القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : يوسُف النَّبْهاني الكل
المجموع : 132
أَنا في حِمى عائذ
أَنا في حِمى عائذ / وبخيرِ خلق اللَّه لائِذ
أصل الوجودِ محمّدٍ / فرعِ الجحاجحةِ الجهابِذ
خيرِ البريّة كلّها / مَن جاههُ في الحشرِ نافِذ
ربُّ الشفاعةِ واللِوا / وَالحوضِ والكلمِ النوافِذ
جَمَعَ الكمالَ فما لشا / نيهِ إِلى عيبٍ منافِذ
حفظَ العهودَ وإنّه / لِلعهدِ ممّن خان نابِذ
يا مَن لجاذبِ حبّه / بقلوبِهم أَقوى جوابِذ
بِشَذا هداهُ تمسّكوا / عضّوا عليه بالنواجِذ
وَالآلُ والصحبُ الهدا / ةُ منَ الضلالِ لنا معاوِذ
إنّي أدينُ بحبّهم / وَلضدّهم أَبداً أنابِذ
آهِ لَولا الجناحُ منّي كسيرُ
آهِ لَولا الجناحُ منّي كسيرُ / كنتُ في الحالِ للحجازِ أطيرُ
وَيَقيني بأحمدٍ جبر كسري / كلّ كسرٍ بأحمدٍ مجبورُ
سيّد الخلقِ صفوةُ الحقّ شمس ال / أُفقِ أفقِ الهدى البشير النذيرُ
مَن يَكُن زاعِماً بدينٍ ودنيا / غُنيةً عنه إنّني لفقيرُ
سيّدي يا أبا البتولِ أَغثني / أنتَ أَدرى بما حواه الضميرُ
أَأُرجّي مَعاشراً فيهمُ الأر / واحُ موتى لها الجسوم قبورُ
وَأَعزُّ الأنامِ أنتَ لدى اللَ / هِ تَعالى وهو السميع البصيرُ
إنَّ ربّي لما يشاءُ لطيفٌ / وَعلى ما يشاءُ ربّي قديرُ
بكَ أَدعوهُ أَن ييسّر عُسري / فَعليهِ تيسيرُ عسري يسيرُ
أنتَ نعمَ العبدُ الكريم عليه / وَهوَ نعمَ المولى ونعم النصيرُ
ليتَ أَحبابَنا بأرضِ الحجازِ
ليتَ أَحبابَنا بأرضِ الحجازِ / عامَلونا بالوعد والإنجازِ
كلُّ خيرٍ قد جازَ لي من لَدُنهم / غيرَ وَصلي فما له من جوازِ
كلّما مرَّ ذِكرهم في خيالي / هزّني للّقاءِ أيّ اِهتزازِ
كنتُ مِن قبل حبّهم تِربَ ذلٍّ / وَأَنا اليوم منهم في اِعتزازِ
إِن يَكُن بِالهوى لِقومٍ خسارٌ / فَبحبّي للهاشميِّ مفازي
سيّدُ الخلقِ مُصطفى الحقّ مِن كل / لِ البَرايا فَما له مِن موازي
أَفضلُ العالمين أكرمُ خلقِ ال / لَه خيرُ الورى وحيد الطرازُ
جاءَ والكفرُ كالنعامةِ فاِنقض / ضَ على رأسه اِنقضاضَ البازي
كَم جَزى المُحسنين خيرَ جزاءٍ / وَلِمَن قَد أساءَ ليس يُجازي
ليسَ فيهِ لغيرِ مَولاه عوزٌ / ولهُ العالمونُ في إعوازِ
لا تَلُمني عَلى ظهورِ عُبوسي
لا تَلُمني عَلى ظهورِ عُبوسي / فَبِقلبي منَ النوى كلّ بوسِ
لَم تَنل مِن وصالِ طيبة نفسي / سُؤلَها وهيَ منيةٌ للنفوسِ
