المجموع : 152
ما لقلبي تهزه الأشواق
ما لقلبي تهزه الأشواق / خبرينا أهكذا العشاق
كل يوم لنا فؤاد مذاب / ودموع على الطلول تراق
عجباً كيف تدعي الورق وجدي / ولدمعي بجيدها أطواق
كم لنا بالحمى معاهد أنس / والصبا يانع الجنى رقراق
عهد لهوي به الليالي ترامت / ما لها عرست به الأحداق
يا لظعنٍ به النياق تهادى / نهنهي السير ساعة يا نياق
فبأحداجك استقلت ظباء / آنسات بيض الخدود رقاق
فارحمي يا أميم لوعة صب / شفه الوجد بعدكم والفراق
كاد يقضي من الصبابة لولا / أن تحاماه في الوداع العناق
لست للراح صاحباً ورفيقا
لست للراح صاحباً ورفيقا / فدع الكأس لا تدر لي رحيقا
واسقني من لماك علّاً فعلي / من لماك الشنيب أن ألا أفيقا
وأدر يا فداك نفسي وأهلي / مبسماً ضم لؤلؤاً وعقيقا
يشبه الشهب في ثناياً عذاب / تستعير البروق منه البريقا
قلت للريح لا أبا لك هلا / جزت بالجزع عالجاً وعقيقا
فلنا بالعقيق من أرض نجد / رشأ قد أذاب قلبي حريقا
هو يلقى من الهوى ما لقينا / فلقد كان عاشقاً معشوقا
جاءتك ترقص من تلقاء بلقيس
جاءتك ترقص من تلقاء بلقيس / هيفاء ترفل في مثل القنا الميس
ريم من الريم ما شدت ذوائبها / نيبٌ من النيب من بزل مقاعيس
جاءتك ترقص من بلقيس تحسبها / شمس النهار عداها ليل تغليس
فبالصليب وأعياد الصليب وبال / غر الكرام البهاليل النواميس
وبالرهابين يطوون الدجى سهراً / وبالضحى بين تعليم وتدريس
وبالهياكل والأعياد قاطبة / أن الهياكل كانت صنع إدريس
وبالأناجيل إذ تتلى مرتلة / وبالنواقيس أو ضرب النواقيس
بيضاء ما حل أهلوها على شرف / من اليفاع ولا شدوا على عيس
لم ترع في إبل يوماً ولا غنم / تنجو المراتع في بيداء أمليس
بالأيك غريد الضحى ترنما
بالأيك غريد الضحى ترنما / فهاج من كان مشوقاً مغرما
يصدح مرتاحاً على هديله / صدح المغني يستجيد النغما
ذكرني بالكرخ عهداً مر بي / كان وما طال وما تقدما
فهاج ما هاج الحمام هاج بي / شوقاً إلى ظاعنة من الحمى
تبسم عن أشنب لولا لمعه / ما لقب البرق اللموع مبسما
جائلة الوشاح مدت معصما / ضاق به سواره فانقضما
فوحشت بذا السوار خصرها / وسورت بذا الوشاح المعصما
ودع سعاد فوشك البين أزعجها
ودع سعاد فوشك البين أزعجها / وأسمع العيس حاديها فهيجها
وأرسل الطرف تلقاء الحدوج عسى / أن تنظر العين بالأحداج هودجها
بيضاء تصفر يوم البين من وجل / كأنها فضة والتبر دبجها
كأنها شعلة في رأس شامخة / هب النسيم فأوراها وأججها
كأنها الشمس في برج قد اعترضت / لا غادةً شهدت عيني تبرجها
كأنما الروض غذاها نضارته / والريم ريم الفلا الغوري أنتجها
هيفاء أما وشاحاها ففي قلق / منها ويفصم منها الساق دملجها
مليكة عرشها قلبي به سكنت / ودر دمعي حياها فتوجها
لا صبر لي في تنائيها ولا جلد / إذا تناءت ولم تمنح معرجها
بخديك معنى للجمال بديع
بخديك معنى للجمال بديع / ومرعى لعين المستهام مربع
فكل مكان فيه شخصك جنة / وكل زمان أنت فيه ربيع
بثثتك شكوى لو سمعت وإنني / إليك وإن لم تشك لي لسميع
تبدد شمل الصبر عنك وقد غدا / لبعدك شمل الشوق وهو جميع
بجفنيك سيف صلت فيه صبابة / على أنه ماضي الشباة قطيع
ويا رشأ بالخيف أصبح ربعه / لك اليوم في وسطالفؤاد ربوع
مشى بالسرى خطو البطي وقد مشى / بقلبي أوار الحب وهو سريع
ومفلج ثغر الجمان رضابه
ومفلج ثغر الجمان رضابه / حم ولكن في القلوب برود
ترفٌ ترق عليه حاشية الصبا / فيميس منها قده ويميد
والجيد جيد الظبي إلا أنه / فيه جمان مدامعي معقود
لي في هواه حشا تذوب كأنها / سقر ومنها للجحيم وقود
إن الرشيد إذا رآه لرشده / يهوي فليس إذاً لديه رشيد
يا من أعاد الحسن إذ أبدى به / فلأنت فيه مبدء ومعيد
