القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ اللبّانَة الكل
المجموع : 92
نبا بيدي حسام من رضاكا
نبا بيدي حسام من رضاكا / فوافتني النوايب عند ذاكا
فيا صرف الزمان ويا دجاه / وقد صرفت جفوني عن سناكا
يقين رضاك لم البسه حتى / افضت اليّ من شك شكاكا
وكيف يقيم عندك مَن رمته / خطوب الدهر في أعلى ذُراكا
فلا ناديك تحضُره لأنسٍ / ولا في وقت تأميل يراكا
وما قلقت ركابي عنك الا / وقد حللّتُ رايدها حماكا
وما ذنب الفراق على محب / حويت وداده وحوى قلاكا
تجاوز فيك ودي كل حدٍّ / ولكن التجاوز ما اطباكا
ولو جاورتني قدر اعتقادي / لنلت بك المجرة والسماكا
ولو يؤتي مناه نور طرفي / لما أومى الى أحد سواكا
ثناك عن القبول عليّ واشٍ / ولكن عن هباتك ما ثناكا
وأعجب كيف حالت منك حالي / ولم تدر مَن حلاكا
فكيف أثمت في تعذيب قلبي / وما عُقدت على حرب حِباكا
أطعت علَى مَن لامتُّ حتى / أرى مثواه مَن عصاكا
محا حسنات قصدي وانقطاعي / بسيئةٍ أقام لها ذراكا
فجَنبَ من بشرك عن جنابي / ونفّرَ طير حظي من رباك
ووفر رايتي قبل ارتحالي / كأن به استدل على غناكا
وهبه أطاق عن مثواك صرفي / أيقدر صرف قلبي عن هواكا
وان تك مرة عثرت جيادي / فما قدمتُ من سبق كفاكا
وقالوا ليس لي أدب سني / لقد زعموا مع الغيب اشتراكا
وهل قذف الجواهر غير بحري / فحتى كم يطيفون
ستعلم بعد سيري أي علق / لاجياد العلى نبذت يداكا
واي شذى أتيت له اشتياقا / وكان نسميه بالحمد صاكا
استودع اللَه أرضا عندما وضحت
استودع اللَه أرضا عندما وضحت / بشائر الصبح فيها بدلت حَلَكَا
كان المؤيد بستانا بساحتها / يجني النعيم وفي عليائها فلكا
في أمره لملوك الدهر معتبرٌ / فليس يغترُّ ذو ملك بما ملكا
نبكيه من جبلٍ خرّت قواعده / فكل من كان في بطحائه هلكا
ما سُدّ موضعه للزرق سدّ به / طوبى لمن كان يذري أية سلكا
رماني الدهر من كل النواحي
رماني الدهر من كل النواحي / فأنبت في مقاتلي النبالا
وصيرني غريباً في مكان / بنه الغرباء تكتسب العيالا
وثأري ممكن عند الليالي / ولكن قد تعذر أن ينالا
فما أعطت نجادي شِسعَ نعل / ولا أدت بسابحتي عقالا
ولو كاشفتُ فيه لكنت صبحا / ولكني انخدعت فكنت الا
ضمير علاك يفهم عن رجائي / فلست مؤكداً في ذاك حالا
فأنت الستر بعد اللَه فوقي / فزدني من خزائنك انسلالا
أدر نظر السيادة في حديثي / فكم جرح بك اندمل اندمالا
وكم وردتك آمالي خفافاً / فجاءت تحمل المنن الثقالا
أكلّ العالمين لك اتباع / فان الرزق حيث تميل مالا
لِلّه طرف جال يا ابن محمد
لِلّه طرف جال يا ابن محمد / فجنت به حوباؤه التأميلا
لما رأى أنّ الظلام أديمه / أهدى لأربعه الهدى تحجيلا
وكأنما في الردف منه مباسم / تبغي هناك لرجله تقبيلا
سلام على المجد يندى بليلا
سلام على المجد يندى بليلا / كنشر الربى بكرة وأصيلا
سلام وكنت أقول الوداع / ولكن أدرج قلبي قليلا
أخاف عليه انصداع الصفاة / والا يكون زجاجاً عليلا
جرحت لديك وكنت البرى / كما يجرح اللحظ خدا أسيلا
ولو لم أكن ماضي الشفرتين / لما فلَني الدهر عضباً صقيلا
