القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : طَلائِع بن رُزِّيْك الكل
المجموع : 92
وفاتر الطرف في الخد الأسيل له
وفاتر الطرف في الخد الأسيل له / ورد جني حمته أسهم المقلِ
نهبته بفمي نشا وقد غفلت / عين الرقيب وكلت ألسن العذل
وخاف أن يفطن الواشي بنا وبه / فعاد يخلف ما قد مَّن بالخجل
إن مال عني فقد مال النعيم وإن / يمل إلي أجده غاية الأمل
هابت سطاي ليوث الغاب غادية / ورحت من لحظات الظبي في وجل
فرجت ضنك الوغى في كل معركة / بحد سيفي وضاقت في الهوى حيلي
النار بين ضلوعي
النار بين ضلوعي / وأنا غريق في دموعي
كأني فتيلة قنديل / أموت غريق وحريق
وإذا تشب النار بين أضالعي
وإذا تشب النار بين أضالعي / قابلتها من عبرتي بسيول
فانا الحريق بل الغريق أموت في / هذا وذا كذبالة القنديل
تجنب سمعي ما يقول العواذل
تجنب سمعي ما يقول العواذل / وأصبح لي شغل من الغزو شاغل
لا تعذلني انني لا أقتفي
لا تعذلني انني لا أقتفي / سبل الضلال لقول كل عذول
عند التباهل ما علمنا سادساً / تحت الكسا منهم سوى جبريل
بهم باهل اللّه أعداءه
بهم باهل اللّه أعداءه / وكان الرسول بهم باهلا
وهذا الكتاب واعجازه / على من وفي بيت من أنزلا
كأني إذ جعلت اليك قصدي
كأني إذ جعلت اليك قصدي / قصدت الركن والبيت الحرامِ
وخيل لي بأني في مقامي / لديه بين زمزم والمقام
ايا مولاي ذكرك في قعودي / ويا مولاي ذكرك في قيامي
وأنت إذا انتبهت سير فكري / كذلك أنت انسي في منامي
وحبك ان يكن قد حل قلبي / ففي لحمي استكن وفي عظامي
فلولا أنت لم تقبل صلاتي / ولولا أنت لم يقبل صيامي
عسى أسقى بكأسك يوم حشري / ويبرد حين أشربها أُوامي
نحن في غفلة ونوم وللمو
نحن في غفلة ونوم وللمو / ت عيون يقظانة لا تنام
قد رحلنا إلى الحِمام سنينا / ليت شعري متى يكون الحِمام
تقول ولكن أين من يتفهم
تقول ولكن أين من يتفهم / ويعلم وجه الرأي والرأي مبهمُ
وما كل من قاس الأمور وساسها / يوفق للأمر الذي هو أحزم
وما أحد في الملك يبقى مخلداً / وما أحد مما قضى اللّه يسلم
أمن بعد ما ذاق العِدى طعم حربكم / بغيهم وكانت وهي صاب وعلقم
رجعتم إلى حكم التنافس بينكم / وفيكم من الشحناء نار تضرم
أما عندكم من يتقي الله وحده / أما في رعاياكم من الناس مسلم
تعالوا لعل اللّه ينصر دينه / إذا ما نصرنا الدين نحن وأنتم
وننهض نحو الكافرين بعزمة / بأمثاله تحوي البلاد وتقسمُ
أقسمت بالجود منا انه قسمُ
أقسمت بالجود منا انه قسمُ / وبالمودة منكم انها رحمُ
إنا لنحفظ فيكم مع بعادكم / شريعة سنها في ديننا الكرم
وكلما رام واش نقض مذهبها / أضحت تأكده الأخلاق والشيم
لسنا كقوم ولا نزري على أحدٍ / ولوا فلما رجوتم عدلهم ظلموا
بعلمنا قد حكمنا في اخائكم / دهراً وما حكموا فيكم بما علمُوا
لم يعرفوا لكم قدراً وإن كرمت / أخلاقهم وعرفنا قدر فضلكم
وليس ذاك لشيء غير انهم / بالطبع لا تنفق الآداب عندهمُ
والعرب أقتل داء يهلكون به / أن تملك الحكم في أعناقها عجم
ترفعت بك مجد الدين همة من / نجومه في سموات العلى الهمم
إذا تأخرت الآداب وامتنعت / تقدمت لك في احرازها قدم
وإن نظمت قريضاً في مكاتبة / فالبحر ما زال منه الدر ينتظم
لله كتب توالت ضمنها درر / من بحر علمك قالوا انها كلم
يقلُّ في فضلها أمثالها فإذا / تلوتها فهي الأمثال والحكم
سألت ما قد أجبناه وما برحت / قصادنا في الذي تحويه تحتكم
إن أمسك الغيث فانظر ما تجيء به / أنواؤنا فهي مهما شأتها ديم
ولو حللت بوادينا على وجل / أيقنت من غير شك انه الحرم
والأرض ما برحت مثل الرجال برى / من الرجال لها الاثراء والعدم
