المجموع : 115
ضحكت لأدمعي المُذاله
ضحكت لأدمعي المُذاله / وتساءلت بي ما جرى له
أوليس ذا من كنت اش / هد منه أنواع البساله
كان الصبور على الزما / ن فقد تغير لا محاله
ما لي أراه نحيل جس / م كاد ان يحكي خياله
يبكي بدمع ما أرى / غيث السما يحكي انهماله
ويئن كالولهان فا / رق شادنا يهوى جماله
أفعاشق والعمر قد / رشف الهوى حتى الثماله
والشيب البسه الوقا / ر فهل ترى يشكو اشتعاله
ويود من عصر الصبا / عودا وقد علم ارتحاله
أم بان عن أوطانه / قسراً وغُول الدهر غاله
أم ما به فلقد تحيّر / فيه فكري لا اباله
فأجبتها هذا الذي تدري / ن يا أخت الغزاله
هو ما تغيرّ إنما الأي / ام قد غيرن حاله
واحلنه للدمع يط / فيء ناره بئس الحواله
ولقد صدقت فما البكا / عند المصاب من النباله
لكن تمر على الفتى / نوب تنازعه احتماله
يبكي العزيز إذا تحك / م فيه أرباب النذاله
يبكي أجل يبكي وير / ضى دون ذلته وباله
نفي وحبس دون ما / ذنب أروم له أقاله
ظلم لعمرك ما رأت / عيني ولم أسمع مثاله
ما ان يُطيق له الفتى / صبراً ولو ملك اعتزاله
الظلم وان وليس من / أمل يلوح بالعداله
فليفعل الأوغاد ما / شاءوا ودهري ما بدا له
فلعل للأقدار اغرا / ضاً بتسليط الحُثاله
ولكم لريب الدهر من / عبر يريد لهن آله
الصبر أولى لو يق / ود إلى الهدى أهل الضلاله
لا سيما من ظلمهم / كالليل إذ وإلى انسداله
قد طبق الأرضين فه / ي تسائل المولى زواله
كم أعدموا من سيدٍ / فقد العلاء به هلاله
ولكم همام بعدواً / وغضنفر خربوا دحاله
ولكم أخي شرف أها / نوه ولم يرعوا جلاله
أخذوا بلحيته لخد / متهم او اجتذوا قذاله
الحرث والنسل اشتكى / منهم ولاقى ما أهاله
جاروا علينا واستباحوا / موطناً جاسوا خلاله
واستهتروا بالشرع بل / عمدا لقد راموا اهتباله
ما الشرع إلا منهل / صاف لقد حرموا انتهاله
قالوا الجهاد وما دروا / معنى الجهاد ولا مآله
ما حاربوا واللَه الا الدي / ن واعتمدوا نزاله
شرب الفؤاد سلاف حبك فانتشى
شرب الفؤاد سلاف حبك فانتشى / أفهل لوصلك من سبيل يا رشا
شهرت لواحظك المراض صوارما / أمسى بها الولهان مكلوم الحشا
شيبت يا تياه فودى بالجفا / وتركت ربع الصبر قفرا موحشا
شكت العيون بك السهاد فما ترى / بمسهد شوك القتاد استفرشا
شمت العواذل إذ رأوا مضناك من / تشويش فرعك يا غزال مشوشا
شنوا الاغارة بالملام وما رأوا / قرى وقد لاح الغداة مشربشا
شاكي السلاح نضى لنا من لحظه / عضبا وهز مثقفا لما مشى
شهدت مطالعه المنيرة إنه / من آل بدر فهو يفعل ما يشا
شام البوارق ناظري من ثغره / فجرى وأفعمه الضيا حتى عشا
شبه اليراع جرى بمدحة أحمد / ورأى سنا تلك الخلال فأدهشا
شيخ الوجود ابن الرفاعي الذي / أحيا قلوب السالكين وأنعشا
شفت الصدور طريقه من كل ما / ألقى الوساوس في النفوس وشوشا
شاهدت شمس الهدى منها لم تغب / عن أعين الألباب صبحا أو عشا
شاعت مآثر فضله كالمسك ما / كتمت شذاه حواسد إلا فشا
شهب ألا لا أوحش الرحمن من / أنوارها فلك العلى لا أوحشا
شيدت بها في الدين أركان الهدى / وغدا قليب الرشد موصول الرشا
شلت يد الآمال دون مقامه / فالوهم لو مد الأنامل أرعشا
شدهت بسر علاه أبصار النهى / وجلت خوارقه العجاب المدهشا
شالت نعامة كل من ناوى له / عبدا كذا من بالأسود تحرشا
شدوا الرحال إلى ذراه فإن في / جناتها كرم المكارم عرشا
شيق الفؤاد لو ردها فتى به / أشفى فؤاد ألم يزل متعطشا
شيخ العواجز كن لنا عوناعلى / زمن لقد جرح الفؤاد وخدشا
شابت نواصي العزم دون لقائه / مما أعد من الخطوب وجيشا
شقت نوائبه دروع تصبري / والهم أقفل في الفؤاد فأفرشا
شأن الكرام وأنت من ساداتهم / أن لا يضيعوا من بحبهم نشا
شغفت بمدح علاك ألسنة الورى / فبمثله صحف الثنا لن تنقشا
شرفت شعري في معانيك التي / جلت العقول وزحزحت عنها الغشا
شعشعت أقداح الثنا حتى لقد / أوشكت استهوي الكواكب لو أشا
شنفت آذان العلى بجمانة / ولست ثوب الفخر فيه مزركشا
صرف راح ما مسها كف عاصي
صرف راح ما مسها كف عاصي / نسج الدر فوقها كالدلاص
صرخد في النفوس تسري فتحكي / سريان الأرواح في الأشخاص
صد ليل الهموم صبح سناها / وتدانى السرور بعد التقاصي
صبحتنا بها الندامى تغني / وهي تزهو بدرها الرقاص
صبغ المزج خدها وكسى الكا / سات من صبغها بنور خلاص
صاغ فيها الحباب أشراك در / أسرعت للعقول بالاقتناص
صحت لما قد طار قلبي إليها / من ضلوع يا سعد كالأقفاص
صاحبي أجلوا كؤسي منها / إن تر وما من الاثام خلاصي
صح عندي والكائنات شهود / إن فيها ترياق سم المعاصي
صاح هذي طريقة ابن الرفاعي / سيد الأولياء فرد الخواص
صدر أهل الرسوخ في كل فج / مقتدى القوم بين دان وقاص
صاحب الهمة التي قد تفانت / همم الدهر دونها بانتقاص
صعقت عندها الأفاعي وذلت / كل أسد عزت على القناص
صيت علياه بالفضائل أمسى / صائرا في البلاد حتى الأقاصي
