القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَعْفَر الحِلّي الكل
المجموع : 224
مِيلاد سُلطان البَرية عيد
مِيلاد سُلطان البَرية عيد / وَبِهِ سُعود لِلهُدى وَصُعود
بُوركت يا دين النبي بِليلة / فيها خَليفة عَصرنا مَولود
الحارس الإِسلام في عَين لَهُ / يَقظى وَكُل المُسلمين رقود
ملك الزَمان وَمالك لِزمامه / يَجري بِطُوع يَديهِ كَيف يُريد
بِيديهِ مِن إرث الخِلافة صارم / خَضعت لِهَيبته المُلوك الصيد
فَليأمن الإِسلام كَيد عَدوه / إِن الكَفيل بِحفظه مَوجود
سُلطاننا الغازي الَّذي في عَدلهِ / رتعا مَعاً شاة الفَلا وَالسيد
هَيهات أن تَلد اللَيالي مِثله / فَكأنَّها بِالعُقم وَهِيَ ولود
لَمعت عَلى كُل الرِقاب هباته / فَكأنهن قَلائد وَعُقود
يَرعى رَعيته بِأَحسن رَأفة / وَالبَطش مِنهُ عَلى العداة شَديد
هذا رَئيس المسلمين وَسَيفه / نَصر المهيمن وَالسُيوف حَديد
تَهتزُّ أَرض اللَه مِنهُ مَهابة / وَتَسيخ مِه الراسيات الميد
وَلَهُ الفُتوح الباهِرات فَما غَزا / إِلا وَكانَ قَرينه التَأييد
مَن كانَ جبّار السَماء ظَهيره / لَم يَبقَ باب دُونه مَسدود
قلع الحُصون الشامِخات بِصولة / نَبوية مِنها العداة تَحيد
وَإِذا مَدافعه رَعدن حَسبتها / مزنا لَهُن بَوارق وَرعود
ما أَمطَرت إِلا الوبال عَلى العِدى / فَهُم جَميعا في الصَعيد هُمود
سوط العَذاب انصَب فَوق رؤوسهم / فَهووا كَما هَوَت العصاة ثَمود
أَثعالب الكفار وَيحكم احذروا / مِنا فَإن المُسلمين أُسود
راياتنا وَوجوهنا بدرّية / وُجوهُكُم قَبل القِيامة سُود
قَتلاكُم لجهنم مَأواهم / وَقتيلنا عِندَ الآله شَهيد
هَذا أَبو الإِسلام سُلطان الوَرى / بِالنَصر رف لواؤه المعقود
فَلتعطه أَيدي الأَعادي بَيعة / فيها المَدافع وَالسُيوف شُهود
أمحاربي الإِسلام شهن وُجوهُكُم / إِن الَّذي أملتموه بَعيد
تِلكَ السُيوف بِحالها مَشهورة / فَدَعوا قَبيح فَعالكم أَو عُودوا
خُذ يا نَسيم مِن العِراق رسالة / تَسري بِها عَجلا فأنت بَريد
أَبلغ إمام المسلمين تشكراً / مِنا كَثيراً ما عَلَيهِ مَزيد
لا زالَت الزوراء مِنهُ بِنعمة / عُظمى وَفيها ظله مَمدود
بلد عَطاء اللَه يَنظر أَهله / لا شَك إِن العَيش فيهِ رَغيد
وإلي العِراق وِمِن مَطالع سَعده / طلعت عَلى دار السَلام سُعود
هُوَ سَيد وَكَواكبيّ نسبة / وَعُلومه للعالمين تفيد
أَمنت بِهِ طرق العراق كَأَنَّها / مِنهُ بِدرع صاغَها داود
وَكفت عَلى كُل الجِهات أَكفه / فَجَرى السَماح خِلالَها وَالجُود
لا سِيما النَجف الشَريف فَأَهله / لِعُلاه تبدي بِالدعا وَتعيد
بِوُجوده صَحن ابن عم محمد / سَيَعود حسنا فيهِ وَهوَ جَديد
يا مَن لَهُ التَوحيد أَيد دَولة / فيها اِستَقام العَدل وَالتَوحيد
وَاحفظ رَئيس المُسلمين فَإِنَّما ال / إسَلام بَيت قامَ وَهُوَ عَمود
ثُمَ الصَلاة عَلى النَبي وَآله / وَالصَحب لَيسَ لعدها تَحديد
أبا الحسنين وأنت لنا إمام
أبا الحسنين وأنت لنا إمام / بنص نبينا الهادي السعيد
أبا حسن بك الوفاد طافت / وفيك نجاح حاجات الوفود
أبا حسن وكم لحماك شدت / رحال الناس من بلد بعيد
أبا حسن ومثلك لست ألقى / لكشف نوائب ألوت بجيدي
أبا حسن ومثلك من يسمى / بحامي الجار أو مأوى الطريد
أبا حسن ومثلك من ينادي / وليس سواك يا أسد الأسود
أبا حسن ومثلك من ينادى / لكشف ملمة ولنيل جود
أبا حسن ومثلك من ينادى / لكشف الضر إذ يشجى وريدي
أبا حسن ومثلك من ينادى / لكشف الضر والجهد الجهيد
أبا حسن ومثلك من ينادى / لكشف الضر والهول المبيد
أبا حسن ومثلك من ينادى / لكشف الضر والهول الكؤود
أبا حسن ومثلك من ينادى / لكشف الضر والدهر العنود
أبا حسن ومثلك من ينادى / لكشف الضر قبل ذواء عودي
أبا حسن ومثلك من ينادى / لكشف نوائب للدهر سود
أبا حسن ومثلك من ينادى / وأنت أحق من للكرب نودي
أبا حسن ومثلك من يرجى / لنيل القصد في دار الخلود
أبا حسن ومثلك ما وجدنا / فكيف وأنتم سر الوجود
أبا حسن وفضلك ليس يخفى / كصبح لاح منفلق العمود
أبا حسن بك الآيات نصت / وليس يضر انكار الجحود
أبا السبطين يا أملي أجرني / غدا من هول ناضجة الجلود
أيا نفس النبي ويا أخاه / وهادي الناس للنهج السديد
أتصرع شيبة في يوم بدر / وتردفه بعتبة والوليد
أتصرع في الحروب أسود غاب / عليهم كل ضيقة الزرود
أتصرع في الوغى في يوم أحد / كماة العبدرين ذوي البنود
أتصرع في الوغى عمرو بسيف / صقيل مضارب ماضي الحدود
أتصرع في الوغى ابن ود / علج لغير اللَه يعلن بالسجود
