المجموع : 175
يا طائر البان كنوحي نوحي
يا طائر البان كنوحي نوحي / بالسر فما بحت بسري بوحي
من أجل رواحهم بروحي روحي / لا مطمع في الحياة بعد الروحِ
كافورك بالعبير من ضمّخه
كافورك بالعبير من ضمّخه / توقيعك بالعذار من أرخه
بالمسك على وردك من لطخه / خط حسن أريد أن ننسخه
يا حاكياً فضلَ الخلي
يا حاكياً فضلَ الخلي / لِ وناشراً عِلْمَ المُبَرِّدْ
وتجمعتْ فيه الفضا / ئلُ كلُّها وبها تفرَّدْ
أَهديتَ لي شعراً هُدي / تُ بنجمه لمّا توقّدْ
نظم كدُرِّ الثغرِ أو / زَرَدِ العِذار أتى مُزَرَّدْ
يُنبي عن الوجدِ الشدي / دِ لديكَ والصّبرِ المُشَرَّدْ
أقبلْ ولا تَحْرَدْ ومُ / رُّ القولِ منه المرءُ يَحْرَدْ
أترومُ بالشّعر المُنَى / هلاَ وكان الشَّعْرُ أسودُ
الشعرُ لا تُصغي له / خَودٌ ولا يَنقادُ أَمْرَدْ
إسْمَعْ هُدِيتَ نَصيحتي / فالنُّصحُ لي بالصّدقِ يَشْهَدُ
عُدْ وارضَ عن أَهلِ الربا / طِ وأرضهمْ فالعَوْدُ أَحمدْ
لاطِفْهمُ فالمرءُ يب / لغُ بالتلطُّفِ كلَّ مَقْصدْ
إن كلّفوكَ غرامةً / فابْتَعْ لشيخ القومِ مِقوَدْ
واطلبْ جوارَ بريكةٍ / فالدَّارُ بالجيرانِ تحمدْ
ولجِ الغُريفةَ وارْقَ في / ها حَسْبَ ما تختارُ واصعدْ
قد أُكرِيَتْ فاقعُدْ إلى / وقتِ الفراغِ لها بمرصَدْ
وكم لبني صلاحِ الدِّين فينا
وكم لبني صلاحِ الدِّين فينا / على الإسلام من حق تأكدْ
وإنَّ لهم على الأملاكِ طُرّاً / بفتحِ القدس فضلا ليس يُجْحَدْ
ومنزلٍ يدخلُه
ومنزلٍ يدخلُه / لشغلهِ كلُّ أَحدْ
يوجدُ فيه السبت في / كلِّ خميسٍ وأحَدْ
وسّراجٍ سَرَى في القلبِ منّي
وسّراجٍ سَرَى في القلبِ منّي / هواهُ حلَّ من طرفي السّوادا
يُسَهَّلُ للرُّكوب لنا طريقاً / بصنعته ولا يُعطي القيادا
وما يَفْري بشفرته أديماً / كما يَفري بمُقلته الفُؤادا
الروض بحسن ورده منفرد
الروض بحسن ورده منفرد / والطير على العود مغن غرد
والجدول في انسيابه مطرد / هذا ورد السرور لمْ لاتَرد
هل لعاني الهوى من الأسْر فاد
هل لعاني الهوى من الأسْر فاد / أو لساري ليل الصّبابة هاد
قويَّ الشّوْق فاستقادَ دُمُوعي / ووهَى الصّبرُ فاستقالَ فؤادي
جنِّبوني خَطْبَ البعاد فَسَهْلٌ / كلُّ خَطْب سوى النّوَى والبعادِ
كنتُ في غفلة من البَيْن حتى / صاحَ يومَ الأثيل بالبين حادِ
نابَ عنهمْ غداةَ بانوا بقلبي / رائحٌ من لواعج الوجد غادِ
