المجموع : 82
عَسَاكِ حَقَّ عِيْسَاكِ
عَسَاكِ حَقَّ عِيْسَاكِ / مُرِيْحَةَ قَلْبيَ الشاكي
فإِنَّ الحُسْنَ قد وَلاَّ / كِ إحيائِي وإِهلاكِي
وَأَوْلَعَنِي بِصُلْبَانٍ / وَرُهْبانٍ وَنُسَّاكِ
ولم آتِ الكنائِسَ عَنْ / هَوًَ فيهنَّ لولاكِ
وها أنا مِنْكِ في بَلْوَى / ولا فَرَجٌ لِبَلْوَاكِ
ولا أَسْطِيْعُ سُلْوَاناً / فقد أَوْثَقْتِ أَشْراكِي
فكم أَبْكِي عليك دَماً / ولا تَرْثِيْنَ للباكي
فهل تَدْرِيْنَ ما تَقْضِي / على عَيْنَيَّ عَيْنَاكِ
وما يُذْكِيْهِ من نارٍ / بقلبِي نُوْرُكِ الذَّاكِي
حَجَبْتِ سَنَاكِ عن بصرِي / وفوقَ الشَّمْسِ سِيْمَاكِ
وفي الغُصْنِ الرَّطيْبِ وفي الن / نَقَا المُرْتَجِّ عِطْفَاكِ
وعند الرَّوْضِ خَدَّاكِ / ومن رَيَّاهُ رَيَّاكِ
نُوَيْرَةُ إِنْ قَلَيْتِ فإِن / نَنِي أَهْوَاكِ أَهْواكِ
وعَيْنَاكِ المنَبِّئَتَا / كِ أنِّي بعضُ قَتْلاَكِ
يا أَهْلَ غَرْنَاطَةٍ نِيْكُوا سُمَيْسِرَكُمْ
يا أَهْلَ غَرْنَاطَةٍ نِيْكُوا سُمَيْسِرَكُمْ / ففي رُمَيْليِّنا عنه لنا شُغُلُ
والنَّفْسُ عادِمَةُ الكَمَالِ وإنَّما
والنَّفْسُ عادِمَةُ الكَمَالِ وإنَّما / بالبَحْثِ عن عِلْمِ الحقائِقِ تَكْمُلُ
والمَرْءُ مِثْلُ النَّصْلِ في إصْدائِهِ / والجَهْلُ يُصْدِي والتَّفَهُّمُ يَصْقُلُ
مُتَلألِئٌ يَثْنِي العيونَ نَوَاكِساً / كالشَمْسِ تَعْكِسُ لَحْظَ مَنْ يَتَأَمَّلُ
لا يَتَّقِي رَمَدَ النَّوَائِبِ ناظِرٌ / يُجْلَى بِمِرْوَدِ صَفْحَتَيْهِ وَيُكْحَلُ
وكأنَّ راحَتَهُ الذِراعُ إِفاضَةً / وكأنَّما الأنْوَاءُ منها الأنْمُلُ
تَتَصَوَّرُ الأكوانُ في حَوْبَائِهِ / فكأنَّ خاطِرَهُ الصَّقِيْلَ سَجَنْجَلُ
وإذا رَأَتْكَ الشُّهْبُ مُزْمِعَ غَزْوَةٍ / وَدَّتْ جميعاً أنَّها لك جَحْفَلُ
ولوِ الأمورُ جَرَتْ على مِقْدَارِها / حَمَلَ السِّلاحَ لكَ السِّماكُ الأعْزَلُ
أَتَعْلَمُ أنَّ لِي نَفْساً عَلِيْلَهْ
أَتَعْلَمُ أنَّ لِي نَفْساً عَلِيْلَهْ / وَأَشْوَاقاً مُبَرَّحَةً دَخِيْلَهْ
وفي طَيِّ الخميلةِ رِيْمُ إنْسٍ / رَمَزْتُ بها فللَّهِ الخميلهْ
فَذَرِ العقيقَ مُجَانِبَاً لِعُقُوقِهِ / وَذَرِ العُذَيْبَ عُذَيْبَ ذاتِ الضَّالِ
اُفُقٌ مُحَلَّى بالقَوَاضِبِ والقَنَا / لِلأغْيَدِ المِعْطَارِ لا المِعْطَالِ
حَجَبُوْكَ إلاَّ مِنْ تَوَهُّمِ خاطري / وحَمَوْكَ إلاَّ مِنْ تَبَوُّءِ بالي
والقارِظانِ جميلُ صَبْرِي والكَرَى / فمتى أُرَجِّي منكَ طَيْفَ خيالٍ
تَكَادُ تَغْنَى إذا شاهَدْتَ مُعْتَرَكاً
تَكَادُ تَغْنَى إذا شاهَدْتَ مُعْتَرَكاً / عنْ أَنْ يُسَلَّ حُسامٌ أو يُسالَ دَمُ
بِلَحْظَةٍ منكَ يُثْنَى القِرْنُ مُنْعَفِراً / كأنَّ لَحْظَكَ فيه صارِمٌ خَذِمُ
