القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمَر بنُ أَبي رَبِيعة الكل
المجموع : 419
خَرَجتُ غَداةَ النَفرِ أَعتَرِضُ الدُمى
خَرَجتُ غَداةَ النَفرِ أَعتَرِضُ الدُمى / فَلَم أَرَ أَحلى مِنكِ في العَينِ وَالقَلبِ
فَوَاللَهِ ما أَدري أَحُسناً رُزِقتَهُ / أَمِ الحُبُّ أَعمى كَالَّذي قيلَ في الحُبِّ
أَلا يا مَن أُحِبُّ بِكُلِّ نَفسي
أَلا يا مَن أُحِبُّ بِكُلِّ نَفسي / وَمَن هُوَ مِن جَميعِ الناسِ حَسبي
وَمَن يَظلِم فَأَغفِرهُ جَميعاً / وَمَن هُوَ لا يَهُمُّ بِغَفرِ ذَنبِ
أَرسَلَت خُلَّتي إِلَيَّ بِأَنّا
أَرسَلَت خُلَّتي إِلَيَّ بِأَنّا / قَد أُتينا بِبَعضِ ما قَد كَتَمتا
وَبِهِجرانِكَ الرَبابَ حَديثاً / سَوأَةٌ يا خَليلَ ما قَد فَعَلتا
وَهَجَرتَ الرَبابَ مِن حُبِّ سُعدى / وَنَسيتَ الَّذي لَها كُنتَ قُلنا
وَلَعَمري لَيَحسُنَنَّ عَزائي / عَنكَ إِذ كُنتَ غَيَّها قَد أَلِفتا
وَكَأَنّي قَد كُنتُ أَعلَمُ أَنّي / لَستُ إِلّا كَمَن بِهِ قَد غَدَرتا
غَيرَ أَن قَد غَدَرتَني قَبلَ خُبرٍ / فَوَجَدناكَ كاذِباً إِذ خُبِرتا
أَينَ أَيمانُكَ الغَليظَةُ عِندي / وَمَواثيقُ كُلَّها قَد نَقَضتا
لا تَخونُ الرَبابَ ما دُمتَ حَيّاً / يا اِبنَ عَمّي فَقَد غَدَرتَ وَخُنتا
وَأَتيتَ الَّذي أَتَيتَ بِعَمدٍ / لَم تَهَبنا لِذاكَ ثُمَّ ظَلَمتا
إِن تُجِدَّ الوِصالَ مِنكَ فَإِنّا / قَبَّحَ اللَهُ بَعدَها مَن خَدَعتا
مِن كَلامٍ تَهُذُّهُ وَبِحَلفٍ / فَلَعَمري فَرُبَّما قَد حَلَفتا
ثُمَّ لَم توفِ إِذ حَلَفتَ بِعَهدٍ / بِئسَ ذو مَوضِعِ الأَمانَةِ أَنتا
عَجَباً ما عَجِبتُ مِمّا لَو أَبصَر
عَجَباً ما عَجِبتُ مِمّا لَو أَبصَر / تَ خَليلي ما دونَهُ لَعَجِبتا
لِمَقالِ الصَفِيَّ فيمَ التَجَنّي / وَلِما قَد جَفَوتَني وَهَجَرتا
في بُكاءٍ فَقُلتُ ما ذا الَّذي أَب / كاكِ قالَت فَتاتُها ما فَعَلتا
وَلَوَت رَأسَها ضِراراً وَقالَت / إِذ رَأَتني إِختَرتَ ذَلِكَ أَنتا
حينَ أَثَرتَ بِالمَوَدَّةِ غَيري / وَتَناسَيتَ وَصلَنا وَمَلِلتا
قُلتَ لي قَولَ مازِحٍ تَستَبيني / بِلِسانٍ مُقَوِّلٍ إِذ حَلَفتا
عاشِري فَاِخبُري فَمِن سوءِ جَدّي / وَشَقائي عُوشِرتَ ثُمَّ خُبِرتا
فَوَجَدناكَ إِذ خَبَرنا مَلولاً / طَرِفاً لَم تَكُن كَما كُنتَ قُلتا
وَتَجَلَّدتَ لي لِتَصرِمَ حَبلي / بَعدَما كُنتَ رِثَّةً قَد وَصَلتا
