المجموع : 123
يَا لاَئِمِي فِي الْهَوَى كَلَّفْتَنِي شَطَطَا
يَا لاَئِمِي فِي الْهَوَى كَلَّفْتَنِي شَطَطَا / وَإِنَّنِي بِالْهَوَى مَا زِلْتُ مُغْتَبِطَا
وَلِي بِأَهْلِ الْحِمَى يَدْرِي الْحِمَى كَلَفٌ / وَطُولُ مَبْكىً عَلَى عَهْدٍ بِهِ فَرَطَا
وَمَا اصْطَبَارِي وَقَدْ زُمَّتْ رَحَائِلُهُمْ / وَللتَّرَحُّلِ حَادِي العِيسِ قَدْ نَشَطَا
وَهَاجَ وَجْدِيَ رَكْبٌ رَافِعٌ حُدُجاً / بِهِنَّ جُنْح الدُّجَى فِي الْبِيدِ قَدْ خَبَطَا
وَعطَّرَ الْجَوَّ مِنْهُ أَيُّ طِيبِ شَذَا / بِكُلِّ رُوحٍ لَعَمْرِي رُوحُهُ اخْتلَطَا
وَأَغْصُنُ الْبَانِ قَدْ مَالَتْ لَهُ طَرَباً / لَمَّا أَتَى مَثْلَ مَا نَفَّرْتَ سِرْبَ قَطَا
وَالْوُرْقُ فِي الْغُصْنِ قَدْ غَنَّتْ لَهُ فَرَحاً / بِعَوْدِهِ حِينَ وَافَى مُعْمِلاً لِخُطَى
وَالرِّيحُ رَقَّتْ لِمَسْرَاهُ فَمَا بَرِحَتْ / عَلِيلَةً خِلْتُهَا قَدْ أَعْيَتِ الخُلَطَا
وَالْوَرْدُ لَمَّا أَتَاهُ احْمَرَّ مِنْ خَجَلٍ / وَخَدَّهُ إِذْ مَشَى فِي الأَرْضِ قَدْ بَسَطَا
وَالْغَيْثُ لَمَّا سَرَى وَافَاهُ مُنْسَكِباً / كَأَنَّهُ دُرُّ عِقْدٍ فِي الثَّرَى سَقَطَا
أَوْ دُرُّ مَدْحِي لِمَوْلانَا الإِمَامِ أَبِي / عَبْدِ الإلَهِ الَّذِي أَعْلَى لِي الخِطَطَا
دُرٌّ بِبِيضِ طُروسِي ظَلْتُ أَلْقَطُهُ / فَزَانَ بِيضَ طُرُوسِي خَيْرُ مَا لُقِطَا
أَعْلَى المُلُوكِ الَّذِي جَلَّتْ مَوَاهِبُهِ / تِلْكَ الَّتِي لَمْ تَدَعْ يَأْساً وَلاَ قَنَطَا
سَمِيُّ خَيْرِ نَبِيِّ قَامَ مُنْتَصِراً / لِدِينِهِ وَأَعَزُّ الأُمَّةِ الْوَسَطَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَجَّاجِ أَكْرَمُ مَنْ / زَكَا وَأَقْسَطَ فِي حُكْمٍ وَمَا قَسَطَا
أَوْلاَدُهُ خَيْرُ أَوْلاَدٍ لَهُمْ شَرَفٌ / بُحْبُوحَةُ الْفَخْرِ كُلِّ الْفَخْرِ قَدْ وَسَطَا
غُرٌّ مَيَامِنُ أَمْجَادٌ أَكَارِمَةٌ / عَلَى عِدَاهُمُ إِلهُ الْخَلْقِ قَدْ سَخِطَا
شُبُولُ أَجْرَاءِ لَيْثٍ لِلْقِتَالِ دَعَا / وَفِي الْوَغَى لِلأَعَادِي الْكَافِرِينَ سَطَا
وَأَنْجُمٌ قَدْ نَمَاهَا لِلْعُلاَ قَمَرٌ / مِنْ وَالِدٍ لِلْعُلاَ فِي مُلْكِهِ اشْتُرطَا
مُصَحِّحٌ صُحُفَاً لِلْمَجْدِ لاَ غَلَثَاً / أَبْقَى بهَا لاَ وَلاَ أَبْقَى بِهَا غَلَطَا
مَا زَالَ عَمَّنْ أَرَادَ الْفُحشَ مُنْقَبِضَاً / وَللأُلَى بَلَّغُوهُ الْمَدْحَ مُنْبَسِطَا
مُبَاركٌ لَمْ يَزَلْ لِلْمَدْحِ مُكْتَسِباً / وَلِلْقَضَاءِ بِهِ مَا زَالَ مُرْتَبِطا
رَبُّ الْمَعَارِفِ مُبْدِي كُلَّ مُعْجبَةٍ / مُعَاجِلٌ بِصَوابٍ نَحْوَ كُلِّ خَطَا
مُؤَيَّدُ الْعَزْمِ مِنْ أَهْلِ الْحُرُوبِ دَنَا / وَعَنْ رُبُوعِ بَنِي الرَّاحَاتِ قَدْ شَحَطَا
أَجَلُّ مَوْلىً لَزِمْنَا شُكْرَ أَنْعُمِهِ / فَالْكُلُّ مِنَّا بِذَاكَ الشُّكْرِ قَدْ غُبِطَا
وَقَدْ كَشَفْنَا مِنَ الْمَدْحِ الْبَدِيعِ لَهُ / عَنْ كُلِّ وَجْهٍ فَمِسْكُ الْحِبْرِ قَدْ نَقَطَا
أَزْرَتْ بِقُسٍّ حِينَ حَلَّ عُكَاظَا
أَزْرَتْ بِقُسٍّ حِينَ حَلَّ عُكَاظَا / أَلْفَاظُ مَدْحِكَ يَا لَهَا أَلْفَاظَا
وَثَنَاؤُكَ الذَّاكِي الشَّذَى قَدْ عَطَّرَتْ / نَفَحَاتُهُ النُّوَّامَ والأَيْقَاظَا
مَلِكُ المُلُوكِ اللَّيِّنِينَ شَمَائِلاً / وَالمُغْلِظِينَ عَلَى العِدَى إِغْلاَظَا
وَمُحَمَّدٌ نَجْلُ الخَلِيفَةِ يُوسُفٍ / أَعْظِمْ بِهِ مِمَّنْ لَقَوْهُ حِفَاظَا
مِنْ آلِ خَزْرَجَ فِي سَرَارَةِ مَحْتَدٍ / أَعْيَا حَدِيثُ عَلاَئِهِ الحُفَّاظَا
مِنْ عِلْيَةِ الأَنْصَارِ في البَيْتِ الَّذِي / بِسَنَا هُدَاهُ قَيَّدَ الأَلْحَاظَا
الكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالعَافِينَ عَنْ / كُلِّ امرِىءٍ كُلٌّ عَلَيْهِ اغْتَاظَا
مِنْ آلِ نَصْرٍ خَيْرِ قَوْمٍ أَرْسَلُوا / مِنْ بَأْسِهِمْ نَحْوَ العُدَاةِ شُوَاظَا
رَقَّتْ حَمائِلُهُمْ وَلَكِنْ فِي الوَغَى / لَبِسُوا سَرَابِيلَ الحُرُوبِ غِلاَظَا
وَبِمَحْوِ آثَارِ الأَعَادِي أَظْهَرُوا / عِبَراً لَهُمْ وَعَظُوا بِهَا الوُعَّاظَا
وَسَلِيلُهُمْ مَلِكُ الوَرَى بِسُيُوفِهِ / أَبْدَتْ نُفُوسُ المُشْرِكِينَ مغَاظَا
وَمُعِزُّ فَخْرِهِمُ مُحَمَّدٌ الرِّضَى / أَرْضَى العُفَاةَ وَكُلّ قِرْنٍ غَاظَا