كذاك إن قلَّ حظ الود عندكم / فالحظ كالرزق ما بين الورى قِسم
يا غائبين وقد أضحت منازلهم / صدورنا هل علمتم انها حرم
قولوا لنا هل وجدتم مع جفائكم / رحابها اليوم أحمى أم حصونكم
بالسهل منها اعتصمتم عن معاندكم / والناس من قبل بالأجيال تعتصم
قالوا المعارف في أهل النهى ذمم / وقد غدا بيننا العرفان والذمم
وما نلط بدين تدعون به / حتى يخلصه السلطان والحكم
بل عندنا إن سألتم واثقين بنا / في حاجة نعم جوابها نعمُ
بعدتم ومنانا الان قربكم / فكيف يعتادنا في ودكم سأم
لو أبصرت لا رأت سوءاً عيونكم / جوارحي اليوم فيكم وهي تختصم
تقول عيني لقلبي قد ظفرت بهم / دوني ومالك مثلي أدمع سجم
وقول قلبي لعيني إن حظيت بهم / مع بعدهم فلي الأشواق والألم
إذا رأيت مليكاً ظل يملكه / وفاؤه وبنو الدنيا له خدم
الا هكذا في الله تمضي العزائم
الا هكذا في الله تمضي العزائم / وتمضي لدى الحرب السيوف الصوارمُ
وتستنزل الأعداء من طود عزهم / وليس سوى سمر الرماح سلالم
وتغزي جيوش الكفر في عقر دارها / ويوطا حماها والأنوف رواغم
ويوفي الكرام الناذرون بنذرهم / وإن بذلت فيه النفوس الكرائم
نذرنا مسير الجيش في صفر فما / مضى نصفه حتى انثنى وهو غانم
بعثناه من مصر إلى الشام قاطعاً / مفاوز وخد العيس فيهن دائم
وناهيك من أرض الجفار إذا التضى / بجنبيه مشبوب من القيظ جاحم
وصارت عيون الماء كالعين عزة / إذا ما أتاها العسكر المتزاحم
فما هاله بعد الديار ولا ثنى / عزيمته جهد الظما والنسائم
يهجر والعصفور في قعر وكره / ويسري إلى الأعداء والنجم نائم
إذا ما طوى الرايات وقت مسيره / غدت عوضاً منها الطيور الحوائم
تباري خيولاً ما تزال كأنها / إذا ما هي انقضت نسور قشاعم
فإن طلبت قصداً تساوين سرعة / قوادمها في جوها والقوائم
هي الدهم ألواناً وصبغ عجاجة / فإن طلبت أعداءها فالأداهم
تصاحبها علماً بأن سوف نفتدي / بها ولها في الكافرين مطاعم
كما أن وحش القفر ما زال منهم / مدى الدهر أعراس لهم وولائهم
خيول إذا ما فارقت مصر تبتغي / عدا فلها النصر المبين ملازم
يسير بها ضرغام في كل مأزق / وما يصحب الضرغام الا الضراغم
ورفقته عين الزمان وحاتم / ويحيى وإن لاقى المنية حاتم
مضى طاهر الأثواب من كل ريبة / شهيداً كما تمضي السراة الأكارم
هنيئاً له يسقى الرحيق إذا غدت / تحييه في الخلد الحسان النواعم
ولو أننا نبكي على فقد هالك / لقلت له منا الدموع السواجم
ولكننا بعنا الإله نفوسنا / ورحنا وما منا على البيع نادم
تهون علينا أن تصاب نفوسنا / إذا لم تصبنا في الحياة المآثم
وما خام إذ لاقى همام وصنوه / عشية أصوات الرجال هماهم
وبرقية شاموا السيوف فلم يعش / لبارقها في ساحة الشام شائم
وأفناء جند لو توجه جمعهم / لرومية جالت عليها المقاسم
وجمع مماليك بأفعالنا اقتدوا / فكلهم بالطعن والضرب عالم
وسنبس قد شادوا المعالي بفعلهم / وليس لهم الا العوالي دعائم
ووثعلبة أضحوا بنا قد تأسدوا / فما لهم في المشركين مقادم
وإن جذاماً لم يزل قط منهم / قديماً لحبل الكفر بالشام جاذم
جيوش أفسدناها اعتزاماً ونجدة / فظاعننا منهم ومنا العزائم
إذا ما أثاروا النقع فالثغر عابس / وإن جردوا الأسياف فالثغر باسم
ولما وطوا أرض الشأم تحالفت / فآضت جميعها عربها والأعاجم
وواجهتهم جمع الفرنج بعملة / تهون على الشجعان منها الهزائم
فلقوهم زرق الأسنة وانطووا / عليهم فلم ينجم من الكفر ناجم
وما زالت الحرب العوان أشدها / إذا ما تلاقى العسكر المتصادم
يشبههم من لاح جمعهم له / بلجة بحر موجها متلاطم
وحسبك أن لم يبق في القوم فارس / من الجيش الا وهو للرمح حاطم