تسر ضأ التي الشامتين / وهل خلق الضل الا ضليلا
أتت ذلة منك محبوبة / فلم ارض بالعز منها بديلا
تكلفت فيها سواد الخطوب / فاشبه عندي طرفا كحيلا
ولولا مقامي بين العداة / لما كنت أؤثر عنك الرحيلا
ومن بلَهُ الغيثُ في بطن واد / وبات فلا يأمنَنَّ السيولا
عسى رأفة في سراح كريمٍ / أبل ببرد نداه الغليلا
لعلي أُراح من الطالبين / فأسكن للأمن ظلا ظليلا
لقد أوقدوا لي نيرانهم / فصيرّني اللَه فيها الخليلا
يميناً بكم وهو أزكى يمين / لألتمس العذر منكم جميلا
سعوا لي عندك في عثرة / ولا علم لي فكنت المقيلا
أفرّ بنفسي وان أصبحت / ميورقه مصراً وجدواك نيلا
غنته في شجر الأراك بلابل
غنته في شجر الأراك بلابل / فتحركت في الصدر منه بلابل
وتذكر العهد القديم فشاقه / وتذكرُ الأحباب شغل شاغل
أيام للنعمى عليه رفارف / ولكلِّ أوراق الشباب ذلاذل
والعيش يقطر نفرة فكأنه / خد به ماء الشبيبة جائل
والسجف مرفوع عن القمر الذي / قمر الدجنة من سناه آفل
غصن تحرك في الحليّ وفي الحلى / عن مائل قلبي اليه مائل
ومخيم بين الجوانح راحل / تحكى سلالتهنّ لمة راحل
وسنان ورد جماله في خده / غضّ ونرجس مقلتيه ذابل
كرمت عليه لواحظي بدموعها / ذلا له وهو العزيز الباخل
وكأنما هي في السماحة طيء / وكأنما هو في السماحة وابل
يا صاحب الحدق التي قد ضمنت / من سحرها ما لم تضمّن بابل
عذلوا عليك وخنت عهد مبشر / ان كنت أعلم ما يقول العاذل
ملك تهلّل واستهل فخلته / صبحاً منيراً فيه غيث وابل
وكأنما نور الربيع ونوره / في الحسن أخلاق له وشمائل
وكأنّ نشر زمانه مع بشره / بكر لأيام الصبا وأصائل
أغني العفاة عن السؤال تبرعاً / بالجود حتى ليس يوجد سائل
وأخافَ في الأجم الأسود فلم يكن / ليصول منها في البسيطة صائل
وكأن سطوته معاينة الردى / وغرار صارمه القضاء النازل
حَبَكَ السحاب دروعه لكن له / فوق السحاب من الصباح غلائل
ساعٍ بنور الهدى في صون الذي / هو للمكارم من يديه باذل
فمواطن الاقدام منه مشاعر / ومحاسن الأفعال منه مشاغل
لو رام رُومةَ جاءه أربابها / والبيض أغلال لهم وسلاسل
ولو الجبال يهزها ليهدها / عادت أعاليها وهن أسافل
يُعطي ويمطي العالمين ففضة / أوعسجد أو سابح أو صاهل
أو ملبسٌ نسج النعيم جلاله / نسج الربيع وقد سقاه الهاطل
وقفت عليه من النفوس بواطن / وظواهر وأواخر وأوائل
وتجاذبته مشارق ومغارب / فتلطفته وسائل ورسائل
ولقلّ ذاك فانه القرم الذي / شمل البرية منه فضل شامل
لكم اذا اختصم الملوك لمفخر / حسبٌ يناظر عنكم ويناضل
فسخت مكارمكم مكارم غيركم / والحق يفسخ ما يخطّ الباطل
أضحى بك الأضحى رياضاً تجتلي / وَضُحَ السرورُ به ونيل النائل
زرت المصلى يومه في جحفل / أعلامه للعالمين موائل
غُدرُ الحديد عليهم وكأنما / بأكفهم للمرهفات جداول
وأتاك جيشهم على الجيش الذي / يختال بالمحمول منه الحامل
ومن الجنائب في الطريق جنائب / حسنت فقلنا انهنّ عقائل
مرحت فقلت قطا البطاح وربما / رفِعَت هواديها فقلتُ مطائل
في الطيف لو سمح الكرى تعليل
في الطيف لو سمح الكرى تعليل / يكفي المحب من الوفاء قليل
