المجموع : 419
خَرَجتُ غَداةَ النَفرِ أَعتَرِضُ الدُمى
خَرَجتُ غَداةَ النَفرِ أَعتَرِضُ الدُمى / فَلَم أَرَ أَحلى مِنكِ في العَينِ وَالقَلبِ
فَوَاللَهِ ما أَدري أَحُسناً رُزِقتَهُ / أَمِ الحُبُّ أَعمى كَالَّذي قيلَ في الحُبِّ
أَلا يا مَن أُحِبُّ بِكُلِّ نَفسي
أَلا يا مَن أُحِبُّ بِكُلِّ نَفسي / وَمَن هُوَ مِن جَميعِ الناسِ حَسبي
وَمَن يَظلِم فَأَغفِرهُ جَميعاً / وَمَن هُوَ لا يَهُمُّ بِغَفرِ ذَنبِ
أَرسَلَت خُلَّتي إِلَيَّ بِأَنّا
أَرسَلَت خُلَّتي إِلَيَّ بِأَنّا / قَد أُتينا بِبَعضِ ما قَد كَتَمتا
وَبِهِجرانِكَ الرَبابَ حَديثاً / سَوأَةٌ يا خَليلَ ما قَد فَعَلتا
وَهَجَرتَ الرَبابَ مِن حُبِّ سُعدى / وَنَسيتَ الَّذي لَها كُنتَ قُلنا
وَلَعَمري لَيَحسُنَنَّ عَزائي / عَنكَ إِذ كُنتَ غَيَّها قَد أَلِفتا
وَكَأَنّي قَد كُنتُ أَعلَمُ أَنّي / لَستُ إِلّا كَمَن بِهِ قَد غَدَرتا
غَيرَ أَن قَد غَدَرتَني قَبلَ خُبرٍ / فَوَجَدناكَ كاذِباً إِذ خُبِرتا
أَينَ أَيمانُكَ الغَليظَةُ عِندي / وَمَواثيقُ كُلَّها قَد نَقَضتا
لا تَخونُ الرَبابَ ما دُمتَ حَيّاً / يا اِبنَ عَمّي فَقَد غَدَرتَ وَخُنتا
وَأَتيتَ الَّذي أَتَيتَ بِعَمدٍ / لَم تَهَبنا لِذاكَ ثُمَّ ظَلَمتا
إِن تُجِدَّ الوِصالَ مِنكَ فَإِنّا / قَبَّحَ اللَهُ بَعدَها مَن خَدَعتا
مِن كَلامٍ تَهُذُّهُ وَبِحَلفٍ / فَلَعَمري فَرُبَّما قَد حَلَفتا
ثُمَّ لَم توفِ إِذ حَلَفتَ بِعَهدٍ / بِئسَ ذو مَوضِعِ الأَمانَةِ أَنتا
عَجَباً ما عَجِبتُ مِمّا لَو أَبصَر
عَجَباً ما عَجِبتُ مِمّا لَو أَبصَر / تَ خَليلي ما دونَهُ لَعَجِبتا
لِمَقالِ الصَفِيَّ فيمَ التَجَنّي / وَلِما قَد جَفَوتَني وَهَجَرتا
في بُكاءٍ فَقُلتُ ما ذا الَّذي أَب / كاكِ قالَت فَتاتُها ما فَعَلتا
وَلَوَت رَأسَها ضِراراً وَقالَت / إِذ رَأَتني إِختَرتَ ذَلِكَ أَنتا
حينَ أَثَرتَ بِالمَوَدَّةِ غَيري / وَتَناسَيتَ وَصلَنا وَمَلِلتا
قُلتَ لي قَولَ مازِحٍ تَستَبيني / بِلِسانٍ مُقَوِّلٍ إِذ حَلَفتا
عاشِري فَاِخبُري فَمِن سوءِ جَدّي / وَشَقائي عُوشِرتَ ثُمَّ خُبِرتا
فَوَجَدناكَ إِذ خَبَرنا مَلولاً / طَرِفاً لَم تَكُن كَما كُنتَ قُلتا
وَتَجَلَّدتَ لي لِتَصرِمَ حَبلي / بَعدَما كُنتَ رِثَّةً قَد وَصَلتا
فَاِذكُرِ العَهدَ بِالمُحَصَّبِ وَالوُد / دَ الَّذي كانَ بَينَنا ثُمَّ خُنتا
