المجموع : 181
آلى كَمالك وَالمَكارم وَالوَلا
آلى كَمالك وَالمَكارم وَالوَلا / وَعلاك إلّا أَن تَكون الأَولا
وَأَنَلت قُطر النيل مِن قَطر النَدى / صلة الخَصيب فَلا عدمنا الموصلا
لَفظ كَما اِنتَظَم الجمان مُسلسل / عَن أَحمد يَرويه أَحمَد مُرسَلا
أَبدى الثُريا في سَماء صَحيفة / بَدرٌ تَبَوأ كُلَّ قَلب مَنزِلا
وَأَتى بِأَجمَل مِن فَرائد لؤلؤ / نظماً وَفَصّل كَيفَ شاءَ وَأَجمَلا
مِن مُدرك مَعنى حلاه وَقَد سَمَت / مَعنا عُلاه بِما أَنال فَأَجزلا
رَوَت الوَرى عَن فَضلِهِ حَتى اِرتَوَت / مَصر فَجَنَّ النيل ثُم تَسَلسَلا
مَولىً يُكاتب أَوّلاً ليجيبه / مِنّا الرَقيق وَأَن يَكون لَهُ الوَلا
لَو كانَ في العَهد القَديم مُقدّماً / أَعي جَريراً أَن يَقول وَجَروَلا
ما أَهل هَذا القطر غَير سَحابة / بِالقطر جادَت منهُ بَحر قَد عَلا
شَمَلتَهُمُ نِعَمُ العَزيز فَسابَقوا / بِحلى شَمائله الصَبا وَالشَمأَلا
قَد علّم الأُدباء وَصف كَماله / نَظم البَديع فَطوّلوا وَتَطَوّلا
ملك عَلى ناديه ستر مَواهب / وَنَداه قَد فَضَح النَدى مُتَهَلّلا
مَهلاً فَأَيّ فَم يَفي بِمديحه / عَظم المُحيط فَمَن يَعدّ الجَدولا
جعل الوَفاء لِوَفده مِن رَفده / وَلِمَن عَتا جَعل الصِلات المُنصُلا
تَخشى الكَتائب مِن قَضاء كِتابه / في الحالتين معجّلاً وَمُؤَجَّلا
يتَميز المِرّيدُ قَبلَ وَروده / غَضَباً وَيَرضى مُدَبِراً إِن أَقبَلا
لا يَطمَع الأَعداء في إِمهاله / ما كُلّ مَن أَغضى وَأَمهَل أَهمَلا
لا يأَمنوا وَحَذارِ سَطوة بَأسِهِ / فَلَطالَما اِفتَرَس الهِزَبرُ الفُرعُلا
إِني إِذا أَطنَبت في تَمجيده / أَبصرت إِجمال المقصّر أَجمَلا
سَل عَنه أَلسنة الجَوائب إِذ رَوَت / عَنها الوَقائع مُجمَلاً وَمُفَصّلا
يا أَحمَداً وافى بِمعجز أَحمَدٍ / وَأَبى عُلاه أَن يَكون لَنا العُلا
مَن ذا يُجاري فارِساً مِن بَعد ما / قَد أَوقَف الشُعراء قالَ لَها هَلا
قَصَبات سَبق حازَها بِبَلاغة / سارَ الزَمان بِها أَغَرَّ محجَّلا
لَو كانَ لي فَضل بَدَأت بِحَمدِهِ / وَمِن اِبتَدا بِالحَمد كانَ الأَفضَلا
يا خجلة الأُدباء مِنهُ إِذا تَلا / ما قالَهُ فيهُم وَقَولَهُم تَلا
هَذا الَّذي سَلَبَ العُقول بَيانه / مَن قالَ لَيسَ كَمَن هَذي وَتَقوّلا
وَمَن المكاثر بِالنِظام كَواكِباً / جَهد المُقَصّر لا يُباري الأَطوَلا
أَهدى بَنو الخَطّاب فَصل خطابهم / فَتَلَوت مِنهُ البَيّنات مرتّلا
فَعَليهُم مني السَلام مُصَليّاً / فَالسَبق كانَ لَهُم وَكانوا الأَكمَلا
وَكِتاب تَناسق اللفَظ فيهِ
وَكِتاب تَناسق اللفَظ فيهِ / فَهُوَ عَقَد مُفَصّل مِن لآل
في كَلام جَماله في كَمال / وَمَعانٍ بَديعة في مَعال
صَرّف النَطق وَالبَلاغة فيهِ / بِبيان في القَلب وَالإِبدال
عارض الدرّ بِالصحاح مِن الجَو / هر وَالبَدر طالِعاً في كَمال
بِلُغاتٍ مِن الفَصيح بِلَيغا / ت بيان أَتى بِسحر حَلال
أَبدل القَلب سرّها في المَعاني / فَأَرانا تَصرّف الإِبدال
أَحرز السَبق فارِسٌ بِالمعلّى / وَرَأي ابن السَكيت دون المَجال
أَحمد الذات وَالصِفات جَميعاً / أَحمد القَول أحمد الأَفعال
علم البحر لافِظاً بِفَريد / لَفظه بِالفَريد وَالأَمثال
إِنَّما البَحر قَلبه الحبر علماً / وَيَرى العلم صالح الأَعمال
كانَ مِما أَسرّه الدَهر دَهراً / ثُم نمَّ التَقليب بِالأَحوال
فَهُوَ كَالبَدر في سُراهُ فأَرّخ / أَلمعيّ أَذاع سرّ اللَيالِ
بِسعيد الدَولة في الدول
بِسعيد الدَولة في الدول / نلنا التَشريف عَلى الأَول
وَلِمَصر فَخرٌ لَم يَزل / بِولي النعمة لم يَزل
ملك صار الملكوت بِهِ / كَالأُفق يُنير بِكَوكبه
فَإِذا ما سارَ بِموكبه / بِالفارس منّا وَالرَجل
قَد أَحي الملك وَشيّده / وَأَقام ذراه وَأَيّده
وَبِسَيف النَصرة قَلَده / حَتّى اِنتَصَرَت خَير الملل
شَهم أَضحى الفَرد العلما / وَعَلى العَليا رَفع العلما
كُل بِفضائِله علما / وَسَما في العلم وَفي العمل
أَضحَت كَالقَطر مَكارمه / وَالبَرق حكته صَوارمه
فَمصادمه وَمَصارمه / يَصلي النيران وَلَم يَصل
مَن ذا في المَجد يُدانينا / وَالسُؤدد بَعض مبانينا
وَمَعاني نيل مَعانينا / قَد طالَ عَناه وَلَم يَنل
كَم مِن شَرَف قَد حِزناه / وَمَقام عَلاً قَد جزناه
وَذُرى مَجد أَحرَزناه / بِسُيوف النَصر لمقتبل
تَحمي الأَوطان مَواضينا / كسَوالفنا وَمَواضينا
فَأرادينا بِأَراضينا / أَسدٌ رَبضت بَينَ الأَسَل
أَسياف سَطاه كَم فعلت / وَأَرادَت أَن تَعلو فعلت
وَالروس لَها ذلت وَعَنَت / في مَشهَد حَرب سوستبل
قوموا بِفَرائض نعمته / واِخشوا مِن صارم نقمته
فَالبَحر نَرى في جلته / أَمَلاً مَمتَزِجاً بِالأَجَل
سيروا في ظل بيارقه / وَاِستَسقوا وَبل بَوارقه
وَحَذارِ وَقع صَواعقه / فالسمّ كَمين في العَسَل
ملك بِالهَيبة مَظهَرَه / أَبَداً نَرجوه وَنحذره
كَالسَيف يَروقك جَوهَرَه / وَبمتنيه أَجل البَطل
نَرجوه إِذا يَوماً عَطفا / وَنُحاذر منه إِذا اِنعَطَفا
وَإِذا رحم الجاني وَعَفا / أَحي مِن ماتَ مِن الوَجَل
بِسَحائب فَيض أَياديه / وَنَداه وَفَضل أَياديه
تَغدو في الناس غَواديه / بِصِلات نَوال مُتَصل
كَالشَمس تَلوح مَآثره / وَالنَجم حكته عَساكره
جَيش قَد أَصبَح ثائِرَه / في الدُنيا أَسير من مثل
جُند مِن تَحتَ الأَعلام / في الأَرض هُم كَالأَعلام
فَلإِحياء وَلإِعدام / شَغَفوا بِالجود وَبِالجَدل
أَمسى بالعزّ لَهُم جاه / وَلَكم جان قَد أَلجاه
أَمَّل بِالعَفو فَنَجاه / بِجَزيل الأَنعم وَالجَذَل
فَتَليد الذَنب وَطارفه / في بَحر الحلم مَصارفه
فَإِذا شَمَلتك عَواطفه / فَهِيَ الغايات مِن الأَمل
لا زالَ بِأَحسن منوال / وَسَحاب نَداه متوال
لندوم مِن النَظر العالي / في ظل الأَمن المُشتَمل
كَسَت أُم الخديو عَزيز مَصر
كَسَت أُم الخديو عَزيز مَصر / مَقام السَيد الستر الجَليلا
إِذا جئت الرِحاب وَقُلت أَرّخ / وَجَدت الستر لِلّهِ الجَميلا
تَراءَت لَنا شَمس مع السَعد أَشرَقَت
تَراءَت لَنا شَمس مع السَعد أَشرَقَت / وَحَلَت مِن العَلياء أَعلى المَنازل
وَلاحَت بِتَوفيق مِن اللَه قَد سَما / لَها طالع مِن نورها غَير آفل