فَاِذكُرِ العَهدَ بِالمُحَصَّبِ وَالوُد / دَ الَّذي كانَ بَينَنا ثُمَّ خُنتا
وَلَعَمري ماذا بِأَوَّلِ ما عا / هَدتَني يا اِبنَ عَمِّ ثُمَّ غَدَرتا
فَحَرامٌ عَلَيكَ أَن لا تَنالَ ال / دَهرَ مِنّي غَيرَ الَّذي كُنتَ نِلتا
قُلتُ مَهلاً عَفواً جَميلاً فَقالَت / لا وَعَيشي وَلَو رَأَيتُكَ مِتّا
وَأَجازَت بِها البِغالُ تَهادى / نَحوَ خَبتٍ حَتّى إِذا جُزنَ خَبتا
سَكَنَت مُشرِفَ الذُرى ثُمَّ قالَت / لا تَزُرنا وَلا نَزورُكَ سَبتا
أَيُّها العاتِبُ فيها عُصيتا
أَيُّها العاتِبُ فيها عُصيتا / لَن تُطاعَ الدَهرَ حَتّى تَموتا
إِن تَكُن أَصبَحتَ فينا مُطاعاً / فَلَكَ العُتبى بِأَن لا رَضيتا
صادَ قَلبي اليَومَ ظَبيٌ
صادَ قَلبي اليَومَ ظَبيٌ / مُقبِلٌ مِن عَرَفاتِ
في ظِباءٍ تَتَهادى / عامِداً لِلجَمَراتِ
وَعَلَيهِ الخَزُّ وَالقَز / زُ وَوَشيُ الحِبَراتِ
إِنَّني لَستُ بِناسِ / ذَلِكَ الظَبيَ حَياتي
وَلَقَد قالَت لِأَترابٍ لَها
وَلَقَد قالَت لِأَترابٍ لَها / كَالمَها يَلعَبنَ في حُجرَتِها
خُذنَ عَنّي الظِلَّ لا يَتبَعُني / وَمَضَت تَسعى إِلى قُبَّتِها
لَم يُصِبها نَكَدٌ فيما مَضى / ظَبيَةٌ تَختالُ في مَشيَتِها
لَم تُعانِق رَجُلاً فيما مَضى / طَفلَةٌ غَيداءُ في حُلَّتِها
لَم يَطِش قَطُّ لَها سَهمٌ وَمَن / تَرمِهِ لا يَنجُ مِن رَميَتِها
مَنِ البَكَراتِ عِراقِيَّةٌ
مَنِ البَكَراتِ عِراقِيَّةٌ / تُسَمّى سُبَيعَةَ أَطرَيتُها
مِن آلِ أَبي بَكرَةَ الأَكرَمينَ / خَصَصتُ بِوِدّي فَأَصفَيتُها
وَمِن حُبِّها زُرتُ أَهلَ العِراقِ / وَأَسخَطتُ أَهلي وَأَرضَيتُها
أَموتُ إِذا شَحَطَت دارُها / وَأَحيا إِذا أَنا لاقَيتُها
فَأُقسِمُ لَو أَنَّ ما بي بِها / وَكُنتُ الطَبيبَ لَداوَيتُها
بَرَزَ البَدرُ في جَوارٍ تَهادى
بَرَزَ البَدرُ في جَوارٍ تَهادى / مُخطَفاتِ الخُصورِ مُعتَجِراتِ
فَتَنَفَّستُ ثُمَّ قُلتُ لِبِكرٍ / عَجَّلَت في الحَياةِ لي خَيباتِ
هَل سَبيلٌ إِلى الَّتي لا أُبالي / بَعدَها أَن أَموتَ قَبلَ وَفاتي
يَعجِزُ المِطرَفُ العُشاريُّ عَنها
يَعجِزُ المِطرَفُ العُشاريُّ عَنها / وَالإِزارُ السَديسُ ذو الصِنفاتِ
بِاللَهِ يا ظَبيَ بَني الحارِثِ
بِاللَهِ يا ظَبيَ بَني الحارِثِ / هَل مَن وَفى بِالعَهدِ كَالناكِثِ
لا تَخدَعَنّي بِالمُنى باطِلاً / وَأَنتَ بي تَلعَبُ كَالعابِثِ
حَتى مَتى أَنتَ لَنا هَكَذا / نَفسي فِداءٌ لَكَ يا حارِثي