صحف المجد لم تزل بثناه / ناطقات بالصدق دون اختراص
صان علياه جده عن نظير / بيد نال لثمها باختصاص
صرمت دونها حبال الأماني / وأشيبت من المساعي النواصي
صاح لذ في حماه إن خفت ضيما / وتململ في رحب تلك العراص
صوب جدواه عم كل مريد / سيما المعوزين أهل الخصاص
صل حبالي بنظرة يا ابن طه / وأغثني من دهري الوقاص
صارعتني من الشدائد حتى / كل صبري ولات حين مناص
صوبت نحوي السهام ولكن / دونها في النفاذ عزم الرصاص
صدعت مهجتي وعار بأن أر / دى وأنت الضمين باستخلاصي
صاحبتني إلى حماك أمان / سابقت بالمسير وخد القلاص
صعدت بي إليك كالطير لكن / بجناح النشاط والاهتباص
صن فؤادي بالحبر عن ذلة ال / كسر وهم المعايش الانغاص
صام شعري عن مدح غيرك لكن / بثناك اعتلى رفيع الصياصي
صغته كالعقود فيك فأضحى / كل لفظ كدرة الغواص
صارفا نحوك السرائر ما قبل / عبد رق نشا على الإخلاص
بعثت رسالات الدموع السواكب
بعثت رسالات الدموع السواكب / لمرسلة العقدين فوق الترائب
بعيشك يا من صاغ مرجان عقدها / متى كانت الأفلاك حمر الكواكب
بصرت له من تحت آخر لؤلؤا / فجارت دموعي الحمر بيض السحائب
بدت لي مرخاة الذوائب تزدري / بياض العطايا في سواد المطالب
يا لحاظها هام الفؤاد صبابة / فيا لجريح مغرم بالقواضب
يرى حبها جسمي العليل وأوشكت / تفيض حياتي من جفوني النواضب
بلوت بنار البين يا ابنة يعرب / فؤادي فلأنت للمنون جوانبي
بربك عودي أو فجودي بنظرة / بها يشتفي دائي وتصفو مشاربي
بعادك والدهر الخؤون تجمعا / علي فضاقت يا أميم مذاهبي
بجدك يا حادي الركائب خلها / تمد خطاها في صدور السباسب
بها مثل ما بي من أليم تشوق / أطار فؤادي نحو أرض الحبائب
بسعدى إن أدركت أم عبيدة / قبيل مماتي قدر نهلة شارب
بها تكشف البلوى بها يثمر الرجا / بها تقطف الآمال زهر الرغائب
بحيث رواق العز مدت ظلاله / بحيث ذيول الغيث خضر المساحب
بحيث الإمام ابن الرفاعي ضارب / سرادقه فوق النجوم الثواقب
بسيم ثنايا الجود والدهر عابس / منيع الحمى والموت بين المضارب
به افتخرت في الناس آل رفاعة / كما افتخرت بالمصطفى آل غالب
بأعتابه نلت السعود وطاب لي / رحيق الأماني من ثغور المواهب
براهينه الغراء في كل خارق / غدت كاحورار في عيون الغرائب
بعليا اسمه أمشي على الجمر آمنا / ويحلو ارتشافي من سموم العقارب
بسرك يا شيخ العواجز نتقي / حراب المنايا في أكف النوائب
بلثم يد الهادي بلغت كرامة / غدت جوهرا فردا بسلك المناقب
بها خصك المولى وتلك إشارة / بأنك فرد الأولياء الأطايب
بباهر سر من طريقتك التي / أزالت غيومي بل أنارت غياهبي
بعدت عن الأغيار وانكف خاطري / وأصفيت كأسي من جميع الشوائب
بها اعتضت عن حب الغوادر وانطوت / سهام المآقي في قسي الحواجب
بمدحك أرقصت اليراع بأنملي / وفاضت حظوظي من خطوط الرواجب
بنيت بيوت الشعر آهلة الذرى / بمعناك فاستزرت خدور الكواعب
بحبك لم يبرح رضا الله شاملي / فحبك ديني والثناء مذاهبي
حيّ الكنانة واذكر فخرها العالي
حيّ الكنانة واذكر فخرها العالي / على الممالك في علم وأفضال
لها انتهى كل مجد خالد وجرى / كنيلها العذب منها فائض النال
والعلم ازهر في الدنيا بأزهرها / منه استقى في البرايا كل مفضال
كنانة اللَه أعلاها وزينها / بزينة السائدين العلم والمال
رجالها انجم العليا فلا برحت / مجلى الكواكب من سعد واقبال
في كل فضل قد امتازوا فعالمهم / يجلّ في الكون عن ند وامثال
وان ذكرت امير الشعر شاعرهم / كبرت تكبير اعجاب واجلال
ذاك الذي سحر الألباب اجمعها / بيانه وسبت آياته التالي
تختال مصر على الدنيا وحقّ لها / عجباً بياقوت شعر منه سيال
ينصب من نفس عالٍ تخالهما / وادي المجرة يجرى عذب سلسال
أعلت قصائده شأن القريض بما / حوته من حكم غر وامثال
والشعر ان لم تزنه حكمة فله / مهما تأنق حكم المربع الخالي
له على اللغد الفصحى يد عرفت / في الشرق والغرب في حل وترحال
تفنن وانتقالات تمثل لي / خطو الجآذر بين الرند والضال
وصوغ در كثغر الخود يعجز عن / جمال معناه تفصيلي واجمالي
تبارك اللَه ما أسنى فضائله / لا سيما في ادكار الدار والآل
وددت اذ طاب تشبيبي برقتها / لو ان من غزل الالحاظ اغزالي
عساي انسج تقريضاً يحيط بها / هيهات قد قطع الاعجاز آمالي
للشعر مملكة زهراء ليس لها / غير الفصاحة من جند وابطال
مفصل الكلم المعسول عدتها / يعنو لها كل فصال وعسال
ومن نسيج المعاني ابدعت علماً / من البيان على عمد واطوال
سما إليها أمير الشعر متخذاً / من علمه خير ما تاج وسربال
يجلو البدائع مثل الشهب ساطعة / بخاطر في سماء الشعر جوال
أربت على العرب العرباء شهرته / وسوف تبقى لأجيالٍ فاجيال
لو ينشر الملك الضليل لم يك في / رحابه غير عبد صاغر الحال
شوقي لك الخير رب الشعر انت فكم / من آية أوحيت من فكرك العالي
تهفو القلوب لها والدين يحمدها / والعقل يمتاز من نبراسها الجالي
