القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحَمّد الهِلالي الكل
المجموع : 308
إلهي بصبر الصابرين على البلا
إلهي بصبر الصابرين على البلا / بمن لا لست استدركوا قولهم بلى
بأهل التلقي للقضا منك بالرضى / بدعوة مضطر دعاك لقبلا
بأخر مبعوث إلى الخلق رحمة / بأخذك ميثاق النبيين أولا
بذاتك ربي بالصفات التي بها / عرفت فلم تجحد وجودا فتجهلا
أغث بسحاب الجود ظمئان لم يجد / سواك له غوثا وغيثا ومنهلا
تعطف واطلق منك بالعفو قارفا / أسيرا باغلال الذنوب مكبلا
أذقني صفا شهد الشهود باكؤس / لأهل الوفا ساقي الوجود لها ملا
فإني بطنه مستجير وكيف لا / يجار دخيل بالنبي توسلا
عسى منك بالإحسان يا سيدي أرى / إلى أحسن الأحوال حالي محولا
وحسن يقيني بالكريم وفضله / يقيني إذا ذو العدل بالبطيش عجلا
أنا عند ظن العبد بي أنا قائل / وحاشا وكلا إن يكون تقولا
أعوذ بك اللهم من أن يسومني / قنوط وياس يلقياني في القلا
أيقنط من ناديتهم يا عبادي الذي / ن أنابوا بعد أن أسرفوا على
ولا سيما باسم النبي محمد / تسميت إني أن أهان واهملا
دراك دراك النجدة النجدة الوفا / لعصا بأوحال الذنوب توحلا
لك الحجة العليا على عقوبة / ومغفرة إن شئت أن تتفضلا
نعم أنت في الإطلاق من لا يخاف من / مقامك ربي لا أمان له ولا
على خطر من مكرك الخلق كلهم / فمكرك من يا منه كان منكلا
ولكن لي البشرى بما قد كتبتها / على نفسك اللهم فيما تنزلا
وحسبي أرجائي بالتجاءي لأحمد / أجل نبي بالهدى جاء مرسلا
محمد المحمود مفتاحك الذي / فتحت به ما كان في الغيب مقفلا
محل تجلى اللَه أعظم مهبط / عليه لقد أهبطت وحيا مجبرلا
فبي عرفوني جملة عن محمد / بها فصح العد المطابق جملا
حبيبك أبهى ما اصطفيت من الورى / خليلا وأزهى ما خلقت مكملا
لقد كان قبل الكاف والنون نوره / بعلمك محمود المقام مبجلا
حقيقته عن دركها هوت النهى / وأين النهى ممن على كنهها علا
عن المدح قد جلت مجالي جماله / وإن بالثنى المثنى عليه توغلا
وأصدق ما عندي سوى اللَه لم يحط / بأحمد مدحا مجملا ومفصلا
سراج منير شاهد ومبشر / وداع إلى أهدى صراط وأعدلا
تسامى وفي مرآة ليس كمثله / ترآى مثالا في ذرى الحق أمثلا
فلولاه ما كان السجود لآدم / ولا دارت الأفلاك قدما ولا ولا
فياعلة الإيجاد حكما وحكمة / ويا مبدأ للكائنات وموئلا
ويا مدد النواب عنك نبوة / فكل غدا من فيض فضلك جدولا
ويا بشراً يوحى إليه إلهكم / إله إلى توحيده الرسل أرسلا
ويا أيها المعنى لإبداع صنع كن / ويا كلمات اللَه إذ لا مبدلا
ويا عروة وثقى فمستمسك به / على قدم الأقدام لن يتزلزلا
بمدثر مزمل قد دعيت قم / وانذر تكن في عز نصر مسربلا
لجاهك عند اللَه وجهي موجه / لأني عليه قد جعلت المعولا
فغفرا أبا الزهراء غفرا لمذنب / ترامى على الأعتاب ذلا وقبلا
لأنك ذو القلب الرؤف الرحيم يا / عطوفا على عان عليك تململا
أجل أنت باب اللَه فالداخلون من / سواك لقد ضلوا سبيلا ومعدلا
كفى بك يا كفوا لكل صنيعة / كفيلا بانقاذ العصاة تكفلا
هنيئاً لقلب فيه حبك ساكن / وبشرى لوجه نحو جاهك اقبلا
عليك صلاة اللَه يا هاديا به / إليه به يا واصلا يا موصلا
صلاة اتصال بالسلام عليك من / سلام لك اختار الصلاة واجزلا
صلاة توفي آل بيتك حقهم / بأوفر رضوان وأوفى وأفضلا
وصحبك من بالحق للاهتدا غدوا / نجوم سموات السعادة والعلا
وأزكى تحيات مدى الدهر مادعا / لسان برحمان رحيم وبسملا
وما بسماء أو بأرض مسبح / لقد سبح الله العظيم وهللا
وما عبد المعبود عبد وما تلا / وجوّد في القرآن تال ورتلا
وما راح يدعو ابن الهلال محمد / إلهي بصبر الصابرين على البلا
من رصع الشمس في شهب من الدرر
من رصع الشمس في شهب من الدرر / وأطلع البدر قي ليل من الشعر
شمس على فلك الحسن البديع جرت / لمستقر لها في هالة القمر
حيث الرياض ونور النور يسفر عن / برج من الزهر في مرج من الزهر
وحامل الكاس بدر فوق غصن نقا / بالنجم يسعى إلى الندمان في السحر
ساق يسوق لنا المشروب بصحبه ال / مشموم من شامة في خده العطر
يصب من أحمر الياقوت سائلة / في جامد أبيض من فضة نضر
بميم ثغر حوى عين الرحيق لذا / طابت عليه حياة الشارب الخضر
راح وروح وريحان يطوف بها / أحوى سبي الحور والولدان بالحور
قديمة حدثتنا عن الست فما / لمبتدا عصرها في الدهر من خبر
كريمة أكرم الإشراف خاطبها / من كرمها راغبا في أكرم الشجر
عذراء صهباء تجلى في الكؤس على / منصة الحان بين الناي والوتر
بكر تزف على الأسماع أكؤسها / بكل معنى فصيح اللفظ مبتكر
أنست منها على طور الكلام سنا / نار لغير كليم الوجد لم ننر
فجئتها خالع النعلين مقتبسا / نورا تقدس عن نار وعن شرر
لذا تراني من الأفراح في فلك / قظبا عليه سوى الأقداح لم تدر
ومجلس الأنس بالندمان منعقد / فيه السقاة سلاطين على السرر
والدر من حبب يطفو على ذهب / كالنار في لهب والماء في خصر
رقيقة الذمام العقل مالكة / رقت فدقت عن الافهام والفكر
لا زلت أشربها نقلا وتشربني / عقلا إلى أن شكاني الكاس للجرر
لم أنسها راحة من كف أنسة / قامت إلى القوم تهدي نشأة السكر
فريدة قد سمت عن ان تسام وهل / من السماء يسام البدر بالبدر
مليكة صدرها تصبوا الملوك إلى / مافيه من بارز في البرد مستتر
خود تقاصر عن أوصافها كلمي / فطال في خصرها الممشوق مختصري
ناديتها وهي تثني غصن قامتها / على يا قدها بالعدل لا تجر
تشدو وقد برق الإبريق في يدها / يا ساهر البرق ايقظ راقد السمر
أي والضحى من محياها الصبيح وبا / لمصباح من خدها الموقود بالخفر
ما كوكب الصبح إلا فوق جبهتها / من غرة تحت جنح الليل من طرر
علقتها من ظباء البيد غانية / وفي البداوة حسن ليس في الحضر
والحسن يظهر في بيتين رونقه / بيت من الشعر أو بيت من الشعر
والمدح معتبر بالمستحق له / على الجميل وإلا غير معتبر
هذا الفخار فيا بشرى لذي أدب / بمدح ابناء باز الله مفتخر
باز إذا بجناح منه أنجدني / فالطير تعجب مني كيف لم أطر
بألف فرخ إذا ما سمت بيضنه / إذ منه تقويم فرخ غير منحصر
للفرع من أصله الأسرار سارية / شبل الكماة كمي وابن السرة سري
يا صاح بادر حماة الشام خير حمى / صفوا بلا كدر أمنا بلا حذر
فثم أقمار جيلان الذين بهم / بين الورى شرف الأمصار والعصر
بحر لمغترف زهر لمتقطف / عذر لمعترف جبر لمنكسر
فإن نحاسا احالتك النحوس فلذ / بكيميا كنز اكسير من النظر
حيث القصور التي حاشا تطاولها / قصور قيصر عنها اليوم في قصر