وَلَعَمري ماذا بِأَوَّلِ ما عا / هَدتَني يا اِبنَ عَمِّ ثُمَّ غَدَرتا
فَحَرامٌ عَلَيكَ أَن لا تَنالَ ال / دَهرَ مِنّي غَيرَ الَّذي كُنتَ نِلتا
قُلتُ مَهلاً عَفواً جَميلاً فَقالَت / لا وَعَيشي وَلَو رَأَيتُكَ مِتّا
وَأَجازَت بِها البِغالُ تَهادى / نَحوَ خَبتٍ حَتّى إِذا جُزنَ خَبتا
سَكَنَت مُشرِفَ الذُرى ثُمَّ قالَت / لا تَزُرنا وَلا نَزورُكَ سَبتا
أَيُّها العاتِبُ فيها عُصيتا
أَيُّها العاتِبُ فيها عُصيتا / لَن تُطاعَ الدَهرَ حَتّى تَموتا
إِن تَكُن أَصبَحتَ فينا مُطاعاً / فَلَكَ العُتبى بِأَن لا رَضيتا
صادَ قَلبي اليَومَ ظَبيٌ
صادَ قَلبي اليَومَ ظَبيٌ / مُقبِلٌ مِن عَرَفاتِ
في ظِباءٍ تَتَهادى / عامِداً لِلجَمَراتِ
وَعَلَيهِ الخَزُّ وَالقَز / زُ وَوَشيُ الحِبَراتِ
إِنَّني لَستُ بِناسِ / ذَلِكَ الظَبيَ حَياتي
وَلَقَد قالَت لِأَترابٍ لَها
وَلَقَد قالَت لِأَترابٍ لَها / كَالمَها يَلعَبنَ في حُجرَتِها
خُذنَ عَنّي الظِلَّ لا يَتبَعُني / وَمَضَت تَسعى إِلى قُبَّتِها
لَم يُصِبها نَكَدٌ فيما مَضى / ظَبيَةٌ تَختالُ في مَشيَتِها
لَم تُعانِق رَجُلاً فيما مَضى / طَفلَةٌ غَيداءُ في حُلَّتِها
لَم يَطِش قَطُّ لَها سَهمٌ وَمَن / تَرمِهِ لا يَنجُ مِن رَميَتِها
مَنِ البَكَراتِ عِراقِيَّةٌ
مَنِ البَكَراتِ عِراقِيَّةٌ / تُسَمّى سُبَيعَةَ أَطرَيتُها
مِن آلِ أَبي بَكرَةَ الأَكرَمينَ / خَصَصتُ بِوِدّي فَأَصفَيتُها
وَمِن حُبِّها زُرتُ أَهلَ العِراقِ / وَأَسخَطتُ أَهلي وَأَرضَيتُها
أَموتُ إِذا شَحَطَت دارُها / وَأَحيا إِذا أَنا لاقَيتُها
فَأُقسِمُ لَو أَنَّ ما بي بِها / وَكُنتُ الطَبيبَ لَداوَيتُها
بَرَزَ البَدرُ في جَوارٍ تَهادى
بَرَزَ البَدرُ في جَوارٍ تَهادى / مُخطَفاتِ الخُصورِ مُعتَجِراتِ
فَتَنَفَّستُ ثُمَّ قُلتُ لِبِكرٍ / عَجَّلَت في الحَياةِ لي خَيباتِ
هَل سَبيلٌ إِلى الَّتي لا أُبالي / بَعدَها أَن أَموتَ قَبلَ وَفاتي
يَعجِزُ المِطرَفُ العُشاريُّ عَنها
يَعجِزُ المِطرَفُ العُشاريُّ عَنها / وَالإِزارُ السَديسُ ذو الصِنفاتِ
بِاللَهِ يا ظَبيَ بَني الحارِثِ
بِاللَهِ يا ظَبيَ بَني الحارِثِ / هَل مَن وَفى بِالعَهدِ كَالناكِثِ
لا تَخدَعَنّي بِالمُنى باطِلاً / وَأَنتَ بي تَلعَبُ كَالعابِثِ
حَتى مَتى أَنتَ لَنا هَكَذا / نَفسي فِداءٌ لَكَ يا حارِثي
يا مُنتَهى هَمّي وَيا مُنيَتي / وَيا هَوى نَفسي وَيا وارِثي
