القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ عَبْد رَبِّه الكل
المجموع : 294
لقد فُجعَ الإسلامُ منهُ بناصرٍ
لقد فُجعَ الإسلامُ منهُ بناصرٍ / كما فُجعَ الأيتامُ منه بوالدِ
بكتْهُ اليتامى والأيامَى وأَعوَلتْ / عليهِ الأسارَى خائباتِ المواعدِ
دَعْني أصُنْ حرَّ وجهي عن إذالتهِ
دَعْني أصُنْ حرَّ وجهي عن إذالتهِ / وإنْ تغرَّبتُ عن أهلي وعن ولدي
قالوا نَأَيتَ عنِ الإخوانِ قلتُ لهم / ما لي أخٌ ما تُطوَى عليهِ يَدي
يا ابْنَ الخلائفِ والصِّيدِ الصَّناديدِ
يا ابْنَ الخلائفِ والصِّيدِ الصَّناديدِ / ألقتْ إليكَ الرَّعايا بالمقاليدِ
يا مَن عليهِ رداءُ البأسِ والجودِ
يا مَن عليهِ رداءُ البأسِ والجودِ / من جودِ كفكَ يجري الماءُ في العودِ
لمَّا تطلعتَ في يومِ الخميسِ لنا / والناسُ حولك في عيدٍ بلا عيدِ
وبادرتْ نحوكَ الأبصارُ واكتحلتْ / بحسنِ يوسُفَ في محرابِ داودِ
سوادُ المرءِ تُنفدُهُ الليالي
سوادُ المرءِ تُنفدُهُ الليالي / وإنْ كانتْ تَصيرُ إلى نَفادِ
فأسودُهُ يصيرُ إلى بَياضٍ / وأبيضُهُ يعودُ إلى سَوادِ
تَجَنَّبْ لِبَاسَ الخَزِّ إِنْ كُنْتَ عَاقِلاً
تَجَنَّبْ لِبَاسَ الخَزِّ إِنْ كُنْتَ عَاقِلاً / ولا تَخْتَتمْ يَوْماً بِفَصِّ زَبَرْجَدِ
ولا تَتَطَيَّبْ بِالغَوالي تَعطُّراً / وَتَسْحَبَ أَذْيَالَ الملاءِ المُعضَّدِ
ولا تَتَخَيَّرْ صَيِّتَ النَّعْلِ زاهِياً / ولا تَتَصَدَّرْ في الفِراشِ المُمَهَّدِ
وكُنْ هَملاً في النَّاسِ أَغْبَرَ شَاعِثاً / تَرُوحُ وَتَغْدُو في إِزارٍ وَبُرْجُدِ
يَرى جِلْدَ كَبْشٍ تَحْتَهُ كُلَّما اسْتَوى / عَلَيْهِ سَريراً فَوْقَ صَرْحٍ مُمَرَّدِ
ولا تَطْمَحِ العَيْنانِ مِنكَ إلى امْرئٍ / لَهُ سَطَواتٌ بِاللِّسانِ وباليَدِ
تَراءَتْ لَهُ الدُّنْيا بزِبْرِجِ عَيْشِها / وقادَتْ لَهُ الأَطْماعُ مِنْ غَيرِ مِقْودِ
فَأَسْمَنََ كَشحَيْهِ وَأَهْزَلَ دِيْنَهُ / وَلم يَرْتَقِبْ في الْيَومِ عاقبةَ الغَدِ
فَيَوْماً تَراهُ تَحْتَ سَوْطٍ مُجَرَّداً / ويَوماً تَراهُ فَوْقَ سَرْجٍ مُنَضَّدِ
فَيُرْحَمُ تاراتٍ ويُحسَدُ تارَةً / فذا شَرُّ مَرْحُومٍ وَشَرُّ مُحَسَّدِ
مَقيلُكَ تَحتَ أَظْلال العَوالي
مَقيلُكَ تَحتَ أَظْلال العَوالي / وَبَيْتُكَ فَوْقَ صَهواتِ الجِيادِ
