القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مصطفى صادق الرافعي الكل
المجموع : 347
حُطي نقابكِ لحظةً
حُطي نقابكِ لحظةً / فالحسنُ أجمعُ في نقابِكْ
ظمأَ الفؤادُ إلى رضاك / ظمأ المحب إلى رضابكْ
غرامكِ لا يبقى على نفسِ إنسانِ
غرامكِ لا يبقى على نفسِ إنسانِ / فسلهُ لماذا غالَ قلبي وأبقاني
أفي كلِّ يومٍ لي من الحبِّ حسرةٌ / وحزنٌ وقد ضاقَ الفضاءُ بأحزاني
وها أنا ذا بينَ الصبابةِ والصبا / تجاذبني الأولى فيدفعني الثاني
ولم يبقِ من جسمي الهوى غير ذرةٍ / كما أبقتِ الكاساتُ من عقلِ نشوانِ
أكادُ لذاكَ الحيِّ إن مرتِ الصبا / أطيرُ وإنْ لم يحتملني جناحانِ
وتنظرُ هذي الشمسُ عيني كأنها / وقد أذكرتني حسنَ وجهكَ شمسانِ
هم عبدوها في الجمالِ ضلالةً / ويمنعني من مثلِ ذلكَ إيماني
على أنهم ذلوا لسلطانِ حسنها / وحسنكَ سلطانٌ على كلِّ سلطانِ
فقالوا حكيتَ الظبيَ جيداً ولفتةً / وأشبهتَ غصنَ البانِ في هيفِ البانِ
وأقسمُ ما الغزلانُ في لفتاتها / ولا هيفُ الأغصانِ إلا الشبيهانِ
لكَ الحسنُ من كلِّ الحسانِ وللذي / يحبكَ في أشعارهِ كلُّ إحسانِ
وأنتَ الذي قربتَ من جسمي الضنا / وأنتَ الذي باعدتَ ما بينَ أجفاني
فإن قيلَ عني أنهُ ماتَ عاشقاً / فقلْ لهم ما رحمةُ الميتِ من شاني
إذا كنتَ لا ترثي وفيَّ بقيةٌ / فكيفَ إذا ماأدرجوني بأكفاني
وإن يقرأ العذالُ ما أنا كاتمٌ / فقد خطَّ في خديَّ بالدمعِ سطرانِ
ولو شئتَ لم يدروا بما دارَ بيننا / ولو أن حسادي عليكَ من الجانِ
أبى الدهرُ أن يلقى أخو الحبِّ صاحباً / من الإنسِ إلا دونهُ ألفُ شيطانِ
فيا ليتَ أن الأفقَ تهوي نجومهُ / على كلِّ واشٍ بالمحبيَن خوَّانِ
ويا ليتَ نيرانَ الجحيمِ تزيدهمْ / قلوباً تلظى حسرةً فوقَ نيرانِ
ويا ليتَ أن الأرضَ دكتْ جبالها / فكم فيهمْ من مثلِ رضوى وثهلانِ
وما كنتُ أدري قبلهمْ أنَ في الورى / من الناسِ أقوامٌ على شكلِ أوثانِ
فيا من لحاني في الصبابةِ ما ترى / ملامكَ هذا بالصبابةِ أغواني
وبي رشاً لم يبقِ مني دلالهُ / سوى ما تراهُ من همومٍ وأشجانِ
تعشقتهُ ظمآنَ للحبِّ فارتوى / فؤادي ولكنْ ردني جد ظمآنِ
وأضحكني دهري زماناً بقربهِ / ولكنهث من بعدِ ذلكَ أبكاني
ولن تجدِ النيا سوى ما وجدتها / ولا سائرَ الأزمانِ إلا كأزماني
ويا جيرتي والنفسُ جمَّ عناؤُها / ألا عاشق عان لذا العاشق العَاني
رأيتُ فؤادي مطبقاً جفنهُ الأسى / كما اكتحلتْ بالنومِ أجفانُ وسنانِ
وقد كانَ لي كأساً لدى مجلسِ الهوى / إذِ الحبُّ راحي والحبائبُ ريحاني
وفي الحبِّ سلوانٌ ولكنني أرى / تأسي ذي الحاجاتِ ليسَ بسلوانِ
وهذا الهوى تاجٌ على كلِّ عاشقٍ / فما شرفُ الأملاكِ من غيرِ تيجانِ
يا قوام الغصنِ منثنياً
يا قوام الغصنِ منثنياً / ومثالَ الحسنِ والظرفِ