وفي السماء لها والأرض جلجلة / تصبي الولّي وتصمى مهجة القالي
فليس بدعا إذا خصتك تكرمة / مصر بيوم احتفال فيك مختال
وشاركتها رجال العرب وافدة / من كل قطر بتأويب وارقال
ومن تخلف عن سعي لمعذرة / مثلي فبالقلب يسعى مخلص البال
لا أدعي انني وفيت واجبكم / إن اعترافي بالتقصير اوفى لي
ما للمحاجر مغراة بتسجام
ما للمحاجر مغراة بتسجام / والدمع يمتار من نيران تهيامي
مد البحار على رمل الشرار بلا / جزر فيا ما جرى من مدمعي الهامي
ما كان أعجب مزج الماء في لهب / ضدان ما اجتمعا إلا لإعدامي
مددت كفي أدعوا الله مبتهلا / يا خالق الصبر ثبت فيه أقدامي
مالي على ذينك الحالين من جلد / فعافني أو فخفف بعض آلامي
ما خلت في الحب إضراب العذاب فإن / كان ارتداد القد جددت إسلامي
مالي وللغيد ويلي من لواحظها / كم ألبستني سقاما فوق أسقامي
مدت من الهدب طلا في الخدود لقد / أطار لبي وطاشت فيه أوهامي
منعت يا بين طيب النوم عن مقلي / يا شر ما شمتت في الحب لوامي
ماذا على العيس لو طارت بنا عنقا / فأقصرت طول إنجادي وإتهامي
محنية مرقت في البيد تحسبها / سهما فما أشبه المرمي بالرامي
متى ذكرت لها عن واسط خبرا / حنت فأنت أنين الواله الظامي
ملت من الوجد أحشاها فقلت لها / سيري لنجمع أرواحا بأجسام
مدي لك الله باع الجد وانتجعي / مثوى الرفاعي قاموس الندى الطامي
مأوى الوفود ومقباس السعود ونب / راس الوجود وبدر الأوليا السامي
من شرفت برسول الله طينته / وخص منه بإحسان وإكرام
مد اليمين له والقوم خاشعة / ترنو إليه بإجلال وإعظام
من ذا يجاريه في تلك الكرامة أو / من ذا يباريه في نقض وإبرام
منها خذ الحكم في تفضيله فلكم / من الإشارات أحكام بإحكام
ما للأفاعي لدى ذكراه تخضع لي / ولو أردت جعلت الأسد خدامي
ما تجسر النار تسطو باللهيب على / مريده أفكانت ذات إفهام
من السلاح شهود نطقها خرس / بأن ذكراه تصمي كل صمصام
ما ذاك إلا لأن الله خوله / تصرفا مازه عن كل همام
مدحته وسطور الشهب تحسدني / إذ لم تنل فخر أسطاري وأرقامي
ما حاز عقد الثريا حسن منتظمي / ولا السماك له رمح كأقلامي
مدائحا من سويدائي محابرها / لها من اللطف معنى بنت بسطام
مولاي إن حاز ما قدمت من مدح / فضل القبول فقد أسعدت أيامي
منحتنا قبل في الرؤيا زيارتنا / إشارة لم تكن أضغاث أحلام
ما زلت منتظراً تأويلها ولقد / آن الأوان فأترع بالهنا جامي
سريت بها والليل داجي الحنادس
سريت بها والليل داجي الحنادس / وللوجد في الأحشاء شعلة قابس
سبوح بقاموس الظلام كأنما / قوائمها هوج الرياح الدواهس
سلكت بها وعر الفدافد فانبرت / تكر على الغبراء كرة داحس
سلى جسمها طول الكلال فأصبحت / وأعضاؤها مثل الطلول الدوارس
سلوتي عنها ما الذي قد أهاجها / ونبه منها كامنات الهواجس
سرى بعض ما بي يا أميم لها فلا / وجدك لم تصبر لتلك النواخس
سعير غرام في سحاب مدامع / وسهد طويل في ليال دوامس
سئمت من البين المشت وإن لي / لصبر بسيما في الخطوب العوابس
سلوا عن دمي سهم العيون فما جنى / علي سوى سهم العيون النواعس
سكارى أراد الحسن إنفاذ حكمها / فساعدها سمر القدود الموائس
سلبت بها يا سعد مصطبري فما / أشد عنائي في الظباء الأوانس
سبين فؤادي بالدلال فمن رأى / ظباء لها الآساد بعض الفرائس
سواحر ألحاظ مراض وإنها / على ضعفها تردى ليوث الفوارس
سفرن بدو راقي ليال سوالف / أرتنا ملوك الحسن سود الملابس
سلام على تلك الجآزر كم كوت / قلوبا وشلت دونها كف لامس
سألن وقد أقلعت عنهن عندما / أبحن رضابا دونه ألف حارس
سلوت لحاك الله أم ملت للسوى / فقلت مقال المستعز المنافس
سلوت الهوى لما تعلق خاطري / بمدح الرفاعي ملتجى كل بائس
سليل أجل المرسلين وخير من / بأخلاقه افترت ثغور النفائس
سما بين أهل الله فضلا وسوددا / ودانت لعلياه قروم الأشاوس
سرى سره في كل فج وأشرقت / شموس هداه في جميع الأمالس
سواطع في أوج القلوب فكم جلت / مشارقها منها ظلام الوساوس
سعى من طريق الذل لله فانتهى / لعز تلاشى عنده ملك فارس
سطا بأسه في الكائنات وطأطأت / لهيبته غير الأسود القناعس
شددت طريق الخطب عني بحبه / وذللت أخطار الزمان المعاكس
سعيت إلى أعتابه بمدائح / زهت بحلى أوصافه كالعرائس
سوائر في أوج الثناء كأنها / نجوم ولكن نزهت عن مجانس
سبت بشذاها كل عطر وأوشكت / تنشقها الآذان قبل المعاطس
سعدت بها يا سعد إن هي أحرزت / رضاه وطابت بالقبول مغارس
وقائلة حُبِست فقلت أمر
وقائلة حُبِست فقلت أمر / قضاه اللَه لا أني جنيت
فما أنا من تعرف بالخطايا / ولا قد قيل بي كيت وذيت
ولكن الزمان له اعتداء / على مثلي وان أك ما اعتديت
رماني فاتقيت بدرع صبري / فلولا حسن مصطبري قضيت
وحاول ان أقر بضيم نفس / تعزّ عليّ لكني أبيت
ومذ أعياه كسري إذ رآني / كلدن كيفما شد التويت
أهاج الظالمين لقصد ذلي / وهل للذل غير الحبس بيت
فذلك منزل البلوى إليه / على حكم الزمان لقد أويت