أتصرع في الوغى ابن ود / ولم تسلبه ضافية البرود
أتصرع في الوغى عمرو ابن ود / وتأسر قومه أسر العبيد
أتصرع في الوغى عمرو ابن ود / وتقتل كل شيطان مريد
أتصرع في الوغى عمرو ابن ود / وتقتل مرحباً زجل الرعود
أتصرع في الوغى عمرو ابن ود / وتقتل مرحباً بطل الجنود
أتصرع في الوغى عمرو ابن ود / وتقتل مرحباً بطل اليهود
أتصرع في الوغى عمرو ابن ود / وتقتل مرحباً بطل الأسود
أتصرع في الوغى عمرو ابن ود / وتقتل مرحباً بادي الحقود
أتصرع في الوغى عمرو ابن ود / وتقتل كل جبار عنيد
أتصرع في الوغى عمرو ابن ود / وتتركه لقاً فوق الصعيد
أتصرع في الوغرى عمرو ابن ود / وتقلع باب ذا لحصن الشديد
أتصرع في الوغى عمرو وتنجو / بكشف خ ما بين الجنود
أتصرع في الوغى كَقريشَ أُسداً / هم فيها ذووا بأس شديد
أتصرع في مهندك الأعادي / ولم يرهبك أكثار العديد
أتصرع كل من يدعو شريكاً / ويوم الطعن عندك يوم عيد
أأنت من الملائك لا وحاشا / بل الأملاك حولك كالعبيد
لَمّا رَأَت ناقَتي وطأت محملها
لَمّا رَأَت ناقَتي وطأت محملها / وَشَدَّ صَحبي عَلى الأجمال أرحلها
حنَّت مِن الوَجد سلَمى وَاِشتَكَت وَلَها / قالَت متى الظَعن يا هَذا فَقُلت لَها
أَمّا غَدا زَعموا أو لا فَبعد غَد /
لَما حَكيت لَها بِالعبرة اختنقت / وَفي مَدامعها خَوف النَوى شرقت
كَأَنَّها مزنة في حُسنِها برقت / فَأَمطَرت لؤلؤاً مِن نرجس وَسقت
وَرداً وَعضت عَلى العناب بِالبَرد /
سر عَلى الرُشد آمنا كُل مَيل
سر عَلى الرُشد آمنا كُل مَيل / بِفلاً لَم تَجب بِعيس وَخيل
خُذ عَلى الجدي ناكِباً عَن سهيل / أَيُّها الراكب المَجد بليل
فَوق وَجناء مِن بَنات العيد /
جسرة شفَّها مِن الوَجد ماشف / فَاِستَطارت مثل الظَليم إِذا زف
أنعلت بالقتاد وَهيَ بِلا خف / قَدّ أَخفافها السرى طُول ماتف
لي بإِخفافها نَواصي البيد /
من رآها بالدو ردّد فكرا / أفبرق سَرى أَم الطَيف مرّا
تَرتمي تارة وَتعصف أُخرى /
فَهِيَ كَالسَهم أمكنته يَد الرا / مي أَو الريح هبَّ بَعد رُكود
قَد دَعاها مِن الصَبابة داع / فَمشت عَن زرود لا عَن وَداع
وَهِيَ مُذ أَزمَعَت لِخَير بِقاع / لَم يَعقها جذب البَرى عَن زماع
لا وَلا الشيح مِن ثَنايا زرود /
همُّها قصدها فَلم تَكُ تَعلم / أَتجلي صُبح أَم اللَيل أَظلم
أَيّ كَوماء مِن كَرائم شدقم /
تَتَرامى ما بَين أَكثبة الرم / ل تَرامي الصَلال بَينَ النُجود
يَممت للعراق في عصفات / كَم أَحالت مِنها جَميل صِفات
لا تَراها سِوى عِظام رفات / تَرتَمي كالقسي منعطفات
أَو كشطن مِن الطَوي البَعيد /
وَإِذا فيكَ جانب الكَرخ جاءَت / نلت ما شئت مِن مناك وَشاءَت
خُذ بِها حَيث لَمعة القُدس ضاءَت / لا تَقم صَدرَها إِذا ما تَراءَت
نار مُوسى مِن فَوق طور الوُجود /
تِلكَ أَنوار رَحمة حسبتها / نَفس مُوسى ناراً وَما اقتبستها
أَي نار يَد الهُدى شَعشعتها / تِلكَ نار الكَليم قَد آنستها
نَفسه حينَ بِالنبوة نُودي /
أبصر الناس لَيسَ كَالنار نعتا / بَهَت القَلب بِالتشعشع بهتا
أَحدقت فيهِ مِن جَوانب شَتى / وَتجلَّت فَأَبهَت حَتّى
صَعقا خرّ فَوق وَجه الصَعيد /
إن يُشارق سراك واديه فاحبس / وَبطهر الولاء قَلبك فاغمس
وَاخلع النعل فَهوُ واد مقدس /
وَترجل فذاكَ مزدحم الرس / ل وَهم بَينَ ركع وَسُجود
ذاكَ بَيت جبريل مِن طائفيه / وَكِرام الأَملاك مِن عاكفيه
وَيَحق العكوف مِن عارفيه / كَيفَ لا تَعكف المَلائك فيه
وَبِهِ كَنز علة المَوجود /
لا تَزال الإِسلام تَلجأ فيهِ / إِن باب الحاجات مِن قاطنيه
صاحب اسم سام وَجاه وَجيه / وَهِيَ لَولاه لَم تَرد وَأَبيه
صفو عَذب مِن سلسل التَوحيد /
هُوَ نُور الجَلال مِن غَير لَبس / سَيد الخافقين جنّ وَإنس
حدّ مَعنى الهَدى بطرد وَعكس / ملك قائم عَلى كُل نَفس
بهدى المهتدي وكفر العَنيد /
لا تخصص بِهِ مَكاناً وَوقتا / هُوَ ملئ الجهات أَنّي التَفتا
يمنة يسرة وَفوقا وَتَحتا / آية تملأ العَوالم حَتّى
جاوَزت بِالصُعود قَوس الصُعود /
جعفر عِندَه عُهود نبوه / قُل لِمُوسى خُذ الكِتاب بِقُوه
فَحَباه السرّ الخَفي المموَّه /
لَم يَحطه وَهم وَهَل يَرتَقي الوه / م لِأَدنى طرافه المَمدود
هُوَ عَن رَبه معبّر صدق / ذو عروج بِلا التئام وَخرق
لا تَرم حده بممكن نَطق / من تعرى عَمَن سِواه بسبق
كَنه مَعناه جلَّ عَن تَحديد /
كاظم الغَيظ منبع الفيض أَمسى / لطفه يَملأ العَوالم قدسا
قف علَى رمسه وَيا طاب رَمسا / حيَّ مِن مَطلع الإِمامة شَمسا