وَقَد أَقبَل الإِقبال يَزهو مُؤرخاً / جَلا كل حَسن طَيب مَولد ناظِلي
الدَهر يرفل بَين اليَمن وَالجَذل
الدَهر يرفل بَين اليَمن وَالجَذل / كَالنور قَد جالَ بَينَ الجفن وَالكحل
جَلوت في مَصر شَمساً مِنكَ مُشرِفَة / لَما تَجَلَت أَرَتنا الشَمس في الحمل
وَما تَراءَت إِلَينا وَهِيَ زائِلة / إِلا لِمَرآى ضِياء منكَ لَم يَزَل
وَما تَعالى عَلَينا البَدر مِن شَرف / إِلا وَنورك يا سَبط النَبي عَلي
وَما تَدَفَق نَهر النيل مِن كَرَم / إِلّا وَنيلك ملء السَهل وَالجَبَل
وَما تَجعد في مَجراه سائله / إِلّا ليشبه ما أَعدَدت لِلأَسَل
وَما تَأَلَق لَمع البَرق في أُفق / إِلّا لِتَقليد ما قَلدت في الوَهل
وَالسُحب ما أَهمَلَت في القَطر قَطر نَدى / لَكِنَّها عَرقت مِن شدة الخَجَل
وَالريح ما اِنقَطَعَت أَنفاسُها لِسِوى / ما نالَها خَلف تلك السُبَّقِ الذُلُل
يا اِبن الَّذي كانَت العَلياء رغبته / وَعَن طَريق المَعالي قَط لَم يَمل
مَن لَم يتيمه تَأويد القُدود وَلَم / يمله للحب إِلّا كُلّ مَعتَدل
وَلا استخفته إِلّا كُل سابحة / مِن تَحت أَروع مَعصوم مِن الزَلل
قَد هامَ في البيض بيض الهند وَهُوَ يَرى / مِنها مَواقعها ضَرباً مِن الغَزَل
أَينَ الوُرود عَلى رَوض الخُدود عَلى / تلكَ القُدود وَأَطراف القَنا الذبل
إِنَّ المُهَند تَصديه الجُفون وَلا / يَجلو الصَدى عَنهُ إِلّا هامَةَ البَطَل
جَز بِالصُفوف عَلى رَغم الأُنوف تَجد / حَد السُيوف عِمادَ الملك وَالدول
إِنا لَنَرغَب أَن تَعلو بَدَولتها / ساداتنا العز مَجد السادة الأَول
فَما اِستَقامَ عِمادَ المُلك مُنتَصِباً / إِلّا إِلى قائم بالعلم وَالعَمَل
وَدَولةَ المَجد ما اِنقادَت وَلا خَضِعَت / إِلّا إِلى عادل للشرع مُمتَثل
ما راقَب اللَه مَولى في رَعيته / إِلّا وَأَدرَك مِنها غاية الأَمَل
يا مَن نَرى البَرق من يُمناه في سُحب / تَهَلَلَت وَغُبار النَقع كَالظَلل
أَطلَعَت شَمسَك مِن أَرض الحِجاز عَلى / مَصر كَنور بِعَين الشَمس مُتَصل
مَن ذا يُجاريك في فَضل وَمثلك قَد / يُسابق الذكر مِنهُ سائر المثل
مَهلاً فَقَد سُدَت سادات الوَرى كَرَماً / حَتّى اِنتَهيت إِلى العَليا عَلى مَهَل
سَمَوت مَجداً وَعِزاً قَد عَلوت بِهِ / عَلى البَرية في حل وَمُرتَحل
ما جارَ صَرف اللَيالي قَط في مَلأ / إِلّا وَجارك في أَمن مِن الغيل
وَلا اِستَقالَ طَريد مِنهُ لاذَ بِكُم / إِلّا وَأَمّن مَن ميل وَمَن ملل
يا مَن يَقصّر عَن مَناقبهم / وَلو تَضمن مَعنى السَبعة الطُوَل
أَبدَيت شعري نُجوماً في سَمائكم / إِلى العلا فسما مِنها عَلى زحل
وَقد بَعَثت لَكُم مني بِجَوهَرة / مِن وَصفِكُم أَشرَقَت في أَجَمل الحِلل
فَلا بَرحتم وَلا زلتم وَجام بِكُم / عَلَيكُم بَعدَ مَولى الكل متكلي
خُذ المَجد مِن بَين القَنا وَالمَناصل
خُذ المَجد مِن بَين القَنا وَالمَناصل / وَبِالهمم العليا لِأَقصى المنى صلِ
هُوَ العز لَكن لا تجاب دُروبه / سِوى بِضِراب فيهِ فَصل المَفاصل
وَإِن لَم يَطل للمرء باع برمحه / تَجده ذَليلاً باعه غَير طائل
وَمَن لَم يَروِ السَيف مِن دَم خَصمه / غَدا صادياً لا يَرتَوي بِالمَناهل
وَمَن لَم يَنَل بالعَزم أَقصى مَرامه / رَماه بِسَهم العَجز كَف التَكاسل
وَمَن كانَ عَن طود العلا مُتقاعِداً / يَهدِ ذرى عَلياه وَقع الزَلازل
وَمَن لَم يَكُن في العز أَوحَد قَومه / ثَنَته يَد الإِذلال بَينَ المَحافل
وَمَن كانَ عار عَن حلى المَجد وَالعلا / تَردّى بِثَوب العار بَينَ الجَحافل
وَمن لَم يَكُن يَحيى بِهِ الفَضل مَيت / وَلا سيما إِن كانَ مِن آل فاضل
أُناس عَلَيهُم سلط اللَه عَبده / وَخَصَهُم بِالمُقت دونَ القَبائل
فَكرّ عَلَيهُم كرة عَبدليّة / وَطالَ عَلَيهُم بِالقَنا المُتَطاول
وَحازَ بَعَون اللَه نَصراً عَلَيهُم / فَأَورَدَهُم في الحَرب شَرّ المَناهل
وَمَزَقَهُم بِالسَيف كُل مَمزق / فَطاروا وَلَكن فَوقَ ريش الذَوابل
فَوارتهم عَنهُ الطُيور وَقَد سَطا / عَلَيهُم بِضَرب مثل وَقع الجنادل
هُم أَيقَظوا عَين الرَدى وَتَناوموا / فَأَيقَظَهُم رَكض الخُيول الصَواهل
وَمَن نامَ عَما قَد جَناه تَنبَهَت / إَلَيهِ عُيون الإِنتِقام بِخاذل
وَمَن يَجعَل العُدوان وَالغَدر شيمة / يُسالم أَطراف الرِماح العَوامل
سَلوا عَنهُ بيض الهند يَومَ يلملم / فَكَم لَمم شابت بزرق المَناصل
وَمُذكرّ عَبد اللَه كَم طَلل عَفا / وَكَم قَد عَفا بالحلم عَن كُلِ جاهل
رَعى اللَه عَزم العَبدليّ فَإِنَّه / كَصارمه يَمضي بِحدة فاصل
فِداء ابن عَون كُل مَن كانَ منجِباً / فَما كُل سَيف فاتك بِالحَمائل
وَلا كُل عَزم قاطع مثل عَزمه / وَلا كُل سَهم صائب في المقاتل
قَوي بِعَون اللَه سُلطان عزه / لَهُ شَرف مِن فَوق هام العلى علي
شُجاع كميّ في الوَغى لا تَروعه / إِذا صالَت الأَعداء صَولة صائل
فَيا بَحر جود طابَ لِلناس وَرده / وَما كُل بَحر طابَ عَلاً لِناهل
إَلَيكَ عَروساً قَد تَحَلَت بَوَصفكم / أَتَت تَتَهادى في حليّ الشَمائل
مهفهفة ما اِفتَضَها فكر شاعر / وَلا سَمَحَت يَوماً لَهُ بِتَواصل
وَقَد زانَها حُسن الخَتام فَأَقبَلَت / تَقبّل مِنكَ الكَف يا خَير كافل
جَمَعتُم بِصُدق العَزم شَمل الفَضائل
جَمَعتُم بِصُدق العَزم شَمل الفَضائل / وَفَرَقتُم أَموالَكُم بِالفَواضل
فَما صلتم إِلّا وَصلتُم لِغاية / يَقصر عَنها في العُلا كُلُ طائل
هَزَزتُم عَوالي الذابِلات لِتَجتَنوا / ثِمار المَعالي مِن غُصون العَوامل
رَفَعتُم نَواصي الخَيل حَتّى كَسَرتُم / جُيوش الأَعادي بَينَ كُل المَنازل
مَلَأتُم قُلوب العرب رُعباً وَكُنتُم / كِرام بَني الدُنيا وَخَير القَبائل
فَما لَكُم في المَجد يا آل محسن / نَظير وَلا في جودَكُم مِن مُماثل
فَما جلتم في الحرب إِلّا جَلَوتُم / ظَلام لَياليها بَصُبح المناصل
وَأَطلَعتُم نَجم الأَسنة في الوَغى / وَأَرسَلتُم شُهب الخُيول الصَواهل
بَنَيتُم بُيوت المَجد يا آل مُحسن / فَصارَت لَها كَالعَرش سُمر الذَوابل
فَأية أَرض مادحتها خُيولَكُم / بِوَقع الحَوافي فَوقَ صُمّ الجَنادل
إِذا ما دَعى يا آل محسن صارخ / يَلبيه مِن أَبطالكم كُل باسل
جَعَلتُم دَم الأَبطال لِلخَيل مَورِداً / فَصارَ لَدَيها خَير وَرد لناهل