ومقبرة الحياة فمن أتاه / يود لو أنه يا ميّ ميت
وانكى ما يكون عليّ فيه / شمات الكاشحين بما التقيت
واسجن كل آن في مكان / كأني كل ذنب قد أتيت
فمن شام أُساق إلى حجاز / وارجع في القيود كما سريت
وطورا نحو أرض الروم ازوى / وكم حبس هناك به انزويت
ألا ويح الليالي السود كم قد / دعتني للكلال وما عسيت
صبرت لها وقد طالت وخالت / بان تثني قواي فما انثنيت
وويل للظلوم ازداد بغيا / عليّ ولم أكن يوماً بغيت
ولا أدري لنفسي قط جرماً / أقول فعلته وقد انتهيت
فليت الدهر يأتي بانتصاف / فتذكر في عداد الشكر ليت
لئن يك فر مثل سواه ابني / فاني ما أجزت ولا سعيت
وكم قد فر شخص لم يعامل / أبوه بجزء ما منه اشتكيت
فمثل ظلامتي يا مي يوماً / وحقك ما سمعت وما رأيت
ولكني رزقت جميل صبر / وفي لي بالعهود كما وفيت
فان جاد الزمان كما أرجي / عفوت عن الحقوق أو اقتضيت
وان يبخل فإن اللَه عدل / عليه توكلي وبه اكتفيت
يا ناعي الحي والاجفان تنهار
يا ناعي الحي والاجفان تنهار / رفقاً فلم يبق اسماع وابصار
اصمّ نعيك سمع الكون وانفجرت / من أعين الدين انهار فأنهار
ومذ غدا العصر يبكي فقد فرقده / بكت لمبكاه أنحاء وأقطار
علامة الدهر عبدالقادر العَلَم ال / فرد الذي ذكره في الكون معطار
الرافعي كبيرُ القَدر من رُفعت / له على هامة العلياء أقدارُ
سل أزهر العلم عنه كم به جُنيت / من فضله الجمّ أزهار وأثمار
وسل به جامع الغوري كم جليت / فيه عرائس علم منه أبكار
واستخبر الأرض هل ساواه من علمٍ / أم هل لعلياه أشباه وانظار
ذاك الذي كان نعمان الزمان ومن / من بحره فقهاء الشرع تمتار
ذاك الذي كانت الدنيا تضيء به / كأن آثاره في الكون أقمار
لقد مضى وأنطوى في طيّ بردته / زهد ونسك وأفضال وايثار
واصبحت هالة الفتيا لفرقته / تشكو الأسى ولها عند القضا ثار
ما كاد يشرق حتى غاب نيرها / عنها وللحظ اقبال وادبار
سرعان ما بكيت من بعد ما ابتسمت / فلتشهد الآن ان الدهر غدار
كأن نور المنى إذ لاح ثم خبا / لعينها كوكب في الأفق غرار
من للمشاكل ان ما احكمت عُقدا / يوماً وحلالها شطت به الدار
من للصعاب إذا ضاقت مذاهبنا / بها وقام لها في الناس مضمار
تصرمت تلكم الآمال واندرست / أيامها الزهر والايام ادوار
وشهب أفراح ذاك العصر قد غربت / عن العيون وللافراح أعمار
والحزن بلبل مصرا مع طرابلس / واظلمت ثم آصال وابكار
هيهات ينتج هذا الدهر ثانية / او تحتوي مثله مدن وامصار
من جوهر الفضل من لب المفاخر من / محض العلى من صميم المجد مختار
قد كان لي قبل هذا الخطب وا أسفي / صبر على نكبات الدهر كرار
واليوم اصبحت لا نوم ولا جلد / كلاهما عن أسير الحزن فرار
فحرقتي فيه ما تجلى دياجرها / وما لفجر عزائي قط اسفار
اب رؤوف رحيم كم لنا قُضيت / في ظله بطلاب العلم أوطار
أيام كنا عليه عالة ولنا / من فيض جدواه البان واوبار
نرعى بروضة عز من مكارمه / يحيطها من حنان القلب اسوار
فللظواهر منا والسرائر في / شكران نعماه اعلان واسرار
دع هوى سلمى واقصر عن سعاد
دع هوى سلمى واقصر عن سعاد / ليس في الغادات من ترعى الوداد
داؤك الأحداق منهن وما اب / يض حظ قط من ذاك السواد
دمعك الهتان لم يرحمنه / ولقد لانت له الأرض الجماد
دأبهن الدل والتيه فكم / قتلوا صبا وغالوا من فؤاد
دان للحب فؤادي زمنا / بعت فيه العمر في سوق الكساد
درس الغيد عهودي جفوة / لا سقى عهدهم صوب العهاد
دلهوني بعذاب لم أذق / مثله يا سعد من كيد الأعاد
دعك من ذل الهوى وانهض بنا / نطلب العز على متن الجياد
دربها نحو انبلاج النور من / واسط وانزل لدى باب المراد
دارة العليا ومجلى بدرها / مدفن الغوث الرفاعي الجواد
درة التاج وسلطان الحمى / شيخ أهل الله مصباح الرشاد
دامغ العادي بسر عنده / تلثم البيض مع السمر الصعاد
دق بالهمة هام الخصم لم / يحمه اللامة منها والجساد
دائما تعنو الأفاعي لعلى / ذكره والنار تردى في الرماد
دوخت سطوته بين الورى / كل جبار بعيد الانقياد
دانت الأسد لعليا اسمه / وسيوف الهند ذابت في الغماد
داس هامات المعالي سؤددا / وسما شأوا على السبع الشداد
دمث الخلق ولا غرو فقد / ناله بالإرث عن خير العباد
دق طبل الرشد في الكون فما / زل مرتادوه عن نهج السداد
ديم الغيث لدى إحسانه / قطرات لم تكد تروى الصواد
درر الجود بأسلاك الندى / منه قد طوقن أجياد البلاد
دار في الأكوان من برهانه / كأس عرفان من العذب البراد
در بالنور على وراده / وغدا الدين به وارى الزناد
دندن الساقي بمعناه وكم / هامت القوم به في كل واد
درعنا بين البرايا حبه / أبدا وهو لنا نعم العماد
دارك اليوم عبيدا يرتجى / من علاك الغوث يا رب الاياد
دله الجود عليكم فأتى / يقطع البيد زميلا ووخاد
دائبا يلهج في معناكم / ساجعا فيه مع الورق الغراد
دمت يا ابن المصطفى غوثي في / هذه الدنيا وفي يوم المعاد
علام تلومني ذات القناع
