المجموع : 92
نبا بيدي حسام من رضاكا
نبا بيدي حسام من رضاكا / فوافتني النوايب عند ذاكا
فيا صرف الزمان ويا دجاه / وقد صرفت جفوني عن سناكا
يقين رضاك لم البسه حتى / افضت اليّ من شك شكاكا
وكيف يقيم عندك مَن رمته / خطوب الدهر في أعلى ذُراكا
فلا ناديك تحضُره لأنسٍ / ولا في وقت تأميل يراكا
وما قلقت ركابي عنك الا / وقد حللّتُ رايدها حماكا
وما ذنب الفراق على محب / حويت وداده وحوى قلاكا
تجاوز فيك ودي كل حدٍّ / ولكن التجاوز ما اطباكا
ولو جاورتني قدر اعتقادي / لنلت بك المجرة والسماكا
ولو يؤتي مناه نور طرفي / لما أومى الى أحد سواكا
ثناك عن القبول عليّ واشٍ / ولكن عن هباتك ما ثناكا
وأعجب كيف حالت منك حالي / ولم تدر مَن حلاكا
فكيف أثمت في تعذيب قلبي / وما عُقدت على حرب حِباكا
أطعت علَى مَن لامتُّ حتى / أرى مثواه مَن عصاكا
محا حسنات قصدي وانقطاعي / بسيئةٍ أقام لها ذراكا
فجَنبَ من بشرك عن جنابي / ونفّرَ طير حظي من رباك
ووفر رايتي قبل ارتحالي / كأن به استدل على غناكا
وهبه أطاق عن مثواك صرفي / أيقدر صرف قلبي عن هواكا
وان تك مرة عثرت جيادي / فما قدمتُ من سبق كفاكا
وقالوا ليس لي أدب سني / لقد زعموا مع الغيب اشتراكا
وهل قذف الجواهر غير بحري / فحتى كم يطيفون
ستعلم بعد سيري أي علق / لاجياد العلى نبذت يداكا
واي شذى أتيت له اشتياقا / وكان نسميه بالحمد صاكا
استودع اللَه أرضا عندما وضحت
استودع اللَه أرضا عندما وضحت / بشائر الصبح فيها بدلت حَلَكَا
كان المؤيد بستانا بساحتها / يجني النعيم وفي عليائها فلكا
في أمره لملوك الدهر معتبرٌ / فليس يغترُّ ذو ملك بما ملكا
نبكيه من جبلٍ خرّت قواعده / فكل من كان في بطحائه هلكا
ما سُدّ موضعه للزرق سدّ به / طوبى لمن كان يذري أية سلكا
رماني الدهر من كل النواحي
رماني الدهر من كل النواحي / فأنبت في مقاتلي النبالا
وصيرني غريباً في مكان / بنه الغرباء تكتسب العيالا
وثأري ممكن عند الليالي / ولكن قد تعذر أن ينالا
فما أعطت نجادي شِسعَ نعل / ولا أدت بسابحتي عقالا
ولو كاشفتُ فيه لكنت صبحا / ولكني انخدعت فكنت الا
ضمير علاك يفهم عن رجائي / فلست مؤكداً في ذاك حالا
فأنت الستر بعد اللَه فوقي / فزدني من خزائنك انسلالا
أدر نظر السيادة في حديثي / فكم جرح بك اندمل اندمالا
وكم وردتك آمالي خفافاً / فجاءت تحمل المنن الثقالا
أكلّ العالمين لك اتباع / فان الرزق حيث تميل مالا
لِلّه طرف جال يا ابن محمد
لِلّه طرف جال يا ابن محمد / فجنت به حوباؤه التأميلا
لما رأى أنّ الظلام أديمه / أهدى لأربعه الهدى تحجيلا
وكأنما في الردف منه مباسم / تبغي هناك لرجله تقبيلا
سلام على المجد يندى بليلا
سلام على المجد يندى بليلا / كنشر الربى بكرة وأصيلا
سلام وكنت أقول الوداع / ولكن أدرج قلبي قليلا
أخاف عليه انصداع الصفاة / والا يكون زجاجاً عليلا
جرحت لديك وكنت البرى / كما يجرح اللحظ خدا أسيلا
ولو لم أكن ماضي الشفرتين / لما فلَني الدهر عضباً صقيلا
تسر ضأ التي الشامتين / وهل خلق الضل الا ضليلا
