المجموع : 79
يا حُسنَ ما راقَ عَيني مِن صنوبَرَةٍ
يا حُسنَ ما راقَ عَيني مِن صنوبَرَةٍ / لَها مَعَ الماءِ حالٌ غَيرُ مَحلولِ
تعبّ فيها لجينياً فَتَنفُخُهُ / أَعطافها مِثل أَشطارِ الخَلاخيلِ
قالوا وَقَد أَكثَروا في حَبِّهِ عَذَلي
قالوا وَقَد أَكثَروا في حَبِّهِ عَذَلي / لَو لَم تَهِم بِمُذالِ القَدرِ مُبتَذَلِ
فَقُلتُ لَو أَنَّ أَمري في الصَبابَةِ لي / لَاِختَرتُ ذاكَ وَلكِن لَيسَ ذلِكَ لي
في كُلِّ قَلبٍ غَريزاتٍ مُدلَّلَةٌ / لِلحُسنِ وَالحُسنُ مَلكٌ حَيثُ حَلَّ وَلي
عُلِّقتُهُ حَبَبِيَّ الثَغرِ عاطِرَهُ / أَلمى المُقَبِّلِ أَحوى ساحِرَ المُقَلِ
إِذا تَأَمَّلتَهُ أَعطاكَ مُلتَفِتاً / ما شِئتَ مِن لَحَظاتِ الشادِنِ الغَزِلِ
هَيهاتِ أَبغي سِواهُ في الهَوى بَدَلاً / أُخرى اللَيالي وَهَل في الحُبِّ مِن بَدَلِ
أَما يُعابُ عَلَيهِ شغلُ راحَتِهِ / مَن يُحسِنُ الفَرقَ بَينَ الحَليِ وَالعَطَلِ
غُزَيِّلٌ لَم تَزَل في الغَزلِ جائِلَةً / بَنانُهُ جَوَلانَ الفِكرِ في الغَزَلِ
جَذلانُ تَلعَبُ بِالمِحواكِ أَنمُلُهُ / عَلى السَدى لَعِبَ الأَيّامِ بِالدُوَلِ
ما إِن يَني تَعِبَ الأَطرافِ مُشتَغِلاً / أَفديهِ مِن تَعِبِ الأَطرافِ مُشتَغِلِ
جَذباً بِكَفَّيهِ أَو فَحصاً بِأَخمَصِهِ / تَخَبُّطَ الظَبيِ في أَشراكِ مُحتَبِلِ
وَعَشِيٍّ رائِقٍ مَنظَرُهُ
وَعَشِيٍّ رائِقٍ مَنظَرُهُ / قَد قَصَرناهُ عَلى صَرفِ الشَمولِ
وَكَأَنَّ الشَمسَ في أَثنائِهِ / أَلصَقَت بِالأَرضِ خَدّاً لِلنُّزولِ
وَالصَبا تَرفَعُ أَذيالَ الرُبى / وَمُحَيّا الجَوِّ كَالسَيفِ الصَقيلِ
حَبَّذا مَنزِلُنا مُغتَبَقاً / حَيثُ لا يَنظُرُنا غَيرُ الهَديلِ
طائِرٌ شادٍ وَغُصنٌ مُنثَنٍ / وَالدُجى يَشرَبُ صَهباءَ الأَصيلِ
وَلا كَالرُصافَةِ مِن مَنزِلِ
وَلا كَالرُصافَةِ مِن مَنزِلِ / سَقَتهُ السَحائِبُ صَوبَ الوَلي
أَحِنُّ إِلَيها وَمَن لي بِها / وَأَينَ السَرِيُّ مِنَ المَوصِلِ
لَو كُنتَ شاهِدَهُ وَقَد غَشِيَ الوَغى
لَو كُنتَ شاهِدَهُ وَقَد غَشِيَ الوَغى / يَختالُ في دِرعِ الحَديدِ المُسبَلِ
لَرَأَيتَ مِنهُ وَالقَضيبُ بِكَفِّهِ / بَحراً يُرِيقُ دَمَ الكُماةِ بِجَدوَلِ
كَم بَينَ شَطَّيكَ مِن رِيٍّ لِجانِحَةٍ
كَم بَينَ شَطَّيكَ مِن رِيٍّ لِجانِحَةٍ / ذابَت عَلَيكَ صَدىً يا وادِيَ العَسَلِ
وَما دَعاها إِلى وادٍ سِواكَ ظَما / أَلا تَبَيَّنُ فيها فَترَةَ الكَسَلِ
وَأَقولُ إِن أَنا لَم أَفُه بِثَنائِكُم
