المجموع : 114
وما ظبيةٌ أدماءُ تحنو على طلا
وما ظبيةٌ أدماءُ تحنو على طلا / ترى الإنس وحشاً وهي تأنسُ بالوحشِ
غدت فارتعت ثم انثنت لرضاعِه / فلم تلق شيئاً من قوائمه الحُمشِ
فطافت بذاك القاعِ ولهى فصادفت / سباعَ الفلا ينهشنه أيما نهش
بأوجعَ مني يوم ظلَّت أناملٌ / تُودِّعني بالدرِّ من شبك النقش
وأجمالهم تحدى وقد خيل الهوى / كأن مطاياهم على ناظري تمشي
وأعجبُ ما في الأمر أن عشت بعدهم / على أنهم ما خلفوا في من بطش
خف الله واستدفع سطاه وسخطه
خف الله واستدفع سطاه وسخطه / وسائله فيما تسألُ الله تعطهُ
فما تقبضُ الأيامُ في نيل حاجةٍ / بنانَ فتىً أبدى إلى الله بسطه
وكن بالذي قد خطّ باللوحِ راضياً / فلا مَهرَبٌ مما قضاهُ وخطّه
وإن مع الرزق اشتراطَ التماسِهِ / وقد يتعدَّى إن تعديتَ شَرطَه
ولو شاء ألقى في فمِ الطير قوتَهُ / ولكنَّه أوحى إلى الطير لقطه
إذا ما احتملت العبءَ فانظر قبيل أن / تنوءَ به ألا ترومَ مَحَطَّه
وأفضلُ أخلاق الفتى العلمُ والحجى / إذا ما صروفُ الدهرِ أخلقن مِرطَه
فما رفع الدهرُ امرءاً عن محلّه / بغير التقى والعلم إلا وَحَطَّه
نَم عن معاداةِ الرجا
نَم عن معاداةِ الرجا / ل فإنها حَسَكُ المضاجع
وإذا أُذِيتَ فحامِ عند / الضَّيمِ مجتهداً ومانع
ولقد يميلُ بناظري عن مسجدٍ
ولقد يميلُ بناظري عن مسجدٍ / غُصُنٌّ من الرّمانِ أكملَ يُنعَهُ
مُتَبَرّجٌ نهداه يكتُمُ حسنه / خفراً فطبعهما يخالفُ طَبعَهُ
أبداً يشقُّ صدارَهُ بنهودِهِ / ولو أنني صيَّرتُ درعي دِرعَهُ
أرى الناسَ في الدنيا كراعٍ تنكِّرَت
أرى الناسَ في الدنيا كراعٍ تنكِّرَت / مراعيه حتى ليس فيهنَّ مرتعُ
فماءٌ بلا مرعىً ومرعىً بغيرِ ما / وحيثُ ترى ماءً ومرعىً فَمَسبَعُ
ولو سلوت لنفسي عن طلابِ غنىً
ولو سلوت لنفسي عن طلابِ غنىً / لما سلوتُ لأتباعي وأشياعي
من كل سام بعينيه يؤمّلني / تأميلَ ضرَّارِ أعداء ونفّاع
ولو جنيتُ لأعواني سلامتهم / حتى يراني رحباً بالندى باعي
حنَّ قلبي إلى معالم باب
حنَّ قلبي إلى معالم باب / لا حنينَ المولّهِ المشغوفِ
مطلبُ اللهوِ والهوى وكناسُ ال / خرّدِ العينِ والظباءِ الهيفِ
حيث شطّا قويقَ مَسرَحُ طرفي / والأسامي مؤانسي وأليفي
ليس مَن لم يَسل حنيناً إلى الأو / طان إن شتَّتِ النوى بظريف
ذاك من شيمةِ الكرام ومن عه / د الوفاءِ المحبّبِ الموصوف
تبدَّل من مرقَّعةٍ ونسكٍ
تبدَّل من مرقَّعةٍ ونسكٍ / بأنواعِ الممسَّكِ والشفوفِ
وعنَّ له غزالٌ ليس يحوي / هواه ولا رضاه بلبسِ صوف
فعاد أشدَّ ما كان انهتاكاً / كذاك الدهرُ مختلفُ الصروف
كأنَّ قلبي إذا عنَّ ادّكاركمُ
كأنَّ قلبي إذا عنَّ ادّكاركمُ / ظلُّ اللواءِ عليه الريحُ تخترقُ
غزالٌ حبُّهُ للصبرِ غَربٌ
غزالٌ حبُّهُ للصبرِ غَربٌ / ولكن وجهه للحسن شَرقُ
رددتُ وقد تبسَّم عنه طرفي / وقلتُ له ترى لي فيكَ رزق
سأرجو الوصلَ لا أني جديرٌ / ولا قَدري لقدرك فيه وَفقُ
ولكن لستُ أوَّلَ من تمنَّى / من الدنيا الذي لا يستحقُ
مررتُ بقبرِ ابنِ المبارك زائراً
مررتُ بقبرِ ابنِ المبارك زائراً / فأوسعني وعظاً وليس بناطقِ
وقد كنتُ بالعلم الذي في جوانحي / غنياً وبالشيبِ الذي في مفارقي
ولكن أرى الذكرى تُنبه عبرةٌ / إذا هي جاءت من رجالِ الحقائق
