القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ظافِر الحَدّاد الكل
المجموع : 318
عَتَبتُ الزمانَ عَسَى يُعْتِبُ
عَتَبتُ الزمانَ عَسَى يُعْتِبُ / فتَجْمعُنا الدارُ أو تَقرُب
عسى تنقِضى لوعةٌ في الفؤا / د أو تنطفِى جَمْرة تَلْهَب
وأَفْرَق من غَمَرات الهموم / كما يُنْتَضَى الصَّارم المِقْضَب
فأركب للّهوِ خيلَ الشباب / وحَوْلىَ من جُنْده مَوكِب
وأُعطِى أَكُفَّ الهوى مِقْوَدِى / وأتْبَعُه حيثُما يذهب
ولى بالكنيسةِ لا بالكِناسِ / رَشاً هابَه الضَّيْغَمُ الأَغْلَب
يُحكِّم في الأُسْدِ أَلحاظَه / وتَلْقاهُ من راهبٍ يَرْهَب
أفاض القَباطِى على مثِلها / ولاقَى به المُذْهَبَ المُذْهَب
بوجهٍ أَتى بفنونِ الربيعِ / ورَيّاه تصحيفُ ما يُقْلَبُ
به الوردُ والآس والأُقْحُوان / ولكنَّ ناطورَه عَقْرَب
وأسودُ كالأسودِ المستطيل / يَلْدَغُ ذاك وذا يَلْسَب
إذا جال سمُّهُما في الفؤاد / فدِرْ ياقُه البارد الأَشْنَب
تُرنِّحُ ريحُ الصَّبا قَدَّه / كغصنٍ بريح الصَّبا يَلْعب
فتَجْذِب ذاك الخَصيب الجَديب / بعنفٍ وما فيه ما تجْذِب
عجبتُ لرقة زُنّارِه / ودقةُ ما ضَمَّه أَعْجَبُ
أروضٌ جاءني لك أم كتابُ
أروضٌ جاءني لك أم كتابُ / أدُرٌّ ما تَضمَّن أم عِتاب
مَعانٍ تُطرِب الفُصَحاءَ حُسْنا / وألفاظ مهذَّبة عِذاب
حروفٌ لو تأمَّلَهن شيخٌ / كبيرُ السِّنِّ عاد له الشَّباب
بياضٌ من وجوهِ البِيضِ فيه / سوادٌ من شعورِهُم يُذاب
وتَرْتشِف المَسامعُ منه لفظا / شَهِيًّا مثلَ ما رُشِف الرُّضاب
كزَهْرِ الروضِ باكرَه نسيمٌ / يُفتِّح منه ما سَقَتِ السَّحاب
طَربتُ لعلم مُودَعِه سُرورا / كما فعلَتْ بنَشْوانٍ شَراب
أُحاول أنْ أجاوِبَه ولكنْ / قُصورِي عن إجابِته جَواب
وكيف ولم يُبَقِّ الشوقُ مني / سوى قلبٍ يُقلِّبه اكتئاب
يُهمّ بأنْ يَذودَ الهمَّ عنه / وقد ظَفِرت به ظُفُر وناب
ورُوحٌ لا يُروِّحها نِزاعٌ / ونفسٌ لا يُنفِّسها عَذاب
ولم تَنْعَم بقُرْبِك غيرُ عيني / وحلَّ بسائرِ الجسم العَذاب
كقولِ أخيِ مُمارسةٍ وفَهْمٍ / يروقك في مقالته الصواب
وجرم جرة سفهاء قومٍ / فحَلَّ بغير جانِيه العذاب
وثقيل في القلب والعين والسَّمْ
وثقيل في القلب والعين والسَّمْ / ع فكلٌّ من أجله في عذابِ
قُرْبُه مثلُ فُرْقةِ النفس والأح / باب والعِزّ والغنى والشباب
لو سألتَ الأنامَ عن كل ما تك / ره لم تُلْفِ غيرَه في الجواب
وهْو دونَ الكلابِ قَدْرا ولو أن / صفتَ نَزّهتَ عنه ذِكْر الكلاب