خَاشٍ بِذِكْرِ اللَّهِ جَلَّ جَلاَلُهُ / أَبَداً يَلِظُّ مُوَاصِلاً إِلْظَاظَا
وَجَمِيعُ أَنْصَارِ البَصَائِرِ عِلْمُهُ / إِذْ فَاضَ أَيْقَظَهَا بِهِ إيقاظَا
رَاعِي الوَسَائل لَحْظُهُ لِعُبَيْدِهِ / لَحْظٌ يُنَبِّهُ لِلسُّرُورِ لِحَاظَا
يَا خَمْرَ طِيبِ الوَصْلِ مَا أَحْلاَكَا
يَا خَمْرَ طِيبِ الوَصْلِ مَا أَحْلاَكَا / فِي لَيْلَةٍ قَدْ نَوَّرَتْ أَحْلاَكَا
وَأَلَذَّ تَرْجِيعَ الغِنَاءِ وَنَغْمَةً / لِمُطَوَّقٍ فَوْقَ الغُصُونِ تَبَاكَا
والقُضْبُ تَرْقُصُ كُلَّمَا هَبَّتْ صَباً / لِتَزُورَ أَثْلاَ بِالحِمَى وَأَرَاكَا
وَعَلَى خُدُودِ الوَرْدِ قَدْ أَجْرَى الحَيَا / دَمْعاً يُكَفْكِفُهُ النَّسِيمُ دِرَاكَا
وعَلَى بِسَاطِ الآسِ قَدْ نَثَرَ النَّدَى / دُرَراً كَمَا نَثَرَتْ يَدٌ أَسْلاَكَا
والأُقْحُوَانُ ثُغُورُهُ مَسْقُولَةٌ / لَكِنَّهَا لَمْ تَعْرِفِ المِسْوَاكَا
والنَّرْجِسُ المَطلُولُ قَدْ أَهْدَى شَذىً / كَالْمِسْكِ فُصَّ خِتَامُهُ فَتَذَاكَا
وَكَأَنَّهُ فِي الرَّوْضِ فَتَّحَ أَعْيُناً / لِيَرَى ابْنَ نَصْرٍ مُلِّكَ الأَمْلاَكَا
ذَاكَ ابْنُ يُوسُفٍ الأَمِيرُ مُحَمَّدٌ / أَدْعَى الفَوَارِسِ في الحُرُوبِ عِرَاكَا
وَأَجَلُّ مَنْ أَجْرَى الخُيُولَ عَوَابِسَا / كُلٌّ لَعَمْرِي لَجْمَهُ قَدْ لاَكَا
مِثْلُ القَطَا الأَسْرَابُ ورْداً بَاعَدَتْ / لَكِنَّهَا لَمْ تَقْرَبِ الأَشْوَاكَا
ضَرَّابُ هَامِ الضَّارِبِينَ الهَامَ فِي / جَيْشٍ يَرُوعُ الرُّومَ وَالأَتْرَاكَا
حَامِي الحَقِيقَةِ لَمْ تَزَلْ فَتَكَاتُهُ / تُرُدِي بِمَأْزِقِ حَرْبِهَا الفُتَّاكَا
وَارَتْ عَوَالِيهِ نِجُومُ أَسِنَّةٍ / تَخِذَتْ مَثَارَ عَجَاجِهَا أَفْلاَكَا
مِنْ آلِ خَزْرَجَ فِي الصَّمِيمِ شِعَارُهُ / جُودٌ يُنَحِّلُ مِرْزَماً وَسِمَاكَا
مِنْ آلِ نَصْرٍ نَاصِرِي دِينَ الهُدَى / وَالحَرْبُ تَنْصِبُ لِلْكُمَاةِ شِبَاكَا
وَأَعَادَ لِلتَّوْحِيدِ شِدَّةَ شَوْكَةٍ / مَحَقَتْ كَمَا مَحَقَ الرِّبَا الإِشْرَاكَا
زَاكِي المَعَارِفِ وَالعَوَارِفِ عَالِمٌ / إِدْرَاكُهُ قَدْ عَلَّمَ الإِدْرَاكَا
سِرُّ الكِرَامِ بَنِي الكِرَامِ بِمُلْكِهِ / وَبِنُسْكِهِ قَدْ أَبْهَجَ النُّسَّاكَا
وَأَرَى السَّعَادَةَ والمَجَادةَ وَالعُلاَ / كُلٌّ أَطَالَ بِحَبْلِهِ اسْتِمْسَاكَا
حَاكَاهُ جُودُ الغَيْثِ فِي جُودٍ لَهُ / لَكِنَّهُ فِي بِشْرِهِ مَا حَاكَا
إِنَّ إفْرَاطَ بُكَائِي
إِنَّ إفْرَاطَ بُكَائِي / لَمْ يَرُعْ مِنِّي عَرِيكَهْ
قَدْ أَذَابَ العَيْنَ لَمَّا / زَادَ شَوْقِي لِلسَّبِيكَهْ
أَمْسَتْ حَلاَئِلُ مَالِهِ تَشْكُو النَّدَى
أَمْسَتْ حَلاَئِلُ مَالِهِ تَشْكُو النَّدَى / وَتُعَاتِبُ الطُّلاَّبَ وَالسُّؤَالاَ
وَكَذَا الكَرِيمُ إِذَا أَغَارَ عَلَى العُلاَ / أَرْضَى العُفَاةَ وَأَسْخَطَ الأَمْوَالاَ
أَيَا ضَوْءَ الصَّبَاحِ أَرْفِقْ بِصَبٍّ
أَيَا ضَوْءَ الصَّبَاحِ أَرْفِقْ بِصَبٍّ / تَسيلُ دُمُوعُهُ في الخَدِّ سَيْلاَ
وَكُنْتُ بِلَيْلَةٍ لَيْلاءَ طَالَتْ / فَهَا أَنَا في الوَرَى مَجْنُونُ لَيْلَى
خُطُوبٌ عَلَى قَدْرِ المُصَابِ مَنَالُهَا
خُطُوبٌ عَلَى قَدْرِ المُصَابِ مَنَالُهَا / فَلاَ غَرْو أَنْ أَعْيَا النُّفُوسَ احْتِمَالُهَا
سَرَتْ تَبْعَثُ الأَشْجَانَ نَحْوِيَ مَوْهِناً / فَمَا رَاعَ مِنِّي القَلْبَ إِلاَّ اشْتِعَالُهَا
وَشَنَّتْ مِنَ التَّبْرِيحِ وَالوَجْدِ غَارَةً / يَضِيقُ عَلَى رَبِّ الحُرُوبِ مَجَالُهَا
أَأَطْلُبُ مِنْ لَيْلِي الصَّبَاحَ وَدُونَهُ / لَيَالِي هُمُومٍ لاَ يُتَاحُ زَوَالُهَا
كَأَنِّي عَلَى نَابِي المَضَاجِعِ في الدُّجَى / أُسَاوِرُ رُقْشاً لا يَغِبُّ اغْتِيَالُهَا
أَلَهْفِي لَسَفْرٍ خَلَّفُوا الدَّارَ بَلْقَعاً / تَنُوحُ عَلَى الحَيِّ الحَلاَلِ حِلاَلُهَا
وَرَكْبٍ أَنَاخُوا العِيسَ فِي سَاحَةِ البِلَى / فَفَاءَتْ عَلَيْهِمْ بِالمَنُونِ ظِلاَلُهَا
وَمَا وَرَدُوا غَيْرَ الحِمَامِ مَشَارِعاً / عَزِيزاً عَلَيْنا أَنْ يُبَاحَ نِهَالُهَا
فَمَنْ مُبْلِغٌ ذَاكَ الجَنَاب أَلُوكَةً / تَعَاظَمَ في شَجْوِي وَحُزْنِي اغْتِمَالُهَا
وَحَقِّكُمُ يا جِيرَةَ السَّرْحَةِ الَّتِي / قَرِيبٌ لِمَنْ خَلَّفْتُمُوهُ احْتِلالُهَا
