المجموع : 347
حُطي نقابكِ لحظةً
حُطي نقابكِ لحظةً / فالحسنُ أجمعُ في نقابِكْ
ظمأَ الفؤادُ إلى رضاك / ظمأ المحب إلى رضابكْ
غرامكِ لا يبقى على نفسِ إنسانِ
غرامكِ لا يبقى على نفسِ إنسانِ / فسلهُ لماذا غالَ قلبي وأبقاني
أفي كلِّ يومٍ لي من الحبِّ حسرةٌ / وحزنٌ وقد ضاقَ الفضاءُ بأحزاني
وها أنا ذا بينَ الصبابةِ والصبا / تجاذبني الأولى فيدفعني الثاني
ولم يبقِ من جسمي الهوى غير ذرةٍ / كما أبقتِ الكاساتُ من عقلِ نشوانِ
أكادُ لذاكَ الحيِّ إن مرتِ الصبا / أطيرُ وإنْ لم يحتملني جناحانِ
وتنظرُ هذي الشمسُ عيني كأنها / وقد أذكرتني حسنَ وجهكَ شمسانِ
هم عبدوها في الجمالِ ضلالةً / ويمنعني من مثلِ ذلكَ إيماني
على أنهم ذلوا لسلطانِ حسنها / وحسنكَ سلطانٌ على كلِّ سلطانِ
فقالوا حكيتَ الظبيَ جيداً ولفتةً / وأشبهتَ غصنَ البانِ في هيفِ البانِ
وأقسمُ ما الغزلانُ في لفتاتها / ولا هيفُ الأغصانِ إلا الشبيهانِ
لكَ الحسنُ من كلِّ الحسانِ وللذي / يحبكَ في أشعارهِ كلُّ إحسانِ
وأنتَ الذي قربتَ من جسمي الضنا / وأنتَ الذي باعدتَ ما بينَ أجفاني
فإن قيلَ عني أنهُ ماتَ عاشقاً / فقلْ لهم ما رحمةُ الميتِ من شاني
إذا كنتَ لا ترثي وفيَّ بقيةٌ / فكيفَ إذا ماأدرجوني بأكفاني
وإن يقرأ العذالُ ما أنا كاتمٌ / فقد خطَّ في خديَّ بالدمعِ سطرانِ
ولو شئتَ لم يدروا بما دارَ بيننا / ولو أن حسادي عليكَ من الجانِ
أبى الدهرُ أن يلقى أخو الحبِّ صاحباً / من الإنسِ إلا دونهُ ألفُ شيطانِ
فيا ليتَ أن الأفقَ تهوي نجومهُ / على كلِّ واشٍ بالمحبيَن خوَّانِ
ويا ليتَ نيرانَ الجحيمِ تزيدهمْ / قلوباً تلظى حسرةً فوقَ نيرانِ
ويا ليتَ أن الأرضَ دكتْ جبالها / فكم فيهمْ من مثلِ رضوى وثهلانِ
وما كنتُ أدري قبلهمْ أنَ في الورى / من الناسِ أقوامٌ على شكلِ أوثانِ
فيا من لحاني في الصبابةِ ما ترى / ملامكَ هذا بالصبابةِ أغواني
وبي رشاً لم يبقِ مني دلالهُ / سوى ما تراهُ من همومٍ وأشجانِ
تعشقتهُ ظمآنَ للحبِّ فارتوى / فؤادي ولكنْ ردني جد ظمآنِ
وأضحكني دهري زماناً بقربهِ / ولكنهث من بعدِ ذلكَ أبكاني
ولن تجدِ النيا سوى ما وجدتها / ولا سائرَ الأزمانِ إلا كأزماني
ويا جيرتي والنفسُ جمَّ عناؤُها / ألا عاشق عان لذا العاشق العَاني
رأيتُ فؤادي مطبقاً جفنهُ الأسى / كما اكتحلتْ بالنومِ أجفانُ وسنانِ
وقد كانَ لي كأساً لدى مجلسِ الهوى / إذِ الحبُّ راحي والحبائبُ ريحاني
وفي الحبِّ سلوانٌ ولكنني أرى / تأسي ذي الحاجاتِ ليسَ بسلوانِ
وهذا الهوى تاجٌ على كلِّ عاشقٍ / فما شرفُ الأملاكِ من غيرِ تيجانِ
يا قوام الغصنِ منثنياً
يا قوام الغصنِ منثنياً / ومثالَ الحسنِ والظرفِ
أنتَ والطربوشُ منحرفٌ / كهلالِ الأفقِ في النصفِ
