المجموع : 122
فَلَمّا تَصَفَحتُ أَشعارَه
فَلَمّا تَصَفَحتُ أَشعارَه / إِذا هُوَ في شِعرِهِ قَد خَري
فَفي بَعضِها لاحِنٌ جاهِلٌ / وَفي بَعضِها سارِقٌ مُفتَرِ
قَد بَعَثنا إِلَيكَ مِنهُ بِدرجٍ
قَد بَعَثنا إِلَيكَ مِنهُ بِدرجٍ / وَأَزَرناكَ مِنهُ أَطيبَ زورِ
بَينَ ندٍّ وَبَينَ عودٍ مطرّاً / ما لَهُ مُشبِهٌ بِنَجدٍ وَغورِ
أَنتَ مِنهُ أَزكى وَأَطيَبُ عَرفاً / وَهوَ أَزكى مِن كُلِّ طيبٍ وَنَورِ
ما تَعَدَّيتَ فيهِ طَورَكَ عِندي / فَتَبَخَّر مِنهُ بِأَيمَنِ طَيرِ
يا مَن كَلِفتُ بِحُبِّهِ
يا مَن كَلِفتُ بِحُبِّهِ / كَلَفي بِكاساتِ العُقار
وَحَياة ما في وَجنَتَي / كِ مِنَ الشَقائِقِ وَالبَهار
وَولوع رِدفك بِالتَرَج / رُجِ تَحتَ خَصرِكَ في الإِزار
ما إِن رَأَيتُ لِحُسنِ وَج / هِكَ في البَرِيَّةِ مِن نِجار
لَمّا رَأَيتُ الشَيبَ مِن / وَجهي بِما يَحكي الخِمار
قالَت غُبارٌ قَد عَلا / كَ فَقُلتُ ذا غَيرِ الغُبار
هَذا الَّذي نَقَلَ المُلو / كَ إِلى القُبورِ مِنَ الدِيار
قاَلَت ذَهَبتَ بِحُجَّتي / عَنّي بِحُسنِ الإِعتِذار
يا هَذِهِ أَرَأَيتِ لَي / لاً مُذ خُلِقتِ بِلا نَهار
إِنّي وَتَزييني بِمَدحي مَعشَراً
إِنّي وَتَزييني بِمَدحي مَعشَراً / كَمُعَلِّقٍ دُرّاً عَلى خِنزيرِ
إِن أَكُن خبتُ أَو حُرِمتُ فَما ذا
إِن أَكُن خبتُ أَو حُرِمتُ فَما ذا / كَ عَلى المَطلَبِ الكَريمِ بِعارِ
يُحرَمُ اللَيثُ صَيدَهُ وَهوَ مِنهُ / بَينَ حَدِّ الأَنيابِ وَالأَظفارِ
وَيَزِلُّ السَهمُ السَديدُ عَن القَص / دِ وَما زَلَّ عَن يَمينِ السِوارِ
لَيسَ كُلُّ الأَقطارِ يَروى مِنَ الغَي / ثِ وَإِن عَمَّها بِصَوبِ القِطارِ
إِن تَخُنّي رِشاءَ دَلوي فَقَد أَح / كَمتُ إِكرابَهُ بِعَقدٍ مُغارِ
أَو يَعُد فارِغاً إِلَيَّ فَما أَل / قَيتُ إِلّا إِلى المِياهِ الغِزارِ
كَم شَريفٍ ما فِعلهُ بِشَريفٍ / وَغَنِيٍّ من نَفسُهُ في اِفتِقارِ
وَرَفيعُ المَكانِ وَهوَ وَضيعٌ / وَلَئيمُ الأَخلاقِ حُرُّ النِجارِ
إِن أَساءَ الزَمانُ بي فَلَقَد أَح / سَنتُ صَبراً وَما أَساءَ اِختِياري
لَيسَ حَمدي وَلَيسَ ذَمِّيَ إِلّا / بَعدَ صَبرٍ وَبَعدَ طولِ اِختِبارِ