حَميتُم حِمى البَيت الحِرام مِن العِدى / بِبيض المَواضي وَالقَنا وَالقَنابل
وَحزتم كَمال الفضل وَالمَجد وَالعُلا / فَصارَ لَنا ظل بِكُم غَير زائل
لِأَنَكُم في الأَرض أَفضل مَن بِها / وَأَكرَم أَهليها وَأَهل الفَضائل
وَما دامَ صَمصام ابن عَون مُجَردا / كَسَيتُم بِثَوب العزّ بَينَ المَحافل
كَريم كَأَن البَحر مِن جود كَفه / يَفيض فَيَسقي كُل خصب وَما حَل
بَسيط العَطايا وافر الجود وَالنَدا / طَويل نَجاد السَيف صافي المَناهل
إِذا أُمه المُضطَر مُستَنجِداً بِهِ / أَناخَ المَطايا بَينَ نَيل وَنائل
وَتلك الأَيادي العَبدَلية في الوَرى / تَحل حُلول البَدر بَينَ المَنازل
فَحَسب ذَوي عَون مِن المَجد أَنهم / سَموا لِلمَعالي بِالمَليك الحَلاحل
وَحَسبي صدقي في بَديع صِفاتهم / إِذا قُلت لَم أَترُك مَقالاً لِقائل
فَلا تَجزعن مِن كَسر غمد فانه
فَلا تَجزعن مِن كَسر غمد فانه / دَليل عَلى النَصر القَريب المعجّل
حسامك أَضحى يا ابن عَون مجرَّدا / فَلَم يَرَ غمداً غَير هامة فَيصَل
سفح الدموع لذكر السَفح وَالعلمِ
سفح الدموع لذكر السَفح وَالعلمِ / أَبدى البَراعة في استهلاله بِدَمِ
وَكَم بَكيت عَقيقاً وَالبُكاء عَلى / بَدر وَتوريتي كانَت لبدرهم
وَذَيل الدَم دَمع العين حينَ جَرى / كَما سَرى لاحق الأَنواء في الظلم
تَسيل عَيني لتلميح البُروق لَها / بِما جَرى مِن حَديث السَيل وَالعَرم
وَرَبَّ ريم كَريم القَوم طَرّفني / بِسَهم لَحظ وَغَير القَلب لَم يَرُم
فَعطفه فاتن للسمر نسبته / وَطَرفه فاتك لِلباترات نَمي
مِن مَعشَر إِن نَضوا أَسيافَهُم وَرَنوا / راعوا نَظير المَواضي مِن جفونَهُم
أَقمار تَمّ تَعالوا في مَنازلهم / فَالصَبُّ مَدمعه صَبٌّ لَبعدهم
لا غاضَ إِذ غاظ يَوم البين شانئهم / دَمعي وَلا زَان لَفظي غَير ذكرهم
أَنا ابن أَوس بِمَدحي المَعنوي لَهُم / فَلَيت لي ابن عَطاءٍ مِن خَيالَهُم
أَريد بِالمَدح فيهُم نيل مَكرُمة / لِكَي تَجانس مَعنى حسن وَصفهم
وَيل اللوائم كَم لَجّوا فلمتهم / فَاِستَدرَكوا لومَهُم لَكن بِلُؤمَهُم
أَدمَجَت في مَعرَض المَدح الهجاء لَهُم / وَقُلت أَنتُم وَلا فَخر ذوو شَمم
إِني أَنزه قَولي عَن مَذَمَتِهم / وَالجَهر بِالسوءِ فاعلم لَيسَ مِن شِيَمي
قالوا تفننت في قَول بموجبه / فلوك قلت عَلى نيران حُبِّهم
دَعوا اِنتِقاد كَلامي إِنّ حبهم / لَو لَم يَكُن مَذهَبي بِالمَدح لَم أهم
قالوا اسلهم قُلت أَشواقي تَراجعني / قالوا اِرتَقب قُلت إِسعافاً بِقُربهم
إِن رمت تَلفيق أَعذاري وَهانَ دَمي / فَلَن يَلاموا عَلى قَتلي وَها نَدَمي
أَغاير الناس في بغض الحَياة إِذا / بانوا وَأَهوى حَمامي بَعدَ بعدهم
تَركي بِهِ قَول قاليهم يَهو عَلى / سَمعي لتركيبه مِن مُطلَق الكلم
لَم يَسلب الحُب إِيجاب الصُدود بَلى / قَد يَسلب النَوم مِن عَيني فَلَم أَنَم
تَخَيَروا لي الضَنى وَالسُقم إِذ هَجَروا / فَصُرت مِن حَرّ ما بي زائد الضَرم
أَن أَحرَقت نار وَجدي في الهَوى جلدي / عَلى استعارة ثَوب الصَبر لَم أَلَم
ما حيلة العَبد وَالأَقدار جارية / إِذا تَوارد دَمعي بَعدَهُم وَدَمي
يَستَطرد الدَمع شَوقي حينَ أَذكرهم / طَرد السَوابح في مَضمار سَبقهم
قَد طابَقوا صَحتي بِالسَقم حينَ نَأوا / وَلَو دَنوا لَشفوا ما بي مِن الأَلم
كَم اِكتَفَيت بِتَصدير الدُموع وَلَم / أبح بسر غَرام في الفُؤاد كَم
لَو لَم يَكُن ذكرَهُم يَشفي العَليل بِما / يَسليه ما طابَ تَعليلي بذكرهم
وَعارف كَنه حالي قَد تجاهله / وَقالَ لي بِكَ عشق أَم ضَنى سَقم
وَرَبّ لاحٍ عَلَيهُم لا التفات لَهُ / لا درّ درّك دَعني مِن أَذى الكلم
أَبهَمت قَولك للمضنى لترشده / قَد كدت لَكنه في حَيّز العَدَم
دَع التَهَكُم وَاِنصَح ما اِستَطَعت وَقُل / إِني سَأَصغي لِنُصح مِنكَ مُتّهم
وَاربت في اللَوم عَن عُذر وَإِنَك ذو / حَزم هَديت لحبّ فيكَ مُلتَزم
هازلتي بِكَلام قَد أَرَدت بِهِ / جداً وَقُلت قَتيل العشق لَم يلم
سَدَدت قَولك أَم سَمعي إَلَيك فَدَع / تَسهيم لَومك إِني عَنكَ في صَمم
أَوجز أَطل أَرض أَغضَب عادِ والِ أَعَن / أُكتم أَذع وَشِّ فوف إِسع نم لَم
فَسَوفَ تَفحم مثلي في مَناقضة / إِن شَبَت أَو شَبَ ماءَ البَحر بِالضَرم
عدل المؤنب عَذل حينَ صَحفه / نَسَخَت تَحريفه في الحُكم بالحكم
يا حادي العيس ذرها في ترادفها / وَاِقصُد بِها مَهبَط التَنزيل مِن إِضَم
هلم إِن إِماماً ما نَأمله / وَعَكَسنا مُستَحيل بَعد أمهم
وَكَيفَ يَعكس مَن أَهدى لسادته / نَظم البَديع بَديع النَظم في الكَلم
عَج بي عَلى دارهم عليّ أَنال يَدا / فَلِلعَطاء اِتِساع في ديارهم
فَإِنَّهُم وَشَعوا فينا مَكارمهم / بِذاخر الوافرين الفَضل وَالكَرَم
إِذا تَمَكن منكَ الخَوف فادع بِهُم / لِكَي تَحل مِن التَأمين في حرم
وَلا يَكون رُجوع حينَ تَقدصدهم / بَلى يَكون عَن الأَوزار وَالجرم
يا نَفس حَتّى مَتى طالَ العِتاب أَما / قَد آن وَيحَك إِقلاع عَن اللَمم
لَقَد تَفَننت في اللَذات منطلقاً / لَكِنَّني الآن في قَيد النَدَم
إِن أَوثَقتَني ذُنوبي لَيسَ يَضمَن لي / حُسن التَخَلص إِلّا سَيد الأُمم
محمد ابن عَبد اللَه ابن أَبي الب / طحاء غَوث البَرايا في اطرادهم
إِذا جنيت فَزاوجت الرَجاء عَفى / عَني فَزاوَجت فيهِ المَدح للعظم
أَرجو تَعطفه يَوم المعاد كَما / تَرجوه كُل البَرايا يَوم حَشرِهم
مُؤمّل منعم يُرجى فَآمله / مَتى يصله يصله مِنهُ بِالنعم
عم العِباد بِمَعروف يوزعه / عَلَيهُم بِالعَطاء الواسع العمم
برّ رَؤف رَحيم للإِله دَعى / تَشريعه مُستَقيم واضح اللقم
لَم يَنف عَفواً بِايجاب العِقاب وَلَم / يُعاقب الفَضل وَالإِحسان بِالنَدم
أَلمُصطَفى صَفوة الرَحمن مِن لسنا / أَنواره اِنشَقَ بَدر التم في الظُلم
مُهَذَب رَبه في المَهد أَدّبه / مُذ كانَ طفلاً وَقَد آواه في اليتم
فَالشَمس طَلعته وَالنُور غرته / تَرشيحه في الضُحى وَاللَيل كالعلم
في كَفِهِ لَجج في وَجهِهِ بلج / في ثَغرِهِ فَلج تَسميط مُنتَظَم
شبهت شَيئين في الهادي بمثلهما / يَمينه وَالنَدى كَالبَحر وَالديم
مُؤلف معنييه في سَطا وَعَطا / فَهُوَ المَنى وَالمُنى في الحَرب وَالسلم