يا مُنتَهى هَمّي وَيا مُنيَتي / وَيا هَوى نَفسي وَيا وارِثي
نَأَت بِصَدوفَ عَنكَ نَوىً عَنوجُ
نَأَت بِصَدوفَ عَنكَ نَوىً عَنوجُ / وَجُنَّ بِذِكرِها القَلبُ اللَجوجُ
غَداةَ غَدَت حُمولُهُمُ وَفيهِم / ضَحا شَخصٌ إِلى قَلبي يَهيجُ
سَكَنَّ الغَورَ مَربَعَهُنَّ حَتّى / رَأَينَ الأَرضَ قَد جَعَلَت تَهيجُ
وَصِفنَ بِهِ فَقُلنَ لَنا بِنَجدٍ / مِنَ الحَرِّ الَّذي نَلقى فُروجُ
فَعالَينَ الحُمولَ عَلى نَواجٍ / عَلائِفَ لَم تُلَوِّحها المُروجُ
غَدَونَ فَقُلنَ أَعواءٌ مَقيلٌ / لَكُم فَاِنحوا لِذاكَ وَلا تَعوجوا
وَرُحنَ فَبِتنَ فَوقَ البِئرِ حَتّى / بَدا لِلناظِرِ الصُبحُ البَليجُ
كَأَنَّهُمُ عَلى البَوباةِ نَخلٌ / أُمِرَّ لَها بِذي صَعبٍ خَليجُ
فَما يَدري المُخَبِّرُ أَيَّ جِزعٍ / مِنَ الأَجزاعِ يَمَّمَتِ الحُدوجُ
أَومَت بِعَينَيها مِنَ الهَودَجِ
أَومَت بِعَينَيها مِنَ الهَودَجِ / لَولاكَ في ذا العامِ لَم أَحجُجِ
أَنتَ إِلى مَكَّةَ أَخرَجتَني / وَلَو تَرَكتَ الحَجَّ لَم أَخرُجِ
يا رَبَّةَ البَغلَةِ الشَهباءِ هَل لَكُمُ
يا رَبَّةَ البَغلَةِ الشَهباءِ هَل لَكُمُ / أَن تَرحَمي عُمَراً لا تَرهَقي حَرَجا
قالَت بِدائِكَ مُت أَو عِش تُعالِجُهُ / فَما نَرى لَكَ فيما عِندَنا فَرَجا
قَد كُنتَ حَمَّلتَني غَيظاً أُعالِجُهُ / فَإِن تُقِدني فَقَد عَنَّيتَني حَجَجا
حَتّى لَوَ اِسطيعُ مِمّا قَد فَعَلتَ بِنا / أَكَلتُ لَحمَكَ مِن غَيظي وَما نَضَجا
فَقُلتُ لا وَالَّذي حَجَّ الحَجيجُ لَهُ / ما مَجَّ حُبُّكِ مِن قَلبي وَلا نَهَجا
وَما رَأى القَلبُ مِن شَيءٍ يُسِرُّ بِهِ / مُذ بانَ مَنزِلُكُم مِنّا وَما ثَلِجا
كَالشَمسِ صورَتُها غَرّاءُ واضِحَةٌ / تُعشي إِذا بَرَزَت مِن حُسنِها السُرُجا
ضَنَّت بِنائِلِها عَنّا فَقَد تَرَكَت / مِن غَيرِ ذَنبٍ أَبا الخَطّابِ مُختَلَجا
نَعَقَ الغُرابُ بِبَينِ ذاتِ الدُملُجِ
نَعَقَ الغُرابُ بِبَينِ ذاتِ الدُملُجِ / لَيتَ الغُرابَ بِبَينِها لَم يَزعَجِ
نَعَقَ الغُرابُ وَدَقَّ عَظمَ جَناحِهِ / وَذَرَت بِهِ الأَرواحُ بَحرَ السَمهَجِ
ما زِلتُ أَتبَعُهُم لِأَسمَعَ حَدوَهُم / حَتّى دَخَلتُ عَلى رَبيبَةِ هَودَجِ
نَظَرَت إِلَيَّ رِئمٍ أَكحَلٍ / عَمداً وَرَدَّت عَنكَ دَعوَةَ عَوهَجِ
فَبَهَت بِدُرِّ حُلِيِّها وَوِشاحِها / وَبَريمِها وَسِوارِها فَالدُملُجِ
فَظَلِلتُ في أَمرِ الهَوى مُتَحَيِّراً / مِن حَرِّ نارٍ بِالحَشا مُتَوَهِّجِ