فاتقِ الخالقَ في قومٍ / عبدوا اللهَ على حرفِ
لا تلوموا إذا تعذبتُ فيهِ
لا تلوموا إذا تعذبتُ فيهِ / وقضيتُ الحياةَ وجداً عليهِ
ففؤادي وإن طالَ عذابي / ليسَ يلقى النعبمَ إلا لديهِ
وجههُ جنةَ العيونِ وإن كا / ن تلظى السعيرُ في وجنتيهِ
سائلوهُ متى يفيقُ الذي جنَّ
سائلوهُ متى يفيقُ الذي جنَّ / وهلْ أصبحت تباعُ العقولُ
واذكروا أني سلوتُ عن السل / وانِ فالصبرُ في الهوى مستحيلُ
أعشقُ الحبَّ والحبيبَ لأني / في هوى الحبِّ والحبيب قتيلُ
نضبَ الدمعُ بعدَ ما كانَ ينسا / بُ كما فاضَ في البلادِ النيلُ
فرعى اللهُ من تصدَّقَ بالدم / عِ على أعينٍ كواها الهمولُ
أيها العاذلُ ابغي كبداً لم / تقصفْ بجانبيها النصولُ
وستعرْ لي وقتاً طويلاً فإني / أجد الوقتَ في الهوى لا يطولُ
وأعني على العزاءِ فقلبي / ثاكلٌ واصطبارهُ مثكولُ
أتراني أعيشُ والحبُّ في النا / سِ دليل وراءهُ عذريلُ
يأملُ الناسُ في الحياةِ نعيماً / وقليلٌ من سرهُ المأمولُ
والأماني على رقابِ الليالي / صارمٌ في يدِ الردى مسلولُ
كم تريني مصارع الأولى قتل ال / وجد ومن أهلكتهُ تلكَ السبيلُ
أنا منهم قذرْ أخاك ضجيعاً / كيفَ يأسى على أخيكَ عذولُ
لا تعبْ ما ترى بهِ من نحولٍ / زينةُ العاشقينَ هذا النحولُ
واعذرِ الصبَّ ما بقيتَ خل / يَ القلبِ فالصبُّ قلبهُ متبولُ
أنا من ترتمي الحسانُ عليهِ / أن رأتْه جميلةٌ أو جميلُ
وأقلُ الغرامِ عندي أني / بينَ قومي على الغرامِ دليلُ
يا عيونَ الأغنِ لا ترهفي الل / حظَ فسيفُ اللحاظِ عضبٌ صقيلُ
ما لهذا القوامِ يخطرُ كِبراً / كغصونِ الرياضِ حينَ تميلُ
ولذاكَ الدلالِ يتركُ من عز / ذليلاً فكلُّ صبٍّ ذليلُ
علليني بالموتِ كيفَ تشائينَ / فإني على المماتِ عليلُ
أنا واللهِ أشتهي الموتَ في الحبِّ / ليأسى عليَّ هذا البخيلُ
مري علينا يا صبا نجدٍ
مري علينا يا صبا نجدٍ / تشكو إليكِ مدامعي وجدي
أمسيتُ والأشواقُ مضنيةٌ / عندي من الأشواقِ ما عندي
تجري عيوني في محاجرها / ومدامعي تجري على خدِي
ما أنسَ والأيامُ تجمعنا / وكأنني في جنةِ الخلدِ
تشكو كما اشكو الهوى وإذا / طارحتُها أبدتْ كما أبدي
وتراعُ من ذكرِ الصدودِ إذا / خطرتْ بقلبي لوعةُ الصدِّ
وإذا بكيتُ جرتْ مدامعها / جريَ الندى صبحاً على الوردِ
قلبي وما في العيشِ لي طمعٌ / ما دمتِ يا قلبي على وقدِ
هل كلُّ من يهوى يموتُ أسىً / أم قد بليتُ بذا الأسى وحدي
سل مسرحَ الآرامِ كا فعلتْ / تلكَ الظباء الغيدُ من بعدي
لهفي عليها كم وفيتُ لها / لو أن لهفي بعدها يجدي
ولكم حفظتُ لها الودادَ على / بُعْدِ المزارِ وضيعتْ ودِّي
ماذا أصابكَ بعدما نظرتْ / ورمتكَ عيناها على عمدِ
أوما نهيتكَ في الجزيرةِ عن / كنسِ المها ومصارعِ الأسْدِ