أَقْدَمْتَ حيثُ الكُمَاةُ الشُّوْسُ مُحْجِمَةٌ / وَجُدْتَ حيثُ المَنَايَا السُّوْدُ تَزْدَحِمْ
وما احْتَدَى الموتُ نَفْساً من نُفُوسِهِمُ / إلاَّ وَسَيْفُكَ كَعْبُ الجُوْدِ أو هَرِمُ
وهَامُهُمْ في الجُذُوْعِ الشُّمِّ ضاحِيَةٌ / كأنَّها بَقَعُ الغِرْبانِ والرَّخَمُ
مَوَاثِلاً في سبيل الرَّكْبِ تَحْسِبُها / تُسائلُ الرَّكْبَ عن أَجْسادِها القِمَمُ
وقد تُلِمُّ بها الغِرْبانُ واقعةً / كأنَّها فوق مَحْلُوْقاتها لِمَمُ
صَوَامِتٌ نُطُقُ الهَيْئَاتِ قائلةٌ / عُقْبَى عُصاةِ ابنِ مَعْنٍ هذه النِّقَمُ
مَسَاعِيْكَ في نَحْرِ العَدُوِّ سِهَامُ
مَسَاعِيْكَ في نَحْرِ العَدُوِّ سِهَامُ / ورَأْيُكَ في هَامِ الضَّلالِ حُسامُ
ولَمْحُكَ يُرْدِي القِرْنَ وَهْوَ مُدَجَّجٌ / وذِكْرُكَ يَُْنِي الجَيْشَ وَهْوَ لُهامُ
كأنَّكَ لا تَرْضَى البسيطةَ مَنْزِلاً / إذا لم يُطَنِّبْهُ عليكَ قَتَامُ
كأنَّكَ خِلْتَ الشَّمْسَ خَوْداً فلم يَزَلْ / يُقَنِّعُها بالنَّقْعِ منكَ لِثامُ
وقد يَحْسِبُوْنَ السِّلْمَ منك سَلامَةً / ورُبَّ مَنامٍ دَبَّ فيه حِمامُ
حَيْثُما كُنْتَ ظاعِناً أو مُقِيْمَا
حَيْثُما كُنْتَ ظاعِناً أو مُقِيْمَا / دُمْ رفيعاً وعِشْ مَنيعاً سليْمَا
وبين المَسِيْحِيَّاتِ لِي سَامِرِيَّةٌ
وبين المَسِيْحِيَّاتِ لِي سَامِرِيَّةٌ / بَعِيْدٌ على الصَّبِّ الحَنِيْفيِّ أن تَدْنُو
مُثَلِّثَةٌ قد وحَّدَ اللهُ حُسْنَها / فَثُنِّيَ في قَلْبِي بها الوَجْدُ والحُزْنُ
وطَيَّ الخِمارِ الجَوْنِ حُسْنٌ كأنَّما / تَجَمَّعَ فيه البَدْرُ والليلُ والدَّجْنُ
وفي مَقْعِدِ الزُّنَّارِ عَقْدُ صَبَابَتِي / فَمِنْ تَحْتِهِ دِعْصٌ ومِنْ فوقه غُصْنُ
وفي ذلك الوادِي رَشاً أَضْلُعي له / كِناسٌ وقُمْرِيٌّ فوادِي له وَكْنُ
وما الناسُ إلاَّ فِعَالُهُمُ
وما الناسُ إلاَّ فِعَالُهُمُ / فَدَعْ ما تُزَخْرِفُهُ الأَلْسُنُ
سَجِيَّةُ أَصْلِ الفَتَى فِعْلُهُ / بما عِنْدَهُ يَقْذِفُ المَعْدِنُ
واصِلْ أخاكَ وإنْ أَتاكَ بِمُنْكَرٍ
واصِلْ أخاكَ وإنْ أَتاكَ بِمُنْكَرٍ / فَخُلُوْصُ شيءٍ قَلَّمَا يُتَمَكَّنُ
ولكلِّ شيءٍ آفةٌ مَوْجُوْدَةٌ / إنَّ السِّراجَ على سَنَاهُ يُدَخِّنُ
دُوَيْنَ الكَثْيبِ الفَرْدِ قُضْبٌ وكُثْبانُ
دُوَيْنَ الكَثْيبِ الفَرْدِ قُضْبٌ وكُثْبانُ / عليها لِوُرْقِ الوَجْدِ سَجْعٌ وإِرْنانُ
وفي ظُلَلِ الأفْنانِ خُوْطٌ على نَقَاً / مَنيْعُ الجَنى لَدْنُ التَأَوُّدِ فَيْنانُ
وفي مَكْنِسِ الرَّقْمِ المُنَمْنَمِ أَحْوَرُ / كأنَّ مصاليْتَ الظُّبَى منه أَجْفانُ
وبين دَرَارِيِّ القلاََئِدِ نَيِّرٌ / له الحُسْنُ تَمًّ والتَّلَثُّمُ نُقْصانُ
