القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دانِيال المَوْصِلي الكل
المجموع : 293
لِتَشْكُرَنّي النجومُ السّبْعُ فيكَ أَيا
لِتَشْكُرَنّي النجومُ السّبْعُ فيكَ أَيا / مَنْ ستقلَّ لَهُ الأفلاكُ في التُّحَفِ
وكيفَ تجحدُني فَضلي النجومُ وقد / سَيّرتُها عامَ تقويمي إلى الشّرَف
سُحقاً لَلِيلٍ بالخليجِ قطعتُهُ
سُحقاً لَلِيلٍ بالخليجِ قطعتُهُ / إذا بِتُّ منه ساهراً بالشاطي
أمسى الضّياءُ مُنادمي وَحَشاه لي / مَحشوَّةٌ بِغرائبِ الأخلاطِ
وَلِشِقوتي نِمنا مَعاً في مَضَجعٍ / مُتَرَدِيَيْنِ على الثّرى ببساطِ
عَصَفَتْ عَلَي رياحُهُ فَوَجْدتها / أقوى هبوباً من رياحِ شباطِ
قد كنتُ أنعَسُ لأنتشاقِ فُسائهِ / غَشياً فيوقظني بَصوتِ ضراطِ
ما زلتُ أنشَقُ منهُ ريحاً مُنْتِناً / حتى أستحالَ إلى الخراء مُخاطي
يا أيها المفتوقُ مِن أرياحهِ / هذي النصيحةُ فيك للخياطِ
قد كَمّلَ اللهُ بِرذوني بَمْنقَصةِ
قد كَمّلَ اللهُ بِرذوني بَمْنقَصةِ / وشانَه بعدَ ما أعماهُ بالعَرَج
أسير مثلَ أسيرٍ وَهَو يَعرُج بي / كأنّه ماشياً ينحطُ منْ دَرَج
فإنْ رَماني على ما فيهِ من عرجٍ / فما عليه إذا ما متُ من حَرَج
أيا وَزيراً أعيذُ مَنْصبَهُ
أيا وَزيراً أعيذُ مَنْصبَهُ / من كُلِّ عَين بايةِ الحرس
وَمَنْ إذا ما لازمانُ حارَبني / أصبحَ درعي الحصينَ أو تُرُسي
والماجدُ الفخرُ ذو الفخار فإنّهُ / حُلي بالفخر مجدُه وَكُسي
ويا كريماً لو لامَسَتْ يُدهُ / صخراً لألفاهُ أيّ مُنْبَجسِ
والحسنُ المُحسنُ الذي كان / ولولاهُ إلى الزَّمانِ أي مُسي
أصغ لشَأني فإنَهُ عَجَبٌ / وإن يَكُنْ ما أقولُ من هوسي
دَعْ ما حَكوهُ عَن وقعهِ الجمل ال / أمس وَخُذْ شرحَ وَقَعَةِ الفرسِ
برذونُ سوء مولايَ يَعْرفُه / أعرجُ أعمى أصمٌّ ذو خرسِ
رَخْوُ النّسا والشوابه صدفٌ / أخو مَطا للعقورِ مُنْقَوس
قد كاعَ فيهِ البيطارُ من صَكلٍ / ونَملةٍ قد سَعَتْ على دَحَسِ
ووقرةٍ في يَديه من مَشَش / أو لمنٍّ في رجْلَيه أو قَعَس
وَمنْ خنَانٍ قد فاحَ أو جَرَد / أو جَرَب كالرسوم مُنْدَرس
أرْجَل لكن يشينُه معر / أشغى كثيرُ الزَّوال ذو خَنَس
مُكَلّلُ الجيد والمسامع والذ / يل مجمرُ القراد كالعدس
يرفُسُ من كَثَرة الذباب إلى / أن ظَنّه مَعَشرَ مِنَ الشمسُ
وَرُبَما أوحَلَتْهُ بولَتهُ / فإنْ يبُلْ في التّراب يَنْغمِس
وإن يُسَيّسُهُ الغلامُ يحتك / بالحيطان حتى كنْ لم يَسسِ
وَهَو متى ما أغفلتَهُ كَسَرَ السر / جَ لفَرْط التّمريغ في الخَلَس
يعجزُ عَنْ حَمْل تبنه فإذا لا / رأى شنيفاً حَسَاهُ في نَفَس
تُؤلمُهُ من حَفاهُ وطأتُهُ / على نَدَى في الطريق أو يَبَس
إذا رآهُ كلب عَوى قَرَماً / وَثْباً عَلَيْه في زي مفترَس