منازل لمصابيح مطالعها / تزهو بأنوار أوج الأوجه الغرر
أعاذ مجدك عبد اللَه خالقه / من أعين الشهب لا من أعين البشر
بدر لهالته شمس العلاء أتت / كما أتي ربه موسى على قدر
هذا زفاف هلال الشعر أرخه / يمنا بإدراك شمس السعد للقمر
به الهني لبني جيلان قاطبة / على بلوغ المنى واليمن والوطر
في ليلة أشرقت في الكون واشتهرت / حتى سرت مثلا في الكتب والسير
لصيتها في الورى صوت السرور دعا / إلى السماع وليس الخبر كالخبر
حيث المشاعل تجري كالشموس بها / والشمع من حولها شهب من الدرر
والطيب ضمخ أعطاف النسيم شذا / فعطر الجو والأقطار بالقطر
يا جيرة جدكم خير الجدود إذا / لم يستجر بكم الملهوف لم يجر
بمدحكم شرفي لكن على قدري / فالفكر في حير والباع في قصر
حسبي احتسابي عليكم في الأنام عسى / قبول عذر عسى منكم لمعتذر
بجدكم ثقتي طول الحياة ولي / بجاهه حسن ظن عند محتضري
عليه أزكى صلاة باتصال سلا / م من سلام بديع الصنع مقتدر
والألا والصحب من فازوا بصحبته / لاسيما الصادق الصديق مع عمر
لا زلت أجمح في الهوى وأسير
لا زلت أجمح في الهوى وأسير / طلق الاعنة والفؤاد أسير
وأبوح بالسر المصون وهكذا / حال المولع بالملاح شهير
وأعانق البانات وهي معاطف / وأقبل الكاسات وهي ثغور
وأجد في طلب النجوم وإنها / لعقود در في النحور تنير
وأحل نجدا والغوير عساهما / تحت الوشاح روادف وخصور
وتهابني بيض الظبا وأهابها / سودا بها تسطو الظباء الحور
من كل ساطعة المطالع وجهها / شمس النهار وفرعها الديجور
خود لها خد تراه جنة / في مهجتي منه لظى وسعير
عذراء لكن إن رآها عاذلي / خلع العذار وإنه معذور
امحذري منها وقد غلب الهوى / قل لي فما ذا ينفع التحذير
تسدى الملام وباب سمعي سده / إذ صده عن لومك المقدور
افك فكاك منغرام غريمه / وخصيمه حكم عليه يجور
يا طائرا يشجي القلوب حنينه / هل أنت بي وبما أكن خبير
بيني وبينك بالنواح علاقة / فمدامع مني ومنك هدير
لكن شاني غير شأنك إذ بدا / لك من عبارة عبرتي التعبير
لو كنت مثلك والجناح مساعدا / والألف ألف والعشير عشير
لفررت من قفص الغرام وإنما / هيهات مقصوص الجناح يطير
ما حيلتي وأنا الهلالي الذي / عنه تعامى الدهر وهو بصير
والطرف ممدود إلى أعلى العلا / والباع عن نيل المنى مقصور
سبحان من قسم الحظوظ فأول / هذا وذا وسط وذاك أخير
قسم حقابقها وباطن أمرها / حكم بحق لنا بها التحيير
وتحتم يجب السكوت له على / من عنده لكلامه تصوير
حتى متى يا دهر تخدعني وبي / تغري وأنت من السراب غدير
ظماء على ظماء أحب إلي من / مستعذب فيه يلوغ عقور
وأبيك لم يضع النفيس سدا إذا / ما ضاع بين ذويه منه عبير
تبا لدار مذلة حاشا على / عرصات عاصيها يقيم غيور
وربوع قوم ليس ينفق بينهم / إلا المنافق والصدوق يبور
من كل فدم كالرصاص ثقالة / فظ غليظ دابه التجحير
علج ولكن إن بدا متكلما / تحسبه عجل السامري يخور
قارون يدعى بالكنوز قرينه / والقلب كالشيطان منه فقير
دنيا ولا دين وتعريض ولا / عرض وكفران ولا تكفير
كبر عليه لأنه متكبر / وعلى القبيحة يحسن التكبير
إياك إياك اللئيم وماله / ولو أنه الإبريز والإكسير
واحذر تغرنك الذوات فربما / كانت أناسا والصفات حمير
خشب مسندة وأحسن ما يرى / عند النحاة لجمعهم تكسير
إن الخبيثة والخبيث كلاهما / لن يطهرا أو يطهر الخنزير
جثث تربت في الحرام وفي الربا / ولهم بطون منهما وظهور
لادر دري إن خطرت لهم على / بلد بها الوغد البليد خطير
ما أنت يا زمني وإن طال المدى / إلا ليال تنقضي وشهور
فلا صبرن عليك صبر مهذب / حر الشمائل والكريم صبور
ولا جسرن جسارة العاري وكم / بأطايب اللذات فاز جسور
يا لائما مثلي على حب الردى / إن المآل منية وقبور
إني يهاب الموت من ذاق النوى / وله حياة في الهوى ونشور
والمر في عز الجوار حلاوة / والحلو في ذل الجوار مرير
كفي نبالك يا ليالي إن لي / درعا إذا جار الزمان يجير
أنا لا أبالي اليوم إذ مالي على ال / دهر الخؤون سوى الأمين نصير
سعد الزمان بديعه وعصامه / فخر العلوم العالم النحرير
مصباح أشباه النظائر درها ال / مختار من إيضاحه التنوير
والمجتبي من ملتقى البحرين للا / سلام سيف الحجة المشهور
مغني اللبيب عن الشذور وحبذا / لفظ حلا من قطره التكرير
مغتي الورى ما إن له في أمة ال / ثقلين غير أبي السعود نظير
كشاف أسرار البيان وروحه / علم العلوم لوآها المنشور
روحي الفداء لنسبة جندية / واللَه حزب جنوده منصور
والسر للأبناء من آبائهم / يسري وأبناء الشموس بدور
راقت دمشق به وقرت بعدما / كادت تمد بأهلها وتمور
بلد تسامت بالأمين وإنها ال / بلد الأمين وللتجلي طور
إن الشئام كنانة وسهامها ال / علماء فليستيقظ المغرور
وكفى بتثبيت الفؤاد لها وقد / زلت وضلت أرجل وصدور
يوم استحال الحلم ظلما بيننا / فيها وساء الفعل والتدبير
ولكم حياة في القصاص وحكمة / يشفي القلوب دواءها المأثور
حتى إذا قام الأمين بها على / قدم الشريعة زانها التوقير
وانجاب غبن الغي عن عين العنا / ية وانجلى الداجي ولاح النور
بطل اباد المبطلين ببغيهم / وإذا استبان الحق زال الزور
شهدت له البلغاء لما جائهم / منه بشير بلاغة ونذير
والشمس لا تخفي مطالعها على / أحد وهل للصبح ثم كفور
للَه بيت سيادة تسعى له / زمر السراة وسعيهم مشكور
بيت وقاه اللَه مبني على ال / فتح المبين وبالتقى معمور
يا مفردا علما ومن منه على / جمع الجوامع عول الجمهور
أنت الذي منه الفروع زكية / وأصوله منها المنار منير
لو أن في الأقمار نور كماله / لم يعرها نقص ولا تغيير
أعنيهما ريحانتيك المنتمي / لك منهما روح شذاه عطير
لا زلت يا شمس المعالي قطب دا / ئرة على فلك السعود تدور
وليهنك العيد الذي لولاك لم / يكمل به للمسلمين سرور
عيد لاولنا وآخرنا به / فطر الهناء وللعدا تفطير
حباك بالبركات من رمضانه / لم لا وأنت بصومه مأجور
مولاي دعوة هاجر أوطانه / ظماء وهجران الحبيب هجير
بقصيدة قصدت حماك لأنه / سور فيا نعم الحما والسور
وافتك راجية قبول هلالها / كرما وذا شرف له وظهور
عذراء بكر ذات عقد زانها / بمديحك المنظوم والمنثور
فاعذر فديتك سيدي واسمح وجد / بالعفو عما أوجب التقصير
واسلم للإسلام دم يا ركنه ال / سامي وأنت بما تروم قرير
وصلاة ربي والسلام على الذي / بضياء طلعته انمحى الديجور
والآل والأصحاب ما شاد شدا / لا زلت أجمح في الهوى وأسير
لكم عن غير ذكراكم أصوم
لكم عن غير ذكراكم أصوم / وإن أنا استعن فبكم أقوم
