المجموع : 57
أطرقت حين رأيته خجلا
أطرقت حين رأيته خجلا / عند اللقاء فظنه مللا
حاشا ودادى أن ينهنهه / جور الهوى ولو أنه قتلا
لو كان هذا الهوى الذي قتلا
لو كان هذا الهوى الذي قتلا / ما بين قلبي وبينهم عدلا
لما استحلوا بهجرهم تلفى / ولا استمالوا إلى الذي عذلا
أمنحهم رق مهجتي ودمي / ويمنحون الصدود والمللا
ما كل من برح الغرام به / والحب يبغي بحبه بدلا
ليتني كنت مخلى
ليتني كنت مخلى / بحبيبي أتملى
منعوه من وصالي / فانثنى عزي ذلا
ففؤادي بين شوقي / وغرامي يتقلى
وأراهم حسبوني / بسواهم أتسلى
لا رعى الله محبا / ترك الحب وملا
كنت بالصبر ضنيناً / فتولى حين ولى
أسكان هذا الحي من آل مالك
أسكان هذا الحي من آل مالك / مسالمة ما بيننا وجميل
ألم تعدونا أن تزوروا تكرماً / فما بال ميعاد الوصال يطول
وحلتم عن الوعد الجميل ملالة / وأنتم على نقض العهود نزول
إذا قيل من تهوونه صار حَانثا / بعهدكم ماذا هناك يقول
وإنا لنستبقى المودة والهوى / شهيد لنا إذ ليس عنه نزول
ولا تحسبوا العتبى عليكم توجعاً / فيطمع واش أو يلج عذول
رضينا رضينا أن نبيح نفوسنا / وما عاشق منا بذاك بخيلُ
وما منكم بد على كل حالة / وإن كان فيكم هاجر وملول
كذاك الهوى هذا حبيب معزز / وهذا محب في هواه ذليل
ووجد وشوق وارتياح ولوعة / وهجر وسقم دائم ونحول
دواعي الهوى محتومة فاصطبر لها / وإن جار بين أوجفاك خليل
علمنا بوشك البين أول خاله / وما حضرتنا للوداع عقول
إذا ما طمعنا أن تقر ديارهم / تداركهم بعد الرحيل رحيل
هجروا مخافة أن يملوا
هجروا مخافة أن يملوا / ظنوا صوابهم فذلوا
أو ليس هم روحى فكي / ف أميل عنهم حيث حلوا
لم يجهلوا تحريم قت / لي في الهم فيم استحلوا
لكنهم علموا بفر / ط محبتي لهم فذلوا
وتعززوا بالحب فاطر / حوا محلي فاستدلوا
لم يبق من رمقي لهج / ر أحبتي إلا الأقل
لله ما تركوه من / جسمي سليماً أو أعلوا
ناديتهم إذ حملوا
ناديتهم إذ حملوا / بحقكم لا تعجلوا
تعطفوا بنظرة / من قبل أن تحملوا
لم يبق إلا نفس / وأدمع تنهمل
ما وقفة لمغرم / لم يغنه التعلل
ويا فراق كم ترى / أنت بنا موكل
أنا المعنى بهم / إن أسرعوا أو نزلوا
فخل عن عذلي فلن / ينفع في العذل
ما لفؤادي عنهم / صبر ولا لي معدل
ولا سروري حين و / لي وغرامي مقبل
وغادروا قلبي على / جمر الهوى يشتعل
أنعموا لي بالوصال
أنعموا لي بالوصال / وارحموا رقة حالي
لا تذيبوا مهجتي بي / ن التجني والدلال
ليس عندي في هواكم / قد بدا لي قد بدالي
إنما قصدي رضاكم / قد حلا لي قد حلا لي
فإن اخترتم عذابي / لا أبالي لا أبالي
أتزعم ليلى أنني لا أحبها
أتزعم ليلى أنني لا أحبها / وأني لما ألقاه غير حمول
فلا ووقوفي بين ألوية الهوى / وعصيان قلبي للهوى وعذولي
لو انتظمتني بين أسهم الهجر كلها / لكنت على الايام غير ملول
ولست أبالي إذ تعلقت حبها / أفاضت دموعي أم أضر نحولي
وما عبثي بالنوم إلا تعللا / عسى الطيف منها أن يكون رسولي
ما أرخص الدمع على ناظري
ما أرخص الدمع على ناظري / في الحب إلا وصلك الغالي
يسرني منك عذابي وأن / تبقى رخياً ناعم البال
قد أطنب العذال في قصتي / وأكثروا في القيل والقال
ما قلبهم قلبي ولا وجدهم / وجدي ولا حالهم حالي