تحسَبُه جيفةً وَحَسْبي من / ركوبه أَننّي على نجس
يجفلُ حتى منَ الشَعير فما / يذوقُ قضماً إلاَّ مَعَ الغَلَس
قالوا أَرحْهُ فالركضُ يُنحسُهُ / قُلت محال إنحاس مُنْتَحس
هذا ولم أَنسَ طَبْلَخَانَتَهُ / تحتي بريحٍ ولا قُسا العُرس
تتلو قولَهُ والنّازعات إذا / سارَ مَعَ العاديات ذا عَبَس
حاز جميعَ الأمراض قاطبةً / ولم تفتْهُ منْها سوى الضّرَس
فانعم بتعييره عليَّ فلي / وعد وَمَوليَ ما أظن نسي
فإنني ذلك المَليُّ بشُكري / كَ ولكنني أخو فَلَس
وَمَنْزلٍ حُفَّ بالرِّياضِ فَما
وَمَنْزلٍ حُفَّ بالرِّياضِ فَما / تُعْدَمُ نَوراً به ولا نورا
وكانَ خَوراً تَلْهو النفوسُ به / وزيدَ ماءً فَصارَ ماخورا
لَطَمَتْ بَعْدَكَ الخدودَ الدُّفوفُ
لَطَمَتْ بَعْدَكَ الخدودَ الدُّفوفُ / وتحامَتْ تلكَ الضروبَ الكفوفُ
وَتَساوَتْ عندَ الزَّفافِ وقد تُب / تَ لِدُنيا ثَقيلها والخفيفُ
وَعَلتَ ضجّةُ المواصِلِ حُزناً / والنّدامى على السُّرورِ عُكوفُ
وَجَرَتْ أَدمعُ الرَّواويقِ حتى / عادَ مِنها النّزيف وهْوَ نَزيفُ
وبدا الشمع وهو من سيلان / الدَّمْع إنسانُ عينه مطروف
يا إمام الخُلاَعِ دعوةَ قاضٍ / في قضايا المجونِ ليسَ يحيفُ
كيف ذُقتَ الخشوعَ هلْ هُوَ حلوٌ / يا حريفي باللهِ أم حرّيفُ
ثبّتَ الله توبةَ الشيخِ إنَّ / الزُّهدَ ما لا يقوى عليهِ الضعيفُ
أنتَ في المشتهى بجامع عَيْنٍ / وَعَفيفٍ وأينَ منكَ العَفيفُ
بغديرٍ وَرَوضَةٍ في ظِلالٍ / قد تَدَلّتْ عَلَيْكَ منها قُطوفُ
لا تَكُنْ راسبَ المقرِّ فما يَرْ / سُبُ في المستَقَر إلا الكثيفُ
وإذا قُمْتَ للصّلاتة فَقُمْ تق / ليةً ناشفاً فأنتَ نظيفُ
وإذا ما نَزَوْتَ في خَلْوة المس / جد قلْ للمريد عندي ضيوفُ
وإذا ما أَخرَجْتَ كيسَكَ بالمع / لوم قل للحضور هذا سفوفُ
حبّذا زُهدُكَ البليدُ فما أن / تَ به في الشّيوخ إلاَّ ظريفُ
قَسماً يا قليّةَ البين إني / قَرمُ الشّوق للِّقا مَلهوفُ
أَترجّى منكَ الرجوعَ قريباً / طمعاً فيك والمحبُّ عطوفُ
لا تَقُلْ قَدْ لبستُ صوفاً فإنَّ / الكبشَ جُلبابُهُ مَعَ القُرن صوفُ
يُطربُ الضأنَ وَهْوَ مثْلُكَ في الأل / حان أَسماعُ قومه والخروفُ
طارَ منكَ لمقصوصُ في حلقكَ الرأ / سَ لزُهد وفاتَكَ المنتوفُ
هَبْكَ بُدِّلتَ بالمدامِ حشيشاً / ثمَّ أوى إليكَ عِلقٌ نتيفُ
وتفنّنْتَ في عُمَيْرةَ جَلْداً / بعدَ جَلْدٍ حتى يَصُحَّ الكنيفُ
كيفَ يكفيكَ بعدَ أكلِكَ للْحَل / واءِ واللحْمِ دُقّةٌ وَرَغيفُ
قُمْ تَوَكّلْ على الغفورِ وَوَافِقْ / قَوتَكَ الخالعينَ يا قِصّيفُ
فلديهِم خاءٌ وميمٌ وراءٌ / أي شيء بالله هذي الحروفُ
كاشفِ القومَ في الذي سَتَروهُ / فَهْوَ حالٌ يا شَيخنا مكشوفُ