وعادوا إلى سل السيوف فقطعت / رؤس وحزت للفرنج غلاصم
فلم ينج منهم يوم ذاك مخبر / ولا قيل هذا وحده اليوم سالم
كذلك ما ينفك تهدي إلى العدا / وللوحوش أعراس لهم ومآتم
وتسري لهم آراؤنا وجيوشنا / بداهية تبيض منها المقادم
نقتلهم بالرأي طوراً وتارة / تدوسهم منا المذاكي الصلادم
وما العازم المحمود الا الذي يرى / مع العزم في أحواله وهو حازم
وقد غرق الكفار منه بقطرة / سحاب انتقام عندنا متراكم
فكيف إذا سالت عليهم سيولنا / وجاشت لنا تلك البحار الخضارم
وما نحن بالاسلام للشرك هازم / ولكننا الايمان للكفر هادم
فقولوا لنور الدين لا فل حده / ولا حكمت فيه الليالي الغواشم
تجهز إلى أرض العدو ولا تهن / وتظهر فتوراً إن مضت منك حارم
فما مثلها تبدي احتفالاً به ولا / تعضُّ عليها للملوك الأباهم
فعندك من الطاف ربك ما به / علمنا يقيناً انه لك راحم
أعادك حياً بعد أن زعم الورى / بأنك قد لاقيت ما اللّه حاتم
بوقت ناب الأرض ما قد أصابها / وحلت بها تلك الدواهي العظائم
وخيم جيش الكفر في أرض شيزر / فسيقت سبايا واستحلت محارم
وقد كان تاريخ الشأم وهلكه / ومن يحتويه انه لك عادم
فقم واشكر اللّه الكريم بنهضة / اليهم فشكر اللّه للخلق لازم
فنحن على ما قد عهدت نروعهم / ونحلف جهداً أننا لا نسالم
وغاراتنا ليست تفتر عنهم / وليس ينجي القوم منها الهزائم
وأسطولنا أضعاف ما كان سائراً / اليهم فلا حصن لهم منه عاصم
ونرجو بأن نجتاح باقيهم به / وتحوي الأسارى منهم والغنائم
على اننا نلنا من المجد ما به / نفاخر أملاك الورى ونقاوم
ولكننا نبغي المثوبة جهدنا / وطاقتنا واللّه معطٍ وحارم
ونختم بالحسنى الفعال وانما / تزين أعمال الرجال الخواتم
لولا قوامك يا قضيب البان
لولا قوامك يا قضيب البان / لم يحسن القضبان في الكثبان
ولو أن ريقك لم يذقه ذائق / ما طاب طعم الماء للعطشانِ
فإنه العذول عن الملام وقل له / إن الملام عن السلو نهاني
والحب لا بالرأي ينجو هارب / منه ولا بشجاعة الشجعان
هما بخصر كان لولا لينه / ينقذ تحت معاقد الهميان
وبسحر أجفان سرا فينا ولم / نعلم كسري النوم في الأجفان
إن قال قد لاحت عذاراه على / وجناته وهما لنا غدران
أو كان يوسف أولاً في عصره / لا في ملاحته فهذا الثاني
أو حالف الأحزان يعقوب به / ذنا الكريم بحالف الاحسان
أنهبت من يرجو ندى كفي ما / أنهبت خيلي من ذوي التيجان
وجعلت ملكي دون ملكي جنة / يحيه حسد نوائب الحدثانِ
والعز ليس يحل في أوطانه / حتى يحل المال دار هوان
عملت خيلي حين رضتُ حسامها / أن تهتدي بكواكب الخرصان
وسلكت في حربي ثلثة أنصل / من عزمتي ومهندي ولساني
وتحقق الأعداء إذ واجهتهم / أن ليس حصني غير ظهر حصاني
لو لم يكن لي مفخراً أسمو به / الا ولائي للنبي كفاني
قال النبي لنا الكتاب وعترتي / من أهل بيتي ليس يفترقان
أبدا كأنهما إلى أن يأتيا / حوضي وضم بنانه هاتان
وبحسب حبهم قديماً أنهم / عرف النفاق به من الايمان
وإذا روى قوم فضائل غيرهم / رويت فضائلهم من القرآن
جهلوا فظنوا انهم كسواهم / حتى آتى الفرقان بالفرقانِ
يا أيها الانسان إن تك جاهلاً / فسأل بهم هل أتى على الانسان
ما يستوي من يعبد الأوثان ان / أنصفتهم ومكسر الأوثان
كلا ولا من لا يجيب مسائلاً / عن مشكل ومكلم الثعبان
كم بين مختلفين في حاليهما / في سائر الأوقات والأزمان
هذا يعاذ به من الشيطان إذ / يعتاذ ذا مس من الشيطان
وبيوم خيبر إذ تقهقر أول من / حومة الموت الزؤام وثاني
لم يخف فضل الأرمد العينين / في غمراته عمن له عينان
ما كان في أقرانه منذ الصبا / أحد سواه مبارز الأقران