أَيُّها الصادرون ريّاً عن الورْ / د أما تَنْقَعونَ غُلّةَ صادِ
لم يكن طيفكُمْ يَضنُّ بوَصْلي / لو سَمحتُمْ لناظري بالرُّقادِ
قد حَلَلْتُمْ من مُهجتي في السُّويدا / ء ومن مُقلتي مَحَلَّ السّوادِ
وبَخلْتُمْ من الوصال بإسعا / في أما كنتمُ من الأجوادِ
وبعثْتُمْ نسيمَكُمْ يتلافا / ني فعادَ النّسيمُ من عُوّادي
سُمتوني تجلداً واشتياقاً / ومحالٌ تجمُّع الأضدادِ
أبقاءً بعد الأَحبّة يا قَلْ / بيَ ما هذه شُروطُ الوداد
ذابَ قلبي وسال في الدَّمعِ لمّا / دامَ مِن نار وَجدِهِ في اتِّقادِ
ما الدُّموعُ التي تُحَدِّرُها الأش / واقُ إلاّ فتائتُ الأكبادِ
أَين أَحبابيَ الكرامُ سَقَى الل / هُ عُهودَ الأحباب صَوْب العهادِ
حبّذا ساكنو فؤادي وعَهْدي / بهمُ يَسكُنونَ سَفْحَ الوادي
أَتمنّى في الشّام أَهلي ببغدا / دَ وأَينَ الشّآمُ من بغدادِ
ما اعتياضي عن حُبِّهم يعلمُ الل / هُ تعالى إلاّ بحُبِّ الجهادِ
واشتغالي بخدمة المَلك العا / دل محمد الكريم الجوادِ
أَنا منه على سرير سُرُوري / راتعُ العيش في مَراد مُرادي
قيَّدتني بالشّام منه الأيادي / والأيادي للحُر كالأقيادِ
قد وَرَدْتُ البحرَ الخضَمَّ وخلف / تُ ملوكَ الدُّنيا به كالثَّمادِ
هو نعْمَ الملاذُ من نائب الدَّه / ر ونِعْمَ المَعاذُ عند المَعادِ
الغزيرُ الإفضال والفَضْلِ والنا / ئلِ والعِلْمِ والتُّقى والسّدادِ
باذلٌّ في مصالح الدِّين طَوْعاً / ما حواهُ من طارف وتلادِ
وتَراهُ صَعْرَ المقالة في الشرِّ / ولكنْ في الخير سَهْل القِيادِ
جلَّ رُزْءُ الفرَنج فاستبدلوا من / هُ بِلُبسِ الحديدِ لُبْسَ الحِدادِ
فَرَّقَ الرُّعْبَ منه في أنْفسِ الكُفّ / ارِ بينَ الأَرواحِ والأَجسادِ
سطوةٌ زلزلتْ بسكُانها الأَر / ضَ وهَدَّتْ قواعدَ الأَطوادِ
أخَذَتْهُمْ بالحقِّ رَجْفةُ بأْس / تَركْتُهم صَرْعَى صُروفِ العوادي
خفضتْ في قلاعها كلّ عالٍ / وأعادتْ قلاعها كالوهادِ
أنفذَ اللّهُ حكمَهُ فهو ماضٍ / مظهرٌ سرَّ غيبهِ فهو بادِ
آيةٌ آثرَتْ ذوي الشِّرك بالهُل / كِ وأهلَ الإيمان بالإرشادِ
والأعادي جرى عليهم من التّد / ميرِ ما قد جرى على قوم عادِ
أشركتَ في الهلاكِ بينَ الفريقي / نِ دُعاةِ الإشراك والإلحادِ
ولقد حاربوا القضاء فأمضى / حكمه فيهم بغيرِ جلادِ
والإلهُ الرؤوفُ في الشّام عنّا / دافعٌ لطفُهُ بلاء البلادِ