هِيَ عَين القَذى لِعَين الحَسود /
تَربة ما السَما وَلا نَيّراها / بالغات لدون أَدنى ذراها
شرف الكاظمين لما كَساها / بَهج الكائِنات لمع سَناها
وَلقلب الجحود ذات الوُقود /
أَيُّها المُشتَكي مِن الدَهر ضرّا / وَمِن الذَنب قَد تَحمل وَزرا
زُر لِمُوسى وَلِلجَاد مَقَراً / وَاِنتَشق مِن ثَرى النُبوة عُطرا
نَشرَه ضاعَ في جِنان الخُلود /
إِن تَقبل ثَراه حال سُجود / خلت أَطيابه مجامر عُود
نل بِباب المُراد أَعلى سُعود / وَالتَثم لِلجَواد كَعبة جُود
تَعتَصم عِندَهُ بِرُكن شَديد /
ربعه كَعبة وَيا طاب ربعا / مَوقف فيهِ لِلحَجيج وَمَسعى
هُوَ لَيث الجلاد أَن يَلق جَمعا /
هُوَ غَيث البِلاد إِن قطَّب العا / م وَغَوث للخائف المَطرود
كان نُوراً في العَرش زاه يَلوح / حَيث لَيسَت بِجسم آدم رُوح
وَبِهِ أنعش الرفات المَسيح / هُوَ سر الإِله لَولاه نوح
فلكه ما اِستَقر فَوقَ الجُودي /
آية لَم يَصل لَها الفكر كنها / مثل رُوح الإِنسان إِن لَم يَكنها
جَنَّة خابَ مِن لَوى الجيد عَنها / جُنَّة أتقن المهيمن مِنها
محكم السَرد لا يَدا داود /
مَن تَوقى الآثام فيها كُفيها / فَهُوَ لَم يَخشَ زَلة يتّقيها
درع أَمن يَقي الَّذي يَرتَديها / لا تُبالي إِذا تَحرّزت فيها
برقيب مِن زلة أَو عَتيد /
أَنا وَاللَه مُهتدي بِهداكم / سنتي حبكم وَرفض عداكم
لَيسَ لي مسكة بِغَير ولاكم / يا أَميريّ لا أَرى لي سِواكُم
آمرا ماسكا بحبل وَريدي /
فيكُم آية التَباهل نصُّ / وَلَكُم آية السؤال تَخص
لي عَلى حُبكُم بَني الوَحي حرص /
أَنتُم عصمَتي إِذا نُفِخَ الص / ور وَأمني مِن هَول يَوم الوَعيدِ
حبكم مضغتي تُشير إِلَيهِ / إِن سرّ الفَتى عَلى أَبويه
لَستُ أَخشى غَداً ضَلالة تيه / قَد تَغذَّيت حبكم وَعَليه
شد عَظمي وَأبيضَّ بِالرَأس فُودي /
مالك النار لَم يَجد لي طَريقاً / حَيث أَعددت حُبكم لي رَفيقا
قَد شَربت الوَلاء كَأساً رَحيقا / كَيفَ أَخشى مِن الجَحيم حَريقا
وَبِماء الوَلاء أَورق عُودي /
لَكُم القَبائل خيفة تَنقاد
لَكُم القَبائل خيفة تَنقاد / وَلَكُم تَعاف عَرينها الآساد
أَعطاكُم رَب البَرية بَسطة / في المُلك مِنها تَرجف الأَطواد
نَصر سَماويّ يَرفّ لِواؤه / وَمِن المَلائك تَحتَهُ أَجناد
وَيل لِأَرباب الفَساد أَما دَروا / أن الأَمير عدوّه الإفساد
هَيهات يَقطَع بِالحَجيج طَريقه / وَعَلى الطَريق الأَرقَم الرَصاد
اللَهُ قَيضه لِيحرس بَيته / وَتَحج آمنة لَه الوَفّاد
أَين المَفر مِن الأَمير وَعِندَه / إبل مَسخرة لَهُ وَجِياد
وَالجُند شمَّر وَالرِماح شَوارع / وَالأَرض نَجد وَالسُيوف حِداد
ضاقَ الفَضاء عَلى العَدو فَلم تَكُن / تُنجيه مِن سَيف الأَمير بِلاد
لَو يَصعَدون إِلى السَماء بِسلم / نَزَلوا لِحُكم محمد وَاِنقادوا
أَو يَذهَبون وَراء سَبعة أَبحُر / رُدوا إِلى حُكم الأَمير وَعادوا
فَلتُعطِهِ العرب العصاة زِمامها / ما لِلمَفر مِن الأَمير مفاد
شَيآن سَيف محمد وَالمَوت لا / هَرب يَفوتهما وَلا إبعاد
هذا هُو المَلك الكَريم وَخلقه ال / خلق العَظيم وَفكره النقّاد
سُلطاننا عَبد الحَميد أَحبَّه / وَعَلَيهِ مِن نَعمائه أَبراد
وَأَراده للمعضلات أَمامه / إِن الأَمير لمثلهن يراد
لَولاه ما حَج الحَجيج وَلا سرت / خوص الرِكاب وَلا قطعن وهاد
إِن الأَمير لبحر جُود لَم يَغض / مَهما عَلَيهِ تزاحم الوراد
كَفّاه وَالبَحر المُحيط ثَلاثة / هَيهات ما لعطائهن نفاد
لَو أَمحَلَت كُل البِلاد فَأَرضه / تَأوي لَها الورّاد وَالروّاد
وَكَأَنَّها مِن سَيبه مَمطورة / وَبِها الرَبيع الجُود وَالأَوراد
يا حَبَّذا نَجد وَمن سَكَنوا بِها / فَهُم لِقَلبي مَنية وَمراد
لا سِيما عَبد العَزيز فَإِنَّهُ / أَملي وَفيهِ مَوَدَتي تَزداد
وَرث المَكارم وَالمَكارم بَعض ما / تَرَكَت لَهُ الآباء وَالأَجداد
قمر إِذا حسر اللثام تَقيدت / فيهِ العُيون وَطارَت الأَكباد
فَهُوَ الجَواد نَدىً وَيَحمل شَخصه / مِن نَسل شدقم وَالجَديل جَواد
شَهد الموالف وَالمخالف باسمه / حَتّى لَقَد شَهدت بِهِ الحُساد
أَحيا مَآثر متعب بفعاله / وَالمَيت تُحيي ذكرَه الأَولاد
لازالَ ملك بَني رَشيد مخلداً / حَتّى يَقوم الحَشر وَالمِيعاد
دَع العيس بِالبَيداء تَرقل يا سَعد
دَع العيس بِالبَيداء تَرقل يا سَعد / إِذا ساعَد الباري فَممساكُم نَجد
مَراسيل قَد أَعطَتك في السَير جُهدَها / وَلَيسَ وَراء الجُهد أَن يَبذل الجهد
