المجموع : 97
قُلْتُ لَمّا بَدا الهِلالُ لِعَيْنٍ
قُلْتُ لَمّا بَدا الهِلالُ لِعَيْنٍ / مَنَعَتْها مِنْ الكَرى عَيْناكا
يا هِلالَ السَّماءِ لَوْلا هِلالُ الْ / أَرْضِ ما بِتُّ ساهِراً أَرْعاكا
فَتَكْتَ فَلا تَأْخُذَنَّ مَنْ فَتَكْ
فَتَكْتَ فَلا تَأْخُذَنَّ مَنْ فَتَكْ / بما أَخَذَ الجَهْلُ أَوْ ما تَرَكْ
أَدِرْها أَلَسْتَ تَرى الدَّيْرَ في / بَدائِعَ من حُلَلٍ لَمْ تُحَكْ
وبَيْنَ البُكُورِ وبَيْنَ الغُروبِ / وبَيْنَ الرِّياضِ وبَيْنَ البِرَكْ
غِناءٌ تُشَدُّ إِلَيْهِ الرِّحالُ / بِلَحْنٍ تُحَلُّ عَلَيْهِ التِّكَكْ
لا تَرى رَأْيَهُ يَضِلُّ عَنِ الرُّشْ
لا تَرى رَأْيَهُ يَضِلُّ عَنِ الرُّشْ / دِ ونَجْمُ الصَّباحِ كَيْفَ يَضِلُّ
وهياجٌ لَهُ مِنَ البيضِ والرَّايا / ت تَحْتَ العَجاجِ شَمْسٌ وظِلُّ
كَأَنّي بِهِمْ إِذْ خالَفوا بَعْضَ أَمْرِهِ
كَأَنّي بِهِمْ إِذْ خالَفوا بَعْضَ أَمْرِهِ / وقَدْ جُمِعَتْ أَعْناقُهُمْ والسَّلاسِلُ
وصيغَتْ خَلاخيلٌ لَهُمْ وأَساوِرٌ / عَلى أَنَّ حاليها مَدى الدَّهْرِ عاطِلُ
فلا نُزِعَتْ تِلْكَ الأَساوِرُ عَنْهُمُ / ولا فارَقَتْهُمْ في الحَياةِ الخَلاخِلُ
إِنْ قَيَّدَتْهُ يَدٌ مَشى ومَتى خَلا
إِنْ قَيَّدَتْهُ يَدٌ مَشى ومَتى خَلا / مِنْ قَيْدِهِ ظَلَّ الحَسيرَ المُثْقَلا
يَمْشي بِمَفْرِقِهِ ويَعْلَمُ ما انْطَوى / في قَلْبِ صاحِبِهِ إِذا ما أَعْمَلا
مَهاةً تَوَهَّمُها أَمْ غَزالا
مَهاةً تَوَهَّمُها أَمْ غَزالا / وشَمْساً تُشْبِهُها أَمْ هِلالا
مُنَعْمَةً أَطَلَقَتْ لَحْظَها / فَكَانَ لِعَقْلِ المُعَنّى عِقالا
وشَمْسٌ تَرَجَّلُ في مَجْلِسٍ / لِنَدْمانِها وتُغَنّى ارْتِجالا
ولا تَعْرِفُ اللَّحْنَ أَلْحانُها / إِذا ما الخِفافُ تَبِعْنَ الثِقالا
شَدَتْ رَمَلاً في مَديحِ الوَزي / رِ فَظَلْنا من السُّكْرِ نَحكي الرِّمالا
وهَلْ ثَمَلُ مُنْكرٌ بَعْدَ أَنْ / تَكونَ لَهُ راحَتاهُ ثِمالا
هَنيئاً مَريئاً بِأَجْرٍ أَقام / وصَوْمِ تَرَحْلَ عَنْكَ ارْتِحالا
وفِطْرٍ تَواصَلَ إِقْبالُهُ / لأَنَّ لَهُ بِالسُّعودِ اتِّصالا
رَأى العيدُ فِعْلَكَ عيداً لَهُ / وإِنْ كَانَ زَادَ عليهِ جَمالا
وكَبَّرَ حينَ رَآكَ الهِلالُ / كَفِعْلِكَ حينَ رَأَيْتَ الهِلالا
رَأى مِنْكَ ما مِنْهُ أَبْصَرْتَهُ / هِلالاً أَضاءَ ووَجْهاً تَلالا
تَوَلاَّكَ فيهِ إِلَهُ السَّماءِ / بِعِزٍّ تَعالى ويُمْنٍ تَوالى
ولُقّيتَ سَعْداً إِذا العيدُ عادَ / ولُقّيتَ رُشْداً إِذا الحَوْلُ حالا
