المجموع : 166
هريقا دماً إنْ أُنفِذَتْ عبرة تجري
هريقا دماً إنْ أُنفِذَتْ عبرة تجري / أبى الصبر إنّ الرزء جلّ عن الصبرِ
ولا تجمدا عينيّ قد حسن البكا / وفرط الأسى فَقْدُ المغّيب في القمرِ
لغيركما بالبث أن لست واقفا / من الصبرِ يوماً بعد عمرو على عذرِ
سلام وسُقْيا من يد اللّه ثَرَّةٌ / على جسدِ بالٍ بلمّاعة قَفْرِ
جَرَتْ فوقَهُ الأرواحُ أمناً لِجَرْيهِ / وقد كُنَّ حَسْرَى حينَ يَجْري كمَا تَجْري
تَوَلَّى النَّدَى والباسُ والحِلمُ والتقى / فلم يَبْقَ منها بعدَ عمرو سِوَى الذكرِ
فإنْ تطوِهِ الأيامُ لا تَطو بَعْدَهُ / صنائعَ مِنْهُ لا تبيدُ على النّشرِ
متى تَلقَهُ لا تلقَ إلاّ مُمَنّعاً / حِماهُ مَصُونَ العِرْضِ مُبْتَذَلَ الوَفْرِ
وأيُّ مَحَلٍّ لا لكفّيْهِ نِعْمةٌ / على أهلِهِ من أرضِ بَرٍّ ولا بَحْرِ
وما اختلفتْ حالانِ إلاّ رأيتَهُ / رَكوبَ التي تَسْبي هَيُوبَ التي تُزري
ومن تكنِ الأوراقُ والتبرُ ذُخْرَهُ / فما كان غَيْرَ الحَمْدِ يَرغَبُ في ذُخرِ
كِلاَ حاَلَتْيهِ الجودُ أنَّى تصرَّفَتْ / به دُوَلُ الأيامِ في العُسْرِ واليُسْرِ
وما عُدِمَتْ يوماً لكفّيهِ أَنْعُمٌ / تُضافُ له منها عَوانُ إلى بكرِ
وما انتَسَبَتْ إلاّ إلَيْهِ صنيعةٌ / وما نَطَقَتْ إلاّ به ألسنُ الفَخْرِ
يَرَى غبناً يَوْماً يمرُّ ولَيْلَةً / عليه ولم يكسبْ طريقاً من الشُّكَرِ
تغضّ له الأبصار عند اجتلائه / وليس به إلاّ الجلالةُ من كِبْرِ
تَرَى جَهْرَهُ جَهْرَ التقيّ وسِرُّهُ / إذا ما اختبرتَ السِّرَّ أتقى منَ الجهْرِ
ولم يَصْحُ من يَوْمٍ ولم يُمْسِ لَيْلَةً / بَغْيرِ اكتسابِ الحَمْدِ مُشتَغِلَ الفِكْرِ
وكانت تعُمُّ الناسَ نَعماءُ كفّهِ / فعَمّوا عليهِ بالمُصيبةِ والأجرِ
تناعاهُ أقطارُ البلادِ تَفَجّعاً / لِمصْرَعِهِ تَبْكيهِ قُطْراً إلى قُطْرِ
تباشَرَ بَطْنُ الأرضِ أُنْساً بقُرِبِهِ / وأضحتْ عليه وَهْي خاشعةُ الظُهرِ
ولم تَكُ تُسقى الأرضُ إلاّ بسَيْبهِ / إذا ما جَفا أقطارَها سبلُ القَطْرِ
إذا نَشَأتْ يوماً لكفّيهِ مُزْنَةٌ / أُدِيلَ الغِنَى في كلّ فجّ من القَفْرِ
هَوى جَبَلُ اللّهِ الذي كانَ مَعْقِلاً / وعزّاً لدينِ اللّهِ ذُلاًّ على الكُفْرِ
عَجِبْتُ لأيدي الحَتْف كيفَ تَغَلْغَلَتْ / إليكَ وبينَ النّسْرِ بَيْتُك والنّسْرِ
وما كُنْتَ بالمُغْضِي لدهرٍ على القذى / ولا لَيّنٍ للحادثاتِ على القَسْرِ
ولو دَفَعَ العِزُّ الحِمامَ عن امرىءٍ / لما نال عمراً للحِمامِ شَبَا ظُفَرِ