لَقَد أَكلت نار الهَواجر لَحمَها / وَلَم يَبقَ إِلا الرُوح وَالعَظم وَالجلد
تَرى المرو مَحبوكاً فَتحسبه كلاً / وَيَخدعها لَمع السَراب الَّذي يَبدو
يَقول لَها الرُكبان لا اينك الرَدى / فَمالك إِلا بَعد خامسة وَرد
جَرى الدَم مِن أَخفافِها فَهُو زاهر / بِتلك الفَيافي مثلما أَزهر الوَرد
سِرت بِظَلام اللَيل تَقرَع بِالحَصا / فَتقدح ناراً مِثلَما يَقدَح الزند
إِذا خلَّفت مَحل العراق وَراءَها / فَقَد أَمها القَيصوم وَالشيح وَالرند
وَفي صَدرِها إِن ساعَد اللَه نية / يَهُون عَلَيها مِن تَصَورها البُعد
أَلم تَرَها تَلوي الرِقاب تَيامنا / فَلَيسَ لَها إِلا إِلى حايل قَصد
إِذا وَصَلت قَصر الأَمير محمد / فَقَد وَفَّق الباري لَنا وَلَهُ الحَمد
هُوَ المَلك المَنصور في الحَرب جَيشه / إِذا اِختَلَط الصَفان وَاِزدَحَم الجُند
تَناذرَت الأَعراب خيفة بَأسه / فَلا وَردها علٌّ وَلا نومَها رَغد
إِذا ما غَزا فَالكَون يَرجف خيفة / وَتَهتَز مِنهُ الأَرض وَالحَجر الصَلد
قَضى اللَه أَن يَستأصل البَغي سَيفه / وَإِن قَضاء اللَه لَيسَ لَهُ رَد
إِذا صابح الأَعداء وَاستلَّ سَيفَه / فَلَيسَ لَهُم إِلّا رِقابهم غِمد
سَمعنا بِأَخبار المُلوك الَّتي مَضَت / وَهُم بِالعُلا دُون الأَمير إِذا عدوا
أَمير كَأن اللَه سِوّاه وَحدَه / فَما قَبله قَبل وَما بَعدَه بَعد
إِذا ظَنت الأَيّام تَأتي بِمثله / فَهَيهات ما لِلشَمس شبه ولاند
بَنى أَهله المَجد الرَفيع فَزاده / وَلَم يَكفه ما وَرَّث الأَب وَالجَد
وَما المَجد في جَمع الذَخاير وَحدَه / وَلَكنما حفظ الأُصول هُوَ المَجد
فَشيَّد مُلكاً لِلعَشيرة باقياً / تورّثه مِن بَعد آبائِها الولد
وَأَصلَحه يَوم العَطاء سَحائب / تَجُود وَلا بَرق هُناك وَلا رَعد
خَصيب مَناخ الوَفد تُمسي ضيوفه / كَأَنَّهُم بِالجَنتان لَهُم خُلد
تَقاصده الوفاد مِن كُل وجهة / كَما بِفَناء البَيت يَزدَحم الوَفد
يَنيخون بِالوادي الخَصيب رِكابهم / فَيَحلو لَها المَرعى وَيَصفو لَها الوَرد
يَطيب لَهُم رَفد البِلاد وَريفها / وَكُل أَمير عِندَهُ الريف وَالرَفد
بِآل رَشيد مهد اللَه أَرضه / أَناملهم سحب وَألسنهم لدُّ
مُلوك لَهُم أَعطى الزَمان زِمامه / وَفي رَأيِهم قَد أَصبَح الحل وَالعَقد
إِذا أَخَلت الأَعراب أَخيامَها لَهُم / فَمن خَوفِهم عافَت فَرائسها الأسد
مَطاعين في الهَيجا مَطاعيم في القرى / وَسارَت حداة الرَكب في مَدحِهم تَحدو
يَعيبون أَلفاظ السباب وَإِنَّما / كَلامَهُم نُور وَأَمرَهُم رشد
فَعبدهم بَينَ الأَجانب سَيد / وَسَيدهم لِلضَيف في بَيتِهِ عَبد
وَنيتهم صدق وَرَأيهم حجى / وَقَولَهُم فعل وَوَعدَهم نَقد
وَلا سِيَما عَبد العَزيز فَإِنَّهُ / هُوَ السَيف لا ما أَحكمت صقله الهند
فَتى لا يَهاب الحَرب إِن صرَّ نابُها / يَرى أن مرَ المَوت في فَمه شَهد
لَقَد شَهدت يَوم الطراد بِبَأسه / حُدود المَواضي وَالمطهمة الجرد
يَرف لِواء النَصر مِن فَوق رَأسه / وَيَخدمه الإقبال وَاليمن وَالسَعد
كَريم عَلى عَهد المَحبة ثابِتاً / كَما أنا عِندي ثابت ذلك العَهد
تَجيء ليَ الركبان تَحدو بِسيبه / وَتَرجع مني في مَدايحه تَحدو
أَمَحمود الفعال شَكَوت شَوقي
أَمَحمود الفعال شَكَوت شَوقي / إِلى لُقياك مِن بَلد بَعيد
تَخذتك لي عَديداً لِلدَواهي / فَياللَه درك مِن عَديد
وَمَن يَأوي بشدته إِلَيكُم / فَقَد آوى إِلى رُكن شَديد
خلياني أَنتَشق ريح البَوادي
خلياني أَنتَشق ريح البَوادي / فَأَخو البيد غَريب في البِلاد
أَبلاديٌّ وَأَهلي عرب / في الفَلا لَم يَنزلوا إِلّا بوادي
يمتحون الماء في أَذنبة / أَو تحييهم ملثات الغَوادي
هَل تعودن لَيال قَد مَضَت / نيرات جادَها صَوب العهاد
حَيث سُعدى خلتي وَهِيَ المُنا / وَالنَدامى شادن مِنهُم وَشادي
تَحمل الكاس وَلي مِن ثَغرِها / كاسة أُخرى وَفي الأُخرى مُرادي
لا أَعاف البكر مِن ريقتها / لِعَجوز ولدت أَيّام عاد
تارك الريق إِلى رشف الطَلا / مثل مِن باع صَلاحاً بِفَساد
يَصفون الراح في حاناتِها / هُم بِواد وَأَنا عَنهُم بِواد
وَرضاب الخود إِن فاهوا بِهِ / لذّ لي وَصفهُم رييّ وَزادي
حَبَّذا البيض وَلَكن ودها / صادق ما دُمت في برد السَواد
فَإِذا ابيض الَّذي يَألفنه / فالقلا منهنَّ مَكنون وَبادي
طَلعت في لمتي ناصِعة / وَبترحال الصبا قامَت تُنادي
ذَهبت يا سَعد أَيّام الصبا / فَبِماذا أَبتَغي وَصل سعاد
كَيفَ فيها بَعد لين الآس لَو / لَمست أَخشن مِن شوك القتاد