لَهُ الحَمدُ مِن أَموالِهِ وَلَنا الغِنى
لَهُ الحَمدُ مِن أَموالِهِ وَلَنا الغِنى / وَلَيسَ عَلَينا ما يَنوبُ مِنَ الدَهرِ
إِذا ما أَتاهُ السائِلونَ تَوَقَّدَت / عَلَيهِ مَصابيحُ الطَلاقَةِ وَالبِشرِ
لَهُ في ذَوي المَعروفِ نُعمى كَأَنَّها / مَواقِعُ ماءِ المُزنِ في البَلَدِ القَفرِ
عِتاباً كَأَيّامِ الحَياةِ أَعُدُّهُ
عِتاباً كَأَيّامِ الحَياةِ أَعُدُّهُ / لِأَلقى بِهِ بَدرَ السَماءِ إِذا حَضَر
فَإِن أَخَذَت عَيني مَحاسِنَ وَجهِهِ / دُهشتُ لِما أَلقى فَيملكُني الحَصَر
كُنّا نَخافُ مِنَ الزَما
كُنّا نَخافُ مِنَ الزَما / نِ عَلَيكَ إِذ عَمِيَ البَصَر
لَم نَدرِ أَنَّكَ بِالعَمى / تَغنى وَيَفتَقِرُ البَشَر
إِنَّ أَبا العَيناءِ في كُلِّ ما
إِنَّ أَبا العَيناءِ في كُلِّ ما / يَأتي بِهِ مِن أَبرَدِ الناسِ
جَميعُ ما يُحسنُ مِن عِلمِهِ / كَتَبتُهُ في شِبرِ قُرطاسِ
وَمُلاحِظٍ سَرَقَ السَلامَ بِطَرفِهِ
وَمُلاحِظٍ سَرَقَ السَلامَ بِطَرفِهِ / حَذَرَ العيونِ وَرِقبَةً لِلحارِسِ
راجَعتُهُ بِلِسانِ طرفٍ ناطِقٍ / يُخفي البَيانَ عَلى الرَقيبِ الجالِسِ
فَتَكَلَّمَت مِنّا الضَمائِرُ بِالَّذي / نُخفي وَفازَ مُجالِسٌ بِمَجالِسِ
يُؤَلِّفُ بَينَ أَشتاتِ المَنايا
يُؤَلِّفُ بَينَ أَشتاتِ المَنايا / بِسَلَّتِهِ فَيَفتَرِقُ الجَميعُ
فَأَمّا في الحَشا فَلَهُ سُجودٌ / وَأَمّا في الطُلى فَلَهُ ركوعُ
تُرَوّى مِن دَمِ الأَجوافِ حَتّى / تَرَقرَقَ في جَوانِبِهِ النَجيعُ
كَأَنَّ فِرِندَهُ أَلقى عَلَيهِ / ثِيابَ نَباتِهِ الخُضرَ الرَبيعُ
تُطيعُ لَهُ المَنِيَّة حينَ يُعصى / بِهِ وَيُقَرَّبُ الأَجَلُ الشَسوعُ
فَلا الأَجَلُ الحَريزُ بِهِ حَريزٌ / وَلا الحِصنِ المَنيعُ بِهِ مَنيعُ
وَلَيسَ صَنيعُهُ في الرَوعِ إِلّا / كَرَأيِكَ إِنّه العَضبُ الصَنيعُ
كَشُعلَةِ ذا شبا هَذا وَهَذا / لِذاكَ عَلى عَزائِمِهِ تَبوعُ
سَلامٌ عَلى الإِسلامِ فَهوَ مُوَدِّع
سَلامٌ عَلى الإِسلامِ فَهوَ مُوَدِّع / إِذا ما مَضى آلُ النَبِيِّ فَوَدَّعوا
فَقَدنا العُلى وَالمَجد عِندَ اِفتِقادِهِم / وَأَضحَت عُروشُ المَكرُماتِ تَضَعضَعُ
