القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : وَلِيّ الدِّين يَكَن الكل
المجموع : 152
من أين جدّ اليوم هذا الخصام
من أين جدّ اليوم هذا الخصام / يا أمم الغرب نقضت الذمام
كنا استعدنا الأمسَ عهدَ الصَّفا / فلم يدم أمس ولا العهد دامْ
كنا نسينا ما جرى بيننا / وكاد يبدو في الجراح التئامْ
واستُجمعت في الصفو اهواؤنا / وعادت الوصلة بعد انصرامْ
أريتنا في الودّ معنى الجفا / وجئتنا بالحرب تحت السلام
إختلف التسليم ما بيننا / يد تحيى ويد في الحسام
لا تبسمي من بعد هذا لنا / قد غرّنا فيما مضى الابتسام
وأمّة ما اشبهت أمّة / تفردت بالغدر بين الأنام
تسومنا الضيم بلا علة / يا بنت روما إننا لن نضام
هذي قلوب لا تهاب الحمام / هذي صدور لا تبالي الصدام
فاضرمي بين الثرى والسما / ناراً تلج ما بين ذاك الضرام
هل تُستبى أمّ أسود الشرى / والأسدُ ما بين يديها قيام
أم يستباح اليوم ذاك الحمى / وفيه أمثال طغورد نيامْ
أم جندنا أضحوا كسرب المها / أم أصبح العُرب كخيط النعام
مهلاً فلا تستقدمنْ خطوة / قد يرغم الآناف هذا الرغام
يا رُبَّ همٍّ أصلهُ من هيام / ورُبَّ غرم فادح من غرام
يشوي الفراش النورُ في ناره / وقد تميت الكاس صبّ المدام
وهذه الأقدار مجهولة / والكون لا يبقى عليه انتظام
ما يبلغ الأسطول من معشر / أسطولهم في البرشم الأكام
منيفة ثابتة صلبة / منيعة جانبها لا يرام
تهوي عوالي الطير من دونها / وينثني عن مرتقاها الغمام
يا علَمُ اخفق يا طبول ارعدي / ويا أسود استقدمي للأمام
والله لا نتركها للعدا / تدوس بالأرجل تلك العظام
حتى تروّى إرضها من دمٍ / وتختفي بطاحها في الرمام
وتصبح الدأماء في حمرة / وتغتدي آفاقُها في ظلام
فلا يلمنا بعدها لائم / من أيقظ الشرّ عليه الملام
صاحت طرابلس بأبنائها / لبّيك أمّاه دعوت الكرام
حتى م تبكي العين طال البكاء
حتى م تبكي العين طال البكاء / أما لحزن بت فيه انقضاء
قد خنتني يا دهر قد خنتني / ما كنت أحجوك قليل الوفاء
إن أبد مالي يعيني سرده / أو أخفه يزدد بهذا الخفاء
ماتت أماني ولما أمت / أحيا إذن للياس لا للرجاء
أصبحت آبى كل ما أرتجي / هيهات ما مثل الاباء الرضا
كيف أعزي القلب عما مضى / ويل لقلب ما له من عزاء
ما زلت أدعو للهدى معشراً / ضلوا فلما يجد طول الدعاء
ضاع ندائي حين ناديتهم / لو لم أضع ما ضاع ذاك النداء
هذي رسوم قد محاها البلى / وذي رسوم قد علاها العفاء
فحيثما تسع تجد مأثماً / باك ومبكي وآبي البكاء
ليس صباح بصباح لهم / ولا مساء لهم بالمساء
في ذمة الله رجال قضوا / طال بهم تحت القبور الثواء
لا التاج ذاك التاج من بعدهم / ولا بهاء الملك ذاك البهاء
تشقي جراغان بسجينها / ويجتلي بيعته من يشاء
يا رب هذي كعبة شيدت / ركناً وهذا خاتم الأنبياء
اساءني بينهما ظالمي / وقد كفى بينهما أن أساء
أعدم قوماً بت أرثيهم / والهفي ماذا يفيد الرتاء
كانوا غيوثي حين لا غيث لي / كانوا نمائي حين ما لي نماء
أقول والطلم بآفاته / يحتث للملك مطايا الفناء
لا ييأس المكروب من فرجة / ولا عليل أبداً من شفاء