أتت ذلة منك محبوبة / فلم ارض بالعز منها بديلا
تكلفت فيها سواد الخطوب / فاشبه عندي طرفا كحيلا
ولولا مقامي بين العداة / لما كنت أؤثر عنك الرحيلا
ومن بلَهُ الغيثُ في بطن واد / وبات فلا يأمنَنَّ السيولا
عسى رأفة في سراح كريمٍ / أبل ببرد نداه الغليلا
لعلي أُراح من الطالبين / فأسكن للأمن ظلا ظليلا
لقد أوقدوا لي نيرانهم / فصيرّني اللَه فيها الخليلا
يميناً بكم وهو أزكى يمين / لألتمس العذر منكم جميلا
سعوا لي عندك في عثرة / ولا علم لي فكنت المقيلا
أفرّ بنفسي وان أصبحت / ميورقه مصراً وجدواك نيلا
غنته في شجر الأراك بلابل
غنته في شجر الأراك بلابل / فتحركت في الصدر منه بلابل
وتذكر العهد القديم فشاقه / وتذكرُ الأحباب شغل شاغل
أيام للنعمى عليه رفارف / ولكلِّ أوراق الشباب ذلاذل
والعيش يقطر نفرة فكأنه / خد به ماء الشبيبة جائل
والسجف مرفوع عن القمر الذي / قمر الدجنة من سناه آفل
غصن تحرك في الحليّ وفي الحلى / عن مائل قلبي اليه مائل
ومخيم بين الجوانح راحل / تحكى سلالتهنّ لمة راحل
وسنان ورد جماله في خده / غضّ ونرجس مقلتيه ذابل
كرمت عليه لواحظي بدموعها / ذلا له وهو العزيز الباخل
وكأنما هي في السماحة طيء / وكأنما هو في السماحة وابل
يا صاحب الحدق التي قد ضمنت / من سحرها ما لم تضمّن بابل
عذلوا عليك وخنت عهد مبشر / ان كنت أعلم ما يقول العاذل
ملك تهلّل واستهل فخلته / صبحاً منيراً فيه غيث وابل
وكأنما نور الربيع ونوره / في الحسن أخلاق له وشمائل
وكأنّ نشر زمانه مع بشره / بكر لأيام الصبا وأصائل
أغني العفاة عن السؤال تبرعاً / بالجود حتى ليس يوجد سائل
وأخافَ في الأجم الأسود فلم يكن / ليصول منها في البسيطة صائل
وكأن سطوته معاينة الردى / وغرار صارمه القضاء النازل
حَبَكَ السحاب دروعه لكن له / فوق السحاب من الصباح غلائل
ساعٍ بنور الهدى في صون الذي / هو للمكارم من يديه باذل
فمواطن الاقدام منه مشاعر / ومحاسن الأفعال منه مشاغل
لو رام رُومةَ جاءه أربابها / والبيض أغلال لهم وسلاسل
ولو الجبال يهزها ليهدها / عادت أعاليها وهن أسافل
يُعطي ويمطي العالمين ففضة / أوعسجد أو سابح أو صاهل
أو ملبسٌ نسج النعيم جلاله / نسج الربيع وقد سقاه الهاطل
وقفت عليه من النفوس بواطن / وظواهر وأواخر وأوائل
وتجاذبته مشارق ومغارب / فتلطفته وسائل ورسائل
ولقلّ ذاك فانه القرم الذي / شمل البرية منه فضل شامل
لكم اذا اختصم الملوك لمفخر / حسبٌ يناظر عنكم ويناضل
فسخت مكارمكم مكارم غيركم / والحق يفسخ ما يخطّ الباطل
أضحى بك الأضحى رياضاً تجتلي / وَضُحَ السرورُ به ونيل النائل
زرت المصلى يومه في جحفل / أعلامه للعالمين موائل
غُدرُ الحديد عليهم وكأنما / بأكفهم للمرهفات جداول
وأتاك جيشهم على الجيش الذي / يختال بالمحمول منه الحامل
ومن الجنائب في الطريق جنائب / حسنت فقلنا انهنّ عقائل
مرحت فقلت قطا البطاح وربما / رفِعَت هواديها فقلتُ مطائل
في الطيف لو سمح الكرى تعليل
في الطيف لو سمح الكرى تعليل / يكفي المحب من الوفاء قليل
