المجموع : 84
لا وَوَجهٍ لَكَ يُبدي
لا وَوَجهٍ لَكَ يُبدي / صَفحَةَ السَيفِ الصَقيلِ
وَسَوادِ الشَعرِ الأَس / وَدِ في الخَدِّ الأَسيلِ
وَعُيونٍ لَكَ لا تَط / رِفُ إِلّا عَن قَتيلِ
ما جَميلُ الصَبرِ عَن مِث / لِكَ عِندي بِجَميلِ
قَد رَضينا مِنَ الغَزالِ الكَحيلِ
قَد رَضينا مِنَ الغَزالِ الكَحيلِ / بَغَرورِ العِداتِ وَالتَعليلِ
وَهَجَرنا سِواهُ وَهوَ مُنيلٌ / وَهَويناهُ وَهوَ غَيرُ مُنيلِ
فَكَثيرُ البَغيضِ غَيرُ كَثيرٍ / وَقَليلُ الحَبيبِ غَيرُ قَليلِ
يا عَذولي زَعَمتَ صَبري صَواباً / وَطَريقَ الصَوابِ غَيرَ مُخيلِ
هَلكَ العَزمُ بَينَ شَوقِ صَحيحٍ / أَنا فيهِ وَبَينَ صَبرٍ عَليلِ
لا تَعِب مَن هَويتُ بِالبُخلِ إِنّي / لا أُحِبُّ الحَبيبَ غَيرَ بَخيلِ
يَجمُلُ البُخلُ بِالمِلاحِ وَإِن كا / نَ بِغَيرِ الحَبيبَ غَيرَ بَخيلِ
كُلُّ مَن سَرَّهُ حَبيبٌ جَوادٌ / فَلتَطِب نَفسُهُ بِقَرنٍ طَويلِ
أَسنى الأَماني كُلِّها
أَسنى الأَماني كُلِّها / وَأَجَلُّ مِنها ما يُنالْ
كَأسٌ وَمُسمِعَةٌ وَإِخ / وانٌ تُحادِثَهُم وَمالْ
اِشرَب فَقَد طابَتِ المُدامُ
اِشرَب فَقَد طابَتِ المُدامُ / وَاِفتَرَّ عَن ثَغرِهِ الغَمامُ
مِن قَهوَةٍ حُرِّمَت عَلَينا / وَالصَبرُ عَن مِثلِها حَرامُ
جَلَّت عَنِ الوَصفِ فَهيَ شَيءٌ / يَدِقُّ عَن شَأنِها الكَلامُ
إِذا اِستَذَمَّ الأَسى إِلَيها / فَما لَهُ عِندَها ذِمامُ
طَوَّقَها الماءُ سِمطَ دُرٍّ / لَيسَ لِمَنثورِهِ نِظامُ
كَأَنَّها تَحتَهُ كُمَيتٌ / عَلَيهِ مِن فِضَّةٍ لِجامُ
إِذا بَدَت لِلهُمومِ ظَلَّت / وَهيَ لِإِعظامِها قِيامُ
تَلوذُ مِنها فَلا لِواذٌ / يَنفَعُ مِنها وَلا اِعتِصامُ
في فِتيَةٍ كُلُّهُم كَريمٌ / وَخَيرُ مَن يَصحَبُ الكِرامُ
يَكسَدُ سَوقُ الفَتاةِ فيهِم / ظَرفاً وَلا يَكسَدُ الغُلامُ
أَئِمَّةٌ كُلُّهُمْ عَليمٌ / بِكُلِّ ما فِعلُهُ أَثامُ
لكِنَّني فيهِمُ عَلى ما / وَصَفتُ مِن فَضلِهِم إِمامُ
وَعِندَنا شادِنٌ غَريرٌ / في لَحظِ أَجفانِهِ سَقامُ
لِلحُسنِ قُدّامَهَ جُيوشٌ / لِلصَّبرِ قُدّامَها اِنهِزامُ
يَخِفُّ في حُبِّهِ التَصابي / كَمِثلِ ما يَثقُلُ المَلامُ
ذا العَيشُ فَاِفطُن لَهُ وَبادِر / مِن قَبلِ أَن يَفطُنَ الحِمامُ