رَوَّحني من كَلِفْتُ من سَببِهْ
رَوَّحني من كَلِفْتُ من سَببِهْ / فعشتُ لما نجوتُ من غَضَبِهْ
لأنّ تَرويحه على مرضى / أخمد ما بالفؤاد من لَهَبه
ثم تعجبت كيف أخمد بال / ترويح نارِى والنارُ تُشعَل به
عسى يُبْلَى العذولُ ببعضِ ما بي
عسى يُبْلَى العذولُ ببعضِ ما بي / فيَعْذُرَ أو يُقَصِّرَ عن عِتابي
ويَعْلَقَ قلبَه طمعٌ ويأسٌ / على حالَىْ بِعادٍ واقْتراب
ويَعدوُ الشوقُ منه على التَّسلِّى / كما يعدو النُّصولُ على الخِضاب
نعم وأبيه لو ماسَتْ لديه / غصونُ الأيْكِ في وَرَق الشَّباب
وصار خَفىُّ سِرِّ الوَعْد غَمْزا / إليه بالجفون من النِّقاب
وأَبْصَرَ كيف تُتْحِفه الليالي / بأوقاتِ الخَلاعة والتَّصابي
ومختِلس الوصال بغير وعدٍ / لصَبٍّ بعدَ صَدٍّ واجْتناب
وألفاظَ التنصُّلِ حين تبدو / بلطفٍ في مُذاكرِة العتاب
وَرَشْفَ أَقاحِيِ الثَّغْرِ المُنَدَّى / مُنَوَّرُه بمعسولِ الرُّضاب
وَضَمّا بات يَلْثَمه التزاما / وَتَأباه النهودُ من الكَعاب
لَكانَ مُساعِدى ورأى مَلامى / من الخطأ البعيدِ من الصواب
وَأَيْقَنَ أَنّ لَوْمَ الصَّبِّ لُؤْمٌ / وعذب العيشِ في ذاك العذاب
سأُركِض في الهوى خيلَ التَّصابِي / وَأُعمِل في غَوايَتِه رِكابي
وَأرشُفُ سُؤْرَ حَظِّى من شبابٍ / يَجِلُّ عن التَّعوُّضِ والإياب
فعَشْرُ الأربعين إذا بَدا لي / تأهبَتِ الشَّبيبةُ للذهاب
ولو ذهبتْ لنِلْتُ أجَلَّ منها / لكَوْني تحتَ ظِلِّ أبى تُراب
فتىً جَمع الفضائلَ فهْى فيه / كما كانت فذلك في الحساب
شَرَى طِيبَ الثَّناء بكل سعرٍ / وسار إلى العُلَى من كل باب
فقد نال المحاَمد والمعالى / بِجِد واجْتهادٍ واكتساب
له بالسيف والقلم افتخارٌ / تَعاظمَ في الكَتيبة وَالكِتاب
فيُغِنى خَطُّه يوم العَطايا / ويُفنى سيفُه يومَ الضِّراب
له كفٌ تُعيد ندىً وتُبدى / فتُزْرِى بالبحار وبالسحاب
يُفِيض بها النُّضار لكل عافٍ / كَفَيْضِ البحر يَزْخَر بالعُباب
لقد جَلَّت أياديه وجالتْ / مُقلِّدةَ الصَّنائعِ في الرِّقاب
إذا يَممت حَيْدرةً لفضلٍ / فدُونَك ما تُريد بلا حجاب
يُفيدك جودُه مالا وجاها / ويَشْرُف عن مِطال وارتقاب
تكاد تنال ما تبغيه منه / من المطلوب من قبلِ الطِّلاب
تُباهي فضلُه في كل فعلٍ / شريفٍ للجميل وللثواب
لقد عَظَمَت لآلِ أبى شجاع / محاسنُ في العِيانِ وفي الخِطاب
وجوهٌ للجمال على عَفافٍ / وفعلٌ للجَميل بلا اعْتِجاب
عَلاكم مُلْكُ شاهِنْشاهَ حتى / لكم من فضله شرفُ انْتِساب
فلا زالت منائحه عليكم / تَوالَى بين سَحٍّ وانسكاب
