القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : كَعْب بنُ مالِك الأَنْصاري الكل
المجموع : 75
قَضَيْنَا مِنْ تِهَامَةَ كُلَّ رَيْبٍ
قَضَيْنَا مِنْ تِهَامَةَ كُلَّ رَيْبٍ / وخيبَر ثمَّ أَجْمَمْنَا السّيُوفا
نُخَيّرُهَا وَلَوْ نَطَقَتْ لَقَالَتْ / قواطِعُهُنَّ دوساً أو ثَقيفَا
فَلَسْتُ لِحَاضنٍ أنْ لَمْ تَرُوهَا / بِسَاحَةِ دارِكُمْ منّا أُلُوفَا
وَنَنْتَزِعُ العُروشَ بِبَطْنِ وجٍّ / وتصبحُ دُورُكم منكمُ خَلُوفَا
ويَأتِيكُمْ لَنَا سَرعَانُ خَيْلٍ / يُغَادِرُ خَلْفَهُ جمعاً كَثيفَا
إذا نزلُوا بسَاحَتِكُم سَمِعْتُمْ / لَهَا مِمّا أناخَ بها رَجِيفَا
بأيدِيهمْ قَوَاضِبُ مُرهَفَاتٌ / يُزِرْنَ المُصْطَلينَ بِهَا الحُتوفَا
كأمْثالِ العَقَائقِ أَخْلَصَتْهَا / قُيُونُ الهندِ لم تُضْرَبْ كَتِيفَا
تخالُ جَديَّةَ الأَبْطَالِ فيها / غَدَاةَ الزّحْفِ جَادِيّاً مَدوفَا
أَجِدَّهُمُ أَليسَ لَهُمْ نَصِيحٌ / منَ الأَقْوامِ كانَ بِنَا عَرِيفَا
يخبّرهُمْ بِأَنّا قَدْ جَمَعْنَا / عِتَاقَ الخَيْلِ والنُّجُبَ الطُّروفَا
وأنّا قَدْ أَتَيْنَاهُمْ بِزَحْفٍ / يُحِيطُ بِسُورِ حُصْنِهُمُ صُفُوفَا
رئيسُهُم النّبيُّ وكانَ صُلْباً / نقيَّ القَلْبِ مُصْطَبِراً عَزُوفَا
رَشِيدُ الأَمْرِ ذُو حُكْمٍ وَعِلْمٍ / وَحِلْمٍ لَمْ يكنْ نَزقاً خَفِيفَا
نُطِيعُ نَبيَّنَا وَنُطِيعُ ربّاً / هُوَ الرّحمن كانَ بِنَا رَؤُوفَا
فإن تُلقُوا إلينا السِّلْمَ نَقْبَلْ / وَنَجْعَلْكُمْ لَنَا عَضُداً وَرِيفَا
وإنْ تَأْبَوا نُجَاهِدْكُمْ ونَصْبُرْ / وَلاَ يكُ أمرُنَا رَعِشاً ضَعِيفَا
نُجَالِدُ مَا بَقِينَا أَو تُنِيبُوا / إلى الإسْلاَمِ إذْعَاناً مُضيفَا
نُجَاهِدُ لا نُبَالي مَنْ لَقِينَا / أَأَهْلَكْنَا التِّلادَ أمِ الطَّريفَا
وَكَمْ مِنْ مَعْشَرٍ ألَبُوا عَلَيْنَا / صَمِيمَ الجِذْمِ مِنْهُمْ والحَلِيفَا
أَتُونا لا يرونَ لَهُمْ كِفَاءً / فجدَّعْنَا المَسَامِعَ والأُنُوفَا
بكلِّ مهنّدٍ لَيْنٍ صَقِيلٍ / نَسُوقُهُمُ بها سَوْقاً عَنِيفَا