وأريتكَ الألحاظَ مغمدةً / كالسيفِ مسلولاً من الغمدِ
أعدى على كبدي هواكَ فلو / أعلمتني أن الهوى يعدي
يا قلبُ ما لي لا أضنُّ بهِ / من بعدِ ما فقدتُ سوى فقدي
حمل تحيتكَ الصبا فعسى / يوماً تعودُ إليكَ بالردِ
واجزع على قربِ الديارِ فقد / صبرتْ اوانسها على بعدي
يا غادةً أرعى العهودَ لها / هل أنتِ باقيةٌ على عهدي
أمسيتُ في قلبي وليتَ اذنْ / قلبي يساعدني على الوجدِ
يا من أطالَ الهجرَ من بعدِ ما
يا من أطالَ الهجرَ من بعدِ ما / مسنيَ الحبُّ بما مسني
أنتَ وإن أسرفتَ في ذا الجفا / أحسنُ خلقِ اللهِ في أعيني
هيفاءُ تأمرُ بالحسنِ
هيفاءُ تأمرُ بالحسنِ / منْ تشاءُ وتنهى
تغني عن البدرِ والبد / رُ ليسَ يغنيكَ عنها
أعطيتها بيدي رو / حي ولما تصنها
يدي التي قتلتني / فكيفَ أقتصُّ منها
ويحكَ يا قلبُ عدتَ للنزقِ
ويحكَ يا قلبُ عدتَ للنزقِ / أما رمتكَ الظباءُ بالحدقِ
وهل نسيتَ الهوى وما بعدتْ / أيامُ ذاكَ الودادِ والملقِ
وكيفَ ينسى الغريقُ روعتهُ / إذا نجتْ روحهُ من الغرقِ
رحماكَ يا قلبُ ليسَ من شيمي / أني أبيعُ الوفاءَ بالحمقِ
فاقبرْ بلحدِ الهوى لواعجهُ / إنكَ إن تمتْ فيهِ لم تفقِ
ما خُلقَ القلبُ للغرامِ ولم / تخلقْ عيوني لذلكَ الأرقِ
جافيتني والذنبُ ذنبك
جافيتني والذنبُ ذنبك / وظلمتني فالله حسبُكْ
ما بال قلبكَ لا ير / قُّ أمن صميمِ الصخرِ قلبكْ
وبخلتَ حتى بالرسائ / لِ خوفَ أن تشفيهِ كتبكْ
وضننتَ حتى بالعتا / بِ وربما يكفيهِ عتبكْ
ومنعتَ ختى الطيفَ لا / يدنو وقربُ الطيفِ قربكْ
صلني أو اهجرْ إنني / في الوصلِ والهجرِ أحبكْ
ولقد ترى أن الوفا / دأبي فما للصدِّ دأبكْ
كلُّ الأنامِ عواذلي / صحبي يعنفني وصحبكْ
فاعجب وتِهْ ماذا علي / كَ إذا أذلَ الناسَ عجبكْ
إن تبتعدْ أو تقتربْ / فأنا على الحالينِ صبُّكْ
أناديكَ يا قلبُ مذ ودعوا
أناديكَ يا قلبُ مذ ودعوا / فما لي أنادي ولا تسمعُ
أما أنتَ أخضعتني للهوى / وما كنتُ لولا الهوى أخضعُ
أما قد أطعتكَ في حبهِ / وكنتُ لهُ العبدُ بل أطوعُ
ألم ائتمنكَ على أضلعي / وكانتْ مغانيكَ الأضلعُ
أما أنتَ بيتُ حياتي وهلْ / لنفسي من بعدها مطمعُ
وكنتُ أظنكَ لي راجعاً / فما لكَ يا قلبُ لا ترجعُ
أما والذي في يدهِ القلوبُ / فأنى ذكرتُ اسمهُ تدمعُ
ويسرعُ في خاطري ذكرهُ / ودمعيَ من ذكرهِ أسرعُ
وقد غادرتْني النوى بعدهُ / إذا وصفوا لي النوى أجزعُ
نحيل كأنيَ من خصرهِ / ولكنني دونهُ الموجعُ
وقد حسبوني طيفَ الخيالِ / لولا الوسادةُ والمضجعُ
فيا ظبيُ كيفَ أسلتَ الحشا / وكنتَ بوادي الحشااترتعُ
ويا بدرُ كيفَ صعدتَ الفؤاد / وكنتَ بآفاقهِ تطلعُ
أقامَ بموضعِ قلبي الأسى / فلو عادَ لم يسعِ الموضعُ
يا فاتنَ النساكِ ما عهدنا
يا فاتنَ النساكِ ما عهدنا / أنْ يدخلَ المسجدَ ريمُ الفلاةِ