مَن ذا يَلومَني إِن بَكَيتُ صَبابَةً / أَو نُحتُ صَبّا بِالفُؤادِ المُنضَجِ
قالوا اِصطَبِر عَن حُبِّها مُتَعَمِّداً / لا تَهلِكَنَّ صَبابَةً أَو تَحرِجِ
كَيفَ اِصطِباري عَن فَتاةٍ طَفلَةٍ / بَيضاءَ في لَونٍ لَها ذي زِبرِجِ
نافَت عَلى العَذَقِ الرَطيبِ بِريقِها / وَعَلى الهِلالِ المُستَبينِ الأَبلَجِ
لَمّا تَعاظَمَ أَمرُ وَجدي في الهَوى / وَكَلِفتُ شَوقاً بِالغَزالِ الأَدعَجِ
فَسَرَيتُ في دَيجورِ لَيلٍ حِندِسٍ / مُتَنَجِّداً بِنِجادِ سَيفٍ أَعوَجِ
فَقَعَدتُ مُرتَقِباً أُلِمُّ بِبَيتِها / حَتّى وَلَجتُ بِهِ خَفِيَّ المَولَجِ
حَتّى دَخَلتُ عَلى الفَتاةِ وَإِنَّها / لَتَحُظُّ نَوماً مِثلَ نَومِ المُبهَجِ
وَإِذا أَبوها نائِمٌ وَعَبيدُهُ / مِن حَولِها مِثلُ الجِمالِ الهُرَّجِ
فَوَضَعتُ كَفّي عِندَ مَقطَعِ خَصرِها / فَتَنَفَّسَت نَفَساً فَلَم تَتَلَهَّجِ
فَلَزِمتُها فَلَثِمتُها فَتَفَزَّعَت / مِنّي وَقالَت مَن فَلَم أَتَلَجلَج
قالَت وَعَيشِ أَبي وَحُرمَةِ إِخوَتي / لَأُنَبِّهَنَّ الحَيَّ إِن لَم تَخرُجِ
فَخَرَجتُ خَوفَ يَمينِها فَتَبَسَّمَت / فَعَلِمتُ أَنَّ يَمينِها لَم تَحرَجِ
فَتَناوَلَت رَأسي لِتَعلَمَ مَسَّهُ / بِمُخَضَّبِ الأَطرافِ غَيرَ مُشَنَّجِ
فَلَثَمتُ فاها آخِذاً بِقُرونِها / شُربَ النَزيفِ بِبَردِ ماءِ الحَشرَجِ
أَلا هَل هاجَكَ الأَظعا
أَلا هَل هاجَكَ الأَظعا / نُ إِذ جاوَزنَ مُطَّلَحا
نَعَم وَلِوَشكِ بَينَهُمُ / جَرى لَكَ طائِرٌ سَنَحا
سَلَكنَ الجَنبَ مِن رَكَكٍ / وَضَوءُ الفَجرِ قَد وَضَحا
فَمَن يَفرَح بِبَينِهُمُ / فَغَيري إِذ غَدَوا فَرِحا
فَهَزَّت رَأسَها عَجَباً / وَقالَت مازِحٌ مَزَحا
وَقُلنَ مَقيلُنا قَرنٌ / نُباكِرُ ماءَهُ صُبُحا
فَيا عَجَباً لِمَوقِفِنا / وَغُيِّبَ ثُمَّ مَن كَشَحا
تَبِعتُهُمُ بِطَرفِ العَي / نِ حَتّى قيلَ لي اِفتَضَحا
يُوَدِّعُ بَعضُنا بَعضا / وَكُلٌّ بِالهَوى صَرَحا
بانَت سُلَيمى فَالفُؤادُ قَريحُ
بانَت سُلَيمى فَالفُؤادُ قَريحُ / وَدُموعُ عَيني في الرِداءِ سُفوحُ
وَلَقَد جَرى لَكَ يَومَ حَزمِ سُوَيقَةٍ / فيما يُعِفُّ سانِحٌ وَبَريحُ
أَحوى القَوادِمِ بِالبَياضِ مُلَمَّعٌ / قَلِقُ المَواقِعِ بِالفِراقِ يَصيحُ
حَسَنٌ لَدَيَّ حَديثُ مَن أَحبَبتُهُ / وَحَديثُ مَن لا يُستَلَذُّ قَبيحُ
الحُبُّ أَبغَضُهُ إِلَيَّ أَقَلُّهُ / صَرِّح بِذاكَ وَراحَةٌ تَصريحُ