لأمرِ اللهِ والإسلاَمِ حتَّى / يَقُومَ الدّينُ معتدلاً حَنِيفَا
وتُنْسَى اللاّتُ والعُزَّى وَوُدٌّ / ونَسْلُبُها الَقلاَئِدَ والشُّنُوفَا
فأمْسُوا قَدْ أَقَرُّوا واطمأَنّوا / وَمَنْ لا يَمْتَنِعْ يُقْتَلْ خُسُوفَا
لم يَغْذُهَا قدٌّ ولا نَصِيفُ
لم يَغْذُهَا قدٌّ ولا نَصِيفُ / لكِنْ غَذَاهَا الحَنظَلُ النّقِيفُ
ومذقَةٌ كَطُرَّةِ الخَنِيْفِ / تَنْبُتُ بَين الزَّرْبِ والكَنيفِ
يا لَلرِّجَالِ لِلُبّكَ المخطُوفِ
يا لَلرِّجَالِ لِلُبّكَ المخطُوفِ / وَلِدَمعِكَ المُتَرَقْرِقِ المنزوفِ
ويحٌ لأَمْرٍ قد أَتاني رَائعٍ / هدَّ الجبَالَ فانقَضَتْ بِرُجُوفِ
قَتْلُ الخَلِيفَةِ كانَ أمراً مُفظعاً / قَامَتْ لذاكَ بَلِيَّةُ التّخْويفِ
قُتِلُ الإمامُ لَهُ النُّجومُ خَوَاضِعٌ / والشَّمْسُ بازغَةٌ لَهُ بِكُسُوفِ
يا لَهْفَ نَفْسِي إذْ تَوَلُّوا غُدْوَةً / مَاذَا أَجَنَّ ضَرِيحُهُ المَسْقُوفُ
ولَّوا وَدَلُّوا في الضّريحِ أَخَاهُمُ / مَاذَا أَجَنَّ ضَرِيحُهُ المَسْقُوفُ
مِنْ نَائلٍ أو سُؤْددٍ وحَمَالةٍ / سَبَقَتْ لَهُ في النّاسِ أو مَعْروفِ
كَمْ مِنْ يَتيمٍ كانَ يجبُرُ عَظْمَهُ / أَمْسَى بِمَنزِلِهِ الضَيَاعُ يَطُوفُ
فَرَّجْتَهَا عَنْهُ برحمِكَ بَعْدَمَا / كَادَتْ وأيقَنَ بَعْدَهَا بحُتُوفِ
ما زَالَ يَقْبَلُهُمْ وَيَرْأبُ ظُلمَهُمُ / حتّى سَمِعْتُ برنَّةِ التّلْهِيفِ
أَمسَى مُقِيماً بالبَقِيعِ وأَصْبَحُوا / مُتَفرِّقِينَ قَدَ اجْمَعُوا بخُفُوفِ
النّارُ مَوْعِدُهُمْ بِقَتْلٍ إِمَامِهِمْ / عُثْمَانَ ظُهراً في البلادِ عَفِيفِ
جمعَ الحَمالةَ بعد حلمٍ راجحٍ / والخيرُ فيهِ مُبيَّنٌ مَعْرُوفُ
يا كعبُ لا تَنْفَكُّ تَبْكي مَالِكاً / ما دُمْتَ حيّاً في البلادِ تَطوفُ
فَابكِ أبا عمرٍو عتيقاً واصلاً / ولواءَهم إذْ كَانَ عيرَ سَخِيفِ
وليبْكِهِ عِنْدَ الحِفاظِ لِمُعْظِمٍ / والخيلُ بَيْنَ مَقانبٍ وصُفُوفِ
قَتَلُوكَ يا عثمانُ غيرَ مُدَنَّسٍ / قتلاً لَعَمْرُكَ واقفاً بسَقِيفِ
إنّ الخَيَالَ مِنَ الحَسْنَاءِ قَدْ طَرَقَا
إنّ الخَيَالَ مِنَ الحَسْنَاءِ قَدْ طَرَقَا / فَبِتُّ مُرْتَفقاً مِنْ حُبِّها أَرِقا