علام تلومني ذات القناع / وعشق الغيد من شرف الطباع
علقت به مصون الحسن تزرى / حلى أخلاقه بحلى الصناع
عشقت جماله لفظا ومعنى / فأطرب بالعيان وبالسماع
عكفت على هواه وطال فيه / على عشاق ذات القرط باعي
عويذيلتي أطلت اللوم جهلا / رويدك واعلمي أن لن تطاعي
عرتها غيرة فغدت تباكي / كأن القلب يعشق بالخداع
عويذيلتي ثقي باليأس مني / ولا تبدي الملام لغير واع
عذلت ورمت من قلبي مكانا / لقد حاولت غير المستطاع
عليك الصبر ويحك إن قلبي / ملي بالهوى والالتياع
على أطرافه حب الغواني / وفي سودائه حب الرفاعي
عريق المجد أحمد من تسامى / بلثم يمين والده المطاع
على شم العلى رفعته حتى / تقاصر عن مداه كل ساع
عزيز الجار ناصر كل عان / سريع الغوث بالهمم السراع
عياذ الملتجين إذا اضمحلت / صلاد العزم من هول الدفاع
عماد الرشد قمن به وضاءت / شموس هداه في كل البقاع
علا بعلى التواضع دست عز / تكلل فيه هام الارتفاع
عظيم الجاه تقتنص الأماني / به ولو احتمت بين السباع
عكست بسره الأعيان حتى / جنيت الشهد من سم الأفاعي
على علياه متكلي إذا ما / أضاق الدهر ذرعي أو ذراعي
علت منه الفضائل عن مثيل / وشلت دونها كف المساعي
على لبات صدر الفخر صيغت / عقود نورها بادي الشعاع
عمدنا أن نشبهها فشمنا / لديها الدر من سقط المتاع
عرضن لنا النجوم فقلت خل / التشبه بالحرائر يا لكاع
عيون الكائنات بها حيارى / وقلب الضد منها في انخلاع
عنيت بمدحه حتى تدنت / سلاف الراح عن لطف ابتداعي
عثرت على المعاني الغر حتى / نفثت السحر في عقد اليراع
على أني وإن صغت اللآلي / بمدح علاه في سلك اختراعي
عجزت بأن أحيط ببعض ما قد / أحاط به من الشرف اليفاع
عليه سلام ربي كل وقت / وحين ما دعا لله داع
يا زكياً بات ضيف الشهدا
يا زكياً بات ضيف الشهدا / ولدي يا ولدي يا ولدي
قد سلا فقدك مني كبدي / ليتني كنت لعينيك فدا
آه واحرقة أحشائي عليك / كل حزن بعدك انصب علي
ان تكن لاقيت اهنا حالتيك / فلقد لاقيت اسوا حالتي
ليت من صوب مرماه إليك / عامداً غدراً وظلما يا بني
كان أعمى العين مقطوع اليد / موثق الأعضاء في أيدي الردى
فاقد العزم عديم السند / لا يرى من راحم طول المدى
فلقد افقدني الغصن الرطيب / قبلما اينع منه الزهر
كنت أرجو منه لي خير طبيب / ان عرى جسمي الضنى والكبر
فهو أفديه من نجل نجيب / كهلال قد بكته الزهر
ورمى قلبي بجمر موقد / ما سقته العين إلا اتقدا
لا أرى قاتله من ولد / لا حوى من أنعم اللَه يدا
آه واحسرة قلبي يا زكي / كيف غطى الترب عن عيني سناك
ان يكن من بشر كالملك / في البرايا فلعمري انت ذاك
من رأى قبلك بدر الفلك / في الثرى يا طيب اللَه ثراك
ان ابت فيك بليل الأرمد / فلقد حالف قلبي الكمدا
لم يدر بعدك لي في خلد / من لذاذ العيش ما يروى الصدى
كيف لا أبكي ولا اشكي الأسى / وحبيبي قد ثوى تحت الثرى
ان جرى دمعي صبحا ومسا / فعلى المقتول غدراً قد جرا
صبحي اسود وليلي اغطسا / بعده والقلب مني انفطرا
أفلا اغدو بحزن سرمد / كلما سلسل جفني اطردا
اتراني بعد فقد الولد / اطلب العيش واهوى الرغدا
فاعذروني يا لقومي كلما / زاد تعديدي ونوحي والحزن
فزكي كان مصباح الحمى / لست أنساه ولو طال الزمن
بعده صار وجودي عدما / وانحنى ظهري والعظم وهن
ويميني لافتقاد العضد / اصبحت شلاء لا تسمى يدا
فأعني بعظيم المدد / يا آلهي واجل عني النكدا
ألا كل نفس للمنون مصيرها
ألا كل نفس للمنون مصيرها / ولو شيدت بين النجوم قصورها
ولو تفتدى نفس بأخرى لفديت / بأرواحنا نفس عزيز نظيرها
فرب رجال في الأنام بقاؤها / حياة لقوم بالفداء سرورها
ولكن أمر الموت حتم على الورى / تساوى به مأمورها وأميرها
واجسامنا تهوى المعاد لأصلها / ومهما تزكّت فالتراب طهورها
خليلي هلا تسعداني بعبرة / فقد نضبت عيني وجف مطيرها
تخيلت قطرات الدموع من الأسى / جماراً تلظى فوق خدي سعيرها
خليل هل بعد الإمام أبي الهدى / يبيت سخين العين وهو قريرها
مضت تلكم الآمال وانصرم الرجا / وصوح من روض الأماني نضيرها
مضى العلم المنشور للرشد وانطوت / سماوات فضل غاب عنها منيرها
مضى العيلم المقصود للري والندى / إذا اشتد بالهيم العطاش حرورها
فيا لك خطباً يرزح الصبر تحته / تداعت له العلياء وانهدَّ سورها
وقامت به في الخافقين مآتم / اصمّ صماخ الفرقدين نفيرها
تسلسل عن بيت النبوة سيدا / به قضيت للمكرمات نذورها
إذا عد اشياخ الهدى فهو شمسهم / وان عدت الاشراف فهوغيورها
تسامت طريق ابن الرفاعي في الورى / به عزّة واختال فيه سريرها
فوا أسفا ان يفقد الدين مثله / إذ الناس تغلي بالخلاف قدورها
تمالأت الأيام حسب طباعها / عليه واحمى شفرة الغدر كيرها
فاوسعها صبراً وما ازداد خبرة / ولن يغلب الأيام إلا خبيرها
هو العمر ما تصفو لياليه كلها / إذا ما حلت يوماً تلاه مريرها
ومن خُلق الدنيا امتحان كرامها / ولكن بظل الصبر يندى هجيرها