سكرت بحبكم يا كل شيء / إلا فأنا المدام أنا النديم
أروح إلى الخلاعة باحتشام / فها أنا لا ألام ولا ألوم
واغدو والصباح له سيوف / بها ينقشع الليل البهيم
لاكرع من شراب الإنس كأسا / طهورا لم تدنسه هموم
عسى ولعل إن أجد اهتدائي / على نار لها يعشو الكليم
وانظر طور قلبي منه تفنى / وتندك المعالم والرسوم
واخلع نعل عقلي عند واد / به تطوى المدارك والفهوم
وأدنو من حبيب وهو قاص / وحول حمى منازله أحوم
ومن سمعي أراه بلن تراني / بعين رأسها قلب سليم
واسلك طائراً بجناح شيخ / طريقته الصراط المستقيم
أمام الشاذلية شمس فضل / مطالعه الحقائق والفهوم
أبو الحسن الذي لا زال غوث ال / مريد ينال منه ما يروم
أجل الواصلين إلى مقام / سوى ذي العرش ليس به عليم
سري مهدوي إذ إليه / من الهادي سرى السر العظيم
ومنه إلى خليفته علي / مجدد عصره المولى الوسيم
إلى بدر السعادة والمسمى / بأسعد سيدي الشهم الكريم
فذاك ابن النسيب أبو المعالي / أخو المحمود محتده الفخيم
بروحي منه حمزواي جد / همام دون همته النجوم
فتى من آل بيت قد حماه / وطهره من الرجس الرحيم
فياسر السراة أغث محبا / بغير عيال طه لا يهيم
أعد مولاي ما عود تنيه / فمثلك من عوائده تدوم
فهذا الصوم فالبشرى بشهر / به البركات والخبر العميم
فدم يا ابن الرسول لكل شهر / به قد أنزل الذكر القديم
وشهر الصوم شهر فيه أرخ / دعا داعي الثواب وإن تصوموا
بادر حمى القطب الرفاعي أحمدا
بادر حمى القطب الرفاعي أحمدا / وبشبلة الصياد كن مستنجدا
واشكر صنيع حفيده العلم الذي / بالعلم والعرفان أصبح مفردا
المبتني بيتا لذكر اللَه في / حلب غدا اصفا المناهل موردا
للَه زاوية زها تاريخها / مذ شادها كنز الكمال أبو الهدى
أيد اللهم سلطانا أنام
أيد اللهم سلطانا أنام / في أمان العدل أجفان الأنام
أنه عبد الحميد المجتبي / ظلك الماحي من الظلم الظلام
وأدم أحمد حمدي اصفا / ماضي الأمر إذا عز المرام
من به سورية الحسناء لا / برحت في سور حرز واعتصام
واجر واحفظ وابد دولة / عدلها عم بني سام وحام
ما لوالينا بتاريخ الهنا / حصل التبريك في ابرك عام
أصبحت سورية ضارعة
أصبحت سورية ضارعة / بالدعا والشكر للمولى القدير
ولسطان البرايا حيث لم / يقص عنها كوكب السعد المنير
الحسين الأحسن الفوزي الذي / باسمه السامي لنا اليمن الغزير
أسفت دار دمشق حينما / هم بالترحال عنها والمسير
كاد يغشاها دجا ليل النوى / من ثنائي ذلك البدر المنير
وعلى حزن عظيم أشرفت / لكن المولى لطيف وخبير
إذ دعاها للهنا الداعي وكم / من عسير بعده جاء يسير
ومنادي البسط ناداها وفي / وحي سلك البرق وافاها البشير
والهلالي منشد تاريخه / جل حسن الشام في أبقى المشير
سرى فأثار نار الشوق ريا
سرى فأثار نار الشوق ريا / نسيم هب من أطلال ريا
وأودى حين أدى جرح قلبي / رسائل تصحب المسك الزكيا
عجبت من العليل أتى يداوي / عليلا قد كواه البين كيا
وايا برقا أضا ومضى فأبقى / لرعد الوجد في قلبي دويا
بمحب الدمع مني حي عني / ربوع أحبتي حيا فحيا
وعرض بي لديهم على يوما / بسلك منك أن يوحو اليا
وأنت حمامة الوادي أبيني / اشدواً كان صوتك أم نعيا
تأني يا حمامة لا تئني / ففرط النوح لا يجدى الشجيا
ولكن أين نوحك من حنيني / إذا جن الدجى وسجى عليا
قفي نوف النوى ما يقتضيه / لأنك لم تري مثلي وفيا
عويلا واضطرابا وانتحابا / وجسما لابسا ضعفا قويا
وجفنا سائل ياقوت منه / طروسا تظهر السر الخفيا
أجل دمعي ابن مقلة فوق ورس ال / خدود يخط سطرا عند ميا
ليهن الشامتون بأن سقتني / صروف البين كأسا علقميا
عدمت العز والإقدام إن لم / أكن للذل في الدنيا أبيا
نفيس النفس لا يأتي خسيسا / وعالي القدر لا يرضى الدنيا
لألبس للمعالي درع صبر / واركب للندا فرسا جريا
ومهما الليل طل سهرت علما / بأن وراءه صبحا جليا
أيسلب يا أخي اليأس منا / ونحن أولو التوكل يا أخيا
عسى من رد يعقوباً بصيراً / يرد على حماة اليوسفيا
من الشهم الفتى من عن أبيه / روى الشرف الرفيع الأحمديا
فتى كانت حماة به عروسا / من الإقبال تلبس سندسيا
وكانت بلبلا مذ سار منها / غدت لفظا من المعنى خليا
تحول ذو اليد البيضاء عنها / لنابلس فيا بلقا هنيا
بروحي افتديه من أمير / سما اسمي أغر محمديا
أجل الأزكياء حجا ورايا / بديهيا وفكرا المعيا
وأوفى الأكرمين ندا وسيفا / لنصر الحلق عضا مشرفيا
تراه على محبيه عطوفا / وجباراً على الأعدا عصيا
روف ود لو كفل البرايا / وصير كل ذي فقر غنيا
كان الَه قال له جهارا / على أبناء آدم كن وصيا
لحا الله الفراق بأن رماني / بسهم قد شوى الأحشاء شيا
وقرب كل شوق من فؤادي / وأبعد سيدي عن ناظريا
أروح مسائلا عنه وأغدو / بعض عنده مما لديا
وإني من أناس ذا كريه / وحاشا أن يكون لنا نسيا
أيا من منتهى سكري بشكري / لفضلك لا بأقداح الحميا
ويا روحي وريحاني وراحي / ويا حلو الجنى يا جنتيا
وحقك ما ارتياحي غير أني / أرى منك الجناب الاريحيا
ومن لي لو إلى مراك أسعى / ومن ريح الصبا أعلو مطيا
وأنجو من أوام حماة أبغى / حما بنداك مخضلا نديا
لواء فيه ميلادي ومهدي / ومن كبري بلغت به عتيا
لوت بنزوحك الأيام عنه / وولى الحال منقلبا مضيا
متى يزهو بك استقبال حظي / ويرجع شيخ اقبالي صبيا
متى لعرائس الآمال نجلوا / وعقد الشمل نجعله حليا
أما وسعود أوقات وعيش / بظلك كان مرعيا مريا
ومجلاك المبين صفات ذات / حكت مالكا بإنسان تزيا
وأيديك التي كم طوقت من / رقاب طوق إحسان سنيا
وقسم بالذي أولاك حزما / هز بريا وعقلا هز بريا
لانت اليوم بعد اللَه حسبي / كفى بك كافلا مولىً وليا
أعاذك ربنا وبنيك ممن / يريد بشأنكم شيئا رديا
وزاد علاك مولاك احتراما / وأبقاك البقاء السرمديا
ودم لتداول الأيام عطرا / تهادي منك بكرتها العشيا
ولا برح الثناء عليك مني / يطيب وزن شعري والرويا
عليك شذا سلامي كل حين / يفوح ختامه مسكا زكيا
سرى إلى المسجد الأقصى وسار على
سرى إلى المسجد الأقصى وسار على / براق عزم سما بالهمة الكبرا
حتى تباعد عنا في معارجه / والشام شوقا له لم تستطع صبرا
أعني محمدنا الوالي وراشدنا / ذاك الوزير الذي فاق السهى قدرا
مذ أنعم اللَه للقدس الشريف به / أرخت أنعام سبحان الذي أسرا
أرجو في الهوى رد الحجى لي
أرجو في الهوى رد الحجى لي / وقد سلبته وبات الحجال
وهل صحو لصب اسكرته / عيون العين أعيان الجمال
وهيهات الهدى من مستهام / غوى بهوى الغواني والغوالي