أيام عمر العامري مجهز / في الصف يقدم أوَّل الفرسان
أفغيره منهم يقول كقوله / إن كان يسمع من له أذنان
اللّه ربي ما عبدت سواه / في عصر الصبا ومحمدَّ رباني
تالله ما أصهاره ونساؤه / يوم الفخار وأهله سيان
أولاهم بالمصطفى في الناس / من هو دونهم والمصطفى اخوان
ما بأهل المختار أهلا خلافه / في دينه بفلانة وفلان
كلا ولا صلى وتلك وغيرها / معه بجنح الليل في الأردان
ما كان إلا المرتضى في المرط / بالاجماع والزهراء والسبطان
أفخرتم بالغار لما حله معه / امرؤ في صفه وأمان
ونسيت من بات فوق فراشه / منعرضاً لشفار كل يمان
ما كانت الشورى التي قد لفقت / أخبارها بالزور والبهتان
إلا كيوم بالسقيفة شيدت / فيه مباني الظلم والعدوان
يتمسكون لهم ببيعة فلتة / وبها نقضتم بيعة الرضوان
ورويتم أن الوصي أجابهم / كرهاً ولم يقدر على العصيان
والطهر فاطمة يشال لبيتها / من أجله قبس برأس سنان
أفمنقذ لهم من النيران من حملوا / إلى ابنته لظى النيران
جهلوا ودين الجاهلية فيهم / باق فظنوها من القربان
وأتى ابن هند بعدهم فأثار / ما أخفوا من الأحقاد والأضغان
وغدا ينازعهم يزيد كأنما / ورث الخلافة من أبي سفيان
واذكر ألال القوم إذ فعلوا بهم / أضعاف ما فعلوا بني مروان
لا حرمة الايمان راعوها ولم / يوفوا بما شرطوا من الايمان
ولو أنهم كانوا نصارى عظموا / قدر الذين لقوا من الرهبان
وبنو النبي المصطفى أعضاؤه / فيكم فعدوها من الصلبان
أو مثل حافر عير عيسى أنهم / جعلوه قبلتهم بكل مكان
لا تبك للجيرة السارين في الظعن
لا تبك للجيرة السارين في الظعن / ولا تعرج على الأطلال والدمن
فليس بعد مشيب الرأس من غزل / ولا حنين إلى إِلف ولا سكنِ
وتب إلى الله واستشفع بخيرته / من خلقه ذي الأيادي البيض والمنن
محمد خاتم الرسل الذي سبقت / به بشارة قسَّ وابن ذي يزن
وأنذر النطقاء الصادقون بما / يكون من أمره والطهر لم يكن
الكامل الوصف في حلم وفي كرم / والطاهر الأصل من دان ومن درن
ظل الإِله ومفتاح النجاة وينبو / ع الحياة وغيث العارض الهتن
فجعله ذخرك في الدارين معتصماً / له وبالمرتضى الهادي أبي الحسن
وصيه ومواسيه وناصره / على أعاديه من قيس ومن يمن
ذاك الذي طلق الدنيا لعمري عن / زهد وقد سفرت عن وجهها الحسن
وأوضح المشكلات الخافيات وقد / دقت على الفكر واعتاضت على الفطن
أليس في هل أتى ما يستدل به / من كان لا يتعدى واضح السنن
وقصة الطائر المشوي قد كشفت / عن كل قلب غطاء الرين والظنن
في يوم بدر وأحد والمذاد وفي / حنين أو خيبر هل كان ذا وهن
ومن تفرد في القربى وقد حسنت / أفعاله فغدت تاجاً على الزمن
أوصى النبي إليه لا إلى أحدٍ / سواه في خم والأصحاب في علن
فقال هذا وصي والخليفة من / عدي وذو العلم بالمفروض والسنن
قالوا سمعنا فلما أن قضى غدروا / والطهر أحمد ما واروه في الجبن
ثم اقتفى فعله الثاني ودام على / الاغضاء عن حقه خوفاً من الفتن
وجاء بالظلم والعدوان ثالثهم / والدين من فعلهم ذو مدمع هتن
وعاد زوج البتول الطهر فاطمة / أخو النبي يرى في زي ممتهن
وأظهروا في الحقد في آل الرسول فما / تطوى جوانحهم إلا على أحنِ
حتى لقد حملوهم في زمان بني / أمية فوق حد الصارم الخشن
لأن عداني زماني عندهم فلقد / ذممت لما عداني عنهم زمني
يا حر قلبي على قتل الحسين ويا / لهفي ويا طول تعدادي ويا حزني
لهفي على الأنجم الزهر التي أفلت / وأبعدتها بنو حرب عن الوطن
سبوا حريم رسول الله بل طعنوا / فيه بهم بأنابيب القنا اللدن
لهفي على عصب بالطف ظامية / نالت من القتل فيم أعظم المحن
