المجموع : 115
حلا بعض الكلام ومنه مر
حلا بعض الكلام ومنه مر / تجرعه السماع فما أساغه
وما كل الطباع تجيد شعراً / وأغلى الدر ما ذو الخبر صاغه
وقال الجاهلون فراغ بال / أيحيي الميت ان يلقى فراغه
لعمرك ما البصير سوى خبير / شواغل دهره ملأت دماغه
ولي قلم تبارك من براه / وعلمه افانين الصياغه
تناغيه البلابل من بياني / رعاك الله يا غصن البلاغه
فقل لمعرض نفساً لهجوي / هجوتك لو تطهرك الدباغه
يا ليل ما للصبح لم يطلُع
يا ليل ما للصبح لم يطلُع / كأنما تاه عن المهيع
قطعت يا ليل طريق السرى / عليه أم أغرق في أدمعي
وكلما قلت تجلى ضفت / عليه اذيالك كالبرقع
وانت يا صبح لقد طال ما / ادعوك ادعوك ولم تسمع
أصبت بالاعين أم قصرت / بك الخُطى ويك عن المطلع
اين ظباك البيض عهدي بها / تُغري أهاب الدجن كالمبضع
وخيلك الشهب التي نافست / خيل الرياح السُبق الأربع
ان كنت أعييت فقم وارمه / بسهم نار من لظى اضلعي
وان يكن غير الذي خلته / فيك فقل واجهر بما تدعي
عساك من ذلة اقوامنا / غضبت يا صبح فلم تسطع
رحماك هل قلت نعم أنني / احس صوتا رن في مسمعي
تقول أين القوم أهل النخا / واين أرباب القنا الشرع
بل أين أبطال بني يعرب / واين اقيال بني تبع
أين الكُماة الحمس من طفلهم / يحبو إلى الحرب إذا ما دعي
طوتهم الأرض ولم يخلفوا / فيما أرى اليوم سوى الهُلع
من طأطؤا للظلم هاماتهم / واستلأموا الذل عن الأدرع
يقضون بالضيم حياة الشقا / من خاضع طوعا ومستخضع
تحكمهم شر ذمة لم تزد / عدتها عن عقد الاصبع
يتبعها منهم ومن غيرهم / توابع كالحمر الظُلّع
جارت عليهم فوق جور العدى / بكل شكل مؤلم مفجع
قتلا وبتعيداً ونهباً ولم / تخش من البغي اذى المرتع
وهم مقيمون على طوعها / كأنمما هم غنم ترتعي
أهابت الأرض بهم والسما / وهم غريقوا النوم في المضجع
والانس والجن تناديهم / وليس من يسمع أو من يعي
وأمة منهم لقد لعلعت / أصواتها عند رُبى لعلع
غارت عليهم إذ درت ما بهم / يُراد من محو ومن مصرع
فلم تجد منهم مجيبا ولو / صوتاً يحاكي نقة الضفدع
كأنهم ماتوا أو استمرنوا / على احتمال الذل في الأربع
قد أملوا نيل الأماني بلا / عزم يهز الكون كالزعزع
فضيعوا الوقت هباء كمن / يقيس خيط الشمس بالأذرع
حتى غدت أعيانهم شردا / كل امريء ينفى إلى بلقع
واصبحت أوطانهم قفرة / شوهاء تحكي هامة الاقرع
لا يطرق الاسماع فيها سوى / صوت الغراب الناعب الأبقع
هل يستحقون بان يسطع الص / بح عليهم فاقض لي أو دع
قد أركسوا في ظلمات من الظل / م فزدهم يا دجى واسفع
ويحك يا صبح لقد زدتني / توجعا في لومك الموجع
أأنت والدهر علينا لقد / بالغت في العتب فلا تفظع
قد كان ما قلت ولكننا / لم نرتض الظلم ولم نجزع
سيرجع الحق لأربابه / والحكم يرتد إلى المرجع
والدهر لا يبقى على حالة / بل كل يوم هو في منزع
عسى لياليه التي أترعت / اقداحنا من سمها المنقع
تعود للصفو فتهدي لنا / كؤوس عز بالهنا مترع
واللَه لا يغفل عن ظالم / ومن يصدع خلقه يصدع
يقولون لي ما بالُ شعرك لم يزل
يقولون لي ما بالُ شعرك لم يزل / حزيناً كصب دمعه يترقرق
يبلبل قلب السامعين كأنما / بأشطره ناح الحمام المطوق
فما هذه الألحان إلا لعاشق / ومثلك بعد الشيب هيهات يعشق
فقلت سأجفو الشعر ان كان فاضحاً / لسري فخلوني بحالي وارفقوا
