المجموع : 228
يا خاضِبَ الشَيبِ الَّذي
يا خاضِبَ الشَيبِ الَّذي / في كُلِّ ثالِثَةٍ يَعودُ
إِنَّ النُصولَ إِذا بَدا / فَكَأَنَّهُ شَيبٌ جَديدُ
وَلَهُ بَديهَةُ رَوعَةٍ / مَكروهُها أَبَداً عَتيدُ
فَدَعِ المَشيبَ كَما أَرا / دَ فَلَن يَعودَ كَما تُريدُ
إِذا ما اِزدَدتُ في عُمري صُعوداً
إِذا ما اِزدَدتُ في عُمري صُعوداً / تَنَقَّصَهُ التَزَيُّدُ وَالصُعودُ
اِسعَد بِمالِكَ في الحَياةِ فَإِنَّما
اِسعَد بِمالِكَ في الحَياةِ فَإِنَّما / يَبقى خِلافكَ مُصلِحٌ أَو مُفسِدُ
فَإِذا تركت لِمُفسِدٍ لَم يُبقِهِ / وَأَخو الصَلاحِ قَليلُهُ يَتَزَيَّدُ
فَإِذا اِستَطَعتَ فَكُن لِنَفسِكَ وارِثاً / إِنَّ المُوَرِّثَ نَفسَهُ لَمُسَدَّدُ
إِنَّ التَجَنّي قاطِعُ الرفدِ
إِنَّ التَجَنّي قاطِعُ الرفدِ / وَالغَيظُ يُخرِجُ كامِنَ الحِقدِ
فَاِقبَل أَخاكَ عَلى تَغَيُّرِه / وَاِرعَ الَّذي قَد كانَ مِن عَهدِ
دارِ الصَديقَ إِذا اِستَشاطَ تَغَضُّباً
دارِ الصَديقَ إِذا اِستَشاطَ تَغَضُّباً / فَالغَيظُ يُخرِجُ كامِنَ الأَحقادِ
وَلَرَبُّما كانَ التَغَضُّبُ باعِثاً / لِمثالِبِ الآباءِ وَالأَجدادِ
كَتَمت الهَوى حَتّى إِذا نَطَقت بِهِ
كَتَمت الهَوى حَتّى إِذا نَطَقت بِهِ / بَوادِرُ من دَمع تَسيلُ عَلى خَدّي
وَشاعَ الَّذي أَضمَرتُ مِن غَيرِ مَنطِقٍ / كَأَنَّ ضَميرَ القَلبِ يَرشَحُ مِن جِلدي
يا ناظِراً يَرنو بِعَينَي راقِدِ
يا ناظِراً يَرنو بِعَينَي راقِدِ / وَمُشاهِداً لِلأَمرِ غَيرَ مُشاهِدِ
مَنَّتكَ نَفسُكَ ضَلَّةً وَأَبَحتَها / طُرُقَ الرَجاءِ وَهُنَّ غَيرُ قَواصِدِ
تَصِلُ الذُنوبَ إِلى الذُنوبِ وَترتَجي / دَركَ الجِنانِ بِها وَفَوزَ العابِدِ
وَنَسيتَ أَنَّ اللَهَ أَخرَجَ آدَماً / مِنها إِلى الدُنيا بِذَنبٍ واحِدِ
بِشرُ البَخيلِ يَكادُ يُصلِحُ بُخلَهُ
بِشرُ البَخيلِ يَكادُ يُصلِحُ بُخلَهُ / وَالتيهُ مَفسَدَةٌ لِكُلِّ جَوادِ
وَنَقيصَةٌ تَبقى عَلى أَيامِهِ / وَمَسَبَّةٌ في الأَهلِ وَالأَولادِ
وَقالوا اِدَّخِر ما حُزتَهُ وَجَمعتَه
وَقالوا اِدَّخِر ما حُزتَهُ وَجَمعتَه / لعَقبِكَ إِنَّ الحَزمَ أَدنى مِن الرشدِ
فَقُلتُ سَأمضيهِ لِنَفسي ذَخيرَةً / وَأَجعَلُ رَبّي الذُخرَ لِلأَهلِ وَالولدِ
إِنّي إِذا مَلَكتُ قوتَ غَدٍ
إِنّي إِذا مَلَكتُ قوتَ غَدٍ / فَلَيسَ بي فاقَةٌ إِلى أَحَدِ
إِنَّ غِنى النَفسِ رَأسُ كُلِّ غِنىً / وَما اِفتِقاري إِلّا إِلى الصَمدِ
وَالناسُ صِنفانِ في زَمانِكَ ذا / لَو غَيرَ هَذينَ رُمتَ لَم تَجِدِ