فأنتم بين ذي شكرٍ ومدحٍ / يذِيعُ وذي دعاءٍ مستجاب
أيا سَيِّدي وأخي لا تَغِبْ
أيا سَيِّدي وأخي لا تَغِبْ / فعندي لك اليوم ما يُسْتحَبّ
ملوخيَّةٌ سَبَقتْ وقْتَها / وجاءت كهيئةِ خُضْر الزَّغَب
وقد نُقِّيَتْ قبلَ تقطيفها / بكَفَّىْ لبيبٍ خبيرٍ دَرِب
وقد غادرَتْها حدودُ المُدَى / كما غادر الصبرُ قَلْبا مُحِبّ
وقد أُحْكِمت بفراخِ الحَمام / ودُهْن الدَّجاج وصُفْر الكُبَب
إلى أنْ تَحرَّر تركيبُها / كما حَرَّر الصَّيرَفِىُّ الذَّهَب
وكَمَّلَها النضجُ حتى هَدَتْ / فليس لعيبٍ إليها سبب
فبادرْ إلينا فكلٌّ إلى / قدومِك مُلتِفتٌ مُرتِقب
وما قَصْدنا بك إلا الجمال / لأنك روضةٌ أهلِ الأدب
رجاؤكَ في نيلِ السعادةِ بابُ
رجاؤكَ في نيلِ السعادةِ بابُ / وما دونَ من يَبْغِى نَداك حِجابُ
إذا أملٌ ناجاك وهْما ففَوْزُه / بجملةِ ما يرجوه منك جَواب
يَمينُك للعافِين بحرٌ وجَنَّة / لها ثَمرٌ لا ينقِضي وعُباب
رَعَى بك فَضْلُ الأفضلِ الملكِ الوَرَى / فنائِلُه غيثٌ وأنت سحاب
هو البحرُ والأنهار والنِّيل والحَيا / وسائر أَملاكِ الأَنامِ سَراب
أَحَّلك من إجلاله في مَحلَّة / لهاَ زُحَلٌ والنَّيِّرات تُراب
فيا نعمةَ اللهِ التي عَمَّت الوَرَى / فإنعامُها لم يُغْنِ عنه مَناب
لِعَبْدِك في ميسورِ فضِلك حاجةٌ / نَتيجتُها منه ثَناً وَثَواب
وقد حثَّني في قَصْدِكَ الْحَزْمُ والحِجَا / ومَنْ رأيُه فيما يُشِيرُ صَواب
فحَسْبُ الليالي ما لها فيَّ مَطْمعٌ / فقد ضَمَّني للقائِدَين جَناب
وأنزلتُ حاجاتي بفضلِ بني أبي ال / شجاعِ فهم لي ملجأ ومَآب
فقد أَنْجَحَ اللهُ المَساعي ببابِهم / وأَتْعب قوما جانبوه فخابوا
مَسارح جودٍ للأماني خصيبَةٌ / مَواردُ فضلٍ للعُفاةِ عِذاب
إليك الْتَجا مَنْ ضامَه الدهرُ واعتدتْ / عليه خُطوب لا تُطاق صِعاب
وكم حائن أَوْدَى به ضَنْك عيشِه / وللدهرِ فيه مِخْلَبان وناب
فنادى أبا عبد الإله على النَّوَى / فنَفَّس ذاك الخطبَ منه خِطاب
وقد بشرَتْني بالنجاح دَلائلٌ / وظَنٌّ صَفا سِرّا فليس يُشاب
فجاهُك موقوف لمن يَسْتَميحَه / وذلك عُرْفٌ لا يُخِلُّ ودَاب
فعِشْ في حياةِ الأفضل المنعش الوَرَى / بغامرِ فضلٍ يُرْتَجَى ويُهاب
يا ناظِرا يَعْجَب مما رأى
يا ناظِرا يَعْجَب مما رأى / غيرُ الذي تُبْصِرُه أَعْجَبُ
قد رفَع اللهُ لمن شادَها / منزلةً من دُونِها الكوكب
عامرةً بالشكر مأنوسةً / بالحمد لا تَفْنَى ولا تَخْرب
هِمَّتُه في تلك مرفوعة / وجُودُه في هذه يَقْرُب