عيناك تغني عن شباك إذا رنت / فيها محاسن وتليد
بلادك نجد والمحب عراقي
بلادك نجد والمحب عراقي / فغير التمني لا يكون تلاقي
ولو أن طيفاً زار طرفي ساهداً / لكنت رجوت القرب بعد فراق
بلى قد أرى تلك المغاني تعلةً / فأحسب أني زائر وملاقي
أرى الدهر يأبى في تألف شملنا / كأني أعاديه فرام شقافي
هي الشمس في أفق السماء مقرها / فكيف براقٍ نحوها ببراق
ألا هل أراني واجداً ريح وصلهم / وإن عدموني صحبتي ورفاقي
أراق الدمع وهو دم عبيط
أراق الدمع وهو دم عبيط / غداة عن الحمى بكر الخليط
فودع بالركائب كل أحوى / له كفل يميل به الغبيط
وأما شق مبسمه رداء / من الظلماء ذوائبه تخيط
كأن حدوجهم في الأرض سفن / وجاري أدمعي بحر محيط
أو ميضٌ يشع أم مقباس
أو ميضٌ يشع أم مقباس / أم على دير راهب نبراس
أم تخيلت والخيال كليلٌ / وبعينيك إذ نظرت التباس
نار موسى تأججت فاقتبس لي / من سناها إن أمكن الاقتباس
وربوع الرباب هذي ولكن / قد تعفت وعمها الأندراس
يقولون من نار تكون خده
يقولون من نار تكون خده / عجبت وماء الحسن في الخد سلسال
أجل هو من نار وماء تجمعا / وقد قيل من ماء فيا بعد ما قالوا
فلو كان من نار لما أخضر روضه / وبات بأيدي الشوق تجليه أمال
وما هو من ماء وإن سال رقة / ولو كان ماء لما احترق الخال
نفسي بفتانة الألحاظ متونه
نفسي بفتانة الألحاظ متونه / بدرةٍ من فريد الدهر مكنونه
وردية لبست مخضر سندسها / كالجلنارة تزهر فوق زيتونه
وافت وأردافها ترتج تحسبها / دعصاً من الرمل والأحشاء موهونه
يا أيها المنتحيات فوق جسرته / قف لي بمنزلها إن جئت أو دونه
جاءت وليس لها غير الحلى واشي
جاءت وليس لها غير الحلى واشي / والوشي إذا أقبلت في سيرها فاشي
ونجلةٍ من نساء الحي ول سفرت / فللنواظر منها نظرة العاشي
كأنها الفنن المزوز من هيفٍ / أو صعدة حملتها كف رعاشي
بدت لكم شمس حسن فانثنى لكم / عن أن ترى نورها أبصار خفاش
بلى أنا متبول الهوى ودنيف
بلى أنا متبول الهوى ودنيف / وداء الهوى لي تالد وطريف
فإن تصلوا فالوصل غاية منيتي / وإلا فسير اليعملات وجيف
فمثلي من يرجو الغرام مطية / ويحدو ولو أن الحداء عنيف
فخل زمام العيس تمرح بالسرى / فقد شاق قلبي صاحب وحليف
فما جيرة بالغور حلوا وإنما / لهم بفؤادي مربع ومصيف
نعم قبل أن يسقى سقانا فأسكرا
نعم قبل أن يسقى سقانا فأسكرا / رشاً قد أضاء الليل منه فأقمرا
على حورٍ زان الجفون وإنما / علقنا غزال السرب إذ كان أحورا
ذكرنا له عهد الصبا فاستمله / ليكتبه بالدمع لما تذكرا
فرشنا له حب القلوب فلم يطأ / إذا ما مشى إلا الحرير المحبرا
أهاج غريد الضحى لي لوعة
أهاج غريد الضحى لي لوعة / يسفع أثاء الحشا لافحها
وكم أهاجت لوعتي حمائم / يمتاح ماء أعيني صادحها
فهزني الشوق إلى خرعوبة / ألوى بها إلى النوى كاشحها
هي المهاة لا التي ترعى الكبا / وهي التي يدمي الحشا لامحها
تقول فتاة الحي وهي عليمة
تقول فتاة الحي وهي عليمة / بأني لا أسلو أتسلو الهوى بعدي
فقلت ولي قلب يذوب ومدمع / يصوب كمنهل القطار على خدي
أيسلو الهوى صب يؤرقه الهوى / على قرب من يهوى فكيف على البعد
وخامرت من داء الصبابة نشوة
وخامرت من داء الصبابة نشوة / أخال لها ما إن مشيت نزيفا
وسار وجيباً نحوكم بين أضلعي / فؤادي إذ لا يستطيع وجيفا
وأنكرت كل الناس إلفاً وصاحباً / وكل المغاني مربعاً ومصيفا
تبسم وافضح البرقا
تبسم وافضح البرقا / ودع قلبي وما يلقى
لعمرك هل رأت عين / سعيداً في الهوى يشقى
ركبنا لجة البحر / وعدنا بالهوى غرقى
أيها البدر أنت بدر السماء
أيها البدر أنت بدر السماء / أم غزال لقاعة وعساء
قد قطعت الوصال عني حتى / ليس يحكيك صارم في المضاء