وآل حرب لهم صفو الفرات ولم / يسمح لهم بشراب الآجن الاسن
أشهى إلي من المحيى الممات إذا / ذكرت مصرعهم واعتارني حزني
لما تذكرت إذ سألت دماؤهم / على النحور مضى صبري وودعني
ظالمت صبري فهل يا قوم ينشده / لي ناشد وله يا قوم ينشدني
يا أمة عدمت أخلاقها سفها / فالغدر كان بها يجري مع اللبن
غرقتم في بحار الغي يقذفكم / إلى الجحيم وخيبتم عن السفن
غوصتموني عن آل الرسول أسىً / فصرت فيهم حليف الوجد والحزن
فالوجد مني لا يفنى تضرمه / عليهم أبداً والدمع لم يخن
أغريتموني بأن أبدي مقابحكم / وأن أردي إليكم أظهر الجنن
يكفيكم أن أجزتم ظلم فاطمة / وقتلكم للحسين الطهر والحسن
وقاتل ابن البتول الطهر فهو كمن / عدا لها غاصباً في أول الزمن
فما عدا ابن زياد ظلم أولكم / بل اقتدى حين أجراه على سنن
قلبي بحبي لأهل البيت مرتهن / وبالطغاة فقلبي غير مرتهن
إذا سمعت بقوم ينتمون لهم / يهزني الشوق هز الريح للغصن
هنتم غداة جعلتم في معاوية / حتى الوصي فأما الحق لم يهن
أنا ابن رزيك لا أبغي بهم بدلاً / حتى أوسد في لحدي وفي كفني
هل منصف باللطف يسليني
هل منصف باللطف يسليني / عن روضتي ورد ونسرين
ولا يلمني فإني امرء / وجدت فرط اللوم يغريني
بي واحد الحسن يرى عدله / في واحد بالحب مفتون
ينصفني فهو إذا زرته / أوزار أرضيه ويرضيني
يميتني بعدي عنه كما / أن اقترابي منه يحييني
فناظري لا تنثني عن رشا / مبارك الطلعة ميمون
أرديت بالسيف أسود الوغى / وهو بسحر اللحظ يرديني
لقد برى جسمي حتى رآ / ني الناس في هيبة محزون
ما صاح كم أظمأني مورد / همت ببدر فيه مكنون
واقترن القلب بكل الأسى / وصاحب بالحسن مقرون
كأنما صوَّر من لؤلؤ / والناس إلا من هو من طين
لو شيم منه ساعة منه ما / قبلت فيها ملك قارون
ولو رضيت الأرض جمعاً به / رجت في صفقة مغبون
فكل لب في هواه معي / ما بين مكفول ومضمون
لا أنثني عنه إلى غيره / إلا لقوم حبهم ديني
أبيت إلا إذ أرى مادحاً / لآل ياسين وطاسين
لساني الصارم في نصرهم / يقرع هامات الشياطين
ولاؤهم يلقي صروف الردى / عني إذا ناديتهم دوني
أقسمت لا مال بقلبي الهوى / إلا إلى الغر الميامين
رآني في البيض الوجوه الأُلى / فاقوا الورى الشم العرايين
قلت لمن قد لامني فيهم / لا لوم عندي للمجانين
أنا ابن رزيك ولي لمن / رتبته رتبة هارون
فهو لسان الصدق ميزان حكم / اللّه ما بين الموازين
نهج العلى الهادي الذي حبه / سفينة في الحشر تنجيني
من أمره بين الندى والردى / قد كان بين الكاف والنون
حرب لمن جَنَّب عن حبه / أرميه عن قوسي ويرميني
ممن تمشوا في ضلالاتهم / لسكرهم مشي الفرازين
واللّه من يطفيء أنواره / تظهر في أكمل تكوين
قد أهل الرحمن جل اسمه / لبيتكم خدمة جبرين
في كل حين لكم ناصر / مني لا يفشل في حين
كأنما ذكركم في الورى / أريج أنفاس الرياحين
وكل من قاس بكم غيركم / في الفضل مسكين المساكين
وليكم يا أهل بيت الهدى / في الخلق ذو عز وتمكين
عاومكم ينظر من زهرها / أنضر من زهر البساتين
فنحن في فتح ميادينها / ترتع في ملك الميادين
إن حتم الشعر فقد صيرت / فيكم من المدح دواوين
لا زال في أعدائكم منصلي / ينهل في طلس السراحين
يا راكباً قطع القرينا
يا راكباً قطع القرينا / بالعيس إذ تشكو البرينا
متوجهاً لمحلة بالشام / يلتمس القطينا
بلغ رسالة مؤمن / تسعد بها دنيا ودينا
في كربلا ثوى ابن بنت / رسول رب العالمينا
قف بالضريح وناده / يا غاية المتوسلينا
يا عروة الدين المتين / وبحر علم العارفينا
يا قبلة للأولياء / وكعبة للطائفينا
مولاي جسمك ضرجَّته / دماً سيوف القاسطينا
لهفي عليك وحسرتي / تبقى على مر السنينا