يا من لقلبٍ هائمٍ لم يستطع
يا من لقلبٍ هائمٍ لم يستطع / ذكر اسم من يهواه من إشفاقه
ولعاشقٍ غلبت عليه خجلةٌ / فكأنه المعشوق في اطراقه
ينهى عن البث المريح لسانه / فيموتُ مطوياً على أشواقه
سمع الغناء فردَّ سيلَ دموعه / من بعد ما ذابت على آماقه
عبثٌ من الأشواق لو هزت به / أعطافُ غصنٍ سل من أوراقه
كتم الهوى من بعد ما نمت به / ريا كنشرِ الروضِ من أخلاقه
ولدى الهوى العذريِّ طيبُ شمائلٍ / ما مثلها يخفى على ذواقه
وأرى اللقاء مع الحياءِ مقابلاً / مني ومنه مثل بعد فراقه
أو يجمع الشوق المبرحُ طالباً / ما بين مركز دملجيه وساقه
قطعتُ الارض في شهري ربيعٍ
قطعتُ الارض في شهري ربيعٍ / إلى مصر وعدتُ إلى العراقِ
فقال لي الحبيب وقد رآني / سبوقاً للمضمرةِ العتاق
ركبت على البراق فقلتُ كلا / ولكني ركبتُ على اشتياقي
ويح روحي من ذا يدلّ عليها
ويح روحي من ذا يدلّ عليها / مهجتي يوم روّعت بالفراق
فاطلبوها بحيث كنا افترقنا / فلعلي نسيتها في العناق
الله يعلمُ أنني
الله يعلمُ أنني / التذ فيكم باشتياقي
وأكادُ من أنس التذكر / لا أذمُّ يد الفراق
وأغض طرفي بعدما / ملأته غزلانُ العراق
وأفر من خجلِ العتا / بِ إلى مغالطةِ العناق
طيفٌ ألمَّ ثنى عزيمَ النسكِ
طيفٌ ألمَّ ثنى عزيمَ النسكِ / وجلا صوابَ الحبِّ بعد تشككِ
أكرم به يجفو وحشوُ وسائدي / وردٌ ويعطفُ إذ وسادي موركي
عجبت أنيسةُ بيتنا إذ أبصرت / طغيان جودٍ للثناء مملك
قالت فهبك بمصر كنت مغازلاً / وجهاً من الدنيا أنيقَ المضحك
فالآن قد أصبحت جار أباعرٍ / حدباً شوائلها خفافَ المبرك
قلت اربعي فضمينُ زرقي واحدٌ / في يومِ إقتارٍ ويوم تملك
فلهامتي بالأريحية سكرةٌ / تهتزُ بي في ثروةٍ وتصعلكِ
أوحى لوجنته العذار فما
أوحى لوجنته العذار فما / أبقى على ورعي ولا نُسكي
وكأن نملاً قد دببنَ بها / غُمِسَت أكارِعُهُنَّ في مسك
يا أهل مصر قد عاد ناسككم
يا أهل مصر قد عاد ناسككم / بالكرخِ بعد التقى إلى الفتكِ
جمشَ قلبي مقرطقٌ غنجٌ / بدا لقلبي فيه من النسك
رمى فؤادي بسهمِ مقلتهِ / وكيف يخطي مولدُ الترك
ما على ساكني المعرةِ لو أن
ما على ساكني المعرةِ لو أن / ن دياراً نبت بهم أو طلولا
يسكنون العُلا معاقلَ شُمّاً / ويرون الآدابَ ظلاً ظليلا
منزلٌ شاقني أنيسٌ وما كا / ن رسوماً نواحلاً وطلولا
حيثُ يدعى النسيمُ فظاً ويلفى / سبلُ الغادياتِ شكساً بخيلا
أينما تلتفت تجد ظل طوبى / وتجد كوثراً أغرَّ صقيلا
تربها طيبَ الشبابَ فما يص / حبُ إلا السرورُ فيها خليلا
فترى اللهو إن أردت طليقاً / والتقى ان اردته مغلولا
وإذا ما اعتزى بها الأدبُ العذ / ريُّ جاءوا عمارةً وقبيلا
ليتَ لا يعنفُ السحابُ عليها / ليته جادها عليلاً كليلا
وسلامٌ على بنيها ولا زا / ل نعيمُ الحياةِ فيهم نزيلا
أيا غامصين المزايا الجليله
أيا غامصين المزايا الجليله / من المرتضى والسجايا الجميله
ويا غامضين عن الواضحاتِ / كأنَّ العيونَ لديها كليله
إذا كان لا يعرفُ الفاضلين / إلا شبيههم في الفضيله
فمن أين للأمةِ الاختيارُ / عفاً لعقولكم المستحيله
عرفنا علياً بطيب النجارِ / وفصلِ الخطابِ وَحُسنِ المخيله
تطلع كالشمس رأد الضحى / بفضلٍ عميم وأيدٍ جزيله
فكان المقدمَ بعد النبيِّ / على كل نفسٍ بكلِّ قبيله