وينوب عن شخص الحبيب خياله / ان لم يكنه فانه تمثيل
برق السماء على الغمام علامة / وسنا الصباح على النهار دليل
والروض ان بعدت عليك قطوفه / وفدتك عنه الريح وهو بليل
حسب النسيم من اللطافة انه / صحت به الاجسام وهو عليل
وبمهجتي نجم له في مهجتي / مسرى ولي في نوره تعويل
حولت عهد مناخه بمناخه / فقضى بتحويلٍ لي التحويل
في ليل لمته سريت وفي يدي / سيف كطرة عارضية صقيل
شفق وشارقه علينا ورقه / فكأنما هو بكرة وأصيل
وتنوفة واصلتها بتنوفةٍ / لا يستبين بها اليك سبيل
تقف الرياح بها مقيدة الخطى / ويظل طرف النجم وهو كليل
لا يلتقي طرف إلى طرف بها / فالباع فيها واحد والميل
وركبت ما ترك الوجيه ولا حق / لا ما تخلف شدقم وجديل
ورميت عن قوس ينير لي الدجى / مما يخولني القنا وينيل
وكأنه قدح على أفق الضحى / وعلى جبين مبشر اكليل
ملك كما اتَّقَر الصباح وراءه / طلّ كما برد المساء طليل
جاورت منه البحر الا انه / عذب كما رشف اللمى تقبيل
وصبوت حيث تغازلتِ معي العُلى / فنما اليّ من السماك رسيل
كنف برود الغيث خصب جنابه / ويبيت فيه الدهر وهو نزيل
قوم لهم فلك البروج محلة / والبدر جار والشموس قبيل
واذ رنا للريح طرف شاخص / واحمر خدّ للحسام أسيل
وشدا صهيل مطرب فأجابه / من نحو ألسنة الغمود صليل
وقف الوغى منه على ذي هيبةٍ / يقف العزيز لديه وهو ذليل
واتتك من بغداد بكرمالها / عندي وان كثر الرجال كفيل
عذبت بماء الرافدين وربما / قد بلّ عطفيها بمصر النيلُ
جُمعت وشعري في بساطك مثل ما / جمعت بثينة في الهوى وجميل
ان لم يفتها أو تفته به فلا / تفضيل بينهما ولا تفضيل
انا ذاك لو أني أكون لكندة / ما فاتني فيها الفتى الضليل
لا عيب لي الا النحول رضيتة / ان المهند قاطع ونحيل
تكر وشتى الخيل والرجل دونها
تكر وشتى الخيل والرجل دونها / فصيرتها شتى المسالك والسبل
تخالهم رجل الجراد فعندما / دلفت لهم طاروا بأجحنة النمل
وحسبك عند الله حسبتك التي / دعت شدة التقوى الى الكرم الفعل
جلوت سني الاصباح في غسق الدجى / وأنشأت غُرَّ المزن في كلب المحل
فما كنت الا رحمة انزلت على / ثرى الارض فامتدت الى الوعر والسهل
أذكى القلوب أسى أبكى العيون دماً
أذكى القلوب أسى أبكى العيون دماً / خطبٌ وجدناك فيه يشبه العدما
افراد عقد المنى منّا قد انتثرت / وعقد عروتنا الوثقى قد انفصما
شكاتنا فيك يا فخر العلى عظمت / والرزء يعظم فيمن قدره عظما
طوقت من نائبات الدهر مخنقة / ضاقت عليك وكم طوقتنا نعما
وعاد كونك في دكان قارعة / من بعد ما كنت في قصر حكى ارما
صرفت في آلة الصواغ أنملة / لم تدر الا الندى والسيف والقلما
يَدُ عهدتك للتقبيل تبسطها / فتستقلّ الثريا أن تكون فما
يا صائغاً كانت العليا تصاغ له / حلياً وكان عليه الحلي منتظما
للنفخ في الصور هول ما حكاه سوى / هول رأيناك فيه تنفخ الفَحَمَا
وددت اذ نظرت عيني اليك به / لو أن عيني تشكو قبل ذاك عمى
ما حطَك الدهر لما حطّ من شرف / ولا تحيف من أخلاقك الكرما
لُح في العلى كوكباً ان لم تلُح قمراً / وقم بها ربوة ان لم تقم علماً