ذلّت لعزته الأَعداء حينَ رَأوا / مَحوَ الصَحيفة عُنواناً لِمحوهم
لَو أَنَّهُم فَعَلوا ما يوعظون بِهِ / في النور لاقتَبَسوا نور اِهتِدائهم
أَلظالمو النَفس عُدواناً وَما ظَلَموا / وَالظُلم لِلنَفس تَعريض إِلى النَقم
أَوهامَهم خيّمت فيهُم وَقَد زَعَموا / ان لا يَحل الرَدى يَوماً بِحَيهم
فَجاءَهُم بِأَسوَد في سُيوفِهم / تَصريع ما نَظموه مِن صُفوفِهم
وَكُل طَرف إِلى الغايات حافرَهُ / يُسابق الطَرف مِنهُ في اِتبِاعَهُم
وَأَوجَز القَتل فيهُم بَعدَ ما ظَلَموا / بِحَد مُنتَهب الآجال مُخترم
كَالقَوس مِنهُ سِهام المَوت مُرسَلة / لَهُ اِختِراع بَدا في هام كُل كَمي
يَشكو الصَدى فيهِ ماء لا يَسيل وَقَد / عَماه طول البُكا مِن جفنه بَدَم
أَدارَ فيهم كُؤوس المَوت مُترعة / فَما اِهتدوا لِنَجاةٍ في مَجازهم
وَكَم لَهُم صَفقة في الشُرك خاسِرَة / في الشُرك بِاللَه لا في البَيع وَالسلم
كَم أَوغَلوا في السَرى مِن بَأسِهِ فرقاً / وَحدّهم كانَ حَدّ الصارم الخذم
لَو أَنَّهُم بَلَغوا نسر السَماء سَما / إَلَيهُم بِعِقاب صاحب العلم
وَكُلَما حَمَلت بِالخَيل طائِفَة / مِنهُم تَولد مِنها حَمل سَببهم
وَالضَرب يَمشق نوناً فَوقَ أَعيُنَهُم / وَنكتة الطَعن تَتَلون وَالقَلَم
وَالسَيف كَالسَيل في تَفريق ما جَمعوا / وَالخَيل كَالسَيل أَودى جريها بِهُم
فَكادَ يَغرَق مِن أَبقَت صَوارمه / لَولا السَوابح بَحرٌ مِن دمائَهُم
يقسم الجَمع مِن أَعداه يَوم وَغا / فَالهام لِلسَيف وَالأَجسام للرجم
كَم أَمهّم بِصَناديد صَوارمهم / كَالبَرق في عارض في الأُفق مُنسَجم
كَأَنَّهُم وَهُم لا شَيء يَشبَههم / كَواكب حَولَ بَدر في مَسيرَهُم
وَالكُل مُنتَسق الأَقوال مُتَسق ال / أَفعال مُستَبق الأَفضال ذو همم
يَطوي وَيَنشُر بِالتَجريد مُقتَضِباً / لِلبيد وَالخَيل وَالأَسياف وَالقمم
يَعلو بذي شَطب للهام مُقتَضب / تَشطير مُقتَسم بِالعَدل مُتّسم
بيض صَوارمهم حُمر مَدبجة / زُرق الأَسنة سود النَقع وَاللمم
ما قابلوا مُقبلاً في عز مُقتَحم / إِلّا اِنثَنى مُدبرا في ذُلّ مُنهَزم
كَم مثلوا بِالعدى في كُل مُعتَرك / وَالأَسد تَفتَرس الأَوعال في الأَجَم
وَقَسموا القَتل في الأَعداء حينَ بَغوا / رَمياً وَطَعناً وَضَرباً في رِقابهم
وَفَرَقوهم بِأَطراف الأَسنة إِذ / ضَلوا السَبيل وَداموا في اِشتِباههم
وَاِستَعرَضوا بِالقَنا وَالنَصر قائدهم / جَيش الَّذين تَصَدوا لِاعتراضهم
وَاِستَتَبعوا بِالمواضي مَن طَغى فَمَحوا / لَيل العَجاجة مَحو الظلم وَالظلم
يَجزون بِالبَغي مَن يَبغي مشاكلة / مِن غَير جور عَلَيهِ لاحتراسهم
عَرض بَذَم الأَعادي في المَديح لِمَن / لا عَيبَ فيهُم سِوى الإِيثار في العَدَم
وَاِجمَع لِمُؤتَلف فيهُم وَمُختَلف / مِن البَديع وَزد في مَدح شَيخَهُم
لَم يَحصر المَدح ما تَحوي شَمائلهم / بَل في المَديح إِشارات لِفَضلِهُم
كُل صَفي لعز الدين مُستَبق / أَحسَن بِتَوجيه مَدحي في تَقيهم
ما السُحب جادَت بِتَفريع النَدى سحراً / عَلى الرِياض بِأَندى مِن أَكفهم
عَلوا مَحلا كَما سادوا عَلا وَسموا / هام السماك وَحَلّوا عاطل الهمم
وَاللَه أَكمَل إِذ أَوفوا العُقود لَهُم / ديناً وَأَحسَن بِالتَتَميم للنعم
وَالنَظم وَالنَثر وَالآيات بينة / ملءُ المَسامع في تَرتيب مَدحهم
لِلّه مِنهُم سُيوف حينَ جَرّدها / لِنَصرة الدين أَفنَت كُل مُجتَرم
يَرون صَعب العلا سَهلاً لِأَنَّهُم / أَنصار خَير نَبيّ ثابت القَدَم
باكي السِنان ضَحوك السن آمله / تَغنيه كَنيته عَن إسمه العلم
أَردى البُغاة وَأَرضى المُبتَغين بِما / أَبدى وَأَبدَع مِن حُكم وَمَن حِكم
وَاِستَخدَم الشُهب في الأَعداء مُسَرَجة / تَرمي الشَياطين رَدّاً لاستراقهم
فَالسابِقات وَبيض الباترات وَسم / ر الخَط جَمعاً لَهُ مِن جُملة الخَدَم
قالوا هُوَ الدَهر قُلت الفَرق مُتَضح / في الدَهر غَدر وَهَذا حافظ الذمم
ساوى النَبيين تَشريعاً وَسادَهُم / بِمحكم ناسخ أَحكام شَرعهم
ذو البَينات الَّتي تَفسير معجزها / نور البَصائر وَالكشاف للغَمم
لا تَطلُبوا مَثَلاً في المُرسلين لَهُ / هَيهات ما الشَمس في الإِشراق كَالنَجم
فَهوَ العَزيز عَلى اللَه العَزيز وَفي ال / ذكر العَزيز لَهُ التَرديد بِالعَظم
كَم أَودَع اللَه مِن أَسرار ملته / في غَير أُمته مِن سالف الأُمم
وَهُوَ الَّذي لَم يَفه في حَل مُشكلة / إِلّا وَأَوضح مِنها كُل منبهم
قَد وافق الإِسم مِنهُ وَصف أُمته / فَكُلَهُم شاهد لِلّه ذي القدم
لا مَكَنتَني المَعاني مِن شَواردها / إِن لَم أَبَرّ بِمَدح المُصطَفى قَسمي
مَن لَم يَكُن مَدح خَير الخَلق همته / فَجمعه القَول لَم يَنسب إِلى الهمم
جَمَعت في مَدح طَه كُل نادرة / يَبدي لَها كُل سَمع ثَغر مُبتَسم
أَضرَبت عَن كُل مَمدوح بِمَدحي خَي / ر الرُسل بَل خَير خَلق اللَه كُلَهم
أَرجو بِحُسن بَياني في مَدائحه / تَخَلُصاً مِن عَذاب دائم الأَلَم
عَدَدت وَصف نَبيّ لا شَبيه لَهُ / في العَزم وَالحَزم وَالإِقدام وَالقَدَم
كَرَرت مَدحاً لَهُ تَحلو مَذاقته / تَحلو مَذاقته في مَسمَعي وَفَمي
جاريت بِالمَدح فيهِ كُلُ مُلتَزم / مُستَعصم بِبَديع النَظم مُعتَزم
وَشَحتُ نَظمي بدُرّ المَدح في قَمَر / بِالحُسن مُشتَمل بِالنور مُلتَثم
مُرَصع لِبَديع النَطق مُحتَشم / مشفع في جَميع الخَلق محتكم
أَهديت من كلم كَالدُرّ مُنتَظم / تَسجيع مُلتَزم لِلمَدح مُغتنم
أَوزان قَولي وَمَعناه قَد اِئتَلفا / كَما تَأَلَفت الأَرواح في القدم
وَاللَفظ مُؤتلف بِاللَفظ مُنتَظم / مِن جَوهر النطق في سلك مِن الحكم
وَالوَزن يَألف أَلفاظاً قَد اِنسَجَمَت / في مَدح سَيّد أَهل الحلّ وَالحَرَم
قولي وَتَطريزه وَالمَدح مُنتَظم / في حسن مُنتَظَم في حسن مُنتَظم
أَنشَأت مِن كلمي ما شئت مِن حكمي / جَزّأت منتظمي أنبأت عَن لَزمي
جَزءيّ مَدحي بالكلي ملتحقض / في واحد هُوَ كُل الخَلق في العَظم
لَفظي وَمَعناه في مَدحي لَهُ اِئتَلَفا / مِن لُؤلؤ لِوَصف في سَمط من الشِيَم
وَما تَغاليت في مَدح يَكاد إِذا / تَلوته أَن يَقيني صَولة العَدَم
أَحكَمت نظم القَوافي وَاِنتَخَبت لَها / فَرائِداً تَزدَري في النَظم باليتم