أنتَ قُطْبُ الدُّنيا وأصحابُك الغُرُّ / مقام الأَبدالِ والأوتادِ
لم يَجدْ عندَكَ النِّفاقُ نَفاقاً / فَلِسُوقِ الفَسادِ سُوءُ الكَسادِ
والعَنُودُ الكَنُودُ ذو الغِشِّ غشّا / هُ رِداءَ الرَّدى عناءُ العنادِ
وبحقٍ أُصيبتِ الأَرضُ لمّا / مَكّنَتْ من مَقامِ أَهلِ الفسادِ
عَلِمتْ أنّها جَنَتْ فَغَراها / حَذرَاً من سُطاكَ شِبْهُ ارْتِعادِ
أُسائلُ الرَّكبَ عنكم
أُسائلُ الرَّكبَ عنكم / وأنتم في فؤادي
وقفٌ عليكم طريقي / في حُبّكم وتِلادي
تصبُّري في انتقاصٍ / ولوعتي في ازديادِ
قالوا مرادك ماذا / فقلتُ أَنتم مُرادي
ما بالكم لم تلبُّوا / وقد سمعتم أُنادي
وكم لكم من أيادٍ / لم أَنسها وأَيادِ
يا مالكي الرِّقَ رقُّوا / فقد ملكتم قيادي
صددتم الوردَ عنّي / علماً بأنيَ صادِ
سرتم بقلبي وسري / وراحتي ورقادي
ما هكذا لو عرفتم / يكونُ شرطُ الوِدادِ
أحبّكُم حبَّ النُّفوسِ بقاءَها
أحبّكُم حبَّ النُّفوسِ بقاءَها / وأشتاقكم شوقَ الظِّماءِ إلى الوردِ
ترحَلتُ عنكم والفؤادُ بحالهِ / صبورٌ على البلوى مقيمٌ على الوجد
فإنْ رمتُمُ غدري فإنّي على الوفا / وإنْ خنتمُ عهدي فإنّي على العهدِ
نزلنا بأرض المُنيتين ومُنيتي / لقاؤكم الشافي ووصلكم المجدي
سأَبلَى ولا تَبْلى سريرةُ ودّكم / وتؤنسني إنْ متُّ في وحشةِ اللّحد
بحياتكمْ ما عندكمْ بَعْدي
بحياتكمْ ما عندكمْ بَعْدي / فسِوَى الأَسَى ما بعدكُمْ عندي
جُودوا برِفْدٍ من خيالكمُ / فخيالكمْ لي غايةُ الرِّفدِ
اسْدُوا إليَّ يداً لأَشْكُرَها / فالشُّكرُ لا يعدو يدَ المُسْدِي
ما لي مجبرٌ غيرُ طيفكُمُ / يُهدي إليَّ القربَ في البعدِ
والعينُ قد دَميَتْ وليس لها / إلاّ مَعينُ الدَّمعِ منْ وِرْدِ
والسَّمعُ في وَقْرٍ لعاذِلهِ / فيكمْ ونارُ الشّوقِ في وَقد
مَنْ غَيْركم للوصلِ أَستَدعي / أو مَن على الهجْرانِ استَعْدي
ما كنتُ أَعلمُ قبلَ فرقتنا / أَنَّ الهوى يومَ النّوى يُردِي
سَقمي شفائي في مودَّتكمْ / وضلالتي في حُبّكم رُشْدي
بالرُّوحِ يفديكم مُحبُّكُمُ / والرُّوحُ أكرمُ ما بهِ يَفْدِي
يا مالكي رِقِّي أَما لكمُ / من رِقةٍ يا حافظي وُدِّي
يا جاحدي حقَّ الودادِ وهل / حقُّ الودادِ يضيعُ بالجَحْدِ
يا دمعُ لا تتركْ مساعدتي / فقد استقالَ الصبرُ من وجدي
طلبَ التّصبُّرَ جاهداً فأبى / قلبٌ مِن الأشواقِ في جَهْدِ