على ان ابطال التوكل مثله / سواء لديهم سجعها وزئيرها
ولما تغالت واستطار شرارها / تولى وخلاها تفور شرورها
واعرض عن زور الأماني عندها / فلا كانت الدنيا ولا كان زورها
وما حزن ثكلى افقد الدهر فذها / فأوحش مغناها واقفر دورها
وراحت ومغداها الاسى ومراحها / عشياتها ويل وليل بكورها
بأعظم من حزني عليه وإنما / يظن خليا في الرجال صبورها
جدير بقلبي ان يذوب لفقده / وحق لعيني ان تفيض بحورها
وما يذكر المعروف إلا أخو وفا / ولا ينكر النعماء إلا كفورها
ولعت زماني في مدائحه التي / تناغت بها بين الأنام صدورها
وكنت أصوغ الدر فيه تهانيا / يطيب بعرنين الكرام عبيرها
فويح فؤادي ان يكون مراثياً / تخط وتمحى بالدموع سطورها
كأن بيوت الشعر شاطرنني الأسى / فقد أوشكت تعصى علي شطورها
سرى لجوار اللَه يرفل بالتقى / وفارق دنيا لم يمله غرورها
فيا رب روح بالمراحم روحه / وزده من الآلاء فهو جديرها
حسبي من الوجد ما بي أيها اللاحي
حسبي من الوجد ما بي أيها اللاحي / فلا تزدني فما يعنيك إصلاحي
حسن الشعور على هيف القدود سبى / لبي على أنها رايات أفراحي
حسوت كأس الهوى حتى طفحت به / سكرا فلا تلم السكران يا صاح
حد عن طريقي واشفق أن يصيبك ما / أصابني من أسى في الحب فضاح
حكم اللواحظ والأعطاف في كبدي / منفذ بين أسياف وأرماح
حللن هجري بنات العرب فانطلقت / عيناي تعرب عن وجدي بإفصاح
حتام يا بين أطوي البيد معتسفا / والدمع يسفح من سوح إلى ساح
حادي المطي أثرها أن لي كبدا / ملتاعة بلظى شوقي وأتراح
حنت إلى واسط عيسى فقلت لها / جدي لنجمع أشباحا بأرواح
حيا الحيا أرضها الفيحاء إن بها / مشكاة رمس أقلت خير مصباح
حيث الرفاعي شيخ القوم حل بها / فاخجل الشمس مجلى نورها الضاحي
حامي الحمى أحمد الغوث الذي خضعت / له الأسود دواعيا كل جحجاح
حوى الفضائل طرا إذ تناولها / بالإرث عن جده من أفقها الصاحي
حباه كل فخار حيث خصصه / بلثم كف بفيض الجود سحاح
حجب الغيوب له انشقت وكم كشفت / حجب وراها الطرف منه لماح
حاز التقدم في مرقى الكمال على / شوس الرجال بسر منه وضاح
حتى تقاصر أهل السبق أجمعهم / عن شأوه وتنحى كل طماح
حياة قلبي طابت مذ تعلق في / طريقه وأديرت ثم أقداحي
حبابها من دراري النجم وهي من الن / نور الخلاص ولا تسأل عن الراح
حارت بمعناه الباب الورى ولوى / جيد القصور لديه كل مفصاح
حرارة الجمر تطفى باسمه أفلا / تطفي جميرة هم فيّ ملحاح
حصن الدخيل ويا كهف النزيل ألا / عطف لعبد كسير القلب ملتاح
حوباء دهري لقد كرت على كبدي / بكل خطب ورى الزند قداح
حتى غدا ويد الأيام تجهده / كأنه طائر في كف ذباح
حاشا علاك بأن تنسى مريدك يا / غوث الوجود وملجا كل مجتاح
حنان قلبك للملهوف منتجع / وامنح رجائي به يا خير مناح
حسان مدحك قد أوفى على قلق / وقام بالباب يشدو شدو نواح
حان الوفاء فداركني بمرحمة / يا ذا الضمين بإنجائي وإنجاحي
حلا مديحك لي ممسا ومصطبحا / يا أسعد الله إمسائي وإصباحي
ثقل الملام وطالت الأبحاث
ثقل الملام وطالت الأبحاث / فإلام ذا الإلحاح والإلثاث
ثمل الفؤاد من الغرام فما عسى / يجدي العواذل أصلحوا أو عاثوا
ثبتت جراثيم الهوى بسرائري / فكأن عشقي للظبا ميراث
ثارت لواعج حبهم في خاطري / وغدا لقلبي في الغرام لباث
ثأري لدى حدق الحسان مضيع / فلكم هنالك ساحر نفاث
ثخنت جراحي من ظباها واقتنى / جفني السهاد فما يلم حثاث
ثوب الضنا قد جددته يد الهوى / وثياب صبري يا أميم رثاث
ثنت النهى أنوار عزتك التي / حكمت بأن النيرات ثلاث
ثملت بمرآها العيون وكم بها / صبت الشيوخ وهامت الأحداث
ثجت بحار الدمع من جفني دما / لما لواك العاذل النباث
ثكلتك أمك يا زمان إلى متى / للعهد أنت مضيع نكاث
ثمرات عمري في همومك قد ذوت / أفهل لقلبي من عناك غياث
ثاورت منك ليوث خطب شرعت / منها النيوب ومدت الأخباث
ثب يا فؤادي نحو واسط إنها / أرض بأنواع المنامئناث
ثمر الندى يجنى وأزهار الهدى / تجلى بها لا الآس والجثجاث
ثم الفتوة والمروة والنخا / فالوفد يغنى واللهيف يغاث
ثم الشدائد تنتسى فكأنما / مرت بأحلام الكرى أضغاث
ثم الرفاعي ابن طه من له / كل الفضائل عن أبيه تراث
ثقفت شمائله به فكأنما / أخلاقه أخلاقه الادماث
ثاني العنان لكل فخر شامخ / وركابه نحو العلاء دلاث
ثبتت خوارقه الرجاح تواترا / وتقاصرت عن شأوه الاغواث
ثغر التواضع فيه أضحى باسما / عن رفعة هو ليثها الالهاث
ثلت مضارب حد من ناوى له / عبدا وهل يقوى البزاة بغاث
ثلت عروش الكاشحين وزلزلوا / حتى كأن قصورهم أجداث
ثق يا فؤاد به ولازم حبه / تظفر ويقبل حظك اللثلاث
ثابر على إنشاء أبيات الثنا / فصفاته لك عدة وأثاث
ثلجت بمدحك يا رفاعي العلى / منا الصدور ولمت الأشعاث
ثجاج سرك في بنيك لقد سرى / فيهم لدى جدب السنين نغاث
ثمن المديح بهم إذا مدحوا غلا / وإذا دعوا للنائبات أغاثوا
زر دار مي وقف بالباب إن جازا