سر مَعي حَيث أَكاويب الهَنا / قَد تَهادوهن مِن ناد لِناد
عَمني الأنس الَّذي خصَّ بَني / فَاطم في عرس مهديّ وَهادي
قَومنا أكفاؤنا مِنهُم فَلا / أَحوج اللَه إِلى القَوم البِعاد
أَربَع قَد أَفرَدوا بَعد اِجتِماع / أَو فقل قَد جَمَعوا بَعد اِنفِراد
فَقضاياهم حِسان كُلَها / شَرع في عَكسِها وَالأَطراد
كَم لَكُم مصباح علم لامع / يُرشد الناس إِلى نَهج الرَشاد
وَرِياض ما ذَوَت أَزهارها / لَم تَزَل طلّابَها بِالارتياد
وَلَكم أَبرَزتُم مِن دُرة / قاطع برهانها كُل عِناد
وَستبدي يا أَبا المَهدي ما / يَذهب الفكرة مِن بُقراط داد
وَاسمك المُفرد في أَعلامها / وَالمنادى أَنت إِن نادى المُنادي
ما عَلى مَن جدّه المَهدي أن / يَرتَقي فَضلاً عَلى السَبع الشِداد
فكره الثاقب ينبي إِنَّما / هَذِهِ الجذوة مِن ذاك الزِناد
وَلَهُ عَن أَبيَض الخَد غِنا / بِبَياض فَوقه سَطر سَواد
واحد يُدمي طلا الآلاف في / سادس الخَمسة مَوضوع المِداد
لا كَبا طَرف حسين إِنَّهُ / في المَعالي ذُو طَريف وَتلاد
فَهُوَ الغَيث ملثّ درّه / وَهُوَ اللَيث مدّل الناب عادي
ذو أَناة وَثبات لَم يَطش / حلمه لَو عَصفت صرصر عاد
فَخذوها ولَكُم لي مثلَها / فيكُم تنبئ عَن صُدق الوِداد
ليسَ بدعا سحر أَشعاري فَما / أَنا إلّا بابل السحر بِلادي
ترك الحُبَّ فَعادا
ترك الحُبَّ فَعادا / مُذ رَأى البيض تَهادى
بَعدَما كُنت جموحاً / قدن قَلبي فَاِستَقادا
يا خَليلّي اعذراني / إِن تَعشقت سُعادا
فَضحتني بِخدود / هِيَ كَالشَمس اِتِقادا
وَبقدّ يَخجل البا / ن إِذا اِهتَز وَمادا
يا لَهُ بِالجَزع خشف / لَيسَ يَصفينا وِدادا
كُلَّما حاوَلت قُرباً / مِنهُ أَولاني بعادا
يا غزالاً تَخذ الصَد / د عَن الصَب اِعتِيادا
زر مَعنىًّ نَهبت مِن / هُ الصَبابات فُؤادا
ساهِراً قَد باتَ لا / تَألف عَيناهُ الرقادا
قلقاً أَمسى وَمِنهُ / أَنتَ أَقلقت الوِسادا
أَنبَت الحُب بجفني / مِن هَوى البيض قتادا
كُلَّما رامَ اِنطِباقاً / أَو حبس الشَوك فَعادا
يا خَليليَّ فُؤادي / كأسير لا يفادي
غَرض كَم رَشقته / أَعيُن العين حِدادا
صِيد لَمّا رامَ أَن / يَصطاد ظبيا عَنهُ حادا
فَعجيب لِفُؤادي / صائِداً راحَ مُصادا
فَهلماَّ غنياني / ألحنّا تَصبي الجَمادا
إِن أَيّام بَني اللذ / ذات كَالخَيل تعادا
وَالَّذي يَذهب مِنها / فَمحال أَن يعادا
إِن تَروما لورود ال / أنس قطفاً وَاِرتِيادا
فَاِنهَضا بي لِسُرور / سرَّ واللَه العِبادا
هَنّيا المَولى حَسيناً / مِن سمى الناس وَسادا
مِن رقى بِالفَضل حَتّى / وَطأ السَبع الشِدادا
نصب الدين عروشاً / وَلَهُ أَثنى الوسادا
مَن يَدَع نار ذكاه / فَقَد اِستَقرى الرَمادا
قَسماً لَولا سَناه / طَبق الكَون سَوادا
وَضَحى العالم أَضحى / طَلييلات جمادى
يا إِمام العَصر بشرا / ك فَقَد نِلت المُرادا
فُز بِريحانتك المَع / روف جِداً وَاِجتِهادا
فَلَقَد أَصبَحت الأم / لاك بِالبشر تهادى
أَسبل يَوم عَلَينا / هاطل الأُنس عهادا
وَالثَنا قام خَطيباً / وَمنادي السَعد نادى
يا هداة الدين يا مَن / عَلموا الناس الرَشادا
دُمتُم لِلدين ما دا / م دعاما وَعِمادا
وَإِذا المَظلوم نادى / صارِخاً كُنتُم منادى
فَهُوَ يَستَنجد قَوماً / أَطول الناس نجادا
لَيسَ تَستبطن إلا / غارب العليا مهادا
يا كراما لَهُم ألقَت / ذُوو الفَضل قِيادا
إِذ عنت فيكُم رِجال / لَيسَ يَألون عِنادا
كَم لَكُم غر مَزايا / لَست أَحصيها عِدادا
لَست أَحصيها وَإِن / كانَ لي البَحر مِدادا
فَأقبلوها بِنت فكر / لَكُم تُبدي الوِدادا
كُلَّما أَنشَد مِنها / مُفرَد قيل أَجادا
يطرب المصغي لمعنا / ها وَإِن كانَ جَمادا
لَكَ أَهدي السَلام يا خَبر خلّ
لَكَ أَهدي السَلام يا خَبر خلّ / فازَ في طارف العُلا وَالتَليد
لَيسَ بِدعا إِذا لَبست المَعالي / أَنتَ أَولى الوَرى بِتلك البُرود
هِيَ مِن متعب أَتَت لَك إرثا / وَهُوَ قَد نالَها بإرث الجُدود
نسب كانَ كَاليمانيِّ وَمضا / وَالرَديني بِأَطراد العُقود
يفرح الدست كُل ما قال قائل / عَبد العَزيز بن متعب بن رشيد
باب العِمادية قَد شادَها
باب العِمادية قَد شادَها / عماد أَهل الفَضل وَالاجتهاد
أَظهر هاتيك الَّتي مثلَها / لَم يَخلق اللَهُ لَنا في البِلاد
بِذاته أَحكم تَأسيسها / فَأرخوها حكم ذات العِماد
فَدَتك النَفس خبرني عَن اسم
فَدَتك النَفس خبرني عَن اسم / عَلَيهِ تَليق آثار السَعاده