عَمَت فَواضله جَلت فَضائله / مَن ذا يُماثله في العُرب وَالعَجَم
يا شامل الجَمع مِن جود وَمِن كَرَم / تَفصيل مجمله بالوصف لَم يرم
ذيّلت ما طالَ في مَدحي إَلَيكَ بِما / أَرجوه مِنكَ وَمَن يَرجوك لَم يَضم
لَم أَئنِ عَنك عنان القَصد مُلتَجِئاً / إلا إَلَيكَ لِكَي أَنجو مِن الضَرم
وَإِن مِثلك تِغنية بَراعته / يا مُنتَهى طَلَبي عَن ذكره بِفَم
وَفي مَديحك أَدمَجت المَرام عَسى / أَرى بِجاهك دَهري مُلقى السلم
فَاِبسط إِلى أَمل الفَضل العَميم يَدا / تَفيض بِالجود فيض الوابل الرَزم
فَما اِستَهَل بِإِخلاص براعته / إِلا وَأَمّل فيها حسن مُختتم
رَفَعتَ عِماد المَجد فَوقَ النَعائم
رَفَعتَ عِماد المَجد فَوقَ النَعائم / فَلا غَرو إِن أَضحى قَوي الدَعائم
وَأَسَست أَركان العلى وَرُبوعَها / وَشَيَدتُها تَشييد ماضي العَزائم
بِأَبيض مَصقول الحَديدة مُرهف / كَأَنَّ عَلَيهِ المَوت ضَربَة لازم
وَأَسمَر لَو يَنساب في حَومة الوَغى / سَعى يَطلُب الأَعداء سَعي الأَراقم
وَمَن كانَ يَبني بِاللهاذم مَجده / فَما لِعُلاه مِن سَبيل لهادم
لِأَن المَعالي بِالعَوالي تَأَسست / وَأَسوارُها شَيَدَت بِبيض الصَوارم
رَأَيتُكَ أَمضيت الأُمور وَإِنَّما / بِهنّ جَرى المَقدور مِن قَبل آدم
وَأَوسَعت بِالجود الوجود وَلَم تَزَل / إِلى أَن ذَمَمنا بخل مَعن وَحاتم
فَلا أَحَد إِلّا وَأَمَّك راغِباً / لِتورده كَفاك عشر سَواجم
وَأَنتَ الكَريم البرّ في السلم تَرتَجي / وَتَحذَر في بَحر الوَغى المُتَلاطم
فَلَولاكَ قالَ الرُمح لَست بِعامل / وَلَولاك قالَ السَيف لَستَ بِصارم
فَمَن مُبلغ الأَيّام عَني بِأَنَّني / ضَرَبت خيامي في عرين الضَراغم
وَأَورَدت آمالي نَداهم وَفَضلَهُم / فَما صَدَرَت عَنهُم بِصَفقة نادم
ضَرَبتُ عَن الأَملاك صَفحاً وَغَيرَهُم / وَجئتك يا بَحر الغَنا وَالغَنائم
فَلا تَستَمع قَول الوشاة فَإِنَّني / نَظمتهم عِندي بسلك البَهائم
فَما أَبغَضوا مثلي سُدى غَير أَنَّهُم / يَعدّون مَدحي فيكُم كَالمآثم
أَلَم تَرَ حساناً وَلي أَسوة بِهِ / وَما كانَ يَلقى مِن عِدا آل هاشم
إِذا زَعَموا أَني مَع الفَضل جاهل / فَقُل لَهُم هاتوا فَصاحة عالم
وَمَن ذا يُجاري ما أَقول بِزَعمه / وَشاطيء بَحري مغرق كُل عائم
أَنا المُحسن الأَقوال في آل محسن / لإِحسانهم دَوماً بفعل المَكارم
إِذا ما نَظَمت الدُر في حُسن وَصفِهم / رَأوني لِذاك الدُر أَحسَن ناظم
فَدَعني مِن قَول النُحاة فَإِنَّهُم / تَعَدّوا لِصَرف النُطق في غَير لازِمِ
إِذا أَنا أَحكَمت المَعاني خَفَضتَهُم / وَأَرفعها قَهراً بِقوة جازم
وَما أَنا إِلّا شاعر ذو طَبيعة / وَلَستُ بِسَراق كَبَعض الأَعاجم
أَريش سِهام القَول مني لِنَحر مَن / قَلاني وَأَرميه بِريش القَشاعم
وَلَولا اِحتِقاري لِلئام سَلقتهم / بِحَدّ لِسان لا يُبالي بِلائم
فَيا كامد الحُسّاد يا قاهر العِدا / وَغَصّة قاليه وَرَغم المَراغم
إَلَيك بَعَثت الدُرّ مِن بَحر فكرة / يَفيض بِأَمواج الهُموم العَظائم
فَلا زلت ذا صَفح لَهُ عَفو قادر / أَماناً لِمَظلوم مَنوناً لِظالم
وَلا زالَ شعري راحة فَاِصفَعوا بِها / قَفا كُلَ نَحوي وَجَبهَةَ ناظم
خُذي الرُوح يا ريح الصَبا وَتَنَسَمي
خُذي الرُوح يا ريح الصَبا وَتَنَسَمي / وَيا بَرق حيّي حيّهم وَتَبَسم
وَيا نَسمَة الأَسحار مني تَحَمّلي / سَلاماً عَلى البَيت العَتيق المُحرم
يَطوف بِهِ سَبعاً وَيَهدي تَحيّة / وَيَسعى إِلى المَسعى بِأَشواق مُغرم
إِلى الحَجَر فَالأَركان فَالحَجَر الَّذي / يَقبّل شَوقاً لِلحَطيم فَزَمزَم
وَما قُلت شعري عَن عَناء بِطيبة / وَلَكن غَرامي بِالمَشاعر مرغمي
تجلدت لَكن لا يَفيد تَجلّدي / وَهَل يَشتَفي الداء الدَفين بِمُرِهُم
يعللني صَبري فَتَزداد شَقوتي / وَما حالَ مَن يَشقى كَحال منعم
فَما شئت فَاِفعل يا زَمان بِمُهجتي / إِذا اِنسَلَخ المَذبوح لَم يَتَأَلم
وَإِن هِيَ إِلّا النَفس إِن شئت أَخذَها / فَخُذها فَإِني لَست أَسأَل عَن دَمي
فَإِن لَم أَجد عَوناً عَلَيك فَإِنَّني / بِظل ابن عَون أَستقيل وَأَحتمي
مَليك سَما فَوق السَماكين قَدره / فَأَضحَت لَهُ الشَمس المُنيرة تَنتَمي
رَفَعتُ لَهُ شَكوى اِنكِساري وَإِنَّهُ / عَلى فَتح أَبواب الرَجا خَير مجزم
معزّ إِلى الداعي مُذل إِلى العِدى / أَمان إِلى الراجي مَنون لِمُجرم
لَهُ عزمة تَقوى عَلى الأَسَد في الوَغى / وَحَسبك بِالتَقوى عِناية مُسلم
وَسَيف حَكاه البَرق يَوم تَراكَم / بِكَف حَكاها الوَدق يَوم تكرم
يَثني بِهِ عِندَ اللقا كُل مُفرَد / إِذا ما العَوالي أَفرَدَت كُل تَوأَم
يَهزّ عَلى الأَعداء سُمراً عَواملاً / بِأَطرافها تَقويم من لَم يَقوم
أَسنة تلك السُمر زُرق تَصَوَبَت / لِصَدر الأَعادي فَاِكتَسَت لون عِندم
تَسابَق قَومٌ لِلعلا فَتَقَدَمَت / علاه فَقُلت الفَضل لِلمُتقدم
تَراه كَحصن فَوقَ ظَهر حِصانه / وَتَحسَبَهُ لَيثاً عَلى مَتن أَدهم
يُجاذب يُسراه اللِجام كَأَنَّما / يَدوس عَلى هامات قَوم ابن ملجم
تودّ الدَراري لَو غَدَت في مَديحهِ / وَأَوصافه الحُسنى كَدرّ منظم
مَجيد لِذكر الجود يَصبو وَلَم يَكُن / لِعصمتهِ يَصبو لجيد وَمعصم
إِذا ما تَغَنى السَيف يَهتَز عَطفه / لَهُ طَرَباً مَثل الشَجيّ المُتَيم
هُوَ الغَيث إِلّا أَنَّني في مَديحه / كَبلبل رَوض بِالثَنا مُتَرَنم
لَهُ شَرف قَد طابَ أَصلاً وَعُنصُراً / إِلى أَحمَد المُختار يَسمو وَينتَمي
أَصول ذَكَت طيباً وَطابَت فُروعَها / فَما أَثمَرَت إِلّا بشبل وَضيغَم
لَهُ صارم أَن أبصر العمر متنه / يصرمهُ مِن حَيث لَم يَتَصَرم
يَخاف وَيَرجى عابِساً مُتَبَسِماً / فُؤادي فِداء العابس المُتَبَسم
سَلَوت بِهِ الأَوطان لَما رَأيتَهُ / يَبلغني الأَوتار قَبل التَوَسُم
تَرَكتُ بَني الدُنيا وَيَممت نَحوَه / وَيُحسن عِندَ اليُم تَرك التَيَمم
فَيا ماجِداً لَم أَستَطع حَصر وَصفه / وَإِن كانَ فكري نَيِراً غَير مُظلم
إَلَيكَ مَع التَقصير أَهديت غادة / مِن القاصِرات الطَرف عَن كُلِ أَفخَم
شَمائلها مِثل الشَمائل أَقبَلَت / تَروم قُبولاً مِنكَ يا خَير مُنعم