مَن لِقَلبٍ غَيرَ صاحِ
مَن لِقَلبٍ غَيرَ صاحِ / في تَصابٍ وَمِزاحِ
لَجَّ في ذِكرِ الغَواني / بَعدَ رُشدٍ وَصَلاحِ
وَلَقَد قُلتُ لِبَكرٍ / إِذ مَرَرنا بِالصِفاحِ
قِف نُسَلِّم وَنُحَيِّ / ما عَلَينا مِن جُناحِ
قَمَرَتني جارَتي عَق / لي كَقَمرٍ بِالقِداحِ
أَقصَدَت قَلبي وَما إِن / أَقصَدَتهُ بِسِلاحِ
حَيِّيا أَثلَةَ إِذ جَدَّ رَواح
حَيِّيا أَثلَةَ إِذ جَدَّ رَواح / وَسَلاها هَل لِعانٍ مِن سَراح
هَل لِمَتبولٍ بِها مُستَقبَلٌ / دَنَفِ القَلبِ عَميدٍ غَيرِ صاح
كانَ وَالوُدَّ الَّذي يَشكو بِها / كَمَريقِ الماءِ في الأَرضِ الشَحاح
أَيُّها السائِلُنا عَن حُبِّها / تُكثِرُ المَنطِقَ في غَيرِ اِتِّضاح
خُلِقَت ذِكرَتُها مِن شيمَتي / ما أَضاءَ الأَرضَ تَبليجُ الصَباح
ما لَها عِندِيَ مِن هَجرٍ وَلا / سِرُّها عِندِيَ بِالفاشي المُباح
تَسأَلُ الوُدَّ وَوَدَّت أَنَّني / بَينَ أَسيافِ الأَعادي وَالرِماح
قادَتِ العَينُ إِلَيها قَلبَهُ / عَقِبَ التَشريقِ مِن يَومِ الأَضاح
نَظرَةٌ بِالعَينِ أَدَّت سَقَماً / نَظرَةٌ يَوماً وَصَحبي بِالصِفاح
أَحدَثَت رَدعاً وَرَجعاً بَعدَما / طَمِعَ العائِدُ مِنّا بِالسَراح
وَشَكَوتُ الحُبَّ مِنها صادِقاً / لَيلَةَ المَأزِمِ في قَولٍ صُراح
واقِفَ البِرذَونِ أُخفي مَنطِقي / مُظهِراً عُذرِيَ في غَيرِ نَجاح
لَن تَقودينِيَ بِالهَجرِ وَلَن / تُدرِكي وُدّي بِجَدٍّ وَاِطِّراح
بَكَرَ العاذِلاتُ فيها صِراحا
بَكَرَ العاذِلاتُ فيها صِراحا / بِسَوادٍ وَما اِنتَظَرنَ صَباحا
قُلنَ عَزَّ الفُؤادَ عَن أُمِّ بَكرٍ / بِعَزاءٍ قَدِ اِفتَضَحتَ اِفتِضاحا
قُلتُ ما حُبُّها عَلَيَّ بِعارٍ / إِن مُحِبٌّ يَوماً مِنَ الدَهرِ باحا
قَد أَرى أَنَّكُنَّ قُلتُنَّ نُصحاً / وَاِجتَهَدتُنَّ لَو أُريدُ صَلاحا
لَو دَويتُنَّ مِثلَ دائي عَذَرتُن / نَ وَلَكِن رَأَيتُكُنَّ صِحاحا
أَو تَحَبَّبنَ لا تَعُدنَ فَإِنّي / قَد أَريتُ الوُشاةَ مِنّي اِطِّراحا
إِنَّها كَالمَهاةِ مُشبَعَةُ الخَل / خالِ صِفرُ الحَشا تُجيعُ الوِشاحا
في مَحَلِّ النِساءِ طَيِّبَةُ النَش / رِ يُرى عِندَها الوِسامُ قِباحا
لَم تَزَل مِن هَوى قُرَيبَةَ تَهوى / مَن يَليها حَتّى هَوَيتَ الرِياحا
قَرَّبَتهُ المُقَرِّباتُ لِحينٍ / فَأَتى حَتفَهُ يَسيرُ كِفاحاً

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025