تَبَخترُ في قمِيصٍ مِنْ دِلاصٍ / وَتَرْفُلُ في رِداءٍ مِنْ نِجادِ
كَأَنَّكَ لِلْحُروبِ رَضيعُ ثَدْيٍ / غَذتْكَ بِكُلِّ داهِيةٍ نَآدِ
رَياحينُ أُهْديها لِرَيْحانَةِ المَجْدِ
رَياحينُ أُهْديها لِرَيْحانَةِ المَجْدِ / جَنَتْها يَدُ التَّخجيلِ مِنْ حُمْرَةِ الخَدِّ
ووَرْدٌ بهِ حَيَّيْتُ غُرَّةَ ماجِدٍ / شَمَائِلهُ أَذْكَى نَسيماً مِنَ الوَرْدِ
ووَشْيُ رَبيعٍ مُشْرِقِ اللَّوْنِ ناضِرٍ / يَلوحُ عليْهِ ثَوْبُ وشْيٍ مِنَ الحمدِ
بَعْثتُ بها زَهْراءَ مِنْ فَوْقِ زَهْرَةٍ / كتركيبِ مَعشوقَينِ خَدّاً على خَدِّ
الجسمُ في بَلَدٍ وَالرُّوحُ في بَلَدِ
الجسمُ في بَلَدٍ وَالرُّوحُ في بَلَدِ / يَا وحشَة الرُّوحِ بَلْ يَا غُربَةَ الجَسَدِ
إِنْ تَبْكِ عَيْنَاكَ لي يَا مَنْ كلِفْتُ بِهِ / مِنْ رَحمَةٍ فَهُما سَهْمانِ في كَبِدي
شَبابي كيْفَ صِرْتَ إلى نَفَادِ
شَبابي كيْفَ صِرْتَ إلى نَفَادِ / وَبُدِّلتَ البيَاضَ مِنَ السَّوَادِ
وَما أَبْقَى الحَوَادِثُ مِنْكَ إلَّا / كما أَبْقَتْ مِنَ القَمرِ الدَّآدي
فِرَاقُكَ عَرَّفَ الأَحْزَانَ قَلبي / وَفَرَّقَ بَينَ جَفْني وَالرُّقَادِ
فَيا لنَعيمِ عَيْشٍ قَدْ تَوَلَّى / ويا لِغليلِ حُزْنٍ مُسْتَفادِ
كأَنّي منكَ لم أَرْبَع برَبْعٍ / وَلم أَرْتَدْ بِهِ أَحْلى مرادِ
سَقَى ذاكَ الثَّرَى وَبْلُ الثُّرَيَّا / وغادَى نبتَهُ صَوْبُ الغَوادِي
فَكَمْ لي مِنْ غَليلٍ فِيهِ خافٍ / وكم لي مِنْ عَويلٍ فِيه بادِي
زَمانٌ كانَ فِيهِ الرُّشْدُ غَيّاً / وكانَ الغَيُّ فِيهِ مِنَ الرَّشادِ
يُقَبِّلُني بدلٍّ مِنْ قَبُولٍ / وَيُسْعِدُنِي بِوَصْلٍ مِنْ سُعادِ
وَأَجْنُبُهُ فَيُعْطيني قِياداً / وَيَجْنُبُني فَأُعْطيهِ قِيادِي
فَكَمْ هذا التَّمَنِّي للْمَنايا / وكم هذا التجلُّدُ للجِلادِ
لَئِنْ عُرفَ الجهادُ بِكُلِّ عامٍ / فإنَّكَ طُولَ دَهْرِكَ في جِهادِ
وإِنَّكَ حِينَ أُبْتَ بِكُلِّ سَعْدٍ / كَمِثْلِ الرُّوحِ آبَ إِلى الفُؤادِ
رأَيْنا السَّيْفَ مُرتَدِياً بِسَيْفٍ / وعايَنَّا الجَوادَ على الجوادِ
وا كَبدا قدْ تَقَطَّعَتْ كَبِدي
وا كَبدا قدْ تَقَطَّعَتْ كَبِدي / وحَرَّقَتْهَا لواعِجُ الْكَمَدِ
ما ماتَ حَيٌّ لِمَيِّتٍ أَسَفاً / أَعْذَرُ مِنْ والِدٍ على وَلَدِ