بِمَنطقة الجَوزاء زَهواً تَمَنطَقَت / فَقُلت بِنور الفرقدين تَختمي
بُشرى فَقَد لاحَ في أَوج العُلا علم
بُشرى فَقَد لاحَ في أَوج العُلا علم / لِلوافِدين بَناه مفرد علم
بيت بِهِ أَضحَت الآمال طائفة / تَسعى إِلى رُكنِهِ طَوعاً وَتَستلم
عالي الدَعائم قَد شادَت قَواعده / عَزائم الملك المَيمون وَالهمم
أَلعبدَليّ الَّذي بَينَ النُجوم بِنا / بِالمُكرَمات بيوتاً دونَها إِرم
شادَ المَعالي الَّتي مِن قَبل أَسَسَها / عَلى العَوالي وَسادَ الناسَ كُلَهُم
ملك لَهُ مِن مُتون العاديات بِهِ / ملك كَبير وَمِن سُمر القَنا خَدَم
كَم مِن سَماء غبار قَد بَنى فَبَدَت / فيها السُمر العَوالي وَالظبا نَجم
تيدي المَواضي بُروقاً في جَوانبها / فَتَستَهلّ غَواد قطرهنَّ دَم
يولي العِدى نعماً حَتّى إِذا كَفَروا / بِها اِستحالَت وَحالَت دونَها نقم
وَقَد رَأتها الأَعادي حينَ أَخلَصَهُم / محض النَصيحة لَكن مُذ عَصوه عَموا
لَو أَنَّهُم فَعَلوا ما يُوعَظون بِهِ / لَكانَ خَيراً لَهُم لَو أَنَّهُم عَلِموا
أَو أَنَّهُم دَخَلوا في السلم ما خَرَجَت / عَن حدّها فيهُم المَصقولة الخَدم
ظَنوا الأَناة عَلَيهُم وَالمَكارم عَن / عَجز فيا وَيح قَوم ساءَ ظَنَهُم
لَقَد أَفاضَ عَلَيهُم مِن مَكارمه / سَحائِباً بِنَدى كَفيه تَنسَجم
إِن كانَ غَرّهُم مِنهُ تَبسمه / إِن الصَوارم تَسطو وَهِيَ تَبتَسم
ما زالَ بِالعادل الخَطي يَطعنهم / حَتّى اِنجَلى بِسَناه الظُلم وَالظلم
فسلموا حينَ صلّت في مَفارقهم / بيض السُيوف وَأَضحَت تَسجد القمم
يَرضى فينعم إِحساناً وَيوسعهم / جوداً وَيَغضَب أَحياناً فَينتَقم
كَالبَحر يَرغب في تَحصيل جَوهره / عِندَ السُكون وَيَخشى حينَ يَلتَطم
ساس الأَقاليم مِن شَرق إِلى يَمن / بِعَدله الصارم الهندي لا القَلم
إِن الشَريف بِن عَون لَم يَزَل أَبَداً / في كُلِ أَمر بِحَبل اللَه يَعتَصم
يا ابن الَّذينَ بِهُم تَسمو أَرومتهم / إِلى النَبيّ وَهُم في سَلكِهِ اِنتَظموا
مَن ذا الَّذي في مُلوك الأَرض قاطبة / يَحكيهم وَمُلوك الأَبطحين هُم
الحائزو قَصَبات السَبق مَقتَحِمو / بَحر الهياج وَنار الحَرب تَضطَرم
وَبالغو الغاية القُصوى الَّتي عَجَزَت / عَن الوصول إِلَيها العَرَب وَالعَجَم
ما زلت تَرغَب في بَذل النَوال لَنا / حَتّى أَناخَت عَلى أَعتابك الأُمم
وَجَدَت بِالمال حَتّى لَم تَدَع أَمَلاً / لِلسائِلين وَلا منٌّ وَلا سَأم
شيدَت بَعد العُلا بَيتاً عَلا وَسَما / عَلى السَماكين مُمتَداً لَهُ شمم
حَجَت إَلَيهِ ذوو الحاجات واثقة / مِنهُ بِأَن حَماه لِلنَدا حَرَم
لَما دَعوكَ وَلَباهُم نِداك سَعَت / بِهُم إِلى الطائف الوخادة الرَسم
طابَ المَقام بِناديه لَهُم وَصفت / أَيامَهُم بِكَ فَهِيَ الأَشهُر الحُرم
فَلا بَرَحَت بِهِ جَذلان تَرفل في / عز وَلا زالَ دَوماً آهلاً بِكُم
أَهنا المَنازل ما كانَت طَوالعه / سَعيدة وَعَلَيهِ الوَفد يَزدَحم
بِتاج برك راجيه يُؤرخه / بَنيت بِالحَزم بَيتاً بابه الكَرَم
ستر سَما بِسَنا القَبر الشَريف عَلا
ستر سَما بِسَنا القَبر الشَريف عَلا / قَد طَرَزت وَشيهُ أَيدي النَدى الهامي
يَشف مِن نور أُمّ المُؤمنين بِما / يَعلو عَلى مَنكَب الجَوزاء وَالهام
قَد أَلهَم اللَهُ مَن كانَت لَهُ سَبباً / بِكُل خَير فَبُشرى أَمَّ إَلهامي
أَرَحت نَفسك مِن عشق فَلَم تَهُم
أَرَحت نَفسك مِن عشق فَلَم تَهُم / لِأَن دَعوى الهَوى تَدعو إِلى التُهَم
وَكُل قَولك جَزل ما بِهِ غَزَل / وَلا اِرتياح لِمثل الوَرد وَالعنم
وَلا نَسيب وَلا شَكوى لِغانية / وَلا لِرَسم المَغاني بَعدَ بَعدَهُم
كَلا وَلَكِنَّني حال الشَبيبة لَم / أَبرَح عَن العَذل وَالتَأنيب في صَمم
حَتّى مُنيتُ بِها شَمطاء فانية / وَخلقها قَبل خَلق الشَيب وَالهَرم
باتَت تَحدثني لَما خَلَوت بِها / عَما بَرا اللَه بَعدَ اللَوح وَالقَلَم
كَآدم وَاِبنِهِ شيثٍ وَبَعدَهُما / مِمَن هَداه لَهُ أَو ضَل بِالصَنَم
وَرُبَما أَخبَرتَني وَهِيَ صادِقة / عَن قَوم نوح وَعَن سام وَعِن إِرم
وَعَن جَميع مُلوك العالمين وَعَن / وَقائع العَرَب العَرباء وَالعَجَم
فَقُلتُ هَذا حَديث الأَقدَمين فَمَن / خَير الجَميع فَقالَت آخر الأُمم
فَقُلتُ مَن هُوَ مَولاهُم وَسَيدَهُم / بَعدَ النَبي فَقالَت صاحب العلم
نَجل الأَكارم وَهاب المَكارم مر / هوب الصَوارم عَبد اللَه ذو الكَرَم
قُلت اِبن عَون فَقالَت عَون قاصِدَه / أَلباسط الأَمن في حلّ وَفي حَرَم
فَبت أَنظُر فيما قَد سَمَعت بِهِ / مِن الحَديث وَما أَبدَت مِن الكلم
حَتّى اِهتَديت إِلى النور المُبين وَقَد / لاحَ الصَباح وَأَبدى ثَغر مُبتَسم
إِذ أَظهَر اللَهُ مِن مَكنون حكمَتِهِ / ما شاءَ مِن حكم عَدل وَمِن حِكم
خَير المُلوك وَأَتقاهُم وَأَشرَفَهُم / أَصلاً وَفرعاً وَأَزكى الكُل في الشِيَم
سَل عَنهُ نَجداً وَأَقَطار الحِجاز وَسَل / قَحطان عَن سَيل خَيل اللَه لا العرم
وَعَين زَمزَم وَالبَيت المُحَرَم مَن / يَرعى الأَنعام بِعَين مِنهُ لَم تَنَم
هَل غَير خَير بَني السَبط الكَريم تَرى / بَينَ الوَرى وَهُوَ مثل الشَمس في النجم
مِن آل بَيت تعالى مَجدَهُم فَسَما / وَأَذهب الرَجس عَنهُم باريء النسم
أَلواهب المنن الغَراء يَصحَبَها / عُذر الكِرام بِلا مَنّ وَلا سَأم
يَكاد يُعطي المَعالي في مَواهبه / لَو كانَ يُدركها العاني بِلا هَمم
تَرى السَحائب تَروي عَن مكارمه / دَوماً فَتَسحَب أَذيالاً مِن الديم
لَهُ أَيادي إِياد في بَني مُضَر / تَهمي فَتَنشُر طَيّاً بَعدَ طَيهم
إِن جَرَّد البيض في الهَيجاء باسِمَةً / أَبكى الجُفون عَلى أَعدائِهِ بِدَم
وَلَو تَثلم مِنها حَد مَضرِبِها / سَطا القَضاء بِسَيف غَير مُنثَلم
يَرمي الرِجال بِأَمثال الجِبال لَدى / بَحر مُحيط بِنار الحَرب مُضطَرم
وَيُرسل الخَيل لِلأَعداء سابِقَةً / جُند المَنية قَد حَلَّت بِحَيهم
يا اِبنَ الَّذي كانَ صُبحاً وَاِنتماك لَهُ / نورٌ جَلا كُل ما لاقى مِن الظلم
نَظمت حالي وَلَولا سلك فَضلكم / ما كانَ قَولي وَلا فعلي بِمُنتَظم
علمتني الحَمد وَالشُكر الجَزيل عَلى / فَعل الجَميل بِما توليه مِن نعم