وَاِنعَم فَعامُ السُرورِ عِندي / يَومٌ وَيَومُ الهُمومِ عامُ
أَلَستَ تَرى وَشيَ الرَبيعِ المُنَمنَما
أَلَستَ تَرى وَشيَ الرَبيعِ المُنَمنَما / وَما رَصَّعَ الرَبعِيُّ فيهِ وَنَظَّما
فَقَد حَكَتِ الأَرضُ السَماءَ بَنَورِها / فَلَم أَدرِ في التَشبيهِ أَيُّهُما السَما
فَخُضرَتُها كَالجَوِّ في حُسنِ لَونِهِ / وَأَنوارُها تَحكي لِعَينَيكَ أَنجُما
فَمِن نَرجِسٍ لَما رَأى حُسنَ نَفسِهِ / تَداخَلَهُ عُجبٌ بِها فَتَبَسَّما
وَأَبدى عَلى الوَردِ الجِنِيِّ تَطاوُلاً / فَأَظهَرَ غَيظُ الوَردِ في خَدِّهِ دَما
وَزَهرٍ شَقيقٍ نازَعَ الوَردَ فَضلَهُ / فَزادَ عَلَيهِ الوَردُ فَضلاً وَقَدَّما
وَظَلَّ لِفَرطِ الحُزنِ يَلطِمُ خَدَّهُ / فَأَظهَرَ فيهِ اللَطمُ جَمراً مُضَرَّما
وَمِن سَوسَنٍ لِما رَأى الصِبغَ كُلَّهُ / عَلى كُلِّ أَنوارِ الرِياضِ تُقُسِّما
تَجَلبَبَ مِن زُرقِ اليَواقيتِ حُلَّةً / فَأَغرَبَ في المَلبوسِ مِنهُ وَأَعلَما
وَأَلوانِ مَنثورٍ تَخالَفَ شَكلُها / فَظَلَّ بِها شَكلُ الرَبيعِ مُتَمَّما
جَواهِرُ لَو قَد طالَ فينا بَقاؤُها / رَأَيتَ بِها كُلَّ المُلوكِ مُخَتَّما
فَقُم فَاِسقِني ما حَرَّموهُ فَما أَرى / مِنَ العَيشِ حُلواً غَيرَ ما قيلَ حُرِّما
فَهِمٌ غالَطَ مِنى فَهِما
فَهِمٌ غالَطَ مِنى فَهِما / جاءَني يَسأَلُ عَمّا عَلِما
مُقسِمٌ ما بَلَغَتهُ عِلَّتي / كاذِبٌ وَاللَهِ فيما زَعَما
كَيفَ لَم يَبلُغهُ عَنّي سَقَمي / وَهُوَ المُهدي إِلِيَّ السَقما
رُزِقَ المَظلومُ مِنّا رَحمَةً / ثُمَّ لا أَدعو عَلى مَن ظَلَما
يا باعِثاً لِدَعوَتي غُلامَهُ
يا باعِثاً لِدَعوَتي غُلامَهُ / وَعاتِباً مِن تَركِنا إِلمامَهُ
إِذا أَرَدتَ أَن تُزارَ في غَدِ / فَلا تُغالِ في الطَعامِ وَاِقصِدِ
وَاِعمِد إِلى ما أَنا مِنهُ واصِفُ / فَإِنَّني بِالطَيِّباتِ عارِفُ
اِبعَث فَخُذ عَشراً مِنَ الرُقاقِ / تَلَذُّها نَواظِرُ الأَحداقِ
تَكادُ مِمّا رَقَّ مِن خِرشائِها / تَشِفُ لِلأَعيُنِ مِن صَفائِها
أَرَقَّها الصانِعُ حَتّى خَفَّتِ / وَلَطُفَت أَجسامُها وَمُدَّتِ
تَكادُ لَولا حِذقُهُ في صَنعَتِهْ / تُطيرُها أَنفاسُهُ مِن راحَتِهْ
حَتّى أَتَت في صورَةِ البُدورِ / اَو مِثلَ جاماتِ مِن البَلّورِ
حَتّى إِذا فَرَغتَ مِنها مُتقِنا / وَلَم يَرَ العائِبُ فيها مَطعَنا
