المتبسم
وأَضاء في الآفاق صبح جبينه / نورا وَلَيسَ الصَبح بالمتكتم
وَسرائر التقوى سرت بمحمد / حَتّى اِستنار دجى الهريغ المظلم
فخرت باحمد آل كعب ياله / أَسما سمت فيه الصفات عَن السمى
اذ كان آل كنانة بن خزيمة / تاهَت بفرع من خزيمة ينتَمي
عقدت لؤي لو الفخار بفخره / وأناف عبد مناف فوق الانجم
وَسما بفهر كل فخر شامخ / وَرقت خَزيمة فيه ذروة أَخزم
وَبهاشم هشمت ثرائد جودهم / كرما وَلَولا هاشم لم تهشم
وَلغالب غلب الرقاب خواضع / هُوَ باسم قال النضر أَوّل من سمى
هو أَهل دين اللَه لما اِختاره / داع إِلى الدين الحَنيف القيم
هو في يمين اللَه سيف مصلت / يفرى به الرحمن هام المجرم
ليث الفراسة يوم يشتجر القنا / متفيئا ظل القنا المتحطم
ماضي العَزيمة حين يقتحم الوغى / غلب الكَتائب ياله من معلم
خلقت من الشيم الشَريفة نفسه / هُوَ للخَليقة عروة لم تفصم
السيد العدل التقي المنتقى / والاكرم ابن الاكرم ابن الاكرم
أعظم به يوم القيامة انه / أَهل الشَفاعة عند أَعظم أَعظم
أعنى المظلل بالغمامة وَالَّذي / فاضَت أَنامله بغيث مسجم
وَبفضله درت حليمة حين مس / الضرع منها بالبنان وَبالفم
وَالنوق حين تكلمت بفخاره / وَلغير ذاك البدر لم تتكلم
وَكلام عضو الخيبرية عندما / مدت بعضو للرسول مسمم
وَالخمسة الاقراص وَالشاة الَّتي / كانَت لحزب اللَه أحسن مطعم
وَسمعت أَنَّ الشاة أرسل كفه / بحياتها بعد انتهاش الاعظم
وَدعا باذن اللَه ابني جابر / بعد الفنا فَهناك وجد المعدم
وَالتفت الاشجار عنه لحاجة / فأَنتَ كعقد عند ذاك منظم
وَرجال مكة أَخجلوا اذ أَحضروا / لهبوط بدر في السَماء متمم
أَفتنكر التَزميل من جبريل / لما تمثل بالهزبر الضيغم
وَدعاه فاقرأ بسم ربك معلنا / وافخر بتنزيل الكتاب المحكم
ناداه بسم اللَه يا علم الهدى / أَعلمت من ناداك أَو لَم تَعلَم
يا من اذا نادَيته لملمة / لبي نداي برحمة وَتكرم
مَولاي لا وَاللَه مالي ملجأ / الا حماك فجد وأَول وأنعم
واعطف عَلى عَبد الرَحيم برحمة / يا مَلجأ المستعطف المترحم
ان كنت جارا الجنب في تيابَتي / برع فمن حصني سواك وَملزمي
قصدي وَمَقصودي لقاك وَلَم يزل / مالي ومأمولي اليك وَمغنمي
أَنا في جوارك من مكايدة الورى / انا في ذمامك من زفير جهنم
أَنا في حماك من المكاره انه / من جاء مضطر احماك فقد حمى
وَعليك صلى اللَه يا علم الهدى / ما انهل فياض الحيا المتسجم
لي في نوالك يا مَولاي آمال
لي في نوالك يا مَولاي آمال / من حيث لا يَنفَع الاهلون وَالمال
أوصى اليك لعلمي أن لطفك بي / دون الوَرى لَم يحل عني اذا حالوا
فارض عني خصومي واقض يا أَملي / ديني فان حقوق الخلق أَثقال
وَلَم يضق بي منك العفوان ختمت / لي بالشهادة أَقوال وَأَفعال
كن لي اذا أَغمضوا عيني وانصرفوا / باكين أسمع منهم كل ما قالوا
وامنن بروح وَريحان عَلى اذا / ضاق الخناق فهول الموت أَهوال
وَجاءَني ملك الموت الموكل بي / وَبالنفوس فللاعمار آجال
واستخرج النفس أَملاك مطهرة / لها إِلى لطفك المأمول ترحال
جاؤا اليك با يا رب بقدمها / لحضرة القدس جبريل وَميكال
ثم اِنثَنَت عَن قَريب نحو مغتسل / في حيث يَرجوك مغسول وَغسال