على صُدْغِهِ الشِّعْرَى تَلُوْحُ وتَلْتَظِي / وفي نَحْرِهِ الجَوْزَاءُ تَزْهَى وتَزْدَانُ
وما بَالُ طَرْفِي لا يُوَافِيكَ شاكِياً / وطَرْفُكَ في كلِّ الأحايِيْن وَسْنانُ
وفي ثَغْرِكَ الوَضَّاحِ رِيُّ لُبَانَتِي / فَظَلْمُكَ صَدْآءٌ وقلبيَ صَدْيانُ
تَسُحُّ بأهواءِ الوَرَى منه راحَةٌ / شآبِيْبُها فيها لُجَيْنٌ وعِقْيَانُ
وما كَيَمِيْنَيْهِ الفُرَاتُ ودِجْلَةٌ / وإنْ حَكَمُوا أنَّ المَرِيَّةَ بَغْدَانُ
به اعتَدَلَتْ أزمانُها وهواؤُها / فكانونُ أيلولٌ وتَمُّوزُ نَيْسانُ
حَاشَا لِعَدْلِكَ يا ابنَ مَعْنٍ أنْ يُرَى / في سِلْكِ غَيْرِي دُرِّيَ المَكْنُونُ
وإلَيْكَهَا تَشْكُو استلابَ مَطِيِّها / عُجْ بالحِمَى حَيْثُ الخِماصُ العِيْنُ
فاحكُمْ لها واقطَعْ لِسَاناً لا يَداً / فلسانُ مَنْ سَرَقَ القريضَ يَمِيْنُ
رُوَيْدَكَ أَيُّها الدَّمْعُ الهَتُوْنُ / فَدُوْنَ عِيَانِ مَنْ أَهْوَى عُيُونُ
يُظَنُّ بظاهِرِي حِلْمٌ وفَهْمٌ / ودِخْلَةُ باطِني فيه جُنُونُ
إلى كم ذا أُسَتِّرُ ما ألاقي / وما أُخْفِيْهِ مِنْ شَوْقِي يَبِيْنُ
نويرةُ بِي نويرةُ لا سِواها / ولا شَكَّ فقد وَضَحَ اليَقِيْنُ
عُجْ بالحِمَى حيثُ الغِيَاضُ الغِيْنُ
عُجْ بالحِمَى حيثُ الغِيَاضُ الغِيْنُ / فَعَسَى تَعِنَّ لنا مَهَاهُ العِيْنُ
واستَقْبِلَنْ أَرَجَ النسيمِ فَدَارُهُمْ / نَدِّيَّةُ الأرْجَاءِ لا دَارِيْنُ
واسْلُكْ على آثارِ يومِ رِهانِهِمْ / فهناك تُغْلَقُ للقلوب رُهُوْنُ
حيثُ القِبابُ الحُمْرُ سَامِيَةُ الذُرَى / والأَعْوَجِيَّاتُ الجِيَادُ صُفُوْنُ
والسَّمْهَرِيَّةُ كالنُّهُوْدِ نَوَاهِدُ / والمَشْرَفِيَّةُ في الجُفُونِ جُفُوْنُ
أُفُقٌ إذا ما رُمْتَ لَحْظَ شَمُوْسِهِ / صَدَّتْكَ للنَقْعِ المُثارِ دُجُوْنُ
يَغْشَاكَ من دُوْنِ الغَزَالِ ضُبَارِمٌ / فيه ومِنْ قَبْلِ الكِنَاسِ عَرِيْنُ
أَنَّى أُرَاعُ لَهُمْ وبين جَوَانِحِي / شَوْقٌ يُهَوِّنُ خَطْبَهُمْ فَيَهُوْنُ
أَنَّى يَهَابُ ضِرابَهُمْ وطِعَانَهُمْ / صَبٌّ بألحاظِ العُيُوْنِ طَعِيْنُ
فكَأَنَّمَا بِيْضُ الصِّفاحِ جَدَاوِلُ / وكأنَّما سُمْرُ الرِّماحِ غُصُوْنُ
ذَرْنِي أَسِرْ بين الأسِنَّةِ والظُّبَى / فالقلبُ في تلك القِبابِ رَهِيْنُ
فَلَعَلَّهُ يُرْوِي صَدَايَ بِلَمْحِهِ / وَجْهٌ به ماءُ الجَمالِ مَعِيْنُ
وَلَعِي بذاتِ القُلْبِ أَفْقَدَ أَضْلُعِي / قَلْبَاً عليه ما يَرِيْمُ يَرِيْنُ
تَلْهُو وأَحْزَنُ مثل ما حَكَمَ الهَوَى / لا يَسْتَوِي المسرورُ والمَحْزُوْنُ
وتَذَلُّلِي لم يُجْدِ غَيْرَ تَذَلُّلٍ / والحُسْنُ عِزٌّ للحِسانِ مَكِيْنُ
لا غَرْوَ أنْ أَصِلَ الغَرَامَ بِمُعْرِضٍ / غَيْرُ المُحِبِّ بما يُدَانُ يَدِيْنُ