فَإِنَّك إِن حذفت الربع مِنهُ / فَباقيه تَليق بِهِ القِلاده
وَإنّا إن حذفنا النصف مِنهُ / فَباقيهِ لَها الإعطاء عاده
تَسوف الوَعد إِلى غَد وَيا
تَسوف الوَعد إِلى غَد وَيا / ما أَقرب الخَلف وَما اَبعَد غَد
أَعرتك القَلب فَما رددته / وَما سَمعنا بِمعار لا يُرد
أَعده أَو خُذ جَسدي وَلا تَكُن / مفرّقاً ما بَين قَلب وَجَسَد
أَنا اِبن وَدّ لَكَ يا ريم وَقَد / صَنَعت بي صُنع علي بابن ود
أَقَمت يا ريم النَقا عَقارب الص / صَدغ عَلى وَرد بِخديك رصد
مَدَدت شعراً قصرت عَنهُ يَدي / فَها أَنا في حيرَتيَ قَصر وَمَد
ما لذة العَيش لِصَب قَد مَضَت / أَيامه ما بَين هجران وَصَد
يا لَيت شعري هَل سِواي هائم / مُعذب أَم لَم يَهم قَبلي أَحَد
أَشدُّ أَهل العشق آل عذرة / وَلَو رَأوني لَرأوا ما بي أَشَد
مِن كابر مَوروثة لِكابر / تَسالموها بَينَهُم يَداً بِيَد
مِن جَعفر إِلى علي لِابنه ال / عَباس لِلهَادي وَتبقى لِلوَلَد
مُقيمة في بَيتهم لَم تَرتَحل / مِن أَول الدَهر لآخر الأَبَد
أَبو الرضا كَفو لأبكار العُلى / وَغَيره لَيسَ لَها كَفو أَحد
رَوى حَديث المَجد عَن أَبيهِ عَن / أَجداده فَجاءَ في أَعلى سَنَد
ضفت عَلى عَطفيهِ أَبراد العُلى / قَديمة النَسج وَتلقاها جدد
يَقطر سمّ المَوت مِن وَعيده / وَيَستَهل ديمة إِذا وَعد
بَحر ولَكن مُستَحيل جزره / وَالبَحر مِن عاداته جزر وَمَد
تَباً لِمَن يَروم نَيل مَجده / هَل قَبله أَمرؤ إِلى النجم صَعد
نال العُلا بِجده وَجده / فَصحَّ فيهِ القَول مِن جَدَّ وَجَد
يفرح في يَوم السِباق مَن رَأى / غُباره فَرحة مَن نال الأَسَد
أَطيب أَبناء العُلى فَكاهة / مهذب يُرضيك في هَزل وَجَد
دنياً تَمد لِحَرب الماجدين يَدا
دنياً تَمد لِحَرب الماجدين يَدا / حَلفت بِاللَه لاسالمتها أَبَدا
وَلا رَكَنت لِأَيّام تراصدني / فَلَست أَنفكُّ مِنها أَحذر الرَصدا
أدافع الدَهر عَن مَشلولة يَده / وَلَست أَدفَع حَتّى لَو مَلَكت يَدا
وَفَت في عضدي عَن أَن أقاومه / فَإِن صَمَدت إِلَيهِ لَم أَجد عَضدا
كَأَنَّما الدَهر آلى وَهُوَ ذو إحن / أَن لا يَدع مِن سراة المَجد لي أَحَدا
فَكَم بَكيت اِفتِقاد الماجدين وَما / بَكيت كَالحسنين الدَهر مُفتقدا
أَبكي عَلى الحسنين الدَهر إِنَّهما / لَنا إمامان إِن قاما وَإِن قَعَدا
أَبكيهما إِذ تَنوب الخَلق نائِبَة / لَم تَبقَ عِندَهُم صَبراً وَلا جلدا
قَدعوّداَنا بِليل الخَطب إِن سَفَرا / فَقَد وَجَدنا إِلى نار الخَلاص هُدى
أَبكيهما لِوفود الناس إِن طرقت / فَلَيسَ غيرهَما مَأوى لِمَن وَفَدا
أَبكيهما لَيتيم غاب وَالده / وَلم يَزل لَهما ما عمّرا وَلَدا
قَد عَوداه نَوالاً كُل آونة / فَعاش بَينَهما في عُمره رَغدا
أَبكيهما للأَيامي لَيسَ يَكفلها / سِواهُما فَحريّ لَو قَضَت كَمدا
أَبكيهما للمحاريب الَّتي شَهدت / صدقاً بِأَنهما في اللَيل ما رَقَدا
قَد عَوداها قِياماً فَهِيَ شاهِدة / إِن طالَما رَكَعا فيها وَما سَجَدا
أَبكيهما لِغرابيب إِذا هَدرت / هَدر الفَنيق أَذاعَت في البِلاد صَدى
أَبكيهما للجفان الغر إِن لَمعت / مثل النُجوم فَلا نحصي لَها عَددا
قَد عَوَّداها حَفولا كُلما غَرزت / نا أَمَدت لَها كَفاهما مَددا
لَو أَقبلت مضر تَقفو رَبيعتها / يَستنزلونهما الفوا هدىً وَنَدى
بِالراسيات السحام الدكن ما بَرحت / كَالمنهل العَذب تَروي كُل مِن وَردا
لا يبعدن حسن مصباح بلدتنا / وَكَيفَ قَولي لا بعد وَقَد بَعَدا
لا بدع إِن طَرَدوه عَن أَبي حسن / فَقبله حسن عَن جَده طردا
صَبراً بَني المَجد لا يَذهب تَجلدكم / إِن الفَتى مَن تَراه يَظهر الجلدا
أَتجزعون وَوَعد المَوت لَيسَ بِهِ / خلف وَهَل يَخلف الرَحمَن ما وَعَدا
فَلو نَرى المَوت يَرضى مِنكُم بِفِدا / جئناكُم مِن صَفايانا بِألف فَدا
وَكُلَنا سالك مِنهاج والدكم / مِن فاته اليَوم حَتف لَم يَفته غَدا
هَذا أَبو يوسف شبه لوالده / لِلّه مِن والد نَدب وَما وَلَدا
يَقر كُل لِسان في رِياسته / فَإِن تَجد مُنكراً فاعرف بِهِ الحَسَدا
وَلا يَضر جحود البَعض رُتبته / فَقبل هَذا نَبي اللَه قَد جَحَدا
دَرى الأَباعد فيهِ أَنَّهُ رَجل / إن يَعقد الأَمر ما حلُّوا لَهُ عَقدا
وَلا يُعاديهِ إِلّا ناقص حنق / وَالناقصون لِأَرباب الكَمال عدى
لا قُلت إِن زَماني قَد غَدا نَحسا / فَإِنَّهُ بِسَعيد الوَجه قَد سَعدا
فَقُل لذي سفه أَضحى يُطاوله / وَراك يا ثَعلباً قَد طاوَل الأَسَدا