ألا أَبْلِغَا فِهْراً على نَأْيِ دَارِهَا
ألا أَبْلِغَا فِهْراً على نَأْيِ دَارِهَا / وعِنْدَهُمُ من عِلْمِنَا اليومَ مَصْدقُ
بأنّا غَدَاةَ السَّفْحِ من بَطْنِ يَثْرِبٍ / صَبَرْنَا وَرَايَاتُ المنيّةِ تخفقُ
صَبَرْنَا لَهُمْ والصّبْرُ منا سَجِيَّةٌ / إذا طَارَت الأَبْرَامُ نَسْمُو ونَرتُقُ
على عَادَةٍ تلكُمْ جَرَيْنَا بِصَبْرِنَا / وَقِدْماً لدى الغَايَاتِ نَجري فَنَسْبِقُ
لنا حَوْمَةٌ لا تُسْتَطَاعُ يَقُودُهَا / نَبيٌّ أَتَى بالحَقِّ عَفٌّ مُصَدَّقُ
ألا هَلْ أَتَى أَفْنَاءَ فهرِ بن مَالكٍ / مقطّعُ أطرافٍ وَهَامٌ مفلّقُ
لَوَ أنَّ بني لِحْيَانَ كَانُوا تَنَاظَرُوا
لَوَ أنَّ بني لِحْيَانَ كَانُوا تَنَاظَرُوا / لَقَوْا عُصَباً في دَارِهمْ ذَاتِ مَصْدَقِ
لَقَوْا سَرَعاناً يملأُ السَّربَ رَوْعُهُ / أمامَ طَحُونٍ كالمجرَّة فَيْلَقِ
ولكنَّهُمْ كَانُوا وِباراً تَتَبَّعَثْ / شِعَابَ حِجَازٍ غيرِ ذي مُتَنَفَّقِ
مَنْ سَرَّه ضَرْبٌ يُمَعْمِعُ بعضُهُ
مَنْ سَرَّه ضَرْبٌ يُمَعْمِعُ بعضُهُ / بعضاً كمعمعةِ الأَبَاءِ المُحْرَقِ
فلْيأتِ مَأْسدَةً تُسَنُّ سُيُوفُها / بينَ المذادِ وبين جِزعِ الخَنْدقِ
دَرِبُوا بِضَرْبِ المُعْلمِينَ فأسْلَمُوا / مُهَجاتِ أنفُسِهِمْ لِرَبِّ المَشرقِ
في عُصْبَةٍ نَصَرَ المُعْلمِينَ فأسْلَموا / مُهَجاتِ أنفُسِهِمْ لِرَبِّ المَشرقِ
في كُلِّ سَابِغةٍ تَخُطُّ فُضُولُهَا / كالنِّهيِ هَبَّتْ رِيحُهُ المُتَرَقْرقِ
بَيْضَاءِ مُحْكَمَةٍ كأنَّ قتيرَهَا / حَذَقُ الجَنَادِبِ ذَاتُ شَكٍّ مُوْثقِ
جَدْلاءُ يَحْفِزُهَا نِجادٌ مُهَنَّدٍ / صَافِي الحَدِيدَةِ صَارِمٍ ذي رَوْنَقِ
تلكُمْ مَعَ التّقْوى تكونُ لِبَاسَنَا / يومَ الهِيَاجِ وكلَّ سَاعَةِ مصدقِ
نَصِلُ السُّيوفَ إذا قَصُرْنَا بِخَطْوِنَا / قُدُماً ونُلحِقُها إذا لَمْ تَلْحَقِ
مَا حَلَّ بالأَعْدَاءِ مِثْلُ لِقائِنَا / يومَ النّجاحِ ويمُنَا بالخنْدَقِ
فَتَرَى الجَمَاجِمَ ضَاحِياً هَامَاتُهَا / بَلْهَ الأكفَّ كأَنَّها لضمْ تُخْلَقِ
