المجموع : 121
تسليت عن ذكر الحبيب بغيره
تسليت عن ذكر الحبيب بغيره / وملت إليه بالمودة والذكر
فما زادني إلا اشتياقاً وحرقةً / إليه ولم أملك سلوي ولا صبري
وما الحب إلا فرحة أن نكلتها / بأخرى قرنت الضرب منك إلى الضر
فلا تطف نار الحب بالحب طالباً / سلواً فإن الجمر يسعر بالجمر
بعينيك ما ألقى إذا كنت حاضراً
بعينيك ما ألقى إذا كنت حاضراً / وأن غبت فالدنيا علي محابس
ففيم أرى نفسي لقىً بفنائكم / ولا من يدانيني لديكم مؤانس
أتحجبني أن قلت تحسد من بغى / هواي ومن أحفى به وأوانس
أجل أن من يبغي هواك محسدٌ / عليك ومن يهوى هواه منافس
إذا لم أنافس في هواك ولم أغر / عليك ففيمن ليت شعري أنافس
فلا تحتقر نفسي وأنت حبيبها / فكل امرئٍ يصبو إلى من يجانس
سقى اللَه رمل القاع وبلاً وديمةً
سقى اللَه رمل القاع وبلاً وديمةً / لتحيي به تلك الرسوم الدوارس
أشوقاً إلى نجدٍ ودون لقائها / أهاويل يخشى قطعها وبسابس
على أن عبد الشوق ليست تهوله / حزون الفيافي والليالي الدوامس
بما حبلت فلتأتني من بلائها / فليس لما يقضي به اللَه حابس
أيا زاعماً أني له غاير خالص
أيا زاعماً أني له غاير خالص / وأني موقفٌ على كل قانص
كما أنت فأنظر في وفائك خالصاً / تراه لمن يهواك أم غير خالص
فحينئذٍ فأرجع بما تستحقه / علي وطالبني إذاً بالنقائص
سأعرض نفسي يمنةً وشآمةً / على كل ثاوٍ في البلاد وشاخص
إلى أن أرى شكلاً يصون مودتي / فحينئذٍ أغلو على كل غائص
أمثلي يخون العهد عن غير حادثٍ / رماني إذاً ربي بحتفٍ مغافص
أمرت ألا أتشكى الهوى
أمرت ألا أتشكى الهوى / وفعل ما تهواه مفروض
فلست أعدو حد ما قتله / حسبي من التصريح تعريض
أفوض أسبابي إلى اللَه كلها
أفوض أسبابي إلى اللَه كلها / وأقنع بالمقدور فيها وأرتضي
وأسمع بالتفويض حتى إذا انتهى / ضميري إلى ما بيننا لم أفوض
وباللَه لو خيرت بينك غادراً / وبين كلا الملكين تخيير مقتض
رضيتك حظاً منهما غير أنني / بهذا الذي ترضاه لي غير مرتض
متى يا شفاء السقم سقمي منقضي
متى يا شفاء السقم سقمي منقضي / إذا ما دواءٌ كان للداء ممرضي
فهيهات ما هذا على ذاك مقلعٌ / أجل لا ولكن مدة العمر تنقضي
ما يعلم اللَه أني مذ هويتكم
ما يعلم اللَه أني مذ هويتكم / أطيق إظهار ما ألقاه باللفظ
كم قد تحفظته حتى إذا نظرت / عيني إليك أزالت هيبتي حفظي
يا مت قبلك قد واللَه برح بي
يا مت قبلك قد واللَه برح بي / شوقي إليك فهل فيك من حظ
قلبي يغار على عيني إذا نظرت / بقيا عليك فما أروي من اللحظ
أراعك برقٌ في دجى الليل لامع
أراعك برقٌ في دجى الليل لامع / أجل كل ما يلقاه ذو الشوق رابع
أألآن تخشى البرق والألف حاضر / فكيف إذا ما لاح والألف شاسع
وهاجت رياح زدن ذا الشوق صبوةً / وباكرت الأيك الحمام السواجع
وعاشرت أقواماً فلم تلق فيهم / خليلك فاستعصت عليك المدامع
وأصبحت لا تروي من الشعر إذ نأى / هواك وبات الشعر للناس واسع
سوى قول غيلان بن عقبة نادماً / هل الأزمن اللاتي مضين رواجع
هناك تمنى أن عينك لم تكن / وأنك لم ترحل والفك رابع
فكل الذي تلقى يسوؤك أن دنا / وكل الذي تلقى إذا بان فاجع
