المجموع : 132
أَنا في حِمى عائذ
أَنا في حِمى عائذ / وبخيرِ خلق اللَّه لائِذ
أصل الوجودِ محمّدٍ / فرعِ الجحاجحةِ الجهابِذ
خيرِ البريّة كلّها / مَن جاههُ في الحشرِ نافِذ
ربُّ الشفاعةِ واللِوا / وَالحوضِ والكلمِ النوافِذ
جَمَعَ الكمالَ فما لشا / نيهِ إِلى عيبٍ منافِذ
حفظَ العهودَ وإنّه / لِلعهدِ ممّن خان نابِذ
يا مَن لجاذبِ حبّه / بقلوبِهم أَقوى جوابِذ
بِشَذا هداهُ تمسّكوا / عضّوا عليه بالنواجِذ
وَالآلُ والصحبُ الهدا / ةُ منَ الضلالِ لنا معاوِذ
إنّي أدينُ بحبّهم / وَلضدّهم أَبداً أنابِذ
آهِ لَولا الجناحُ منّي كسيرُ
آهِ لَولا الجناحُ منّي كسيرُ / كنتُ في الحالِ للحجازِ أطيرُ
وَيَقيني بأحمدٍ جبر كسري / كلّ كسرٍ بأحمدٍ مجبورُ
سيّد الخلقِ صفوةُ الحقّ شمس ال / أُفقِ أفقِ الهدى البشير النذيرُ
مَن يَكُن زاعِماً بدينٍ ودنيا / غُنيةً عنه إنّني لفقيرُ
سيّدي يا أبا البتولِ أَغثني / أنتَ أَدرى بما حواه الضميرُ
أَأُرجّي مَعاشراً فيهمُ الأر / واحُ موتى لها الجسوم قبورُ
وَأَعزُّ الأنامِ أنتَ لدى اللَ / هِ تَعالى وهو السميع البصيرُ
إنَّ ربّي لما يشاءُ لطيفٌ / وَعلى ما يشاءُ ربّي قديرُ
بكَ أَدعوهُ أَن ييسّر عُسري / فَعليهِ تيسيرُ عسري يسيرُ
أنتَ نعمَ العبدُ الكريم عليه / وَهوَ نعمَ المولى ونعم النصيرُ
ليتَ أَحبابَنا بأرضِ الحجازِ
ليتَ أَحبابَنا بأرضِ الحجازِ / عامَلونا بالوعد والإنجازِ
كلُّ خيرٍ قد جازَ لي من لَدُنهم / غيرَ وَصلي فما له من جوازِ
كلّما مرَّ ذِكرهم في خيالي / هزّني للّقاءِ أيّ اِهتزازِ
كنتُ مِن قبل حبّهم تِربَ ذلٍّ / وَأَنا اليوم منهم في اِعتزازِ
إِن يَكُن بِالهوى لِقومٍ خسارٌ / فَبحبّي للهاشميِّ مفازي
سيّدُ الخلقِ مُصطفى الحقّ مِن كل / لِ البَرايا فَما له مِن موازي
أَفضلُ العالمين أكرمُ خلقِ ال / لَه خيرُ الورى وحيد الطرازُ
جاءَ والكفرُ كالنعامةِ فاِنقض / ضَ على رأسه اِنقضاضَ البازي
كَم جَزى المُحسنين خيرَ جزاءٍ / وَلِمَن قَد أساءَ ليس يُجازي
ليسَ فيهِ لغيرِ مَولاه عوزٌ / ولهُ العالمونُ في إعوازِ
لا تَلُمني عَلى ظهورِ عُبوسي
لا تَلُمني عَلى ظهورِ عُبوسي / فَبِقلبي منَ النوى كلّ بوسِ
لَم تَنل مِن وصالِ طيبة نفسي / سُؤلَها وهيَ منيةٌ للنفوسِ
بَلدةٌ سادَتِ البلادَ وأَضحت / أَنفسَ الأرضِ بالنبيّ النفيسِ