يَمِيناً لَقَدْ صَارَمْتُ عَيْشِيَ بَعْدَكُمْ / وَمَا سَرَّ نَفْسِي بِالبَقَاءِ اشْتِمَالُهَا
وَبِالشِّعْبِ مِنْ غَرْنَاطَةٍ قَبْرُ أَوْحَدٍ / بِهِ عُدِّدَتْ فِي الصَّالِحَاتِ خِلاَلُهَا
كَرِيمٌ إِذَا غَرَّتْ عَنْ الآمِلِ اللُّهَى / فَمَا بِسَوَى كَفَّيْهِ يُلْفَى ابْتِذَالُهَا
هُمَامُ يُزِيرُ الخَيْلَ قُبًّا بِطُونُهَا / سَوَابِحَ فِي مَجْرَى الدِّمَاءِ اخْتِيالُهَا
وَأَيُّ إِمَامٍ مُرْشِدٍ بَعُلُومِهِ / هَدَى كُلَّ نَفْسٍ مُسْتَفِيضٍ ضَلاَلُهَا
لي قَيْس غَيْلاَنَ رُتْبَةٌ / عَلَى عَمَدِ الإِجْلاَلِ قَامَ جَلاَلُهَا
شَهِدْتُ لَقَدْ حَلَّتْ بِشِعْبِ عَشَائِرِي / شَعُوبٌ وأَوْدَى بِالنَّزِيلِ نِزَالُهَا
فَقُمْ بِي وَشُدَّ الكَوْرَ فَوْقَ شِمِلَّةٍ / سَرِيعٌ تَرَامِيهَا بَعِيدٌ كَلاَلُهَا
تُفَرِّقُ أَيْدِيهَا الحَصَا وَسْطَ نَفْنَفٍ / يَخُونُ بِهِ الأُسْد الغِضَاب صِيَالُهَا
مِنَ الشَّدْقَمِيَّاتِ الرَّوَاسِمِ جَسْرَة / شَدِيدٌ عَلَى قَطْعِ الفَلاَةِ مِحَالُهَا
وَجِدَّ السُّرَى في كُلِّ بَيْدَاءَ مُجْهَلٍ / تَهِيلُ كَأَمْوَاجِ البِحَارِ رِمَالُهَا
لَعَلِّيَ لا أَلْقَى لِخَالِيَ نَاعِياً / وَهَيْهَاتَ تِلْكَ الحَالُ ما إِنْ إِخَالُهَا
وَأَنَّى بِهَا بَعْدَ الَّتِي اسْتَكَّ مَسْمَعِي / غَدَاةَ أَتَى فَوْقَ المَقَالِ مَقَالُهَا
عَفَاءً لِدُنْيَا تَخْدَعُ المَرْءَ بِالمُنَى / كَمَا يَخْدَعُ الهِيمَ اللَّواغِيبَ آلُهَا
وَتَبًّا لَهَا تَبًّا مَدَى الدَّهْرِ عِيشَة / يَعُودُ إلى النَّقْصِ المُلِيمِ كَمَالُهَا
لَعَمْرُكَ ما الأَيَّامُ بَعْدَ ابْنِ عَاصِمٍ / بِتِلْكَ الَّتِي رَقَّتْ وَرَاقَ جَمَالُهَا
وَلاَ الحَيُّ ذَاكَ الحَيُّ هَيْهَاتَ إِنَّمَا / مَضَتْ بَهْجَةُ الدُّنْيَا وَغَاضَ نَوَالُهَا
لِتَبْكِ عُفَاةُ الحَيِّ غَيْثَ رُبُوعِهَا / إِذَا أَثْلُهَا أَضْحَى حُطَاماً وَظَالُهَا
لِتَبْكِ اليَتَامَى مَنْ بَكَيْتُ فَإِنَّهُ / مَلاَذُ اليَتَامَى في السِّنِينِ ثِمَالُهَا
لِتَبْكِ السُّيُوفُ البِيضُ مَنْ بِضَرَابِهِ / يُحَادِثُهَا يَوْمَ القِرَاعِ صِقَالُهَا
لِتَبْكِ رِمَاحُ الخَطِّ مَنْ بِطْعَانِهِ / تُثَقَّفُ فِي عُوجِ الضُّلُوعِ طِوَالُهَا
أَجِدَّكَ يَا ابْنَ الأَكْرَمِينَ رَحَلْتَ عَنْ / خِيَامٍ تُجِيرُ الخَائِفِينَ رِجَالُهَا
أَجِدَّكَ خَلَّفْتَ الرُّبُوعَ دَوَارِساً / إِذَا سُئِلَتْ لَمْ يُجْدِ يَوْماً سُؤَالُهَا
أَجِدَّكَ لاَ تَلْتَاحُ نَارُكَ في الدُّجَى / وَكَمْ قَدْ هَدَتْ خُوصَ الرِّكَابِ جِبَالُهَا
أَجِدَّكَ لاَ تَلْقَى الوُفُودَ مُرَحِّباً / وَقَدْ رُمِيَتْ دُونَ القِبَابِ رِحَالُهَا
لِمَنْ يَخْضَعُ الأَبْطَالُ بَعْدَكَ فِي الوَغَى / وَتُذْعِنُ مَهْمَا آن يَوْماً قِتَالُهَا
لِمَنْ تَمْرَحُ الجُرْدُ العِتَاقُ وَمَنْ لَهَا / إِذَا كَانَ مِنْ ذَوْبِ النَّجِيعِ انْتِعَالُهَا
بِمَنْ تَشْرُفُ الأَشْعَارُ والخُطَبُ الَّتِي / يُقَصِّرُ في النَّادِي بِقُسٍّ مُطالُهَا
فآهاً عَلَى العَلْيَاءِ والْبَأْسِ والنَّدَى / ثَلاَثُ خِلاَلٍ قَدْ أُتِيحَ اخْتِلاَلُهَا
وَلَهْفِي عَلَى المَوْلَى الَّذِي حَسَنَاتُهُ / قَلِيلٌ لِمِثْلِي أَنْ يُعَادَ مِثَالُهَا
عَلَيَّ لِذِكْرَاهُ جَوًى وَمَدَامِعٌ / يُبَارِي شآبِيبَ الغَمَامِ انْهِمَالُهَا
وَزَفْرَةُ مُغْرًى بِالشُّجُونِ كَأَنَّمَا / لَهُ مُهْجَةٌ بِالشَّجْوِ يَنْعَمُ بَالُهَا
أَخَالاَهُ لاَ وَاللَّهِ مَا الحُزْنُ هَامِدٌ / عَلَيْكَ وَلاَ بَلْوَايَ يُرْجَى انْتِقَالُهَا
وَلَي بَعْدَكَ التَّأْبِينُ جُهْدُ مُقَصِّرٍ / دَعَتْهُ القَوَافِي لَوْ أُبِيحَ وِصَالُهَا
وَكَيْفَ وأَفْكَارِي عَنِ الشِّعْرِ أَجْفَلَتْ / كَمَا أَجْفَلَتْ وَسْطَ الفَلاَةِ رِئَالُهَا
وَلَيْسَ سِوَى الإِغْضَاءِ حَيّاً وَمَيِّتاً / تُنِيلُ بِهِ مِنْكَ المُنَى فَأَنَالُهَا
عَلَيْكَ سَلاَمُ اللَّهِ مَا خَامَرَ الهَوَى / نِفُوساً بِسُكَّانِ العُذَيْبِ خَبَالُهَا
أَيَا رَوْضُ بِالزَّهْرِ غِبَّ الحَيَا
أَيَا رَوْضُ بِالزَّهْرِ غِبَّ الحَيَا / سَأَلْتُكَ وَالْقُضْبُ أَنَّى تَمِيلُ
أَعِدْلِي النَّسِيمَ الَّذِي شَاقَنِي / فَسُنَّتُنَا أَنْ يُعَادَ العَلِيلُ