وينوب عن شخص الحبيب خياله / ان لم يكنه فانه تمثيل
برق السماء على الغمام علامة / وسنا الصباح على النهار دليل
والروض ان بعدت عليك قطوفه / وفدتك عنه الريح وهو بليل
حسب النسيم من اللطافة انه / صحت به الاجسام وهو عليل
وبمهجتي نجم له في مهجتي / مسرى ولي في نوره تعويل
حولت عهد مناخه بمناخه / فقضى بتحويلٍ لي التحويل
في ليل لمته سريت وفي يدي / سيف كطرة عارضية صقيل
شفق وشارقه علينا ورقه / فكأنما هو بكرة وأصيل
وتنوفة واصلتها بتنوفةٍ / لا يستبين بها اليك سبيل
تقف الرياح بها مقيدة الخطى / ويظل طرف النجم وهو كليل
لا يلتقي طرف إلى طرف بها / فالباع فيها واحد والميل
وركبت ما ترك الوجيه ولا حق / لا ما تخلف شدقم وجديل
ورميت عن قوس ينير لي الدجى / مما يخولني القنا وينيل
وكأنه قدح على أفق الضحى / وعلى جبين مبشر اكليل
ملك كما اتَّقَر الصباح وراءه / طلّ كما برد المساء طليل
جاورت منه البحر الا انه / عذب كما رشف اللمى تقبيل
وصبوت حيث تغازلتِ معي العُلى / فنما اليّ من السماك رسيل
كنف برود الغيث خصب جنابه / ويبيت فيه الدهر وهو نزيل
قوم لهم فلك البروج محلة / والبدر جار والشموس قبيل
واذ رنا للريح طرف شاخص / واحمر خدّ للحسام أسيل
وشدا صهيل مطرب فأجابه / من نحو ألسنة الغمود صليل
وقف الوغى منه على ذي هيبةٍ / يقف العزيز لديه وهو ذليل
واتتك من بغداد بكرمالها / عندي وان كثر الرجال كفيل
عذبت بماء الرافدين وربما / قد بلّ عطفيها بمصر النيلُ
جُمعت وشعري في بساطك مثل ما / جمعت بثينة في الهوى وجميل
ان لم يفتها أو تفته به فلا / تفضيل بينهما ولا تفضيل
انا ذاك لو أني أكون لكندة / ما فاتني فيها الفتى الضليل
لا عيب لي الا النحول رضيتة / ان المهند قاطع ونحيل
تكر وشتى الخيل والرجل دونها
تكر وشتى الخيل والرجل دونها / فصيرتها شتى المسالك والسبل
تخالهم رجل الجراد فعندما / دلفت لهم طاروا بأجحنة النمل
وحسبك عند الله حسبتك التي / دعت شدة التقوى الى الكرم الفعل
جلوت سني الاصباح في غسق الدجى / وأنشأت غُرَّ المزن في كلب المحل
فما كنت الا رحمة انزلت على / ثرى الارض فامتدت الى الوعر والسهل
أذكى القلوب أسى أبكى العيون دماً
أذكى القلوب أسى أبكى العيون دماً / خطبٌ وجدناك فيه يشبه العدما
افراد عقد المنى منّا قد انتثرت / وعقد عروتنا الوثقى قد انفصما
شكاتنا فيك يا فخر العلى عظمت / والرزء يعظم فيمن قدره عظما
طوقت من نائبات الدهر مخنقة / ضاقت عليك وكم طوقتنا نعما
وعاد كونك في دكان قارعة / من بعد ما كنت في قصر حكى ارما
صرفت في آلة الصواغ أنملة / لم تدر الا الندى والسيف والقلما
يَدُ عهدتك للتقبيل تبسطها / فتستقلّ الثريا أن تكون فما
يا صائغاً كانت العليا تصاغ له / حلياً وكان عليه الحلي منتظما
للنفخ في الصور هول ما حكاه سوى / هول رأيناك فيه تنفخ الفَحَمَا
وددت اذ نظرت عيني اليك به / لو أن عيني تشكو قبل ذاك عمى
ما حطَك الدهر لما حطّ من شرف / ولا تحيف من أخلاقك الكرما
لُح في العلى كوكباً ان لم تلُح قمراً / وقم بها ربوة ان لم تقم علماً