يا رَبَّةَ القُرْطِ المُعِيْرِ خُفُوْقَهُ / قَلْبِي أَمَا لِحِرَاكِهِ تَسْكِيْنُ
تَوْرِيْدُ خَدِّكِ للصِّبَابَةِ مَوْرِدٌ / وَفُتُوْرُ طَرْفِكِ للنُّفُوْس فُتُوْنُ
فإذا رَمَقْتِ فَوَحْيُ حُبِّكِ مُنْزَلٌ / وإذا نَطَقْتِ فإنَّهُ تَلْقِينُ
لولاكِ ما أَوْدَى الجَوَى بِتَجَلُّدِي / وكَفَاكِ أنَّكِ لِي مُنَىً ومَنُوْنُ
أنتِ الهَوَى لكنَّ سُلْوَانَ الهَوَى / قَصْرُ ابنِ مَعْنٍ والحديثُ شُجُوْنُ
فالحُسْنُ أَجْمَعُ ما يُرِيْكَ عِيَانُهُ / لا ما أَرَتْهُ سَوَالِفٌ وعُيُوْنُ
والرَّوْضُ ما اشتَمَلَتْ عليه شَمُوْلُهُ / لا ما حَوَتْهُ أباطِحٌ وحُزُوْنُ
قد عَطَّلَ الأزهارَ زاهِرُ حُسْنِهِ / لا الوَرْدُ مُلْتَفِتٌ ولا النِّسْرِيْنُ
فاجعَلْ جُفُوْنَكَ تَجْنِ منه فُتُوْرَهُ / نَوْرُ الخُدُوْدِ له الأَكُفُّ جُفُوْنُ
فَنُجُوْمُهُ زُهْرٌ ثَوَابِتُ لم يَرِمْ / تَعْدِيْلَها زِيْجٌ ولا قانونُ
والمجلسانِ النَّيِّرانِ تآلفَا / هَذَا في البَهَاءِ قَرِيْنُ
كالمُقْلَتَيْنِ أو اليَدَيْنِ تَأَيَّدَا / والحُسْنُ يَعْضِدُ أَمْرَهُ التَّحْسِيْنُ
عُطِفَتْ حَنَايَاهُ وضُمِّنَ بَعْضُها / بَعْضَاً وسِحْرٌ ذلك التَّضْمِيْنُ
كتقاطعِ الأفلاكِ إلاَّ أنَّه / مُتَبَايِنَانِ تَحَرُّكٌ وسُكُوْنُ
فَلَكِيَّةٌ لَوْ أنَّها حَرَكِيَّةٌ / لاعتدَّ منها الرأسُ والتِّنِّيْنُ
تَتَعاقَبُ الأَعْصارُ فيه وَجوُّهُ / أبداً به آذارُ أو تَشْرِيْنُ
وكأنَّ هِرْمِسَ بَثَّ حِكْمَتَهُ به / وأَدارَ فيه الفِكْرَ أَفْلاطُوْنُ
وكأنَّ راسِمَ خَطِّهِ إقْلِيْدِسٌ / فَمَوَاثِلُ الأَشْكالِ فيه فُنُوْنُ
مِنْ دَائرٍ ومُكَعَّبٍ ومُعَيَّنٍ / ومُحَجَّنٍ تَقْوِيْسُهُ التَّحْجِيْنُ
شَمَخَتْ فلا تُحْنَى سَوارِيْها لها / كلاً ولا تُرْمَى بها فَتَبِيْنُ
فهنالك التَّضْعِيفُ والتليثُ والت / تَرْبِيْعُ والتَّسْدِيْسُ والتَّثْمِيْنُ
نِسَبٌ حَلَتْ نِسَبُ الغِناء لبعثها / طَرَبَ النفوسِ وسَمْعُها تَعْيينُ
وكأنَّ طَرْفِي مِسْمَعِي وكأنَّه / صَوْتٌ وشَكْلُ خُطُوْطِهِ تلحيْنُ
مُتَلأْلِئٌ فكأنَّما سَالَ المَهَا / فيه وذابَ اللؤلؤُ المَكْنُوْنُ
وكأنَّ مُبْيَضَّ الخُدودِ وَضَاءَةً / صَحْنٌ له لا المَرْمَرُ المَسْنُوْنُ
تُغْشَى بِمُذْهَبِ لَمْعِهِ فكأنَّما / أَبْدَى لَدَيْهِ كُنُوْزَهُ قارُوْنُ
هو ثالُثُ القَمَرَيْنِ في ضَوْءَيْهما / فيه تُضِيْءُ لنا الليالي الجُوْنُ
لو أَبْصَرَتْهُ الفُرْسُ قَدَّسَ نُوْرَهُ / كِسْرَى وأَخْبَتْ نارَها شِيْرِيْنُ
أَوْ لَوْ بَدَا للرُّوْمِ مَعْجَزُ صُنْعِهِ / أَبْدَى السُّجُوْدَ إليه قُسْطَنْطِيْنُ
رَأْسٌ بِظَهْرِ النُّونِ إلاَّ أنَّهُ / سَامٍ فَقُبَّتُهُ بحيْثُ النُّوْنُ
في رَأْسِهِ سَبَقَ النَّعامَ سماؤه / مِنْ دونه دَمْعٌ الغَمَامِ هَتُوْنُ