وَأَقولُ إِن أَنا لَم أَفُه بِثَنائِكُم / ضاعَت لَكُم عِندي يَدٌ وَذِمامُ
أَما أَنا وَيدُ اِبنِ مَنصورٍ مَعاً / فَكَما يُقالُ خَميلَةٌ وَغَمامُ
نِعَمٌ لَهُ خُضرٌ تَرَنَّمَ فَوقَها / شُكري كَما رَكِبَ الغُصونَ حَمامُ
حَسبي مِنَ الجَدوى وِدادُكَ وَحدَهُ / فَهُوَ الغِنى لا ما يَرى أَقوامُ
لِمَحَلِّكَ التَرفيعُ وَالتَعظيمُ
لِمَحَلِّكَ التَرفيعُ وَالتَعظيمُ / وَلِوَجهِكَ التَقديسُ وَالتَكرِيمُ
وَلِراحَتَيكَ الحَمدُ في أَرزاقِنا / وَالرِزقُ أَجمَعُ مِنهُما مَقسُومُ
يا مُنعِماً تَطوي البِلادَ هِباتُهُ / وَمِنَ الهِباتِ مُسافِرٌ وَمُقيمُ
إيهٍ وَلَو بَعضَ الحَديثِ عَنِ الَّتي / حَيّا بِها رَبعي أَجشُّ هَزيمُ
قَد زارَني فَسُقيتُ مِن وَسمِيِّهِ / فَوقَ الَّذي أَروى بِهِ وَأَشيمُ
سَرَتِ الجِيادُ بِهِ إِلَيَّ وَفِتيَةٌ / سَفَروا فَقُلتُ أَهِلَّةٌ وَنُجومُ
نعماءُ جُدتَ بِها وَإِن لَم نَلتَقِ / فيمَن يُدَندِنُ حَولَها وَيَحومُ
وَأَعَزُّ مِن سُقيا الحَيا مَن لَم يَبِت / في الحَيِّ يَرقُبُ بَرقَهُ وَيَشيمُ
وَلَقَد أَضِنُّ عَلى الحَيا بِسُؤالِهِ / وَالجَوُّ أَغبَرُ وَالمرادُ هَشيمُ
وَإِنِ اِستَحَبَّ القَطرُ سُقيا مَوضِعي / فَمَكانُ مِثلي عِندَهُ مَعلومُ
لما أَدَرتُ إِلى صَنيعِكَ ناظِري / فَرَأَيتُ ما أَولَيتَ فَهوَ عَميمُ
قَلَّدتُ جيدَ الشُكرِ مِن تِلكَ الحُلى / ما شاءَهُ المَنثورُ وَالمَنظومُ
وَأَشَرتُ قُدّامي كَأَنِّيَ لائِمٌ / وَكَأَنَّ كَفَّكَ ذلِكَ المَلثومُ
يا مُفضِلاً سَدِكَ السَخاءُ بِمالِهِ / حَتّام تَبذُلُ وَالزَمانُ لَئيمُ
تَتَلَوَّنُ الدُنيا وَرَأيُكَ في العُلا / وَالحَمدُ دَأبُكَ وَالكَريمُ كَريمُ
وَمَنِ المُتَمِّمُ في الزَمانِ صَنيعَةً / إِلا كَريمٌ شَأنُهُ التَتمِيمُ
مِثلُ الوَزيرِ الوَقَّشِيِّ وَمِثلُهُ / دونَ اِمتِراءٍ في الوَرى مَعدومِ
رَجُلٌ يَدُوسُ النَيِّراتِ بِنَعلِهِ / قَدَمٌ ثَبُوتٌ في العُلا وَأَرُومُ
وَصَلَ البَيانُ بِهِ المَدى فَكَلامُهُ / سَهلٌ يَشُقُّ وَغامِضٌ مَفهومُ
مِن مَعشَرٍ والاهُمُ في سِلكِهِ / نَسَبٌ صَريحٌ في العَلاءِ صَميمُ
قَومٌ على كَتِفِ الزَمانِ لَبُوسُهُم / ثَوبٌ بِحُسنِ فَعالِهِم مَوسومُ
آثارُهُم في الحادِثينَ حَديثَةٌ / وَفَخارُهُم في الأَقدَمينَ قَديمُ
لَو لَم يَعُدّوا مِن دَعائِمِ بَيتِهِم / رُمحَ السِماكِ لَخانَهُ التَقويمُ
ماتوا وَلكِن لَم يَمُت بِكَ فَخرُهُم / فَالمَجدُ حَيٌّ وَالعِظامُ رَميمُ