رُبَّ ليلٍ بتناهُ في حانِ خانٍ / وَعَلينا فيهِ الكؤوسَ تَطوفُ
منْ يَدَي مُرْدَفِ الرّوادفِ تَشْتا / قُ إلى الغَرفِ من خراهُ الأنوفُ
باتَ منهُ لنا خلوقٌ وما ين / سكر تَصحيفُ من يقولُ خَلوفُ
يا أبا مرَّة عليكَ بذا الشّيخِ / سريعاًُ من قبلِ يمضي الخريف
ويَفوتُ الخليجُ والقصفُ فيهِ / وَمُشاشاهُ مَن حواهُ الرَّصيفُ
يا أبا مُرَّة وأجّلْ له الكأسَ / لِتُصبيهِ رِقَّةٌ وسقوفُ
أرهِ جَوْهَرَ السّوالفِ بالأص / داغِ لمّا تنوسُ تلكَ الشّنوفُ
وقدوداً كما تهزّ رماحٌ / ولحِاظاً كما تُسلُّ سُيوفُ
يا أبا مرُّة بِحَقيَ دارك / ه بِلُطفٍ فقد يطيعُ اللطيفُ
فَعَسى أن تَهّزه ألفةُ العا / دَةِ شوقاً فقد يَحِنُّ العطوفُ
قَدْ سَمعتُم بزَلقَة الحمام
قَدْ سَمعتُم بزَلقَة الحمام / وَفَهمْتُم حَديثَها في الأنام
كانَ ما كنَ وانقضى غيرَ أنّي / زَلقتي من غرائب الأيام
جُزتُ في خلوةٍ لحمام باب ال / خرق والصبحُ غرَّة في الظلام
ذا خمارٍ من قَهوة العشق صَباً / ثَملاً من صَبَابة وَغرام
فَلَقيتُ المعشوقَ يخطرُ للدَلِّ / كغصن النّقا بلين القَوام
قُلتُ يا سَيّدي إلى هاهنا قا / لَ إلى هاهنا بحُسن ابتسام
وَتَعَرَّى مثلَ الحسام إذا جرَّ / دَهُ القينُ منْ قراب الحُسام
لاحَ في لَيْلَتين من مئزر الشّع / ر وَمنْ شَعْره كبدر التمام
وَعَلاهُ منْ لؤلؤ الرشْح اسما / طُ لآلٍ نَثراً بغير نظام
حينَ نَمّتْ مكتومةُ الخال عنه / خبراً عن عذاره النمّام
أقسَمَ الوردُ أنّ خديهِ أبهى / منه إذْ ظلّهُ رَذاذُ الغمامِ
ثمّ أبدَتْ فَتَائلُ المسكِ من كا / فورٍ كشحيهِ أنمُلُ القوامِ
وتبدّى من سُندُسِ السِّدر في رو / ضة حُسْنٍ وَوَردُ خَدَّيهِ نامي
وَجرى الماءُ فوقَهُ مثلَ صَبٍّ / بل كَدَمعي بأحمرِ العلاَم
كادَ منْ رِقّةٍ يذوبُ مَعَ الماءِ / ويجري من فوقِ ذاكَ الزّحامِ
ثمَّ أهوتْ يدُ المسرِّحِ بالمِشْ / طِ إلى صُبحِ فَرقهِ لانقسامِ
قُلتُ سرّحْ شَعْرَ الحبيبِ باحسا / نٍ وَخَلِّصْ خَبْلي بهذا الغلامِ
ثمَّ ظفّرهُ بالقلوبِ كما شا / ء وُلوعي بُحبّهِ وَهُيامي
وَبَجفني ما شاءَ ماءٌ طهورٌ / وَسَلوا عن صَبابتي الحمّامي
ثمَّ لمّا حَلوا المناشِفَ ضاعَتْ / أرَجاً عندَ نَشْرِها في الزحامِ
فاتّهمنا مُزَيِّنَ ألخال أعني / عَنبراً دونَ سائر الخُدام
أخذوا الماءَ من مَجاريه باللط / ف وَحيِّي مُجيئَهُ بالسّلام
أيهذا الحمّامُ أنتَ نَعيمي / وَجَحيمي وصحَتي وَسَقامي
كل حام بكَ الحلاوةُ فيه / فَيُرى حُسْنهُ سرى اللحّام
هاكَ مستَوقداً منَ الوجد في قل / بي لدَمْعٍ آنٍ بفرط انسجام
كم جَرَتْ أدمعي بمجراكَ لكن / ما درى عُذَّلي ولا لُوَّامي
وَتَوَلّهتُ ثمَّ أني تَوَهّمْتُ / كأنيّ رأيتُه في المنام