قَصْرٌ تَبَيَّنَتِ القُصُوْرُ قُصُوْرَها / عنه وفَضْلُ الأفضلين يَبِيْنُ
فَمَنِ ابنُ ذي يَزَنٍ وما غُمْدَانُهُ / النَّقْلُ شَكٌّ والعِيَانُ يَقِيْنُ
هو جَنَّةُ الدّنْيَا تَبَوَّأَ نُزْلَها / مَلِكٌ تَمَلَّكَهُ التُّقَى والدِّيْنُ
فكأنَّما الرحمنُ عَجَّلَها له / لِيَرَى بما قد كان ما سيكونُ
وكأنَّ بانِيَهُ سِنِمَّارٌ فما / يَعْدُوْهُ تَحْسِيْنٌ ولا تَحْصِيْنُ
وجَزَاؤُهُ فيه نقيضُ جَزَائِهِ / شَتَّانَ ما الإِحياءُ والتَّحْيِيْنُ
عَفٌّ فلا مالٌ يُبَاحُ ولا دَمٌ / بل آمنانِ ذَخيرةٌ وَوَتِيْنُ
وإذا دَعَا داعٍ بِطُوْلِ بَقَائِهِ / خَرَقَتْ له سَمْعَ السَمَا آمِيْنُ
مَلَكَ القلوبَ بِسِيْرَةٍ عُمَرِيَّةٍ / يَحْيَا بها المَفْرُوضُ والمَسْنُوْنُ
لا تَأْلَفُ الأحكامُ حَيْفاً عنده / فكأنَّها الأفعالُ والتَّنْوِيْنُ
لَوْ كانَ أَدْنَى بِشْرِهِ وَذَكَائِهِ / لِلنَّصْلِ ما شَحَذَتْ ظُبَاهُ قُيُوْنُ
لَوْ كانَ لُجُّ البَحْرِ مِثْلَ نَوَالِهِ / غَمَرَ الرُّبَى مَسْجُورُهُ المَشْحُوْنُ
وبَدَا هِلالُ الأُفْقِ أَحْنَى نَاسِخاً / عَهْدَ الصِّيامِ كأنَّه العُرْجُوْنُ
فكأنَّ بين الصّوْمِ خَطَّطَ نَحْوَهُ / خَطّاً خَفِيّاً بَانَ منه النُّوْنُ
هَيْهَاتِ ما تُغْنِي القَنَابِلُ والقَنَا
هَيْهَاتِ ما تُغْنِي القَنَابِلُ والقَنَا / والمَشْرَفِيَّةُ في مُلاقاةِ المَنَى
فَعَلاَمَ تُسْتَاقُ العِتَاقُ وإنْ جَرَى / وَجَرَيْنَ جَاهِدَةً وَنَيْنَ وما وَنَى
وعَلاَمَ تُجْتَابُ الدِّلاصُ فإنَّها / لَيْسَت مَوانِعَ سُمْرِهِ أَنْ تُطْعَنَا
إنَّ المَنِيَّةَ ليس يُدْرَكُ كُنْهُهَا / فَنَوَافِذُ الأَفْهَامِ قد وَقَفَتْ هُنَا
في كلِّ شيءٍ للأَنَامِ مُحَذِّرٌ / ما كانَ حَذَرَهُ شُعَيْبٌ مَدِيَنَا
وَحَيَاتُنَا سِفَرٌ وَمَوْطِنُنَا الرَّدَى / لَكِنْ كَرِهْنَا أَنْ نُحِلَّ المَوْطِنَا
والعَيْشُ أَضْنَكُ إنْ تَعَذَّرَ مَطْلَبٌ / كم مِنْ ضِنَاكٍ في مَطَالِبِهِ ضَنَى
وَلَرُبَّما أَعْطَى الزَّمانُ مَقَادَهُ / لا تَيْأَسَنَّ فَرُبَّ صَعْبٍ أَمْكَنَا
لا بُدَّ أَنْ تَتْلُو الحياةَ مَنِيَّةٌ / مَنْ شَكَّ أَنَّ اليومَ يُزْجِي المَوْهِنَا
لا تَرْجُ إبقاءَ البَقَاءِ على امرئٍ / كُلُّ النُّفُوْسِ تَحِلُّ أَفْنيةَ الفَنَا
تَجِدُ الحياةَ نفيسةً ونُفُوْسُنَا / غُرَباءُ تَرْغَبُ عندها مُتَوَطَّنَا
لَوْ أَنَّهَا شَعَرَتْ لها وَسَقَتْ دَرَتْ / أنَّ الوَفَاةَ هي الحَيَاةُ تَيَقُّنَا
لكنَّها عَمِيَتْ ولم تَرَ رُشْدَهَا / ما كُلُّ مَنْ لَحَظَ الأمورَ تَبَيَّنَا
فَتَبَصَّرَنَّ مُصَابَ سَيِّدَةِ الوَرَى / تُبْصِرْ دَنَاءَةَ ذي الحياةِ وذي الدُّنَى