بَلدةٌ سادَتِ البلادَ وأَضحت / أَنفسَ الأرضِ بالنبيّ النفيسِ
هيَ أمُّ الأنوارِ قد حلّها المخ / تارُ بدر البدورِ شمس الشموسِ
خيرُ كلّ الأخيارِ أعلى الأعالي / في المعالي رئيسُ كلّ رئيسِ
نخبةُ اللَّه مِن جميعِ البرايا / زبدةُ الخلقِ صفوةُ القدّوسِ
طَلعت مُعجزاتهُ واِستمرّت / مُشرقات الأنوارِ وسط الطروسِ
لَيسَ تَخفى إلّا عَلى طامسِ العق / لِ غريقِ الضلال أعمى تعيسِ
أسفرَت كالنجومِ تَهدي وتُردي / لِنفيسٍ من الورى وخسيسِ
فهيَ لِلمُؤمنين سعدُ سعودٍ / وَعَلى الكافرينِ نحس نحوسِ
خيرُ البلاد علاً وعيشا
خيرُ البلاد علاً وعيشا / ما كانَ لِلمختار ممشى
شمسُ الوجودِ محمّد / رَغماً على أعمى وأعشى
للقدسِ سارَ بليلةٍ / كانَت بوجهِ الدهرِ نَقشا
فيها عَلى السبعِ العلا / حتّى غَدا للعرشِ عرشا
وَرَأى الإله مقدّساً / فَحَباه سرّاً ليس يُفشى
أَولاهُ خمساً حُكمها / خَمسون هشّ لها وبشّا
وَثَنى العنانَ لمكّةٍ / فكأنّه لم يعدُ فرشا
فَذوو البصائرِ صدّقوا / وَقُلوبُهم لم تحوِ غشّا
وَغَدا العِدا عن نورهِ / وَحَديثه عمياً وطُرشا
مَعَ قربهِ من ربّهِ / ما زالَ يَرجوهُ ويَخشى
عيسٌ لها في الآلِ رقصُ
عيسٌ لها في الآلِ رقصُ / وَلنحوِ ذاتِ النخل نصُّ
سارَت بأكرمِ فتيةٍ / فيهِم على الخيراتِ حرصُ
زاروا النبيّ محمّداً / وَلصحبهِ عمّوا وخصّوا
خير البريّة كاملَ ال / أوصافِ لا يعروه نقصُ
كَم جاءَنا من ربّه / في فضلهِ بالذكرِ نصُّ
شربَ العلومَ جَميعها / ولكلِّ خلقِ اللَّه مصُّ
علمَ الغيوبَ بأسرها / ما ثمّ تخمينٌ وخرصُ
بِدعائهِ زالَ الغلا / ءُ وعمّ في الآفاق رخصُ
ليثُ الحروبِ ومِخلبا / هُ هَناك بتّارٌ وخرصُ
أَضحى بِصارمِ دينهِ / لِجناحِ دين الشرك قصُّ
قُل لي مَتى العذراءُ تَرضى
قُل لي مَتى العذراءُ تَرضى / وَلبانةُ المُشتاقِ تُقضى
وَمَتى أشاهدُ وجنَتي / بِتُرابها للأرضِ أرضا
وَأزورُ ثمَّ محمّداً / خير الوَرى كلّاً وبعضا
مَولى الخلائقِ نائبِ ال / خلّاق إِبراماً ونقضا
لَم يقضِ قطّ قضيّةً / إلّا لَها الرحمنُ أمضى
جَعل الإلهُ من القدي / مِ ولاءَه في الرسلِ فرضا
عمَّ البسيطةَ دينهُ / وَسَرى بِها طولاً وعرضا
مَحَضَ النصيحةَ للورى / إِذ جاءَهم بالحقّ مَحضا
وَشفَى منَ الضلّال وال / جهّالِ أَمواتاً ومرضى
وَلَكم جفاهُ مع اِقتدا / رِ البطشِ ذو جهلٍ فأغضى
أَأَحبابَنا ما خنتُ عهدكم قطُّ