أنتَ والطربوشُ منحرفٌ / كهلالِ الأفقِ في النصفِ
فاتقِ الخالقَ في قومٍ / عبدوا اللهَ على حرفِ
لا تلوموا إذا تعذبتُ فيهِ
لا تلوموا إذا تعذبتُ فيهِ / وقضيتُ الحياةَ وجداً عليهِ
ففؤادي وإن طالَ عذابي / ليسَ يلقى النعبمَ إلا لديهِ
وجههُ جنةَ العيونِ وإن كا / ن تلظى السعيرُ في وجنتيهِ
سائلوهُ متى يفيقُ الذي جنَّ
سائلوهُ متى يفيقُ الذي جنَّ / وهلْ أصبحت تباعُ العقولُ
واذكروا أني سلوتُ عن السل / وانِ فالصبرُ في الهوى مستحيلُ
أعشقُ الحبَّ والحبيبَ لأني / في هوى الحبِّ والحبيب قتيلُ
نضبَ الدمعُ بعدَ ما كانَ ينسا / بُ كما فاضَ في البلادِ النيلُ
فرعى اللهُ من تصدَّقَ بالدم / عِ على أعينٍ كواها الهمولُ
أيها العاذلُ ابغي كبداً لم / تقصفْ بجانبيها النصولُ
وستعرْ لي وقتاً طويلاً فإني / أجد الوقتَ في الهوى لا يطولُ
وأعني على العزاءِ فقلبي / ثاكلٌ واصطبارهُ مثكولُ
أتراني أعيشُ والحبُّ في النا / سِ دليل وراءهُ عذريلُ
يأملُ الناسُ في الحياةِ نعيماً / وقليلٌ من سرهُ المأمولُ
والأماني على رقابِ الليالي / صارمٌ في يدِ الردى مسلولُ
كم تريني مصارع الأولى قتل ال / وجد ومن أهلكتهُ تلكَ السبيلُ
أنا منهم قذرْ أخاك ضجيعاً / كيفَ يأسى على أخيكَ عذولُ
لا تعبْ ما ترى بهِ من نحولٍ / زينةُ العاشقينَ هذا النحولُ
واعذرِ الصبَّ ما بقيتَ خل / يَ القلبِ فالصبُّ قلبهُ متبولُ
أنا من ترتمي الحسانُ عليهِ / أن رأتْه جميلةٌ أو جميلُ
وأقلُ الغرامِ عندي أني / بينَ قومي على الغرامِ دليلُ
يا عيونَ الأغنِ لا ترهفي الل / حظَ فسيفُ اللحاظِ عضبٌ صقيلُ
ما لهذا القوامِ يخطرُ كِبراً / كغصونِ الرياضِ حينَ تميلُ
ولذاكَ الدلالِ يتركُ من عز / ذليلاً فكلُّ صبٍّ ذليلُ
علليني بالموتِ كيفَ تشائينَ / فإني على المماتِ عليلُ
أنا واللهِ أشتهي الموتَ في الحبِّ / ليأسى عليَّ هذا البخيلُ
مري علينا يا صبا نجدٍ
مري علينا يا صبا نجدٍ / تشكو إليكِ مدامعي وجدي
أمسيتُ والأشواقُ مضنيةٌ / عندي من الأشواقِ ما عندي
تجري عيوني في محاجرها / ومدامعي تجري على خدِي
ما أنسَ والأيامُ تجمعنا / وكأنني في جنةِ الخلدِ
تشكو كما اشكو الهوى وإذا / طارحتُها أبدتْ كما أبدي
وتراعُ من ذكرِ الصدودِ إذا / خطرتْ بقلبي لوعةُ الصدِّ
وإذا بكيتُ جرتْ مدامعها / جريَ الندى صبحاً على الوردِ
قلبي وما في العيشِ لي طمعٌ / ما دمتِ يا قلبي على وقدِ
هل كلُّ من يهوى يموتُ أسىً / أم قد بليتُ بذا الأسى وحدي
سل مسرحَ الآرامِ كا فعلتْ / تلكَ الظباء الغيدُ من بعدي
لهفي عليها كم وفيتُ لها / لو أن لهفي بعدها يجدي
ولكم حفظتُ لها الودادَ على / بُعْدِ المزارِ وضيعتْ ودِّي
ماذا أصابكَ بعدما نظرتْ / ورمتكَ عيناها على عمدِ
أوما نهيتكَ في الجزيرةِ عن / كنسِ المها ومصارعِ الأسْدِ