أَتَجمَعُ عَينٌ بَينَ نَومٍ وَمَضجَع / وَلِاِبنِ رَسولِ اللَهِ في التُربِ مَضجَعُ
فَقَد أَقفَرَت دارُ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ / مِنَ الدينِ وَالإِسلامِ فَالدارُ بَلقَعُ
وَقُتِّلَ آلُ المُصطَفى في خِلالِها / وَبُدِّدَ شَملٌ مِنهُمُ لَيسَ يُجمَعُ
أَلَم تَرَ آلَ المُصطَفى كَيفَ تَصطَفي / نُفوسَهُم أُمُّ المُنونِ فَتَتبَعُ
بَني طاهِرٍ وَاللُؤمُ مِنكُم سَجِيَّةٌ / وَلِلغَدرِ مِنكُم حاسِرٌ وَمُقَنَّعُ
قَواطِعكُم في التُركِ غَير قَواطِعٍ / وَلَكِنَّها في آلِ أَحمَدَ تُقطَعُ
لَكُم كُلَّ يَوم مَشرَبٌ مِن دِمائِهِم / وَغُلَّتُها مِن شُربِها لَيسَ تَنقَعُ
رِماحُكُمُ لِلطالِبيّينَ شُرَّعٌ / وَفيكُم رِماحُ التُركِ بِالقَتلِ شُرَّعُ
لَكُم مَرتَعٌ في دارِ آلِ مُحَمِّدٍ / وَدارُكُم لِلتُركِ وَالجَيشِ مَرتَعُ
أَخِلتُم بِأَنَّ اللَهَ يَرعى حُقوقَكُم / وَحَقُّ رَسولِ اللَهِ فيكُم مُضَيَّعُ
وَأَضحَوا يُرَجّونَ الشَفاعَةَ عِندَهُ / وَلَيسَ لِمَن يَرميهِ بِالوَترِ يَشفَعُ
فَيغلَبُ مَغلوبٌ وَيُقتَلُ قاتِلٌ / وَيُخفَض مَرفوعٌ وَيُدنى المُرَفَّعُ
يا مَنزِلاً لَعِبَ الزَمانُ بِأَهلِهِ
يا مَنزِلاً لَعِبَ الزَمانُ بِأَهلِهِ / طَوراً يُفَرِّقُهُم وَطَوراً يَجمَعُ
أَينَ الَّذينَ عَهِدتُهُم بِكَ مَرَّةً / كانَ الزَمانُ بِهِم يَضُرُّ وَيَنفَعُ
أَصبَحتَ تُفزِعُ مَن رَآكَ وَطالَما / كُنّا إِلَيكَ مِنَ الحَوادِثِ نَفزَعُ
أَيّامَ لا أَغشى لِأَهلِكَ مَربَعاً / إِلّا وَفيهِ لِلمَسَرَّةِ مَربَعُ
لَهفي عَلَيكَ لَو اِنَّ لَهفاً يَنفَعُ / أَو أَنَّ دَهراً راحِمٌ مَن يَجزَعُ
ما كانَ ذاكَ العَيشُ إِلّا خُلسَةً / خَطفاً كَرَجعِ الطَرفِ أَو هُوَ أَسرَعُ
إِذا كُنتَ تَأتي المَرءَ تُعظِمُ حَقَّهُ
إِذا كُنتَ تَأتي المَرءَ تُعظِمُ حَقَّهُ / وَيَجهَلُ مِنكَ الحَقَّ فَالهَجرُ أَوسَعُ
فَفي الناسِ أَبدالٌ وَفي الهَجرِ راحَةٌ / وَفي الناسِ عَمّا لا يُواتيكَ مَقنعُ
وَإِنَّ اِمرَأً يَرضى الهَوانَ لِنَفسِهِ / حَرِيٌّ بِجَدعِ الأَنفِ وَالجَدعُ أَشنَعُ
فَدَع عَنكَ أَفعالاً يَضُرُّكَ فِعلُها / وَسَهِّل حِجاباً إِذنُهُ لَيسَ يَنفَعُ