يا من مكان جلاله عند / الاله يرى مكينا
يا من أقر بفضله أهل / العداوة مذعنينا
من أهل بيت لم يزالوا / في البرية محسنينا
وبودهم ننجو على متن / الصراط إذا وطينا
أو ما بجدك سيد / الثقلين قاطبة هدينا
من بعد موردنا شريعة / ورده ما أن ضمينا
هل غيره قد كان يدعى / الصادق البر الأمينا
وهو السعادة إن بعدنا / عن منازلها شقينا
ما إن توسلنا به في / الجدب نلقاه سقينا
وإذا ذكرناه على ألمٍ / ألم بنا شفينا
أو كان غير أبيك يدعى / الانزع الهادي البطينا
ما الروضة الغناء أضحت / مثل علم أبيك فينا
أنا فيك قد كحل السهاد / فلم تنم مني الجفونا
ولقد أكاد أذوب من / أسف يأوبني فنونا
وأردد الترجيع في / فكري وأردفه أنينا
ويكاد مني الصخر من / حزني عليكم أن يلينا
إن الذي يرضيه قتلك / حائزاً طرفاً سخينا
يقتادني لك زفرة يمسي / بها قلبي رهينا
يا أهل بيت المصطفى / أصبحتم النور المبينا
واللّه ليس يحبكم مث / لي يسينا لن تمينا
كم ليلة سمع العدى / مني بمدحكم رنينا
فنأوا كما ينأى الغريم / غداة يستقصي ديونا
ولقد جعلت عليَّ من / نفسي بحبكم ضمينا
إن الإِله أعزني بكم / وأقسم لن أهونا
وإذا طما بحر / المخاوف كان ودكم سفينا
وأرى يقيني فيكم / مستنفذي حقاً يقينا
أسخنت من أعدائكم / ومن استمال لهم عيونا
وكسبت من ثقتي بكم / يا سادتي عزاً مصونا
وتواترت نعم الاله / عليَّ أبكاراً وعونا
لما وردت بهديكم / بين الورى الورد المعينا
ويسر قلبي أن وجد / ت على عدوكم معينا
ما كنت في بغض لمن / يشنأكم يوماً ظنينا
وعلى وليكم بمالي / لم أكن ألفي ضنينا
ولقد غذيت ولائكم / مذ كنت مستتراً جنينا
ولقد نظمت لكم / بحور مدامعي عقداً ثمينا
وإذا نصرتكم فإن الله / خير الناصرينا
ما حدت عن حبي لكم / حاشا وكلا لن أخونا
يغمي عليَّ إذا ذكرت / مصابكم حيناً فحينا
ما علم النوح الحمام / سواي والقلب الحنينا
ما كنت أرضى أن أكون / لمن يضاددكم معينا
قد ملت من فرد الوداد / إلى العبيد المخلصينا
أأكون في الحزب الش / مال وأترك الحزب اليمينا
التائبين العابدين / الصائمين القائمينا
العالمين الحافظين / الراكعين الساجدينا
ولقد عرفت حقوقكم / وعرفت قوماً غاصبينا
وجعلت دأبي ثلبهم / حتى أرى ميتاد فينا
يا من إذا نام الورى / باتوا قياماً ساهرينا
إن الذي أعيى طلا / ئع فيكم أعيى القرونا
ألموت يلقى الآخرين / كما يلقى الأولينا
ولقد صبرت لعلني / ألقى جزاء الصابرينا
وشكرت ربي في الولاء / فلي ثواب الشاكرينا
لولا هواكم ما قطعت البينا
لولا هواكم ما قطعت البينا / ولا طلبت في العلى معينا
ولا شربت الدمع لا من عطش / ولا هجرت الغث والسمينا
ولم أكن أشرح طهر ضافن / ولا أشد للسرى وضينا
من قارن الراحة في الحب فقد / ظللت فيه للجوى قرينا
وكلما جيشت جيش سلوة / أندت عليه لوعتي كمينا
لو كان دمعي مبدياً جموده / لصغت عقد لؤلؤ ثمينا
وكيف أرجو فك قلبي من أسى / إذ كان عند قاتلي رهينا
ففي دجا الليل الطويل لم أزل / ذا حرق أواصل الأنينا
كم زفرة تبعتها بزفرة / تكاد منها الصخر أن يلينا
أقول للورق على الأشجار إن / لم يك دمع فاذرفي العيونا
يا ساجع الأضيار كن لي مسعداً / إن الحزين يسعد الحزينا
وما ألام أن أرى مكرراً / في كل مسى ليله حنينا
حزناً على الحق فأما حزني / على ذوي الظلم فلن يكونا
أأتبع الميل من الشك وقد / عم الصباح ناظري يقينا
لما بدى نور الهدى لناظري / أمسكت منه جبله المتينا
مالي إمام غير من مكانه / ما زال عند ربه مكينا
حللت خيس العز من وداده / والليث لا يفارق العرينا
فهو الذي بين كل مشكل / وهو الذي بهديه هدينا