نَأَت بِصَدوفَ عَنكَ نَوىً عَنوجُ
نَأَت بِصَدوفَ عَنكَ نَوىً عَنوجُ / وَجُنَّ بِذِكرِها القَلبُ اللَجوجُ
غَداةَ غَدَت حُمولُهُمُ وَفيهِم / ضَحا شَخصٌ إِلى قَلبي يَهيجُ
سَكَنَّ الغَورَ مَربَعَهُنَّ حَتّى / رَأَينَ الأَرضَ قَد جَعَلَت تَهيجُ
وَصِفنَ بِهِ فَقُلنَ لَنا بِنَجدٍ / مِنَ الحَرِّ الَّذي نَلقى فُروجُ
فَعالَينَ الحُمولَ عَلى نَواجٍ / عَلائِفَ لَم تُلَوِّحها المُروجُ
غَدَونَ فَقُلنَ أَعواءٌ مَقيلٌ / لَكُم فَاِنحوا لِذاكَ وَلا تَعوجوا
وَرُحنَ فَبِتنَ فَوقَ البِئرِ حَتّى / بَدا لِلناظِرِ الصُبحُ البَليجُ
كَأَنَّهُمُ عَلى البَوباةِ نَخلٌ / أُمِرَّ لَها بِذي صَعبٍ خَليجُ
فَما يَدري المُخَبِّرُ أَيَّ جِزعٍ / مِنَ الأَجزاعِ يَمَّمَتِ الحُدوجُ
أَومَت بِعَينَيها مِنَ الهَودَجِ
أَومَت بِعَينَيها مِنَ الهَودَجِ / لَولاكَ في ذا العامِ لَم أَحجُجِ
أَنتَ إِلى مَكَّةَ أَخرَجتَني / وَلَو تَرَكتَ الحَجَّ لَم أَخرُجِ
يا رَبَّةَ البَغلَةِ الشَهباءِ هَل لَكُمُ
يا رَبَّةَ البَغلَةِ الشَهباءِ هَل لَكُمُ / أَن تَرحَمي عُمَراً لا تَرهَقي حَرَجا
قالَت بِدائِكَ مُت أَو عِش تُعالِجُهُ / فَما نَرى لَكَ فيما عِندَنا فَرَجا
قَد كُنتَ حَمَّلتَني غَيظاً أُعالِجُهُ / فَإِن تُقِدني فَقَد عَنَّيتَني حَجَجا
حَتّى لَوَ اِسطيعُ مِمّا قَد فَعَلتَ بِنا / أَكَلتُ لَحمَكَ مِن غَيظي وَما نَضَجا
فَقُلتُ لا وَالَّذي حَجَّ الحَجيجُ لَهُ / ما مَجَّ حُبُّكِ مِن قَلبي وَلا نَهَجا
وَما رَأى القَلبُ مِن شَيءٍ يُسِرُّ بِهِ / مُذ بانَ مَنزِلُكُم مِنّا وَما ثَلِجا
كَالشَمسِ صورَتُها غَرّاءُ واضِحَةٌ / تُعشي إِذا بَرَزَت مِن حُسنِها السُرُجا
ضَنَّت بِنائِلِها عَنّا فَقَد تَرَكَت / مِن غَيرِ ذَنبٍ أَبا الخَطّابِ مُختَلَجا
نَعَقَ الغُرابُ بِبَينِ ذاتِ الدُملُجِ
نَعَقَ الغُرابُ بِبَينِ ذاتِ الدُملُجِ / لَيتَ الغُرابَ بِبَينِها لَم يَزعَجِ
نَعَقَ الغُرابُ وَدَقَّ عَظمَ جَناحِهِ / وَذَرَت بِهِ الأَرواحُ بَحرَ السَمهَجِ
ما زِلتُ أَتبَعُهُم لِأَسمَعَ حَدوَهُم / حَتّى دَخَلتُ عَلى رَبيبَةِ هَودَجِ
نَظَرَت إِلَيَّ رِئمٍ أَكحَلٍ / عَمداً وَرَدَّت عَنكَ دَعوَةَ عَوهَجِ
فَبَهَت بِدُرِّ حُلِيِّها وَوِشاحِها / وَبَريمِها وَسِوارِها فَالدُملُجِ
فَظَلِلتُ في أَمرِ الهَوى مُتَحَيِّراً / مِن حَرِّ نارٍ بِالحَشا مُتَوَهِّجِ