يا أَحمَدَ الدُنيا وَقَد يَغنى بِها / عَن كُنيَةٍ واسِمُ العَظيمِ عَظيمُ
أُجري حَديثكَ ثُمَّ أَعجَبُ أَنَّهُ / قَولٌ يُقالُ وَعَرفُهُ مَشمُومُ
فَبِكُلِّ أَرضٍ مِن ثَنائِكَ شائِعٌ / عَبقٌ كَما وَلَجَ الرِياضَ نَسيمُ
يَجري فَلا يَخفى عَلى مُستَنشِقٍ / لَو أَنَّهُ عَن أُذنِهِ مَكتومُ
يُطوى فَيَنشُرُهُ الثَناءُ لِطيبِهِ / ذِكرُ الكَريمِ بِعَنبَرٍ مَختومُ
صَحِبَتكَ خالِدَةُ الحَياةِ وَكُلُّ ما / يَحتازُ بابكَ جَنَّةٌ وَنَعيمُ
في ظِلِّ عِزٍّ دائِمٍ وَكَرامَةٍ / وَفَناءُ دارِكَ بِالوُفودِ زَحيمُ
مِن كُلِّ ذي تاجٍ تَعِلَّةُ قَصدِهِ / مَرآكَ وَالإِلمامُ وَالتَسليمُ
سَبَقتَ وَلكِن في الفَضائِلِ كُلِّها
سَبَقتَ وَلكِن في الفَضائِلِ كُلِّها / عَلى الطيبِ مِن كُلِّ النُفوسِ أَوِ الرُغمِ
سُطورٌ وَلَو قَد شِئتُ قُلتُ لَطائِمٌ / هِيَ المِسكُ أَو كَالمِسكِ في اللَونِ وَالشَمِّ
وَسِربُ عَذارى مِن مَعانٍ جَلِيَّةٍ / لَها سِيمِياءٌ لا تَشُقُّ عَلى الفَهمِ
عَلى أَنَّها في راحَتَيكَ تَصَرَّفَت / فَلَم تَمشِ إِلا مِن وَلِيٍّ إِلى وَسمي
وَمُستَفهِمٍ لي كَيفَ كانَ وُرُودُها / فَقُلتُ لَهُ وِردُ الشِفاءِ عَلى السُقمِ
فَقَد صَدَّقَت رُؤيايَ رُقعَتُكَ الَّتي / كَسَت عَقِبي ما شِئتَ مِن سُؤدَدٍ ضَخمِ
وَأَسهَرَني فَوقَ القَتادِ تَقَلُّبٌ / مِنَ الدَهرِ بِالأَحرارِ بالَغَ في الهَضمِ
رِجالٌ شَجَتني بِالسَماعِ عَلى النَوى / وَيَبلُغ ضُرُّ القَوسِ مِن قِبَلِ السَهمِ
تَهاوَن بِما نَخشى وَبِت مُتَسَلِّياً / فَقَد تَطرُقُ السَرّاءُ في لَيلَةِ الهَمِّ
مَكانُكَ ما تَدريهِ مِن أُفُقِ العُلا / فَخُذ مَأخَذَ الأَقمارِ في النَقصِ وَالتِمِّ
فَما أَعقَبَ السَبكُ النُضارَ مَهانَةً / وَلا حَطَّ مَيلُ النَجمِ مِن شَرَفِ النَجمِ
وَزِنجِيٍّ أَلَمَّ بِنَورِ لَوزٍ
وَزِنجِيٍّ أَلَمَّ بِنَورِ لَوزٍ / وَفي كاساتِنا بِنتُ الكرومِ
فَقالَ فَتىً مِنَ الفِتيانِ صِفهُ / فَقُلتُ اللَيلُ أَقبَلَ بِالنُجومِ
فَتَوالَتِ الأَمحالُ تَنقُصُهُ
فَتَوالَتِ الأَمحالُ تَنقُصُهُ / حَتّى غَدا كَذُؤابَةِ النَجمِ
مَن عانَدَ الحَقَّ لَم يَعضُدهُ بُرهانُ
مَن عانَدَ الحَقَّ لَم يَعضُدهُ بُرهانُ / وَلِلهُدى حُجَّةٌ تَعلو وَسُلطانُ
ما يُظهِرُ اللَه مِن آياتِهِ فَعَلى / أَتَمِّ حالٍ وَصُنعُ اللَهِ إِتقانُ
مَن لَم يَرَ الشَمسَ لَم يَحصُل لِناظِرِهِ / بَينَ النَهارِ وَبَينَ اللَيلِ فُرقانُ