فَاِعمِد إِلى مُدَوَّرٍ مِنَ البَصَلْ / فَإِنَّهُ أَكبَرُ أَعوانِ العَمَلْ
يَحكي لِعَينَيكَ اِخضِرارُ قِشرِهِ / إِذا رَماهُ ناظِرٌ بِفِكرِهِ
غَلائِلاً خُضراً عَلى جَسومِ / بيضٍ رِطابٍ مِن بَناتِ الرومِ
حَتّى إِذا أَحكَمتَهُ تَقطيعا / وَقُلتَ قَد جَوَّدَتُهَ صَنيعا
خَلَطتَهُ بِاللَحمِ خَلطاً جَيِّداً / وَلَم تَزَل تَخلِطُهُ مُرَدِّدا
حَتّى إِذا أَنتَ أَجَدتَ فِعلَهُ / ثُمَّ جَمَعتَ في الرُقاقِ شَملُهُ
صَيَّرتَهُ يا ذا العُلا السَنِيَّهْ / شابورَةً لَيسَت لَها سَمِيَّهْ
ثُمَّتَ أَغلِ الشَبرِقَ المُقَشَّرا / مِن فَوقِهِ حَتّى تَراهُ أَحمَرا
مُكتَسِياً حُلَّتَهُ الخَمرِيَّهْ / مِن بَعدِ ما عَهِدتَها فِضِّيَهْ
ثُمَّ أَدِر كَأسَ الشَمولِ مُنعِما / أَكرِم بِهذا مَشرَباً وَمَطعَما
فَلَستَ في فِعلِكَ ذا مُبَذِّرا / كَلّا وَلا في حَقِّنا مُقَصِّرا
لا تَحسُدَنَّ صَديقاً
لا تَحسُدَنَّ صَديقاً / عَلى تَزايُدَ نِعمَهْ
فَإِنَّ ذلِكَ عِندي / سُقوطُ نَفسٍ وَهِمَّهْ
ضِحِكَ الفَجرُ ساخِراً بِالظَلامِ
ضِحِكَ الفَجرُ ساخِراً بِالظَلامِ / حينَ فُلَّت جُيوشُهُ بِاِنهِزامِ
لاحَ في الحِندِسِ البَهيمِ يُحاكي / مَلِكَ الرومِ بَينَ أَبناءِ حامِ
فَدَعِ اللَومَ وَاِسقِنيها كُمَيتا / سَبَكَت تِبرَها يَدُ الأَيّامِ
زارَني في دُجى الظَلامِ البَهيمِ
زارَني في دُجى الظَلامِ البَهيمِ / قَمَرٌ باتَ مُؤنِسي وَنَديمي
بِحَديثٍ كَأَنَّهُ عَودَةُ الصِحَّ / ةِ في الجِسمِ بَعدَ يَأسِ السَقيمِ
تَتَلَقّى القُلوبُ مِنهُ قَبولاً / كَتَلَقّي المَخمورِ بَردَ النَسيمِ
ريقٌ إِذا ما اِزدَدتُ مِن شُربِهِ
ريقٌ إِذا ما اِزدَدتُ مِن شُربِهِ / رِيّاً ثَناني الرِيُّ ظَمآنا
كَالخَمرِ أَروى ما يَكونُ الفَتى / مِن شُربِها أَعطَشَ ما كانا
لَو كانَ كُلُّ عَليلٍ
لَو كانَ كُلُّ عَليلٍ / يَزدادُ مِثلَكَ حُسنا
لَكانَ كُلُّ صَحيحٍ / يَوَدُّ لَو كانَ مُضنى
يا أَكمَلَ الناسِ حُسنا / صِل أَكمَلَ الناسِ حُزنا
غَنِيتَ عَنّي وَمالي / وَجهٌ بِهِ عَنكَ أَغنى
كَتَبتُ وَفَرطُ شَوقي قَد عَناني
كَتَبتُ وَفَرطُ شَوقي قَد عَناني / وَقَد بَعُدَ اللِقاءُ عَلى التَداني
وَما في البَيتِ لي ثانٍ فَكُن لي / جُعِلتُ فِداكَ يا مَولايَ ثاني