ألم تَكُ أسبابُ الرَّدَى طَوعَ كفّهِ / تُبينُ لصَرْفَي ما يَريشُ وما يَبْرِي
إذا صاح داعي الرَّوْعِ سارَ أمامَهُ / لواءانِ مَعْقودانِ بالفَتْحِ والنّصرِ
يُقَاسمُ آجالَ العِدَى عزمُ بأسِهِ / بهندّيةٍ بيضٍ وخطّيَةٍ سُمْرِ
وما ذبّ إلاّ عن حمى الدين سيفُهُ / ولا قاد خيلَ اللّه إلاّ إلى ثغرِ
وقد كان يَقرِي الحَتْفَ أعداءَ سِلْمهِ / فأضحى قرى ما كان أعداءَهُ يَقْري
تولى أبو عمرو فقلنا لنا عمرو / كَفَانا طُلوعُ البدرِ غَيْبوبَةَ البدرِ
وكَان أبو عمرو مُعَاراً حياتُهُ / بعمرو فلما ماتَ ماتَ أبو عمرو
وكنّا عليه نحذرُ الدّهرَ وحدَهُ / فلم يَبْقَ ما يُخشَى عليه من الدَهرِ
وهَوّنَ وَجْدِي أنّ من عاش بَعدَهُ / يُلاقي الذي لاقى وإن مُدَّ في العمرِ
وهوّنَ وَجْدِي أنِّنِي لا أرَى امرءاً / من الناس إلاّ وهو مُغضٍ على وَتْرِ
رَمَتْنَا الليالي فيكَ يا عمرو بَعْدَمَا / حَمِدْنَا بكَ الدّنيا بقاصمةِ الظهرِ
سأجْزِيك شكري ما حَييت فإن أمتْ / أُبقِّ ثناءً فيكَ يَبْقى إلى الحَشرِ
وأُوثِرُ حُزني فيكَ دُونَ تجلّدي / وإسبالَ دَمْعٍ لا بكيء ولا نزرِ
عَتْبي عليك مُقارِن العُذرِ
عَتْبي عليك مُقارِن العُذرِ / قد زال عند حفيظتي صبري
لك شافع مني إلي فما / يقضي عليك بهفوة فكري
لما أتاني ما نطقت به / في السّكر قلت جناية السكرِ
حاشا لعبد اللّه يذكرني / مستعذبا بنقيصتي ذكري
إن عاب شعري أو تَحَّيفهُ / فَلْيَنْههُ ما عاب من شعري
يا ابن المسَّيب قد سبقت بما / أصبحت مرتهناً به شكري
فمتى خُمِرتَ فأنت في سعة / ومتى هفوت فأنت في عذرِ
تَركُ العتاب إذا استحق أخ / منك العتاب ذريعة الهجرِ
أما كان في قَسْبِ اليمامة والثمر
أما كان في قَسْبِ اليمامة والثمر / وفي أدم البحرين والنبق الصفرِ
ولا في مناديل قسَمْتَ طَريفَها / وأهديتها حظٌّ لنا يا أبا بكرِ
سَرَتْ نحو أقوام فلا هنأتهم / ولم ينتصف منها المُقلّ ولا المثري
أأنت إلى طالوت ذي الوفر والغنى / وآل أبي حرب ذوي النَّشَب الدَّثرِ
ولم تأتني ولا الرباشي ثمرة / غصصت بباقي ما ادخرت من التمر
ولم يُعْطَ منها النهشلي أداوةً / تكون له في القيظ ذخرا مدى الدهرِ
أقول لفتيان طويت لطْيهم / عرى البِيْدِ منشورَ المخافة والذعرِ
لئن حكم السّدريّ بالعدل فيكم / لما أنصف السّدريّ في ثمر السّدرِ
لئن لم تكن عيناك عذرك لم تكن / لدينا بمحمود ولا ظاهر العذرِ
أيها الرافع في المس
أيها الرافع في المس / جد بالصوت العقيرهْ
قتلتني عينك النج / لاء والقتل كبيرهْ
أيها الحاكم أنتم / حكم فاصلوِ العشيرهْ
أجلالاً ما بقلبي / صنعت عينا مغيرهْ