صريع البيض من سود طعين / من الأعطاف بالسمر العوالي
بروحي القاصرات الطرف حور / يصدن الصيد في لحظ الغزال
نعم هن النعيم فياهنا من / جنى منهن جنات الوصال
عرائس في القصور محجبات / بعليين هاتيك العلالي
كواعب في ذوائبهن شمنا / شموسا مشرقات في ليالي
وفيهن التي شمس الضحى لم / تنل من حسنها أدنى مثال
وأقمار السماء تود نو أن / تكون لاخمصيها كالنعال
فتاة لحظها سحر وخمر / فما الملكان ما بنت الدوالي
مكالمة بشهب الدر خود / بجيد فجره بالزهر حالي
لأقسم بالنهار إذا تجلى / محياها المنزه عن مثال
لطلعتها السنية قبلة لم / يكن إلا لكعبتها اقتبالي
ترائت للهلال فراح يتلو / تبارك وجه ربك ذي الجلال
هي العنقاء بل أقصى فليست / تصاد ولا بإشراك الخيال
كعاب تخدع الرأى اغتراراً / كما يغتر ظمئان بآل
ممنعة تناظر عاشقيها / بفتنة ناظر صعب الجدال
تراهم خاضعين لها حيارى / وقد عرفو الدليل من الدلال
مليكة دولة الحسن الذي ما / لشمس سنا ضحاه من زوال
تملكت القلوب بعدل قد / يقد بجوره مهج الرجال
أسائل هل وشى عني نحولي / لها فتقول بل خصري وشالي
وحسبي من سوالي حين أشكو / إليها علم جفنيها بحالي
وليس كمثلها حسناء يعزى / إليها الحسن من عم وخال
ومثلي لم يكن شيخ تصابى / وهام بذات خلخال وخال
فقيه في الغرام أمام عشق / قرى ودرى الصحيح من المحال
أخو طرب أبو أدب خليع / حليف الصدق في جد المقال
بمدح بني رسول اللَه راجي / مصادفة العناية في المئال
ضعيف ماله عون سوى من / عليه بعد ذي العرش اتكالي
ومن هو جل مقصودي إذا ما / تلا بيت القصيد لسان تالي
ومن بمحمد لما تسمى / سما بمحمديات الخصال
من الغر السراة بني علي / مصابيح السيادة والمعالي
أخو خلق أبر الخلق وعداً / كما هو بالوعيد أبو المطال
فتى لم يمض حسن القول إلا / واتبعه بإحسان الفعال
هو ابن السيد الغازي ابن محى / من الدين الدوارس والبوالي
ذووا الشرف الأول سيماهم في ال / وجوه من الجمال له مجالي
أمير من أمير من أمير / مطاع الأمر ماضي الارتجالي
عزيز الجار عن صون ولوع / ببذل الخير من جاه ومال
أجل بني الزمان ولا غلو / وجوهرة الأوان ولا تعالي
همام كيف لا تعنو إليه / صناديد الأسود من الدحال
وعبد القادر الغازي أبوه / مذيق بني العا صرف النكال
فسل عنه الجزائر فهي أدرى / بذاك السيد المولى الموالي
غداة على الشياطين اشمعلت / ملائكة السماء مع الرجال
وقد فتكت بأهل الشرك قوم / كما الاساد تفتك بالسخال
رجال ليس تلهيهم ملاهي ال / دنا عن دينهم يوم القتال
أخف من الرياح ذا تجاروا / على الأعداء بالسحب الثقال
ليغشوهم وصوب غمامهم من / رصاص ظل يهمي بانهمال
وللبارود في البيداء برق / ورعد يقصف القلل العوال
وقايع لابن محي الدين اضحت / شواهدها تجل عن السؤال
به قل ما تشاء وبالغزاة ال / ذين رموا عداه بالوبال
ومن أضحى له هذا إماما / فليس بغير خالقه يبالي
أمام أم أمر اللَه سعياً / ومن معه على قدم امتثالي
أيا ذرية الزهراء يا آ / ل بيت محمد يا خير آل
بدور الكون أنتم في البرايا / أسود اللَه فرسان المجال
سكنتم جلقا فزهت وباهت / بعقد منه جيد الدهر حالي
بلاد أشرقت منها وضائت / ببيض وجوهكم سود الليالي
وكم طابت مزاجا حيث كنتم / لها الأسى من الداء العضال
حفظتم حرمة الإسلام فيها / كما في الملك تنحفظ اللالي
وأخمدتم لظى سفهائها إذ / بها اشتعل البلا أي اشتعال
فيا غرر الفضائل يا آمانا / جعلت بهم إلى اللَه ابتهالي
لأن جباهكم دلت وحاشا / لذياك الدليل من احتمال
بكم منكم لكم عنكم إليكم / روى الراوى أحاديث الكمال
ترى من ذا الذي يحصي ثناء / عليكم بعد مدحة ذي الجلال
إلا أني لمعترف بعجزي / عن استقصاء عدي للرمال
ولكني هلال مستمد / من الشمس الإنارة للهلال
وحصن زمامكم حسبي لأني / قد استمسكت منه في حبال
أودعكم وقد آن ارتحالي / إلى الأوطان شوقا للعيال
وداعا منه عيني في بحار / تعوم وفي لظاه القلب صالي
وبعد فمونسي عنكم مديحي / لطه جدكم بحر النوال
عليه صلاة ربي ثم ازكى / صلات سلام تسليم انصال
وآل سادة وصحابة من / بهم حسن اختتامي واكتمالي
رنم على كاس الهنا إذ لاغنا
رنم على كاس الهنا إذ لاغنا / لذوي الصبابة والهيام عن الغنا
وإلى مراح الروح والريحان رح / في جنة للمجتني منها الجنا
مع كل خل لابس خلع الوفا / بالعهد متخذ الخلاعة ديدنا
متغزل بلواحظ الغزلان لا / يعنيه الا بالحسان الاعتنا
بالحور والولدان مفتون له / في حضرة الإطلاق في الباقي الغنا
صب أرق من الصبا لا زال في / روح التصابي يستميل الأغصنا
لاسيما ومسامري ومساهري / رشأ له تعنو الأسود إذا رنا
ساق شمائله الشمول كأنما / لصفا حميانا محياه أنا
يسعى بلطف رشاقة متأود / والخصر من أردانه يشكو الضنا
ملك بأشرف صورة بشرية / للجن والإنس استبان فافتنا
خلق كان الله قد ناداه كن / من رقة ولطافة فتكونا
كتب الجمال على جلالة خده / سبحان من صنع الجمال واتقنا
ما مال بين البان جذع قوامه / إلا ليغزو من ضلوعي المنحنا
من لي به عربي لفظ معرب ال / حركات عن معنى لمن قد امعنا
بني الفؤاد على السكون بوصله / وعلى السكون محقق أصل ابنا
وحياته لم يثنني عن حبه / إلا علا ابن نبينا حسن الثنا
السيد ابن السيد الغازي الذي / عن جده ورث العلوم ومنعنا
شمس الحقيقة في سماء معارف / بالله أكمل من أشار وبينا
مولاي عبد القادر الثاني إذا / ناديتهُ يا غيثنا يا غوثنا
روحي الفداء لنسبة حسنية / ذو العرش انبتها نباتا احسنا
والفرع معتبر به حسن الأصو / ل لأنه منها وأن عنها وانثنى
ماذا أقول بآل بيت نوبة / بمديحهم نطق الكتاب وأعلنا
والله شرفهم وطهرهم بأن / قد اذهب الإرجاس عنهم والعنا
قوم يلذ بخاطري لي مدحهم / وأود أن لو كنت كلي السنا
أمراؤنا الامار بالمعروف والأ / حسان والناهون عن سوء الخنا
في الغرب كانوا للجزائر جيرة / بحماهم الإسلام كان محصنا
واليوم في الشرق ازدهرت بسنائهم / سورية فسمت وطابت مسكنا
من كل من بالمكرمات إذا اكتنى / يدعو أنا ابن جلا وطلاع الثنا
فيهم دمشق جنة الله التي / في الأرض فاخرت الممالك موطنا
بشرى لنا أهل الشئام بمعشر / بجوارهم فزنا بغايات المنا
ببني ابن محي الدين أقمار العلى / المبعدين المحل عنا ان دنا
والكافلين الجار بعد اللَه من / غدر الزمان به ومن جرر الدنا
والمقرنين ببرهم اعذارهم / والمقتنين الشكر أطيب مقتنا
والبازلين على النفيس نفوسهم / والصارفين عن الخسيس الأعينا
درر فرائد كلهم فصغيرهم / اللَه أكبر ما أجل واثمنا