فيا ويك لا تسرع إلى البين أنه / هو الموت فاحظر غب ما أنت صانع
لقد جمعت أهواي بعد شتاتها
لقد جمعت أهواي بعد شتاتها / صفاتك الهوى لك اجمع
سوى خصلةٍ ذكرى رهين بذكرها / فقلبي منها ما حييت مروع
وحاشاك منها غير أن أخا الهوى / بذكر الذي يخشى من الغدر مولع
على كبدي من خيفة البين لوعةٌ
على كبدي من خيفة البين لوعةٌ / يكاد لها قلبي أسىً يتصدع
يخاف وقوع البين والشمل جامع / فيبكي بعينٍ دمعها متسرع
فلو كان مسروراً بما هو واقعٌ / كما هو مسرورٌ بما يتوقع
لكان سواءً برؤه وسقامه / ولكن وشك البين أدهى وأوجع
وأني وإن شاعت لديك سرائري
وأني وإن شاعت لديك سرائري / فإن الذي استودعتني غير شائع
أبى اللَه لي ألا الوفاء لكل من / رعى لي عهدي أو أضاع ودائعي
فكن آمناً من أن أذيع بسركم / فما سرُّ أعدائي لدي بذائع
وما أنا ممدوحاً بحفظ وديعةٍ / أقل حقوق الناس حفظ الودائع
أمن أجل سارٍ في دجى الليل لامع
أمن أجل سارٍ في دجى الليل لامع / جفوت جذار البين لين المضاجع
علام تخاف البين والبين راحةٌ / إذا كان قرب الدار ليس بنافع
إذا لم تزل ممن تحب مروعاً / بغدرٍ فإن الهجر ليس برائع
أيا قلب لا تجزع من البين واصطبر
أيا قلب لا تجزع من البين واصطبر / فلست لما يقضي عليك بدافع
توكل على الرحمان إن كنت مؤمناً / يجرك ودعني من نحوس الطوالع
فكل الذي قد قدر اللَه واقعٌ / وما لم يقدره فليس بواقع
تمتع من حبيبك بالوداع
تمتع من حبيبك بالوداع / فما بعد الفراق من اجتماع
فكم جرعت من هجرٍ وغدرٍ / ومن حال ارتفاعٍ واتضاع
وكم كأسٍ أمر من المنايا / شربت فلم يضق عنها ذراعي
فلم أر في الذي قاسيت شيئاً / أشد من الفراق بلا وداع
تعالى اللَه كل مواصلاتٍ / وإن طالت تؤول إلى انقطاع
يا مت قبلك طال الحزن والأسف
يا مت قبلك طال الحزن والأسف / وجاوز الشوق بي حد الذي أصف
قلبي إليك مع الهجران منعطف / وأنت عني رخي البال منحرف
فإن تكن عن إخائي اليوم منصرفاً / فاللَه يعلم ما لي عنك منصرف
هبني اعترفت بأني لست ذا شغفٍ / ألم يكن كمدي أن لست أنتصف
كم قد كذبت على قلبي فكذبني / طول الحنين وعينٌ دمعها يكف
إن كنت يوماً مقيلي زلةً سلفت / فالآن من قبل أن يغرى بي التلف
اللَه اللَه في نفسي فقد عطبت / وليس في قيلها من شكرها خلف
قد ذلل الشوق قلبي فهو معترفٌ / أن التذلل في حكم الهوى شرف
فاعمل برأيك لا أدعوك معتدياً / ولا أقول لشيءٍ قلته سرف
إذا ازداد رعياً للهوى زدته هوىً
إذا ازداد رعياً للهوى زدته هوىً / وضني به مقدار هذين يضعف
قفوه فأني زائدٌ في تخوفي / ولا حظ ل في أن يزول التخوف
فلا يتشاغل عاذلٌ بنصيحتي / فمثلي على إرشاده لا يوقف
ولا يرث لي في ذلتي وتواضعي / بهذا الذل أزهى وأشرف
يعيرني الواشي بأن لست مدنفاً
يعيرني الواشي بأن لست مدنفاً / كما هو من فرط الصبابة مدنف
فيا كاشحاً قد جاء في زي ناصحٍ / تشاغل بغيري لست ممن يعرف
ولا تلحني فيمن أحب فإنني / أضن به مما تظن وأشغف
سلوه فإني لا أكلم واشياً / أيدري بمن يلحي وفيمن يعنف
أصول به تيهاً عليه فمن رأى
أصول به تيهاً عليه فمن رأى / من الناس قبلي عاشقاً يتصلف
إذا خفت منه الغدر أبدى توافياً / يزول به خفي ويبقى التخوف