غَدَرَ الزمان وليته لم يغدر
غَدَرَ الزمان وليته لم يغدر / وحَدَا بشهر الصّوم فطر المفطرِ
وثوتِ بقلبك يا محمّد لوعة / تمرى بوادرَ دمعك المتحدرِ
وتقسمتك صبابتان لبينه / أسفُ المشوق وخَلَّة المتفكِّرِ
فاستبقِ عينك واحش قلبكَ ياسَهُ / واقرا السلام على خِوُان المنذرِ
سقياً لدهرك إذ تروح يومه / والشمس في علياء لم تَتَهَوّرِ
حتى تُنيخ بكلكل متزاور / وتمد بلعوما قموص الحِنْجَرِ
وترود منك على الخِوان أنامل / تدع الخوان سراب فاع مقفرِ
وَيْحَ الصِّحاف من ابن فراش إذا / انحى عليها كالهِزَبْرِ الهَيْصَرِ
ذو دُرْبةٍ طَبّ إذا لمعت له / بُشر الخِوان بدا بحلِّ المئزرِ
ود ابن فرَّاش وفرَّاش معا / لو أنّ شهر الصوم مدة أشهرِ
يُزري على الإسلام قلّة صبره / وتراه يحمد عِدَّة المتنصِّرِ
لا تهلكن على الصيام صبابةً / سيعود شهركَ قابلاً فاستبشرِ
لا درَّ درّك يا محمد من فتىً / شَيْنِ المغيب وغير زَيْنِ المحضرِ
أبوك أمير قرية نهر تِيْرَى
أبوك أمير قرية نهر تِيْرَى / ولستَ على نسائك بالأميرِ
وأرزاق العباد مُقَدَّرات / لهم وعليك أرزاق الأيورِ
فكم في رزق ربك من فقير / وما في أهل رزقك من فقيرِ
النفس تسخو ولكن يمنع العسر
النفس تسخو ولكن يمنع العسر / والحرّ يَعِذرُ من بالعسر يعتذرُ
هَجَرتُ الهَوى أيما هَجْرَه
هَجَرتُ الهَوى أيما هَجْرَه / وعفت الغواني والخَمْرَهْ
لَوَتْني عن وصلها سَكْرة / بكأس الضنا أيّما سكْرَهْ
وبنتُ المنية تنتابني / هدوّاً وتطرقني سُحْرهْ
إذا وردتْ لم تَزَعْ وردَها / عن القلب حجبٌ ولا سترهْ
كأن لها ضرماً في الحشى / وفي كل عضو لها جَمْرهْ
إذا لم تَرُحُ أصلا في العشى / فأقصى مواعدها بكرهْ
لها قدرة في جسوم الأنام / حباها بها اللّه ذو القدرهْ
فقد سلبت أعظمي نَحْضَهَا / ولم تَترِكْ من دمي قطرهْ
تَعَلَّلْت باسم سواها لها / كأنْ ليس لي باسمها خبرهْ
فطوراً القّبها سخنة / وَطَوراً ألقّبها فترهْ
وقد أعقبْت خُلقي حدّةً / وأورثني إلفها ضجرهْ
فللعبد إن غاظني لطمة / وللحُسرَ إن ساءني زَجْرهْ
أسَائلُ أهلي عن سحنتي / وأمنهم نظرةً نظرهْ
فأجزع إن قيل لي حمرة / وأشفق إن قيل لي صفرهْ
وصرتُ إذا جُعْتُ يوماً ظللت / كأن على كبدي شفره
ويربو الطحال إذا ما شَبعت / فتعلو الترائب والصدرهْ
فأمسي كأني من معدتي / لبست الثياب على زُكرَهْ
إذا ما رأيت امرأً مطْلَقا / له الأكل تخنقني العَبرهْ
وقالوا شفاؤك في حْمَيةٍ / تعود عليك بها النضرهْ
كأني في منزلي مخْصِبا / ببلقعة جدبة قفرهْ
لعمري لقد أظهرت تيهاً كأنما