أَأَحبابَنا ما خنتُ عهدكم قطُّ / فهَل بعدَ هذا القبضِ يحصل لي بسطُ
وَلي مِن أماني الدهرِ أعظم منيةٍ / إِذا قلتُ قَد حانت أرى الدهرَ يشتطُّ
أَزورُ أَبا الزهراءِ في تختِ مُلكهِ / وَيُغرقُني من بحرِ إِحسانه شطُّ
وَمَن ذا يُطيقُ الفيضَ مِن بحرِ جودهِ / وَحسبُ جميعِ الخلقِ من غيثه نقطُ
بهِ زيّن اللَّه الوجودَ بخاتمٍ / لأعظمِ أفلاكِ السما نعلهُ قرطُ
أَجلُّ ملوكِ الأرضِ مسكينُ بابه / وَليثهمُ في يوم سطوته قطُّ
وَأَفرادُ آسادِ الوغا في حروبهِ / نعاجٌ وأهلُ الجود في بحرهِ بطُّ
لَقَد عمَّ كلّ العالمين بعلمهِ / وَما مِن سَجاياه القراءة والخطُّ
بهِ العربُ نالوا كلّ عزٍّ وسؤددٍ / وَدان إليهِ الفرسُ والروم والقبطُ
وَسادَ جميعَ الناسِ بالمجدِ رهطهُ / بنو هاشمٍ ما مثلهم في الورى رهطُ
لكَ نحوَ أرضِ العربِ لحظُ
لكَ نحوَ أرضِ العربِ لحظُ / أَهَواكَ قيصومٌ وقرظُ
كَلّا ولكن ثمّ أح / بابٌ لهُم في القلب حفظُ
فَعَسى يكونُ بِقربهم / لي عندَ خير الخلق حظُّ
روحُ الوجودِ محمّد ال / محمودُ لا كظٌّ وفظُّ
طَبعٌ أرقُّ من النسي / مِ بهِ على الكفّار غلظُ
راضٍ بِما رضي الإلَ / هُ وَما به لسواه غيظُ
لا الحَرُّ حَرٌّ عندهُ / في حبّه لا القيظ قيظُ
مَهما عَراه من أمو / رِ الدهرِ لا يعروه بهظُ
فاقَ الكلامَ جميعهُ / لِكتابهِ معنىً ولفظُ
وَقدِ اِستَوى ببيانهِ / قصصٌ وأحكامٌ ووعظُ
تذكّرَ مِن طيبةٍ أربُعا
تذكّرَ مِن طيبةٍ أربُعا / فَأَذرى البُكى أربعاً أربعا
دَعاني فأبطأتُ شوقي لها / وَكانَ بودّي أن أُسرعا
وَلَولا قُيودي من النائبات / لكنتُ لَها عبدَها الطيّعا
فَيا برقُ باللَّه إن جئتَها / وَطفتَ بها مَربعاً مربعا
فَدونكَ فاِسجد على تُربها / وَيمّم بها المنزلَ الأرفعا
وَبلّغ سَلامي رسولَ الهُدى / محمّداً السيّدَ الأروَعا
وَقُل يا أعزّ الورى بائسٌ / رَجاك لدينٍ ودُنيا معا
فَكُن شافعاً فيهما للإلَ / هِ بأن يَمنحه الأصلحَ الأنفعا
وَإنّي لأعلمهُ حاضراً / يَراني وأدعو لهُ مُسمعا
وَلكنّه الشمسُ شمسُ الهدى / وَطيبةُ أَضحت له مَطلعا
يا لَيتَني لِلحجازِ بالِغ
يا لَيتَني لِلحجازِ بالِغ / وفيهِ عَيشي يا سعدُ سائِغ
يُمحى ظَلامي بنورِ بدرٍ / في طيبة الطيّبين بازِغ
محمّدٌ سيّد البرايا / أفضل فردٍ في الخلق نابِغ
خاتمُ رسلِ الإله زينٌ / لَهُم له اللَّه خير صائِغ