جَمَالُ الدِّينِ للإقْرَاءِ يَعْلُو / أَسِرَّتَهُ إِذَا اصْطَفَّ الرِّجَالُ
فَمُذْ جُلِيَتْ مَحَاسِنُهُ بَدَا لِي
فَمُذْ جُلِيَتْ مَحَاسِنُهُ بَدَا لِي / مُحَيًّا فِي أَسِرَّتِهِ الجَمَالُ
جَمَالُ الدِّينِ أَضْحَى في دِمَشْقٍ
جَمَالُ الدِّينِ أَضْحَى في دِمَشْقٍ / إِمَاماً نَحْوَهُ طَالَ الذَّمِيلُ
فَلَمْ أَعْدِمْ بِمَنْزِلِهِ جَمِيلاً / فَحَيْثُ هُوَ الجَمَالُ هُوَ الجَمِيلُ
وَقَالَ عَذُولِي حِينَ لاَحَ عِذَارُهُ
وَقَالَ عَذُولِي حِينَ لاَحَ عِذَارُهُ / بِوَجْنَتِهِ انْهَرْهُ وَإِنِّي لَقَائِلُ
أَرَانِي الضُّحَى إِذْ سَالَ مِنْ سَفْحِ خَدِّهِ / أَأَنْهَرُهُ مِنْ بَعْدِ ذَا وَهْوَ سَائِلُ
نَسِيمُ الصَّبَا جَاءَهُ سَائِلاً
نَسِيمُ الصَّبَا جَاءَهُ سَائِلاً / بِطَلِّ الحَيَا فَارْتَضَى وَصْلَهُ
وَأَوْدَعَهُ الرَّوْضُ أَنْفَاسَهُ / فَأَضْحَى عَلِيلاً فَضَاعَتْ لَهُ
حُصُونُ الكِرَامِ صُدُورُ العَوَالِي
حُصُونُ الكِرَامِ صُدُورُ العَوَالِي / وَخَيْلٌ تَنَاقَلُ مِثْلُ السُّعَالِ
وَبِيضُ سُيُوفٍ غَدَتْ تَخْتَلِي / بِهَا الهَامَ أَيْدِي الرِّجَالِ الطِّوَالِ
وَلَيْسَ مَنَالُ العُلاَ هَيِّناً / وَلَكِنَّهُ الدَّهْرَ صَعْبُ المَنَالِ
سَمَاحٌ بِمَالِكَ يَوْمَ النَّدَى / وَجُودٌ بِنَفْسِكَ يَوْمَ النِّزَالِ
وَسَيْفُكَ لِلظَّعَنِ في مَعْرَكٍ / يُنَسِّيكَ عَرْكَ الرَّحَى بِالثِّفَالِ
وَضَرْبٌ كَمِثْلِ حَوَاشِي الرِّدَاءِ / وَأَرْشِيَة رُمِيَتْ عَنْ سِجَالِ
وَخَوْضُكَ فِي غَمَرَاتِ النَّجِيعِ / بِجُرْدٍ يَعَابِيبَ رُحْبَ المَجَالِ
وَمَنْ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا فَلْيَكُنْ / مَعَ الغِيدِ فِي الحَيِّ تَحْتَ الحِجَالِ
وَلاَ يَقْرَبِ الحَيَّ إِنْ أَيْقَظُوا / بِشَعْوَاءَ تَفْجَأُ أَهْلَ الحَلاَلِ
وَجَيْشٍ يَجُرُّ ذُيُولَ الفِجَاجِ / سِرَاعٌ فَوَارِسُهُ لِلْقِتَالِ
مِنَ الطَّالِعِينَ بِحُمْرِ المَنَايَا / طِوَالِ السَّوَاعِدِ غُبْر السِّبَالِ
تَكِلُّ السُّيُوفُ وَمَا تَشْتَكِي / عَزَائِمُهُمْ فِي الوَغَى بِالكَلاَلِ
أَعَارِبُ تُعْرِبُ عَنْ أَنْفُسٍ / مُعَذَّبَةٍ فِي طِلاَبِ المَعَالِي
وَمَا عَرَفَ المَجْدَ مَنْ لَمْ يُقِلْ / بِأَسْيَافِهِ عَثَرَاتِ اللَّيَالِي
كَمَا فَعَلَ الغُرُّ أَبْنَاءُ نَصْرٍ / شُمُوسُ الهُدَى وَبُدُورُ الكَمَالِ
جَحَاجِحَةٌ قَادَةٌ ذَادَةٌ / حُرُوبُهُمُ لَقِحَتْ عَنْ حُبَالِ
تُحَادِثُ أَرْوَاحَ أَعْدَائِهِمْ / سُيُوفٌ لَهُمْ حَودِثَتْ بِالصِّقَالِ
مُقِيمُونَ سَوقَ الطِّعَانِ الَّذِي / بِهِ عَالَجَ المَوْتُ خَلْعَ النِّعَالِ
وأَمْضَاهُمُ عَزْمَةً فِي الوَغَى / هُمَامٌ تَعَوَّدَ بَرْحَ الصِّيَالِ
مُحَمَّدٌ المُرْتَضَى لِلَّتِي / أَفَاضَتْ عَلَى الكَوْنِ نُورَ الجَمَالِ
وَبِالرَّغْمِ دَوَّخَ أَرْضَ العِدَى / فَعَوَّضَ وَابِلَهَا بِالوَبَالِ
وَمَدَّ الخُطَى فِي رِمَالِ لَهَا / بِجَيْشٍ يُكَاثِرُ عَدَّ الرِّمَالِ
وَجَاسَ خَلاَلَ الدِّيَارِ الَّتِي / تَعَاظَمُ فِيهِنَّ حَوْسُ الخِلاَلِ
وَفِي الحَرْبِ خَاضَ غِمَارَ المَنَايَا / فَنَجَّاهُ رَبٌّ شَدِيدُ المِحَالِ
وَإِنَّ ابْنَ يُوسُفَ مَلْكٌ حَوَى / فَضَائِلَ تُنْظَمُ مِثْلَ اللآلي
خَلِيفَةُ رَبِّ العِبَادِ الَّذِي / لَهُ أَسْعُدٌ أَبْلَغَتْ فِي اقْتِبَالِ
مِنَ الغُرِّ يَأْوِي إِلَى شَاهِقٍ / عَلَى الشُّهْبِ أَظْهَرَ كُلَّ التَّعَالِي
نَمَتْهُ الأَعَاظِمُ مِنْ خَزْرَجٍ / كَرِيمِ الفِعَالِ كَرِيمِ الخِلاَلِ
وَمَا يَحْسُنُ الفَخْرُ بِالقَوْلِ إِنْ / يَكُ القَوْلُ إِذْ ذَاكَ فَوْقَ الفِعَالِ
وَقَدْ أَعْجَزَ السُّحْبَ عَنْ جُودِهِ / فَأَدْمُعُهَا لَمْ تَزَلْ فِي انْهِمَالِ
وَمَا مُطِلَ السَّائِلُونَ اللُّهَى / وَلَوْ سَكَتُوا جَادَ قَبْلِ السُّؤَالِ
وَمَا يَرْتَضِي الحُرُّ أَخْذاً لِرِفْدٍ / إِذَا كَانَ يُؤْخَذُ بَعْدَ المِطَالِ
مُنِيلٌ نَدَاهُ لِمَالٍ وَجَاهٍ / إِذَا عَزَّ نَيْلٌ لِجَاهٍ وَمَالِ
أَمَوْلاَيَ خُذْهَا نَتِيجَةَ حُبٍّ / بِمَدْحِكَ تَسْبِي عُقُولَ الرِّجَالِ
وَأَقْبِلْ عَلَيْهَا بِوَجْهِ القَبُولِ / وَوَالِ التَّفَضُّلَ يَا خَيْرَ وَالِ
وَدَامَ لَكَ الفَتْحُ وَالنَّصْرُ مَا / أُدِيمَ لِمَكَّةَ شَدُّ الرِّحَالِ