فَلَست أَبذل مِنهُ في السَماح نَدى / وَلَست أَطول مِنهُ في الكِفاح يَدا
يَنبي بسؤدده عن طيب مَولده / أنظر إلى يَده ما أَمسكت اَبَدا
تَعشقته العُلى حَتّى بِهِ اِنفَرَدَت / كَما نَراه بِها عَن غَيره اِنفَرَدا
أَبناء مَجد بباريهم أَعوذهم / مِن شَر حاسد عَلياهم إِذا حَسَدا
هُم لِلسَماح كَما أن السَماح لَهُم / ما أَحسَن القَول مَعكوساً وَمَطردا
لَهم برود المَعالي فَصلت وَضفت / تِلكَ البُرود عَلى أَعطافهم جددا
أَحبهم لا لِدُنيا لي أحاولها / وَالحُب إِن كانَ لِلدُنيا فَقَد فَسَدا
كُل المَصائب لَو فكرت هينة / إِلّا مصيبتنا في سَيد الشهدا
مَولى قَضى ظامياً حَول الفُرات وَقَد / ذادته عَنهُ سُيوف الشرك أَن يَردا
ما برَّد الماء يَوم الطف غلته / وَقت الهَجير فَلَيت الماء لا بَردا
لَكِ البَقا إِن صابَ المَوت مَورود
لَكِ البَقا إِن صابَ المَوت مَورود / وَما لِحَيّ سِوى الرَّحمَن تَخليد
وَكُل نَفس إِذا جاءَت مَنيتها / لا تمهلن وَللآجال تَحديد
لَيل الشَباب وَصُبح الشَيب وَعظهما / عَلى الرؤوس تَعيه البيض وَالسُود
المَوت لَم يَبقَ مِن شَيبت مَوالده / وَلا الَّذي طَهرت مِنهُ المَواليد
أَبا عَلي وَقاك اللَه مِن نَكد الد / نيا الَّتي كُلَّها ضر وَتَنكيد
صَبراً وَإِن جَل خَطب قَد مَنيت بِهِ / فَالصَبر قَد سَنَّه آباؤك الصيد
فَذاهب المَوت لَم يَرجعه ذُو جَزَع / وَالصَبر صاحبه بِالأَجر مَوعود
لَكنما الصَبر مرّ وَالشِفاء بِهِ / وَقَد يذم دَواء وَهوَ مَحمود
عَجبت يا شَمس هذا الكَون كَيف دُجى / إِذ قيلَ إِن أَخاكَ النَدب مَفقود
فَفيكما صَح ما خلناه ممتنعاً / الشَمس طالِعَة وَاللَيل مَوجود
إِن يَختَطف أسدَ اللَه الحمامُ فَقَد / يَحتال بِالأَسد الضرغامة السيد
لَطالَما رَدّ عَن مَيت مَنيته / لِذاك قَلب المَنايا مِنهُ مَكمود
لَو كانَ بُقراط حَياً راحَ يَخدمه / فعل التَلامذ إِن وافى الأَساتيد
أَهل دَرى قَبره ما فيهِ مِن حكم / ما فيهِ إِلّا أَرسطاليس مَلحود
بَدر وَلَكنهُ في الترب مَركزه / سَيف وَلَكنهُ في التُرب مَغمود
أَبا علي إِذا لَيل الخُطوب دجى / فَفي جَبينك خَيط الفَجر مَعقود
كَم قَد رَددت عُيون الشُرك خاسئة / وَذا مِن اللَه للإِسلام تَأييد
يا اِبن الإِمامة لَولا أَنتَ ما ذَكَروا / بِأَنَّهُ كانَ إِسلام وَتَوحيد
ألفيت دين رَسول اللَه مُندَرِساً / فَقامَ فيكَ لَه أسٌّ وَتَشييد
حَكمت في الشَرع لَما غابَ صاحبه / عَن اِجتِهاد وَحكم الناس تَقليد
كَأَن قَولك عَن جبريل تأخذه / فَهُوَ الصَواب وَزيغ القَول مَردود
إِليك قَد أَلقت الدُنيا مَقالدها / وَهَل سِواك لَهُ تلقى المَقاليد
وَرب حادثة عمَّت فَبات بِها / لِطَرف فَكرك تَصويب وَتَصعيد
حَتّى جَلَوت بِنُور اللَه ظلمتها / وَالناس لا هَون لا يَدرون مُذ كيدوا
بِظل أَمنك نام الناس في رغد / وَملوء عَينك تَأريق وَتَسهيد
يَظن مَن لَيسَ يَدري أنكَ في دعة / وَما سِواك بِحفظ الشَرع مَكدود
أَبراد فَضلك مِنها ما خلي جسد / وَطوق جُودك مِنهُ ما خَلى جيد
لَم تَسر لِلرَكب في البَيداء راحِلَة / إِلا وَأَنتَ بِذاكَ السَير مَقصود
ما أَكذب الوَفد إِذ حَيوك رائدهم / فَإِن واديك فيهِ يَنبت الجُود
وَلا مَلام عَلى الوفاد إِن وَرَدوا / واديك إِن الرواء العَذب مَورود
أمّوك مِن بَلد أَقصى وَبغيتهم / مَرابع لَكَ فيها يُورق العُود
قَد صاحَبوا الوَحش لَكن مِنكَ يُؤنسهم / بِالقفر شاهد أَنعام وَمَشهود
يَلقون قَوماً عَلَيهِم مِنكَ مَأثرة / فَتنطوي تَحتَهُم مِن شَوقك البيد
فَينزلون حمى رَحبا وَمَرتبعا / خَصباً لِورق المَعالي فيهِ تَغريد
رَضوان بشرك يَدعو وفد جنته / رِدوا النَدى وَلأزهار الهُدى رودوا
إن تَرحَلوا فَبِنَيل القَصد رِحلتكم / وَإِن لحى عودكم محل فلي عودوا
فينثنون وَهُم مَلأى حقائبهم / رغائِباً لَم تَطقها الضمر القود
حداتهم مِن وَراء اليعملات لَهُم / بِشكر نَعماك ألحان وَتَغريد
رِياسة الدين إرث مِن أوائلكم / إِن ماتَ والد استولاه مَولود
أصول دوحتكم تَحتَ الثَرى ثَبتت / وَفرعها بثريا النجم مَعقود
وَكَم فَتَحت بِسَيف الرُشد مُشكلة / وَبابها برتاج الغَي مَسدود
بِكفك الأَسمَر النفاث تَغمزه / كَأَنَّهُ مِن رماح الخَيط أَملود
مثقَّف دُون قاب الشبر قامته / وَفيهِ كَم روّع الصَيد الصَناديد
قَد لازم الخَمس حَتّى ما يفارقها / كَأَنَّهُ سادس للخمس مَعدود
لَهُ عَلى الطُرس إِذ يَمشي مساورة / كَما تَساور في الرَمل العَرابيد