أَعْظِمْ به مِنْ حادثٍ جَبُنُوا له / ما ظَنَّ قَبْلُ شُجَاعُهُمْ أنْ يَجْبُنَا
وَتَرُوا وما عَلِمُوا بِوِتْرٍ ضَائِعٍ / مَنْ ذا يُطَالِبُ بالتِّرَاتِ الأزْمُنَا
ذَابَتْ سُيُوفُهُمُ أَسىً فَظُبَاتُها / تَحْكِي المَدَامِعَ والجُفُوْنُ الأجْفُنَا
وَتَقَصَّدَتْ أَرْمَاحُهُمْ إنْ لم تَكُنْ / شَجَراً وَشِيْكُ المَوْتِ منه يُجْتَنَى
لم يَذْكُرُوا إحْسَانَهَا إلاَّ نَسُوا / حُسْنَ العَزَاءِ وبَعْدَهَا لَنْ يَحْسُنَا
فكأنَّما أنفاسُهُمْ وَمَقَالُهُمْ / نارٌ تُحَرِّقُ بَيْنَهُمْ عُوْدَ الثَّنَا
وما جَفَّ مِنْ دَمْعٍ عليها مَدْمَعٌ / الحُزْنُ ما وَالَى الدَّمُوْعَ الهُتَّنَا
أَعَقِيْلَةَ الأَمْلاَكِ والمَلْكِ الذي / لَبِسَ السَّناءُ به جَلابِيْبَ السَّنَا
فَسَقَاكِ مِثْلَ نَدَاكِ أَوْ كَدُمُوْعِنَا / مُزْنٌ يُعِيْدُ ثَرَاكِ رَوْضَاً مُحْزَنَا
إنْ كُنْتِ مِتِّ فَذَا ابنُكِ المَلِكُ الذي / يُحْيي البَرَايَا والعَطَايَا والمُنى
كَثُرَتْ مَحَامِدُهُ فَحَقَّ بها اسمُهُ / وَأَدامَ إحْياءَ المَكَارِمِ فاكتَنَى
فإذا بَنى الأعداءُ هَدَّمَ ما بَنَوا / والدَّهْرُ لا يَسْطِيعُ يَهْدِمُ ما بَنَى
يا أيُّها المَلِكُ الذي أوْصافُهُ / تُعْيي البليغَ ولا تُطِيْعُ الألْسُنَا
إنْ كان عُظْمُ الرُّزْءِ أَصْبَحَ كافِراً / بِتَجَلُّدٍ لا تُمْسِ إلاَّ مُؤْمِنَا
صَبْراً وإنْ جَلَّ المُصَابُ وَسَلْوَةً / فَإِلَيْهِمَا حَكَمَ الحِجَى أنْ تَركُنَا
والدَّهْرُ أَهْوَنُ أنْ يَجيْءَ بحادثٍ / لم يَثْنِهِ حُسْنُ التَّجَلُّدِ أَهْوَنَا
والبِرُ يَقْضِي أنْ تكونَ مُعَظِّماً / والحِجْرُ يقضِي أن تكونَ مُهَوِّنَا
فَلَئِنْ صَبَرْتَ فإنَّ فضَْلَكَ باهِرٌ / ولَئِنْ حَزِنْتَ فَحُكْمُهُ أنْ تَحْزَنَا
هُنَّ الأَمانِي مُدْمِنَاتُ حِرَانِ
هُنَّ الأَمانِي مُدْمِنَاتُ حِرَانِ / فَصِلِ اعتِزَاماً لاَتَ حيِيْنَ تَوّانِ
وإِذا انقَضَى زَمنُ الفَتَاءِ عن الفَتَى / فَبَقَاؤُهُ وَفَنَاؤُهُ سِيَّانِ
لا تُخْدَعَنَّ فما لإِحْسَانِ الصِّبَا / عِوَضٌ ولا لِرُوَائِهِ الحُسَّانِ
واخْلَعْ على رَيْعَانِهِ حُلَلَ المُنَى / فَمَحاسِنُ الأشياءِ في الرَّيْعَانِ
وزيادَةُ الأَقْمَارِ بَدْءُ شُهُوْرِهَا / وتَعَقُّبُ الأَعْقَابِ بالنُّقْصَانِ
والشَّمْسُ في الحَمَلِ الذي هو أَوَّلٌ / تَسْمُو كما تَنْحَطُّ في المِيْزانِ
ليس الصِّباَ زَمَنَ الصِّبَا لكنَّهُ / قَمْعُ العِدَى ورَعَايَةُ الخُلاَّنِ
حالٌ يَحُوْلُ الهِمُّ فيها يافعاً / والخَمْرُ تَثْنِي والشِّيْبَ كالشُّبَانِ
فَيَرَى تَيَمُّمَهُ وتَقْلِبُ قَلْبَهُ / حَدَقُ المَهَا وسَوَالِفُ الغِزْلاَنِ
فالنَّفْسُ تَزْدَادُ النَّفاسَةَ والهَوَى / هُوْنٌ وما أَرْضَى لها بِهَوَانِ