قَد ملِئ الكونُ من هداهُ / وَكانَ من قبل ذاك فارِغ
أَتى بدينٍ يهدي ويردي / لكلِّ دينٍ بالحقّ دامِغ
تِرياقُ توحيدهِ حياةٌ / لِمَن له الشرك شرُّ لادِغ
وَهوَ لعمري حِصنٌ حَصينٌ / مِن كلّ نازٍ وكلّ نازِغ
حقّاً رأى اللَّه في سراهُ / لِلعرشِ ما طرفهُ بزائِغ
وَعادَ في ليلةٍ قريراً / عليهِ فضلُ الرحمنِ سابِغ
يا ليتهُ بِالمدينة اِعتكفا
يا ليتهُ بِالمدينة اِعتكفا / ينالُ فيها الألطافَ والتُحفا
يعيشُ في ظلّ سيّدٍ سندٍ / في بابهِ الدهرُ خادماً وقفا
محمّدٌ أفضل الخليقةِ من / لولاهُ هذا الوجودُ ما عُرِفا
سيّد كلّ الساداتِ أَكرَمهم / أَدنى مُجيبٍ لمن به هَتفا
قُل يا حبيبَ الرحمنِ نائبهُ / وَعنكَ ناب الملوكُ والخلفا
اِنظر إِلى دينكَ المبين غدا / لملّةِ الكفرِ في الوَرى هَدفا
ها هُم تَداعوا كما أبنت لنا / وَنحنُ مَع كثرةٍ بنا ضعفا
فَكُن بِهذا الزمانِ ذا نظرٍ / لَنا كما كنت في الّذي سلفا
عَبدٌ لكَ الدهرُ إِن أمرت له / يتوبُ ممّا بحقّنا اِقترفا
وَأنتَ عبدٌ للَّه صفوتهُ / وَقَد أَسأنا فإن عفَوت عفا
مِن ثَنايا العذراءِ لاح بريق
مِن ثَنايا العذراءِ لاح بريق / فجَرى مِن دموعِ عيني عقيقُ
حبّذا حبّذا معاهدُ سلعٍ / وَربوعٌ فيها الحبيبُ الحقيقُ
أَحمدٌ حامدٌ محمّدٌ المح / مودُ خير الورى النبيّ الصدوقُ
سادَ كلَّ الوَرى بكلّ كمالٍ / خيرُ حرٍّ للَّه عبدٌ رقيقُ
ليسَ للَّه عزّ جلّ تعالى / غيرهُ للأنامِ طرّاً طريقُ
لَم يوفَّق موفّقٌ قطّ إلّا / جاءَه مِن طريقه التوفيقُ
فَعَليه لربّه وحدَه الحق / قُ وكلٌّ له عليهم حقوقُ
خُلقَ العالمونَ مِن نوره فه / وَ ببرِّ الأبناء منهم خليقُ
والدُ الكلّ في الحقيقة لكن / بعضُ أبنائهِ لديهم عقوقُ
خَلَق اللَّه خلقه ففريقٌ / لِجنانٍ وللسعيرِ فريقُ
حَيّاكِ يا طيبةُ حيّاك
حَيّاكِ يا طيبةُ حيّاك / صوبُ سحابٍ ضاحكٍ باكي
وَلستِ للغيثِ بمحتاجةٍ / لأنّه من بعض جدواكِ
أَولاكِ ما أغناكِ بحرُ الندى / مولى الوَرى طرّاً ومولاكِ
مُحمّدٌ أحمدُ شمسُ الهدى / خيرُ الورى الثاوي بمثواكِ
أَرسلهُ اللَّه إِلى خلقهِ / مطاعَ أفلاكٍ وأملاكِ
فَأطلقَ التوحيدَ من قيدهِ / وَقيّد الشركَ بأشراكِ
وَأرشدَ الخلقَ إلى ربّهم / بخُلقٍ عبّاسٍ وضحّاكِ
في السلمِ أَندى من نسيمِ الصبا / وَفي الوغى أفتكُ فتّاكِ
حتّى غَدا الدينُ به خالصاً / مُنزّهاً عن إفكِ أفّاكِ