يا رَحمَةَ اللَّهِ جاوِري جَدَثاً / دَفَنْتُ فِيهِ حُشاشَتي بِيَدِي
وَنَوِّري ظُلْمَةَ الْقُبُورِ على / مَن لَمْ يَصِلْ ظُلْمُهُ إِلى أَحَدِ
مَنْ كانَ خِلْواً مِنْ كُلِّ بائِقَةٍ / وَطَيِّبَ الرُّوحِ طاهِرَ الجَسَدِ
يا مَوت يحيى لَقَدْ ذَهَبْتَ بِهِ / لَيْسَ بِزُمَّيْلةٍ ولا نَكِدِ
يا مَوْتَهُ لو أَقَلْتَ عَثْرَتَهُ / يا يَوْمَهُ لو تَرَكْتَهُ لِغَدِ
يا مَوْتُ لو لم تَكُنْ تُعَاجِلُهُ / لَكانَ لا شَكَّ بَيْضةَ البَلَدِ
أو كُنْتَ رَاخَيْتَ في العنانِ لَهُ / حَازَ العُلا واحْتَوى على الأَمدِ
أَيَّ حُسَامٍ سَلبْتَ رَوْنَقَهُ / وَأَيَّ رُوحٍ سَلَلْتَ منْ جَسَدِ
وَأَيَّ سَاقٍ قَطَعْتَ مِنْ قَدَمٍ / وأيَّ كفٍّ أَزَلتَ مِنْ عَضُدِ
يا قَمَراً أَجْحَفَ الخُسُوفُ بِهِ / قَبْلَ بُلوغِ السَّواءِ في الْعَدَدِ
أَيُّ حَشاً لَمْ تَذُبْ لَهُ أَسَفاً / وَأَيُّ عَينٍ عَليْهِ لَمْ تَجُدِ
لا صَبْرَ لي بَعْدَهُ ولا جَلَدٌ / فُجعْتُ بالصَّبْرِ فِيهِ وَالجَلَدِ
لو لَمْ أَمُتْ عِنْدَ مَوْتِه كَمداً / لحُقَّ لي أَنْ أَمُوتَ مِنْ كمدِي
يَا لَوْعَةً مَا يَزَالُ لاعجُها / يَقْدحُ نَارَ الأَسَى على كبِدِي
مَنْ لي إِذا جُدْتُ بَينَ الأَهْلِ والوَلَدِ
مَنْ لي إِذا جُدْتُ بَينَ الأَهْلِ والوَلَدِ / وَكانَ مِنّي نَحْوَ الموْتِ قيد يَدِ
وَالدَّمْعُ يَهْمُلُ وَالأَنْفاسُ صَاعِدَةٌ / فَالدَّمْعُ في صَبَبٍ والنَّفْسُ في صُعُدِ
ذَاكَ الْقَضَاءُ الذي لا شَيءَ يَصْرِفُهُ / حَتَّى يُفَرِّقَ بينَ الرُّوحِ وَالجَسَدِ
مَدامِعٌ قَدْ خَدَّدَتْ في الخُدود
مَدامِعٌ قَدْ خَدَّدَتْ في الخُدود / وأَعيُنٌ مَكْحُولَةٌ بالهُجود
وَمَعْشَرٌ أَوْعَدهُمْ رَبُّهُمْ / فبادَروا خَشْيَة ذاكَ الوعِيد
فَهُمْ عُكُوفٌ في مَحارِيبِهمْ / يَبْكونَ مِنْ خَوْفِ عِقابِ المَجيد
قَدْ كادَ أَنْ يُعْشِبَ مِنْ دَمْعِهمْ / ما قابَلتْ أَعْيُنُهُمْ في السُّجُود
يُنْبيكَ أنَّكَ لم تَجِدْ وَجْدِي
يُنْبيكَ أنَّكَ لم تَجِدْ وَجْدِي / ما خَدَّتِ الْعَبراتُ مِنْ خَدِّي
نامَ الخَليُّ عَنِ الشَّجِيِّ بِهِ / وجَفا المَلولُ ولَجَّ في الصَّدِّ
كُنْتَ الشِّفاءَ فَصِرتَ لي سَقَماً / أَبَداً تَتُوقُ إِلى هَوىً مُرْدِي
سَرى طَيْفُ الحَبيبِ على البِعادِ