شكرا لسلطان الورى لقيامه / بمقام حق بني بتول نبينا
حيث اجتنى منهم لأجمل رتبة / مولاي محي الدين وضاح السنا
مولى ولكن لم تزل تسمو به / شمس العلاء مكانة وتمكنا
يا فوز رتبة مير ميران بمن / بجمال سؤدده لها قد زينا
ليس الهناء له بهابل ارخوا / لسني رتبته به دام الهنا
ذرية الزهراء يا امناء يا / نعم المنادي باسمهم نعم المنا
أنتم كنوز الحسن والإحسان لا / زلتم لا بريز المحاسن معدنا
ما غيركم للنعمة الأدراح إذ / منكم ثمار الفضل حقا تجتني
لكم النباهة فالدواء بكم لمن / أودى به داء الخمول وأزمنا
إني لحسان الزمان بمدحكم / أنا غرسكم بين الأنام أنا أنا
عندي جوى شوق إليكم بعضه / يذر الفصيح أخا البلاغة الكنا
والاختصار به البلاغة فاقبلوا / عذري فهذا ما بوسعي امكنا
ومع الصلاة سلام مولانا على / من بالمعارج قد سرى حتى دنا
وعلى الكرام الآل والأصحاب ما / ختم الدعا داع واخر امنا
من لم يهم بهواك ليس بهائم
من لم يهم بهواك ليس بهائم / بل ذاك يدعى من أضل بهائم
يا مفردا وإذا تثنى زاحم ال / تكسير صحة جمع صبري السالم
حتى متى اشكو لجفنك علتي / شكوى الجريح إلى الحسام الصارم
ما بال قدك وهو أعدل عادل / يقضي علي بجور أظلم حاكم
طوعا لأمر صبابة أبداً بها / ازداد عصيانا لنهي اللائم
يا هاجري مع صحتي ومفارقي / لك مقلة منها السقام ملازمي
عز الدوا رحماك ها جلدي وهي / وسواك من للصب ارحم راحم
سبحان صائغ ثغرك المعسول من / درر تصان من العقيق بخاتم
ويراك غصنا والقلوب طوائر / أبداً تحوم عليه حوم حمائم
وجلا جبينك للهداية صبحه / من تحت ليل للضلالة فاحم
أفديك من قمر تود الشمس لو / كانت له تدعى بعبد خادم
ومليك حسن لم تزل عشاقه / من وصله أو مامهم بملاحم
متحجب بجلاله ذي شوكة / تحمي وتحرس ورد خد ناعم
أيقظ عيونك يا نصوحي إن لي / سمعا أصما عن كلام النائم
هيهات هيهات النجاة لمغرق / في بحر عشق بالجوى متلاطم
والحب أعذب ما يكون عذابه / وبه الشقا عين النعيم الدائم
أنا شيخ أهل العشق من عهد الصبا / حيث الهوى بي تم قبل تمائي
يا معشر العشاق موتوا تغنموا / بعفافكم موت المحب الكاتم
شهداء لا خوف عليكم لا ولا / يغشاكم آسف الحزين النادم
تبت يد اللاحي الخلي وتب ما / أغناه عن عذل الشجي الواجم
يلحي ولا يدري الهوى شتان ما / بين الجهول به وبين العالم
وعن الملاحة لا يميل كأنه / خصم الدمع الزمان مخاصمي
يا ويح دهر لا يزال محاربي / بسهامه ومصادمي ومقاومي
يجني علي وليس لي ذنب سوى / صوني لاعراضي وحفظ محارمي
دهر لاركان اللئام مشيد / ولما الكرام ينته أقوى هادم
يا ليت أمي لم تلدني بل ويا / ليت الحمام معاجلي ومراغمي
كي لا أرى سود الكلاب وجربها / قد انشبت أظفارها بضياغم
عباد دنيا ما لهم دين سوى / فرط الدناء لاكتساب دراهم
من كل رفع خافضيه وناصب / شرك الخيانة للأمانة جازم
طلب الندامنه ذا استجديته / طلب المعسل من شدوق أراقم
وأضعيه الفصحاء أرباب النهى / ما بين بهم أعارب وأعاجم
لاحر من السحر من شعري على / من ليس للسحر الحلال بعالم
وأنا الذي دون الأنام أضاعني / أدبي وأخرني وقص قوادمي
والدهر أرخص قيمتي فكأنني / مال جزيل في يمين الهاشمي
ذاك الأمير المقتفي أثر الأولى / ورثوا الشهامة حازما عن حازم
هو شبل عبد القادر الغازي وهل / يأتي من الضرغام غير ضراغم
فرع زكا اصلا وطاب مغارسا / ونما نماء في كروم مكارم
من آل بيت نبوة تطهيرهم / في الذكر جاء من القديم الدائم
قرشي جد حيدري سلالة / حسنية علوي مجد فاطمي
متسنم شرفا رفيعا واطئا / هام الثريا والسهى بمناسم
ذو همة دهرية وعزيمة / تقضي بإحكام القضاء الحاتم
وجبلة جبلت على حب الونفا / من محض احسان وصرف مراحم
روض شمائله الحسان وجوده / روح وريحان وجود غمائم
شيم فما الراح الشمول أذابها / غنى ورنم منشدي ومنادمي
يا صاحي دونك جنة الكرم التي / تنجي الفتى من نار فقر حاطم
وعليك بالبحر الذي كم مادك / لجنابه بحار شعر عائم
مستجديا من فيضه مستوثقا / في عروة ما إن لها من فاصم
مستمسكا منه بذيل طاهر / مستعصما بذرى حماه العاصم
حيث المرؤة والفتوة والندى / والغنم للسعاي لنيل مغاتم
حيث الهمام الهاشمي المنتمى / شرفا لزهراء النبي الهاشمي
السيد ابن السيد المول الولي / المفرد العلم الشهير العالم
أنعم به من منعم أعظم به / من منجد بطل ليوم عظائم
ليث وغيث سطوة وسماحة / بمجاله ونواله المتراكم
نقم على أعدائه نعم على / من جاءه بسليم قلب سالم
ما غيره الندب الغيور المرتجي / للمستضام بسوء جدب ضائم
حاشا الأوام يسوم سائم منهل / مستعذب منه مرام الرائم
مولاي ياسر السراة إجابة / لدعاء عبد تابع لك خادم
في جلق غلبت عليه حرفة / تركته نضوا لايباع لسائم
حسبي الرجاء معللا وكفى به / لجبار كسري مومياء مراهم
يا ابن الذي قد كان يستسقي الورى / منه به سح السحاب الناجم
حتى قضى ومضى وابقى بعده ال / ذكر الحميد إلى الزمان القادم
هذا يقيني إنني متعوض / عنه بوابل فضلك لتتراكم
لا زالت الأيام منك منيرة / بسناء أنس وابتهاج مواسم
وبقيت مدرع الوقار مقلدا / بجسام عز للحواسد حاسم
وختامها مسك الصلاة مشوبة / بشذا السلام على النبي الخاتم
والأل والأصحاب ما ريح الصبا / بين الربا جرت ذيول نسائم
أو ما دعاك ابن الهلال مرنما / من لم يهم بهواك ليس بهائم
كفى بالدمع عذراً عن جوابي
كفى بالدمع عذراً عن جوابي / لها إن لا تصبر والجرى بي
فتاة فتنة الملكين قامت / بجفنيها لسلبي واغتصابي
غرور لم يزل مضنى هواها / بها مستعذبا مر العذاب
تسالمني فاطمع ثم ادنو / فاظمأ وهي أخدع من سراب
وأبكي وهي تبسم عن ضريب / به حر احتراقي والتهاب
مولعة بصيد الصيد تسطو / بسود دونها بيض العضاب
تجادلني فلم أشعر لديها / طريق الغي من طرق الصواب
تراني جامداً وجبال وجدي / تمر كأدمعي مر السحاب
دلائلها على كل دلال / فما البرهان ما فصل الخطاب
وحجتها النهار إذا أزاحت / لنا عن وجهها ليل النقاب
مسائي الصبح ان سفرت وصبحي ال / مساء إذا توارت في الحجاب
بروحي طفلة خود وقور / يرنح عطفها مرح الشباب
رعاها الله من غيداء ترعى / حشاشات القلوب بلا ارتياب
وحيا حبها صوت الحيا با / نهمال وانهمار وانسكاب
ودام خصاب ذياك اللوى من / حمى سلمى وزينب والرباب
مغان عن جنان الخلد تغني / بمنظرها الشهي المستطاب
منازل من مطالعها شموس / تبرج في بروج من قباب
معاهد عهدتي لرضى صحابي / ومربى مأربي وقضى طلاب