كان لدين الله درعاً مانعاً / وحصنه المشيد الحصينا
العالم الحبر الذي علومه / أبدت لنا زهر الرياض فينا
في الجود والبأس إذا انتقدته / لم يزد أجبن ولا ضنينا
ما استصعب الدهر ولاذ بأسه / إلا وعاد الصعب منه لينا
وقاتل الكفار إذ لم يستبن / للغير مجروحاً ولا طعينا
وعاذل قد دلني لجاجه / أن ليس وزن عقله رزينا
قلت له أرجع خائباً من عذلي / فقد عرفت الأنزع البطينا
إن بالدنى لا العلى ترتضى / إنا بهذا نحن ما رضينا
يا صاحب الأشكل في اعتقاده / إني سلكت دونك اليمينا
فقال لي قل لعنة اللّه على / مبطلنا قلت له آمينا
يا أمة قد غدرت إمامها / واتبعت شيطانها اللعينا
يا قاتلين ابن النبي جهرة / لقتلكم إياه ما نسينا
أنتم رشقتم بالسهام آله / فكيف بعد تدعون دينا
حرمتم الماء عليه عنوة / وقلتم ليست لنا خدينا
وسقتم الحريم أسرى حسرى / صوارخاً يا جدنا سبينا
كيف أرى طرق المياه مورداً / وقد رأيت المورد المعينا
وقتل نجل المصطفى ويحكم / قطعتم منه به الوتينا
يا آل طاسين وياسين لقد / بدا بكم نور الهدى مبينا
أنتم الخوف طمت أبحره / يوم المعاد كنتم السفينا
وصاحب الحوض الامام حيدر / إذا توسلنا به سقينا
لو أن دهراً بكم سامحني / أسخنت من أعدائكم عيونا
آمل أني بامتداحي لكم / أمنح حوراً في الجنان عينا
فمن يخاف في المعاد أنني / لآمن في حزب آمنينا
هم الذين لا يكون أجرهم / في الحشر مقطوعاً ولا ممنونا
لي الأيادي في محبيهم فكم / أوليتهم أبكارها والعونا
ففي هواهم وولائي لهم / قد هان بذل المال والقرينا
فقل لمن كان دخيل حبهم / أنا الذي غذيته جنينا
من مال عنهم دعه أو أرهبه / فلست في حبي لهم ضنينا
وإن أمت فقد تركت فيهم / محاسناً تبقى على السنينا
وما أرى خير الأنام كلهم / إلا الوصي الطاهر الأمينا
خذ لابن رزيك الذي ما خانهم / عهداً فلا يمكن أن يخونا
القلب موقوف على الخفقان
القلب موقوف على الخفقان / والدمع لا ينفك من هملان
لمصاب آل محمد نار الجوى / اضطرمت وهل صبر على النيران
بأبي الذي غرته أمة جده / لما استزلتهم يد الشيطان
فرضوا دخول جهنم في قتله / عطشاً وشربهم الحميم الآني
مالوا إليه وأوقدت أضغانهم / والنار دون توقد الأضغان
وتعقبوا منه القليل بكثرة / فتخطفوه تخطف العقبان
هذا وما نكروه بل عرفوا به / ولرب نكر جاء عن عرفان
ذكروا أباه وقبله أسلافهم / ولكم أباد الدخل من أسنان
ورد الردى دون الفرات تحملاً / يا حسرةً للوارد الظمآن
سرج الهدى عادت بأسياف العدى / ألَفَ الهوان طرايد الأقطان
والشمر قد خضبت يداه عند / جز الرأس منه بالنجيع القاني
أضحى يقول لاقتلنك جهرة / ولو أن جدك يا حسين يراني
قد بالغوا في قتلهم وبجدهم / يستمطرون سحائب الغفران
كذب الذي قد عدهم من بعدها / في ملة الاسلام والايمان
وعدو آل محمد وإن ادعى الا / سلام فهو لعابد الأوثان
إني لفي سر الأسى لمصابكم / أو ما عجبت للطليق العاني
وكأنا عيناي لما فاضتا / حزناً عليهم فيهما عينان
ما ضاع بي وتر النبي وآله / وبمنصلي قد قلته ولساني
فإلى وليهم أمد يد الندى / وإلى عدوهم أمد سناني
ولقد بلغت بمنطقي ما لم ينسل / رمح بلهذمة وجد يماني
وإليهم انتهت المدائح فهي إن / جازتهم ضرب من الهذيان
ما للمنازل لا تبن
ما للمنازل لا تبن / حتى ولا أضحت تبين
جف الثرى إذ خف من / عرصاتها ذاك القطين
وأنا الحزين عليهم / أفربعهم أيضاً حزين
أم هذه الأشجان فينا / كالحديث لها شجون
ولان بكت تلك الربى / فمن العيون لها عيونُ
نعم المعين على تتابع / دمعها الماء المعين
لو لم تحن أسى لما اش / تقت من الحزن الحزون
وبكت حمائم لا تكاد هنا / ك تحملها الغصون
