المجموع : 166
ونسج الثلج على الطيورِ
ونسج الثلج على الطيورِ /
وأجمد الريق على الثغورِ /
معانٍ من العيش الغرير ومَعْمرُ
معانٍ من العيش الغرير ومَعْمرُ / ومبدى أنيق بالعُذَيْبِ ومحْضَرُ
نَمَا الروض منه في عّذاةٍ مَريعةٍ / لها كوكب يستأنق العين أزْهَرُ
ترى لامع الأنوار فيها كأنه / إذا اعترضته العين وشي مدّنرُ
تسابق فيه الاقحوان وحنوة / وساماهما رَندٌ نضير وعَبْهَرُ
يمجّ ثراها فيه عفراء جَعْدة / كأنّ نداها ماء ورد وعنبرُ
أعاد نسيم الريح أنفاس نشره / وخايَلَ فيه أحمرَ اللون أصفرُ
بدا الشَّيحُ والقّيْصوم عند فروعه / وشثٌّ وطُبَّاقٌ وبانٌ وعَرْعَرُ
وناضر رمان يرفّ شَكِيرهُ / يكاد إذا ما ذَرَّتْ الشمس يقطرُ
ويانع تفاح كأنّ جَنّيهُ / نجوم على أغصانه الخضر تزهرُ
إذا زرته يوماً تغرد طائر / وراناك ظبي بين غصنين أحورُ
فإن هاج نوح الأيك في رونق الضحى / تذكر محزون أو ارتاح مقصر
تجاوبن بالترجيع حتى كأنما / ترنم في الأغصان صنج ومِزْهَرُ
مراناة موموق وترجيع شائقٍ / فللقلب ملهاة وللعين منظرُ
وإني إلى صحن العُذَيْبِ لتائق / وإني إليه بالمودّة أصوَرُ
مَرَعتَ ولا زالت تصوبك ديمة / يجود بها جَون الغوارب أقمرُ
أحم الكُلى واهي العرى مسبل الجدى / إذا طعنت فيه الصَّبا يتفجَّرُ
كأن ابتسام البرق في حُجراتهِ / مهَّندَةٌ بيض تُشام وتشهرُ
جارية آباؤها نصارى
جارية آباؤها نصارى /
تغذى بالشهد وبالخوارا /
حدائق أنهارها تجارى /
وشجر أطيارها حبارى /
اللحم والخمر لها تصارا /
لها تثنى ولها تبارى /
في كل ريح بالذي تبارا /
ترخي العذارى لهم العذارا /
أنضيت في زورتها المهارى /
تغبيشة في الغيّ لا تبارى /
بتُّ بها سكران في سكارى /
حتى إذا ما رقد الغيارى /
من أهلها ونام من يدارى /
نممت لا أدري لمن تمارى /
وقد بدا منها الذي توارى /
حتى وصلت الشعر بالصحارى /
تحدّر الصقر إلى الحبارى /
فقلت أحسست فقالت آرا /
كبلته ذَمِّي وطرت نارا /
كم قد خلوتُ بمن أهوى ويمنعني
كم قد خلوتُ بمن أهوى ويمنعني / منه الحياء وخوف اللّه والحَذَرُ
وكم ظفرت بمن أهوى فيقنعني / منه الفكاهة والتعليل والنظرُ
أهوى الملاح وأهوى أنْ اجالسهم / وليس لي في حرام منهم وطرُ
فذلك الحب لا إتيان معصية / لا خير في لذة من بعدها سقرُ
اسقني إن سقيتني بالكبير
اسقني إن سقيتني بالكبير / إنّ في شربه تمام السرور
أنا واللّه لست أكذبكم آ / نفُ من أنْ أُرَى صريع صغير
ومن المظالم أن تكو
ومن المظالم أن تكو / ن على المظالم يا فزاره
تفترّ عن مضحك السدري إن ضحكت
تفترّ عن مضحك السدري إن ضحكت / كَرْفَ الأتان رأتْ إدلاء أعيار
يفوح ريح كنيف من ترائبها / سوداء حالكة دهماء كالقار
بنيّتي أصبحتْ عروساً
بنيّتي أصبحتْ عروساً / تُهدى من ابني إلى عروسِ
زُفَّت إليه لخير وقتٍ / فاجتمعا ليلة الخميسِ
يا معشر العاشقين أنتم / بالمنزل الأرذل الخسيس
يزيد أضحى لكم رئيساً / فاتبعوا منهج الرئيسِ
من رام بلاَّ لرأس أيرٍ / ذلل نفساً لحلِّ كيسِ
إنّ السرور تصرّمت أيامه
إنّ السرور تصرّمت أيامه / مِنّي وفارقني الحبيب المؤنسُ
حالان لا أنفك من إحداهما / مستعبراً أو باكياً أتنفّسُ
ولمثله بكت العيون صبابة / ولمثله حزنت عليه الأنفسُ
دَعُوا الإسلام وانتحلوا المجوسا / وألقوا الرَّيْط واشتملوا القلُوسا
بني العبد المقيم بنهر تَيِري / لقد أنهضت طيركم نحوسا
حرام أنْ يبيتَ بكم نَزِيلٌ / فلا يمسي لامكم عروسا
إذا ركد الظلام رأت عُسَيْلا / يحثّ على نداماه الكؤوسا