لَمَّا نَزَلْتُ مِنَ السَّبِيكَةِ صَادَنِي
لَمَّا نَزَلْتُ مِنَ السَّبِيكَةِ صَادَنِي / ظَبْيٌ وَدِدْتُ لَدَيْهِ أَنْ لَمْ أَنْزِلِ
فَاعْجَبْ لِظَبْيٍ صَادَ لَيْثاً لَمْ يَكُنْ / مِنْ قَبْلِهَا مُتَخَبِّطاً فِي أَحْبُلِ
يَا مَالِكِي وَصَلَتْ هَدِيَّتُكَ الَّتِي
يَا مَالِكِي وَصَلَتْ هَدِيَّتُكَ الَّتِي / أَهْدَيْتَهَا فَشَكَرْتُ مِلْءَ المِقْوَلِ
وَتَبِعْتُ مِنْكَ لَنَا مَذَاهِبَ مَالِكٍ / حَقًّا فَمَذْهَبُنَا قَبُولُ المُرْسَلِ
أَرَتْنِي الجَمَالَ الأَكْمَلِيَّ حَقِيقَتِي
أَرَتْنِي الجَمَالَ الأَكْمَلِيَّ حَقِيقَتِي / عَلَى قَدْرِهَا لاَ قَدْرِ مُوجِدِهَا العَالِي
فَكَيْفَ أَرَى هَذا مَقَامِي وَإِنَّمَا / مَقَامِي مَغِيبِي عَنْ مَقَامِي وَعَنْ حَالِي
أَلاَ رُبَّ فُرْسَانٍ تَوَافَوْا فَأَدْرَكُوا
أَلاَ رُبَّ فُرْسَانٍ تَوَافَوْا فَأَدْرَكُوا / مَعَ اللَّيْلِ أَوْتَاراً لَهُمْ دُونَ إِمْهَالِ
وأَجْرُوْا بِصَهَّالٍ كُمَيْتاً كَمَا ابْتَغَوْا / فَلاَ تُنْكِرُوا الإِجْرَاءَ مِنْهُمْ بِصَهَّالِ
يَا خَلِيلَيَّ بِالعَقِيقِ سَلاَمَا
يَا خَلِيلَيَّ بِالعَقِيقِ سَلاَمَا / صَدَّ عَنِّي الَّذِينَ أَهْوَى سَلاَمَا
وَاحْذَرَا اللَّحْظَ والحُسَام بِنَجْدٍ / فَهُمَا مَا يُبْقِيَانِ هُمَامَا
وَاحْفَظَا الرَّوْضَ مِنْ تَلَهُّفِ وَجْدِي / وَحِطَا مَا أَخَافُ يَغْدُو حُطَامَا
وَانْصُرَانِي عَلَى غَزَالٍ سَطَا بِي / وَلِجَا مَا حَمَى وَشُدَّا لِجَامَا
وَاقْنِصَا مَا رَمَى بِأَسْهُمِ لَحْظٍ / وَصِدَاما فِي الحَرْبِ أَبْدَى صِدَامَا
وَأَدِيرَا الكُؤُوسَ فَخْراً بِنَصْرِي / وَاسْقِيَا مَا يَسُرُّ شُرْبِي قِيَامَا
وَاضْرِبَا بالسُيُوفِ وَجْهَ حُسُودِي / وَسِمَا مَا إِخَالُ فِيهِ سِمَامَا
وَانْشِدَا أُسْرَتِي بِحَقِّ المَعَالِي / وَعِظَا مَا جَفَوْا أُنَاساً عِظَامَا
وَلَقَدْ كَانَ بِالرَّجَاءِ اعْتِصَامِي / فَاعْتِصَاماً رَجَوْتُ أَنْأَ اعْتِصَامَا
وَغَدَا فِي الرَّغَامِ نِضْوِي مُلْقى / فَرَغَاماً شَكَا إِلَيَّ رَغَامَا
وَرُعَاةُ السَّوَامِ رَقُّوا لِحَالِي / فَثَغَامَا قَدْ كَانَ يَرْعَى ثَغَامَا
وَعَهِدْتُ الحِمَامَ فِي سَرْحَتَيْهِ / فَحَمَى مَا عَهِدْتُ فِيهِ حِمَامَا
وَإِذَا مَا شَكَوْتُ دَاءً لِهَجْرٍ / فَالدَّوَا مَا يُعْطِي وِصَالِي الدَّوَامَا
يَا رَعَى اللَّهُ بِالخِيَامِ زَمَاناً / قَدْ مَرَى مَا حَلَى وَسَنَّ مَرَامَا
وَلِعَذْبِ الرُّضَابِ كَانَ طِلاَبِي / فَسَقَى مَا قَدْ ظَلَّ يَشْفِي سَقَامَا
وَعَلَى ذَاكَ سَالَ مَاءُ دُمُوعِي / فَطَغَى ما ثَنَى لِلَوْمِي طَغَامَا
وَلَدَى الحَيِّ غَيَّرُوا قَلْبَ حِبِّي / فَقَسَا مَا قَدْ كَانَ يُبْدِي قَسَامَا
وَنَعَمْ فِي الكَلاَمِ إِنْ بَثَّ وَعْداً / لِي كَلاَماً أَعَادَ ذُلاًّ كِلاَمَا
لاَ كَمَوْلى مُحَتِّفِ حُكْمَ لاَهٍ / فِي حِمَى مَا يَدُورُ عَنِّي حَمَامَا
مُنْجِزٌ وَعْدَهُ بِجُودٍ كَغَيْثٍ / قَدْ وَشَى مَا رَعَى البُرُوق وَشَامَا
رَائِعٌ فِي حُسَامِهِ لِلأَعَادِي / بِسَنَا مَا لِلْكُفْرِ جَبَّ سَنَامَا
وَمَدَى خَوْفِهِ أَتَتْ كُلَّ شِرْبٍ / فَمَدَى مَا أَظَلَّ أَنْسَى مُدَامَا
وَثَنَى المَعْشَرَ الكُمَاةَ حَيَارَى / بِالْتِقَامَا سَامَ الكُمَاةَ إلْتِقَامَا
وَلَقَدْ قَبَّلَ النَّدَامَى يَدَيْهِ / فَنَدَامَا قَدْ قِيلَ أَغْنَى نَدَامَا
وَلَقَدْ أَبِهَجَت ضُرُوبُ المَعَالِي / بِانْتِقَامٍ سَامَ الحَسُودَ انْتِقَامَا
وَأَتَتْهُ المَطِيُّ تُثْنِي عَلَيْهِ / فَلُغَى مَا آتَاهُ هَاجَتْ لُغَامَا
وَيَدَاهُ أَحَسَّتَا مُمْتَطِيهَا / بِلُهَى مَا قَدْ فَضَّ جَيْشاً لُهَامَا
وَأَتَتْهُ عَوَاقِلُ العُرْبِ سَعْياً / فَوَدَى ما جَنَى عَلَيْهِمْ وَدَامَا
وَرَمَى الطَّرْفَ تَحْتَ كُلِّ مَلِيكٍ / فَنَعَى مَا فِي الفَقْرِ حَاكَى نَعَامَا
وَبِمَاضِي الحُسَامِ فِي كُلِّ حَرْبٍ / قَدْ فَرَا مَا رَأَى المَرَامَ فَرَامَا
وَلِسَارِي النُّجُومِ أَحْدَثَ رُعْباً / فَوَنَى مَا خَلَى السُّهَادَ وَنَامَا
لَيْسَ يَرْضَى عَدُوُّهُ مِنْهُ فِعْلاً / بِالحَرَا مَا يُدْنِي إِلَيْهِ الحَرَامَا
وَبِبَحْرِ الوَعِيدِ أَوْعَى عَدُوًّا / فَوَعَى مَا وَعَاهُ خَوْفاً وَعَامَا