نَلْقَى العَدُوَّ بفَخْمَةٍ مَلْمُومَةٍ / تَنْفِي الجموعَ كَقَصْدِ رَأْسِ المَشْرِقِ
ونُعِدُّ للأَعْدَاءِ كُلَّ مُقَلَّصٍ / وَرْدٍ وَمَحْجُولِ القَوَائِمِ أبْلقِ
تَرْدَى بِغُرْسَانٍ كأنَّ كُماتَهُمْ / عِنْدَ الهِيَاجِ أُسُودُ بالوَشِيجِ المُزْهِقِ
أَمَرَ الإلهُ بِرَبْطِهَا لِعَدْوَهِ / في الحَرْبِ إنّ اللهَ خيرُ موفِّقِ
لِتَكُونَ غَيْظاً للعَدُوِّ وحُيَّاطاً / لِلدّارِ إنْ دَلَفَتْ خُيُولُ النُّزقِ
وَيُعِينُنَا اللهُ العَزِيرُ بقوَّةٍ / مِنْهُ وصِدْقِ الصّبْرِ سَاعَةَ نَلْتَقِي
وَنُطِيعُ أمرَ نبيّنَا ونُجيبُهُ / وإذا دَعَا لِكَرِيَةٍ لم نُسْبَقِ
وَمتى يُنَادِ إلى الشّدائدِ نَأْتِها / وَمَتَى نَرَ الحَوْمَتِ فيها نُعْنِقِ
مَنْ يَتَّبِعْ قَوْلَ النّبيِّ إِنَّهُ / فِينَا مُطَاعُ الأمْرِ حَقُّ مُصَدَّقِ
فَبِذَاكَ ينصُرُنَا ويُظهِرُ عِزَّنَا / ويُصيبنَا من نَيْلِ ذَاكَ بِمرْفَقِ
إنَّ الذينَ يُكَذِّبون مُحمَّداً / كَفَرُوا وضلُّوا عن سَبِيلِ المتّقي
إِيَّاكُمُ أنْ يَظْلمُوا أو تُنَاصِرُا
إِيَّاكُمُ أنْ يَظْلمُوا أو تُنَاصِرُا / على الظُّلمِ إنَّ الظُّلمَ يُردِي ويُهلِكُ
لَوَى بِبَنِي عَبْسٍ وأَحْيَاءِ وَائِلٍ / وكَمْ مِنْ دَمٍ بالظُّلْمِ أصْبَحَ يُسْفَكُ
أَقَمْنَا عَلَى المَرْسِ البَرِيعِ لَيَالِياً
أَقَمْنَا عَلَى المَرْسِ البَرِيعِ لَيَالِياً / بأَرْعَنَ جَزَّارٍ عَرِيضِ المبَاركِ
فَلَمْ نَلْقَ في تَطْوافِنَا والتِمَاسِنَا / فُراتَ بنَ حيَّانٍ يَكُنْ رَهْنَ هَالِكِ
بَكَتْ عَيْني وحُقَّ لَهَا بُكَاهَا
بَكَتْ عَيْني وحُقَّ لَهَا بُكَاهَا / وَمَا يُغنِي البُكَاءُ ولا العَوِيلُ
عَلَى أَسَدِ الإله غَدَاةَ قالوا / أحمزةُ ذَاكُمُ الرّجُلُ القَتِيلُ
أُصِيبَ المُسْلِمُونَ بِهِ جميعاً / هُنَاكَ وَقَدْ أُصِيبَ بهِ الرّسُولُ
أبَا يَعْلَى لكَ الأَرْكَانُ هُدَّتْ / وأَنْتَ المَاجِدُ البَرُّ الوَصُولُ
عليكَ سَلاَمُ رَبِّكَ في جِنَانٍ / مُخالِطُهَا نعيمٌ لا يَزولُ
ألا يَا هَاشِمَ الأخيْيَارِ صَبْراً / فكُلُّ فِعالِكُمْ حَسَنٌ جميلُ