سَرى طَيْفُ الحَبيبِ على البِعادِ / لِيُصْلِحَ بَيْنَ عَيْني والرُّقادِ
فَباتَ إلى الصَّباحِ يَدي وِسادٌ / لِوَجْنَته كما يَدُهُ وِسادي
بِنَفْسي مَنْ أعادَ إِليَّ نَفْسي / وَرَدَّ إِلى جَوانِحِهِ فُؤادِي
خَيالٌ زارَني لمَّا رآني / عَدَتْني عَنْ زيارَتهِ عَوَادي
يُواصلُني على الهِجْرَانِ مِنْهُ / وَيُدْنِيني على طُولِ البعادِ
يَا مُجِيلَ الرُّوحِ في جَسَدي
يَا مُجِيلَ الرُّوحِ في جَسَدي / والذِي يَفْتَرُّ عَنْ بَرَدِ
وَفَريدَ الحُسْنِ واحِدَهُ / مُنْتَهاهُ مُنْتَهى العَدَدِ
خُذْ بِكَفِّي إِنَّني غَرِقٌ / في بِحارٍ جَمَّةِ المَدَدِ
ورِياحُ الهجْرِ قدْ هَدَمَتْ / ما أقامَ الصبرُ مِنْ أَوَدِي
وحامِلَةٍ راحَاً على راحَةِ اليَدِ
وحامِلَةٍ راحَاً على راحَةِ اليَدِ / مُوَرَّدةٍ تَسْعَى بِلَوْنٍ مُوَرَّدِ
متَى ما تَرَى الإبْريقَ لِلْكأسِ راكِعاً / تُصلِّي لَهُ مِنْ غَيْرِ طُهْرٍ وَتَسجُدِ
على ياسَمينٍ كاللُّجينِ ونَرْجِسٍ / كأَقْراطِ دُرٍّ في قَضيبِ زَبَرْجَدِ
بِتلْكَ وهذي فَالهُ لَيْلكَ كُلَّهُ / وعَنْها فَسَلْ لا تَسْألِ النَّاسَ عَنْ غَدِ
سَتُبدي لكَ الأيّامُ ما كُنتَ جاهِلاً / وَيأتِيك بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوّدِ
يا غَليلاً كالنارِ في كَبدِي
يا غَليلاً كالنارِ في كَبدِي / وَاغْترابِ الفُؤادِ عَنْ جَسَدي
وَجُفُوناً تذري الدمُوعَ أسىً / وَتَبيعُ الرُّقادَ بالسُّهدِ
لَيْتَ مَنْ شَفَّني هَواهُ رَأى / زَفَرات الهَوى على كَبِدي
غادَةٌ نازِحٌ مَحَلَّتُها / وَكَّلَتْني بِلَوعةِ الكَمَدِ
رُبّ خَرْقٍ مِنْ دُونِها قَذَفٌ / ما بِهِ غَيْرَ الجِنِّ مِنْ أَحَدِ
يا قَتيلاً مِنْ يَدِه
يا قَتيلاً مِنْ يَدِه / مَيّتاً مِنْ كمَدِهْ
قَدَحت لِلشّوْقِ ناراً / عَيْنُهُ في كَبدِهْ
هائِمٌ يَبْكي عَلَيهِ / رَحمةً ذُو حَسَدِه
كُلّ يَومٍ هُوَ فيهِ / مُستعيذٌ مِنْ غَدِه
قلْبُهُ عِند الثريّا / بائِنٌ عَنْ جَسَدِه
ذَكَرَتْ مِنْ طِيزَناباذِ
ذَكَرَتْ مِنْ طِيزَناباذِ / فَقُرى الْكَرْخِ بِبغداذِ
قَهوةً لَيْسَتْ بِبَاذِقةٍ / لا وَلا بِتْعٍ ولا داذِي
مُرَّةً يَهذِي الحَليمُ بِهَا / بِأبي ذلك منْ هاذِي
فَهيَ أسْتاذُ الشرابِ بنا / وَالمعاني دَأبُ أسْتاذِي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025