وَسَقَى السَّيْفَ مِنْ دِمَاءٍ فَأَمْلَى / بِوَحَى مَا قَدْ أَمَّ وِرْداً وَحَامَا
مُنْهِدُ الجَيْشِ رَاعَ كُلَّ عَدُوٍّ / بِوَغَى مَا أَثَارَ نَقْعاً وَغَامَا
يَا ابْنَ نَصْرٍ قَدْ جَلَّ فِيكَ مَدِيحِي / فَوَهَى مَا بَنَاهُ قِدْماً وَهَامَا
وَهَنِيئاً بِخَيْرِ عِيدٍ أَرَى النَّعْ / مَى وسَامَى الَّذِينَ رَاقُوا وَسَامَا
دُمْتَ تُصْلِي العَدُوَّ نَارَ حُرُوبٍ / وَتَرَى مَا يَسُوءُ مَنْ قَدْ تَرَامَا
رَعَى اللَّهُ نَجْداً وَحَيَّا الخِيَامَا
رَعَى اللَّهُ نَجْداً وَحَيَّا الخِيَامَا / وَإِنْ هِيَ هَاجَتْ لِقَلْبِي غَرَامَا
وَرَوَّى بِعَيْنِينِ مِنْ دَمْعِ عَيْنِي / وَصَوْبِ السَّحَائِبِ دَارَيْ أَمَامَا
وَقَدَّسَ دُونَ الحِمَى أَرْبُعا / حَمَتْ مُقْلَتِي أَنْ تَذُوقَ المَنَامَا
وَبِالأَجْرَعِ الفَرْدِ مِنْ حَاجِرٍ / مَنَازِلُ هَامَتْ بِمَنْ فِيهِ هَامَا
وَقَفْتُ عَلَيْهَا أَنَا وَالنَّسِيمُ / سَقِيمَيْنِ هَذَا وَذَا قَدْ تَرَامَى
كَأَنَّ اللَّوَاحِظَ أَعْدَاؤُنَا / فَكُلُّ الثَّلاَثَةِ تُبْدِي سَقَامَا
وَدُونَ الغَضَا جِيرَةٌ خِلْتُهُمْ / يشبُّونَهُ بِفُؤَادِي ضِرَامَا
وَغِيد لَدَى الحَيِّ عَارَضْنَنَا / وَمَا عَرَفَ اللَّثْمُ إِلاَّ اللِّثَامَا
وَرَاقَ الكَلاَمُ فَيَا لَيْتَ لَوْ / جَعَلْنَ مَكَانَ العُقُودِ الكَلاَمَا
أَزَاهِرُ حُسْنٍ بِرَوْضِ الصِّبَا / فَتَقْنَ الهَوَادِج عَنْهَا كِمَامَا
وَفَاتِنَةٌ إِنْ تَشَأْ يَوْمَ طَعْنٍ / رَمَتْ كُلَّ رُمْحٍ وَهَزَّتْ قَوَامَا
مِنَ السَّالِبَاتِ عُقُولَ الرِّجَالِ / عَلَى سُرْعَةِ الحُبِّ مَاتُوا كِرَامَا
إِذَا مَا أَرَادَتْ بِنَا نَشْوَةً / سَقَتْنَا شَمَائِلَهَا لاَ المُدَامَا
وَقَالُوا حَكَى الخَصْرَ مِنْهَا فُؤَادِي / صَدَقْتُمْ وَلَكِنْ حَكَاهُ انْعِدَامَا
وَمِمَّا أَثَارَ لِيَ الوَجْدَ بَرْقٌ / ظَنَنَّاهُ بَيْنَ الثَّنَايَا ابْتِسَامَا
وَنَفْحَةُ رِيحٍ أَتَتْ مِنْ زَرُودٍ / بِهَبَّتِهَا الرَّكْبُ مَاتُوا هُيَامَا
إِلَى اللَّه أَشْكُو وَإِنَّ العَذَابَ / عَذَابُ التَّفَرُّقِ مَاتُوا كِرَامَا
وَكَالْقَلْبِ مِنِّي بِذِي البَانِ طَارَتْ / مُطَوَّقَةٌ قَدْ رَعَتْ لِي ذِمَامَا
وَقَدْ هَيَّجَتْنِي وَهَيَّجْتُهَا / فَأَبْكِي حَمِيماً وَتَبْكِي حِمَامَا
وَقَدْ تَعِبَ الغُصْنُ مَا بَيْنَنَا / فَيَهْفُو وَرَاءً وَتَهْفُوا أَمَامَا
وَعَرَّسَ بِالجَفْنِ رَكْبُ السُّهَادِ / فَمَا سَارَ لَكِنْ أَطَالَ المُقَامَا
وَمَا الدَّمْعُ عَذْبٌ وَلَكِنَّهُ / عَلَى مَوْرِدِ الدَّمْعِ وَالَى ازْدِحَامَا
وَحَقِّ الهَوَى وَالزَّمَانِ الَّذِي / هُوَ القَصْدُ لِلصَّبِّ لَوْ كَانَ دَامَا
لَقَدْ بَلَّلَ الدَّمْعُ إِلاَّ غَلِيلِي / وَأَنْأَى التَّفَرُّقُ إِلاَّ الهُيَامَا
وَقَدْ عِيلَ صَبْرِي وَيَا رُبَّ صَبْرٍ / جَعَلْتُ لَهُ مِسْكَ لَيْلَي خِتَامَا
بِنَفْسِي حَبِيبٌ أَطَالَ انْتِزَاحِي / وَأَسْهَرَنِي طُولَ لَيْلِي وَنَامَا
هُوَ الحُبُّ جَدَّ بِنَا هَازِلاً / بِيَ الدَّهْر قلْ لِي هَوَانِي عَلَى مَا
وَيَا عَاذِلَ الصَّحْبِ كُنْ رَاحِماً / وَإِلاَّ فَابْدِلْ لِيَ المِيمَ لاَمَا
عَجِبْتُ لِبَرْقٍ مِنَ الشَّوْقِ مَا إِنْ / يَغِبُّ وَمِيضاً إِذَا البَرْقُ شَامَا
وَسُحْبٍ مِنَ الدَّمْعِ قَدْ أَنْبَتَتْ / بِجَنْبِي قَتَاداً وَرَأْسِي ثَغَامَا
لَحَى اللَّهُ مِثْلِي أَيَرْضَى الهَوَى / وَمَا صَنَعَ الوَجْدُ عَامَا فَعَامَا
وَقَدْ حَالَ حَالُ الحَبِيبِ الَّذِي / مَحَبَّتُهُ الدَّهْرَ كَانَتْ لِزَامَا
وَأَدْبَرَ لَيْلُ الشَّبَابِ الَّذِي / عَهِدْتُ بِهِ لِلتَّصَابِي اكْتِتَامَا
وَقَدْ بَيَّنَ الصُّبْحُ صُبْحُ المَشِيبِ / لِغَيْرِ امْرِىءٍ عَنْ هَوَاهُ تَعَامَى
وَكَمْ حَجَّةٍ لِيَ قَدْ أَصْبَحَتْ / تَحجُّ خَصِيماً بِهَا ما اسْتَقَامَا
فَاهاً عَلَى الخيفِ آهاً وآهاً / وَطِيبِ النَّعِيمِ بِعَرْفِ النُّعَامَا
وَمَا فِي مِنىً مِنْ مُنىً أَيْقَظَتْ / عُيُونَ الزَّمَانِ وَكَانَتْ نِيَامَا
وَكَمْ لِيَ فِي مَكَّةٍ مِنْ عُهُودٍ / نَشَدْتُ بِهَا زَمْزَماً وَالمَقَامَا
أَلَهْفِي وَقَدْ بَانَ عَنِّي الحَطِيمُ / فَلاَ كَانَ جَمْعِي لِدُنْيَا حُطَامَا