يَلقى سَواداً قَد ابيضَّ الزَمان بِهِ / نعم وَفيهِ لِوَجه الشُرك تَسويد
هُوَ اليراع يراع الظالِمين بِهِ / إِن جاءهم مِنهُ تَوعيد وَتَهديد
لَو تمسك الغانيات الغيد أَسطره / لنظمتها عَلى أَعناقها الغيد
جلت مَزاياك عَن عَد يَحيط بِها / وَهَل يُطاق لِنجم الأُفق تَمديد
إِيامك الناصِعات البيض قَد زَهرت / كَأَنَّها بِخُدود الدَهر تَوريد
للناس عيدا سُرور لَيسَ غَيرَهُما / وَفي وُجودك عامي كُله عيد
ألنت قَلب زَماني مُذ عليَ قَسى / فَهُوَ الحَديد وَلَكن أَنتَ داود
آيات فَضلك في الإِسلام محكمة / لِلناس فيهن تَرتيل وَتَجويد
نَفِّس عليَّ فَإِن خاطبته بثنا / فَإِنَّهُ في بَديع الشعر تَجريد
بحر مِن العلم لا تَأجن مَوارده / في لجة الجَوهَر القُدسي مَنضود
وَلَم يَزَل بِالعَطايا البيض مفتتنا / كَعاشق فتنته الأَعيُن السُود
كَأَن عَطاياه تَبليغ لذي صَمم / ففيهِ يَكثر تَكرير وَتَأكيد
إِذا تَوعَد قَوماً حانَ حينَهُم / وَإِن يَعدهم فَوَعد الحُر مَنقود
لَكنما العَفو قَد يَلغي تَوعده / وَمِنهُ بِالخَلف لا تُلغى المَواعيد
لِلناس علّ وَنهل في مَواهبه / ما صدهم عَنهُ وَابن العَم مَصدود
إِن كانَ عَيبي إِني قَد فَضلتهم / فَما وَربك عَيب الفَضل مَجحود
كَم مدّعي الشعر أَخزته مَطيته / لَما جرت سَبقاً مني الأَناشيد
كانَت وَكانَ بستر ثُم أَطلقها / فَكشفت عَن حمار فيهِ تَقييد
شَكى النَفار مِن الرود الكِعاب بها / وَكَيفَ مِن شَكله لَم تنفر الرود
وَلو تَأملنه أَبصرن صُورته / كَأَنَّهُ بيت شعر فيهِ تَعقيد
إِذا جرين المَساعي فَهوَ قَعددها / وَإِن هَدرن القَوافي فَهوَ جَلمود
إِن يَحسدوني فَإني لا ألومهم / لا غرو إن شريف القَدر مَحسود
سلمتم ما حَدا في الرَكب مرتجز / وَما شَدا مِن حمام الأَيك غريد
هذِهِ رَوضة قُدس ضمنت
هذِهِ رَوضة قُدس ضمنت / دار عليا راسَها بِالفرقد
حسن الأَعمال في القَبر لَهُ / رُوح جَنات وَرَيحان نَدي
طَيب المرقد قَد أَرّخته / حسن يضحى بأَبهى مرقد
سَقى عَفو الآله ضَريح قُدس
سَقى عَفو الآله ضَريح قُدس / لأ فَضل مودع في خَير مشهد
مَقام تَنزل الأَملاك فيهِ / بِإِذن اللَه وَالأَنوار تَصعد
فَقُل طُوبى لِساكنه وَأرّخ / بِأَعلى الخُلد للعباس مرقد
ما حلت لي مَجالس لَست فيها
ما حلت لي مَجالس لَست فيها / كَيفَ تَحلو وَأَنتَ عَنها بَعيد
إِن دَعوني أَهل الغَريّ إِليهُم / قُلت يا قَوم لَيسَ فيكُم رَشيد
بجدّك هَزلا كانَ عَتبك أَم جدا
بجدّك هَزلا كانَ عَتبك أَم جدا / وَهَل سَيد مِن قَبلك استعطف العَبدا
معاذ الوَفا ما حلت عَن سنن الوَفا / وَلا خنت يا اِبن الطَيبين لَكُم عَهدا
وَلَكن زِمام السُوء فرق بَيننا / فَشتتنا شيباً وَشَتتنا مردا
وَما أبعدتني عَنك إِلا حَوادث / تمنت بها رُوحي عَن الجَسد البُعدا
عَلى أَنَّهُ ما زالَ بَيتك قَبلتي / إِذا لَم أَكُن فيهِ أَيممه قَصدا
وَألثم بالأَهداب أَعتابك الَّتي / سَحيق ثَراها يُبرء الأَعين الرمدا
كَأَني لِأَعلى جَنة الخُلد صاعد / أَباحَ بِها رُضوان بشرك لي خلدا
جَزاك الَّذي أَعطاكَ بِالعلم بَسطة / وَحيّاك مِن أَحيا بِكَ الجُود وَالمَجدا
أَفي كُل يَوم نعمة مِنكَ تُجتَلي / وَمكرمة تهدى وَعارفة تندى
وَخَير هداياك الحِسان ألوكة / بِها مِن يَتيم الدر أَحسنها تهدى
سُررت بِها قَلبي وَجليت ناظِري / وَحليت جيدي حينَ نَظمتها عقدا
كَأَنك مخف سر اِسكندر بِها / فَبَيني وَبَينَ الهَم قَد ضربت سَدا
تكرمت فَاغنم مني المَدح وَالثَنا / وَانعمت فَاِسمع مني الشُكر وَالحَمدا
أَساويك فيمَن لا يُساويك قَدره / إِذاً أناقد جاوَزت في جَهلي الحدا
أَلَست ابن بيت الوَحي مِن آل حامد / بكم بَيّن الباري لَنا الغي وَالرُشدا
بِجدك فاخر أو أَبيك وَإِن تَشا / بِنَفسك فاخر تَكفك الأَب وَالجدا
فَمن باقر العلم العُلوم لَك أَنتمت / مَواريث لَم يَسطع لَها أَحد جحدا
وَمِن أَسد اللَه العلا لك حَبوة / هِيَ المَجد لا سَيف عَنيت وَلا بَردا
أَسود حموا دين النَبي وَهَل يَد / تَمد لِدين كانَ حُراسه أَسدا
أَقرَّ إِله العَرش فيكَ عُيونَهُم / فَهُم بِكَ أَحياء وَإِن سَكَنوا اللحدا
فَعش واحي وَاسلم وَابق كَالديمة الَّتي / تَجود وَلا بَرقاً تَحس وَلا رَعدا
حَييت يا عَبد العَزيز مِن فَتى
حَييت يا عَبد العَزيز مِن فَتى / غَرب وَشَرق في حِماك لائذ
بِطوع حكمك البَرايا أرّخت / الأَمر يا عَبد العَزيز نافذ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025