العدل سلطان شديد القوى / ينصره الله بجند القضاء
تمادى رجال على غيهم
تمادى رجال على غيهم / أضرّ بهم وبأهل البلاد
وقد وضع الحق في نوره / فمن أمّ أمّ ومن حاد حادْ
ففيم وقوفك يا سيدي / وخطبتك اليوم بين العباد
قناة السويس انقضى أمرها / فلا تستعدهُ فليس يعاد
أثرتَ لهُ أمس حرباً عواناً / فهذا الحريق بذاك الزناد
عزيز علينا خروجك منها / خروج المريد بغير المراد
ومن نكد الدهر أن الصروف / تصيد الرجال وليست تصاد
وخبرت أنك عاتبت قوماً / فقلت العتاب تبيع الوداد
فلما قرأت الذي قلنهُ / غدوتُ بوادٍ وظني بواد
بربك سائل فؤادك يوماً / أأحسنت أم لا يجبك الفؤاد
فإن الضمائر لا ترتشي / ومهما تعاند تمل العناد
وهيهات إن فزت من بعدها / سيضرب ربّ السداد السداد
إن تندموا ليس يفيد الندم
إن تندموا ليس يفيد الندم / قد قضي الأمر وجفّ القلم
الله خلاق الورى عادلٌ / فلا يلومَنْ غيره من ظلم
يا أمة يقتلها جهلها / جهلك لا يشبه جهل الأمم
هكذا كنت أيهذا الهمام
هكذا كنت أيهذا الهمام / خافقات من فوقك الأعلام
كل ساع وراءك اليوم يبكي / نعشك اليوم وحده بسام
نم هنيئاً لقد سهرت كثيراً / فتساليا بها جنودك ناموا
رقدة هذه كأنك فيها / والد حوله بنوه قيام
لا أرى مثل فقدك اليوم فقداً / كل أبطالنا به أيتام
ولئن تبت عن كلام البرايا / مثل ذا الصمت للبيب كلام
فر منك الحمام بين ملونا / وبمصر سطا عليك الحمام
غاظه الله لم يهادنك يوماً / وعلى الخصم تصبر الأخصام
والعدو الكريم يهجع في أم / ن إذا كان في عداه كرام
سوف تبكي الأقلام سيفك دهراً / رب سيف تبكي له الأقلام
الجبال التي وقفت عليها / لم ينل مثل مجدها الأهرام
قد تمنى لو فاز منك بما فا / زت فغنت له به الأعوام
ما تعالى إلا بضيم الاساري / وأساراك مثلهم لم يضاموا
ودعوا منك سيداً حين ساروا / ورأوا منك والداً ما أقاموا
لا أحب الوغى ولا أنا منه / كل ما يقتل النفوس حرام
غير أن الأنام تهوى المعالي / وبسمر الوشيج تعلو الأنام
وبلاد الفتى تعز عليه / وعظام الأباء فيها عظام
وعهود الصبا عهود غوال / وغرام الوفي ذاك الغرام
يوم تأتي فروق تلق ليوثاً / أكبرتها وراءك الآجام
تتثنى لديك تلك العوالي / حين ينجاب عنك ذاك الغمام
وتظل القبور تهتز شوقاً / في الفيافي وتهتف الأرمام
هي كانت من قبل هذا قبوراً / فإذا ما حللت فهي خيام
كلما هب من فروق نسيم / فهو من أهلها عليك سلام
تجالسني أم لا فأبكي أنا وحدي
تجالسني أم لا فأبكي أنا وحدي / أعني بدمع جف يا غيث ما عندي
أمامك أكباد تذوب حرارة / ودمعي لا يجدي ودمعك قد يجدي
بروحي جنات دهنها جهنم / رأينا الفنا فيها يدب إلى الخلد
عرائس حلتها بليلة عيدها / أكف فزفت بعد ذاك إلى اللحد
فما فاز منها حلف يأس بمأمل / ولا كادج عند القرب يشفي جوى البعد
بدت بسمات ثم أعقبها البكا / كذاك وميض البرق يعقب الرعد
أإن تم نظم العقد وا أتلفت به / جواهره تنحل واسطة العقد
غررنا بأحلام فكانت كواذباً / وسرنا لقصد فانحرفنا عن القصد
وكنا نرجي أن يكون اعتزامنا / لحد فجزناه فصرنا إلى الضد