كَأَنِّيَ لَمْ أَصْحَبِ الرَّكْبَ وَهْناً / مُطِيلاً لِطيبِ النَّسِيمِ انْتِسَامَا
بِعُوجٍ ضَوَامِرَ مِثْلِ القِسِيِّ / تُسَرَّدُ لِلْبِيدِ مِنَّا سِهَامَا
وَفِتْيَانِ صِدْقٍ إِذَا مَا سَرَوْا / أَثَارُوا إِدِّكَاراً وَخَلُّوا زِمَامَا
تَرَاهُمْ سُكَارَى كَأَنَّ الصَّبَا / أَدَارَتْ عَلَيْهِمْ مُدَامَا مُدَامَا
وَدَائِمَةِ السَّيْرِ أَرْمِي بِهَا / أَمَامَ الحُدَاةِ عِرَاقاً وَشَامَا
وَمِنْ أَجْلِ قَصْدِي لِبَيْتٍ حَرَامٍ / خَلَعْتُ المَنَامَ عَلَيْهَا حَرَامَا
وَكم هَاجَتِ الشَّوْقَ بِالمُنْحَنَى / فَفِي مِثْلِهِ مِنْ ضُلُوعِي أَقَامَا
وَشَامَتْ عَلَى بَارِقٍ بَارِقاً / سَدَى الخَدَّ مِنِّي وَحَلَّى الحِزَامَا
وَحَيْثُ العَقِيقُ وَقَدْ صُغْتُهُ / مِنَ الدَّمْعِ وَالَى عَلَيْهِ انْسِجَامَا
وَلاَحَتْ قُبَا وَالنَّخِيلُ الَّتِي / يُطِيلُ النَّسِيمُ لَهُنَّ انْتِشَامَا
كَمِثْلِ العَرَائِسِ حَلَّيْتُهَا / بِدَمْعِي نِثَاراً وَشِعْرِي نِظَامَا
وَبَانَ البَقِيعُ الَّذِي كَانَ وَارَى / مِنَ الطَّيِّبِينَ عِظَامَا عِظَامَا
وَلاَحَتْ بُدُورٌ تُسَمَّى وُجُوهاً / بِأُفْقِ سَمَاءٍ تُسَمَّى خِيَامَا
وَجِئْتُ لأَدْخُلَ بَابَ السَّلاَمِ / فَأُسْمِعْتُ قِيلاً سَلاَماً سَلاَمَا
وَزُرْتُ النَّبِيَّ الكَرِيمَ الَّذِي / بِرَوْضَتِهِ قَدْ جَمَدْتُ احْتِشَامَا
أَجَلُّ النَّبِيئِينَ وَالرُّسْلِ طُرًّا / وَخَيْرُهُمُ أُمَّةً وَائْتِتَامَا
نَمتهُ بهاليل من هاشم / وَزَهْرُهَ أَزْهَرَ نَدْباً هُمَامَا
لِمَوْلِدِهِ قَدْ أَضَاءَ الدُّجَى / وَإِيوَانُ كِسْرَى أَرَاهُ انْهِزَامَا
وَفِي أَوَّلِ الأَمْرِ يَدْرِي اللَّبِيب / بَقَاءً لِدَوْلَتِهِ وَانْصِرَامَا
كَأَنَّ الشَّرَارِيفَ هَامُ العِدَا / بَرَتْهَا السُّيُوفُ فَلَمْ تُبْقِ هَامَا
وَمَاءُ البُحَيْرَةِ لِلْفُرْسِ غَاضَ / وَأُطْفِئَتِ النَّارُ دَامَتْ دَوَامَا
كَأَنَّ الَّذِي غَاضَ مِنْ مَائِهِمْ / بِنَابِعِهِ هَيْكَلُ النَّارِ عَامَا
وَإِلاَّ فَنَارُهُمُ انْتَقَلَتْ / لأَضْلُعِهِمْ حَسْرَةً واغْتِمَامَا
وَقَدْ عُوِّضُوا المَاءَ بِالدَّمْعِ كَيْ / يُزِيلَ الأَوَامَ فَزَادَ الأَوَامَا
وَرَامُوا انْطِفَاءً لِنَارِ الشُّجُونِ / فَمَا زَادَهَا الدَّمْعُ إِلاَّ احْتِدَامَا
لَطِيْفَةُ سِرِّ الجَمَالِ الَّذِي / بِبَهْجَتِهِ الكَوْنُ رَاقَ ابْتِسَامَا
وَلَوْلاَهُ مَا كَانَ هَذَا الوُجُودُ / وَلاَ انْقَسَمَ الحُسْنُ فِيهِ انْقِسَامَا
وَلاَ ارْتَسَمَتْ فِي طُرُوسِ العُقُولِ / حُرُوفُ الحَقَائِقِ مِنْهُ ارْتِسَامَا
لَهُ القَمَرُ انْشَقَّ فِي مَكَّةٍ / كَقَلْبِ العَدُوِّ الَّذِي فِيهِ لاَمَا
وَلَكِنْ هَذَا عَرَاهُ انْضِمَامٌ / وَمَا انْضَمَّ قَلْبُ العَدوِّ انْضِمَامَا
وَلَمَّا دَعَا اللَّهَ جَادَتْ سَحَابٌ / بِوَدْقٍ تَخَلَّلَ مِنْهَا رُكَامَا
وَأَلْحَفَهَا فِي مَلاَءِ النَّسِيمِ / جَوَارِيَ مُزْنٍ تَبَارَتْ سِجَامَا
وَقَدْ قَتَلَ المَحْلَ سَيْفُ البُرُوقِ / وَوَالَتْ عَلَيْهِ الغَوَادِي اقْتِحَامَا
كَنَبْعِ أَنَامِلِهِ قَدَّمَتْ / إِلَى العَدَدِ الجَمِّ مِنْهَا جَمَامَا
وَفِي الشَّامِ قَدْ ظَلَّلَتْهُ الغَمَامُ / فَيَا شَرَّفَ اللَّهُ تِلْكَ الشَّآمَا
سَرَتْ بَيْنَ شَمْسَيْنِ كِلْتَاهُمَا / بِنُورٍ وَهَدْيٍ يَسُرُّ الأَنَامَا
وَلَكِنَّ ذَاتَ النَّبِيِّ الشَّرِيفِ / مِنَ الشَّمْسِ أَجْلَى وَأَعْلَى مَقَامَا
وَقَلَّلَ فِي النَّاسِ عَدَّ الطَعَامِ / وَكَثَّرَ بِاللَّمْسِ مِنْهُ الطَّعَامَا
وَحَنَّ لَهُ الْجِذْعُ مِنْ فُرْقَةٍ /
وَلَوْ أَوْرَقَ الجِذْعُ مِنْ فَرْحَةٍ / لأَوْرَقَ لَما رَآهُ الْتِزَامَا
وَلَكِنَّهُ فِي جِنَانِ الخُلُودِ / سَيُورِقُ حَتَّى يَعُودَ إِلَى مَا
وَيَا لَكَ مِنْ عَاقِبٍ حَاشِرٍ / يُطِيلُ بِحَبْلِ الإِلهِ اعْتِصَامَا
لأَنْصَارِهِ الفَخْرُ جَدَّ الْتِحَافاً / بِزُهْرِ النُّجُومِ وَجَلَّ الْتِحَامَا
هُمُ مَا هُمُ وَالقَنَا شُرَّعٌ / بِحَيْثُ الحِمَامُ يَدُعُّ الحِمَامَا
هُمُ مَا هُمُ وَالشَّرَى ظَامِىءٌ / إِذَا الأَرْضُ بالمَحْلِ عَادَتْ قَتَامَا
وَلِلَّهِ سَعْدٌ وَمَنْ عَادَهُ / رَسُولُ الإلهِ وَأَبْدَى إِلاَّ احْتِرَامَا