الحَمدُ لِلَّهِ حَمدَ العارِفينَ بِهِ / قَد نَوَّرَ القَلبَ إِسلامٌ وَإيمانُ
عَقلٌ وَثابِتُ حُسنٍ يَقضِيانِ مَعاً / لِلأَمرِ أَنَّ سِراجَ الأَمرِ عُثمانُ
السَيِّدُ المُتَعالي كُنهُ سُؤددهِ / عَمّا تَأَوَّلُ أَلبابٌ وَأَذهانُ
مَن راءَ حَضرَتَهُ العُليا رَأى عَجَباً / المُلكُ في الأَرضِ وَالإيوانُ كيوانُ
مَرأىً عَلَيهِ اِجتِماعٌ لِلنُّفوسِ كَما / تَشَبَّثَت بِلَذيذِ العَيشِ أَجفانُ
لِلعَينِ وَالقَلبِ في إِقبالِهِ أَمَلٌ / كَأَنَّهُ لِلشَّبابِ الغَضِّ رَيعانُ
كُنّا إِلى المَلَأِ الأَعلى بِنِسبَتِهِ / لَو ناسَبَ المَلَأ العُلوِيَّ إِنسانُ
كَأَنَّما يَتَعاطى فضلَ مَنطِقِهِ / عِندَ التَكَلُّمِ لُقمانٌ وَسَحبانُ
يُغضي عَنِ الذَنبِ عَفواً وَهوَ مُقتَدِرٌ / وَيَترُكُ البَطشَ حِلماً وَهوَ غَضبانُ
بِفِطنَةٍ مِن وَراءِ الغَيبِ صادِقَةٍ / مِنها عَلى فَضلِها في الحُكمِ عُنوانُ
مَزِيَّةٌ ما أراها قَبلَهُ حَصَلَت / لِواحِدٍ مِن مُلوكِ الأَرضِ مُذ كانوا
أَستَغفِرُ اللَهَ إِلا قصةً سَلَفَت / قَد كانَ فُهِّمها يَوماً سُلَيمانُ
سارٍ مِنَ النَقعِ في ظَلماءَ فاحِمَةٍ / وَالشُهبُ في أُفُقِ المرانِ خَرصانُ
وَمُغتَدٍ وَمِنَ الخَطِيِّ في يَدِهِ / عَصا تَلَقَّفَ مِنها الجَيشَ ثُعبانُ
غَرناطَةٌ شُغِفَت حُبّاً وَمِنكَ لَها / بِالحَلِّ وَصلٌ وَبِالتِرحالِ هِجرانُ
مَولايَ ماذا عَلَيها مُذ حَلَلَت بِها / أَن لا يُعاوِنُها ناسٌ وَبُلدانُ
إِذا تَذَكَّرتَ أَوطاناً سَكَنتَ بِها / فَلا يَكُن مِنكَ لِلأَضلاعِ نِسيانُ
مِمَّن لَهُ حَدُّ سَيفٍ أَو شَبا قَلَمٍ / شَرارُهُ في الوَغى وَالفَهمِ نيرانُ
يَسلُّ مِقوَلَهُ إِن شامَ مُنصُلَهُ / وَلِلخِطابِ كَما لِلحَربِ أَوطانُ
قَد يَسكُتُ السَيفُ وَالأَقلامُ ناطِقَةٌ / وَالسَيفُ في لُغَةِ الأَقلامِ لَحّانُ
عَدلاً مَلَأتَ بِهِ الدُنيا فَأَنتَ بِها / بَينَ العِبادِ وَبَينَ اللَهِ مِيزانُ
أَبياتُ مَعلُوَةٍ في كُلِّها لَكُمُ / أُسٌّ كَريمٌ عَلى التَقوى وَبُنيانُ
فَلَو لَحِقتُم زَمانَ الوَحيِ نُزِّلَ في / تِلكَ الصِفاتِ مَكانَ الشِعرِ قُرآنُ
مَن لَم يُصِخ نَحوَها وَالسَيفُ مُلتَحِفٌ / فَسَوفَ يَقرَؤُها وَالسَيفُ عُريانُ
مَوتُ العِدا بِالظُبا دَينٌ وَإِن مَطَلَت / بِهِ سُيوفُكَ فَالأَيّامُ ضُمّانُ
فَكُن مِن الظَفَرِ الأَعلى عَلى ثِقَةٍ / مِنكَ الظُبا وَمِنَ الأَعناقِ إِذعانُ
لا زالَ كُلُّ عَدُوٍّ في مَقاتِلِهِ / دَمٌ إِلى سَيفِكَ الريّانِ ظَمآنُ