فيا حسرتا لو تنفع اليوم حسرة / إذن لاشتفت مما ألم بها كبدي
دعوا فسرت في أنفس القوم رعدة / ولا عجب فالرعب مثل الضنى يعدي
فلاحت لهم ذات اللظى مشمعلة / كما لاح قرن الشمس من قمة النجد
تلوح برايات وتدعو بألسن / وتبعث جنداً لا يغالب بالجند
تثير دخاناً في الفضاء وقد زها / تراءى به الأقمار في أوجه ربد
إذا عالجته الريح مد رواقه / وأخفى محيا الملك في ذلك المد
تضم القصور الشم ضمة عاشق / تلاقى بمعشوق هناك على وعد
تلاق وأشهى منه رامية النوى / وعطف وأحلى منه مستطرد الصد
ولما تبدت حمرة الشفق انثنت / عليها فشف الخد عن حمرة الخد
لمن دمن لم يبق في عرصاتها / سوى فحم من مسعر الحجر الصلد
تظل نحيبها البواكي بأدمع / تروي ثراها والدموع من العهد
سلام على تلك الطلول التي عفت / لقد عشت أهديها السلام وأستهدي
سلام على الأم التي في سوادها / بدت لتباكي الولد منها على الولد
سلام على مهد الأعالي الألى مضوا / بناة المعالي بل سلام على مهدي
أخ جاء يدعوني إلى نصر أخوة
أخ جاء يدعوني إلى نصر أخوة / وهذا يراع سامع ومجيب
فقلت له لا تسلم النفس للأسى / إذا ساء عيش أنه سيطيب
وهذي الليالي لا يقر قرارها / فمن لم يصبه الخير سوف يصيب
لنا أكبد لا تخمد النار تحتها / ولا هي من حر اللهيب تذوب
أظن لنا في ذمة الدهر طلبة / وأدراكها للآملين قريب
قضى زعماء السوء فينا بما قضوا / لهم دوننا في الطيبات نصيب
نخال جديدات الأمور عجيبة / وما تحت فسطاط السماء عجيب
لا تذكريني فإن الذكر يرجع لي
لا تذكريني فإن الذكر يرجع لي / عادات وجدي في أيامي الأول
وعالجيني بيأس منك ينفعني / البرء باليأس ينسي السقم بالأمل
طاب التجافي فلا تأساك قسمته / إذا مللت فما يشكيك من مللي
لسائم الود أما ينصرم بدل / منه وليس لراعي الود من بدل
دعي ليالي أوطاني تطالبني / بها فلا تشغلي نفسي بلا شغل
وكفكفي الدمع هذا الدمع يفتنني / أشجى الشكايات عندي أدمع المقل
هي اللآلئ تطفو في المحاجر لا / تختار للسبح إلا موضع الكحل
لو لم أكن شاعراً أصبحت حاسداً / فلؤلؤ الدمع منه لؤلؤ الغزل
ظلمتم الدهر فما ذنبه
ظلمتم الدهر فما ذنبه / يرحمه من ظلمكم ربه
شاب بكم في حسرة رأسه / أما كفى في حسرة شيبه
يا ليته عاتبكم مرة / فربما يصلحكم عتبه
لقد مضى من زمن جده / فلا يغرنكمو لعبه
ما للهدى قد ضل عن أرضكم / ما خطبه إذ ضل ما خطبه
أخواننا إن الصبا غركم / وهكذا في غيركم دأبه
قد كان مرعى فانقضى خصبه / هذا الذي بنصره جدبه
بت عليه بعده نادياً / وليس بجدي بعده ندبه
أشكو إلى الله قلوباً جنت / وإنني من قد جنى قلبه
أين الوفاء لا أرى من وفا / أمات أم أماته حزبه
أحزننا أحزننا بعده / وقبله افرحنا قربه
الحمد لله مضى ما مضى / لا يغضه باق ولا حبه
يا منزلاً بات الهوى صبه / وإنني قبل الهوى صبه
أظل ابكيك بدمعي وإن / ينفد يجد بغيره غربه
ودّع فروق لقد أجدّ فراقُ
ودّع فروق لقد أجدّ فراقُ / ما تطيق هل الوداعُ يطاقُ
هي وقفة بين التعلل والأسى / يفنى الرجاء ويخلد الميثاقُ
أعطِ المنازل حقها يوم النوى / هذا الفؤاد وهذه الأحداقُ
واستبق شعرك للقاء إذا دنا / حسبٌ النوى ما تنشد الآماقُ