واصبر فربتما أحمدت عاقبة / من يلزم الصبر يحمد غبّ ما لزما
واللَه لو أنصفتك الشهب لانكسفت / ولو وفي لك دمع المزن لانسجما
بكى حديثك حتى الدر حين غدا / يحكيك رهطاً والفاظا ومبتسما
وروضة الحسن من ازهارها عريت / حزناً عليك لأن اشبهتها شيما
بعد النعيم ذوى الريحان حين رأى / ريحانك الغضّ يذوى بعد ما نعما
لم يرحم الدهر فضلاً أنت حامله / من ليس يرحم ذاك الفضل لارحما
شقيقك الصبح ان أضحى بشارقةٍ / وأنت في ظلمة فالصبح قد ظلما
تنشق رياحين السلام فانما
تنشق رياحين السلام فانما / أفض بها مسكاً عليك مختما
وقل لي مجازا ان عدمت حقيقة / لعلك في نعمى فكم كنت منعما
أفكر في عصر مضى لك مشرقاً / فيرجع ضوء الصبح عندي مظلما
وأعجب من أفق المجرة اذ رأى / كسوفك شمساً كيف أطلع أنجما
لئن عظمت فيك الرزية اننا / وجدناك منها في المزية أعظما
قناة سعت للطعن حتى تقصّدت / وسيف أطال الضرب حتى تثلما
وطود غريب في الشواهق أمره / بنى كلَّة من فوقها وتهدما
منأبته زادت على النبع بالجنى / فإذ عريت عادت مع النبع أسهما
بكى آل عباد ولا كمحمد / وأولاده صوب الغمامة اذ همى
حبيب الى قلبي حبيب لقوله / عسى وطن يدنو بهم ولعلما
صباحهم كنا به نحمد السرى / فلما عدمناهم سرينا على عمى
وكنا رعينا العز حول حماهم / فقد اجدب المرعى وقد أقفر الحمى
وقد ألبست أيدي الليالي قلوبهم / مناسج سدى الغيث فيها وألحما
قصور خلت من ساكنيها فما بها / سوى الأدم تمشي حول واقفة الدمى
يُجيبُ بها الهامَ الصدى ولطالما / أجاب القيانُ الطائر المترنما
كأن لم يكن فيها أنيس ولا التقى / بها الوفد جمعاً والخميس عرمرما
ولا حلت الآمال فيك ثباثبا / فقامت اليها المكرمات لما لما
ولا اخضر وض في رباها فخلته / توشح منهم لا من النور أنعُما
ولا انعطفت فيه الغصون فعانقت / وشيجاً بأيدي الدارعين مقوما
ولا حسبت بيضُ الظبى من فرندها / سوالف بات الدرّ فيها منظما
ولم تخفق الرايات فيه فاشبهت / قوادم طير في ذرى الجو حُوَّما
ولا جرّ فيها صعدة الرمح خلفه / فتاها فقلت الصلّ أتبع ضيغما
ولم يصدع النقع المثار سنانه / كما صدع الظلماء برق تضرّ ما
ولا صورت في جسمه الدرع شكلها / فأشبه مما صوَّرت فيه أرقما
جرى القدر الجاري الى نقض أمره / فعاد سحيلا منه ما كان مبرما
مؤيد لخم هل تؤمل رجعة / فكم أمل أضحى الى النجم سلما
حكيت وقد فارقت ملكك مالكاً / ومن ولهي أحكى عليك مُتمما
مصاب هوى بالنيرات من العلى / ولم يبق في ارض المكارم معلما
تضيق عليَّ الارض حتى كأنما / خُلقت واياها سواراً ومعصما
ندبتك حتى لم يُخل لي الأسى / دموعاً بها أبكي عليك ولا دما
واني على رسمي مقيم فان أمُت / سأترك للباكين رسمي موسما
بكاك الحيا والريح شقت جيوبها / عليك وناح الرعد باسمك معلما
ومزق ثوب البرق واكتست الدجى / حداداً وقامت أنجم الليل مأتما
وحار ابنك الاصباح وجدا فما اهتدى / وغار اخوك البحر غيظاً فما طما
وما حلّ بدر التم بعدك داره / ولا أظهرت شمس الظهيرة مبسما
قضى اللَه أن حطوك عن ظهر أشقرٍ / أشمَّ وأن أمطوك أشام أدهما