أما تخافُ اللهَ في خلقهِ / لو تركوا إن شاهدوكَ الصلاة
وخليلٍ ضممتهُ فتأبى
وخليلٍ ضممتهُ فتأبى / وانثنى نافراً كظبيِ الصريمِ
قالَ نارُ الخليلِ في القلبِ شبَّتْ / قلتُ أقبلْ فتلكَ نارُ الكليمِ
أرقني يا حمامُ ذا الكمدِ
أرقني يا حمامُ ذا الكمدِ / فهل وجدْتَ الهوى كما أجدُ
بتُّ على الغصنِ نائحاً غرِداً / وبتُّ أبكي الذينَ قدْ بعدوا
وأعيني ما تزالُ واكفةً / وأضلعي ما تزالُ تتقدُ
إنا كلانا لعاشقٌ دنفٌ / طارَ بنومي ونومكَ السهدُ
فنحِّ رويداً فما سوى كبدي / تذوبُ يا باعثَ الجوى كبدُ
لي مهجةٌ تعشقُ الجمالَ وهلْ / يلامُ في حبِّ روحهِ الجسدُ
عذبها بالصدودِ ذو هيفٍ / أغيدٌ قد زانَ جيدَهُ الجيدُ
تعزُّ في حسنهِ الظباءُ وقد / ذللَ في ملكِ حسنِهِ الأسدُ
قفا على دارهِ فاسألاهُ / أقلُ من وعدِهِ الذي يعدُ
وغنيا إن رأيتما طللاً / أقفرَ بعدَ الأحبةِ البلدُ
عزمتَ على التجنبِّ أم تدلُّ
عزمتَ على التجنبِّ أم تدلُّ / وهل لسواكَ في قلبي محلُ
أما يرضيكَ مني أنَّ نفسي / تذلُّ ومثلُ نفسي لا تذلُّ
وقدْ أحرقتَ قلبي ما تبالي / وفيهِ إليكَ شوقٌ ما يُبَلُّ
فسل عينيكَ ما لهما استحالا / دمي ودمي حرامٌ لا يُحلُّ
لقدْ كذبَ العواذلُ يومَ قالوا / سلا أو سوفَ ينساهُ فيسلو
وما أنا والسلُوُّ ونحنُ قومٌ / إذا بلغوا الهدايةَ لم يضلوا
أرى أيامَ عمري فيكَ تطوى / كأنكَ الشمسُ والأيامُ ظلُّ
ألا أيها القلبُ لا تيأسِ
ألا أيها القلبُ لا تيأسِ / وأيتها النفسُ لا تيأسي
أَئِنْ نفرُّوا الظبيَ لم تأنسا / لوحشةِ ليلي فلم آنسِ
وضاقتْ بي الأرضُ حتى كأني / من الضيقِ أمسيتُ في محبسٍ
دعاهُ يُحَجَّبْه داجي الهموم / فما تطلعِ الشمسُ في الحِندِسِ
وإلا تُعينا على سلوةٍ / فصبراً على الأعينِ النُعسِ
عهدتكما طائري بانةٍ / وعودكما خَضِرٌ مكتسي
فأيبسهُ حرُّ هذا الهوى / وماء الصبا فيهِ لم ييبسِ
وسامكما الشوقُ هذا الهوان / وساءكما في الهوى ما يُسي
وإني ليحزنني بعدَ ذاكَ / أن يذهبَ الحبُّ بالأنفسِ
فيا أنسَ اللهُ أهل الهوى / ومن يخلقونَ بلا مؤنسِ
ترى الصبَّ تحسبهُ ميتاً / ضجيعاً على القبرِ لم يُرمسِ
وحسبُ بني الشوقِ أن يعرفوا / بذلَ رؤسهمُ النُّكسِ
لقد ضلَّ بينَ الهوى والعيونِ / رأيُ الفتى الحازم الأكيسِ
كما ضيعَ العقلُ أهلَ العقولِ / بينَ المدامةِ والأكؤسِ
فيا كوكبَ الصبحِ إما بزغتْ / تألق تاجاً على الأرؤسِ
ويا طلعةَ البدرِ إما سفرتِ / كما تسفرُ الخودُ في المجلسِ
ويا غادةَ الروضِ إما جررتِ / ذيولَ الحرائرِ والسندسِ
ويا أُذُنَ الريحِ إما وعيتِ / سلامَ ذوي الكلفِ البؤَّسِ
ويا شفةَ الوردِ إما لثمتِ / عيوناً تفتحُ في النرجسِ
ويا لمةَ الآسِ فينانة / كُلَمَّةِ ذي الصَّيِّدِ الاشوسِ