قد كان شوق ثم نؤت بحمله / فلتنظرنْ ما تصنع الأشواقُ
يا عاشقاً لم يدر ما جهد الهوى / أرأيت ما يتجرّعُ العشاق
أكتبْ شجونك فالشعاع يراعة / والبحر حبر والسما أوراق
فعسى يسوق الدهر ما سطرته / لبنيه بعدك فالشجون تساق
السابقوك إلى المصارع أدركوا / غاياتهم ولك استجدّ سباق
فاغلب بعزمك أمر حزمك وانصلت / تلحق بهم عقبي المجدّ لحاق
رقأت دموع قد جرت لفراقهم / لم يبق دمع بعدهم مهراق
أما الجفون فما بها متسهّد / أما القلوب فما بها خفّاق
والروض موشيّ الطرائق زاهر / أبداً وسائغ مزنه رقراق
والطير في دوحاته متجاوب / والبان في اثلاته مطراق
وجد السلوّ الواجدون وهكذا / كأس الهموم تعاف عين تذاق
سيفيق من سكر الصبا نشوانه / فالسابقون قد انتشوا وأفاقوا
استودع الله الرفاق جميعهم / ولسوف يتّبع الرفيق رفاق
يا ليالي ماذا نرى يا ليالي
يا ليالي ماذا نرى يا ليالي / خير حال أريت أم شر حال
أكذا يصبح الموالي عبيداً / أكذا يحكم العبيد الموالي
لا أمان فننتهي بالأماني / لا نوال فنكتفي بالنوال
حكمة قد أردتها رب فينا / فامتثلنا والخير في الأمتثال
إن هذا الجيل الأخير لجيل / جاء عاراً لسائر الأجيال
خلافة قد مضى عنها خلائفها
خلافة قد مضى عنها خلائفها / من آل عثمان من سادوا ومن شادوا
أبقوا بها المجد للأخلاف بعدهمو / والمجد يبقيه للأخلاف أمجاد
حتى انتهت لأمير في تسلطه / يخشى مظالمه عاد وشداد
يا ويلنا إنما نبكي لنا وطناً / يبكيه في الترب آباءٌ وأجداد
كفى حزناً إن الرجال كثيرةٍ
كفى حزناً إن الرجال كثيرةٍ / وليس لنا فيما نراه رجالُ
نُحكّم قوماً لا يبالوا قائلاً / وإن قام كل العالمين فقالوا
إذا ارتقبوا أمراً فذلك منصبٌ / أو اطّلبو شيئاً فذلك مال
بغال تسوس الأسْد شر سياسة / وما ساس أُسْداً قبل ذاك بغالُ
قضيتم وعشنا بعدكم مرّ عيشة / تعالوا انظرونا يا جدود تعالوا
أسيدتي إني أمرؤ أحمل الهوى
أسيدتي إني أمرؤ أحمل الهوى / ولكنني عند اللحاظ ضعيف
أحب خفيف الدل إن لم يكن جفا / فكل دلال لا يذيب خفيف
فلا تدعيني حائراً فيك والهاً / فعندك قلب في الغرام لطيف
يا قلب مالك لا تطاوعني
يا قلب مالك لا تطاوعني / ولقد أطعتك في الذي رمتا
أنا راغب عن معشر غدروا / فعلام ترغب فيهم أنتا
أفلا ترى في الغدر منقصة / فتحب من يرضونه نعتا
لو يعلم المهد ما يكون
لو يعلم المهد ما يكون / من بعده ذخره الثمين
لبات حرصاً به ضنيناً / وذو الغوالي بها ضنين
يظل يهفو به حنين / إذا شجا ربه حنين
يصر في ميله صريراً / كأنه تحته أنين
يا حبذا الوجه حين يبدو / من فوقه ذلك الجبين
حسن تشك العقول فيه / وينتهي عنده اليقين
لما تجلى بها صباها / وجاولت عينها العيون
وأقبلت تنثني دلالاً / كما انثنت قبلها الغصون
أطاعها الحب في البرايا / فكيف كانت لهم يكون
تحاجزت دونها الأماني / وأوقفت عندها الظنون
امست وعشاقها ملوك / أضحت وأخوانها قيون
فوجهها للعلا وفي / وقلبها للهوى خؤون
وجسمها في الورى عزيز / وقدرها عندهم مهين
وكم قصور بها حسان / أحب منها لها السجون