واصبر فربتما أحمدت عاقبة / من يلزم الصبر يحمد غبّ ما لزما
واللَه لو أنصفتك الشهب لانكسفت / ولو وفي لك دمع المزن لانسجما
بكى حديثك حتى الدر حين غدا / يحكيك رهطاً والفاظا ومبتسما
وروضة الحسن من ازهارها عريت / حزناً عليك لأن اشبهتها شيما
بعد النعيم ذوى الريحان حين رأى / ريحانك الغضّ يذوى بعد ما نعما
لم يرحم الدهر فضلاً أنت حامله / من ليس يرحم ذاك الفضل لارحما
شقيقك الصبح ان أضحى بشارقةٍ / وأنت في ظلمة فالصبح قد ظلما
تنشق رياحين السلام فانما
تنشق رياحين السلام فانما / أفض بها مسكاً عليك مختما
وقل لي مجازا ان عدمت حقيقة / لعلك في نعمى فكم كنت منعما
أفكر في عصر مضى لك مشرقاً / فيرجع ضوء الصبح عندي مظلما
وأعجب من أفق المجرة اذ رأى / كسوفك شمساً كيف أطلع أنجما
لئن عظمت فيك الرزية اننا / وجدناك منها في المزية أعظما
قناة سعت للطعن حتى تقصّدت / وسيف أطال الضرب حتى تثلما
وطود غريب في الشواهق أمره / بنى كلَّة من فوقها وتهدما
منأبته زادت على النبع بالجنى / فإذ عريت عادت مع النبع أسهما
بكى آل عباد ولا كمحمد / وأولاده صوب الغمامة اذ همى
حبيب الى قلبي حبيب لقوله / عسى وطن يدنو بهم ولعلما
صباحهم كنا به نحمد السرى / فلما عدمناهم سرينا على عمى
وكنا رعينا العز حول حماهم / فقد اجدب المرعى وقد أقفر الحمى
وقد ألبست أيدي الليالي قلوبهم / مناسج سدى الغيث فيها وألحما
قصور خلت من ساكنيها فما بها / سوى الأدم تمشي حول واقفة الدمى
يُجيبُ بها الهامَ الصدى ولطالما / أجاب القيانُ الطائر المترنما
كأن لم يكن فيها أنيس ولا التقى / بها الوفد جمعاً والخميس عرمرما
ولا حلت الآمال فيك ثباثبا / فقامت اليها المكرمات لما لما
ولا اخضر وض في رباها فخلته / توشح منهم لا من النور أنعُما
ولا انعطفت فيه الغصون فعانقت / وشيجاً بأيدي الدارعين مقوما
ولا حسبت بيضُ الظبى من فرندها / سوالف بات الدرّ فيها منظما
ولم تخفق الرايات فيه فاشبهت / قوادم طير في ذرى الجو حُوَّما
ولا جرّ فيها صعدة الرمح خلفه / فتاها فقلت الصلّ أتبع ضيغما
ولم يصدع النقع المثار سنانه / كما صدع الظلماء برق تضرّ ما
ولا صورت في جسمه الدرع شكلها / فأشبه مما صوَّرت فيه أرقما
جرى القدر الجاري الى نقض أمره / فعاد سحيلا منه ما كان مبرما
مؤيد لخم هل تؤمل رجعة / فكم أمل أضحى الى النجم سلما
حكيت وقد فارقت ملكك مالكاً / ومن ولهي أحكى عليك مُتمما
مصاب هوى بالنيرات من العلى / ولم يبق في ارض المكارم معلما
تضيق عليَّ الارض حتى كأنما / خُلقت واياها سواراً ومعصما
ندبتك حتى لم يُخل لي الأسى / دموعاً بها أبكي عليك ولا دما
واني على رسمي مقيم فان أمُت / سأترك للباكين رسمي موسما
بكاك الحيا والريح شقت جيوبها / عليك وناح الرعد باسمك معلما
ومزق ثوب البرق واكتست الدجى / حداداً وقامت أنجم الليل مأتما
وحار ابنك الاصباح وجدا فما اهتدى / وغار اخوك البحر غيظاً فما طما
وما حلّ بدر التم بعدك داره / ولا أظهرت شمس الظهيرة مبسما
قضى اللَه أن حطوك عن ظهر أشقرٍ / أشمَّ وأن أمطوك أشام أدهما