هيَ أمُّ الأنوارِ قد حلّها المخ / تارُ بدر البدورِ شمس الشموسِ
خيرُ كلّ الأخيارِ أعلى الأعالي / في المعالي رئيسُ كلّ رئيسِ
نخبةُ اللَّه مِن جميعِ البرايا / زبدةُ الخلقِ صفوةُ القدّوسِ
طَلعت مُعجزاتهُ واِستمرّت / مُشرقات الأنوارِ وسط الطروسِ
لَيسَ تَخفى إلّا عَلى طامسِ العق / لِ غريقِ الضلال أعمى تعيسِ
أسفرَت كالنجومِ تَهدي وتُردي / لِنفيسٍ من الورى وخسيسِ
فهيَ لِلمُؤمنين سعدُ سعودٍ / وَعَلى الكافرينِ نحس نحوسِ
خيرُ البلاد علاً وعيشا
خيرُ البلاد علاً وعيشا / ما كانَ لِلمختار ممشى
شمسُ الوجودِ محمّد / رَغماً على أعمى وأعشى
للقدسِ سارَ بليلةٍ / كانَت بوجهِ الدهرِ نَقشا
فيها عَلى السبعِ العلا / حتّى غَدا للعرشِ عرشا
وَرَأى الإله مقدّساً / فَحَباه سرّاً ليس يُفشى
أَولاهُ خمساً حُكمها / خَمسون هشّ لها وبشّا
وَثَنى العنانَ لمكّةٍ / فكأنّه لم يعدُ فرشا
فَذوو البصائرِ صدّقوا / وَقُلوبُهم لم تحوِ غشّا
وَغَدا العِدا عن نورهِ / وَحَديثه عمياً وطُرشا
مَعَ قربهِ من ربّهِ / ما زالَ يَرجوهُ ويَخشى
عيسٌ لها في الآلِ رقصُ
عيسٌ لها في الآلِ رقصُ / وَلنحوِ ذاتِ النخل نصُّ
سارَت بأكرمِ فتيةٍ / فيهِم على الخيراتِ حرصُ
زاروا النبيّ محمّداً / وَلصحبهِ عمّوا وخصّوا
خير البريّة كاملَ ال / أوصافِ لا يعروه نقصُ
كَم جاءَنا من ربّه / في فضلهِ بالذكرِ نصُّ
شربَ العلومَ جَميعها / ولكلِّ خلقِ اللَّه مصُّ
علمَ الغيوبَ بأسرها / ما ثمّ تخمينٌ وخرصُ
بِدعائهِ زالَ الغلا / ءُ وعمّ في الآفاق رخصُ
ليثُ الحروبِ ومِخلبا / هُ هَناك بتّارٌ وخرصُ
أَضحى بِصارمِ دينهِ / لِجناحِ دين الشرك قصُّ
قُل لي مَتى العذراءُ تَرضى
قُل لي مَتى العذراءُ تَرضى / وَلبانةُ المُشتاقِ تُقضى
وَمَتى أشاهدُ وجنَتي / بِتُرابها للأرضِ أرضا
وَأزورُ ثمَّ محمّداً / خير الوَرى كلّاً وبعضا
مَولى الخلائقِ نائبِ ال / خلّاق إِبراماً ونقضا
لَم يقضِ قطّ قضيّةً / إلّا لَها الرحمنُ أمضى
جَعل الإلهُ من القدي / مِ ولاءَه في الرسلِ فرضا
عمَّ البسيطةَ دينهُ / وَسَرى بِها طولاً وعرضا
مَحَضَ النصيحةَ للورى / إِذ جاءَهم بالحقّ مَحضا
وَشفَى منَ الضلّال وال / جهّالِ أَمواتاً ومرضى
وَلَكم جفاهُ مع اِقتدا / رِ البطشِ ذو جهلٍ فأغضى
أَأَحبابَنا ما خنتُ عهدكم قطُّ