وتكحّلتْ ليلاً بإئمدهِ / عينٌ له مِرهَتْ من السُّهدِ
مُتَفَرِّدٌ بتَجَرُّعِ الأسفِ ال / مُظمي لشوقِ الأجرعِ الفرْدِ
شَهدَ الوداعَ فزادَهُ أَلماً / لمّا أَصابَ الصابَ في الشّهْد
إنْ أَنتَ لم تُهْدِ الشّفاءَ له / وهواكَ ممرضُهُ فمنْ يُهْدِي
أَمَلْتُ نجحكَ لا تُخبْ أَملي / وقصدتُ حِفْظَكَ لا تُضعْ قصدِي
رحَلُوا وقلبي في رحالهمُ / يشكو صدىً ويُشاكُ من صَدِّ
أَلقيتُ عند مثارِ عيسهمُ / نفسي وقلتُ خِدِي على خَدِّي
ناديتُ حاديهمْ بعيشكَ قفْ / للبينِ من حَدْوٍ على حدِّ
رفقاً بعيشِهم أَما لهُمُ / ممّا بدا للبينِ من بُدِّ
فاهدأ هُديتَ فمذ حدوتَ رَموا / جَلَدي الضعيفَ الأُسَّ بالهَدِّ
وجدي بمصرَ يَهيجُ ساكنَهُ / شَغَفي بذكرى ساكني نجدِ
والوجدُ في الأحزانِ كامنةً / عندي خلافُ النّارِ في الزَّندِ
ما للأَحبَّةِ لا عَدِمْتُهُمُ / رَغِبُوا عن الإسعادِ في الزُّهْدِ
أو ليس أحبابي بنو زمني / لا غَرْوَ إنْ لم يحفظوا عَهدي
إن لم يَفوا فلقد وفى كَرَماً / عبدُ الرحيم بذمّةِ المجدِ
الفاضلُ المفضالُ والنَّدِسُ ال / مُسْدي النّدى والماجدُ المُجدي
ما إنْ يضلُّ بقاصدٍ أَمَل / إلاّ ويضمنُ أَنه يَهْدي
يُسدي إِليَّ منيرَ انعُمه / وأنيرُ مِدْحَتَهُ كما أُسدي
العُرفُ معتاد له خلقٌ / وبه تراه غيرَ مُعتدِّ
بجنابهِ يدنو جَنَى أَملي ال / نّائي وراحةُ حظيَ المُكدِي
أَبداً تَوالَى مِنْ عوارفه / طُرفٌ تُضافُ لنا إلى تُلْدِ
ويرى رجائي مِن مكارمهِ / في النُّجحِ طَرْفٌ غيرُ مُرتَد
زاكي النِّجارِ أَخو الفخارِ وذو ال / مجدِ الأثيرِ الطاهرِ البُرْدِ
ذو الرتبةِ الشّماءِ والشّرفِ ال / عالي السّنا والسؤْددِ العد
النّاسُ كلهمُ له تَبَعٌ / في فضلهِ والدَّهرُ كالعَبْدِ
والبحرُ ذو جَزْرٍ وراحتُهُ / بحرٌ مدَى الأيام في مَدِّ
وله اليراعُ وليُّه أَبداً / يُرْعَى به ويُراعُ ذو الحقْدِ
كم غاضَ بحرُ بنانهِ فغدا / دُرُّ البيانِ يُساقُ في العقْدِ
إن سوَّدَ البيضاءَ بيّضَ منْ / ثوبِ اللّيالي كلَّ مُسْوَد
قَلَمٌ أَقاليمُ البلادِ به / وثغورُها في الضّبْطِ والشّدِ
بهُزالهِ سمَنُ العُلا وكذا / في الهَزْلِ منه حقيقةُ الجد
للسانهِ حُجَجٌ يَرُدُّ بها / جزماً قضايا الألسنِ اللُّدِ
ظمآن يُردي كلَّ ذي ظمإٍ / فاعجبْ لذي وِرْدٍ بلا وِرْدِ