لعمري لقد أظهرت تيهاً كأنما / تولّيت للفضل بن مروان عُكْبرا
وما كنت أخشى لو وليت مكانةً / عليَّ أبا العباس أنْ تتغّيرا
لحفظ عيون النفط أحدثت نخوة / فكيف به لو كان مسكاً وعنبرا
دع الكبرَ واستبق التواضع إنه / قبيح بوالي النَفطِ أنْ يتكبرا
والروض لا تنجلي أبصاره أبداً
والروض لا تنجلي أبصاره أبداً / إلاّ إذا رمدتْ من كثرة المطرِ
إنّ السماء إذا لم تبكِ مقلُتها / لم تضحك الأرض عن شيء من الزهرِ
لعتبة صفحتا قمرٍ
لعتبة صفحتا قمرٍ / يفوق سناهما القمرا
يزيدك وجهه حسنا / إذا ما زدته نظرا
ولاح الصباح فَشَبَّهتُهُ
ولاح الصباح فَشَبَّهتُهُ / عليَّ بن عيسى على المِنْبَرِ
ما للسماء عليه ليس تنفطر
ما للسماء عليه ليس تنفطر / وللكواكب لا تهوى فتنتشرُ
وللبلاد ألا تسمو زلازلها / والراسيات ألا تَرْدى فتنقعُر
إنّ الندى وأبا عمرو تضمَنَهُ / قبرٌ ببغداد يُستَسْقى به المطرُ
للّه حزمٌ وجودٌ ضمّه جدثٌ / ومكرماتٌ طواها التّربُ والمدرُ
يا طالباً وزراً من ريبِ حادثة / أودى سعيدٌ فلا كهفٌ ولا وزرُ
أبكى عليك عيونَ الحيّ من يمنٍ / ومن ربيعةَ ما تَبكِي له مضرُ
كلُّ القبائل قد ردّيتَ أَرديةً / من فضل نُعْماكَ لايجَزي بها شكرُ
ما خَصَّ رُزؤك لا قيساً ولا مضراً / إنّ الرزّية مَعْمومٌ بها البشَرُ
لو كان يَبْكي كتابُ اللّهِ من أحدٍ / لِطولِ إلفٍ بكتْكَ الآيُ والسورُ
أبو الأرامِلِ والأيتامِ ليس له / إلاّ مُرَاعاتَهم همّ ولا وطرُ
للهاربينَ مَصَادٌ غيرُ مُطّلع / وللعُفاةِ جَنَابٌ ممرعٌ خَضِرُ
من كل أفقٍ إليه العِيسُ مُعْمَلَةٌ / وكل حيّ على أبوابه زُمَرُ
مُشَيّعٌ لا يغوث الذحل صولَتهُ / وأكرم الناس عفواً حين يقتدرُ
لا يَزدَهيهِ لغيرِ الحقّ منطقُهُ / ولا تناجيه إلاّ بالتقى الفكرُ
ثبت على زلل الأيام مُضطَلعٌ / بالنائباتِ لِصَعْبِ الدهرِ مُقْتَسرُ
سامي الجفونِ يروق الطّرفَ منظرُهُ / وأطهرُ الناسِ غيباً حينَ يُختَبَرُ
الحِلمُ يُصمتهُ والعلمُ يُنطقُهُ / وفي تُقى اللّهِ ما يأتي وما يَذَرُ
لم تَسْمُ همتهُ يوماً إلى شَرَفٍ / إلاّ حباه بما يَسْمو له الظفَرُ
يُعطيكَ فوقَ المنى من فَضْلِ نائِلِهِ / وليس يعطيك إلاّ وهو مُعتذرُ
يَزيدُ مَعْروفَهُ كِبراً وَيَرفَعُهُ / أنّ الجسيمَ لديه منه مُحْتقَرُ
وليس يسعى لغير الحمد يَكسِبُهُ / وليس إلاّ من المعروف يَدَّخرُ
عَفُ الضمير رحيبُ الباعِ مُضْطلعٌ / لحرمةِ اللّه والإسلامِ مُنتصِرُ
ما أنْفكَّ في كلِّ فجّ من ندى يدِهِ / للناس جودَانِ محويّ ومُنتظَرُ
لوهابَ عن عزّةٍ أو نجدةٍ قدرٌ / من البرّيةِ خَلقاً هَابَكَ القدرُ