لا سَلب اللهُ له نعمةً / فإنها لاشك لا تُسْلَب
يا صاحِ أينَ مضى قلبي فأطْلُبه
يا صاحِ أينَ مضى قلبي فأطْلُبه / قد غاب مُذْ غاب عن عيني وأندُبه
قد كنتُ أَندُب قلبي بعد ساكنه / فصرت أندب أحبابي وأنُدبه
قد كنتُ حَذَّرتُه من فِعْلِ غادرةٍ / فذاقَ ما كنتُ أخشاه وأَحسَبه
عجبتُ كيف ضلوعي منه خاليةٌ / لكنَّها ما خَلا منها تَلهُّبُه
هو الذي غايةُ الأهوالِ أَهْوَنُه / صعوبةً وأَمَرُّ الصَّابِ أَعْذَبُه
بالرغمِ ما كابدَتْ بعد النَّوَى كَبِدى / وبالضرورة من قلبي تَقُّلبه
قد مَلَّني الليلُ مما بِتُّ أَسْهَرُه / ورَقَّ لي النجمُ مما بتّ أرقُبه
قد شِبْتُ في طولِ هذا الليلِ من أَسفٍ / أَمَا يَلوح له صبحٌ يُشيِّبه
كأنما الليلُ يُغْشى الصبحَ مَغْرِبه / فكلَّما هَمَّ أَنْ ينشقّ يَشْعبُه
أو النجومُ عِطاشٌ وهْوَ مَوْرِدُهم / فكلَّما فاض نورٌ منه تَشْربه
تُرَى يزولُ بِعادٌ صار يُبعِده / عني ويَرجِع لي قُرْبٌ يُقرِّبه
للهِ دَرُّ لَيالٍ كُنَّ من قِصَرٍ / يأتي أَوائُلها بالصُّبْحِ يَجْنُبه
وما تَغنَّت حَماماتُ العَشىِّ لنا / إلا وجاوَبها في الصُّبْحِ مُطْرِبهُ
وللصَّبا خَلَلَ الأغصانِ وَسْوَسةٌ / كالصَّبِّ للحِبِّ يشكوه ويُعْتِبه
والروضُ يَبْعَثُ مِسْكا من نَوافِجِه / والطَّلُّ يَفْتُقه والريح تَجْلبِه
وقد تَبسَّم نَوْرٌ من كَمائِمه / فَلاحَ فِضيُّه الزاهي ومُذْهَبه
وقد تَبدَّتْ دنانيرُ البَهار على ال / كثبانِ تُطْرِف رائيها وتُعْجِبه
صفرٌ كناظِرَتَيْ ليثٍ تَكنَّفَه / ليلٌ وقد حان من صيدٍ تَوثُّبه
وللشَّقيقِ احمرارٌ حين أَخْجَله / ضَحْكُ الأَقاحيِّ حتى كاد يُغْضِبه
كَوَجْنةِ التَّرِف المعشوقِ نَقَّطها / بالنَّقْشِ فارتاع أنْ يدرِي مُؤَدِّبه
والغصن يرقُص والدُّولاب زامِرهُ / وللضفادعِ إيقاعٌ تُرتِّبه
والماءُ قد عَبِثتْ كفُّ النسيمِ به / كسيفِ مرتعِشٍ أَضْحَى يجرِّبه
والليلُ زَنجيةٌ وَلَّتْ وقد نَشَرتْ / من شعرها وافرَ الفَرْعين تَسْحَبه
والبدرُ في الأفُق الغربيِّ متسقا / والغيمُ يكسوه جلبابا ويسلبه
كخدِّ محبوبةٍ تبدو لعاشِقها / فإنْ بَدا لَهما واشٍ تُنَقِّبُه
وأقبل الصبحُ كالسلطان في بَهَج / يُدْلِي على الجوِّ أنوارا تُجَلْبِبه
كأنه غُرَّة المُختارِ حين بَدا / يَحُفُّه في جيوش النصرِ مَوْكِبُه
عيني التي ظَلمتْ قلبي بما جَلَبت / له وأظلمُ من عيني مُؤنِّبه
يا عاذِلي أين سَمْعي منك وهْو إذا / تَبيَّن الرُّشْدَ من لومٍ يُكذِّبه