رَسُولُ اللهِ مصطبرٌ كَرِيمٌ / بأمْرِ اللهِ ينطقُ إذْ يَقُولُ
ألاَ مَنْ مُبَلغٌ عنّي لؤيّاً / فَبَعْدَ اليومِ دَائِلَةٌ تَدُولُ
وقبلَ اليومِ ما عَرَفُوا وَذَاقُوا / وَقَائِعُنَا بِهَا يُشفَى الغَلِيلُ
نَسِيتُم ضَرْبَنَا بِقَلِيبِ بَدْرٍ / غَدَاةَ أَتَاكُمُ الموتُ العَجيلُ
غَدَاةَ ثَوَى أبو جهلٍ صَرِيعاً / عليهِ الطيرُ حَائِمةٌ تَجُولُ
وَعُتْبَةُ وابنُهُ خَرَّا جَمِيعاً / وَشَيْبَةُ عَضَّهُ السَّيْفُ الصَّقِيلُ
ومُتْرِكُنَا أُميّةَ مُجْلَعِبّاً / وَفِي حَيزُومِهِ لَدْنٌ نَبِيلُ
وَهَامُ بني رَبيعَةَ سَائِلُوهَا / فَفِي أسْيَافِنَا مِنْهَا فُلُولُ
ألا يا هندُ فابكِي لاَ تَمَلِّي / فَأَنْتِ الوَالِهُ العَبْرَى الهَبُولُ
ألا يا هِنْدُ لا تُبدِي شِماتاً / بحمزةَ إِنَّ عِزَّكُمُ ذَليلُ
أَبْلِغْ قُرَيشاً وخَيْرُ القولِ أصْدَقُهُ
أَبْلِغْ قُرَيشاً وخَيْرُ القولِ أصْدَقُهُ / والصّدْقُ عندَ ذَوي الألْبَابِ مَقْبُولُ
أنْ قَدْ قَتَلْنَا بقَتْلاَنَا سَرَاتَكُمُ / أهلَ اللواءِ فَفيمَ يكثرُ القِيلُ
ويومَ بَدْرٍ لَقِينَاكُمْ لَنَا مَدَدٌ / فيهِ مَعَ النّصْرِ مِيكَالٌ وجِبْرِيلُ
إِنْ تَقْتُلُونَا فَدِينُ الحقِّ فِطْرَتُنَا / والقَتْلُ في الحقِّ عِنْدَ اللهِ تفضيلُ
وإِن تَرَوا أمرَنا في رَأيكُمْ سَفَهاً / فَرَأيُ مَنْ خَالَفَ الإسْلاَمَ تَضليلُ
فلا تَمنُّوا لِقَاحَ الحَرْبِ واقتَعِدُوا / إنَّ أَخَا الحَرْبِ أصْدَى اللّونِ مَشْعُولُ
إنَّ لَكُمْ عِنْدَنا ضَرْباً تَرَاحُ لها / عُرْجُ الضِّبَاعِ لَهُ خَذْمٌ رَعَابِيلُ
إنّا بَنُو الحَرْبِ نُمْرِيها وَنُنْتِجُهَا / وعِنْدَنا لِذَوي الأضْغَانِ تَنْكيلُ
إن يُنْجُ منها ابنُ حَرْبٍ بَعْدَمَا بَلَغَتْ / مِنْهُ التّراقي وأمرُ اللهِ مَفْعُولُ
فَقَدْ أفَادَتْ لَهُ حِلْماً وَمَوْعِظَةً / لِمَنْ يَكُونُ لَهُ لُبٌّ ومَعْقُولُ
وَلَو هَبَطْتُمْ بِبَطْنِ السّيلِ كَافَحَكُمْ / ضَرْبٌ بِشَاكِلَةِ البَطْحَاءِ تَرْعِيلُ
تَلْقَاكُمُ عُصَبٌ حَوْلَ النّبيّ لَهُمْ / مِمّا يعدُّونَ للهَيْجَا سَرَابيلُ