ومأمن خيفتي كانت فمنت / بتبعيدي وضنت باقترابي
فيا ذات الخبا هل من تدان / ويا عهد الصبا هل من غياب
مضى وقضي البياض فعدت منه / أرى صفر اليدين بلا خضاب
زمان السلم كان فعاد حربا / فعاداني واقبل بالحراب
وأيام بها قد كنت أجني / ثمار اللهو من غصن التصابي
وساقي الكاس كان يعاطنيه / بجامد جامة الذهب المذاب
وبدر الحسن يسعى والحميا / ترصع شمسها شهب الحباب
ليال كاللألي فاستحالت / لتفريطي ترابا في تراب
حداة كالحمام البيض أضحت / غرابا في غراب في غراب
ألا يا صاحبي أما وفي / يساعد ذا اكتئاب وانتخاب
قفا بي نبك من ذكرى حبيب / إلا يا صاحبي ألا قفا بي
وسيرا واشكوا بثي وحزني / إلى سامي الذرى الشهم الشهابي
إلى مولى بروحي افتديه / وجيه الوجه مرجو الجناب
سليم القلب من لوم ولؤم / حليم دأبه حسن التغابي
تبارك من كساه ثياب عز / وثوب العز من أبهى الثياب
وزين خلقه بحلى كمال / على الخلق العظيم المستطاب
شهابي شمائله نسيم ال / صبا ووقاره شم الهضاب
همام دون همته الثريا / إذا دنت الركاب من الركاب
هزبر كفه والسيف فيه / غمام صب صاعقة العذاب
نخال حصانه حصنا مشيدا / ولكن بالحديد لدى الضراب
سري من سراة انجبتهم / غيوث مكارم وليوث غاب
من الغر الصباح بني شهاب / أولي الأنساب من خير الشعاب
فروع قد زكوا ونموا أصولا / إلى مخزوم في أعلى انتساب
فهم من كل راق في المعالي / ومنتخب لها أي انتخاب
وشمس في سماء الفضل ما إن / لطلعته المنيرة من غياب
أعد نظراً بهم مدحا وورداً / على من ضل عن نهج الصواب
وسل عن شأنهم أهل المعاني / وأرباب اللبابة واللباب
لقد وضح الصباح ولاح لكن / لذي عينين أبصر من عقاب
أذل اللَه ابتر شانهم عن / نواظر حشوها عين الخراب
ولكن ليس من حرج عليه / كما قد جاء في نص الكتاب
وأقمار المعالي لم يشنها / وليس يضرها نبح الكلاب
فيا روحي وريحاني وراحي / من الدنيا وزخري واكتسابي
الستم من قريش خير بيت / وارفع منزل وأجل باب
أما أنتم فروع من أصول / أولي النسب الشريف بني شهاب
رياض الفضل أنتم في البرايا / وأرواح المكارم والخصاب
وبلبل ذلك الأدواح مني / طروب ذو هيام واضطراب
أروح بطيب مدحيكم وأغدوا / حميما للحمائم في الروابي
واستغني إذا غنى المغني / به عن صرف أقداح الشراب
بكم طب الورى حتى عداكم / كذي كلب يداوي بالسداب
وبعد البعد لولا الوعد كانت / حياتي غاية العجب العجاب
أبيت وبالرجا تعليل نفسي / وليس سوى عسى ولعل دأبي
فآها ثم آهاً ثم آها / على تلك المناهل والرحاب
تركت ربوعكم وأتيت ربعي / فوا شوقاه وأطول اغترابي
وواندماه حيث اعنضت منه / عن السحب الهوامع بالضباب
أعاتب ما أعاتب من ملام / وليس على سوى حظي عتابي
وحسبي يا شهابيون حسبي / على إحسانكم حسن احتسابي
ويا سحبا بهم كم راح عاف / غريقا في خضم ندى عباب
فلا زالت سيوفكم المواضي / على الأعداء تغمد في الرقاب
ولا برحت صباح وجوهكم في / وجيه الجاه والشأن المهاب
ودمتم في صفا الأيام مادا / مت الدنيا إلى يوم الحساب
وتلك قصيدة قصدت حماكم / ترى بقبولها حسن الثواب
لقد شرفت بمدحيكم فطابت / ختاما بالدعاء المستجاب
أسفر البدر عن صباح السرور
أسفر البدر عن صباح السرور / من مجالي سنا جمال النور
ومنادي الهنا ينادي هلموا / للوفا يا ذوي الصفا والحبور
وأجيبوا على سماع الأغاني / داعي اللهو بين مرد وحور
بين قوم على الدنان عكوف / قد سقاهم ساقي الشراب الطهور
يا مليك الملاح يا أعدل الأ / غصان قدا ويا أجل أمير
جر على القوم بالشراب إلى أن / يشتكي الكأس للعفو الغفور
خمرة عن الست تروى حديثا / إنها كانت قبل دور الدهور
من ثريا عنقودها عصرت شم / سا أضأت بها جميع العصور
هاتها من خلاصة الروح راحا / لطفت فاختفت بمحض الظهور
قرقف لو عادت وحيت وفاة / لأعادت حياة من في القبور
عاطنيها فهذه حضرة الإط / لاق قد آذنت بكشف الستور
عاطنيها حتى بها اتلاشى / حيث لا أدري غيبتي من حضوري
عاطنيها بين الرياحين من ور / د خدود وأقحوان ثغور
ومغنذٍ برقة الشدو يغني / عن صرير السنطير والطنبور
في رياض أريضة ومروج / كبروج تزهو بزهر الزهور
سيما والغصون من فوقها قد / رن صوت الهزار والشحرور
ونديمي على المدام غزال / سلب الأسد طرفه بالفتور
ذو جبين إذا دجا الليل أغنا / ك سناه عن السراج المنير
ومحيا يريك وقت الضحى كي / ف ازدهار البدور في الديجور
قسما بالعقيق من شفتيه / ويشفاف جيده البلور
وبمسدول شعره المتدلي / فوق مياس قده الخيزور
وبجنات حسن وجنته المو / قود منها قلبي بنار السعير
ما لمجلا الجمال رب سواه / مثل مالي في حبه من نظير
يا له من مليك حسن عظيم / قد سما منه فوق ابهى سرير
بأبي منه بدر تم لقد بأ / ن على قد غصن بان نضير
علم مفرد إذا ما تثنى / زاد في تعريفي له تنكيري
بالبهاء اشتهاره كاشتهار / ابن المعالي محمد بالنورى
شبل باز الله الذي قال هذا / قدمي بالمقام فوق النحور
الحسيب النسيب والمجتبى من / خير بيت بآله معمور
آل بيت النبي من أخبر الفر / قان عنهم بآية التطهير
كلهم أوصياء نجب كرام / وهم اللب والسوى كالقشور
حبذا نسبة إلى الباز كيلا / نية صفوة البشير النذير
فانتجع صاح من حماة حماهم / خاطب الفوز طالب الدستور
مستظلا بظلهم مستمدا / مدد الفضل من فيوض بحور
ثم أرباب جيرة عودوا ما / عودوا عند صرخة المستجير
همم دونها السهى في المهما / ت سريعات الجد والتشمير
لو تراهم وهم على الصافنات ال / جرد مثل البزاة فوق الصقور
حيدريون مهدوبون من كل / فتى حازم بعزم الأمور
مبصر عن صفاء مراة فكر / نقش الغيب فيه نقش السطور
قبل أن يسألوه يولي كان الل / ه أولاه علم ما في الصدور
يا أبا الصادق الصدوق ويابن ال / قطب باز اللَه الولي الشهير
بترقيك من مقام إلى أعلا / مقام على ممر الشهور
وبمجلاك في جلال جمال / زانه منك وجه جاه كبير
وبمأثور ارثك العلم عن جد / ك عن ربك العليم الخبير
وبألفاظك التي ما سواها / الدر من منظوم ومن منثور
جد لداع دعاك يا ابن رسول الل / ه من ناظريك بالاكسير
ما أياس الزمان الاك ان الش / كل أمر من الأمور ضروري
يا نقيب الأشراف منك سناهم / إذ من الشمس ضوء نور البدور
أنت من معجزات من أنت منه / إذ بك الاهتدا وكبت الكفور
فهنيئا لمجلس أنت فيه / مطلب الشورى منهج التدبير
لحماة انشئام أوفي فخار / بك يا نوري النجار المثير
أنت سيف ومنك جرد سيفا / خالق الخلق محسن التصوير
فرخ باز في مهده هم أن يص / طاد نسر السماء دون النسور