إذا ما أدعى السلوان من شاب في الهوى / ليكتمه ايّاكُمُ ان تصدّقوا
ظن المتيم قد سلا فاغتاظا
ظن المتيم قد سلا فاغتاظا / ونضى سيوفا سميت ألحاظا
ظبي تعلق خاطري بجماله / وعصيت فيه الوعظ والوعاظا
ظبي هتكت بحبه سر الحجا / حتى أعدت مغندي مغتاظا
ظبي على أعطاف بانة قده / طارت قلوب أولي الهوى أشظاظا
ظهرت لواحظه بأسهمها على / مستهدف لولا التصبر فاظا
ظلم المشبه بالأراكة قده / لما انثنى بحلى البهاء وحاظا
ظرفت شمائله الحسان وأيقظت / مقل القلوب لعشقها أيقاظا
ظمائي لشهد لماه ألهب مهجتي / ما ضره ان أجتنيه لماظا
ظاهرت عذالي بهجر نصيحهم / في حبه كيدا لهم وغياظا
ظهروا بحلية مشفق لكنهم / أضحوا شداد بالملام غلاظا
ظنوا الهوى غيا لأن قلوبهم / غفل وإن تكن العيون يقاظى
ظبي الحمى رفقا بقلب متيم / هجر المنام بحبك استيقاظا
ظهرا لبطن قلبته يد الهوى / فغدا يقاسي لوعة وكظاظا
ظلم الزمان وظلم بينك يا رشا / قد أشعلا في القلب منه شواظا
ظعنت بمهجته الشجون وأغلظ الد / دهر الخؤون بكيده إغلاظا
ظلما أراد بي الأذاة وإنما / منن الرفاعي كن لي حفاظا
ظهر العواجز مسند الفقراء من / وسع الأنام حماية وحفاظا
ظبة المهند من سطاه ينوبها / صدع الفلول فلن تطيق دلاظا
ظني به أبدا جميل وهولي / عون إذا كاد الزمان وغاظا
ظفرت يدي بحباله فتمسكت / ورقيت من شم الفخار شناظا
ظل الندى منه بأطراف الدنا / متحلق كالهدب حاط جحاظا
ظلعت ركاب أولي التقدم عن مدا / علياه مهما بالغت أنكاظا
ظلت شموس رشاده بين الورى / تجلو القلوب ولم تثر أقياظا
ظهرت فكم من ظلمة كشفت بها / ولكم رقود أصبحت أيقاظا
ظفر المديد لدى حماه بكل ما / يرجو ونال سعادة وحظاظا
ظل السعود غدا به لي وارفا / أفهل أخاف الدهر إن هو قاظا
ظلمات همي في مدائحه انجلت / حتى أغرت الحاسد الجواظا
ظبيات شعري في ثناه أوانس / تسبي الخواطر لفتة ولحاظا
ظرفت معانيها ولا بدعا إذا / حسد الكواكب هذه الألفاظا
هلال حسن هلَّ يا مَن يراه
هلال حسن هلَّ يا مَن يراه / من فوق غصن جل من قد يراه
هام به العشاق وجدا وكم / تاه على العشاق واحسرتاه
هزَّ لنا من قده أسمرا / وجردت بيض الظباه مقلتاه
هما هما رسل المنايا لنا / فيا أخا العشق النجاة النجاه
هذا الذي من أجله في الهوى / قد ذلت الأسد لظبي الفلاه
هجرت في حبيه طيب الكرى / فمن مجيري من بلايا هواه
هو الذي عرفني بالضنا / يا ويلتا وهو لقلبي شفاه
هد القوى مني بهجرانه / فما الذي يا سعد عني لواه
هلم بي نبغي لنا مخلصا / فالوجد قد جاوز فينا مداه
هم في مديح ابن الرفاعي تفز / بالسعد يا سعد وطيب الحياه
هو الإمام المستغاث الذي / تقاصرت شم العلى عن علاه
هو الذي سلسل من عترة / أقدامهم بالعز فوق الجباه
هو الذي مظهر أنواره / لقد سما بدر الدجا في سماه
هو الذي مدت له جهرة / يمين طه يا لفخر حواه
هو الذي قد أشرفت في الورى / مناهج الرشد بمجلى هداه
هو الذي أورث عن جده / مكارم الخلق فكانت حلاه
هو الذي بالانسكار ارتقى / مقام عز عز من قد رقاه
هو الذي ضاهت كراماته / خوارق الرسل بغير اشتباه
هو الذي ذلت له الأسد في / غاباتها حتى غدت كالشياه
هو الذي يخمد جمر الغضا / لذكره مهما تعالت لظاه
هو الذي يغدو بأسراره / سم الأفاعي مثل عذب المياه
هو الذي يغني به المعتفي / ويبلغ الراجي لديه مناه