أَأَحبابَنا ما خنتُ عهدكم قطُّ / فهَل بعدَ هذا القبضِ يحصل لي بسطُ
وَلي مِن أماني الدهرِ أعظم منيةٍ / إِذا قلتُ قَد حانت أرى الدهرَ يشتطُّ
أَزورُ أَبا الزهراءِ في تختِ مُلكهِ / وَيُغرقُني من بحرِ إِحسانه شطُّ
وَمَن ذا يُطيقُ الفيضَ مِن بحرِ جودهِ / وَحسبُ جميعِ الخلقِ من غيثه نقطُ
بهِ زيّن اللَّه الوجودَ بخاتمٍ / لأعظمِ أفلاكِ السما نعلهُ قرطُ
أَجلُّ ملوكِ الأرضِ مسكينُ بابه / وَليثهمُ في يوم سطوته قطُّ
وَأَفرادُ آسادِ الوغا في حروبهِ / نعاجٌ وأهلُ الجود في بحرهِ بطُّ
لَقَد عمَّ كلّ العالمين بعلمهِ / وَما مِن سَجاياه القراءة والخطُّ
بهِ العربُ نالوا كلّ عزٍّ وسؤددٍ / وَدان إليهِ الفرسُ والروم والقبطُ
وَسادَ جميعَ الناسِ بالمجدِ رهطهُ / بنو هاشمٍ ما مثلهم في الورى رهطُ
لكَ نحوَ أرضِ العربِ لحظُ
لكَ نحوَ أرضِ العربِ لحظُ / أَهَواكَ قيصومٌ وقرظُ
كَلّا ولكن ثمّ أح / بابٌ لهُم في القلب حفظُ
فَعَسى يكونُ بِقربهم / لي عندَ خير الخلق حظُّ
روحُ الوجودِ محمّد ال / محمودُ لا كظٌّ وفظُّ
طَبعٌ أرقُّ من النسي / مِ بهِ على الكفّار غلظُ
راضٍ بِما رضي الإلَ / هُ وَما به لسواه غيظُ
لا الحَرُّ حَرٌّ عندهُ / في حبّه لا القيظ قيظُ
مَهما عَراه من أمو / رِ الدهرِ لا يعروه بهظُ
فاقَ الكلامَ جميعهُ / لِكتابهِ معنىً ولفظُ
وَقدِ اِستَوى ببيانهِ / قصصٌ وأحكامٌ ووعظُ
تذكّرَ مِن طيبةٍ أربُعا
تذكّرَ مِن طيبةٍ أربُعا / فَأَذرى البُكى أربعاً أربعا
دَعاني فأبطأتُ شوقي لها / وَكانَ بودّي أن أُسرعا
وَلَولا قُيودي من النائبات / لكنتُ لَها عبدَها الطيّعا
فَيا برقُ باللَّه إن جئتَها / وَطفتَ بها مَربعاً مربعا
فَدونكَ فاِسجد على تُربها / وَيمّم بها المنزلَ الأرفعا
وَبلّغ سَلامي رسولَ الهُدى / محمّداً السيّدَ الأروَعا
وَقُل يا أعزّ الورى بائسٌ / رَجاك لدينٍ ودُنيا معا
فَكُن شافعاً فيهما للإلَ / هِ بأن يَمنحه الأصلحَ الأنفعا
وَإنّي لأعلمهُ حاضراً / يَراني وأدعو لهُ مُسمعا
وَلكنّه الشمسُ شمسُ الهدى / وَطيبةُ أَضحت له مَطلعا
يا لَيتَني لِلحجازِ بالِغ
يا لَيتَني لِلحجازِ بالِغ / وفيهِ عَيشي يا سعدُ سائِغ
يُمحى ظَلامي بنورِ بدرٍ / في طيبة الطيّبين بازِغ
محمّدٌ سيّد البرايا / أفضل فردٍ في الخلق نابِغ
خاتمُ رسلِ الإله زينٌ / لَهُم له اللَّه خير صائِغ