مَدَحتُ اِبنَ بَسّامٍ مَديحاً لَوَ اِنَّني
مَدَحتُ اِبنَ بَسّامٍ مَديحاً لَوَ اِنَّني / مَدَحتُ بِهِ صُمَّ الصَفا لَتَصَدَّعا
وَلَو أَنَّني أَدعو الوُحوشَ بِنَفثِهِ / أَنِسنَ وَلَو أَدعو بِهِ الجَدبَ أَمرَعا
بَعَثتُ إِلَيهِ أَربَعاً خِلتُ أَنَّني / بَعَثتُ بِها حُسناً كَواكِبَ أَربَعا
إِذا راحَ مِن دُنياهُ في حُسنِ مَنظَرٍ / رَآهُنَّ قَد أَحسَنَّ في الناسِ مَسمَعا
فَلَم يَجزِني قَولاً جَميلاً بِقَولِها / وَلا هُوَ مَنّاني وَلا هُوَ أَطمَعا
فَعادَت سَليباً عاطِلاً مِن حُلِيِّها / مُضَيَّعَةً بَل رَبُّها عادَ أَضيَعا
وَأَجدَبتُ لَمّا أَن حَلَلتُ جَنابَهُ / وَإِن كانَ شِرباً لِلعُفاةِ وَمَرتَعا
أَتَيتُكَ لَم أَطمَع إِلى غَيرِ مَطمَعٍ
أَتَيتُكَ لَم أَطمَع إِلى غَيرِ مَطمَعٍ / كَريمٍ وَلَم أَفزَع إِلى غَيرِ مَفزَعِ
أَصَبتُ مَكانَ المَدحَ فيكَ وَأَنتَ قَد / أَصَبتَ مَكاناً لِلصَنيعَةِ فَاِصنَعِ
سَجعُ أَبي العَيناءِ مِن رَجعِهِ
سَجعُ أَبي العَيناءِ مِن رَجعِهِ / فَلعنَةُ اللَهِ عَلى سَجعِهِ
كَأَنَّ مَن يَسمَعُ أَلفاظَهُ / يُقذَفُ صُمَّ الصَخرِ في سَمعِهِ
قَد طَبَعَ اللَهُ عَلى قَلبِهِ / فَالكُفرُ مُستَولٍ عَلى طَبعِهِ
لا تُكثِروا فيهِ فَلا بُدَّ لي / أَساءَ أَو أَحسَنَ مَن صَفعِهِ
إِذا ما اِلتَقَينا وَالوُشاة بِمَجلِسٍ
إِذا ما اِلتَقَينا وَالوُشاة بِمَجلِسٍ / فَلَيسَ لَنا رُسلٌ سِوى الطَرفِ بِالطَرفِ
فَإِن غَفَلَ الواشونَ فُزتُ بِنَظرَةٍ / وَإِن نَظَروا نَحوي نَظَرتُ إِلى السَقفِ
أُسارِقُ مَولاها السُرورَ بِقُربِها / وَأَهجُرُ أَحياناً وَفي هَجرِهِم حَتفي
المَينُ عارٌ وَخَيرُ القَولِ أَصدَقُهُ
المَينُ عارٌ وَخَيرُ القَولِ أَصدَقُهُ / وَالحَقُّ ما مَسَّهُ مِن باطِلٍ رَهَقا
ما مِن صَديقٍ وَإِن تَمَّت صَداقَتُهُ
ما مِن صَديقٍ وَإِن تَمَّت صَداقَتُهُ / يَوماً بِأَنجَحَ في الحاجاتِ مِن طَبَقِ
إِذا تَعَمَّمَ بِالمِنديلِ مُنطلِقاً / لَم يَخشَ نَبوَةَ بَوّابٍ وَلا غَلَقِ
لا يَكذِبَنَّ فَإِنَّ الناسَ مُذ خُلقوا / لِرَغبَةٍ يُكرِمونَ الناسَ أَو فَرَقِ