هيا بني الآمال نسعى إلى / أعتابه العليا ونبغي حماه
هطال جود لو رآه الحيا / لهام واستحيا لما قد رآه
همته الكبرى لقد ذللت / عزائم الدهر وأوهت قواه
هيهات أن يحصر أوصافه / مثن ولومهما غلا في ثناه
هواه ديني والثنا مذهبي / وحبه فوزي وسعدي رضاه
همت بمعناه وقد طاب لي / تكرار مدحيه ومجنى نداه
هنات شعري بعلى ذكره / إذ قد حوى بالفخر ما قد كفاه
سلوا من اقامت بالقوام المهفهف
سلوا من اقامت بالقوام المهفهف / غرامي اما للغصن طبع التعطف
فما بالها لا حيَّر اللَه بالها / تحيرني بالوعد مطلا ولا تفي
يلذ على قلبي الملام لذكرها / فباللَه زدني في الهوى يا معنفي
إذا ذكرت فارت دموعي ولوعتي / فلا هذه ترقى ولا تلك تنطفي
وما نلت منها عند منعرج اللوى / سوى نظرة في حسرة وتلهف
ولما تناجت مع فؤادي لحاظها / تحيّرت الأعضاء في سرنا الخفي
فخضنا بأسرار التناجي كأنما / أدرنا على الأحشاء أكواب قرقف
وقلت لها والركب حوَّلَ للسرى / رؤوس المطايا هاتي روحي اوقفي
قفي زوديني يا ظلوم بنظرة / لعلي بها قبل التفرق اشتفي
فما كان إلا لفتة بتكلف / وما عُد في الأعمار عيش التكلف
نأت وبنا من سحر مقلتها الوسنى
نأت وبنا من سحر مقلتها الوسنى / غرام يصد النوم ان يطرق الجفنا
نفورٌ نفت عنا الرقاد بينها / فيا ليت ذاك الحسن يشفع بالحسنى
نود سلوا كلما شفنا الهوى / وألحاظها تدعو القلوب هلمّنا
نبية حسن بالظبى من جفونها / دعتنا فأسلمنا النفوس وآمنا
نهيم بفرع نحو وردة خدها / دنا فتدلى قاب قوسين أو أدنى
نحنُّ لها وجداً ونشكو ملالها / وكم دِنف منا إذا ذكرت أنا
نلام عليها في الغرام وربما / شفى اللوم ان تذكر به كبدا مضنى
نطيب بذكراها وتحيى قلوبنا / فهلا نهيت الطير أن يعشق الغصنا
نهيت فؤادي أن يهيم بقدها / فهلا نهيت الطير أن يعشق الغصنا
أيا زمن الحبس في جِلَّق
أيا زمن الحبس في جِلَّق / أطلت عذابي ولم ترفقِ
رمتني بأعماقه أولاً / يداك ولم تك بالمشفق
وثنيت حتى دهاني البلا / ء بفاقرة شيبت مفرقي
ولا سيما حين القيتني / وحيداً بزندانه الضيق
وقالوا أخذت بذنب ابنك ال / ذي فر قبل من الفيلق
فيا معشر الأنس والجن وال / ملائك والعالم المطلق
ترى هل سمعتم بما قد مضى / بشخص لذنب السوي موثق
وهل هكذا يفعل الحاكمو / ن ام الظلم ذلك لم يسبق
وهل ترتجى دولة بالغت / بظلم الرعية أن ترتقي
سلوا عن شؤوني نجوم الدجى / إذا قيل اني لم أصدق
تخبركم ان طيب المنا / م لعيني في السجن لم يطرق
وان الهوان الذي ذقته / مع القيد والحبس في مطبق
تكل الشواهق عن حمله / ويوهى قوى الضيغم الانزق
وتنبو المسامع عن ذكره / وتأسف من عاره الملصق
ولم اك يوماً من الثائري / ن ولست من العالم المقلق
وكم من أناس بنوهم جنت / فرارا وطارت مع اللقلق
نفوهم لحكمة منع الفرا / ر وان تك ذي حجة الأخرق
ولكنهم لم يلاقوا الذي / لقيت من الضرر المصعق
فهل كان ذنبي سوى أنني / من العرب في نسب معرق
وقد أظهر اليوم حكامنا / عداوة ذا العنصر المشرق
رويدكم يا شباب الغرو / ر سلكتم من الجهل في مزلق
اضعتم وداد الحماة الكما / ة حداد الأسنة والمنطق
من اعتز فيهم حمى ملككم / مراراً لدى الخطر المحدق
وجاست خلال ديار العدى / سنابك خيلهم السبق
فما لكم اليوم قد جرتم / عليهم بكل أذى موبق
وبالغتم في جروح القلو / ب بفتق مدى الدهر لم يرتق