قَد ملِئ الكونُ من هداهُ / وَكانَ من قبل ذاك فارِغ
أَتى بدينٍ يهدي ويردي / لكلِّ دينٍ بالحقّ دامِغ
تِرياقُ توحيدهِ حياةٌ / لِمَن له الشرك شرُّ لادِغ
وَهوَ لعمري حِصنٌ حَصينٌ / مِن كلّ نازٍ وكلّ نازِغ
حقّاً رأى اللَّه في سراهُ / لِلعرشِ ما طرفهُ بزائِغ
وَعادَ في ليلةٍ قريراً / عليهِ فضلُ الرحمنِ سابِغ
يا ليتهُ بِالمدينة اِعتكفا
يا ليتهُ بِالمدينة اِعتكفا / ينالُ فيها الألطافَ والتُحفا
يعيشُ في ظلّ سيّدٍ سندٍ / في بابهِ الدهرُ خادماً وقفا
محمّدٌ أفضل الخليقةِ من / لولاهُ هذا الوجودُ ما عُرِفا
سيّد كلّ الساداتِ أَكرَمهم / أَدنى مُجيبٍ لمن به هَتفا
قُل يا حبيبَ الرحمنِ نائبهُ / وَعنكَ ناب الملوكُ والخلفا
اِنظر إِلى دينكَ المبين غدا / لملّةِ الكفرِ في الوَرى هَدفا
ها هُم تَداعوا كما أبنت لنا / وَنحنُ مَع كثرةٍ بنا ضعفا
فَكُن بِهذا الزمانِ ذا نظرٍ / لَنا كما كنت في الّذي سلفا
عَبدٌ لكَ الدهرُ إِن أمرت له / يتوبُ ممّا بحقّنا اِقترفا
وَأنتَ عبدٌ للَّه صفوتهُ / وَقَد أَسأنا فإن عفَوت عفا
مِن ثَنايا العذراءِ لاح بريق
مِن ثَنايا العذراءِ لاح بريق / فجَرى مِن دموعِ عيني عقيقُ
حبّذا حبّذا معاهدُ سلعٍ / وَربوعٌ فيها الحبيبُ الحقيقُ
أَحمدٌ حامدٌ محمّدٌ المح / مودُ خير الورى النبيّ الصدوقُ
سادَ كلَّ الوَرى بكلّ كمالٍ / خيرُ حرٍّ للَّه عبدٌ رقيقُ
ليسَ للَّه عزّ جلّ تعالى / غيرهُ للأنامِ طرّاً طريقُ
لَم يوفَّق موفّقٌ قطّ إلّا / جاءَه مِن طريقه التوفيقُ
فَعَليه لربّه وحدَه الحق / قُ وكلٌّ له عليهم حقوقُ
خُلقَ العالمونَ مِن نوره فه / وَ ببرِّ الأبناء منهم خليقُ
والدُ الكلّ في الحقيقة لكن / بعضُ أبنائهِ لديهم عقوقُ
خَلَق اللَّه خلقه ففريقٌ / لِجنانٍ وللسعيرِ فريقُ
حَيّاكِ يا طيبةُ حيّاك
حَيّاكِ يا طيبةُ حيّاك / صوبُ سحابٍ ضاحكٍ باكي
وَلستِ للغيثِ بمحتاجةٍ / لأنّه من بعض جدواكِ
أَولاكِ ما أغناكِ بحرُ الندى / مولى الوَرى طرّاً ومولاكِ
مُحمّدٌ أحمدُ شمسُ الهدى / خيرُ الورى الثاوي بمثواكِ
أَرسلهُ اللَّه إِلى خلقهِ / مطاعَ أفلاكٍ وأملاكِ
فَأطلقَ التوحيدَ من قيدهِ / وَقيّد الشركَ بأشراكِ
وَأرشدَ الخلقَ إلى ربّهم / بخُلقٍ عبّاسٍ وضحّاكِ
في السلمِ أَندى من نسيمِ الصبا / وَفي الوغى أفتكُ فتّاكِ
حتّى غَدا الدينُ به خالصاً / مُنزّهاً عن إفكِ أفّاكِ