وَلَرُبَّ ذي أَيْدٍ سَعَى لِيَضُمَّهَا / فَرَمَتْهُ بالإِيْهاءِ والإِيْهَانِ
وَوَعِيْدُ أَقْوَامٍ صَمَمْتُ لِسَمْعِهِ / سَمْعُ الأَذَى من آفَةِ الآذانِ
وتَغَطْرُسٌ من مَعْشَرٍ قد أَنْبَأُوا / أنَّ الوِهَادَ تَعُوْدُ شُمَّ رِعَانِ
قَلَبَ الزمانُ عِيَانَهُمْ وعِيَالَهُمْ / وكَذَا الزَّمانُ مُغَيِّرُ الأَعْيَانِ
يا سَائِلِي عمَّا زَكِنْتُ من الوَرَى / والسِّرُّ قد يُفْضِي إلى الإِعْلانِ
إيْها سَقَطْتَ على الخَبِيْرِ بِحَالِهِمْ / عند العَرُوْضِ حَقَائِقُ الأَوْزَانِ
هُمْ كالقَرِيْضِ وَكَسْرُهُ من وَزْنِهِ / يَبْدو من التَّحْرِيْكِ والإِسْكانِ
ومتى تَحُلْ حالاهُما عن كُنْهِها / أَنْكَرْتَ منه واضِحَ العِرْفَانِ
كم من خليلٍ سَاعَدَتْهُ سَعَادةٌ / وَطَوَى بها كَشْحاً على الأَضْغَانِ
مِنْ كلِّ ذي حَسدٍ يُشانِئُ شانئٍ / إنَّ التَّحَاسُدَ باعِثُ الشَّنآنِ
هَاجُوا سُكُوْنِي فاستَدَمْتُ هِيَاجَهُمْ / إنَّ الحَرَاكَ دَلالَهُ الحَيَوَانِ
فانْجَابَ عن شَمْسِي دُجَى إجْلاَبِهِمْ / وَلَرُبَّ بُرْءٍ كان في بُحْرَانِ
لَمَّا فَضَلْتُ رَمَوْا بكلِّ عَضِيْهَةٍ / والفَضْلُ مَوضعُ أَسْهُمِ البُهْتَانِ
يا ما لِدَهْرِي ليس يَعْدُلُ حُكْمُهُ / أَتَرَاهُ خالَ العَدْلَ في العُدْوانِ
أو رَدَّ حَظِّي في الحُظُوْظِ مُصَلِّياً / أنْ كان ذِهْنِي سَابِقَ الأّذْهَانِ
هَلاَّ تَنَاءَتْ في التَّسَابُقُ حَلْبَةٌ / حتى يُبَرِّزَ رَبُّ كلِّ رِهَانِ
لو مُدَّ مَيْدَانُ التَّنَاظُرِ بيننا / عَلِمَ الوَرَى مَنْ فَارِسُ المَيْدَانِ
ذِكْرُ الفَتَى يُبْدِي خَفِيُّ سِنَانِهِ / والنارُ حامِيَةٌ بِغَيْرِ دُخَانِ
وعَسَى إِثَارَتُهُ تُرِي آثارَهُ / وَلَكَمْ تُدَالُ إدَالَةٌ بِطِعَانِ
ومَلاكُ بُغْيَتِكَ المَلِيْكُ مُحَمَّدٌ / يَمِّمْهُ تُحْمَدْ صَرْفَ كل زَمَانِ
شَادَ ابنُ مَعْنٍ في تُجِيْبَ مَكَارِماً / ليستْ لِمَعْنٍ في بني شَيْبَانِ
يا مَنْ يُضِيْفُِ إليه حاتمُ طَيِّءٍ / مَرْعىً ولكنْ ليس كالسَّعْدَانِ
أَعْطَتْهُ أهواءَ القلوبِ سياسَةٌ / خَفِيَتْ لَطَائِفُها على سَاسَانِ
وَبَدَتْ إلينا منه صورةُ سِيْرَةٍ / تُنْبِيْكَ عَمَّا سَنَّهُ العُمَرَانِ
خُنْ عَهْدَها مثلَ ما خَانَتْكَ مُنْتَصِفاً
خُنْ عَهْدَها مثلَ ما خَانَتْكَ مُنْتَصِفاً / وامْنَحْ هَوَاها بنسيانٍ وسُلْوَانِ
فالغِيْدُ كالرَّوْضِ في خَلْقٍ وفي خُلُقٍ / إنْ مَرَّ جَانٍ أَتَى مِنْ بَعْدِهِ جانِ
سُمْتَ السَّوَامَ به الحِمَامَ كأنَّما
سُمْتَ السَّوَامَ به الحِمَامَ كأنَّما / أُخِذَتْ بِشَأْنٍ من ذوي الشَّنْآنِ
وتَبِعْتَها ذاتَ الجَنَاح كأنَّما / فَعَلَتْ جُناحاً قَبْلُ في الطَّيَرَانِ