وأريتكَ الألحاظَ مغمدةً / كالسيفِ مسلولاً من الغمدِ
أعدى على كبدي هواكَ فلو / أعلمتني أن الهوى يعدي
يا قلبُ ما لي لا أضنُّ بهِ / من بعدِ ما فقدتُ سوى فقدي
حمل تحيتكَ الصبا فعسى / يوماً تعودُ إليكَ بالردِ
واجزع على قربِ الديارِ فقد / صبرتْ اوانسها على بعدي
يا غادةً أرعى العهودَ لها / هل أنتِ باقيةٌ على عهدي
أمسيتُ في قلبي وليتَ اذنْ / قلبي يساعدني على الوجدِ
يا من أطالَ الهجرَ من بعدِ ما
يا من أطالَ الهجرَ من بعدِ ما / مسنيَ الحبُّ بما مسني
أنتَ وإن أسرفتَ في ذا الجفا / أحسنُ خلقِ اللهِ في أعيني
هيفاءُ تأمرُ بالحسنِ
هيفاءُ تأمرُ بالحسنِ / منْ تشاءُ وتنهى
تغني عن البدرِ والبد / رُ ليسَ يغنيكَ عنها
أعطيتها بيدي رو / حي ولما تصنها
يدي التي قتلتني / فكيفَ أقتصُّ منها
ويحكَ يا قلبُ عدتَ للنزقِ
ويحكَ يا قلبُ عدتَ للنزقِ / أما رمتكَ الظباءُ بالحدقِ
وهل نسيتَ الهوى وما بعدتْ / أيامُ ذاكَ الودادِ والملقِ
وكيفَ ينسى الغريقُ روعتهُ / إذا نجتْ روحهُ من الغرقِ
رحماكَ يا قلبُ ليسَ من شيمي / أني أبيعُ الوفاءَ بالحمقِ
فاقبرْ بلحدِ الهوى لواعجهُ / إنكَ إن تمتْ فيهِ لم تفقِ
ما خُلقَ القلبُ للغرامِ ولم / تخلقْ عيوني لذلكَ الأرقِ
جافيتني والذنبُ ذنبك
جافيتني والذنبُ ذنبك / وظلمتني فالله حسبُكْ
ما بال قلبكَ لا ير / قُّ أمن صميمِ الصخرِ قلبكْ
وبخلتَ حتى بالرسائ / لِ خوفَ أن تشفيهِ كتبكْ
وضننتَ حتى بالعتا / بِ وربما يكفيهِ عتبكْ
ومنعتَ ختى الطيفَ لا / يدنو وقربُ الطيفِ قربكْ
صلني أو اهجرْ إنني / في الوصلِ والهجرِ أحبكْ
ولقد ترى أن الوفا / دأبي فما للصدِّ دأبكْ
كلُّ الأنامِ عواذلي / صحبي يعنفني وصحبكْ
فاعجب وتِهْ ماذا علي / كَ إذا أذلَ الناسَ عجبكْ
إن تبتعدْ أو تقتربْ / فأنا على الحالينِ صبُّكْ
أناديكَ يا قلبُ مذ ودعوا
أناديكَ يا قلبُ مذ ودعوا / فما لي أنادي ولا تسمعُ
أما أنتَ أخضعتني للهوى / وما كنتُ لولا الهوى أخضعُ
أما قد أطعتكَ في حبهِ / وكنتُ لهُ العبدُ بل أطوعُ
ألم ائتمنكَ على أضلعي / وكانتْ مغانيكَ الأضلعُ
أما أنتَ بيتُ حياتي وهلْ / لنفسي من بعدها مطمعُ
وكنتُ أظنكَ لي راجعاً / فما لكَ يا قلبُ لا ترجعُ
أما والذي في يدهِ القلوبُ / فأنى ذكرتُ اسمهُ تدمعُ
ويسرعُ في خاطري ذكرهُ / ودمعيَ من ذكرهِ أسرعُ
وقد غادرتْني النوى بعدهُ / إذا وصفوا لي النوى أجزعُ
نحيل كأنيَ من خصرهِ / ولكنني دونهُ الموجعُ
وقد حسبوني طيفَ الخيالِ / لولا الوسادةُ والمضجعُ
فيا ظبيُ كيفَ أسلتَ الحشا / وكنتَ بوادي الحشااترتعُ
ويا بدرُ كيفَ صعدتَ الفؤاد / وكنتَ بآفاقهِ تطلعُ
أقامَ بموضعِ قلبي الأسى / فلو عادَ لم يسعِ الموضعُ
يا فاتنَ النساكِ ما عهدنا
يا فاتنَ النساكِ ما عهدنا / أنْ يدخلَ المسجدَ ريمُ الفلاةِ