قتلتم رجالاً بكاها الزما / ن واصبح بالدمع كالمغرق
جنيتم عليهم وخنتم وما / وفيتم بعهد ولا موثق
إلا يا زمان النحوس اتئد / فهذا اليراع على مهرقي
يهم بهجوك ان كنت من / يخاف المذمة أو يتقي
تبدلت بالتاج نعلاً ورح / ت تميس من الخزي في قرطق
وحكمت فينا الطغاة البغا / ة كأنك لم تدر ما تنتقي
فما هم سوى عُصبة الأشقيا / ء فكبر على سعيك المخفق
تخيرت أهل الخنا والفجو / ر ومن يكرع الاثم بالدورق
حيارى العقول فمن مُنجد / ببر الخيال ومن معرق
كأن بصائرهم ركبت / على سطح نهر من الزئبق
فما تستقر على حالة / لتسلك في المنهج الأليق
لقد ضيعوا الملك أمجاده / بفضل جنونهم المطبق
وقد ركبوا بحر هذي الحرو / ب ولا يملكون على زورق
وكيف تُصان وتحمى البلا / د بكل ضعيف النهى أحمق
طر بي إلى النجم أو سر بي إلى سير
طر بي إلى النجم أو سر بي إلى سير / فمطلع الحسن يحكي مطلع النور
بل اين للنجم جنات معطرة / اجواؤهن بفواح الازاهير
هي العروس تجلت في محاسنها / تسبي العقول بمشموم ومنظور
أثمارها كالحلى من كل فاكهة / تحكي بطيب شذاها وردها الجوري
والزهر يلقى نثاراً فوق هامتها / مثل الدراهم أو مثل الدنانير
كأنما نبعها العالي تفجر من / نهر المجرة صاف غير مكدور
وتحته نهرها المسحور مندفق / فيا له ساحراً يُسمى بمسحور
ولو شهدت مطل الأربعين تجد / أضاً لديها جنان الأرض كالبور
تدني البعيد إلى الأبصار مشرفة / على فضاءٍ طليق غير محصور
ما غوطة الشام ان قيست بنظرتها / إلا كذابل أرض غير ممطور
وما مصايف لبنان بجانبها / إلا الوصايف عند الكنس الحور
سبحان من خصها بالحسن اجمعه / وأهلها بالتقى من غير تقصير
يغشى الضياء بذكر اللَه مسجدها / فيشمل النور منه سائر الدور
وللآذان جلال في منارته / تخال موسى يناجي اللَه في الطور
أبناؤها بصفاء القلب قد عرفوا / فليس يعثر مصطاف بتكدير
قوم كرام قرأنا في وجوههم / آي البشاشة في صحف الأسارير
يعتز جارهم كالضيف عندهم / والصون يكنفه من كل محذور
والنجم من فلَلَكِ النحور إذا هوى
والنجم من فلَلَكِ النحور إذا هوى / ما ضلّ من يهوى الحسان ولا غوى
ولرب حسناء تملّك سحرها / قلبي وعرفه تباريح الجوى
تختال في عز الجمال وحبَّذا / غصن بصهباء الدلال قد ارتوى
أودعت حبة مهجتي في خدها / فأبت معاودتي وطاب لها الهوا
وابيك يا ابنة يعرب ما كنت من / يهوى التحوّل عن هواك إلى السوى
كلا ولا خطر السلو بخاطري / يوماً ولا قلبي عن الحب ارعوى
وفيّت عهدك في الهوى وغدرتني / أفعلّمتك الميل بانات اللوى
قد طال سكري في هواك ولا أرى / اني أفيق من الصبابة والهوى
من اطلع القمر الزاهي بطلعته
من اطلع القمر الزاهي بطلعته / واودع السحر في أجفان مقلته
أما ونور جبين منه محتجب / ما تشرق الشمس إلا من أسرته
لولا توهم قلبي راح مرشفه / ما راح نشوان لا يصحو لسكرته
غدوت ما بين أرباب الهوى علما / لما خلعت عذاري في محبته
اللَه أكبر كم أوحت لواحظه / سر الغرام لقلبي يا لصبوته
من منقذي أو مجيري من هوى رشأ / يكن ناظره ما في كنانته
يا لائمي في الهوى اقصر ملامك عن / صب تهتك واعجب من خلاعته
سبحان من خلق العوا
سبحان من خلق العوا / لم ثم علم بالقلم
وبه تجلى مقسماً / فأجله شرف القسم
وحباه منزلة بها / جعل السيوف له خدم