مَن ذا يَلومَني إِن بَكَيتُ صَبابَةً / أَو نُحتُ صَبّا بِالفُؤادِ المُنضَجِ
قالوا اِصطَبِر عَن حُبِّها مُتَعَمِّداً / لا تَهلِكَنَّ صَبابَةً أَو تَحرِجِ
كَيفَ اِصطِباري عَن فَتاةٍ طَفلَةٍ / بَيضاءَ في لَونٍ لَها ذي زِبرِجِ
نافَت عَلى العَذَقِ الرَطيبِ بِريقِها / وَعَلى الهِلالِ المُستَبينِ الأَبلَجِ
لَمّا تَعاظَمَ أَمرُ وَجدي في الهَوى / وَكَلِفتُ شَوقاً بِالغَزالِ الأَدعَجِ
فَسَرَيتُ في دَيجورِ لَيلٍ حِندِسٍ / مُتَنَجِّداً بِنِجادِ سَيفٍ أَعوَجِ
فَقَعَدتُ مُرتَقِباً أُلِمُّ بِبَيتِها / حَتّى وَلَجتُ بِهِ خَفِيَّ المَولَجِ
حَتّى دَخَلتُ عَلى الفَتاةِ وَإِنَّها / لَتَحُظُّ نَوماً مِثلَ نَومِ المُبهَجِ
وَإِذا أَبوها نائِمٌ وَعَبيدُهُ / مِن حَولِها مِثلُ الجِمالِ الهُرَّجِ
فَوَضَعتُ كَفّي عِندَ مَقطَعِ خَصرِها / فَتَنَفَّسَت نَفَساً فَلَم تَتَلَهَّجِ
فَلَزِمتُها فَلَثِمتُها فَتَفَزَّعَت / مِنّي وَقالَت مَن فَلَم أَتَلَجلَج
قالَت وَعَيشِ أَبي وَحُرمَةِ إِخوَتي / لَأُنَبِّهَنَّ الحَيَّ إِن لَم تَخرُجِ
فَخَرَجتُ خَوفَ يَمينِها فَتَبَسَّمَت / فَعَلِمتُ أَنَّ يَمينِها لَم تَحرَجِ
فَتَناوَلَت رَأسي لِتَعلَمَ مَسَّهُ / بِمُخَضَّبِ الأَطرافِ غَيرَ مُشَنَّجِ
فَلَثَمتُ فاها آخِذاً بِقُرونِها / شُربَ النَزيفِ بِبَردِ ماءِ الحَشرَجِ
أَلا هَل هاجَكَ الأَظعا
أَلا هَل هاجَكَ الأَظعا / نُ إِذ جاوَزنَ مُطَّلَحا
نَعَم وَلِوَشكِ بَينَهُمُ / جَرى لَكَ طائِرٌ سَنَحا
سَلَكنَ الجَنبَ مِن رَكَكٍ / وَضَوءُ الفَجرِ قَد وَضَحا
فَمَن يَفرَح بِبَينِهُمُ / فَغَيري إِذ غَدَوا فَرِحا
فَهَزَّت رَأسَها عَجَباً / وَقالَت مازِحٌ مَزَحا
وَقُلنَ مَقيلُنا قَرنٌ / نُباكِرُ ماءَهُ صُبُحا
فَيا عَجَباً لِمَوقِفِنا / وَغُيِّبَ ثُمَّ مَن كَشَحا
تَبِعتُهُمُ بِطَرفِ العَي / نِ حَتّى قيلَ لي اِفتَضَحا
يُوَدِّعُ بَعضُنا بَعضا / وَكُلٌّ بِالهَوى صَرَحا
بانَت سُلَيمى فَالفُؤادُ قَريحُ
بانَت سُلَيمى فَالفُؤادُ قَريحُ / وَدُموعُ عَيني في الرِداءِ سُفوحُ
وَلَقَد جَرى لَكَ يَومَ حَزمِ سُوَيقَةٍ / فيما يُعِفُّ سانِحٌ وَبَريحُ
أَحوى القَوادِمِ بِالبَياضِ مُلَمَّعٌ / قَلِقُ المَواقِعِ بِالفِراقِ يَصيحُ
حَسَنٌ لَدَيَّ حَديثُ مَن أَحبَبتُهُ / وَحَديثُ مَن لا يُستَلَذُّ قَبيحُ