مَلكٌ كتيبتُهُ كتابتُهُ / فَرْدٌ بجيشِ النّصرِ في جُنْدِ
الأسمرُ الخطيُّ تابعُهُ / في حكمه والأبيضُ الهندي
والنائباتُ بحدِّهِ أَبداً / مثلومةٌ مغلولهُ الحَدِّ
كم مأزقٍ نَقّى الغرارُ به / للرُّعبِ من جَفنٍ ومن غمْدِ
نَفَذَتْ به اللاماتُ طاعنةً / أَلفاتِ خُرْصانِ القنا المُلْدِ
والسُّمْرُ داميةٌ مطاعنُها / كمراودٍ في أَعيُنٍ رُمْدِ
فرَّجْتَهُ بشَبا مُلَطِّفَةٍ / وَرَدَتْ بقَسْرِ القَسْوَرِ الوَرْدِ
بلطيفِ تدبيرٍ يَرِقُّ له / لصفائهِ قلبُ الصّفا الصَّلْدِ
عُرْفٌ يُبّدلُ بالرَّجاء لنا / في الأزْمِ نُكْرَ الأزمُنِ النُّكْدِ
ناديكَ من نَدِّ النّدَى عَطرٌ / يا مَنْ يَجلُّ نَداهُ عن ندِّ
من سَبْي سَبْيك كلُّ مَحْمَدَةٍ / فَلأَنْتَ حَقّاً مالكُ الحمدِ
وتعيدُ ما تُبدي وتُضعفُهُ / ومَنِ المعيدُ سواكَ والمُبدي
يا مَنْ وجدتُ بلاغتي حَصَراً / في حَصْرِ ما يُوليهِ والعَدِّ
من كلِّ مَنْ عقدَ النوائبَ عن / حَظِّي عُرىً مُوثَوقَةَ الشَّدِّ
فَرَّقتَ أعدائي غداةَ هُمُ / للشرِّ في حشرٍ وفي حَشْدِ
ورفعتّني فوقَ اليّفاعِ ولو / لم تُسْمني لمكثتُ في الوَهْدِ
فَضْلي طرادُ الدَّهرِ غادره / وحظوظُهُ كلَّتْ من الطَّرْدِ
غدرَ الزَّمانُ بكلِّ ذي حَسَبٍ / يأبى الوفاءَ بعيشهِ الرَّغْدِ
زِدْ غَرْسَ رِيِّكَ ريّهُ فلقد / أَضحى بعيدَ العَهْدِ بالعَهْدِ
عَدْوُ العدوِّ يهونُ أَصعبُهُ / ما دمتَ دمتَ عليه لي مُعدي
والشوكُ لا يشكو جنايتَهُ / من كانَ مطلبَهُ جَنَى الوردِ
أَخفى بنو زمني محاسنَهُ / وعتابُ أمي معي وَحْدي
هذا أَوانُ نجازِ وعدِكَ لي / إنَّ الكريمَ لمُنْجزُ الوعدِ
من شَدَّ ظهرَ رجائهِ بكَ هل / يبقى بأَمرٍ غيرِ مُشتّدِ
أَيكونُ زبدةُ ما أُؤَمِّلُهُ / عدمَ التمخُّضِ فيه عن زُبْدِ
أَرِغْم بفضلكَ ضدَّ مَنْقَبتي / لا زالَ فضلُكَ مُرِغمَ الضّدِ
ساعدْ بجدِّكَ لي بقيتَ على / رغمِ الأعادي صاعدَ الجَدّ
وحرمةِ الوُدِّ الذي بيننا
وحرمةِ الوُدِّ الذي بيننا / وما لنا من كرَمِ العهدِ
ما نقضتْ عهدي لكم جَفْوة / ولا أَحالت حالةٌ وُدِّي
ولا تَغيّرتُ ويأْبَى الهوى / وذاكَ في قُرْبٍ وفي بُعْدِ
عسى أنْ تعودَ ليالي زَرُودِ
عسى أنْ تعودَ ليالي زَرُودِ / وتُقضى المُنَى بنَجازِ الوعودِ
وتشرقُ أيامنا الزاهراتُ / وتورقُ في روضةِ الوصلِ عودي
أَفدي الذي خلبَتْ قلبي لواحظُهُ