وَتَعَثّرتُ خلفَهُ في خُروجي / والأماني تزل بالأَقدام
ورآني مُلقى لديه صريحاً / فَرَقَاني برُقية الأَقسام
فَتَجانَنْتُ منْ غرامي وقبّلْتُ / انتهاباً ما كانَ تحتَ اللثام
يا لَها زَلقةً جَبَرْتُ بها قل / بي وإنْ كَسّرَتْ جميع عظامي
فلِهذا مَشَيتُ لا أملكُ النّه / ضةَ كلاّ وَلا أطيقُ قيامي
فَلِيَ العذرُ في انقطاعي عن الخد / مةِ والمجلسِ الكريم السّامي
فاستمِعها يا ذا الفضائِل منّي / كعقودِ الحبابِ فوق المدامِ
بينَ جِدٍّ من المجونِ وَهَزْلٍ / وحلالٍ من سِحرِها وَحَرامِ
أنتَ عَوني وناصِري وَمَلاذي / وكفيلي بالفَضْلِ يا ابنَ الكرامِ
وَبِرُكنِ الإخاءِ منكَ استلامي / وَبِحبلِ الوفاء منكَ اعتصامي
قاسمُ واسلَم وَسُدْ وَجُدْ وَتَفَضّلْ / وابقَ وافخرْ وَصُلْ وحامِ وسامِ
ما عايَنَتْ عَينايَ في عُطلتي
ما عايَنَتْ عَينايَ في عُطلتي / أفحش مِن حَظِّي ومن بختي
قَد بِعتُ عَبدي وَحِصاني وَقَدْ / أَصبحتُ لا فوقي ولا تحتي
يا سائلي عنْ حرفَتي في الورى
يا سائلي عنْ حرفَتي في الورى / وَثَروتي فيهم وإفلاسي
ما حالُ مَنْ درهَم إنفاقه / يأخذهُ من أعُين النّاس
قالوا اليهودي الرشيدُ قد اهتدى
قالوا اليهودي الرشيدُ قد اهتدى / رَشَداً وعَن كُفر اليهود قَد انتفلْ
فأجبتُهم ما رام في إسلامه / إلاَّ احتمالَ مآثم لا تُحْتملْ
لا يخدَعنْكُمْ غُرةً إسلامُه / فالكلبُ أنَجسُ ما يكونُ إذا اغتسل
طبيب غدا في الكُحْل غيرَ مُوَفّق
طبيب غدا في الكُحْل غيرَ مُوَفّق / لَهُ حكمة تَجْني على العين والسَمْع
إذا أرمَد وافاهُ يَشكو تألماً / منَ العين داوى العينَ كالضِّرس بالقمْع
صاحبُنا الآسي لم يُعْطه ال
صاحبُنا الآسي لم يُعْطه ال / رحمانُ في صَنْعَته علماً
وكُلّما أعمى عُيونَ الورى / قال لنا إنَّ الحديدَ أعمى
يَقولونَ الطّبيبُ أبو عَليٍّ
يَقولونَ الطّبيبُ أبو عَليٍّ / ببَذْل الجود مبسوطُ اليَدَين
فقلتُ علمتُ ذلكَ وهوَ سَمْح / يُضَيِّعُ كُلَّ يوم ألفَ عَين
لو كُنْتُ مُنْطَلقُ اللسا
لو كُنْتُ مُنْطَلقُ اللسا / ن شَفَيتُ قَلْبيَ من زَماني
وَلَقُلْتُ قَولاً ليسَ يُنْ / كرُهُ فُلان في فُلان
قَطَعْتُ من يَومين بَطّيخةً
قَطَعْتُ من يَومين بَطّيخةً / وَجَدْتُ فيها جَعْسَ مَصْمودي
قالوا خرى الخولي في أَصلها / أَيّامَ جَرْي الماء في العود
إنَّ البلادَ التي أَصبحتَ واليها
إنَّ البلادَ التي أَصبحتَ واليها / أَضْحَتْ ولا جَنّةُ المأوى ضَواحيها
وَغَمِّرتْ منْكَ بالعَدل العميم إلى / أنْ طابَ حاضرُها سكني وباديها
من بعد ما أَصْبَحَتْ طيرُ الخراب بها / على أسافلها تبكي أعاليها
فأنتَ كالبان أعطافاً مُرَنّحةً / لمَنْ تَشَبَهَ أنّا أرضى تَشبيهاً