من قاسه بالرمح وال / غصن النضير فقد ظلم
هو مستقيم لم يمل / وعليهما الميل احتكم
والقلب منه منور / ابدا وقلبهما ظلم
لولاه ما حفظ النث / ير ولا القريض المنتظم
لولاه ضاع العلم ما / بين الورى والجهل عم
هو حادث لكنه / ينيبيك عن سر القدم
كم قد أجاد رسائلاً / بجمانها الدهر ابتسم
ولكم أعان متيماً / وشفى محباً من سقم
وهو المسود كم قضى / فجرى القضاء بما حكم
وهو المسدد من غدا / بعلومه الفرد العلم
كل الفنون بنوه فاعجب / وهو طفل ما احتكم
مسك المداج لبانه / ودواته ثدي الكرم
هو ترجمان الذهن وه / و بريد أفكار الأمم
يجلو مناجاة الضما / ئر وهي غالية القيم
ويبين عن عقل الفتى / والعقل جوهرة النِعم
فوجوده جود من المو / لى أهم من الديم
هو ناطق بل سامع / وبصير طرف لم ينم
يصغي لما هجس الخيا / ل ويشهد المعنى الأغم
وإذا تغنى في السطو / ر شجاك في حسن النغم
ذرني اعدد فضله / ودع الحواسد في ضرم
ذرني ولا تخشى السيو / ف العمي والرمح الأصم
أني يفاخره المهن / د وهو ملتطخ بدم
شتان بين القاطع الجا / في ومن يوفي الذمم
هذا مزيته الوجو / د وذاك مغزاه العدم
هذا ينيل متى يشا / نعما وذلك للنقم
طوع البنان يسير ان / ي شئت في النهج الأمم
ما ان يخونك قط ان / خان الحسام أو انثلم
وإذا بدا منه الخطا / يمحى خطاه ويصطلم
والسيف ان أخطا المضا / رب نال صاحبه الألم
ان تمتدح ذا فرقة / يوماً فمن أخرى يذم
هو كعبة الدنيا ورك / ن حياتها والملتزم
لا تنتهي ايامها / إلا إذا جف القلم
لك مني ذلك العشق ولي
لك مني ذلك العشق ولي / منك يا مي ضياع الأمل
لك قد آه يا ما غَرَّدت / فوق عطفيه حمامات الحلي
ولحاظ رق منها غَزَلٌ / خلته مسترقا من غزلي
لو على الأطواد ما حملته / منك يا أخت المها لم تحمل
لي من لحظيك ويلي منهما / رشقات لم تحد عن مقتلي
لم أخلها أي ومن أرسلها / غير رسل للقضاء المنزل
ليت ما ألقاه من أسهمها / في سويداء قلوب العذل
ليس لي صبر عليها لا ولا / من لي صبر فما شئت افعلي
لا تبك رسما عفا ولا طللا
لا تبك رسما عفا ولا طللا / ولا غزالا رماك وارتحلا
لأنت أولى أن تبكين على / نفسك إذ ذاك شأن من عقلا
لا تأمن الدهر أن يحيف وعن / تقلب الدهر فاسأل النبلا
لا العمر يبقى ولا السرور ولا ال / حزن يدومان فاقصر الأملا
لا كرم الناس خلة رجل / حصل علما وأحسن العملا
لا الجاه يلهيه عن عبادة مو / لاه ولا المال والبنون ولا
لا يرهب الموت إن دنا وإذا / ما مات قال العوالم انتقلا
لا من يكون الحطام همته / وكلما زاد ما له بخلا
لا يبرح الدهر عبد درهمه / فلا تكن ذاك إن تكن رجلا
لا ترجون الوفاء من زمن / على نقيض الوفاء قد جبلا
لا العذل يجدي ولا الملام به / بل سيف بلواه يسبق العذلا
لأواء هذا الزمان مولعة / بنا وعيش الرخاء للجهلا
لأشكون جفوة الحظوظ به / لمن بسعد المريد قد كفلا
لا ثم يمنى الرسول سيدنا ال / غوث الرفاعي أفضل الفضلا
لابس برد الكمال من تخذ ال / عليا محلا ونسجها حللا
لآلئ الجود منه زين بها / جيد العطايا فما شكت عطلا
لامع نور الرشاد فيه زهى / وسره سار في الورى مثلا
لا يخطئ القصد من ألم به / ولا ينال الفتوح من قفلا
لا تجسر الأسد أن تمديدا / لمن بعلياه حبله اتصلا
لا بل لو اشتار من يلوذ به / سم الأفاعي لخاله عسلا
لا غرو وأن يزدهي بمدحته / شعري ويغدو بذكره ثملا