هَذا بَخيل وَعِندهُ سَعَةٌ / وَذا جَواد بِغَيرِ ذاتِ يَدِ
لا تحسدَنَّ أَخاكَ وَاِر
لا تحسدَنَّ أَخاكَ وَاِر / عَ لَهُ عَلى الأَيّامِ عَهدَه
حَسَدُ الصَديقِ صَديقَهُ / وَأَخاهُ مِن سُقمِ المَوَدَّه
مَن أَطلَقَ الطَرفَ اِجتَنى شَهوَةً
مَن أَطلَقَ الطَرفَ اِجتَنى شَهوَةً / وَحارِسُ الشَهوَةِ غَضُّ البَصر
وَالطَرفُ لِلقَلبِ لِسانٌ فَإِن / أَرادَ نُطقاً فَليُكِرَّ النَظر
يُفهَمُ بِالعَينِ عَنِ العَينِ ما / في القَلبِ مِن مَكنونِ خَيرٍ وَشر
يَطوي لِسانُ المَرءِ أَخبارَهُ / وَالطَرفُ لا يَملِكُ طَيَّ الخَبر
دَجاجُ أَبي عُثمانَ أَبعَدُ مَنظَراً
دَجاجُ أَبي عُثمانَ أَبعَدُ مَنظَراً / وَأَطوَلُ أَعماراً مِنَ الشَمسِ وَالقَمَر
فَإِن لَم نَمُت حَتّى نَفوزَ بِأَكلِها / حييتُ بِإِذنِ اللَهِ ما أَورَقَ الشَجَر
كَم قَد رَأَيتَ مَساءةً
كَم قَد رَأَيتَ مَساءةً / مِن حَيثُ تَطمَعُ أَن تُسَرّا
وَلَرُبَّما طَلَبَ الفَتى / لِأَخيهِ مَنفَعَةً فَضَرّا
إِنَّ اللَبيبَ إِذا تَفَرَّقَ أَمرُهُ
إِنَّ اللَبيبَ إِذا تَفَرَّقَ أَمرُهُ / فَتَقَ الأُمورَ مُناظِراً وَمُشاوِرا
وَأَخو الجَهالَةِ يَستَبِدُّ بِرَأيِهِ / فَتَراهُ يَعتَسِفُ الأُمورَ مُخاطِرا
إِنَّ القَناعَةَ ما عَلِمتَ غِنىً
إِنَّ القَناعَةَ ما عَلِمتَ غِنىً / وَالحِرصُ يورِثُ ذا الغِنى فَقرا
صاحِبُ اليُسرِ يَرقُبُ العُسرَ وَالمُع
صاحِبُ اليُسرِ يَرقُبُ العُسرَ وَالمُع / سِرُ في دَهرِهِ يُراقِبُ يُسرا
لَيسَ خَلقٌ لَهُ عَلى اللَهِ حَقُّ / إِنَّما حَقُّهُ عَلى الناسِ طُرّا
لا يُحابي الغَنِيَّ فيما أَتاهُ / لا وَلا يظلمُ الَّذي ماتَ فَقرا
يَمنَعُ اللَهُ عَبدَهُ نَظَراً مِن / هُ وَيُسني لَهُ العَطِيَّةَ مَكرا
لَيسَ مِن بُخلِهِ يُنَقِّصُ ذا الفَق / رِ وَلَم يُعطِ ذا الغِنى المالَ قَسرا
تَنَكَّب بُنَيّاتِ الطَريقِ وَجَورَها
تَنَكَّب بُنَيّاتِ الطَريقِ وَجَورَها / فَإِنَّكَ في الدُنيا غَريبٌ مُسافِرُ
مَن كانَ ذا مالٍ كَثيرٍ وَلَم
مَن كانَ ذا مالٍ كَثيرٍ وَلَم / يَقنَع فَذاكَ الموسِرُ المُعسِرُ
وَكُلُّ مَن كانَ قَنوعاً وَإِن / كانَ مُقِلّاً فَهوَ المُكثِرُ
الفَقرُ في النَفسِ وَفيها الغِنى / وَفي غِنى النَفسِ الغِنى الأَكبَرُ
فَإِن تَكُ حُمّى الغِبِّ شَفَّكَ وِردُها
فَإِن تَكُ حُمّى الغِبِّ شَفَّكَ وِردُها / فَعُقباكَ مِنها أَن يَطولَ لَكَ العُمرُ
وَقَيناكَ لَو يُعطى الهَوى فيكَ وَالمُنى / لَكانَت بِنا الشَكوى وَكانَ لَكَ الأَجرُ