فإنهّا كالتي أنشّدتهُا طَرَبَاً / صدورها عَلمَتْ منها قوافيها
أَتوعدُني الهوانَ فليتَ شِعري
أَتوعدُني الهوانَ فليتَ شِعري / أهذا القولُ جائزةٌ لشعري
وهذا كانَ منكَ جزاءَ مَدْحي / وَكَدَّ قريحَتي وعناءَ فِكري
فماذا للهجاء تركتَ ممّا / يُهانُ به أَخو نَظمٍ وَنَثْر
فإنْ يَكُ ذا الوعيدُ بأخذ روحي / كما أوعدتَني يا طولَ عُمري
وَخوَّفنيكَ أَقوام وقالوا / سَتَلقى من بُها طُنَ كلَّ ضرِّ
وقالوا سوفَ تَسقيني سموماً / يَسيلُ بها خَراي ولستُ أدري
وَتُصلتُ شفرة لكَ ذاتَ حد / وَتَضربُني بها في عين ظَهْري
وَتَطْبُخُني مُصوصاً بعدَ ذَبحي / وتأكُلُ من مَصاريني وَدُبري
فأرعدْ ثمَّ أَبرِقٍ في وَعيدي / وقل ما شِئتَ منْ خيرٍ وَشَرِّ
وَكُنْ كالتّيسِ ذا نابٍ وَقُرنٍ / وَكن كالكلبِ ذا نابٍ وَظُفرِ
سَتَلْقى للّذي أَعدَدْتَ جَلْداً / ولَو أَصليتَهُ لَفَحات جمرِ
نَسيت كفاحَنا في ستِّ بَدْرٍ / بما أَنساكَ وَقعةَ يومِ بَدْرِ
وَقَد أَبدَيْتَ لي أُذُنَي حمارٍ / وَعَيْنَي كلبةٍ وَسَبالَ هرِّ
وَلَمّا أنْ فَرَرتَ قَتَلْتَ كُرّاً / وَعُدتَ فَكُنْتَ ذا كرٍّ وَفَرِّ
ولولا جاءني عَلَم لنَصري / كميتاً ما ظفرتَ إذاً بنَصر
سَقاكَ بنَعلهِ كاسات صَفعٍ / سكرتَ بشُربها منمْ غَير خمرِ
فَما وأخذتُهُ بَلْ قلتُ سُكراً / بساطُ الشكر يُطوى بعد نَشر
مَدَدْتُ فَقالَ بعدَ القَصْر علماً / بها قد جاءَ في مَدٍّ وقَصْر
فَلا تَكُ طائشاً كالكمبَهَستي / وقد أغراهُ قَولُ القمبَعَرِّي
وَكُنْ كخرا تَلوكُ البوزَكستي / أميرَ الروم في أَكنافِ مصرِ
وَقَدْ صَفوا بها الأعداءَ جَيشاً / لطرْطرِّ ابن خرْي العُدِّ خُرِّي
وكانوا احدَثوا فيها أُموراً / لقَول بَلّغوهُ بَخْتَ نَصْرِ
وفي تيساً تكونُ وَكَلْبَكُنْتا / تأسٍ لو عَقَلْتَ لكُلِّ حر
وَقَدْ جَدَعَ أنفَ كُنتَ فَما تلكّى / ولا نادى لذلكَ يا لَبَكر
وأُمُّ خُراذقَ العَذراءَ لمّا / رآها الُعْقُطريّا غيرَ بكر
وَقَد ضَرَطَ الجَنينُ بحانبَيْها / لَدَى كُهّانهمْ برُقىً وَسحرْ
أعيذُك يا بهَاطنُ أن تُوافي / وَوَجْهُك من جهامَته يخَرِّي
لَئنْ فَخَرَتْ بالمكرُمات بنو مصر
لَئنْ فَخَرَتْ بالمكرُمات بنو مصر / فإنّكَ بينَ الناس أجدرُ بالفخر
رأيتُ سراجَ الدِّين للصّفْع صالحاً
رأيتُ سراجَ الدِّين للصّفْع صالحاً / ولكنّهُ في علْمه فاسدُ الذِّهن
استره بالكفِّ خوفَ انطفائه / وآفتُه منْ طَفْئه كثرَةُ الدُّهن
وَلَم أقطَع الوطواطَ بخُلاً بكُحْله
وَلَم أقطَع الوطواطَ بخُلاً بكُحْله / ولا أنا مَنْ يُعييه يوماً تَرَدُّدُ
ولكنّه ينبو عَن الشّمس طرفُه / وكيفَ به لي قُدْرَة وهو أرمَدُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025