لأن أوصافه الحسان لقد / أدرن من لطفهن خير طلا
لاعج شوقي إلى زيارته / أزكى لهيب الفؤاد فاشتعلا
لا أزجرن المطي نحو حمى / علياه تطوي بكدها السبلا
لأرتوي من نطاف أنعمه / علا وأشفي بوردها العللا
لاذ به اللائذون فانتجعوا / جنات عدن برحبه نزلا
لا يظمأ الدهر قط واردها / ولا يرى عن نعيمها حولا
لا سيما من سعى لحضرته / يهدي جميل الثناء مرتجلا
لا بارح الغيث روض مرقده / ما لاح بدر السماء مكتملا
أفاطم لم تدرين ما فعل الحبس
أفاطم لم تدرين ما فعل الحبس / بجسمي وقد غالى به الضعف والنكس
لأبصرت شيخاً أوهن الدهر عظمه / وقد أزهر الفودان واشتعل الرأس
إذا جنه الليل استفاق إلى البكا / فأدمعه راح وراحته كأس
وبات يناجي الليل في شرح حاله / وهل في نجوم الليل للجرح من يأسو
على سجنه الحراس يخشى سفاههم / فوا أسفا ان يحصر الأسد النمس
إذا رام شكوى أعوزته يراعه / وقد منعت عنه المهارق والطِرس
وطوراً يزيد الضغط حتى لو أنني / توخيت لمس الباب ما رخص اللمس
وليس يطاق الحبس لو كان جنة / سماواتها نور وساحاتها قُدس
لقيت تصاريف القضا بشكيمة / إذا لم أهن لانت وان اضطهد تقسو
وعودت حمل النائبات فلم يكد / يكل لدى البأساء عزمي والبأس
ولم لا وقومي بالنجابة في الورى / لقد عرفوا والفخر من كأسهم يحسو
أقاموا عماد العلم والفضل وانتهى / إليهم عفاف النفس والخلق السلس
وشاد أبو حفص لهم بيت سؤدد / له الدين سقف والصلاح له أس
وكان لهم منه مدى الدهر غيرة / يقصر عن أدراك سلطانها الحدس
وكل عدو مسهم باذية / يعود عليهم بالردى ذلك المس
فقل للألى جاروا علينا تمهلوا / قليلاً سيدري المعتري لمن التعس
أتيتم من الأسواء ما لو تسطرت / تلهبت الأقلام واشتعل الطرس
رقصتم كما شءتم وكم من رواقصي / دهتها الليالي قبل أن ينتهي العرس
هو الدهر لا يبقى على حالة فما / ترى أخضرا الا وينتابه اليبس
ومن عادة الدنيا تدور بأهلها / فدور الرخا لا بد يعقبه البؤس
ولا بد للأفلاك من دورة بها / تغل يد العادي وينكسر الفأس
وكل امرئ يجزى بأفعاله فما / جنى غارس إلا الذي يُثمر الغرس
محمد يا سراج العالمينا
محمد يا سراج العالمينا / وتاج الأنبيا والمُرسَلينا
اغثني بانتصارك وانتشلني / بعزمك من أسار الظالمينا
نفيت لطيبة الغرا وما بي / سوى أني أُساق لها سجينا
وفي ساقي من الاغلال قيد / ثقيل من قيود المجرمينا
وما لي قط من ذنب ولكن / أبى الحكام ان لا يظلمونا
تغالوا في مجافاة الرعايا / وظنوا في بني العرب الظنونا
وما نقموا علينا غير أنا / من القوم الكرام المنجينا
لئن من جيشهم قد فر ابني / بعيداً عن عيون الناصحينا
فقد وثقوا بأن لا علم عند / ولا اعددت نوقاً أو سفينا
ولكن قد أبوا إلا اعتسافاً / علينا يرصدون بنا الفتونا
على انا وحقك ما أسأنا / لهم يوماً ولم نعد السكونا
بذلنا الطاعة العميا اليهم / وما كنا من القوم العمينا
ولكنا رأينا الخُلف أمرا / يفرق من جموع المسلمينا
كظمنا غيظ أنفسنا عليهم / ولم نرهم لكيظ كاظمينا
أبانوا بغض جنس العرب طرا / وراموا ان يقروا الظلم فينا
نعاني كل يوم من أذاهم / فنوناً لم تكن إلا جنونا
وقد فتكوا بأحرار كرام / أرادوا بعض عدل ان يكونا
صفت منهم نواياهم فحطوا / على شرك بناه الماكرونا
وما علموا وذو الإيمان غر / كريم أنهم متملقونا