يَعي بقيةَ سِرٍّ كان أَوْدَعه / عندَ الغرامِ نَقىُّ الثَّغْرِ اَشْنَبُه
فعافَ كلَّ كلامٍ بعد مَنْطِقِه / وزاد عن لفظِ من يَلْحَى تَجنُّبه
لو لاح بابُ خَلاصِى كنتُ أدخلُه / أو ذلَّ ظهرُ جوادِي كنت أركبه
فالدهرُ يُسْرِع في عالي أوامرِه / والسعدُ يَتْبَعُه والعزُّ يَحْجُبه
مَلْكٌ تُطيع العَوالي أمَره أبدا / فالسيفُ والدهرُ يَخْشاه ويَرْهَبه
فالرمحُ يهتزُّ تِيها حينَ يَرْكُزه / ويزدَهي الطِّرْفُ عُجبا حينَ يَرْكبه
فذا على قمم الأبطالِ يَرْكُضه / وذاك من مُهَج الأٌقرانِ يَخْضِبه
نَجابَةٌ من نَجيب الدولة اجتمعَتْ / فليس يَعْدم تَصْديقا مُلَقِّبه
ذو راحةٍ عُرِفت بالعُرْف لو لَمَسَتْ / صخرا لأَثْمَر عند اللمسِ أَصْلَبه
عَجِبتُ منها وما الإمساك عادتها / فكيف تَحْوى عِنانا حين تَجْذبه
فالنيلُ والبحر من جَدْواه في خَجَل / والسُّحْب تَحْقِر ما تَهْمِي وتَسْكُبه
ولو رأى حاتمُ الطائيُّ أَيْسَرَ ما / يُعْطِي لأيقنَ أنَّ الشُّحَّ مَذْهبُه
ول وُصفتَ لقُسٍّ كنتَ تُفْحِمه / ولو ذُكرتَ لعَمرٍ وكنتَ تُرْعِبه
أَضَحَتْ بعَدْلِك أرضُ الشرق مُشْرِقةً / ثم انْجلى عن ظلامِ الليل غَيْهَبُه
فكلُّ طالبِ بَغْىٍ منك في حَرَجٍ / أجَلُّ عفوِك عنه حين تَصْلُبه
فللمُؤِالفِ إنعامٌ يقابلُه / وللمُخالفِ سَيَّافٌ يُعَصبِّه
وسار خوفُك في بَدْوٍ وفي حَضَرٍ / فلم تَدَعْ منهما من لا تُهذِّبه
حتى انتهى عن ضعيفِ الوحش أَغْلَبُها / ونام في أُجُمِ الآسادِ رَبْرَبه
بمن نُشبِّه في الدنيا فَضائَلك ال / عُليا فنُدْنِيه منها أو فنَنْسُبه
وما تركتُ بلادي معْ رَغيبتها / إلا وجودُك بالإحسانِ يوجِبُه
هذا على أنّ شعري غيرُ مبتَذَلٍ / فيمن سواك ولو أَضْحى يُرغِّبه
لي همّةٌ تهجر المرعى الدَّنىَّ على خِصْبٍ / وتأتي العُلَى لو لاح أَجْدَبه
وقد قَصدتُك والدنيا ومَن جَمَعتْ / كلٌّ يُسدِّد رأيي بل يُصوِّبه
فاخطُب وصَلِّ وعَيِّدْ راقيا رُتَبا / يُضْنِي حَسودَك مَرآها ويُكْرِبه
لا زلتَ تبقَى جمالاً للوَرَى أبدا / ما أصبح الدهرُ يُدْنِيه ويُقْربِه
هَجَر العذولَ وراح طَوعَ غُواتِه
هَجَر العذولَ وراح طَوعَ غُواتِه / ورأى قبيحَ الغَىِّ منْ حَسناتِهِ
للحبِّ حَبةُ قلبِهِ فكأنّه / من ذاتِها وكأنها من ذاتِهِ
وغدا غَريمَ غرامِه من مُقْلَتَيْ / رَشَأٍ كمالُ الحُسْنِ بَعضُ صِفاته
يبدو على الورد الجَنِيِّ إذا بَدا / خجلٌ من التقصيرِ عن وَجَناته
والغصنُ يَقْلَق في الكثيب تَذَرِّيا / بيَسيرِ ما يَحْكِيه من حركاته