مِنْ جِذْمِ غَسَّانَ مُسْتَرخٍ حَمَائِلُهُمْ / لا جُبَنَاءُ وَلاَ مِيلٍ مَعَازِيلُ
يَمْشُونَ نَحْوَ عمايَاتِ القِتَالِ كَمَا / تَمْشِي المَصَاعِبَةُ الأدْمُ المراسيلُ
أو مثلَ مَشْيِ أُسُودِ الظّلِّ ألثَقَها / يَوْمُ زَذَاذٍ منَ الجَوْزَاءِ مَشْمُولُ
في كُلِّ سَابِغَةٍ كالنّهيِّ مُحْكَمَةٍ / قِيَامُها فَلَجٌ كالسَّيْفِ بُهلُولُ
تَرُدُّ حَدَّ قِرَانِ النّبْلِ خَاسِئةً / وَيرْجعُ السّيفُ عنها وهو مَفْلُولُ
وَلَوْ قَذَفْتُمْ بِسَلْعٍ عَنْ ظهورِكُمُ / وللحَيَاةِ وَدَفْعِ المَوْتِ تَأْجِيلُ
ما زَالَ في القَوْمِ وَتْرٌ مِنْكُمُ أبداً / تَعْفُو السِّلامُ عليهِ وَهْوَ مَطْلُولُ
عبدٌ وَحُرٌّ كَرِيمٌ مُوثِقٌ قَنَصاً / شَطْرَ المَدِينَةِ مَأْسُورٌ وَمَقْتُولُ
كُنّا نُؤَمّلُ أُخْرَاكُمْ فأعجَلَكُمْ / مِنَّا فَوَارِسُ لا عُزْلٌ ولا مِيلُ
إذا جَنَى فِيهمُ الجَاني فَقَدْ عَلِمُوا / حَقّاً بأنَّ الذي قد جَرَّ مَحْمُولُ
ما يَجْنِ لا يجْنِ من إثْمٍ مُجَاهَرَةً / ولا مَلُومٌ ولا في الغُرْمِ مَخْذُولُ
يوماً تَظَلُّ حِدَابُ الأَرْضِ تَرْفَعُهَا / مِنَ اللَّوامِعِ تَخْلِيطٌ وتَزْيِيلُ
نَامَ العُيُونُ وَدَمْعُ عَيْنِكَ يَهْمُلُ
نَامَ العُيُونُ وَدَمْعُ عَيْنِكَ يَهْمُلُ / سَحّاً كَمَا وَكَفَ الطّبَابُ المُخْضَلُ
في لَيْلَةٍ وَرَدَتْ عَلَيَّ هُمُومُهَا / طَوْراً أحِنُّ وَتَارَةً أتَمَلْمَلُ
واعتَادَني حُزْنق فِبِتُّ كَأَنَّني / بِبَنَاتِ نَعْشٍ والسّمَاكِ مُوكَّلُ
وكَأَنّما بَيْنَ الجَوَانِحِ والحَشَى / ممّا تَأْوَّبني شِهابٌ مُدْخِلُ
وَجْداً عَلَى النَّفَرِ الذينَ تَتَابَعُوا / يوماً بمؤتةَ أُسْنِدُوا لم يُنقَلُوا
صلّى الإلهُ عَليهِمُ مِنْ فِتْنَةٍ / وَسَقَى عِظَامَهُمُ الغَمَامُ المُسْبَلُ
صَبَرُوا بِمُؤْتَةَ للإلهِ نُفُوسَهُمْ / حَذَرَى الرَّدى وَمَخَافَةً أن يَنْكُلُوا
فَمَضَوْا أَمَامَ المُسْلِمينَ كَأَنَّهُمْ / فُنُقٌ عَلَيْهِنَّ الحديدُ المُرفَلُ
إذْ يَهْتَدُونَ بجَعْفَرٍ وَلِوَائِهِ / قُدَّامَ أَوَّلِهِمْ فِنِعْمَ الأوَّلُ