قد تسمى محمدا خير مولو / د أمين لوالد مبرور
ما حكاه سوى أخيه المفدى / بمعاني جماله المأثور
بهما لازلت المهنأ قرير / العين ذا نعمة وقلب شكور
وأبق حتى تراهما خير جد / ين خديني سعادة ووفور
وبرب السما أعيذهما من / حسد الثاني الحسود الشرير
وصلاتي مع السلام على سر ال / وجود الشفيع يوم النشور
وعلى آله الكرام وصحب / نصروه واللَه خير نصير
ما الهلالي محمد قال أرخ / أسفر البدر عن صباح السرور
كوكب البشر برشد الحق بان
كوكب البشر برشد الحق بان / حيث داعي الأمن نادي بالبهتان
ونواحي الشام بالتعطير قد / عمها الإقبال في خير زمان
ربوة بالحسن والبسط ذهت / إذ لها طيبا أوان العيش آن
وبه للأمر أجرى ذو الوزا / رة داعى العدل في أبهى قران
الوزير العادل الواقي الذي / اتحف الشام حلا نور الأمان
در أسلاك المعالي المرتقى / رتبا للعدل في أرقى مكان
بارع الهمة بدر مفرد / ما له في فلك العرفان ثان
منن عمت وباليمين نمت / نسمت بالنصر والعز المصان
قم يا نديم فهذه الصهباء
قم يا نديم فهذه الصهباء / قد بكرت حاناتها الندماء
وانهض بنا نخطب عروسا ما لها / غير الملوك ذوي الصفا اكفاء
وأزل بها ضراء صحوي حيث ما / لي في سوى سكري بها سراء
راح إذا مزجت يروح مركبا / منها لا دواء الهموم دواء
ياقوتة في جوهر من فوقها / حبب لألئه لها لاءلاء
ما الكيمياء سوى المعتقة التي / قد أحكمت إكسيرها الحكماء
شمس على الأقمار بات يديرها / بدر له فلك البهاء سماء
مشمولة من كف أغيد وجهه / شمس النهار وشعره الظلماء
ساق عن الجنات تغني المجتني / من وجنتيه الروضة الغناء
يسقيكها والنقل من شفتيه وال / مصباح منه غرة غراء
للَه رب ملاحة أبدا على / عرش الجمال لذاته استيلاء
وأمير حضرة رقة وخلاعة / تسعى لطاعة أمره الأدباء
متناقض الأوصاف مجتمع به / لهب على ورد الخدود وماء
ريم فما البيض الحداد إذا رنا / وإذا انثنى ما الصعدة السمراء
يسطو على أسد الشرى فيصيدها / بلواحظ هي والقضاء سواء
لا تنكروا منه ابتساما كلما / غلبت علي صبابة وبكاء
برق ثناياه وبين جوانحي / رعد وعيني مزنة وطفاء
ملك الحسان كأنما من فرعه / للنصر منشور عليه لواء
حاشاه من جور وعند قوامه / عن عدل سلطان الورى أنباء
مر العباد الصالحين الوارثين / الأرض علما أنهم أمناء
هم آل عثمان الذين بهم أتى / رمز الكتاب وقرر العلماء
من كل سلطان يجل مقامه / عن أن يقال محله الجوزاء
ومتوج بعظيم تاج مهابة / وجلالة تعنو لها العظماء
ربي أدم واحرس وأيد ملكه / ما دامت الغبراء والخضراء
ذاك المضاف إلى الحميد عبادة / إذ بالمسمى تحمد الأسماء
مدد الإله وظله في أرضه / ووليه وأمينه المعطاء
وعلى خليقته خليفته الذي / آباؤه من قبله الخلفاء
وأمير كل المؤمنين أمامهم / نعم الإمام وهكذا الأمراء
ملك ملائكة السماء تود لو / كانوا لخدمته هم الوزراء
وصف السعيد الآصفي وزيره / صدر العدالة عينها النجلاء
أعظم به صدرا وجيها قلبه / لصفا المراحم والعفاف أناء
مجلا سماء معارف أفكاره / شهب ثواقب والذكاء ذكاء
ما بين لا منه وقولته نعم / تجري الأمور بما القضا يشاء
بشرى لقوم بالسعدي مطالعا / حازوا الملاذ لأنهم سعداء
إذ من عنايته غدت سيواس في / حقي يحق لأهلها السراء
شكراً على شكر بان قد أحرزت / شرفا به تتشرف الشرفاء
ولها الهناء ببدر حق اشرقت / منه على بلدانها الأضواء
نعم الولاية حيث واليها الذي / قدمت لها بقدومه النعماء
وآل ولاة الأمر تعرف أنه / حقي حكم لم يشبه هراء
في الكون قد شاعت مأثره سنا / إذ ما على شمس النهار خفاء
حتى أقرت حاسدوه بفضله / والفضل ما شهدت به الأعداء
غصن نما في دوحة العدل التي / لا تستميل غصونها الأهواء
عف المآزر لا يدنسه هوى / نفس أغرله الحياء رداء
ماك الرقاب مكارما ومراحماً / إذ هكذا الكرماء والرحماء
فاق الشمول لطافة بشمائل / يحلو بها الأنشاد والأنشاء
شهم حماه جنة وسعادة / لكن على الطاغي لظى وشقاء
في قلبه التقوى علتها رأفة / وجراة وسماحة ووفاء
سيواس لا برحت به مغبوطة / تبدو عليها بهجة وبهاء
من للشئام به ليعلو الحق في / سورية وتعمها النعماء
روحي الفداء لذلك الباشا الذي / ما إن له إلا النفوس فداء
ورث النجابة والسيادة كابراً / عن كابر أباؤه كبراء
وجنى المحامد والفخار ففضله / والمجد فيه وراثة وشراء
شبل التقي الصالح المبرور وال / آباء من أسرارها الأبناء
هو ذلك الباشا علي الشأن من / سبقت له الألاء والنعماء
أنعم به سلفاتي من بعده / خلف أماجد كلهم نجباء
والميت حي لم يمت ما دام في ال / دنيا عليه ترحم الأحياء
يا حبذا الآثار حسن ماثر / لم تغن والذكر الجميل بقاءُ
مولاي يا والي أجل ولاية / بك جادها من جودها الأنداء
ما أنت إلا الحق ضدك مبطل / وبضدها تتميز الأشياء
لا زلت شمسا في سماء معارف / متشرفون بمدحك الفصحاء
كفو لكل بديعة عربية / خود إليك تزفها الشعراء
واسلم ودم اغنى الورى قلبا له / تدعو بطول بقائك الفقراء
يا منحة من المليك بها على / سيواس كي تحيا بها الأملاء
بلد لها تشدو التهاني أرخوا / قامت بمنحة حقها العلياء
دعيه هائما في كل وادي
دعيه هائما في كل وادي / طليق الدمع مأسور الفؤاد
أنا صحبتي رويدك لست ممن / أحب فغشه نصح الأعادي
لاجمح في ميادين التصابي / وأعدو في الهوى مع كل عادي
وأنشد في النوى ركبا دعاه / إلى نادي الحجاز حنين حادي
واستهدي وشمس الراح تجري / إلى أقمارها والليل هادي
واترك بلبل الأدواح مثلي / يرقص شدوه صم الجماد
لتصبح بي حماة الشام تحكي / عروسا تنجلي بين البلاد
إلا يا سعد خبرني وساعد / أخا قلب شقي هوى سعاد
ويا برق الحما رفقا بصب / روت عن صب مدمعه الغوادي
غريق الطرف والأحشا حريق / فها أنا مغرق ظمان صادي
بروحي فائق القمرين حسنا / بصبح جبينه والفرق بادي
غزال مارنا إلا أرانا ال / أسود الصيد صرعى في البوادي
وناعمة المعاطف والحواشي / ولكن دونها خرط القتاد
مهاة يا رعاها اللَه ترعى / فؤادي وهي منه في مهاد
تسائلني ودمعي سائل ما / جرى وهي العليمة ما مرادي
وأشكوها الغرام وما سواها / غريم ثم صعب الانقياد
ضللت بها على علم ومالي / سوى مولاي شمس الفضل هادي
منير ضاء في الأقطار حتى / سما شرفا على السبع الشداد
هو البدر الذي في الكون اضحت / نهايات الكمال له مبادي
بعبد القادر المولى تسمى / وللأسماء سر في العباد
هزبر من مخالبه المواضي / إذا علت الأسود على الجياد
فسل عنه الجزائر صاح لما / افاد ثغورها حسن السداد