ما كُنتُ لَولاكُم أَبغي الفَوائد مِن / نَظم الفَرائد في إِسم وَلا علم
رَفَعتُ ذكري بِآلاءٍ بِدَأَت بِها / عَبداً يُؤمل دَوماً حُسن مختتم
كَذا فَليَكُن بَذل النَدى وَالمَكارم
كَذا فَليَكُن بَذل النَدى وَالمَكارم / وَعَون ذَوي عَون السُراة الأَكارم
حَديث عَن الأَنداء يَروى عَن الحَيا / عَن البَحر عَن آلاء أَبناء هاشم
أَطار بِذكراهم شَوارد مَدحَهُم / بِغَير خَوافٍ جودَهُم وَقَوادم
كِرام إِذا ما قُلتُ فيهُم فَإِنَّني / مَثاب عَلى مَدحي لَهُم غَير آثم
يَرون السَخا حَتماً عَلى الحر واجِباً / فَلَم يَترُكوا مَعنى لِمعن وَحاتم
لَهم بالها وَجد كَأَنَّ عَلَيهُم / قَد اِفتَرَضَ الوَهاب حَمل المَغارم
يَقولون لي أَطنَبت فيهُم وَلَم أَكُن / تَغاليت في إِغراق غَير الكَرائم
فَأَيمانَهُم وَهِيَ المَيامين قَد هَمَت / بِفَيض النَدى مِن بَين تِلكَ الأَباهم
تَود الدَراري الزُهر لَو أَن لَيلة / تَناولها في مَدحهم فَكر ناظم
أَحلوا عَلى الهامات تيجان مَجدهم / وَغَيرَهُم اِستَغنى بِلَف المَحارم
تَرَفَعَت العَلياء عَمَن سِواهم / فَمركزها بَين اللها وَالهازم
وَما رغبت عَنها الأَعادي وَإِنَّما / حَمى حَمومة الغَيل اِغتيال الضراغم
رَوَت عَنهُم زُرق الأَسنة ما رَوَت / وَكلمت الأَبطال بيض الصَوارم
كَماة إِذا ما أَطلَقوا الخَيل في الوَغى / تَلوك العِدى بِالعَدو لَوك الشَكائم
وَلَم أَرَ أَجبالاً تَصادم مثلها / سِواها وَتَدعى بِالجياد الصَلادم
وَتَسري كَما تَسري الكَواكب في الدُجا / بِقَوم يَرون النسر تَحتَ القَوائم
إِذا زَعموا أَمضوا الَّذي أَمَروا بِهِ / كَما شاءَ عَبد اللَه ماضي العَزائم
مَليك عَلَيهِ التاج يُشرق فَالوَرى / تَرى مِنهُ في الإِكليل بَدر العَوالم
تَكوّن مِن نور سَما كُل شارق / أَضاءَ بِهِ بَدر وَكَل المَعالم
تَرقى إِلى أَوج الكَمال وَلم يَكُن / بِبَدع تَرقي الصَيدِ مِن آل فاطم
لَهُ الحَجَر وَالأَرَكان تَشهَد وَالصَفا / بِمَجد أَثيل مُشمَخر الدَعائم
تَأَلَق مِن بَيت النُبوة لَمَعه / فَطارَت بِبُشراه بُروق الغَمائم
وَأَطلَعه مِن مَهبَط الوَحي مِن هُدى / بِخَير بَني حَواء مفخر آدم
تَرعرع مِن شَم العَرانين ناشِئاً / فَجَدد تَعظيم الجُدود الأَعاظم
أَولئك أَقوام تَساموا فَمَدحَهُم / تَعود بِالأَعواد لا بِالمَواسم
تَمَنى أُناس أَن يَنالوا مَحَلَهُم / فَكانَت أَمانيهم كَأَحلام نائم
تعالَت بِهُم أَوهامَهُم لِوَساوس / عَلى غَير أُس ثابت وَدَعائم
يَجول البَعيد المُستَحيل بِفكره / مَجال الظُنون الكاذِبات بِواهم
تَنَزَهَت العَلياء عَن غَير أَهلِها / وَهَل تَطَأ الأَنعام نَجم النَعائم
لئن قَلت يَوماً في سِواهُم فَطالَما / قَرَعَت عَلى ما قُلتَهُ سن نادم
أَرى لِلمَعالي فيكُم عَين ناقد / يَدور عَلى إِنسانها جفن عالم
وَكُلٌّ بَتَرديد المَدائح صادح / يَرجَع في تَمجيدَكُم غَير باغم
وَيَنظم في الوَصف الشَريف قَلائِداً / وَأَبلغ مِنها قَول أَحكَم حاكم
وَمَن فيهُم جاءَ الكِتاب مُفَصَلاً / أَحاطَت عَلاهم بِالمُلوك الخَضارم
عَلَيكُم مِن اللَهِ السَلام صَلاتِهِ / بَني أَول الرُسل الكَرام وَخاتم
تَجول بفكري الشارِدات الكَرائم
تَجول بفكري الشارِدات الكَرائم / وَما بَرَحَت تَصبو إِلَيها الأَكارم
مخدّرة مَقصورة لا تَنالَها / عُيون عَلَيها مِن عَفاف تَمائم
وَكَم لَفظ البَحر الخَضم فَرائِداً / وَفي لجه ما لَم يَفصله ناظم
وَقَد ذهبت بَعض الكَرائم حَسرة / إِلى حَيث أَلقَقت رحلها وَالمَكارم
وَلَكِنَّني لَو شئت جَمع شُرودها / مَشَت بي إَلَيها هِمَتي وَالعَزائم
وَمِن عَجب إِن جئت مَن أَنا مادح / يُلاحظني شَذراً كَأَني شاتم
وَلَو قالَ يَوماً قَد أَجدت شكرته / وَعاديت جوداً تدَعيهِ الغَمائم
عَلى أَنَّني ان قُلت صدقاً قذَفتَهُ / وَإِن جئت بِالبُهتان فَالكُل لائم
فَأَيقَنتُ إِن القَول ضاعَ فَشَطره / مَهان وَشَطر في التَمحل عادم
وَأَعرَضت عَن زَيد وَعَمرو وَخالد / وَلَذَت بِمَن أَبقَت قُصي وَهاشم
وَسَيَرت شِعري في البَسيطة مادِحاً / لِمَن أَصله السَبط الكَريم وَفاطم
لِمن طابَ بَينَ المَأزمين غِراسَهُ / فَافصح فيهِ بِالمَدائح باغم
لِمَن عَرَفتَهُ المَشرفية وَالقَنا / وَشَعث النَواصي وَالوَغي وَالضَراغم
تَجمع فيهِ العَزم وَالحَزم وَالتُقى / فَكُل مَعانيهِ بِحار خَضارم
تَناول أَشتات المَفاخر وَحدَهُ / فَجَمَعَ الوَرى كَالفَرد وَهُوَ العَوالم
يَهزّ العَوالي بِالعَوالي فَتَتَقي / عَوامله أَعرابها وَالأَعاجم
إِذا كَشر الحَرب العوان عَن الظبا / فَثَغر اِبن عَون كَالمُهَند باسم
كَريم أَياديه الكَريمة سَيَرَت / أَياديه في الدُنيا وَمنها المَغانم
تَسامى بِهِ النور المُبين إِلى العُلا / فَأَيامَهُ لِلمُؤمنين مَواسم
لَهُ الكَعبة الغَراء وَالمنبر الَّذي / تَعالى عَلَيهِ لِلنَبيين خاتم
فَمَن شَكَ فَليَسأل بِهِ الرُكن وَالصَفا / وَزَمزم وَالمِيقات وَاللَه حاكم
هُوَ ابن الَّذي أَسرى بِهِ اللَهُ فَاِعتَلى / إِلى العَرش وَالروح الأَمين مُلازم
حمى حَومة الإِسلام مِنهُ مظفر / وَعَن لَعة تَروي القَنا وَالصوارم
تَنام عُيون الخَلق أَمناً وَغبطة / وَفي يَد عَبد اللَه للسيف قائم
مَليك لَهُ عَصر مُنيف وَعضبه / شَريف نمتهُ المُكرَمات الجسائم
فَلا تَحسَبوا أَني تَغاليت في الَّذي / أَقول فَفي القُرآن فَصل وَحاكم
بَعَثتُ إِلَيهِ بِالجُمان مُفَصلاً / وَكَيفَ يُهادي البَحرَ بِالقطر ساجم
وَمِن بَين فَكيهِ لِسان فَإِنَّهُ / يَقول فَيَروي عَنهُ لِلدَهر قادم
وَحَسب الَّذي يَروي الجَديدان شعره / مِن الفَخر مَدح في بَني السَبط دائم
فَخلدت ذكر العَبدليّ بِحَمده / وَفاء بِود عَهده مُتَقادم
وَمِن حُسن اِخلاصي مَتى رَمَت وَصفه / تَجول بِفكري الشارِدات الكَرائم
نَسيم الصِبا هَزَّت قَضيباً منعما
نَسيم الصِبا هَزَّت قَضيباً منعما / سَقاه الحَيا ماء الحَياة وَأَنعَما
تَمايل مِن مُر الهَبوب هَنيهة / وَرنحهُ فَاِهتَزَ ثُم تَقَوَما
وَفَتَحت الأَزهار طرا عُيونَها / إَلَيهِ وَطَير العَندَليب تَرَنَما
وَصَفَقَت الأَنهار في هامة الرُبى / فَأَرقَصَت الأَغصان وَالغَيث قَد هَما
وَحَرَكَت الأَكمام مِن طَرَب بِها / وَرود كَخَد بِالعذار تَنَمنَما