حتّى تَفَرَّجَتِ الصَفُوفُ وَجَعْفَرٌ / حَيْثُ التَقَى وَعْثُ الصّفوفِ مجَدَّلُ
فتَغَيَّرَ القَمَرُ المُنِيرُ لِفَقْدِهِ / والشّمْسُ قد كُسِفَتْ وكَادَتْ تأفلُ
قَرْمٌ عَلاَ بُنْيَانُهُ مِنْ هَاشِمٍ / فَرْعاً أشَمَّ وَسُؤْدداً مَا يُنقَلُ
قومٌ بِهِمْ عَصَمَ الإلهُ عِبَادَهُ / وَعَلَيْهِمُ نَزَلَ الكِتَابُ المُنْزَلُ
فَضُلُوا المَعَاشِرَ عِزَّةً وتَكَرُّماً / وتَغَمَّدَتْ أَحْلاَمُهُمْ مَنْ يَجْهَلُ
لا يُطلِقُونَ إلى السَّفَاهِ حُبَاهُمُ / ويُرى خَطِيبُهُمُ بِحَقٍّ يَفْصِلُ
يا هَاشِماً إِنَّ الإلهَ حَبَاكُمُ / مَا لَيْسَ يبلغُهُ اللّسَانُ المِقْصَلُ
قَوْمٌ لأَصْلِهِمْ السّيَادَةُ كُلُّهَا / قِدْماً وَفَرْعُهُمُ النّبِيُّ المُرْسَلُ
بِيضُ الوُجُوهِ تَرضى بُطُونَ أَكُفِّهِمْ / تَنْدَى إذَا اعتَذَرَ الزّمانُ المُمْحِلُ
وَبِهَدْيِهِمْ رَضِيَ الإلهُ لِخَلْقِهِ / وَبِجَدِّهِمْ نُصِرَ النّبيُّ المُرْسَلُ
وَغَسَّانُ أصْلِي وَهُمْ مَعْقِلي
وَغَسَّانُ أصْلِي وَهُمْ مَعْقِلي / فنِعْمَ الأَرومَةُ والمَعْقِلُ
تلهَّفُ أمُّ المُسْبحينَ عَلَى
تلهَّفُ أمُّ المُسْبحينَ عَلَى / جَيْشِ ابنِ حربٍ بالحَرّةِ الفَشِلِ
إذْ يُطرَحُونَ من سَنَمِ الطَّيْ / رِ تَرْقَّى لِقُنَّةِ الجَبَلِ
جَاؤُوا بجيشٍ لو قِيس مُبْركُهُ / ما كَانَ إلاّ كمفحَصِ الدُّئِلِ
عارٍ من النّصْرِ والثّراءِ وَمِنْ / أَبْطَالِ أهْلِ الَطْحَاءِ والأسَلِ
أَلاَ ابْلِغْ قُرَيْشاً على نَآيِهَا
أَلاَ ابْلِغْ قُرَيْشاً على نَآيِهَا / اتفخَرُ مِنَّا بما لَمْ تَلِي
فَخَرْتُمْ بِقَتْلَى أَصَابَتْهُمُ / فَوَاضِلُ مِنْ نِعَمِ المُفضِلِ
فحَلُّوا جِنَاناً وأبقُوا لَكُمْ / أُسُوداً تُحَامي عَنِ الأشْبُلِ
تُقَاتِلُ عَنْ دِينِهَا وَسْطَهَا / نَبِيٌّ عَنِ الحقِّ لَمْ يَنكُلِ
رَمَتْهُ مَعَدٌّ بِعَوْرِ الكَلاَمِ / ونَبْلِ العَدَاوَةِ لا تَأْثَلي
فَكَفَّ يَدَيهِ ثُمَّ أغْلَقَ بَابَهُ
فَكَفَّ يَدَيهِ ثُمَّ أغْلَقَ بَابَهُ / وَأَيْقَنَ أنَّ اللهَ لَيْسَ بِغَافِلِ
وَقَالَ لِمَنْ في دارهِ لا تُقاتِلُوا / عَفَا اللهُ عَنْ كُلِّ امرىءٍ لم يُقَاتِلِ