حُزتِ بهِ طيبة كلّ العلا / هنّأهُ اللَّه وهنّاكِ
أَلا حبّذا بينَ النخيلِ نزولُ
أَلا حبّذا بينَ النخيلِ نزولُ / وظلٌّ بأكنافِ العقيق ظليلُ
أَمان لنا يا طيبُ عندك يا ترى / إِليها لنا يوماً يكون وصولُ
نقبّلُ أرضاً مسّها قدمُ الّذي / لَه سُحِبت فوقَ السماء ذيولُ
سَرى راحِلاً للعرشِ في بعض ليلةٍ / وَعادَ لهُ بعدَ القَبول قفولُ
نبيُّ جميعِ الأنبياءِ محمّدٌ / نَعَم ولكلّ المرسلين رسولُ
وَكلُّ رسولٍ خصّ قوماً وإنّه / ببعثتِه للعالمين شمولُ
فَما كان بينَ الخلقِ مثلٌ لأحمدٍ / وَليسَ له فيمن يكون مثيلُ
وَكلّ صنوفِ الفضلِ في كلِّ فاضلٍ / بِنسبةِ فضلٍ قد حواه قليلُ
يحيلُ عليهِ المرسلونَ بحشرهم / وليسَ على غير الإله يحيلُ
فَيحملُ أثقالَ الخلائقِ وحدهُ / لَدى ربّه إنّ الكريم حمولُ
لِطيبةَ مِيثاقٌ عليَّ قديمُ
لِطيبةَ مِيثاقٌ عليَّ قديمُ / إِذا ذُكرت يوماً لديّ أهيمُ
وَما ذاكَ إلّا أنّ فيها محمّداً / رسولَ الهُدى روحَ الوجود مقيمُ
هوَ الشمسُ إلّا أنّ في الكونِ نورهُ / يدومُ وَنورُ الشمس ليس يدومُ
هوَ البحرُ عمّ الكائناتِ بفضلهِ / بِساحلهِ كلّ الكرامِ تعومُ
هوَ الدهرُ عمّ الخلقَ شاملُ حكمهِ / وما عهدهُ في النائبات ذميمُ
هوَ العبدُ عبدُ اللَّه سيّد خلقهِ / لهُ الكونُ عبدٌ والزمان خدومُ
نبيّ الهدى يا أعظمَ الناس نائلاً / وَمَن جودهُ في العالمين عميمُ
وَمَن هو في الدارَين خيرُ وسيلةٍ / شَفيعٌ لدى الربِّ الكريم كريمُ
تَدارَك أَغثني في أموري فإنّني / عَرَتني همومٌ مسُّهنَّ أليمُ
وَما ذكرَ تَفصيلاتها لكَ لازمٌ / فأنتَ بأسرارِ الغيوبِ عليمُ
كلَّما قلتُ سرَّ قَلبي الحزينُ
كلَّما قلتُ سرَّ قَلبي الحزينُ / ثارَ مِن عسكرِ الهموم كمينُ
فَكأنَّ السرورَ في وسط حصنٍ / حولهُ مِن صروف دَهري حصونُ
أيُّها النفسُ بالمشفّع لوذي / فَسَيأتيكِ منه فتحٌ مبينُ
أَحمدُ المُصطفى محمّدٌ المخ / تار هادي الورى النبيّ الأمينُ
خيرُ عبدٍ للَّه سادَ جميع ال / خلقِ فضلاً من كان أو من يكونُ
إنّ ظنّي فيه جميلٌ وهذا الظ / ظنُّ لفظٌ معناه علمٌ يقينُ
سيّدي يا أبا البتولِ دَهتني / أيُّ حَربٍ من الخطوب زبونُ
وذُنوبي قد أثقَلَتني وديني / بحقوقٍ لم أقضهنّ رهينُ
هذهِ حالَتي وما لي لدى اللَ / هِ تعالى سواك ركنٌ متينُ
فاِرضَ عنّي وكُن شَفيعي إليهِ / كلّ صَعبٍ إذا رضيت يهونُ