زر دار مي وقف بالباب إن جازا / نبكي ونسأل للموعود إنجازا
زاد الغرام وقل الصبر ويحهما / كم بالغا فيّ إطنابا وإيجازا
زرعت يا مي بزر الحب في كبدي / فأنبت السقم لكن بت أوشازا
زعزعت بالبين أحشائي فثار بها / وجد غد الكميت الدمع مهمازا
زدني أخا العذل من تذكارها فعسى / أشفي ضنا بي عن حد الضنا جازا
زانت لقلبي هوى يا سعد لذله / حتى تناءت فراح الصبر مشتازا
زودت طرفي منها يوم فرقتها / بنظرة تركت في القلب اغمازا
زحزح صدار الأسى بالله يا زمني / عني فما يحمل الموقور أحزازا
زلزلت بالهم أعضاء تخيلها / مما لقد خفيت بالسقم ألغازا
زهدتني بحياة قد تناوبها / ضرب الأسى جارحا والطعن وخازا
زج المطي إلى أرض البطائح يا / حادي فإن لي للغوث أعوازا
زبرجد الجود من حصبائها وكذا / تبر الندى من ثراها عند من مازا
زهر الملائك أمست ثم طائفة / بمر قد بدره أسنى الضيا حازا
زاكي النجار الرفاعي ابن فاطمة / أجل من شاد للارشاد احرازا
زين الأجلاء خير الأولياء ومن / بلثم راحة خير الأنبيا فازا
زهت خلائقه الزهرا وأصبح في / خلاله بين أهل الله ممتازا
زهد ونسك وذل للإله سما / به على سائر الأغواث اعزازا
زانت طريقته جيد السلوك حلى / وأترعت من رحيق الرشد أكوازا
زلالها فاض من عين الهدى فلكم / أحيا موات قلوب كن أجرازا
زند الفضيلة بين القوم ظل به / وارفا ثم من حاذاه أو وازى
زاهي الخوارق جل الله كم هتكت / سر المعارض إفحاما وإعجازا
زرق الأسنة مع بيض النصال لدى / ذكراه يثلمن مهما كن جزازا
زواخر الفضل من أبوابه انسلكت / في الخافقين وأغنت كل من عازا
زجرت ضمر الحواني نحو ساحته / تطوى إليها الفلا سهلا وأقوازا
زحفن في عسكر الآمال بي لحمى / غوث تسنم أوج المجد واجتازا
زينب شعري بعليا ذكره ولكم / أجاز خيرا بالإحسان قد جازى
زففت أبكار أفكاري له فحوت / بمدحه من حلى الفخر اكنازا
زواهرا بمعانيه الحسان وما / عسى نحيط بها نظما وارجازا
زناد فكري خبت عن درك غايتها / فرحت في حيز التقصير منحازا
كرعتها وحباب الكأس مشتبك
كرعتها وحباب الكأس مشتبك / فهل ترى قدح ذياك أم فلك
كواكب من لجين في سما ذهب / تسبى العقول وعندي إنها شرك
كأن أقداحها الأقمار ساطعة / ونورها من شعاع الشمس منسبك
كادت تطير بريش من أشعتها / لولا حباب لها من دره شبك
كرت عليها الليالي وهي كاعبة / ما مسها بشر قبلي ولا ملك
كسرت جيش همومي في ترشفها / من كف ساق على الأرواح يمتلك
كل القلوب نشاوى في محبته / وكم دم بظبا عينيه منسفك
كأن اسمها رسل المنون لنا / يا قوم فاعتبروا فيها بمن هلكوا
كونوا على حذر من فتكها فلكم / قد غرني قبلكم من طرفها الوعك
كيف الخلاص وأحشائي على وضم / من الغرام وجسمي شفه النهك
كتمت عشقي ولولا مدمع لسن / ما راح سر غرامي وهو منهتك
كادت عيوني بفيض الدمع تغرقني / في أبحر لم تكد تنجي بها الفلك
كأن كف الرفاعي في محاجرها / فلا تزال لديها السحب تحتبك
كهف الأنام ومصباح الظلام ومن / بسيف نور هداه يقتل الحلك
كم بينه وقروم القوم منزلة / تكل عنها مطايا العزم والرمك
كل عليه عيال وهو ندهتهم / وغوثهم ان يقم للخطب معترك
كرامة الكل جزء من خوارقه / حتى ولولاه لم يضمن لها درك
كفاه أن أجل الرسل مدله / يمني القبول وجمع القوم محتبك
كلت هنالك أبصار تخطفها / نور به كلكل الأفلاك ينهدك
كادت تصفق راحات الدموع بها / وكم بكاء سرور دونه الضحك
كذاك فلتكن العليا مخصصة / أو لا فكل فخار ثم مشترك
كملت يا بدر أهل الله ممتلئا / نورا بمجلاه ستر الشمس ينهتك
كمال كل هلال منك مقتبس / ونبع كل رشاد منك منسلك
كسرى انكسارك يا مولاي قام على / عرش اعتزاز له أعلى العلى حبك
كم رفعة لك يجلوها التواضع بل / كم من ثراء جلاه الزهد والنسك
كفى مريديك أن السعد خادمهم / والعز راعيهم أيان ما سلكوا
كأن سرك سر الروح حيث به / تحيا الورى وبهذا يشهد السمك
كشفت للناس منهاج السداد فقل / لمن بدنياهم في الباطل انهمكوا
كسب العلى بالتقى والعز أجمعه / بالذل لله فهو الواحد الملك
نأت وبنا من سحر مقلتها الوسنى
نأت وبنا من سحر مقلتها الوسنى / غرام يصد النوم أن يطرق الجفنا
نفور نفت عنا الرقاد ببينها / فيا ليت ذاك الحسن يشفع بالحسنى
نود سلوا كلما شفنا للهوى / وألحاظها تدعو القلوب هلمنا
نبية حسن بالظبا من جفونها / دعتنا فأسلمنا النفوس وآمنا
نهيم بفرع نحو وردة خدها / دنى فتدلى قاب قوسين أو أدنى
نعم سج الدرا ليتيم بثغرها / وحن العظام الباليات لها منا
نحن لها عشقا ونشكو ملالها / وكم دنف منا إذا ذكرت أنا
نلام عليها في الغرام وربما / شفى اللوم أن تذكر به كبدا مضنى
نطيب بذكراها وتحيا قلوبنا / فبالله يا لوام من ذكرها زدنا
نهيت فؤادي أن يهيم بقدها / فهلا نهيت الطير أن يعشق الغصنا
نشأت وفي جفني لها كف حاتم / على أنه يوم الوغى ربما ضنا
نمتني إلى عليا قريش أماجد / أصاروا الأيادي راحة والسخا دنا