قيودك ذابت فانطلقت لقد غدت / قيودك منهم بالمكارم ارحما
عَجِبتُ لأن لان الحديدُ وان قسوا / لقد كان منهم بالسريرة أعلما
سينجيك من نجّى من الجب يوسفا / ويأويك من آوى المسيح بن مريما
يا ذا الذي هز أمداحي بحليته
يا ذا الذي هز أمداحي بحليته / وعزه أن يهزّ المجد والكرما
واديك لازرع فيه اليوم تبذلُه / فخذ عليه لأيام المنى سَلما
رضى المتوكل فارقُته
رضى المتوكل فارقُته / فلم يرضني بعده العالم
وكانت بطليوس لي جنةً / فجئت بما جاءه آدم
يجري النهار إلى رضاك وليله
يجري النهار إلى رضاك وليله / وكلاهما متعاقب لا يسأم
فكأنما الاصباح تحتك أشقرُ / وكأنما الاظلام تحتك أدهم
وكأن خاطفة البروق قد التظت / صفحات سيفك قد علاهَن الدمُ
تهوى قناك الطير فهي وراءها / تهوى لتبصر حين تطعن تطعم
والخيل كانت تستريح من السُّرى / لو لم يكن فوق البسيطة مجرم
ومنها نفر إلى ماء السماء نماهم / نسب على اوج النجوم مخيم
بالبيض والبيضات والخلق اكتسوا / فتوشحوا وتتوجوا وتعمموا
بلغت الى السمع الأصم صفاتهم / وأبان فيهن اللسان الاعجم
وسعودهم تثنى الأعنة عنهم / ان السعود كتائبٌ لا تهزم
وداعٌ ولكني أقول سلام
وداعٌ ولكني أقول سلام / وللنفس في ذكر الوداع حِمام
أخادع نفساً ان تحققتِ النوى / فليس لها بين الضلوع مقام
قد ائتلفت أهواؤها بك جملة / كما ائتلفت في وكرهن حمامُ
وشقت على النصح المبين جيوبها / كما شققت عن زهركن كمام
أكرر لحظي في محياك انه / لنور الهدى فيه عليك قسام
وأحمد من تقبيل كفيك سؤدداً / على عاتق الجوزاء منه حسام
أملبسي النعمى قديما ومثلها / حديثاً وأحداث الزمان عظام
لأجلستني حتى اتكأت ولم تزل / تدل على المولى الكريم
عسى عند حمل العيس رحلي في غد / يهيأ عن زادي لديك طعام
وميلي الى الطاهي وطيب ارادةٍ / ليثبت لي في وصف ذاك كلام
وكيف أزيد المجد صحب محاسن / سهرت لها والعالمون نيام
يا مَن عليه من المكارم والعُلى
يا مَن عليه من المكارم والعُلى / بُردٌ بتطريز المحامد
هل نظرة ترسى اليّ وعطفةٌ / تندى عليّ ورأفة تترحم
وعسى أراك بحيث ينبعث الندى / فلقد رأيتك حيث ينبعث الدم
قد كنت في أرض الوغى أجني الردى / وأنا بروض الجود لا أتنسّم
ما كان بين يديك غيري والظبى / متلفعاتٌ والقنا يتحطم
قد رشتني سهما فرشني طائراً / وكما نفدت فانني أترنم
وفي القيظ ما يدعو البياض للابس
وفي القيظ ما يدعو البياض للابس / يكون به بردٌ له وسلام
لبستُ سواداً والجميع مبيض / كأني غرابُ والانام حمام
الا يا بن معنٍ ما لمجدك غايةُ / ولا لمكان أنت فيه مرام
قد اتفقت فيك المكارم كلّها / فلم يبق في شرع الكرام كلام
يوم كحاشية الرداء المعلم
يوم كحاشية الرداء المعلم / أوفى بسر مسرةٍ لم تكتم
شاهدتهُ وكأنه من روضةٍ / وكأنني من طائرٍ مترنم
إن تكن تبتغي القتال فدعني
إن تكن تبتغي القتال فدعني / عنك في حومة القتال أحامي
خذ جناني عن جنة ولساني / عن سنانٍ وخاطري عن حسام
جزعتُ لهم بالجزع اذ نذروا دمي
جزعتُ لهم بالجزع اذ نذروا دمي / على نظرة كانت بغير توهم