قيودك ذابت فانطلقت لقد غدت / قيودك منهم بالمكارم ارحما
عَجِبتُ لأن لان الحديدُ وان قسوا / لقد كان منهم بالسريرة أعلما
سينجيك من نجّى من الجب يوسفا / ويأويك من آوى المسيح بن مريما
يا ذا الذي هز أمداحي بحليته
يا ذا الذي هز أمداحي بحليته / وعزه أن يهزّ المجد والكرما
واديك لازرع فيه اليوم تبذلُه / فخذ عليه لأيام المنى سَلما
رضى المتوكل فارقُته
رضى المتوكل فارقُته / فلم يرضني بعده العالم
وكانت بطليوس لي جنةً / فجئت بما جاءه آدم
يجري النهار إلى رضاك وليله
يجري النهار إلى رضاك وليله / وكلاهما متعاقب لا يسأم
فكأنما الاصباح تحتك أشقرُ / وكأنما الاظلام تحتك أدهم
وكأن خاطفة البروق قد التظت / صفحات سيفك قد علاهَن الدمُ
تهوى قناك الطير فهي وراءها / تهوى لتبصر حين تطعن تطعم
والخيل كانت تستريح من السُّرى / لو لم يكن فوق البسيطة مجرم
ومنها نفر إلى ماء السماء نماهم / نسب على اوج النجوم مخيم
بالبيض والبيضات والخلق اكتسوا / فتوشحوا وتتوجوا وتعمموا
بلغت الى السمع الأصم صفاتهم / وأبان فيهن اللسان الاعجم
وسعودهم تثنى الأعنة عنهم / ان السعود كتائبٌ لا تهزم
وداعٌ ولكني أقول سلام
وداعٌ ولكني أقول سلام / وللنفس في ذكر الوداع حِمام
أخادع نفساً ان تحققتِ النوى / فليس لها بين الضلوع مقام
قد ائتلفت أهواؤها بك جملة / كما ائتلفت في وكرهن حمامُ
وشقت على النصح المبين جيوبها / كما شققت عن زهركن كمام
أكرر لحظي في محياك انه / لنور الهدى فيه عليك قسام
وأحمد من تقبيل كفيك سؤدداً / على عاتق الجوزاء منه حسام
أملبسي النعمى قديما ومثلها / حديثاً وأحداث الزمان عظام
لأجلستني حتى اتكأت ولم تزل / تدل على المولى الكريم
عسى عند حمل العيس رحلي في غد / يهيأ عن زادي لديك طعام
وميلي الى الطاهي وطيب ارادةٍ / ليثبت لي في وصف ذاك كلام
وكيف أزيد المجد صحب محاسن / سهرت لها والعالمون نيام
يا مَن عليه من المكارم والعُلى
يا مَن عليه من المكارم والعُلى / بُردٌ بتطريز المحامد
هل نظرة ترسى اليّ وعطفةٌ / تندى عليّ ورأفة تترحم
وعسى أراك بحيث ينبعث الندى / فلقد رأيتك حيث ينبعث الدم
قد كنت في أرض الوغى أجني الردى / وأنا بروض الجود لا أتنسّم
ما كان بين يديك غيري والظبى / متلفعاتٌ والقنا يتحطم
قد رشتني سهما فرشني طائراً / وكما نفدت فانني أترنم
وفي القيظ ما يدعو البياض للابس
وفي القيظ ما يدعو البياض للابس / يكون به بردٌ له وسلام
لبستُ سواداً والجميع مبيض / كأني غرابُ والانام حمام
الا يا بن معنٍ ما لمجدك غايةُ / ولا لمكان أنت فيه مرام
قد اتفقت فيك المكارم كلّها / فلم يبق في شرع الكرام كلام
يوم كحاشية الرداء المعلم
يوم كحاشية الرداء المعلم / أوفى بسر مسرةٍ لم تكتم
شاهدتهُ وكأنه من روضةٍ / وكأنني من طائرٍ مترنم
إن تكن تبتغي القتال فدعني
إن تكن تبتغي القتال فدعني / عنك في حومة القتال أحامي
خذ جناني عن جنة ولساني / عن سنانٍ وخاطري عن حسام
جزعتُ لهم بالجزع اذ نذروا دمي
جزعتُ لهم بالجزع اذ نذروا دمي / على نظرة كانت بغير توهم
حموا نظري ما في الخدود من الجنى / وقد أخذوا ما في الترائب من دمي