أَفدي الذي خلبَتْ قلبي لواحظُهُ / وخلّدَتْ لَذَعات الحبِّ في كبدي
صفاتُ ناظرهِ سُقْم بلا أَلَمٍ / سُكْرٌ بلا قَدَحٍ جُرْح بلا قَوَدِ
معشَّقُ الدلِّ من تيهٍ ومن صَلَفٍ / مرنّحُ العطْفِ من لينٍ ومن مَيَدِ
على مُحيّاهُ من نارِ الصِّبا شُعَل / وَوَرْدُ خدَّيهِ من ماءِ الحياةِ نَدي
بالمَلكِ العادِل محمودِ
بالمَلكِ العادِل محمودِ / أَنْجَزتِ الأيامُ موعودي
أسكنني الإقبالُ في ظلِّهِ / وعادَ حظّي مُورِقَ العُودِ
مَنْ لم يكنْ في ظلِّهِ ساكناً / فإنّه ليسَ بِمَسْعُودِ
وكيف لا يَسْعَدُ عبدٌ له / أَقامَ بينَ العدلِ والجُودِ
سفائنُ الآمالِ من جُودهِ / قد اسْتَوَتْ منا على الجُودي
آلاؤُه البيضُ بِلألائها / تُشرِقُ في ليلاتِنا السُّودِ
عَزْمَتُهُ مشهورة في الورى / وسيفُهُ ليس بمغمود
وثَلْمُ ثَغْرِ الكُفرِ عاداتُهُ / لا لَثْمُ ثَغْرِ الغادةِ الرُّودِ
تثني مثاني الذِّكر عطْفَيهِ لا / لحنُ المثاني والأَغاريدِ
وفي مطا الجُرْدِ له راحةٌ / تُنسي وصالَ الخُرَّدِ الغِيدِ
غدوت للإسلامِ رُكْناً وكم / رُكْنِ ضلالٍ بكَ مهدودِ
وذُلّ لأْواءِ بني الشِّرْكِ في / لواءِ نصرٍ لكَ معقودِ
شيَّدتَ بالشَّامِ بناءَ الهُدَى / عَزْماً وحَزْماً أيَّ تَشْييدِ
لولاكَ لم تَعْلُ بأَطرافهِ / راياتُ إيمانٍ وتوحيدِ
فلم تَدَعْ في أرضهِ كافراً / أَو ملحداً ليس بملحودِ
ولم تغادرْ منهم سيِّداً / يَغْدُرُ إلاّ طُعْمَةَ السَّيدِ
ولم تَزَلْ تُردي صناديدهم / بجُندِك الغُرِّ الصّناديدِ
يا مُغزياً شملَ العدَى واللُّهَى / في جمعهِ الحمدَ بتَبْديدِ
أَجَدْتُ لما جُدْتَ لي فاغْتدى / بمقتضى جُودِكَ تجويدي
هُنِّي بكَ العيدُ وقَوْلُ الورى / هنِّيتَ نورَ الدِّين بالعيدِ
يا فلانَ الدِّين يا منْ
يا فلانَ الدِّين يا منْ / مجْدُهُ بالجُودِ مُجْدِ
أَنا قدمتُّ من البرْ / دِ فكفِّنِّي ببُرْدِ
أعيذُكَ يا ذا الفضلِ مما يشينُهُ
أعيذُكَ يا ذا الفضلِ مما يشينُهُ / وذا المجدِ مما لا يليقُ بذي المجدِ
تُفرِّدُني بالعتبِ دونَ عصابةٍ / تفرَّدُ عنّي بالإجابةِ والرَّدِّ
ومن نائباتِ الدَّهر أنّي نائبٌ / ومالي يدٌ في حلِّ أمرٍ ولا عقْدِ
إذا لم يكن يوماً لَدَى البأسِ لي يَدٌ / فلا حَمَلَتْ كفيِّ لمكرُمَةٍ زَنْدي
وإن لم أكن أقضي حقوقَ ذوي النُّهَى / فمن ذا الذي يقْضي حقوقَهُمْ بعدي