وإِنْ رَمَضانُ أَطاحَ الكُؤوسَ / فَشَوَّالُ يَأْذَنُ في أَنْ تُشالا
فَواصِلْ بِيُمْنٍ كُؤوسَ الشُّمولِ / يَميناً مُقَبَّلَةً أَوْ شِمالا
ولازِلْتَ عَنْ رُتَبٍ نِلْتَها / ومَنْ ذا رَأى جَبْلاً قَطُّ زالا
أَلَسْتَ تَرى الظَّلامَ وقَدْ تَوَلّى
أَلَسْتَ تَرى الظَّلامَ وقَدْ تَوَلّى / وعُنْقودَ الثُّرَيّا وقَدْ تَدَلّى
فَدونَكَ قَهْوَةً لَمْ يُبْقَ مِنْها / تَقادُمُ عَهْدِها إِلاَّ الأَقَلاَّ
بَزَلْنا دَنَّها واللَّيْلُ داجٍ / فَصَيَّرَتِ الدُّجى شَمْساً وظِلاَّ
يا شَبيهَ البَدْرِ حُسْناً
يا شَبيهَ البَدْرِ حُسْناً / وضياءً ومِثالا
وشَبيهَ الغُصْنِ ليناً / وقَواماً واعْتِدالا
أَنْتَ مِثْلُ الوَرْدِ لَوْناً / ونَسيماً ومَلالا
زارَنا حَتَّى إِذا ما / سَرَّنا بِالقُرْبِ زالا
بِحُمْرةِ وجْهٍ لِذاكَ الهِلالِ
بِحُمْرةِ وجْهٍ لِذاكَ الهِلالِ / وفَتْرَةِ مُقْلَةِ ذاكَ الغَزالِ
صِلِ اليَوْمَ بِالأَمْسِ إِنّي أَرى / لَهُ بِالسَّعودِ وجوهَ اتِّصالِ
هَواءٌ صَفا وهَوى مِثْلُهُ / كَخَمْرِ دَلالٍ وماءٍ زُلالِ
وغَيْمٍ تَوَهُّمُهُ كَالنَّوى / وصَحْوٍ حَقيقتُهُ كَالمُحالِ
ومِثْلَ اليَواقيتِ زَهْرُ الرُّبى / وقَطْرُ النَّدى بَيْنَها كاللآلِ
إِذا ما دَنَتْ شَمْسُهُ للذُّبو / ل أَشْرَقَ نُوّارُهُ كالذُّبالِ
وذا الدَّيْرُ تَسْعى بِغُزْلانِهِ / شَعانينُهُ في صُنوفِ الجَمالِ
وصَفْراءُ بائِعُها خاسِرٌ / ولو حازَ عَن قَدَحٍ بَيْتَ مالِ
أيا بامخايالَ أَفْدي ثَراكَ / بِنَفْسي ومالي وعَمّي وخالي
فَكَمْ سَكْرَةٍ ليَ قَبْلَ الأَذا / نِ بَيْنَ دَواليبِهِ والدَّوالي
تَجولُ خُيولُ دَواليبِها / فَتَمْلأُ ما وَرْدَ ذاكَ المَجالِ
فَكَمْ مِنْ رَوْحَةٍ والشَّمْ
فَكَمْ مِنْ رَوْحَةٍ والشَّمْ / سُ لَمْ تَدْنُ لِتَطْفيلِ
إلى دَيْرِ سَعيدٍ أَوْ / إلى دَيْرِ مَخائِيلِ
ولَيْلٍ مِثْلَ يَوْمِ البَعْ / ثِ في العَرْضِ وفي الطُولِ
تَرَى أَنْجُمَهُ كَالنا / رِ في زُهْرِ القَناديلِ
فَعايَنْتُ بِهِ الأَنْجُ / مَ مِثْلَ الأَعْيُنِ الحولِ
بِساقٍ كَمَهاةٍ مُغْ / زِلٍ أَدْماءَ عُطْبُولِ
تَرى في وَجْهِهِ وَجْهَ / كَ لِلرِّقَةِ مِنْ ميلِ
أَتى الدَّنَّ بِمِبْزالٍ / وإِبْريقٍ ومَنْديلِ
فَأَجْراها كَخِلْخالٍ / مِنَ الياقوتِ مَفْتولِ
مُداماً لا يَرى طَرْفَ / كَ مِنْها غَيْرَ تَخْييلِ
كَشَخْصِ الآَلِ لا يُدْرَ / كَ مَعْناهُ بِتَحْصيلِ
يُريكَ الصُّبْحَ في سِتْرٍ / مِنَ الظَّلْماءِ مَسْدولِ
شَرِبْناها عَلى أَوْجُ / هِ حُورٍ كَالتَماثيلِ