وفي أحشائهم للحقد نار / يكاد ضرامها يشوى البطونا
وكم نهبوا وكم سلبوا وجاروا / على الأمراء والمستضعفينا
وما أبقوا هماماً يعربيا / خليا من تعديهم مصونا
فغوثاً يا رسول اللَه غوثاً / ولا تسمح بقومك ان تهونا
لئن يك آل عثمان تباهوا / زماناً بالملوك الصالحينا
فقد غصبتهم الثوّار ملكاً / غدا الغوبة للغاصبينا
ولم يدعوا لهم في كل حكم / سوى اسم لم يكن إلا طنينا
وماذا يستفيد من اسم مُلك / بلا حكم أمير المؤمنينا
تضعضت الخلافة واستبدت / بها القوم الغواة الغاشمونا
صغار السن والاحلام ضاعوا / عن السنن القويم وضيعونا
لقد ضاق الخناق وكل منا / جميل الصبر واخترنا المنونا
وقد طال الزمان وكل يوم / من اللأواء نحسبه سنينا
فيا رب الأنام بجاه طه / أبي الزهرا شفيع المذنبينا
أجرنا من بلائك واعف عنا / وعاملنا بألطافٍ تقينا
فليس لنا على الضيم اصطبار / وان عظمت اجر الصابرينا
لبنان يا جبل السرور
لبنان يا جبل السرور / ولبُانتي زمن الحرور
أنت المليك على الجبا / ل الشامخات مدى العصور
والأرز تاجك اتحفت / ك به يد الرب القدير
يلقى بك المصطاف ان / واع المسرة والحبور
ويرى الكواكب قربه / تهديه ايناس السمير
بنسيمك العطر العلي / ل شفاء علات الصدور
وبمائك العذب البرا / د حياة أموات الهجير
يُذكي العقول هواؤك الصا / في وزند العزم يوري
فلكم ولدت نوابغاً / في الكون نادرة النظير
واشاوساً عزت فلم / تك تستكين لأي نير
ولكم فخرت بكاتب / حر المبادئ والضمير
وبشاعر متفنن / جر الذيول على جرير
ولك الجنان الفيح عا / لية المشارف والقصور
تختال بين رياضها / أسراب ولدان وحور
شكلن ما بين الريا / ض رياض حسن مستنير
سبحان من خلق الحسا / ن وقال للأبصار حيري
لبنان يا عرش الجمال / ل ومعرض اللطف الغزير
أولعت منك وحقّ لي / بمصيف حصرون الشهير
أني التفت رأيت ما / يهنا به طرف البصير
من جدول أو منهل / يمتاز بالعذب المنير
أو روضة مدت لنا / استبرق النبت الخضير
أغنى بساط اللَه فيها ال / ضيف عن بسط الحرير
وبيوتها اشبهن ابرا / ج النجوم بلا نكير
ولأهلها طبع الودا / عة من غني أو فقير
واهم ما يصبو له / قلب الفتى انس العشير
ولقد أناف على المجر / ة حسن واديها الكبير
في عمقه وجلاله / وجمال منظره الوفير
يجد المشاهد روعة / كالغاب لكن في سرور
وكأن في نسماته / راحا تُدار بلا مدير
تشفى الجسوم من الضنا / تجلو النفوس من الكدور
ولقد حكت بزعون حص / رونا بجنات ودور
اختان حيرتا بفر / ط الحسن فكر المستخير
فهما مصيف واحد / كلتاهما صوغ الشذور
قد قامتا من ذلك الوا / دي على أعلى شفير
كحمامتين اطلتا / من رفرف الجو المنير
لك مني ذلك العشق ولي
لك مني ذلك العشق ولي / منك يا مي ضياع الأمل
لو على الأطواد ما حملته / منك يا أخت المها لم تحمل
لي قلب ناره لواحة / قل لمن يجهلها قم فاصطل
لي عين في الهوى نضاخة / تخجل الوسمي بالغيث الولي
لي من لحظيك ويلي منهما / رشقات لم تحد عن مقتلي
لم أخلها أي ومن أرسلها / غير رسل للقضاء المنزل
ليس لي صبر عليها لا ولا / عنك لي صبر فما شئت افعلي
ليت ما ألقاه من أسهمها / في سويداء قلوب العذل
ليروا أن الهوى يا مي ما / هو بالسهل ولا المستسهل
لك قد آه يا ما غردت / فوق عطفيه حمامات الحلى
لك خد جل من صوره / يخجل الشمس ببرج الحمل