ولو أَنني أُعطيتُ سُؤْلي من العلى / لكنتُ بما أُخفيهِ من سرّها أُبدي
ولست بما فيه أنا اليومَ قانعاً / ولكنْ من العلياء أَغدو على وعدِ
بواسِطَ مكثي لانتظارِ مواعدٍ / لها وليومٍ يمكُثُ السّيفُ في الغمْدِ
سأَعزِمُ عزمَ الماجدينَ برحلةٍ / أُصَوَّبُ فيها نحوَ مَنْقَبَةٍ قصدي
وما فضَلَ الهِنديُّ إثراً وقيمةً / حدودُ الظُّبى حتى تناءَت عن الهندِ
وما أَنصفَ العلياءَ مَنْ خَصَّ أهلَها / بذمّ وهم أَهلُ الثَّنا وذوو الحخمدِ
أولي الفضلِ باسِيسِيُّكُمْ خصَّ بأسه / عتاباً بمن يرجوه في الوُدِّ للرِّفْدِ
فاهُدوا له عنّي عِتاباً لعلَّه / على حادثات الدَّهرِ يُعْتبُ أو يُعدِي
أَنارت مساعيهِ النيرةُ فاغتدى / لها كلُّ من يَبْغي السّعادةَ يستهدي
أَمستفرِغاً في عَتْب مثليَ جَهْدَه / وفي شكره ما زِلتُ مُستفرِغاً جهدي
تجرَّعتُ كأسَ العتب مُرّاً وإنّما / لِوُدَّكَ عندي كان أحلى من الشُّهْدِ
وإنَّ اعتدادي بالوِداد لصادق / لديكَ فلمْ كذَّبتَ آمال مُعْتَدِّ
أَفي العدل أنَّ الوصلَ يَحْظَى به العِدا / وبالعَذْلِ أَحظى والعلاقة بي وحدي
أَبا عُمَرُ المعمورُ قلبي بودِّه / أَتهدِمُ بُنياناً عَمَرْتُ من الوُدِّ
تأمّلْ حسابي ثمَّ عُدَّ فضائلي / فجموعُها يُنبيكَ عن حَسَبي العِدِّ
لقد كَسَدَتْ سوقُ الفضائلِ كلَّها / وَللْهَزْلُ أَحظى في الزَّمان من الجدِّ
ولستُ أَرى إلاّ كريماًن يَفرُّ من / لئيمٍ وحُرّاً يشتكي الضيّمَ من عبدِ
ومالي سِوَى ظلِّ الوزيرِ ورأَيهِ / ملاذٌ ومأمولٌ على القُربِ والبُعدِ
قد ابيضَّ حظِّي في ذَراهُ وإنّني / مُسَوَّدُ مجدٍ حظّه غيرُ مُسَوَدِّ
وبي حَصَرٌ من حَصْرِ أنواءِ بِرِّه / وما تدخُلُ الأنَواءُ في الحصرِ والعَدِّ
وإنعامهُ عندي عن الحدِّ زائدٌ / وشكري له شكرٌ يزيدُ عن الحدِّ
لو حفظتْ يومَ النّوىَ عهودَها
لو حفظتْ يومَ النّوىَ عهودَها / ما مَطَلَتْ بوصلكم وعودها
ماذا جنتْ قلوبنا حتى غدا / في النار من شوقكم خلودها
لم أَنسها إذ نثرت دموعها / في خدِّها ما نظمت عقودها
إذا قربتني للوداعِ نحوَها / فبان في وصالها صدودُها
كأسهم الرَّامي متى قرَّبها / يكونُ تقريبها تبعيدها
محمد يحمدُ عيشَ بلدةٍ / مالكُها بعدلهِ محمودُها
مؤيد أُمورَه بعزمةٍ / من السمواتِ العُلى تأييدها
آثارُهُ حميدة وإنّما / للمرءِ من آثارهِ حميدها