إِذا شِئْنَ تَمَنْطَقْنَ / جَميعاً بِالخَلاخيلِ
وأَنْحَلَني حتَّى لو أَنّي بِكَفْةٍ
وأَنْحَلَني حتَّى لو أَنّي بِكَفْةٍ / وظِلّي بِأُخْرى ما رَجَحْتُ على ظِلّي
إذا طَلَعَتْ قُلْتَ الغَزالَةُ في الضُّحى / وإِنْ نَظَرَتْ قُلْتَ الغَزالةُ في الرَّمْلِ
خِلالٌ يَراها الطَّرْفُ حتَّى كَأَنَّها / مَبادي نُعاسٍ ذُرَّ في أَعْيُنٍ نُجْلِ
وقَدْ هَذَّبَتْهُ الحادِثاتُ وإِنَّما / يَبينُ افْرَنْدُ الحُسامِ على الصَّقْلِ
كَذا البَدْرُ شِبْهٌ لِلهِلالِ ولَمْ يَزَلْ / يُرى في هِزَبْرِ اللَّيْثِ شِبْهٌ مِنَ الشِّبْلِ
تَبارَكَ مَنْ أَبْداكَ بَدْراً بِلا دُجىً / وَشِبْلاً بِلا غَيْلٍ وغَيْثاً بِلا وَحْلِ
يا مَنْ جَفا في القُرْبِ ثُمَّ نَأى
يا مَنْ جَفا في القُرْبِ ثُمَّ نَأى / فَشَكا الهَوى بِالكُتْبِ والرُّسُلِ
مَهْلاً فَإِنَّكَ في فِعالِكَ ذي / مِثْلُ الذي قَدْ قيلَ في المَثَلِ
تَرَكَ الزِّيارَةَ وَهْيَ مُمْكِنَةٌ / وأَتاكَ مِنْ مِصْرٍ عَلى جَمَلِ
هُوَ يَوْمٌ كَما تَرا
هُوَ يَوْمٌ كَما تَرا / هُ مَليحُ الشَّمائِلِ
هَاجَ نَوْحُ الحَمامِ في / هِ غِناءَ البَلابِلِ
ولِرَكْبِ السَّحابِ في ال / جَوْ حَقٌّ كَباطِلِ
مِثْلَما ماهَ في المُهَنَّ / دِ بَعْضُ الصَّياقِلِ
جُلِّيَتْ شَمْسُهُ لرِقْ / قتِهِ في غَلائِلِ
وعَمودُ الزَّمانِ مُعْ / تَدِلٌ غَيْرُ مائِلِ
حينَ ساوى حَرُّ الهَوا / جِرِ بَرْدَ الأَصائِلِ
وغَدا الرَّوْضُ في قَلا / ئِدِهِ والخَلاخِلِ
فَمِنَ العَجْزِ أَنْ تَرى / فيهِ طَوْعَ العَواذِلِ
يا لِذا مِنْ أَبي الهُذَيْ / لِ وتَوْصيلِ وَاصِلِ
ومُلاحاةِ عاقِلٍ / ومُقاساةِ جاهِلِ
وخُصومٍ يُكَابِرو / نَ وُضوحَ الدَّلائِلِ
إِنْفِ كيْدَ الجِدالِ عَنْ / كَ بِصَيْدِ الأَجادِلِ
كُلِّ صَلْبِ العِظامِ والل / لَحْمِ رَطْبِ المَفاصِلِ
وَهْوَ أَهْدى من الرَّدى / في طَريقِ المَقاتِلِ
وتَطْمَحُ فَواراتُها فَكَأَنَّها
وتَطْمَحُ فَواراتُها فَكَأَنَّها / دُموعَ المُحِبّينَ اسْتَهْلَّ هُمولُها
تّمُدُّ إلى الجَوْزاءِ أَرْماحَ مائِها / فَتَذْعَرُها في أُفْقِها وتَرُوعُها
وما خُلقَ الإِنْسان إِلا لِيَنْطوي
وما خُلقَ الإِنْسان إِلا لِيَنْطوي / عَلَيْهِ مِنَ الأَيّامِ بُؤْسى وأَنْعُمُ
ولَوْلا اخْتياري حاسِدي صُلْتُ صَوْلَةً / تَروحُ وماءُ البَحْرِ مِنْ هَوْلِها دَمُ
ويأَيُّها المُسْتامُ حَرْبي بِجَهْلِهِ / وذو الجَهْلِ يَغْلو ساعَةً ثُمَّ يَنْدَمُ
إِذا وَصَلَتْنا بِالأَميرِ رِكابُنا / فَلَيْسَ لَنا عَتَبٌ عَلى الدَّهْرِ يُعْلَمُ