فَعِندي ما يُجاوِزُ كُلَّ وَصفٍ / وَما يُرضي الخَليلَ إِذا أَتاني
خَروفٌ أَظهَرَ الشَوّاءُ فيهِ / تَأَنُّقَهُ فَلَيسَ لَهُ مُداني
غِلالَةُ باطِنٍ مِنهُ لُجَينٌ / وَظاهِرُهُ غِلالَةُ زَعفَرانِ
وَكَأسٌ مِثلُ عَينِ الديكِ صِرفٌ / لَها حَبَبٌ كَمَنظومِ الجُمانِ
تَقادَمَ عَهدُها فَبَدَت كَشَخصٍ / عَديمِ الحُسنِ مَوجودِ العَيانِ
لَها في كَفِّ شارِبِها شُعاعٌ / تَطَرَّفَ مِنهُ مُبيَضُّ البَنانِ
يَطوفُ بِشَمسِها قَمَرٌ مُنيرٌ / تَمَكَّنَ طالِعاً في غُصنِ بانِ
وَإِن أَحبَبتَ مُسمِعَةً أَتَتنا / مُحَذَّفَةً بِأَصنافِ الأَغاني
تُطَلِّقُ هَمَّ سامِعَها ثَلاثاً / بِتَحريكِ المَثالِثِ وَالمَثاني
فَهذا عِندَنا وَلَدونَ هذا / لَعَمرُكَ ما كَفاكَ وَما كَفاني
فَزُرنا لا عَدِمتُكَ مِن صَديقٍ / تَتِمُّ لَنا بِزَورَتِهِ الأَماني
صَعتَرِيٌّ أَرَقُّ مِن أَرجُلِ النَم
صَعتَرِيٌّ أَرَقُّ مِن أَرجُلِ النَم / لِ وَأَذكى مِن نَفحَةِ الزَعفَرانِ
كَسُطورٍ كُسينَ نَقطاً وَشَكلاً / مِن يَدَي كاتِبٍ ظَريفِ البَنانِ
ما السُقمُ في سَفَرٍ وَالدَيْنُ مَع عُدُمٍ
ما السُقمُ في سَفَرٍ وَالدَيْنُ مَع عُدُمٍ / يَوماً بِأَثقَلَ مِنهُ حينَ يَلقاني
مالي عَلَيهِ مُعينٌ حينَ أُبصِرُهُ / غَيرُ الصُدودِ وَتَغميضٍ لِأَجفانِ
اِزهَد إِذا الدُنيا أَنالَتكَ المُنى
اِزهَد إِذا الدُنيا أَنالَتكَ المُنى / فَهُناكَ زُهدُكَ مِن شُروطِ الدينِ
لَقَد شَمِتُّ بِقَلبي
لَقَد شَمِتُّ بِقَلبي / لا فَرَّجَ اللَهُ عَنهُ
كَم لُمتُهُ في هَواهُ / فَقالَ لا بُدَّ مِنهُ
أَبصَرَهُ عاذِلي عَلَيهِ
أَبصَرَهُ عاذِلي عَلَيهِ / وَلَم يَكُن قَبلَ ذا رَآهُ
فَقالَ لي لَو هَويتَ هذا / ما لامَكَ الناسُ في هَواهُ
قُل لي إِلى مَن عَدَلتَ عَنهُ / فَلَيسَ أَهلُ الهَوى سِواهُ
فَظَلَّ مِن حَيثُ لَيسَ يَدري / يَأمُرُ بِالحُبِّ مَن نَهاهُ
لَئيمٌ لا يَزالُ يَلُمُّ وَفراً
لَئيمٌ لا يَزالُ يَلُمُّ وَفراً / لِوارِثِهِ فَيَنفَحُ عَن حِماهُ
كَكَلبِ الصَيدِ يُمسِكُ وَهوَ طاوٍ / فَريسَتَهُ لِيَأكُلَها سِواهُ
أَما تَرى أَنجُمَ الدَياجي
أَما تَرى أَنجُمَ الدَياجي / تُزهِرُ في جَوفِها النَقّيِّ
تَحكي لَنا لُؤلُؤاً نَثيراً / عَلى بِساطٍ بَنَفسَجِيِّ