يا راكِباً وَاللِوى شَمالٌ
يا راكِباً وَاللِوى شَمالٌ / عَن قَصدِهِ وَالغَضا يَمينُ
نَجداً عَلى أَنَّهُ طَريقٌ / تَقطَعُهُ لِلصِّبا عُيونُ
وَحَيِّ عَنّي إِن جُزتَ حَيّاً / أَمضى مَواضيهُمُ الجُفونُ
وَقِل عَلى أَيكَةٍ بِوادٍ / لِلوُرقِ في قُضبِها حَنينُ
يا أَيكُ لا يَدَّعي حَمامٌ / ما يَجِدُ الشَيِّقُ الحَزينُ
لَو أَنَّ بِالوُرقِ ما بِقَلبي / لَاِحتَرَقَت تَحتَها الغُصونُ
يا صاحِبيَّ عَلى النَوى وَلَأَنتُما
يا صاحِبيَّ عَلى النَوى وَلَأَنتُما / أَخَوا هَوايَ وَحَبَّذا الأَخَوانِ
خوضا إِلى الوَطَنِ البَعيدِ جَوانِحي / إِنَّ القُلوبَ مَواطِنُ الأَوطانِ
وَلَبِثتُما عِندِي طَليقَي غُربَةٍ / وَلَفَظتُما عُلَقَ المَشُوقِ العاني
أَمُوَدِّعَينِ وَلَم أُحَمِّل قُبلَةً / نَعلَيكُما تُهدى لِجِسرِ مَعانِ
تُفّاحَةٌ أُهدِيَت إِلَيهِ
تُفّاحَةٌ أُهدِيَت إِلَيهِ / حَمراءُ في لَونِ وَجنَتَيهِ
هَمَّ بِتَقبيلِها فَزارَت / فاهُ عَلى رَغمِ مُقلَتَيهِ
بِاللَهِ يا زَهرَ مِحجَرَيهِ / دَعني أَسَل آسَ عارِضيهِ
لِم باكَرَت أقحُوانُ فيهِ / بِقَرعِ بابِ المُنى عَلَيهِ
لَعَلَّهُ قَد أَعارَ يَوماً / نَكهَتَها طيبَ مَرشفَيهِ
فَباكَرَتهُ عَلى حَياءٍ / تَصرفُ أَنفاسَهُ إِلَيهِ
مَحَلُّ اِبنِ رِزقٍ جَرَّ فيهِ ذُيولَهُ
مَحَلُّ اِبنِ رِزقٍ جَرَّ فيهِ ذُيولَهُ / مِنَ المُزنِ ساقٍ يُحسِنُ الجَرَّ وَالسُقيا
ذَكَرتُ عَشِيّاً فيهِ لا ذُمَّ عَهدُهُ / وَإِن نَحنُ لَم نُمتَع بِبَهجَتِهِ لُقيا
وَلَم يَعتَلِق بي مِنكَ عِندَ اِفتِراقِنا / سِوى عَبَقٍ مِن مِسك قَينَتِكَ اللَميا
وَكُنتُ أراني في الكَرى وَكَأَنَّني / أُناوَلُ كَالدينارِ مِن ذَهَبِ الدُنيا
فَلَمّا اِنطَوى ذاكَ الأَصيلُ وَحُسنُهُ / عَلى ساعَةٍ مِن أُنسِنا صَحَّتِ الرُؤيا
نَجمٌ بِأَرضِ سَلا أَراب سُقوطُهُ
نَجمٌ بِأَرضِ سَلا أَراب سُقوطُهُ / قَد كُنتُ أَسرَحُ في مَطارح ضوئِهِ
لا تُنكروا صِلَةَ النَواظِر بَعده / ديمَ الدُموعِ فَإِنَّها من نوئِهِ
أَلوي الضلوعَ عَنِ الولوعِ بِخَطرَةٍ
أَلوي الضلوعَ عَنِ الولوعِ بِخَطرَةٍ / من شَيمِ بَرقٍ أَو شَميم عرارِ
وَأُنيخ حَيثُ دُموعُ عَيني منهَلٌ / يُروي وَحَيث حَشايَ مَوقِدُ نارِ
أَقوى مَحلٌ مِن شَبابِكَ آهِلٌ
أَقوى مَحلٌ مِن شَبابِكَ آهِلٌ / فَأَقَمتُ أَندُبُ مِنهُ رَسماً عافِياً
مَثَلَ العِذارُ هُناكَ نُؤياً داثِراً / وَاِسوَدَّتِ الخيلانُ فيهِ أَثافِيا