يمشي فيَلقَي خصرُه مِن رِدْفِه / مثلَ الذي ألقاه من إعناته
وكأنّ نَمْلَ عِذَاره قد خاف أن / يَسْعَى به فيزلّ عن مرآته
لا ترْعِ طَرْفَك خُضْرةً بَدَرتْ به / فمصَارعُ العُشَّاقِ بين نَباته
مثلُ الحُسامِ تروقُ خُضْرةُ جوهرٍ / في مَتْنِه والموتُ في جَنَباتِه
من لونِه ذهبٌ وأيُّ مَثوبةٍ / يَحْظَى بها لو خَصَّني بزَكاته
ولقد سَقاني من كؤوسِ غَرامِه / أَضعافَ ما اسْتعذبتُ من رَشفاتِه
وحياتِه قَسَما أُعظِّم قَدْرَها / وكَفاكَ أَنْ أَكُ مُقْسِما بحياته
لأُخالفَنَّ عَواذِلي في حُبِّه / ولأُسْخِطَنَّ الْخَلْقَ في مَرْضاته
ولأَقْنَعَنَّ من المُنَى بخيالهِ / زُورا يُمَنِّينى بخُلْفِ عُداته
لا تنكرنّ السحرَ فهْو بطَرْفِه / ودليلُه ما فيّ من نَفثاتِه
سقَمى يُثبِّت ما ادّعَتْه جفونهُ / سَلْني فإني من ثِقاتِ رُواته
يَفْنَى أسيرُ الحبِّ قبلَ فَنائِه / بسقامِه ويموتُ قبلَ مَماته
وعَذابُه عَذْبٌ ولكنْ لا تَفِى / لَذّاتُه بالنَّزْرِ من آفاته
قد كنتُ أَحْذَرُه ولكن غَرَّني / فأعادَني هَدفَا لنَيْلِ رُماته
وقضَى لفَيْضِ مَدامِعي بِسجامِه / ودوامِه وفراقِه وثَباته
فكأنه فيضُ النَّوالِ مقسَّماً / في الخَلْق من كَفَّىْ أبى بَركاته
جَمَعتْ تَفاريقَ الفضائِل نفسُه / فالوصفُ يَقْصُر عن مدى غاياتِه
في طبعِه عَصَبيةٌ مع نَخْوة / أبداً يفضلها على لذاته
الفضلُ بعضُ صِفاتِه والحمدُ بع / ضُ رُواته والجود بعض هِباته
والعزم من آلاتِه والحزم من / أدواته والشكر من أَقْواته
إنْ كان حاجتُك النجومَ تَنالُها / أو فوقَ ذاك من المكارم فَاتِه
وإذا سألتَ فنَمْ فهِمَّتُه بها / كالبَيْنِ بين جُفونه وسِناته
وانظرْه عند سؤالِه فلِوجههِ / خَفرٌ يشوب البِشْرَ في صَفحاته
ويودّ لو يبدو لحاجةِ سائلٍ / من قبل أنْ تُجْرَى على لَهَواته
أنا من أجال الدهرُ فيه صُروفَه / فاختصَّني بالصَّعْب من نكباته
وفَرَتْه أنيابُ النوائب واغتدتْ / فيه الحوادثُ من جميع جهاته
وتَحيَّف الحدثانُ قَصَّ جناحِه / لوُجُود غُرْبِته وفَقْدِ ثِقاته
فَلَجا إلى حَرَم ابنِ عثمانَ الذي / لَبَّت له الآمالُ من مِيقاته
فَقضَيتُ تَطْوافي بكَعْبِة جُوده / وسَعَيت ثم وقفْت في عَرَفاته
ودعوتُ هِمَّته هناك فلم يَخِب / ظني لمَا أبديتُ من دَعواته
ورجعتُ قد ظفرتْ يداي بجاهه / وبقُربه وبوُدّه وصِلاته
ولقيتُ ما سرَّ الصديقَ وساء من / عادَي فأَخْزاهُ عَقيبَ شَماته
لله أيُّ صنيعةٍ قُلِّدتُها / من فضِله المألوفِ من عاداته