إنَّ الورى بحبّه وبغضه / يعرفُ منِ شقيها سعيدها
قد جاءَكم نورمن اللّهِ فمن / به اهتدى فإنّه رشيدها
جلا ظلامَ الظُّلم نورُ الدِّينِ عن / أَرضِ الشآم فله تحميدُها
إنَّ الرَّعايا منه في رعايةٍ / ونعمةٍ مستوجب مزيدها
لنومها يسهرُ بل لأمنها / يخافُ بل يخصبها بجودها
بالدِّين والملكِ له قيامهُ / وللملوكِ عنها قعودُها
ودأبه ثلمُ ثغورِ الكُفرِ لا / لثم ثغورٍ ناقع بَرُودُها
قد أَسبغَ اللّهُ لنا بعدله / ظلالَ أَمنٍ وارف مديدها
غدا ملوكُ الرُّوم في دولتهِ / وهم على رغمهم عبيدُها
لما أَبت هاماتهم سجودَها / للّهِ أَضحى للظُّبى سجودها
إن فارقت سيوفُه غمودَها / فإنَّ هاماتهمُ غمودها
كم مغلقات من حصونِ عزمهِ / مفتاحها وسيفه إقليدها
قد ودَّت الفرنج لو فرَّت نَجَتْ / منكَ ولكن روعها يبيدها
قهرتَها حتى لودَّ حبُّها / من ذلةٍ لو أنّه فقيدُها
أَماتها رعبُكَ في حصونِها / كأنّما حصونُها لحودُها
وإن مصراً لكَ تعنو بعدما / لسيفكِ العضبِ عن صعيدها
والملة الغراء خالٍ بالها / عال سناها بكَ حالٍ جيدُها
مفترةٌ ثغورُها ممنوعةٌ / ثغورُها محفوظةٌ حدودُها
وإن بغي جالوتُها ضلالةً / فأَنتَ في إهلاكه داودُها
يا ابنَ قيم الدَّولة الملك الذي / خرَّت له من الملوك صيدها
دع العدا بغيظها فإنّما / يذيب أكباد العدا حقودها
يا دولة نوريةً أمن الورى / وخصبها وجودها وجودها
ما مَثَلُ الدُّنيا لمن يجمعُها / بالحرصِ إلاَّ قَزَّةٌ ودودُها
أَنتَ الذي يرفضُها عن قدره / فلا يثوب زهدَه زهيدُها
فابقَ لنا يا ملكاً بقاؤه / في كلِّ عامٍ للرَّعايا عيدُها
في نعمةٍ جديدةٍ سعودُها / ودولةٍ سعيدةٍ جدودُها
ما كنت أَظنهم لعهدي نبذوا
ما كنت أَظنهم لعهدي نبذوا / قوم تركوني ولقلبي أخذوا
قلبي بزمامه إليهم جبذوا / فتّوا كبدي فهي عليهم فلذ
دمتَ في الملك آمراً ذا نفاذ
دمتَ في الملك آمراً ذا نفاذ / أَسدَ الدِّين شيركوه بن شاذي
يا كريماً عن كلِّ شرٍّ بطيئاً / وإلى الخير دائم الإغذاذِ
وملاذ الإسلام أَنتَ فلا زل / ت لأهل الإسلام خير ملاذِ
في نفوس الكُفّار رعبُكَ قد جل / لَ بصَدْع الأكباد والأفلاذِ
لم تدع بالظُّبى رؤوساً وأَصنا / ماً من المشركين غير جذاذِ
أَنتَ من نازل الدعيين في مص / ر لنصر الإمام في بغداذِ
وبلاد الإسلام أَنقذتها أَن / تَ من الشِّركِ أَيّما إنقاذ