فَكَيْفَ رأيتَ اللهَ صَبَّ عليهمُ الْ / عَدَاوَةَ والبَقْضَاءَ بَعْدَ التّوَاصُلِ
وكيفَ رَأيتَ الخيرَ أَدْبَرَ عَنْهُمُ / وَوَلَّى كإِدْبَارِ النَّعامِ الجوافلِ
فَلاَ تَتَهدَّد بالوَعِيدِ سَفَاهَةً
فَلاَ تَتَهدَّد بالوَعِيدِ سَفَاهَةً / وأوْعِدْ شُنَيْفاً إنْ غَضِبْتَ وواقِمَا
نُصِرْنَا فما تَلْقَى لَنَا من كَتِيبَةٍ
نُصِرْنَا فما تَلْقَى لَنَا من كَتِيبَةٍ / يَدَ الدَّهْرِ إلاَّ جبريلُ أمامُها
ألاَ هَلْ أَتَى غَسَّانَ في نَأْيِ دَارِهَا
ألاَ هَلْ أَتَى غَسَّانَ في نَأْيِ دَارِهَا / وَأَخْبَرُ شَيءٍ بالأُمُورِ عَليمُها
بأنْ قَدْ رَمَتْنَا عَنْ قِسِيٍّ عَدَاوَةً / مَعَدٌّ معاً جُهَّالُهَا وحَليمُها
لأَنّا عَبَدْنَا اللهَ لم نَرْجُ غَيْرَهُ / رَجَاءَ الجِنَانِ إذْ أَتَانَا زَعِيمُها
نَبِيٌّ لَهُ فِي قَوْمِهِ إِرْثُ عِزَّةٍ / وأَعْراقُ صِدْقٍ هَذَبْتْهَا أرُومُهَا
فَسَارُوا وَسِرْنَا فالتَقَيْنَا كأنَّنَا / أُسُودُ لِقاءٍ لا يُرَجَّى كَلِيمُهَا
ضَرَبْنَاهُمُ حتَّى هَوَى في مِكْرِّنَا / لمنخرِ سُوءٍ من لؤيٍّ عَظِيمُهَا
فَوَلُّوْا وَدُسْنَاهُمْ ببِيضٍ صَوَارِمٍ / سَوَاءٌ عَلَيْنَا حِلفُها وصَمِيمُهَا
اللهُ أَكْرَمَنَا بِنَصْرِ نَبِيّنَا
اللهُ أَكْرَمَنَا بِنَصْرِ نَبِيّنَا / وَبِنَا أَقَامَ دَعَائِمَ الإسْلاَمِ
وَبِنَا أعزَّ نبيَّهُ وَوَلِيَّهُ / وَأَعَزَّنَا بالنّصْرِ والإقْدَامِ
في كلِّ مُعْتَرَكٍ تُطِيرُ نفوسُنَا / تَلكَ الجماجِمَ عَنْ فِراخ الهَامِ
نَحْنَ الخيَارُ مِنَ البَريَّةِ كُلِّهَا / وَنِظَامُهَا وَزِمَامُ كُلِّ زِمَامِ
الخَائِضُو غَمَرَاتِ كُلِّ مَنِيَّةٍ / والضّامِنُونَ حَوَادِثَ الأَيَّامِ
فَسَلُوا ذَوِي الآكلِ عَن سَرَوَاتِنَا / يَومَ العَرِيضِ فَحَاجِرٌ فَرُوَامِ
إِنّا لَمُنْعٌ مَا أَرَدْنَا مَنْعَهُ / وَنَجُودُ بالمَعْرُوفِ للمُعْتامِ
يَنْتَابُنَا جِبْرِيلُ في أَبائِنَا / بِفَرَائِضِ الإسْلاَمِ والأَحْكَامِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025