فردوا علي الأرض حلقة خاتم / باعراضهم ودارة درهم
وعهدي بهم الكثيب وخدرهم / يشير بعَناب اليَ وعندم
يا قطني درَّ الحديث وذوبه / عقيق مذاب في الدماء من الدم
وفود يقودون العراب وتحتهم / كرائم من رهطي جديل وشذقم
يغير على زرق المياه وقد رنت / اليها عيون الزرق من كل لهذم
وترعى ربيعا للصوارم حوله / رياض بما فيها من الدهر تحتمي
وفي سدرة الوادي من الحي شادن / ربيب ولكن في عرينة ضيغم
يدير علي الراح من لحظ ناضر / ويمنعنيها من ثنيّة مبسم
مشى في موشىً عبقريّ كأنه / طراز الصبا منه بخّدٍ منعّم
ومال على كافورة من بنانه / لها منبت بين الوشيج المقدم
حبيب لو انّ الحسن شِعرٌ لما غدا / مديح حبيب أو تغزل مسلم
فيه انتما من صبابتي / ومن رميه نحوى لمقلة مرتمي
رماني بعينيه وثنى بسهمه / فأثبت في قلبي ثلاثة أسهم
وما أنس لا أنس الخيال الذي سرى / سرى البرق في داج من الليل مظلم
أتى بهدياتٍ فما مدّ راحةً / وادى رسالاتٍ ولم يتكلم
لثمت الثرى حيث استقلت بي الخُطى / فلافحني عن ردع مسك مختم
وأملت تسليما عليه فقيل لي / على الشمس عن إذن الكواكب سلّم
ومَن لم يسلم في الديانة والدُّنا / الى ناصر الأنصار ليس بمسلم
همام تبيت المأثرات همومه / فيصبح منها بين مغنىً ومغنم
بعيد حدود الفضل لاصفةً له / سوى انه من جوهر متجسّم
صفا فلوان الشمس تُعطي شعاعه / لما احتجبت في ليل أريد أقتم
ورقّ فلولا ان فيه جزالة / من الباس لاستنشقته في التنسم
كأنّ سجاياه ربيع مفوّق / تفتح عن زهر نضير منعم
كأنّ تخاطيط الحياة بخدّه / حواشي رداء مذهب النسج معلم
كأنّ سنا مرآه في جود كفّه / سنا الشمس في حِبَا الغيث ينهمي
كأنّ الذي في نوره من تلألؤٌ / شقيق الذي في ناره من تضرم
كأنّ تواقيع الرضا بعد سخطه / مواقع مزنٍ في عواقب صيلم
كأنّ مذاقيه ليانا وشدة / حلاوة شهد في مرارة علقم
كأنّ لدى هيباته وهِباته / جنى جنةٍ محفوفةٍ بجهنم
كأنّ ثبوت الراسيات ثبوته / اذا خفّ من خوف الردى كل محجم
كأنّ أديم الأرض راحة كفّه / وفي بسطها قبض على كل مجرم
اذا ضلّ أملاك الزمان فانه / الى رشده اهدى من اليدِ للفمِ
يزف الى الأعداء من حومة الوغى / عروس خمار عطرها عطر منشم
ويركب في أوحالها ظهر شيظم / فيحملهم منهم على ظهر شيهم
فيرجوه حتى الطير مما تعودت / بلحم عداه مطعما بعد مطعم
نفى العدم حتى ردّ كل مكانةٍ / واغرب من عنقائها شخص معدم
لك المنشآت الجاريات كأنها / ضواري شواهين على الماء حوم
فظلّت بها بين النواظر والكرى / فمن محرم يسري الخيال لمحرم
حمدنا لها فضل التأخر انه / يقال يكون الفضل للمتقدم
أقامت عذاري بالعذارى حواملاً / ولم تر الا أن تجيء بتوأم
هي الغيد وافت منك في الصدِّ عيدها / فمن موسم في موسم طيّ موسم
محاسن اثار لو تمثلت / بمثل شجي كان عدة أرهم
بنفسي وأهلي جيرة ما استعنتهم
بنفسي وأهلي جيرة ما استعنتهم / على الدهر الا وانثنيت معانا
أراشوا جناحي ثم بلّوه بالندى / فلم أستطع من حيّهم طيرانا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025