أما تخافُ اللهَ في خلقهِ / لو تركوا إن شاهدوكَ الصلاة
وخليلٍ ضممتهُ فتأبى
وخليلٍ ضممتهُ فتأبى / وانثنى نافراً كظبيِ الصريمِ
قالَ نارُ الخليلِ في القلبِ شبَّتْ / قلتُ أقبلْ فتلكَ نارُ الكليمِ
أرقني يا حمامُ ذا الكمدِ
أرقني يا حمامُ ذا الكمدِ / فهل وجدْتَ الهوى كما أجدُ
بتُّ على الغصنِ نائحاً غرِداً / وبتُّ أبكي الذينَ قدْ بعدوا
وأعيني ما تزالُ واكفةً / وأضلعي ما تزالُ تتقدُ
إنا كلانا لعاشقٌ دنفٌ / طارَ بنومي ونومكَ السهدُ
فنحِّ رويداً فما سوى كبدي / تذوبُ يا باعثَ الجوى كبدُ
لي مهجةٌ تعشقُ الجمالَ وهلْ / يلامُ في حبِّ روحهِ الجسدُ
عذبها بالصدودِ ذو هيفٍ / أغيدٌ قد زانَ جيدَهُ الجيدُ
تعزُّ في حسنهِ الظباءُ وقد / ذللَ في ملكِ حسنِهِ الأسدُ
قفا على دارهِ فاسألاهُ / أقلُ من وعدِهِ الذي يعدُ
وغنيا إن رأيتما طللاً / أقفرَ بعدَ الأحبةِ البلدُ
عزمتَ على التجنبِّ أم تدلُّ
عزمتَ على التجنبِّ أم تدلُّ / وهل لسواكَ في قلبي محلُ
أما يرضيكَ مني أنَّ نفسي / تذلُّ ومثلُ نفسي لا تذلُّ
وقدْ أحرقتَ قلبي ما تبالي / وفيهِ إليكَ شوقٌ ما يُبَلُّ
فسل عينيكَ ما لهما استحالا / دمي ودمي حرامٌ لا يُحلُّ
لقدْ كذبَ العواذلُ يومَ قالوا / سلا أو سوفَ ينساهُ فيسلو
وما أنا والسلُوُّ ونحنُ قومٌ / إذا بلغوا الهدايةَ لم يضلوا
أرى أيامَ عمري فيكَ تطوى / كأنكَ الشمسُ والأيامُ ظلُّ
ألا أيها القلبُ لا تيأسِ
ألا أيها القلبُ لا تيأسِ / وأيتها النفسُ لا تيأسي
أَئِنْ نفرُّوا الظبيَ لم تأنسا / لوحشةِ ليلي فلم آنسِ
وضاقتْ بي الأرضُ حتى كأني / من الضيقِ أمسيتُ في محبسٍ
دعاهُ يُحَجَّبْه داجي الهموم / فما تطلعِ الشمسُ في الحِندِسِ
وإلا تُعينا على سلوةٍ / فصبراً على الأعينِ النُعسِ
عهدتكما طائري بانةٍ / وعودكما خَضِرٌ مكتسي
فأيبسهُ حرُّ هذا الهوى / وماء الصبا فيهِ لم ييبسِ
وسامكما الشوقُ هذا الهوان / وساءكما في الهوى ما يُسي
وإني ليحزنني بعدَ ذاكَ / أن يذهبَ الحبُّ بالأنفسِ
فيا أنسَ اللهُ أهل الهوى / ومن يخلقونَ بلا مؤنسِ
ترى الصبَّ تحسبهُ ميتاً / ضجيعاً على القبرِ لم يُرمسِ
وحسبُ بني الشوقِ أن يعرفوا / بذلَ رؤسهمُ النُّكسِ
لقد ضلَّ بينَ الهوى والعيونِ / رأيُ الفتى الحازم الأكيسِ
كما ضيعَ العقلُ أهلَ العقولِ / بينَ المدامةِ والأكؤسِ
فيا كوكبَ الصبحِ إما بزغتْ / تألق تاجاً على الأرؤسِ
ويا طلعةَ البدرِ إما سفرتِ / كما تسفرُ الخودُ في المجلسِ
ويا غادةَ الروضِ إما جررتِ / ذيولَ الحرائرِ والسندسِ
ويا أُذُنَ الريحِ إما وعيتِ / سلامَ ذوي الكلفِ البؤَّسِ
ويا شفةَ الوردِ إما لثمتِ / عيوناً تفتحُ في النرجسِ
ويا لمةَ الآسِ فينانة / كُلَمَّةِ ذي الصَّيِّدِ الاشوسِ
ويا قضبَ البانِ مياسةٌ / ترنحُ كالأهيفِ المحتسي