حُزتِ بهِ طيبة كلّ العلا / هنّأهُ اللَّه وهنّاكِ
أَلا حبّذا بينَ النخيلِ نزولُ
أَلا حبّذا بينَ النخيلِ نزولُ / وظلٌّ بأكنافِ العقيق ظليلُ
أَمان لنا يا طيبُ عندك يا ترى / إِليها لنا يوماً يكون وصولُ
نقبّلُ أرضاً مسّها قدمُ الّذي / لَه سُحِبت فوقَ السماء ذيولُ
سَرى راحِلاً للعرشِ في بعض ليلةٍ / وَعادَ لهُ بعدَ القَبول قفولُ
نبيُّ جميعِ الأنبياءِ محمّدٌ / نَعَم ولكلّ المرسلين رسولُ
وَكلُّ رسولٍ خصّ قوماً وإنّه / ببعثتِه للعالمين شمولُ
فَما كان بينَ الخلقِ مثلٌ لأحمدٍ / وَليسَ له فيمن يكون مثيلُ
وَكلّ صنوفِ الفضلِ في كلِّ فاضلٍ / بِنسبةِ فضلٍ قد حواه قليلُ
يحيلُ عليهِ المرسلونَ بحشرهم / وليسَ على غير الإله يحيلُ
فَيحملُ أثقالَ الخلائقِ وحدهُ / لَدى ربّه إنّ الكريم حمولُ
لِطيبةَ مِيثاقٌ عليَّ قديمُ
لِطيبةَ مِيثاقٌ عليَّ قديمُ / إِذا ذُكرت يوماً لديّ أهيمُ
وَما ذاكَ إلّا أنّ فيها محمّداً / رسولَ الهُدى روحَ الوجود مقيمُ
هوَ الشمسُ إلّا أنّ في الكونِ نورهُ / يدومُ وَنورُ الشمس ليس يدومُ
هوَ البحرُ عمّ الكائناتِ بفضلهِ / بِساحلهِ كلّ الكرامِ تعومُ
هوَ الدهرُ عمّ الخلقَ شاملُ حكمهِ / وما عهدهُ في النائبات ذميمُ
هوَ العبدُ عبدُ اللَّه سيّد خلقهِ / لهُ الكونُ عبدٌ والزمان خدومُ
نبيّ الهدى يا أعظمَ الناس نائلاً / وَمَن جودهُ في العالمين عميمُ
وَمَن هو في الدارَين خيرُ وسيلةٍ / شَفيعٌ لدى الربِّ الكريم كريمُ
تَدارَك أَغثني في أموري فإنّني / عَرَتني همومٌ مسُّهنَّ أليمُ
وَما ذكرَ تَفصيلاتها لكَ لازمٌ / فأنتَ بأسرارِ الغيوبِ عليمُ
كلَّما قلتُ سرَّ قَلبي الحزينُ
كلَّما قلتُ سرَّ قَلبي الحزينُ / ثارَ مِن عسكرِ الهموم كمينُ
فَكأنَّ السرورَ في وسط حصنٍ / حولهُ مِن صروف دَهري حصونُ
أيُّها النفسُ بالمشفّع لوذي / فَسَيأتيكِ منه فتحٌ مبينُ
أَحمدُ المُصطفى محمّدٌ المخ / تار هادي الورى النبيّ الأمينُ
خيرُ عبدٍ للَّه سادَ جميع ال / خلقِ فضلاً من كان أو من يكونُ
إنّ ظنّي فيه جميلٌ وهذا الظ / ظنُّ لفظٌ معناه علمٌ يقينُ
سيّدي يا أبا البتولِ دَهتني / أيُّ حَربٍ من الخطوب زبونُ
وذُنوبي قد أثقَلَتني وديني / بحقوقٍ لم أقضهنّ رهينُ
هذهِ حالَتي وما لي لدى اللَ / هِ تعالى سواك ركنٌ متينُ
فاِرضَ عنّي وكُن شَفيعي إليهِ / كلّ صَعبٍ إذا رضيت يهونُ