حموا نظري ما في الخدود من الجنى / وقد أخذوا ما في الترائب من دمي
فردوا علي الأرض حلقة خاتم / باعراضهم ودارة درهم
وعهدي بهم الكثيب وخدرهم / يشير بعَناب اليَ وعندم
يا قطني درَّ الحديث وذوبه / عقيق مذاب في الدماء من الدم
وفود يقودون العراب وتحتهم / كرائم من رهطي جديل وشذقم
يغير على زرق المياه وقد رنت / اليها عيون الزرق من كل لهذم
وترعى ربيعا للصوارم حوله / رياض بما فيها من الدهر تحتمي
وفي سدرة الوادي من الحي شادن / ربيب ولكن في عرينة ضيغم
يدير علي الراح من لحظ ناضر / ويمنعنيها من ثنيّة مبسم
مشى في موشىً عبقريّ كأنه / طراز الصبا منه بخّدٍ منعّم
ومال على كافورة من بنانه / لها منبت بين الوشيج المقدم
حبيب لو انّ الحسن شِعرٌ لما غدا / مديح حبيب أو تغزل مسلم
فيه انتما من صبابتي / ومن رميه نحوى لمقلة مرتمي
رماني بعينيه وثنى بسهمه / فأثبت في قلبي ثلاثة أسهم
وما أنس لا أنس الخيال الذي سرى / سرى البرق في داج من الليل مظلم
أتى بهدياتٍ فما مدّ راحةً / وادى رسالاتٍ ولم يتكلم
لثمت الثرى حيث استقلت بي الخُطى / فلافحني عن ردع مسك مختم
وأملت تسليما عليه فقيل لي / على الشمس عن إذن الكواكب سلّم
ومَن لم يسلم في الديانة والدُّنا / الى ناصر الأنصار ليس بمسلم
همام تبيت المأثرات همومه / فيصبح منها بين مغنىً ومغنم
بعيد حدود الفضل لاصفةً له / سوى انه من جوهر متجسّم
صفا فلوان الشمس تُعطي شعاعه / لما احتجبت في ليل أريد أقتم
ورقّ فلولا ان فيه جزالة / من الباس لاستنشقته في التنسم
كأنّ سجاياه ربيع مفوّق / تفتح عن زهر نضير منعم
كأنّ تخاطيط الحياة بخدّه / حواشي رداء مذهب النسج معلم
كأنّ سنا مرآه في جود كفّه / سنا الشمس في حِبَا الغيث ينهمي
كأنّ الذي في نوره من تلألؤٌ / شقيق الذي في ناره من تضرم
كأنّ تواقيع الرضا بعد سخطه / مواقع مزنٍ في عواقب صيلم
كأنّ مذاقيه ليانا وشدة / حلاوة شهد في مرارة علقم
كأنّ لدى هيباته وهِباته / جنى جنةٍ محفوفةٍ بجهنم
كأنّ ثبوت الراسيات ثبوته / اذا خفّ من خوف الردى كل محجم
كأنّ أديم الأرض راحة كفّه / وفي بسطها قبض على كل مجرم
اذا ضلّ أملاك الزمان فانه / الى رشده اهدى من اليدِ للفمِ
يزف الى الأعداء من حومة الوغى / عروس خمار عطرها عطر منشم
ويركب في أوحالها ظهر شيظم / فيحملهم منهم على ظهر شيهم
فيرجوه حتى الطير مما تعودت / بلحم عداه مطعما بعد مطعم
نفى العدم حتى ردّ كل مكانةٍ / واغرب من عنقائها شخص معدم
لك المنشآت الجاريات كأنها / ضواري شواهين على الماء حوم
فظلّت بها بين النواظر والكرى / فمن محرم يسري الخيال لمحرم
حمدنا لها فضل التأخر انه / يقال يكون الفضل للمتقدم
أقامت عذاري بالعذارى حواملاً / ولم تر الا أن تجيء بتوأم
هي الغيد وافت منك في الصدِّ عيدها / فمن موسم في موسم طيّ موسم
محاسن اثار لو تمثلت / بمثل شجي كان عدة أرهم
بنفسي وأهلي جيرة ما استعنتهم
بنفسي وأهلي جيرة ما استعنتهم / على الدهر الا وانثنيت معانا
أراشوا جناحي ثم بلّوه بالندى / فلم أستطع من حيّهم طيرانا