وصف منه النهار إذا تجلى / وليل النقع داج بالجلاد
تقلد من عزيز النصر سيفا / له ذلت رقاب ذوي العنادي
وقام مجاهدا للَه حقا / يحض القاعدين على الجهاد
به الشام الريفة قد تباهت / وأضحت شامة بين البلاد
سري قد تولد من سراة / وهل يلد الجواد سوى جواد
سليل الأوصياء ذوي المعالي / حماة الدين والبيض الحداد
رياحين شذ الزهراء منهم / ذكا معطاره في كا نادي
فهم من كل وضاح المحيا / ضيانور النبوة منه بادي
همام فوق ادهمه تراه / سراجا ضاء في سرج الجواد
غمام غير أن له إياد / فقل ما شئت في تلك الأيادي
وخلق زانه خلق بني في / قلوب الخلق أوتاد الوداد
صفات أشرقت بسماء ذات / كواكبها عوائدها العوادي
حسام راحة الحق انتضته / لقطع عرى فراعنة الفساد
مهاب لا يهاب الدهر حكما / تداني أو تنائى في التمادي
فكم من مدلهمات جلاها / برأي قادح واري الزناد
وكم أحيا دروسا دارسات / ورد إلى الهداية ذا ارتداد
بمنطقه القضايا المشكلات / استوت بعد انعكاس واضطراد
وكم داوي كليما في كلام / به من كل معنى مستفاد
وكم للّه من يمناه يسر / أتى من بعد عسر للعباد
وجرد في سبيل اللَه عزما / فقاريا أبي الأنغماد
واطلع كوكبا في موكب قد / توقد بالأسنة والحداد
وسار إلى اغتنام الأجر سعيا / على أقدام أقدام اجتهاد
وافئدة الأعادي باضطرام / وأنفاس الحواسد بانخماد
إذا هبت عواصفه عليهم / ترى فعل العقيم بقوم عاد
أيا مولاي دونك بنت فكر / بمدحك زانها حسن التهادي
هدية شاعر لولاك أضحى / رخيص الشعر في سوق الكساد
فصيح يترك الأتراك عربا / بلفظ معجز الفصحاء ضادي
على مقدار مهديها وإلا / فصيد النجم أقرب من مرادي
ولكن شأنك الأغضاء عمن / إلى دارين سافر بالزند
وحسن الظن واسطة ارتني / عليك كما على اللَه اعتمادي
ومدحي آل طه واشتغالي / بحبيهم عتادي واعتقادي
ومن روحي على روحي صلاة / سلام ختامها بالمسك نادي
وآل ثم اصحاب كرام / مصابيح الهداية والرشاد
ما الحسن في وادي حماه متمم
ما الحسن في وادي حماه متمم / إلا وفيه اليوسفي الأفخم
متصرف فيما يشاء إذا قضى / أمرا فذاك الأمر حكم محكم
يامن حماة الشام لا برحت به / أبهى عروس عن جمالك تبسم
لا كان يوم أنت فيه غائب / عنا وغيثك مقلع لا يسجم
بصر جمالك قد خلا منه عمي / صبح بلا مجلاك ليل مضلم
فارقتنا ارقتنا حتى إذا / جاء البشير صفا وطاب المغنم
فالحمد للَه الذي بك عنمنا / أنعامه فهو الولي المنعم
أنت النعيم على المحب وجنة / أبداً عدوك في لظاها يضرم
أهلا بمن بلقاه واصلنا الهنا / وجبال شهر صيامنا تتصرم
ما العيد بالإفطار بل تاريخه / بمأبك العيد الجلي الأعظم
شكر السعي اليوسفي محمد
شكر السعي اليوسفي محمد / أجلى وأعلى من إلى المجد أنتما
خلق على الخلق العظيم بهمة / فوق السماك ترى المقام الأعظما
عنا جزاه اللَه من متصرف / خير الجزاء بما أجاد واحكما
وأثابه الرحمن ما هو أهله / وعلى بنيه به أدام الأنعما
باليمن والإقبال جدد ارخوا / للناس سوقا قد تشيد في حما
من بورد الرياض خدك شبه
من بورد الرياض خدك شبه / وهو جمر هواك في القلب شبه
بل ومن ذا الذي أباحك أن تس / لب منا ما حرم اللَه سلبه
يا غزالا غزا القلوب بطرف / جرد السحر منه للفتك عضبه
قدك السمهري ما ماس إلا / راح مستخدما من البان قضبه
مالكي مالكي بعدل قوام / سير الجور في رعاياك دابه
جد بوصل لمغرم فيك قد وا / صل أشجانه وقاطع صحبه
وتعطف على محب هواه / في قليب الهوان قلب قلبه
وخف اللَه لا عدمتك واغنم / بأساراك أجر من خاف ربه
يا خلاي من لصب غدا مس / تسهلا من هول الصبابة صعبه
ألف الذل بعد عز وأضحى / بين أهليه ذا انفراد وغربه
وعصى نصح ناصحيه ولبى / طائعا عندما دعا الحب إليه
آمري بالسلو هيهات يصغى / من قضى منه لاعج الشوق نحبه
لا ومحيي العظام وهي رفاة / وحياة النبي ساكن طيبه
لست أسلو الهوى ولو بهجيرا ال / هجر بعد الوفا سلتني الأحبه
هم مرامي بهم هيامي وان ذق / ت عذاب الغرام فيهم وعذبه
آه من لي برد سالف عهد / غاب نجم السرور والإنس غبه
وليال مرت فما كان أحلا / لو يجود الزمان منها باو به
يا رعى اللَه من حمى البان ظبيا / لم يزل يحمي في ظبى اللحظ سربه
وسقى وابل الحيا حي أترا / ب وحيت نوافح المسك تربه
ذلك المنزل الذي ليس إلا / نسمات الصبا تزور مهبه
جنة ماؤها اللجين حصاها / لؤلؤ زانت اليواقيت رطبه
حيث طيارة الأماني لها الأط / يار تدعوك نوبة بعد نوبه
حيث كنز الوقار حيث مجالي / حضرة تنجلي بأعظم هيبه
حيث بيت عليه أيدي المعالي / ضربت من سرادق المجد قبه
بيت آل النبي من أنزل الل / ه بتطهيرهم من الرجس كتبه
من بهم يطلب الرخاء ويس / تسقى إذا المحل جرني الأرض جدبه
آل بيت الذي به ربنا قد تا / ب على أدم وشرف صلبه
من كمالات جدهم إن منهم / أنبل الكاملين وصفا وأنبه
حسن الخلق أريحي السجايا / أحسن الخلق للنقابة رتبه
نخبة الطاهر الأغر ابن عبد الل / ه أكرم به حفيدا ونخبه
حبذا حبة وسنبلة تعزى / إلى أشرف السنابل حبه
عربي الأصول إذ هو فرع / فيه عجم الأصول تحسد عربه
وشبيه بجده الحسن الأح / سن اسمية تسامت بنسبه
بل ولو صح للتناسخ وجه / كان فيه الشبيه عين المشبه
يا له سيدا وأعظم به مو / لى شفاه السراة تلثم عتبه
الفته الأنام طبعا كما ان / طباع السقيم تالف طبه
قد صبونا إليه حتى رأينا / بعده النار والتنعم قربه
أيها المستظل منه بظل الأ / من والمبتغي من العيش خصبه
طبت نفساه به فدونك بحراً / ربح الطيبات من أم رحبه
صاح ذر حيه فما زاره ذو الك / رب إلا وفرج اللَه كربه
خاب مستمطر سوى وكف كف / هو حسب الراجي من الجود سحبه
ما سوى سيفه القضاء ولا الد / هر سوى حربه لمن رام حربه
لا ولا الغيث غير جدواه لولا / أنه يمطر النضار وذوبه
قوله الحق في القضايا كان الل / ه أوحى له من العلم غيبه
همة أحكمت بصارم عزم / حكم اللَه في أعاديه ضربه
منه يقصيك عنه أحجام رهبه / وإليه يدنيك أقدام رغبه
يتوارى وصبح أفضاله قد / عم شرق الوجود فضلا وغرفه
ظاهر الفضل ليس يخفى ولو با / لغ في كتمه وحاول حجبه
كيف يخفى مطالع الشمس أم كي / ف يساع المحب ستر المحبه
يا بني المصطفى ويا آل باز الل / ه يا أوصياء يا خير عصبه
السما قبلة الدعاء ولكن / قبلة للدعاء أنتم وكعبه
جل من أوجب الثناء عليكم / وعلى الغير سنة مستحبه
وصلاتي مع السلام على من / أبد للَه بالملائك حزبه
وعلى آله وأصحابه ما / أم مشتاق الحجاز وركبه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025