لِعربِ النقا أكرِم بهم عَرباً أهوى
لِعربِ النقا أكرِم بهم عَرباً أهوى / وَما مُنيتي ميٌّ ولا أرَبي أروى
فَكَم مِن يدٍ عِندي لهم أنعَموا بها / وَما عندهم منٌّ ولا عندنا سلوى
فَأحبِب بهم قوماً وأحبب بطيبةٍ / حِمىً فيه للمختارِ خير الورى مثوى
أعزُّ جميعِ العالمين محمّدٌ / وَأكرمُهم شمسُ الهدى ليثهُ الأقوى
غَدت أفضلَ الأفلاكِ حين ثوى بها / وَأرفعها قَدراً وأكثرها جدوى
بهِ فاقتِ الدنيا وصارَت أعزّها / وَأشرفها أرضاً وأشرقها جوّا
هَنيئاً لقومٍ جاوَروا خير مرسلٍ / وَكانَ لهم فيها بأكنافهِ مأوى
أَلا ليتَ شعري وهيَ أعظم منيةٍ / مَتى شُقّة البيداءِ ما بيننا تُطوى
أَشدُّ رحالي كَي أَرى البدر مشرقاً / بِمطلعهِ فيها وما ضرّه العوّا
وَأعجبُ شَيءٍ أنّه قد هدى الورى / وَقد ضلّ في أنواره ذلك الغوّا
مُنيَتي طيبة لا أَبغي سواها
مُنيَتي طيبة لا أَبغي سواها / فَبِها الحسنُ لِعمري قد تَناهى
كيفَ أَنساها وأَسلو حبّها / بَعدما قَد خالَط الروحَ هواها
لا أُطيلُ الشرح أقصى مُنيتي / أَن أَراها وأُرى تحت ثراها
لَو تأمّلنا بحقٍّ أَرضها / لَرأيناها جِباهاً وشفاها
فاقتِ الدنيا سناءً وسناً / بحبيبِ اللَّه خيرِ الخلق طهَ
صاحب المعراجِ سرّ اللَّه في / خلقهِ أعلى الورى قدراً وجاها
خَصّه اللَّه بأعلى رتبةٍ / خفضَ الخلقَ جميعاً فعلاها
قَد رَوى عن ذاتِ مولاهُ الهدى / وَبلا كيفٍ ولا كمّ رآها
رِحلةٌ نالَ بها كلّ المنى / وبهِ الأفلاكُ قَد نالت مناها
قدرةُ الرحمنِ لا حدّ لها / مُنتهى كلّ كمالٍ مُبتداها
هلّا اِتّخذت إلى الرسولِ سَبيلا
هلّا اِتّخذت إلى الرسولِ سَبيلا / فَتُشاهدَ المأمونَ والمأمولا
وَتَرى هنالكَ طيبةً مجلوّةً / وَبِرأسها من نورهِ إكليلا
بَلدٌ به شمسُ النبوّة أشرَقت / دامَت ولم ترَ في الوجود أفولا
بَلدٌ به بحرُ الشريعةِ قَد طَما / عمَّ البسيطةَ عرضَها والطولا
بَلدٌ به ذاتُ النبيّ محمّدٍ / كَم جابرت بلقائِها جبريلا
في مكّةٍ جهلوا عليه وأهلها / ما كانَ فيهم قدرهُ مَجهولا
أَكرِم بأنصارِ النبيّ محمّدٍ / أُسداً وأكرِم بالمدينة غيلا
أَكرِم بكلّ الصحبِ لم نسمع لهم / بِجميعِ صحبِ الأنبياء مثيلا
بُغض الأسافلِ لم ينقِّص فَضلهم / بَل زادَهم بين الورى تَفضيلا
إنّ السراجَ إِذا عبثتَ بضوئهِ / يَزدادُ فيه ضوؤهُ تكميلا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025