وَلَيسَ لي وَلمثلي غير جودك يا / من لا تدانيه أَشباه وَأَمثال
أَصبحت بين يديك اليوم مطرحا / وَلي بِنَفسي عَن الاغيار أَشغال
فأولني يا غفور العفو منك فَلا / يبقى عَلى من الاوزار مثقال
وان نزلت الى بيت الخراب وَلا / أب هناك وَلا عم وَلا خال
وعاودت حَرَكاتي وَهي ساكنة / وَلا عدوّ يعاديني وَلا مال
أَلهمني يا خالقي ذكر الجواب فَفي / ذاكَ المقام جوابات وَتسآل
هناك لا أَمل يرجى وَلا عَمَل / يَجزي وَلا حيلة عندي فأحتال
افتح لروحي الفردوس باب رضا / يَهدي رياح رياض طلها ضال
والطف وَرائي باطفال وامهم / ان كانَ خَلقي أَو بلاد وأَطفال
حَتّى إِذا نشر الاموات واِرتعدت / فَرائص الخلق من بعض الَّذي نالوا
وَعادَت الروح في الجسم الضَعيف وَقَد / تفرقت منه أَعضاء وأوصال
مربى الصراط إِلى حوض ابن آمنة / لاستقى منه ريا فهو سلسال
يا واسع اللطف قد قدمت معذرتي / ان كانَ يغنى عن التَفصيل اجمال
فجد عَلي ولا طفني بعفوك عن / ذَنبي فشأنك انعام وافضال
وَقل كفيتك يا عَبد الرَحيم أَذى / الدارين فانزل حمى ما فيه اهمال
واجنبني العجب وَالشح المطاع وَمر / نَفسي تخالف هواها فهو قنال
وعد عَلى بنور منك مبتهج / يَزكو به بصري وَالسمع وَالبال
وارحم نبيّ وآبائي وَحاشيَتي / يعمهم با الهي منك اقبال
ماذا أَقول ومني كل معصية / وَمنك يا سَيدي حلم وامهال
ومن أَكون وَما قدري وَما عَمَلي / في يوم توضع في الميزان أَعمال
وَهَل يطيق خلودا في لظى بشير / من نطفة اصلها المسكين صلصال
ام كيف ييأس من روح الاله غدا / عبد عليه من الاسلام سربال
رباه رباه أَنتَ اللَه معتمدي / في كل حال اذا حالَت بي الحال
ثم الصَلاة عَلى المختار من مضر / ما لاحَ في الغورال بعده آل
يس خاتم رسل اللَه كلهم / وَالصحب والآل ثم الصحب والآل
يا راحلينَ إلى منىً بقيادي
يا راحلينَ إلى منىً بقيادي / هيجتُمو يومَ الرحيل فؤادي
سرتم وسار دليكم يا وحشتي / والعيس أطربني وصوت الحادي
حرمتمُ جفني المنام لبعدكم / يا ساكنين المنحنى والوادي
فإذا وصلتُم سالمينَ فبلّغوا / منّي السلام أهيلَ ذاك الوادي
وتذكّروا عند الطواف متيماً / صبّاً فني بالشوق والإبعادِ
لي من ربا أطلال مكّة مرغبٌ / فعسى الإلهُ يجودُ لي بمرادي
ويلوحُ لي ما بين زمزم والصفا / عند المقام سمعت صوت منادي
ويقول لي يا نائماً جدَّ السُرى / عرفاتُ تجلو كلّ قلبٍ صادي
تاللَه ما أحلى المبيت على مني / في يوم عيد أشرفِ الأعيادِ
الناسُ قد حجّوا وقد بلغوا المنى / وأنا حججتُ فما بلغتُ مرادي
حجوا وقد غفر الإلهُ ذنوبَهُم / باتوا بِمُزدَلَفَه بغيرِ تمادِ
ذبحوا ضحاياهُم وسال دماؤُها / وأنا المتَيَّمُ قد نحرتُ فؤادي
حلقوا رؤوسَهمو وقصّوا ظُفرَهُم / قَبِلَ المُهَيمنُ توبةَ الأسيادِ
لبسوا ثياب البيض منشور الرّضا / وأنا المتيم قد لبست سوادي
يا ربِّ أنت وصلتَهُم وقطَعتني / فبحقِّهِم يا ربّ حل قيادي
باللَه يا زوّارَ قبرِ محمّدٍ / من كان منكُم رائحٌ أو غادِ
لِتُبلغوا المُختارَ ألفَ تحيّةٍ / من عاشقٍ متقطِّع الأكبادِ
قولوا له عبدُ الرحيم متيِّمٌ / ومفارقُ الأحبابِ والأولادِ
صلّى عليكَ اللَهُ يا علمَ الهدى / ما سارَ ركبٌ أو ترنَّمَ حادِ