وإِنْ نَحْنُ أَعْصَمْنا الرَّجاءَ بِحَبْلِهِ / فَإِنّا بِأَمْراسِ الكَواكِبِ نُعْصَمُ
ومِنْ أَيِّ وَجْهٍ وَاجَهَتْهُ عُيونُنا / تَبَدّى لَها بَدْرٌ وبَحْرٌ وضَيْغَمُ
سَمّاحٌ بِتَيّارِ الغَمامِ مُسَرْبَلٌ / وفَخْرٌ بِلأَلآءِ النُّجومِ مُعَمَّمُ
وشانيكَ يَدْري أَنْهُ غَيْر بَالِغٍ / مَداكَ ولَكِنْ يَرْتَجي ويُرَجِّمُ
طَما بَحْرُكَ السَّامي عَلَيْهِ فَلَوْ لَجا / إِلى الفَلَكِ الدَّوّارِ ما كَانَ يَسْلَمُ
إِذا انْآَدَتِ الأَرْماحُ في هَبْوَةِ الوَغى / غَدَتْ بِكَ في عَوَجِ الضُّلوعِ تُقَوَّمُ
سُرىً قاسمتنا الأَيْنَ فيها رِكابُنا / تَجَشَّمُ مِنْها مِثْلَما نَتَجَشَّمُ
تَجوبُ جِبالاً تَبْلُغُ الأُفْقَ رِفْعَةً / ومِنْ دونِها العُقْبانُ في الجَوِّ حُوَّمُ
إِذا ما عَلَوْنا فَالصُخورُ لِوَطْئِنا / مَراقٍ إِلى الجَوْزاءِ والطَّوْدُ سُلَّمُ
بِأَبي التي كَتَمَتْ مَحاسِنَها
بِأَبي التي كَتَمَتْ مَحاسِنَها / خَوْفَ العُيونِ ولَيْسَ تَنْكَتِمُ
لَبِسَتْ سَواداً كَيْ تُعابَ بِهِ / والبَدْرُ لَيْسَ يَعيبُهُ الظُّلَمُ
وأَخٍ جَفا ظُلْماً ومَلَّ وطالَما
وأَخٍ جَفا ظُلْماً ومَلَّ وطالَما / فُقْنا الأَنامَ مَوَدَّةً ونِداما
فَسَلَوْتُ عَنْهُ وقُلْتُ لَيْسَ بِمُنْكَرٍ / لِلدَّهْرِ أَنْ جَعَلَ الكِرامَ لِئاما
فَالخَمْرُ وهي الرَّاحُ رُبَّتَما غَدَتْ / خَلاًّ وكَانَتْ قَبْلَ ذَاكَ مُداما
وكَمْ مِنْ عَدُوٍّ صَارَ بَعْدَ عَداوَةٍ
وكَمْ مِنْ عَدُوٍّ صَارَ بَعْدَ عَداوَةٍ / صَديقاً مُجِلاًّ في المَجالِسِ مُعْظِما
ولا غَرْوَ فَالعُنْقودُ مِنْ عودِ كَرْمَةٍ / يُرى عِنَباًمن بَعْدَ ما كَانَ حِصْرِما
ويَكْشِفُ بِالآَراءِ ما كَانَ مُشْكِلاً
ويَكْشِفُ بِالآَراءِ ما كَانَ مُشْكِلاً / ولَوْ كَانَ في طَيِّ الضَّميرِ مُكَتَّما
يَرى العارَ أَنْ يَثْني العَنانَ عَنْ الرَّدى / إِذا ما ثَنى الطَّعْنُ الوَشيحَ المُقْرَما
يَرُدُّ غِرارَ المشْرَفيَّ مُثَلَّماً / ضِراباً وصدَر الرّاعِبيَّ مُحَطَّما
ومُنْتَقِمٍ حَتَّى إِذا ما تَمَكَّنَتْ / يَميناهُ مِنْ أَعْدائِهِ ظَلَّ مُنْعِما
هُوَ الفَجْرُ قابَلَنا بِابْتِسامِ
هُوَ الفَجْرُ قابَلَنا بِابْتِسامِ / لِيَصْرِفَ عَنّا عُبوسَ الظَّلامِ
ولاحَ فَحَلَّلَ كَأْسَ الشَّمو / لِ صَرْفاً وحَرْمَ كَأْسَ المَلامِ
ظَلِلْنا عَلى شَمِ وَرْدِ الخُدودِ / ومِسْكِ النُّحورِ ونُقْلِ اللّثامِ
نُعينُ الصَّباحَ عَلى كَشْفِهِ / قِناعَ الظَّلامِ بِضَوْءِ المُدامِ