ويا قضبَ البانِ مياسةٌ / ترنحُ كالأهيفِ المحتسي
خذي للمحجبِ عني السلامَ / وقولي نسيتَ فتىً ما نسي
زعموني نسيتُ والهجرُ ينسي
زعموني نسيتُ والهجرُ ينسي / وتلاهيتُ بعدَ أيامِ أنسي
سائلوا النومَ هل رأتهُ عيوني / واسألوا عن هواي مالكَ نفسي
فوربِّ السماءِ والأرضِ إني / لأرى في مصارعِ الحبيبِ رمسي
كيفَ أسلو وقد حسوتُ كؤوسي / من خدودٍ ومن مراشِفَ لُعْسِ
كلما دارتِ الشفاهُ بكأسٍ / دارَ خداهُ لي بكأسٍ وكأسِ
وأرى وجههُ وقد بدت الشم / سُ فأغدو ما بين شمسٍ وشمسِ
ومتى كنتُ ناقضَ العهدِ حتى / أتناسى عهودهُ بالتأسي
إنما الحبُّ في الكرامِ حبيسٌ / أنزلوهم من صدرِهم خيرَ حبسِ
هل ترى حبَّ عبلةَ ماتَ إلا / يومَ ماتَ الكريمُ فارسَ عبسِ
وإذا كانَ بينَ قومٍ ودادٌ / لم يخنهْ في القومِ غيرُ الأخَسِّ
اكفني ذلكَ الصدودَ فإني / لا أىرى الصدَّ غيرَ طالعَ نحسِ
واروِ من مهجتي عليكَ غليلاً / سعرتهُ في أضلعي نارُ يأسي
إنني ذاكر ودادكَ ما عش / تُ وإن كانتِ الحوادثُ تنسي
ولقد شفتي العواذلُ حتى / خلتُ عمري مابينَ يومي وامسي
سحرُ عينيكِ سالَ في تشبيبي
سحرُ عينيكِ سالَ في تشبيبي / فانتشى منهُ عِطْفُ كل أديبِ
وتمشى إلى القلوبِ كبشرى / يوسفٍ إذ مشتْ إلى يعقوبِ
يستميلُ المشوقُ نحوكِ هزَ الخم / رِ عطفَ الطروبِ نحو الطروبِ
فاعجبي كيفَ شاءَ حسنكِ ما / التيهُ إذا شاءَهُ الهوى بعجيبِ
واخضبي بالقلوبِ لحظكِ إنا / لا نحبُّ الحسامَ غير خضيبِ
وتجني كما بدا لكِ فينا / وبدا للدلالِ في تعذيبي
واتركيني تراقبُ النجمَ عيني / ودعيني وما يشاءُ رقيبي
كلُّ ما تكرهُ النفوسُ من الضرِّ / حبيبٌ إن مسها من حبيبِ
يا دعاةَ السهادِ في كلِّ ليلٍ / وعداةَ الكرى وأهلَ النحيبِ
وذوي المدنفاتِ والكبدُ الحرُّ / أعليها من كلِّ صبٍ كئيبِ
أطلعوها على القلوبِ عساها / تستحي من فعالها بالقلوبِ
لا تضّني يا ظبيةٌ إن تحيي / عاشقاً هامَ في النقا والكثيبِ
من بعيدٍ إذا اغتدى من بعيدٍ / وقريبٍ إذا اغتدى من قريبِ
أنا أيوبُ في هواكِ فأينَ الصب / رُ يسرو الهمومَ عن أيوبِ
وفؤادي في راحتيكِ وخير / أن يكونَ العليلُ عندَ الطبيبِ
قلتُ للغادةِ البخيلةِ لما
قلتُ للغادةِ البخيلةِ لما / رفضتْ رقعتي وخافتْ جوابي
ما لمر النسيمِ يجرحُ خديكِ / ومرُ النسيمِ مثل عتابي
وللمسِ الحريرِ يوجعِ كفيكِ / ولمسُ الحرير مثلث كتابي
فرأيتُ العيونَ تنطقُ بالسحرِ / وقالتْ علي فصلُ الخطابِ
عوذتْ منكَ قلبُها بالتجني / ورقتْ منكَ كفها بالخضابِ
حجبوهُ عن عيني فباتتْ صبةٌ
حجبوهُ عن عيني فباتتْ صبةٌ / كيلا ترى في النومِ طيفَ خيالهِ
وبقيتُ يعذلني المنامُ بصدِّهِ / ويسومني التبريحُ في إذلالهِ
يا رحمتا للصبِّ فيما نابهُ / حتى كرى جفنيهِ من عذالِهِ