ورق مفجعة لها بالنو / ح بعدهم لحون
وتكاد أصلاد الصخور / لفرط رقتها تلين
وترى الرياح لها إذا / مرت بأيكتها أنين
وإذا تهب جنوبها في / عصفها فلها جنون
ما الشأن إلا أن بعد / فراقهم حدثت شئون
كانت أمور فيهم / ما خلتها أبداً تكون
فكأنهم آل النبي وقد / أبادهم اللعين
في يوم عاشوراء لما / خانهم دهر خؤون
وغدت مناهم حين / عزوا أن تصيبهم المنون
لم يقبلوا عهداً لجيش / للنفاق به كمين
ورأوا جميعاً أن اعطاء / اليمين لهم يمين
وتيقنوا أن الحياة / الظن والموت اليقين
لهفي على قتلي أبيح بهم / حمى الدين المصون
ما فيهم إلا صريع / بالصوارم أو طعين
غدر الخؤون بهم هناك / ولم يف الثقة الأمين
وخلت ديارهم كما يخلو / من الأسد العرين
فعف الصفا من بعدهم / وبكا لفقدهم الحزون
والركن صدعه لعظم / مصابهم داء دفين
والقبر منذ الفتك فيهم / ما لساكنه سكون
يا عاذلي رفقاً فإنك / فيهم عندي ظنين
كم ذا تهون من جليل / مصابهم ما لا يهون
فارفض عداهم إن غدوت / بدين جدهم تدين
إن البراء من الأعادي / للولاء لهم قرين
يا بقعة بالطف حشو / ترابها دنيا ودين
أضحت كأصداف يصادف
أضحت كأصداف يصادف / ضمنها الدر الثمين
مني السلام عليك ما / غطت على الشمس الدجون
ولي الحنين إليك مهما / اختص بالابل الحنين
هل الوجد إلا زفرة وأنين
هل الوجد إلا زفرة وأنين / أم الشوق إلا صبوة وحنين
وجيش دموع كلما شن غارة / أأقام له بين الضلوع كمين
إذا ما التظى شوق معين بثاره / تحدر ماء العين عين معين
وما خلت أن القلب يصبح للبكا / قليباً ولا أن العيون عيون
وإن عقود الدر من بعد ألفها / بحور الغواني في الخدود تكون
خليلي ما الدمع الذي ترينه / على السر إن خان الفراق أمين
يلام إذا خان الأنام جميعهم / وليس يلام الدمع حين يخون
وبي لوعة لا يستقر نزاعها / لها كلما جن الظلام جنون
إذا عن لي تذكار سكان كربلا / فما لفؤادي في الضلوع سكون
فإن أنا لم أحزن على أثر ذاهب / فإني على آل الرسول حزين
ألم ترهم خلوا حماهم كما خلا / بحقان من أسد العرين عرين
وساروا وقد عزوا بأيمان معشر / وما علموا أن اليمين يمين
ورب أماني معشر وأمانهم / بغدرهم قد عاد وهو منون
وما أخلفتهم في الإِله ظنونهم / إذا أخلفتهم في الرجال ظنون
فإن يخل في الدنيا مكانهم أما / مكانهم يوم المعاد مكين
هوت وزوت منهم عشية قتلوا / أصول زكت أعراقها وغصون
وأظلم مبيض النهار عليهم / وحقهم مثل النهار مبين
تصرف حكم البيض والسمر فيهم / فمنهم صريع بالظبى وطعين
بنفسي صرعى لم تجن لحومهم / بكتهم سهول حولهم وحزون
ولو أن صم الصخر تقرب منهم / لابصرت صم الصخر كيف تلين
قبورهم قبلى وأموات نكبة / بطون سباع مرة وسجون
جرت من بني حرب شئون عليهم / جرت بعدها منا الغداة شئون
وربضت عليهم خيلهم وركابهم / فرضت ظهور منهم وبطون
إلا كل رزء بعد يوم بكربلا / وبعد مصاب ابن النبي يهون
ثوى حوله من آله خير عصبة / يطالب فيهم للطغاة ديون
يذادون عن ماء الفرات وغيرهم / يبيت بصرف الخمر وهو بطين
أسادتنا لو كنت حاضر يومكم / لشابت بسيفي للطغاة قرون
أسادتنا أهديت جهدي إليكم / لتطهر نفسي فالظنين ظنين
وإنكم الأغنياء وغيركم / فقير إليكم كيف كان مهين
سطور بأبيات من الذكر طرزت / تبرهن عن أوصافكم وتبين
أوقي بها مثواكم حاد ربعه / حيا المزن عن لحظ العدى وأصون
وأرجو بها ستراً من النار عندما / يقيني غداً كيد الشكوك يَقين
فجودوا عليها بالتقبل منكم / نودي وإخلاصي بذاك ضمينُ
وجدكم سن الهدايا وإنني / لما سن قدماً في بنيه أدين

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025