الحُبُّ أَبغَضُهُ إِلَيَّ أَقَلُّهُ / صَرِّح بِذاكَ وَراحَةٌ تَصريحُ
مَن لِقَلبٍ غَيرَ صاحِ
مَن لِقَلبٍ غَيرَ صاحِ / في تَصابٍ وَمِزاحِ
لَجَّ في ذِكرِ الغَواني / بَعدَ رُشدٍ وَصَلاحِ
وَلَقَد قُلتُ لِبَكرٍ / إِذ مَرَرنا بِالصِفاحِ
قِف نُسَلِّم وَنُحَيِّ / ما عَلَينا مِن جُناحِ
قَمَرَتني جارَتي عَق / لي كَقَمرٍ بِالقِداحِ
أَقصَدَت قَلبي وَما إِن / أَقصَدَتهُ بِسِلاحِ
حَيِّيا أَثلَةَ إِذ جَدَّ رَواح
حَيِّيا أَثلَةَ إِذ جَدَّ رَواح / وَسَلاها هَل لِعانٍ مِن سَراح
هَل لِمَتبولٍ بِها مُستَقبَلٌ / دَنَفِ القَلبِ عَميدٍ غَيرِ صاح
كانَ وَالوُدَّ الَّذي يَشكو بِها / كَمَريقِ الماءِ في الأَرضِ الشَحاح
أَيُّها السائِلُنا عَن حُبِّها / تُكثِرُ المَنطِقَ في غَيرِ اِتِّضاح
خُلِقَت ذِكرَتُها مِن شيمَتي / ما أَضاءَ الأَرضَ تَبليجُ الصَباح
ما لَها عِندِيَ مِن هَجرٍ وَلا / سِرُّها عِندِيَ بِالفاشي المُباح
تَسأَلُ الوُدَّ وَوَدَّت أَنَّني / بَينَ أَسيافِ الأَعادي وَالرِماح
قادَتِ العَينُ إِلَيها قَلبَهُ / عَقِبَ التَشريقِ مِن يَومِ الأَضاح
نَظرَةٌ بِالعَينِ أَدَّت سَقَماً / نَظرَةٌ يَوماً وَصَحبي بِالصِفاح
أَحدَثَت رَدعاً وَرَجعاً بَعدَما / طَمِعَ العائِدُ مِنّا بِالسَراح
وَشَكَوتُ الحُبَّ مِنها صادِقاً / لَيلَةَ المَأزِمِ في قَولٍ صُراح
واقِفَ البِرذَونِ أُخفي مَنطِقي / مُظهِراً عُذرِيَ في غَيرِ نَجاح
لَن تَقودينِيَ بِالهَجرِ وَلَن / تُدرِكي وُدّي بِجَدٍّ وَاِطِّراح
بَكَرَ العاذِلاتُ فيها صِراحا
بَكَرَ العاذِلاتُ فيها صِراحا / بِسَوادٍ وَما اِنتَظَرنَ صَباحا
قُلنَ عَزَّ الفُؤادَ عَن أُمِّ بَكرٍ / بِعَزاءٍ قَدِ اِفتَضَحتَ اِفتِضاحا
قُلتُ ما حُبُّها عَلَيَّ بِعارٍ / إِن مُحِبٌّ يَوماً مِنَ الدَهرِ باحا
قَد أَرى أَنَّكُنَّ قُلتُنَّ نُصحاً / وَاِجتَهَدتُنَّ لَو أُريدُ صَلاحا
لَو دَويتُنَّ مِثلَ دائي عَذَرتُن / نَ وَلَكِن رَأَيتُكُنَّ صِحاحا
أَو تَحَبَّبنَ لا تَعُدنَ فَإِنّي / قَد أَريتُ الوُشاةَ مِنّي اِطِّراحا
إِنَّها كَالمَهاةِ مُشبَعَةُ الخَل / خالِ صِفرُ الحَشا تُجيعُ الوِشاحا
في مَحَلِّ النِساءِ طَيِّبَةُ النَش / رِ يُرى عِندَها الوِسامُ قِباحا
لَم تَزَل مِن هَوى قُرَيبَةَ تَهوى / مَن يَليها حَتّى هَوَيتَ الرِياحا
قَرَّبَتهُ المُقَرِّباتُ لِحينٍ / فَأَتى حَتفَهُ يَسيرُ كِفاحاً