وَقَدْ قَالَ قُومُوا لِسَيِّدِكُمْ / فَلاَ شَخْصَ فِي القَوْم إلاَّ وَقَامَا
وَلِلَّهِ قَيْسُ الكِرَامِ ابْنُهُ / أَمِيرٌ سَمَا هِمَّةً وَاهْتِمَامَا
هما المنتجان لخَيْرِ المُلُوكِ / ضِخَاماً تَفُوقُ المُلُوكَ الضِّخَامَا
بِأَنْدَلُسٍ أَثَّلُوا دَوْلَةً / لأَرْكَانِهَا السَّعْدُ وَالَى اسْتِلاَمَا
بَنُو نَصْرٍ النَّاصِرُونَ الأُلَى / مِنَ الكَافِرِينَ أَطَالُوا انْتِقَامَا
وَوَالُوا بِبِيضِ الظُّبا وَالعَوَالِي / ضِرَاباً فُرَادَى وَطَعْناً تَوَامَا
هُمُ القَوْمُ أَفْضَلُهُمْ يُوسُفٌ / إِمَامٌ صُعُود السُّعُودِ اسْتَدَامَا
وَمِنْ بَعْدِهِ خَيْرُ أَمْلاكِهِمْ / مُحَمَّدٌ الصَّعْبُ فِيهِمْ مَرَامَا
أَجَلُّ السَّلاَطِينِ شَرْقاً وَغَرْباً / وأَصْدَقَهُمْ فِي الحُرُوبِ الْتِزَامَا
إِذَا مَا شَكَتْ خَيْلُهُ غُلَّةً / أَرَاقَ المِيَاهَ وَسَلَّ الحُسَامَا
نَوَالٌ كَمَا بَاكَرَتْ دِيمَةٌ / فَوَشَّتْ أَبَاطِحَهَا وَالأَكَامَا
وَبَأْسٌ كَمَا لَفَحَتْ جَمْرَةٌ / مِنَ القَاضِيَاتِ تَزِيدُ اضْطِرَامَا
وَحِلْمٌ لَوِ الخَمْرُ شِيبَتْ بِهِ / لَمَا أَسْكَرَتْ بِالكُؤُوسِ النَّدَامَى
هُمَامٌ كَرِيمٌ أَنَالَ اللُّهَى / وَجَهَّزَ لِلْحَرْبِ جَيْشاً لُهَامَا
وَخَاصَمَ بِالسَّيْفِ فِي حَقِّهِ / فَيَا فَوْزَهُ عِنْدَ ذَاكَ احْتِكَامَا
وَلَمْ تَرَ عَيْنِي كَمِثْلِ السُّيوفِ / مُخَاصَمَةً إِنْ أَرَادَتْ خِصَامَا
وَقَدْ غَابَ فِي الغَرْبِ مِثْلَ النُّجُومِ / وَلَكِنَّهُ عَادَ بَدْراً تَمَامَا
وَصَيَّرَ غَرْنَاطَةَ المُلْكِ نُوراً / وَكَانَتْ بِجُورٍ وَظُلْمٍ ظَلاَمَا
هُوَ البَحْرُ لَكِنْ لَهُ الدُّرُّ مِنْ / كَلاَمٍ يَفُوقُ العُقُودَ انْتِظَامَا
هُوَ البَدْرُ لَكِنْ لَهُ الأُفْقُ مِنْ / بِسَاطٍ يُسَامِي وَمَا إِنْ يُسَامَى
بِسَاطٌ شَرِيفٌ تَوَدُّ النُّجُومُ / حُلُولاً بِهِ مَا ثِلاتٍ قِيَامَا
يُلاَمُ عَلَى الجُودِ لَكِنَّهُ / مَلاَمٌ يُفِيدُكَ أَنْ لاَ يُلاَمَا
عَجِبْتُ لِكَفِّ لَهُ وَهُوْ نَارٌ / لَدَى حَرْبِهِ كَيْفَ أَبْقَتْ ضِرَاما
إِمَامٌ حَمَى الدِّينَ مِنْ بَعْدِ أَنْ / رَأَى مِنْ عِدَاهُ الطُّغَاةِ اهْتِضَامَا
وَعَادَ بِهِ مَوْلِدُ المُصْطَفَى / يُقَامُ وَحُقَّ لَهُ أَنْ يُقَامَا
أَعَدَّ لَهُ مَشْوَراً خِلْتُهُ / سَمَاءً مَنِ احْتَلَّهَا لَنْ يُضَامَا
تُنُوبُ الشُّمُوعُ مَنَابَ النُّجُومِ / بِهِ وَالوُجُوهُ تَبَدَّتْ وَسَامَا
كَمَا نَابَ وَجْهُ الإمَامِ ابنِ نَصْرٍ / عَنِ القَمَرِ التَّمِّ هَابَ الإِمَامَا
وَقُلْتُ هُوَ الغَابُ قَدْ حَلَّهُ / مَعَ الشِّبْلُ لَيْثٌ عَنِ الشِّبْلِ حَامَا
وَمَا الشِّبْلُ إِلاَّ أَمِيرٌ نَجِيبٌ / وَمَا اللَّيْثُ إِلاَّ إِمَامٌ تَسَامَى
وَفَرْعٌ كَرِيمٌ وَأَصْلٌ زَكِيٌّ / لِشَمْلِهِمَا المُلْكُ أَبْدىَ التئامَا
وَيَا لَكَ مِنْ مَشْوَرٍ أُفْقُهُ / بِدُخْنَةِ عَنْبَرِهِ قَدْ أَغَامَا
بِهِ قُبَّةُ النَّصْرِ مَشْهُودَةٌ / وَتِلْكَ الَّتِي قُرْبُهَا لَنْ يُرَامَا
تَطَلَّعَ مِنْهَا إِمَامٌ شُجَاعٌ / أَقَامَ الحُرُوبَ لِمَنْ كَانَ قَامَا
وَأَنْهَدَ مِنْهَا لأَهْلِ الخِلاَفِ / جُيُوشاً كَمَوْجِ البِحَارِ التِطَامَا
فَسُرْعَانَ مَا فَرَّقَتْ شَمْلَهُمُ / وَسَامَتْهُمُ بِالسُّيُوفِ انْهِزَامَا
وَقَدْ أَخْفَرُوا عَهْدَ خَيْرِ المُلُوكِ / وَمَنْ يَخْفِرِ العَهْدَ يَلْقَ أَثَامَا
وَمِنْ عَهْدِ سَعْدٍ وَنَصْرٍ مَعاً / لِمَنْ أَنْجَبَا السَّعْدُ والنَّصْرُ دَامَا
أَمَوْلاَيَ خُذْهَا تَرُوقُ افْتِتَاحاً / بِمَدْحِ الرَّسُولِ وَتَزْهَى اخْتِتَامَا
مِنَ العَاطِرَاتِ الشَّذَى خِلْتُهَا / خَمِيلَةَ زَهْرٍ أَظَلَّتْ نَدَامَا
وَمَنْ يَغْتَنِمْ بِالمَدِيحِ العَطَايَا / فَإِنِّي اغْتَنَمْتُ الأُجُورَ اغْتِنَامَا
بَقِيتَ مَدَى الدَّهْرِ فِي دَوْلَةٍ / تُنِيلُكَ فِي الرُّومِ مَا السَّيْفُ رَامَا
وَصَلَّى الإلهُ عَلَى المُصْطَفَى / صَلاَةً تَدُومُ وَوَالَى السَّلاَمَا
بَكَتْ شَجَناً فَفَاضَ الدَّمْعُ يَحكِي
بَكَتْ شَجَناً فَفَاضَ الدَّمْعُ يَحكِي / يَتَامَى الدُّرِّ إِذْ يَهْمِي تُؤَامَا
وَسَلَّتْ مِنْ مَحَاجِرِهَا سُيُوفاً / فَخِفْتُ عَلَى المَحَاجِرِ وَاليَتَامَى