لِيَبْكِ فَقدَك أطرافُ البلادِ كما / لم يخلُ من نعمةٍ أسْدَيتَها قُطُرُ
وَلَيبْككَ المرملونَ الشُّعثُ ضَمّهُمُ / من كلّ أوبٍ إلى أبياتكَ السّفَرُ
وذاتُ هِدْمينِ تُزجي دَرْدقاً قَزَماً / مثلَ الرئالِ حباها البؤسُ والكِبَرُ
وَيَبكِكَ الدينُ والدنيا لِرَعْيِهما / والبَرُّ والبَحْرُ والإعسار واليُسُرُ
كَفلتَ عْترةَ أقوامٍ مُهَاجِرَةٍ / عُثمانُ جَدُّهُمُ أو جَدُّهُمْ عُمَرُ
وقد نَصَرْتَ وقد آوَيْتَ مُحتسِباً / أبناءَ قومٍ هُمُ آوَوا وهم نَصَرُوا
يا رُبَّ أرمَلَةٍ منهم ومكتَهِلٍ / أَيتَمْتَهُ وهو مُبيَضّ له الشِعَرُ
للّه شَمْلُ جميعٍ كان مُلتئماً / أَضحى لِيَومِ سَعِيد وَهْو مُنْتَشِرُ
أمسى لِفَقْدكَ ظهر الأرض مُختشِعاً / بادِي الكآبةِ واختالت بِك الحُفَرُ
أحياكَ عمرو ولولاه واخوتَهُ / عَفَا النوالُ فلم يُسمعْ له خَبَرُ
ألهَمْتَهُمْ طوعَهُ فانقاد رشدُهُمُ / كلٌّ يراه بحيثُ السمعُ والبصرُ
كأنهم كَنَفاهُ وَهْوَ بَينَهُمُ / بَدْرُ السّماء حَوَتْهُ الأنجمُ الزُهُرُ
بنو قُتيبَةَ نُورُ الأرضِ نورُهُمُ / إذا خبا قمر منهم بدا قمرُ
إذا تشاكهت الأيام واشتبهت / أبان أيامكَ التحجيل والغُرَرُ
إمّا ثويتَ فما أبقيت مكرمةً / إلاّ بكفك منها العين والأثرُ
إنّ الليالي والأيام لو نطقت / أثنت بآلائك الآصال والبكرُ
كان الندى في شهور الحول مُقْتَسَماً / بين البرية فاغتال الندى صَفَرُ
سَقياً لدهر مضى ما كان أطْيَبَهُ
سَقياً لدهر مضى ما كان أطْيَبَهُ / إذ أنت متّبعٌ فالشرط دينار
أيام وجهك مبيض عَوَارضُهُ / وللربيع على خديك أنوار
حانت مَنّيتُه فاسودَّ عارضُهُ / كما تسوّد بعد المّيت الدار
ويلي على أغيد ممكور
ويلي على أغيد ممكور / وساحرٍ ليس بمسحورِ
تؤثره الحور علينا كما / نؤثره نحن على الحورِ
رأيتك منظرا عجبا
رأيتك منظرا عجبا / غداة النحر بالبَصْره
مكتئب ذو كبد حرَّى
مكتئب ذو كبد حرَّى / تبكي عليه مقلة عَبْرَى
يرفع يمناه إلى رِّبهِ / يدعو وفوق الكبد الأُخرَى
أيا قاضية البصر
أيا قاضية البصر / ة قومي فارقصي خَطْرهْ
وَمرّي برواسيك / فماذا البرد والفترهْ
أراكِ قد تثيرين / عجاج القصف يا حرَّهْ
وتحذيفك خَدَّيْكِ / وتجعيدك للطُّرَّهْ
اسقم قلبي ثم لم يبره
اسقم قلبي ثم لم يبره / عاقد زنار على خصرِهِ
لا تلفت روحي ولا روحه / حتى أرى بطني على ظهرِهِ
باكَرَتْهُ الحمَّى وراحت عليه
باكَرَتْهُ الحمَّى وراحت عليه / فكسته حمَّى الرواح بهارا
لم تشنه لما ألَّحت ولكنْ / بدَّلته بالاحمرار اصفرارا