خذي للمحجبِ عني السلامَ / وقولي نسيتَ فتىً ما نسي
زعموني نسيتُ والهجرُ ينسي
زعموني نسيتُ والهجرُ ينسي / وتلاهيتُ بعدَ أيامِ أنسي
سائلوا النومَ هل رأتهُ عيوني / واسألوا عن هواي مالكَ نفسي
فوربِّ السماءِ والأرضِ إني / لأرى في مصارعِ الحبيبِ رمسي
كيفَ أسلو وقد حسوتُ كؤوسي / من خدودٍ ومن مراشِفَ لُعْسِ
كلما دارتِ الشفاهُ بكأسٍ / دارَ خداهُ لي بكأسٍ وكأسِ
وأرى وجههُ وقد بدت الشم / سُ فأغدو ما بين شمسٍ وشمسِ
ومتى كنتُ ناقضَ العهدِ حتى / أتناسى عهودهُ بالتأسي
إنما الحبُّ في الكرامِ حبيسٌ / أنزلوهم من صدرِهم خيرَ حبسِ
هل ترى حبَّ عبلةَ ماتَ إلا / يومَ ماتَ الكريمُ فارسَ عبسِ
وإذا كانَ بينَ قومٍ ودادٌ / لم يخنهْ في القومِ غيرُ الأخَسِّ
اكفني ذلكَ الصدودَ فإني / لا أىرى الصدَّ غيرَ طالعَ نحسِ
واروِ من مهجتي عليكَ غليلاً / سعرتهُ في أضلعي نارُ يأسي
إنني ذاكر ودادكَ ما عش / تُ وإن كانتِ الحوادثُ تنسي
ولقد شفتي العواذلُ حتى / خلتُ عمري مابينَ يومي وامسي
سحرُ عينيكِ سالَ في تشبيبي
سحرُ عينيكِ سالَ في تشبيبي / فانتشى منهُ عِطْفُ كل أديبِ
وتمشى إلى القلوبِ كبشرى / يوسفٍ إذ مشتْ إلى يعقوبِ
يستميلُ المشوقُ نحوكِ هزَ الخم / رِ عطفَ الطروبِ نحو الطروبِ
فاعجبي كيفَ شاءَ حسنكِ ما / التيهُ إذا شاءَهُ الهوى بعجيبِ
واخضبي بالقلوبِ لحظكِ إنا / لا نحبُّ الحسامَ غير خضيبِ
وتجني كما بدا لكِ فينا / وبدا للدلالِ في تعذيبي
واتركيني تراقبُ النجمَ عيني / ودعيني وما يشاءُ رقيبي
كلُّ ما تكرهُ النفوسُ من الضرِّ / حبيبٌ إن مسها من حبيبِ
يا دعاةَ السهادِ في كلِّ ليلٍ / وعداةَ الكرى وأهلَ النحيبِ
وذوي المدنفاتِ والكبدُ الحرُّ / أعليها من كلِّ صبٍ كئيبِ
أطلعوها على القلوبِ عساها / تستحي من فعالها بالقلوبِ
لا تضّني يا ظبيةٌ إن تحيي / عاشقاً هامَ في النقا والكثيبِ
من بعيدٍ إذا اغتدى من بعيدٍ / وقريبٍ إذا اغتدى من قريبِ
أنا أيوبُ في هواكِ فأينَ الصب / رُ يسرو الهمومَ عن أيوبِ
وفؤادي في راحتيكِ وخير / أن يكونَ العليلُ عندَ الطبيبِ
قلتُ للغادةِ البخيلةِ لما
قلتُ للغادةِ البخيلةِ لما / رفضتْ رقعتي وخافتْ جوابي
ما لمر النسيمِ يجرحُ خديكِ / ومرُ النسيمِ مثل عتابي
وللمسِ الحريرِ يوجعِ كفيكِ / ولمسُ الحرير مثلث كتابي
فرأيتُ العيونَ تنطقُ بالسحرِ / وقالتْ علي فصلُ الخطابِ
عوذتْ منكَ قلبُها بالتجني / ورقتْ منكَ كفها بالخضابِ
حجبوهُ عن عيني فباتتْ صبةٌ
حجبوهُ عن عيني فباتتْ صبةٌ / كيلا ترى في النومِ طيفَ خيالهِ
وبقيتُ يعذلني المنامُ بصدِّهِ / ويسومني التبريحُ في إذلالهِ
يا رحمتا للصبِّ فيما نابهُ / حتى كرى جفنيهِ من عذالِهِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025