لِعربِ النقا أكرِم بهم عَرباً أهوى
لِعربِ النقا أكرِم بهم عَرباً أهوى / وَما مُنيتي ميٌّ ولا أرَبي أروى
فَكَم مِن يدٍ عِندي لهم أنعَموا بها / وَما عندهم منٌّ ولا عندنا سلوى
فَأحبِب بهم قوماً وأحبب بطيبةٍ / حِمىً فيه للمختارِ خير الورى مثوى
أعزُّ جميعِ العالمين محمّدٌ / وَأكرمُهم شمسُ الهدى ليثهُ الأقوى
غَدت أفضلَ الأفلاكِ حين ثوى بها / وَأرفعها قَدراً وأكثرها جدوى
بهِ فاقتِ الدنيا وصارَت أعزّها / وَأشرفها أرضاً وأشرقها جوّا
هَنيئاً لقومٍ جاوَروا خير مرسلٍ / وَكانَ لهم فيها بأكنافهِ مأوى
أَلا ليتَ شعري وهيَ أعظم منيةٍ / مَتى شُقّة البيداءِ ما بيننا تُطوى
أَشدُّ رحالي كَي أَرى البدر مشرقاً / بِمطلعهِ فيها وما ضرّه العوّا
وَأعجبُ شَيءٍ أنّه قد هدى الورى / وَقد ضلّ في أنواره ذلك الغوّا
مُنيَتي طيبة لا أَبغي سواها
مُنيَتي طيبة لا أَبغي سواها / فَبِها الحسنُ لِعمري قد تَناهى
كيفَ أَنساها وأَسلو حبّها / بَعدما قَد خالَط الروحَ هواها
لا أُطيلُ الشرح أقصى مُنيتي / أَن أَراها وأُرى تحت ثراها
لَو تأمّلنا بحقٍّ أَرضها / لَرأيناها جِباهاً وشفاها
فاقتِ الدنيا سناءً وسناً / بحبيبِ اللَّه خيرِ الخلق طهَ
صاحب المعراجِ سرّ اللَّه في / خلقهِ أعلى الورى قدراً وجاها
خَصّه اللَّه بأعلى رتبةٍ / خفضَ الخلقَ جميعاً فعلاها
قَد رَوى عن ذاتِ مولاهُ الهدى / وَبلا كيفٍ ولا كمّ رآها
رِحلةٌ نالَ بها كلّ المنى / وبهِ الأفلاكُ قَد نالت مناها
قدرةُ الرحمنِ لا حدّ لها / مُنتهى كلّ كمالٍ مُبتداها
هلّا اِتّخذت إلى الرسولِ سَبيلا
هلّا اِتّخذت إلى الرسولِ سَبيلا / فَتُشاهدَ المأمونَ والمأمولا
وَتَرى هنالكَ طيبةً مجلوّةً / وَبِرأسها من نورهِ إكليلا
بَلدٌ به شمسُ النبوّة أشرَقت / دامَت ولم ترَ في الوجود أفولا
بَلدٌ به بحرُ الشريعةِ قَد طَما / عمَّ البسيطةَ عرضَها والطولا
بَلدٌ به ذاتُ النبيّ محمّدٍ / كَم جابرت بلقائِها جبريلا
في مكّةٍ جهلوا عليه وأهلها / ما كانَ فيهم قدرهُ مَجهولا
أَكرِم بأنصارِ النبيّ محمّدٍ / أُسداً وأكرِم بالمدينة غيلا
أَكرِم بكلّ الصحبِ لم نسمع لهم / بِجميعِ صحبِ الأنبياء مثيلا
بُغض الأسافلِ لم ينقِّص فَضلهم / بَل زادَهم بين الورى تَفضيلا
إنّ السراجَ إِذا عبثتَ بضوئهِ / يَزدادُ فيه ضوؤهُ تكميلا