نجوم بأنوار العلوم سواطع / وقد اتخذوا عرش الوقار لهم مغنى
نصال يجلى الدجن نور فرندهم / إذا ما الخطوب الداجيات ادلهمنا
نبت ماضيات الدهر عن درع صبرهم / ولم يشتكوا يوما لنا زلة وهنا
نفوس لمن أحببن ذات تواضع / ولكن عن الضيم اعتزاز ترفعنا
نهضت بعلياهم ولما سلكت في / طريق الرفاعي زدتهم في العلى شأنا
نهلت حميا العز منها وطاب لي / غرام بها في منحنى أضلعي كنا
نمير الهدى من وردها يمحق الصدا / فدونك يا صادي الحشا وردها الأهنى
نفت عن عقول السالكين بنورها / دياجر قد كانت لألبابهم سجنا
نما سرها في الكون حتى تفاخرت / بأبنائها العلياء بالحسن والمعنى
نهجت لنا يا ابن الرفاعي منهجا / زهى بسراج الرشد من نورك الأسنى
نسير وذاك السر منك محلق / بنا فلنا الغايات أيان ما سرنا
نداك لنا عذب وجودك سائغ / وفضلك موفور لنا حيثما كنا
نيمم من ناديك كعبة عزة / غدت من صروف النائبات لنا حصنا
نعم أنت من ساد الشيوخ جلالة / ومدت له من جده المصطفى اليمنى
نقر عيونا في معانيك كلما / ذكرنا فهمنا أو نظرنا فأبصرنا
نظمنا لك الدر الثمين مدائحا / بأقراطها العلياء شنفت الأذنا
نرجي قبولا فيه نظفر بالمنى / ونبلغ في الدنيا وضرتها الأمنا
ابكيك يا خال والاحشاء واجفة
ابكيك يا خال والاحشاء واجفة / حزناً عليك ودمع العين هطال
ابكي الوفاء وقد شالت نعامته / يوما خطوب وهال القوم أهوال
ابكي الوفاء وقد شالت نعامته / هيهات بعدك من يوفوا إذا كالوا
عمري لقد فقدت منك العلى بطلا / يحمي الذمار وللعلياء أبطال
كنت الجسور المجلي الكرب ان نزلت / بنا كروب لها في الكون جلجال
كنت الغيور إذا الدنيا لنا قلبت / ظهر المجن وراع الحي اجفال
كنت الكريم إذا الخلان اعوزهم / جاه وبعض رجال الجاه بخال
ولم تكن بثراء المال محتفلاً / سيان عندك إكثار واقلال
لهفي عليك ويا حزني ويا أسفي / على شمائل فيها الحسن يختال
لهفي على نور ذياك الجبين فكم / تلألأت فيه أبكار وآصال
لهفي على ذلك النطق الفصيح إذا / ما أخرست ألسن الأقوام اوجال
لهفي على ذلك الصدر الرحيب إذا / ما ضاق بالأمر يوم الروع اقيال
لهفي على الرأي والتدبير ان وقعت / مشاكل ما لها في الناس حلال
لِلّه يومك كم أجرى محاجرنا / أسى به لشغاف القلب اشعال
اصم سمعي وقد أخنى على بصري / صوت النعي وراح الصبر ينهال
اعيا الأساة الأسى من بعدكم وكسى / قلبي ضنى ماله برء وابلال
ولت ليالي الهنا والانس وا أسفا / وغال منا صفاء البال بلبال
وشهب أفراحنا في العيش قد غربت / عن العيون وللأفراح آجال
لو يقبل الموت منا فدية لفدت / عينيك اعيننا والروح والمال
وإنما هو أمر لا مرد له / فأي عبد على الاقدار يحتال
ان قيل قد ما حياة الوالدين هي ال / دنيا فبعدهما عندي هو الخال
حياك ربك بالرحمى وجادك من / رضاه غاديةٌ بالعفو مسبال
جلت لنا في ليالي فرعها الداجي
جلت لنا في ليالي فرعها الداجي / شمسا أضلت بها في الحب منهاجي
جوامع الحسن في لألاء غرتها / والسحر أجمعه في طرفها الساجي
جاءت بخضر الحلى تختال باسمة / عن أنجم طلعت في غصن ديباج
جل الذي خلق الجوزاء وصيرها / نهدين في فلك من صدرها العاجي
جادت بوعد لميعاد شككت به / فلست أبرح بين الهالك الناجي
جبت الفدافد حتي مل راحلتي / وكادت الأرض تشكو طول ازعاجي
جلبت للقلب هما ليس يعرفه / وطال يا ميّ تأويبي وإدلاجي
جهدت شوقا فلو مرت رياحك بي / لطار قلبي منها بين أدراج
جارت عيوني الفؤادي في مدامعها / وأين غادية من ذات أمواج
جور الزمان وجور البين قد جمعا / على ضيقين ما لانا لافراج
جاوزت يا دهر حد الغدر بي فلقد / ضاق الخناق وروحي بين أوداجي
جنيت من غير ما ذنب على فقد / آليت أشكوك للحامي حمى اللاجي
جم النوال سليل الآل سيدنا ال / غوث الجليل الرفاعي كعبة الراجي
جنات ناديه للقصاد قد فتحت / أبوابها دون إغلاق وإرتاج
جرت بها وظلال الغوث وارفة / للوفد أنهار جود منه ثجاج
جزت نواصي الأماني دون منصبه ال / عالي فمن هو كسرى صاحب التاج
جلالة في خضوع سار فيه على / آثار والده في خير معراج
جمال غرته من نوره ظهرت / عليه مسحة إشراق وإبلاج
جل الإله وكم أولاه من مدد / للقلب محيي وللغماء فراج
جلت طريقته ألبابنا بسنا / سراج هدى من الرحمن وهاج
جاماتها من رحيق الرشد مترعة / تصان عن شوب أكدار وأمشاج
جبرا لكسرى يا شيخ الوجود فكم / جبرت كسرا وكم قضيت من حاج
جمار نار الغضا تطفى بذكركم / فما لنار فؤادي ذات انضاج
جفني بدمعي شريق من أسى زمن / أذاقني حرب أيام كاعلاج
جد لي بعادات غوث قد عرفت بها / يا ابن الرسول فإني أي محتاج
جالت بمعناك أفكاري فأغرقها / في لج بحر بعيد الغور عجاج
جلت صفاتك أن تحصى وهل حصرت / يوما نجوم سماء ذات أبراج
جهد المقلين جهدي في ثناك فإن / يقبل لديك فيا فوزي وإبهاجي
جفت مناهل حظي فاسقها كرما / واجعل قضايا رجائي ذات إنتاج