تعالوا نحاكمكم على أي مذهب / أبحتم بلا جرم أتيت به قتلى
فإن قلتم حكم الهوى فاصعنوا ايداً / مخافة أن تبلوا بجور الهوى مثلي
أو التزموا عهداً أعلل مهجتي / به واتركوا الآمال في قبضة الأمل
وإلا فردوا لي فؤادي فإنما / سمحت به كي تسمحوا لي بالوصل
وقولوا لنومي عدو للشوق لاتزد / وللعين كفي واقطعوا سبب العذل
وهذي قضايا الحق قد جئتكم بها / فما لكم لا ترجعون الى العدل
تخير لنفسك من تصطفيه
تخير لنفسك من تصطفيه / ولا تُدنِيَنَّ إِليكَ اللِّئاما
فليس الصَّديق صديقَ الرَّخاء / ولكن إِذا قَعَدَ الدهر قاما
تَنامُ وهمَّته في الذي / يَهُمُّكَ لا يَستلَذُّ المناما
وكم ضاحكٍ لك أَحشاؤه / تمَنَّاك أَن لو لَقِيتَ الحماما
ناديتُ حاديهم والعيس سائرة
ناديتُ حاديهم والعيس سائرة / رفقاً فقلبي بهم رهن وما علموا
إن كنت في غفلة عما أكابده / فدمع عيني على ما في الحشا علم
وقد تولى عزاء النفس مذ رحلوا / عني فكيف أطيق الصبر بعدهم
هم استحلوا دمي عمداً فلا حرج / إن أسعفوني بالانصاف أو ظلموا
والله لو أنني خيرت من زمني / ماكان لي بغية في الناس غيرهم
ليس حظي من الحبائب إلا
ليس حظي من الحبائب إلا / لوعة أو تأسف أو غرام
حكموا البين والهوى في لما / علموا أنني بهم مستهام
أنا راض فليصنعوا ما أرادوا / كل صبر عنهم على حرام
هم رجائي وهم في نهاية سولى / وهم برء مهجتي والسلام
يا منصفاً في كل أحواله
يا منصفاً في كل أحواله / لا تخرج الإنصاف عن رسمه
هب أنني أبديت جرماً وقد / يعتذر الإنسان من جرمه
قد كثر القيل وحاشاك أن / تسمع قول الخصم في خصمه
انظر إلى الباطن من أمرنا / فراحة العالم في علمه
فان رأيت الحق حقي فلا / تمكن الظالم من ظلمه
أي صبر تركتم
أي صبر تركتم / ليَ لمّا رحلتم
لي فؤاد متيم / سائر حيث سرتم
أنا في كل حالة / عبدكم إن رضيتم
ثابت تحت حكمكم / جرتم أو عدلتم
فبحق الهوى ال / برح إما رحمتم
أنا بالصبر فيه لا الصبر عنه
أنا بالصبر فيه لا الصبر عنه / تحت حكم الهوى بما جاء منه
قد صفت لي محبة لم أكدر / ها وعهد مقدم لم أخنه
فاعتراني الصدود أن زال حبي / وحرمت الوصال إن لم أصنه
قد تمنيت أن تكون وصولاً / فتفصل به على وكنه
كل حب له إذا نظر النا / ظر كنه وما لحبي كنه
إِن بين الكَرَى وَأجفَان عيني
إِن بين الكَرَى وَأجفَان عيني / مثلَ ما بينَ وَصل حِبِّي وبيني
ولقد أَوجبَ الهوى بُعدَ صَبري / مثل ما أَوجب النَّوى قُربَ حَيْنِي
زعم اللائمونَ أَن سقامي / شَينُ جسمي فليت لونيَ شيني
لي ديونٌ على الحبيب كثيرٌ / وأرى حَظِّيَ المِطَالَ بَدْيني
أَنَا من كثرة الصدود مَلِئٌ / غير أَنِّي في الوصل صِفْرُ اليدينِ
تريد الهوى صِرفاً من الضُّرِّ والبَلْوَى
تريد الهوى صِرفاً من الضُّرِّ والبَلْوَى / لعمرك ما هذِي قضيَّة مَن يَهوَى
إذا لم يكن طَرفُ المحبِّ مُسَهَّداً / وأَدْمُعُهُ تَجْرِي فهذا هو الدعوى
ولا حبَّ إلا أن ترى كُلْفَةَ الهوى / أَلذَّ من المنِّ المنزِّل والسَّلْوَى
وحتى ترى القلب القريحَ من الهوى / يمانعه الصبرُ الجميل من السَّلْوَى
رَعَى اللهُ من أَعطى المحبةَ حَقَّها / وإن لم يكن فيها من الأَمر ما يقْوَى