لك لحظ رق منه غزل / زلته مسترقا من غزلي
لك ثغر كاد يحكي نظمه / كلمي في مدح ذي الفخر الجلي
ليث أهل الله شيخ الفقرا / الرفاعي صاحب القدر العلي
لب معنى الرشد بل شمس سما ال / فضل بل روح نجاح الأمل
لحظة منه تنير القلب من / ظلمة الجهل وتشفي المبتلي
لم يسد في دولة القوم الأولى / مثله فهو سراج الدول
لعلاه خارقات في الورى / صح لي فيهن ضرب المثل
لو على النار تلونا ذكره / لانطوت في وقدها المشتعل
لو صد عنا باسمه الآساد في / غيلها ما جنحت للغيل
لو رشفنا ريقة الأفعى على / سره لذت لنا كالعسل
لثمه يمنى أبيه المصطفى / أشرف الخلق أمام الرسل
لف كل المجد في بردته / أفلا يسمو على كل ولي
ليس لي عن حبه من معدل / أو هل عن حبه من معدل
لذ لي بين البرايا مدحه / مدحه بين البرايا لذلي
لكن الفكر لعمري قاصر / عن ثنا ذاك الإمام الأفضل
لو نظمت الشهب في سلك الثنا / فيك يا شيخ الشيوخ الكمل
لغدت أبكار نظمي مع ما / بلغت من حسنها في خجل
لي حظ العمران تقبل ولا / طيب للعيش إذا لم تقبل
هيهات لا قمراً يبقى ولا فلكا
هيهات لا قمراً يبقى ولا فلكا / ريبُ المنون فما يجدى اسى وبكا
كأس تدور على كل الورى فمتى / تُدار ذي الكأس يا ريب المنون لكا
افجعتَنا بهمام بيننا علم / كأن سهمك لا يدري بمن فتكا
شيخ الشريعة محمود النقيبة من / قضى الحياة بنشر العلم منهمكا
ثلم الم بركن الدين فانصدعت / له القلوب ورام الفضل فانتهكا
لهف الزمان ايا مولاي منك على / خلال مجد بها الرحمن خولكا
لهفي على غروة غراء كان لها / نور يمدّ لابصار الورى شركا
لهفي على سر أنفاس موكلة / للطالبين بفتح يكشف الحُبُكا
لقد عرا جامع المنصور فيك أسى / فلو يطيق لك الشكوى إذن لشكى
فكم أدرت به للناس كأس طِلى / من العلوم تفوق التبر منسكبا
وكم بمحرابه أسهرت في نسك / طرفا إذا ضحك اللاهي الخلي بكى
قد غال فقدك أفلاذي ومدّ يدا / لستر صبري واشيخاه فانهكتا
قد كنت في فلك الارشاد فرقده / لا اوحش اللَه من أمثالك الفلكا
يا قائماً بعلوم الأوّلين لقد / بالغت فضلاً فقال الفضل كم تركا
يا مُنتقى علماء الدين قل لي من / إليه نرجع بعد الاقتداء بكا
بمدح علاك تُغتفر الخطايا
بمدح علاك تُغتفر الخطايا / وتكتسب المناقب والمزايا
وعنك فضائل الأعمال تُرى / ومنك درى الورى حسن السجايا
وفيك أبا الهدى شرفاً تهادت / غواني الشعر باسمة الثنايا
وجاهك يا ابن خير الخلق تُجلى / به الجلي وتنكشف البلايا
وسرّك نافذ في كل فجّ / كما انبرت السهام عن الحنايا
وذكرك بالمعاني الزُهر اضحت / به الأملاك تهتف في البرايا
أنرت الكون عرفاناً وفضلاً / واخجلت السحائب بالعطايا
وصُنت طريقة الغوث الرفاعي / كما صُنت المريد عن الدنايا
وزدت الدين والدنيا سروراً / بانشاء المساجد والزوايا
مآثر في الورى سارت فطارت / قلوب الحاسدين لها شظايا
وحزت من المفاخر منتهاها / فلم تترك لمرتاد بقايا
فديتك ما صفات علاك إلّا / لِغرّ صفات جدك كالمرايا
ورثت خلاله في كل معنى / فهذا الشهد من تلك الخلايا
مديحك عُدّتي ورضاك ذُخري / وباسمك اتقي سهم الرزايا
وفيك قصائدي تُكسى جمالاً / كما حلّت ترائبها الصبايا
أقول لمن بمدحك عارضوني / أنا ابن جلا وطلاع الثنايا
تعلمني صفاتك كل معنى / له الألباب من بعض السبايا
ولم يعلق فؤادي طول عمري / سواكم لا وعلام الخفايا