تَرى غرر الأَقمار بَينَ غَياضها / وَتَسمع قَمَرَيها شَجواً كُلَما قَد تَكَلَما
وَتَفَهم مِن تَرجيعِهِ في هَديله / حَديثاً بِهِ عَقد الهَناء تَنَظَما
سُروراً بِأَن عادَ السريّ لِصحة / وَأَذهَب عَنهُ السُقم مَن كانَ أَسقَما
وَأَشرَقَت الدُنيا فَنجم رِياضها / بِنَضرَتِهِ زَهواً إِلى النجم قَد سَما
تَعالى نَسيم الرَوض بَعد اِعتِلالِهِ / كَذَلِكَ إِن صَحَ القُبول تَنَسَما
وَقَد هَزَت السُمر العَوامل لِلوَغى / قُدوداً وَثَغر المشرفي تَبَسما
وَقَد رَفَعت لِلحَمد أَلوية الصَفا / وَعَمَ الهَناء المأزمين وَزَمزَما
وَقَد رحم اللَه العَوالي وَأَهلَها / وَأَسرَج خَيل الخَير فيهُم وَأَلجَما
فَأَبدَت نَواصي الصافِنات أَهلة / أَضاءَت وَأَطراف الأَسنة أَنجُما
وَكَم قَدَحت مِنها الحَوافر بِالحَصى / لَهيباً بِهِ قَلب العَدو تَضَرَما
وَقَد سَحَبت فيها الدُروع ذُيولَها / مِن التيه وَالإِدلال وَالقَوس هَمهما
شِفاءٌ بِهِ أَمسى العَدو عَلى شَفا / وَجَرَت لَهُ البُشرى خَميساَ عَرمرما
إِذا ثارَ مِن أَرض الحَطيم عُدتَ بِهِ / جِياد بِها جَيش العَدو تَحَطَما
فَما زادَ مِن ناواه إِلّا تَأَخَراً / وَما اِزدادَ مِن والاه إِلّا تَقَدَما
وَمَن كانَت الآمال تَخشاهُ وَالمَلا / عَلى البُعد تَرجوه البَرية منعما
مَليك إِلَه العالمين أَحَله / مَع الشَرف المَوروث بَيتاً محرما
فَزانَ بِهِ تلكَ الرِحاب كَرامة / وَزادَ بِهِ قَطر السَحاب تَكَرما
أَسالَ بِهِ وادي المحصب مَن مَنى / فَنالَ المُنى مَن حَلَ فيهِ وَأَحرَما
زَها حجَر إِسماعيل وَالحَجَر اِزدَهى / سُروراً وَلَولا الطَبع كانَ تَكَلَما
وَمَن قبل عَبد اللَه كَم مِن مملك / تَقادَم لَكن مَن ذَكَرت تَقَدَما
أَقَرَت بِهِ أُم القُرى عَين مَن سَعى / وَطافَ وَلَبى بِالحَجيج وَسَلَما
فَحَمداً لِمَن أَحيا الجَميع بسيد / بِهِ بَسط الأَرزاق فيهُم وَقَسما
أَلا لَيتَني مِمَن ثَوى في رِحابِهِ / وَجازَ إِلى أَرض الحِجاز المقطما
لَهمتك العَلياء تَعنو العَزائم
لَهمتك العَلياء تَعنو العَزائم / لِتَرقى بِها فَهِيَ الرقى وَالعَزائم
بَلَغت بِذي التاج الخديوي مَنصِباً / لَهُ البَدر في الإِكليل أَمسى بِزاحم
هُوَ الشَمس إِلّا أَنَّهُ الأَسَد الَّذي / تَقَلَد بِالمَريخ وَالإِسم صارم
عَلى مُلكه السامي بِهِ وَيَمينه / مِن النور جُلباب وَتاج وَخاتم
إِذا القَطر عَمّ القَطر رِيّاً فَعَن سَخا / يَدَيهِ يَرويِهِ النَدى لا الغَمائم
وَفيهِ لِسانُ الدَهر أَورَد مَنطِقاً / تَحَيَر في مَعناه مَعنَ وَحاتم
وَقالَ أَراهُ البَرّ وَالبَحر وَالنَدى / بَل العالم العلوي وَهِيَ المَعالم
عَلَوت بِهِ قَدراً وَعزّاً وَرفعةً / وَحَزماً بِهِ حازَ الكَمال الأَكارم
أَرى اليمّ مِن جَدوى يَمينك سائِلاً / عَلى السَبق أَضحى مَوجه يَتلاطم
تَعَهدت مِن يَثني عَلَيك وَإِن نَأى / فَمنُّك أَثمار وَمِنا الحَمائم
وَحَسبُك بِالإِجماع مِنا فَصادح / بِحَمدك غَريد وَآخر باغم
بمثلك مِما يَحدث الدَهر نَتَقي / وَكُلُ عَظيم تَتَقيهِ العَظائم
تَدارَكتُ لَما اِستَفحَلَ الخَطب خطة / قَد اِستَعرَبَت لَولاكَ فيها الأَعاجم
تَود النُجوم الزُهر لَو أَن في الدُجى / تَناولها مني لمدحك ناظم
وَكَم رمت أَسباب العُلا لالتقاطها / فَتقعد بي عَما أَروم القَوائم
كَأَني طَير أَبصَر الرَوض مُثمراً / فَما حَمَلتَهُ حينَ رَفَ القَوادم
وَلَو أَنَعَم المَولى سَمَوت بِهمة / إَلَيها وَكانَت دونَ هَمي النَعائم
وَلَكنما الأَيّام حالَت وَلَم أَحل / فَلا أَنا مَعلوم وَلا الحال كاتم
رَماني زَماني وَاِتَقى بِعصابة / رُؤوساً قَد اِلتَفَت عَلَيها المَحارم
وَقَد غَرَني دَهر تَبَسَم ضاحِكاً / وَفي فيهِ ما لاكت بفيها الأَراقم
فَدَتكَ المَواضي وَالمَواضي فَقَد عَلا / بِكَ الدين وَالدُنيا وَسَعدَك قادم
قَد اِفتّر عَنكَ العيد وَالمَجد مُشرِقاً / سُروراً فَثَغر الكَنن بِالبَشَر باسم
لِأَنَك عيد العيد وَالدَهر وَالوَرى / وَحَسبُك ما تَرويهِ عَنكَ المَكارم
نَحَرتُ بِهِ ما اللَه يَجعَلَهُ الفِدا / وَقائم يمن في يَمينك قائم
سَمَوت وَصادَقت العَزيز فَأَرخوا / بِصَديق إِسماعيل خَصَ المَواسم
وَجودَك في الدُنيا حَياة المَكارم
وَجودَك في الدُنيا حَياة المَكارم / وَجودك قَد أَحيا هَبات الأَكارم
فَإِن قُلت أَنتَ الدَهر كانَت صُروفه / عَبيداً وَكانَ الدَهر في زي خادم
وَإِن زالَت الظَلماء بِالشَمس إِذ عَلَت / فَإِنَّك أَعلى في زَوال المَظالم
وَإِن ظَمَئت أَرض تَروت غياضها / بَغَيث نَوال مِن أَياديك ساجم
فَما أَنتَ إِلّا القَطر إِن أَمسَك الحَيا / وَأَنتَ حَياة القَطر وارث حاتم
وَما الخَير إِلّا في همام حَياته / لِإِعدام أَحياء وَإِحياء عادم
أَقم أَود الباغي بِقائم مُرهَف / فَلولا الأَذى ما حَلَ قَتل الأَراقم
إِذا هُوَ راش السَهم طاش وَلَم يَصب / وَخابَ وَلم يَخطئهُ ريش القشاعم
وَفي كَمد الأَعداء أَعدَل شاهد / عَلى أَن مِن عادوه أَعدل قائم
إِذا ما أَرادوا الكَيد كادوا نُفوسَهُم / وَعادوا مَتى عادوا بِصَفقة نادم
إِذا غَصّ بِالريق الحَسود عذرته / كَذلك مَن يَسقي نَقيع العَلاقم
وَهَيهات أَن يَحووا علاك وَمَن رَأى / نَعاماً تَصَدى لالتقاط النَعائم
فَقُل لِلّذي يَرجو المَنيع وَقَد سَما / أَتَطلب صَيداً في عَرين الضَراغم
وَمِن دونِهِ أَطراف سُمر تَصوَبَت / أَسِنتها زُرق وَبيض صَوارم
وَنار بِها تَرمي البَنادق في الوَغى / كَشُهب وَأَصوات كَرَعد الغَمائم
وَهَل دافع رَجم المَدافع معقل / تَخصص مِن ذاكَ الشَواظ بِراجم
فَكَم رَفَعت لِلّه دَعوة طالب / دَوام مَعاليه وَدَعوةَ عالم
إِذا اِبتَهَل الإِسلام أَمن شيخه / عَلَيهِ بِما قَد عَمَ أَبناء آدم
فَتَرفع أَوراق الرِياض أَكفُها / وَتَلهج بِالتَأمين وَرق الحَمائم
أَلا أَيُّها العالي عَلى كُل مَن عَلا / وَسادَ عَلى كُل المُلوك الخَضارم
فَلا تَرهب الأَعداء فَاللَه حافظ / وَأَنتَ عَظيم في عُيون العَظائم
وَكَيفَ يَهاب الخَلق بِاللَه عارف / رَشيد وَمَن وَلّاه أَحكم حاكم
وَقَلده صَمصام نَصرته كَما / أَعَزّ سُلَيمان النَبي بِخاتم