حتى غَدَا حَمَلُ السَّمَاءِ وثَوْرُها / حَذِرَيْنِ مما حَلَّ بالحُمْلانِ
نارٌ بأَرْجَاءِ المَرِيَّةِ سِقْطُها / مُزْرٍ ببيتِ النارِ في أَرْجَانِ
فَلَوِ المَجُوْسُ تَجُوْسُ بين ديارِنا / أَمَتْ لَدَيْكَ عبادةَ النِّيْرَانِ
والسُّمْرُ من قُلُبِ القُلُوْبِ مَوَاتِحٌ
والسُّمْرُ من قُلُبِ القُلُوْبِ مَوَاتِحٌ / وكأنَّها مَوْصُوْلَةُ الأشْطَانِ
والنَّبْلُ في حَلَقِ الدِّلاَصِ كأنَّها / وَيْلُ الحَيَا في مائجِ الغُدْرَانِ
أسَالَتْ غَدّاةَ البَيْنِ لُؤلُؤَ أَجْفَانِ
أسَالَتْ غَدّاةَ البَيْنِ لُؤلُؤَ أَجْفَانِ / وأَجْرَتْ عَقِيْقَ الدَّمْعِ في صَحْنِ عِقْيَانِ
وأَلْقَتْ حُلاَهَا مِنْ أَسىً فكأنَّما / أَطَارَتْ شَوَادِي الوُرْقِ عن فَنَنِ البانِ
وأَذْهَلَها داعِي النَّوَى عن تَنَقُّبٍ / فَحَيَّا مُحَيَّاهَا بِتُفَّاحِ لُبْنَانِ
وقد أَطْبَقَتْ فوق الأَقَاحِي بَنَفْسَجاً / كما خَمَشَتْ وَرْداً بِعُنَّابِ سُوْسَانِ
وليلٍ بهيْمٍ سِرْتُهُ ونُجُوْمُهُ / أَزاهِرُ رَوْضٍ أو سَوَاهِرُ أَجْفَانِ
كأنَّ الثُّرَيَّا فيه كأسُ مُدَامةٍ / وقد مَالَتِ الجَوْزَاءُ مِيْلَةَ نَشْوَانِ
وما الدَّهْرُ إلاَّ لَيْلَةٌ مُدْلَهِمَّةٌ / وشَمْسُ ضُحَاهَا أحمدُ بنُ سُلَيْمَانِ
الدَّهْرُ لا يَنْفَكُّ مِنْ حَدَثَانهِ
الدَّهْرُ لا يَنْفَكُّ مِنْ حَدَثَانهِ / والمَرْءُ مُنْقَادٌ لِحُكْمِ زَمَانِهِ
فَدَعِ الزَّمَانَ فإنَّه لم يَعْتَمِدْ / بجَلاَلِهِ أحداً ولا بِهَوَانِهِ
كالمُزْنِ لم يَخْصُصْ بنافعِ صَوْبِهِ / أُفْقاً ولم يَخْتَرْ أَذَى طُوْفانِهِ
لكنْ لِبَارِيْهِ بَوَاطِنُ حِكْمَةٍ / في ظاهِرِ الأضدادِ مِنْ أَكْوانِهِ
وعَلِمْتُ أنَّ السَّعْيَ ليس بِمُنْجِجٍ / ما لا يكونُ السَّعْدُ من أَعْوَانِهِ
والجِدُّ دُوْنَ الجَدِّ ليس بنافعٍ / والرُّمْحُ لا يمضِي بغير سِنَانِهِ
وَسَمَا إلى المُلْكِ الرِّضَى ابنُ صُمادحٍ / فَأَدَالَنِي بالسُّخْطِ من رِضْوانِهِ
وهَوَى بنَجْمِي من سماءِ سَنائِهِ / وقَضَى بِحَطِّي من ذُرى سُلْطَانِهِ
وسُقْمُ فؤادِي مِنْ سَقَامِ جُفُوْنِهِ
وسُقْمُ فؤادِي مِنْ سَقَامِ جُفُوْنِهِ / فإنْ نَقِهْتْ عَيْنَاُه فالقَلْبُ نَاقِهُ
مَرَادُ هَوىً حَفَّتْ به مُرُدُ العِدَى / ودُوْنَ جِنَانِ الخُلْدِ تُلْقَى المَكَارِهُ
وما خُيَلاَءُ الخَيْلِ فيها سَجِيَّةً / ولكنَّها لمَّا امتَطَوْها تَوَائِهُ
فلا تَكْرَهَنْ إنْ خَاسَ قَوْمٌ بِعَهْدِهِمْ / عَسَى الخَيْرُ في الشيء الذي أنت كَارِهُ
فَنَصْرُكَ أيّاً ما سَلَكْتَ مُسَايِرٌ / وفَتْحُكَ أيّاً ما اتَّجَهْتَ مُوَاجِهُ
ففي أَنْفُسِ الحُسَّادِ منها هَزَاهِرٌ / وفي أَلْسُنِ النُّقَّادِ منها زَهَازِهُ