ملت سهول الحياة رغماً / وأعجبتها بها الحزون
في أوج تلك السماء شمس / تغضي لاشراقها الجفون
لم يستقر الفؤاد منها / بينا خفوق إذا سكون
وما خلا من جوى فاءما / مضت شجون أتت شجون
أستسلمت للزمان طوعاً / إذا قسا صرفه تلين
تشتاق في عزها ذويها / وحصنها دونهم حصين
حتى م هذي القيود تبقى / يا رب قد كلت المتون
مظلومة تشكو إلى مظلوم
مظلومة تشكو إلى مظلوم / هذي همومك هل عرفت همومي
ما ترتجين من أمرئ لا يرتجى / ومتى السقيم غدا طبيب سقيم
قد حاربوك وحاربوني ضلة / ما في خصومك منصف وخصومي
أن انتصف لك أو لنفسي منهم / ما حيلتي في النازل المحتوم
ما في الزمان ولا بنيه كرامة / فيصان قدر كريمة وكريم
فتساجلي العبرات أنت وشاعر / كل يجود بدره المنظوم
إنا تقاسمنا الشدائد بيننا / ولقد رضيت بحظي المقسوم
لو يستقيم الدهر في أحكامه / ما ضاع حق الآيس المحكوم
إن السماء إذا تغير ودها / سدت معارجها على المظلوم
يعلى الدعاء فينثني من دونها / بصواعق يرمى بها ورجوم
هل مثل هذا الصدر يصبح منزلاً / للواعج ترمى به وغموم
كلا فلو كنت الأله جعلته / وقفاً لثغر الشاعر المحروم
يرنو إليه من بعيد والهاً / يختار في موضع التعظيم
ويرومه فيرده فيرومه / حتى ينال بذاك كل مروم
تبدت مع الصبح لما تبدى
تبدت مع الصبح لما تبدى / فأهدت إلي السلام وأهدى
تقابل في الأفق خداهما / فحييت خداً وقبلت خداً
لقد بدل الله بالبعد قرباً / فلا بدل الله بالقرب بعدا
تلظى اشتياقي بقلبي زماناً / ولكنه أصبح اليوم بردا
فلست بشاك ولست بباك / سأزداد شكراً وأزداد حمدا
أزائرتي بعد طول النوى / تلطفت جداً تعطفت جداً
نظرت لعهدي صدود ووصل / فأبليت عهداً وجددت عهدا
أعدت لهذا المكان صباه / فأصبح كالروض بل كان أندى
ويا طالما كنت أوليه صداً / ويا شد ما صرت أوليه ودا
وكنت أسميه قبل سعيراً / فأصبح عندي نعيماً وخلدا
تعالي فجسي بكفك كبدي / إذا كان ابقى لي الهجر كبدا
على أنني آمل رده / بوصلك لو شئت بالوصل ردا
خشيت السلو فغالبته / فزاد كلانا على البعد وجدا
وليس يضيع مثلي عهداً / وليس يضيع مثلك عهدا
يقوم الغرام على جانبيه / فأما يمل جانب منه هدا
هلمي أسر بك بين الرياض / فننظم فلا وننثر وردا
فهذا أوان هبوب الصبا / لنخمش خداً ونهصر قدا
ستشدو الطيور بألحانها / وأشدو بلحني وأني لأشدى
إذا نظرتك على الأيك غنت / تبدت مع الصبح لما تبدى
عذبتني بهواك يا قلبي
عذبتني بهواك يا قلبي / إن كنت لست تفيق ما ذنبي
روحي الفداء لها فإن رضيت / مني الفداء فإنه حسبي
أنا من يموت بحبها كلفاً / ويعيش بعدي عندها حبي
في مهجتي نار إذا اضطرمت / أخشى حرارتها على لبي
يا نارها زيدي ويا كبدي / ذوبي ويا نسماتها هبي
الله صورها لأعشقها / عشقي لها قد شاءه ربي
يا معشر الشعراء حسبكمو / أو ليس حقي التيه من عجبي
هل عند لحظيك شيء
هل عند لحظيك شيء / من باقيات المعاني
فليلهماني قليلاً / إني ضعيف البيان
ما في فؤادي باق / وقل ما في لساني
يا نعمة الله عندي / وجل من أولاني
لأنت أحسن شيء / أعطاه للإنسان

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025