ويذكرهم أبو رهم بهجو / فيستدعي إلى الحرم النفوسا
ويخليهم هشام بالغواني / ويحمي الفضل بينهم الوطيسا
فتسمع في البيوت لهم هبيباً / كما أهملت في الزرب التيوسا
لقد كان الزناة بلا رئيس / فقد وجد الزناة بهم رئيسا
هم قَبَلوا الزِّناء وأنشؤوهُ / وهم وسموا بجبهته حبيسا
لئن لم تنف دعوتهم سدوس / لقد أخزى الآلة بهم سدوسا
نظرتُ إلى من زَيَّنَ اللّه وجهه
نظرتُ إلى من زَيَّنَ اللّه وجهه / فيا نظرة كادت على عاشق تقضي
وكَّبرتُ عشراً ثم قلت لصاحبي / متى نزل البدر المنير إلى الأرضِ
تَبيّنُ عيني أنّ قلبي يحبه / وفي العين تبيان من الحبّ والبغضِ
وما هو إلاّ خَلْقُ ربِّي مُصوَّر / ولكنّ بعض الناس أملح من بعضِ
عشيّة حيّاني بوردٍ كأنّه / خدود أضيفت بعضهن إلى بعضِ
ونازعني كأساً كأنّ رضابها / دموعي لما صدَّ عن مقلتي غمضي
وولَّى وفعل الراح في حركاته / من السّكر فعل الريح بالغصن الغض
بنتُ المنية بي موكّله
بنتُ المنية بي موكّله / عقب النهار كمقتضٍ قَرضا
ألفَتْ وفاءً ليس تسأمه / فترى مواصلتي به فرضا
عَرقَتْ بنافضها وشدّتها / لحمي ورَضَّتْ اعظمي رضَّا
ولو أنّها ترمي بشِكَّتها / نِيْقاً أشمَّ لذاب وارفضَّا
مثلك في الأرض وبي غفلةٌ
مثلك في الأرض وبي غفلةٌ / حتى كأني لستُ في الأرضِ
حبك فرض وأرى قوتي / تعجز عن تأدية الفرض
علّةٌ زَعْفَرَتْ مُعصفر خدٍّ
علّةٌ زَعْفَرَتْ مُعصفر خدٍّ / كان من رِّيه يكاد يفيض
وعازب باكره القرّ الفُرطْ
وعازب باكره القرّ الفُرطْ / تَخايلَ النبتُ به الجعدُ القططْ
نوّارُهُ مثل الذبال قد سلط / كأنما الوشي عليه قد بُسِطْ
قال له الغيث من الرواد مِطْ / للطير فيه أنف اليوم لَغَطْ
رطانة الزطّ إذا لاقين زطْ / من كل عفراء بدفّيها رقطْ
وبذناباها وبالجيد نُقَطْ / وبالجناحين وبالرأس خططْ
كأن ديباجاً عليها لم يُخَطْ / أوفيت والميسان من نوم يغطْ
والليل بالصبح ملوث مختلط / بصادق اللحظ قطاميّ سَلِطْ
أقنى رحيب الشبر محبوك سَبِطْ / ما يَلْقَ بالمخلب من مسك يُعِطْ
حتى إذا حُدَّ مقاط فَنَشطْ / وخُرّطَ الموت عليها إذ خُرِطْ
ومرّ يهوي كالحسام الممتعطْ / قَذَفْنَ ذرفا كعثانين الشُمُطْ
يصكّها صكّاً داركاً ويَحُطْ / أما رأيت النار بالحفاء قطْ
فاز امرؤ حالف صقراً واغتبطْ /
عذرك عندي بك مَبْسوطُ
عذرك عندي بك مَبْسوطُ / والذنب عن مثلك محطوط
ليس بمسخوط فعال امرىء / كل الذي يأتيه مسخوط
بَرَعتْ محاسنه فجلَّ لها
بَرَعتْ محاسنه فجلَّ لها / عن أن يقوم بوصفها لَفظُ
نطق الجمال بعذر عاشقه / للعاذلات فأخرس الوعظُ
لم يبد منه للعيون سوى / ما نال من وجناته اللحَّظُ
ما للقلوب إذا التَبَسْنَ به / منه سوى حسراتها حظُ
ما ضَرَّ من رَقَّت محاسنه / لو كان رقّ فؤاده الفظُّ
زَعَمَتْ عاذلتي أني لما
زَعَمَتْ عاذلتي أني لما / حَفِظَ البخل من المال مضيعُ
كلَّفتني عذرة الباخل إذ / طرق الطارق والناس هجوعُ
ليس لي عذر وعندي بلغةٌ / إنّما العذر لمن لا يستطيعُ
استبقِ قلبك لا يموت صبابةً
استبقِ قلبك لا يموت صبابةً / حذرا لبين أخٍ له يتوقّعُ
إنْ حال بينهم وبينك بائنٌ / فبأي قلب بعد ذلك تجزعُ
ظبيٌ كأنَّ بِخَصْرِهِ
ظبيٌ كأنَّ بِخَصْرِهِ / من رقّة ظمأ وجوعا
إني علقت لشقوتي / ياقوم ممنوعاً منيعا
أقبر أبي أمية لو علاه
أقبر أبي أمية لو علاه / حملتَ إذن لضقتَ به ذراعا
حويت الجود والتقوى وعمرا / فكيف أطقتَ يا قبر أضطلاعا
لموتهم أطقت له انضماما / ولولا ذاك لم تُطق اتساعا