فضلٌ أَنافَ على المعالي فَرْعُه / قَدْرا وطيبُ ثَناه من ثَمراته
لا زال خاطرُ ربِّ كلِّ فصاحةٍ / يُهْدى إلى عَلياك من حَسناته
فيُفيد أفرادَ الجواهرِ بهجةً / وتَطيب ريحُ المِسْك من نَفَحاته
مدحٌ تكرِّره الرواةُ ومُطرِبُ الأل / حانِ والحادِي لدى فَلَواته
وبقيتَ ما بقي الزمانُ مكرما / وثَناك مكتوبٌ على جَبَهاته
غَدا بالثَّغْر لي ثغرٌ شَتيتُ
غَدا بالثَّغْر لي ثغرٌ شَتيتُ / فثَغْرى عنهما ناءٍ شَتيتُ
رَشْتُ به ثَنايا في ثَنايا / كأن المِسْك بينهما فَتيت
أَقاحِي هذه كأقاحِي هَذِي / ينوحُ حمامُها لي كيف شِيتُ
أطالَ عليهما لومي عذولٌ / خَليٌّ لا يَبيتُ كما أَبِيتُ
غِنايَ لدى سِوى مَغْناي فقرٌ / ولو أنّي غَنيتُ به فَنيت
ولي أملٌ طويلٌ ليس يَفْنَى / ولولا ما أُؤمله فَنيت
يا رُبَّ بدرٍ بات يُرْشِف مِسْمَعي
يا رُبَّ بدرٍ بات يُرْشِف مِسْمَعي / وفمي شَهِيَّ رُضابِه وحَديثه
فظمئتُ وهْو يُعِلُّني مُتواليا / وقديمُ شوقيَ فيه مثلُ حديثه
ومضَى وأبيضُ عِرْضِه لم تنبسط / يدُ ريبةٍ منى إلى تَمْريثه
والليلُ يستُره بفضلِ ردائه / والصبحُ يَشْهَره بوَشْكِ حَثيثه
فكأنّ ذا يأتي بغُرّة وجهِه / وكأنّ ذا يَمْضي بجَعْدِ أَثيثه
وجهِ الأجلِّ الأفضلِ الملكِ الذي / في الحرب يطعن في صدور لُيوثه
ملكٌ إذا سمع الصريخَ بشاسعٍ / لَبّاه ثم يكون نفسَ مُغيثه
مُعْطٍ إذا ضَنَّ الغمامُ بقَطْرِه / رَوَّى جميعَ الأرضِ جودُ غُيوثه
شادَ المَعاليَ فوقَ أُسٍّ ثابتٍ / في الفضل صار إليه عن مَوْروثه
والرعبُ أولُ رُسْلِه لعدوه / فحَذارِ ثم حَذارِ من مبعوثه
غَدَوْنا للغَداء غَداة قُرٍّ
غَدَوْنا للغَداء غَداة قُرٍّ / لأكل رؤوس أبناءِ النِّعاج
صِغارِ السنِّ وافرةٍ سِمانٍ / تُريكَ صفاءَ ناعمةٍ نِضاج
كأغْشيةِ مبطّنةٍ بقُطْن / مقدَّرةٍ على أَدْراج عاجِ
وافَى بفُقّاعٍ أَرِجْ
وافَى بفُقّاعٍ أَرِجْ / يُحْيِي بنَكْهَتِه المُهَجْ
شيخٌ مضتْ من عمره / في ذلك المعنى حِجَج
مَزجتْ يداه الطِّيب في / ه فكان أظرفَ من مَزَج
وحَشا قلوبَ سَذابه / منه بكل فمٍ حَرِج
فكأنه يحشو به / قطع الزُّمرّدِ في السَّبَج
وفاتنٍ بالجمال والدَّعَجِ
وفاتنٍ بالجمال والدَّعَجِ / قامتْ على عاذِلي به حُجَجِي
أظهَر عُذْري عِذارُه وأعا / د الفَلْج لي حُسْنُ ذلك الفَلَج
كأنما ثغرُه ونَكْهتُه / نَوْرُ الأقاحِي في الشَّكْل والأَرَج
لمنِ الشموسُ غَرَبْنَ في الأَحْداجِ
لمنِ الشموسُ غَرَبْنَ في الأَحْداجِ / وَطَلَعْن بين الوَشْي والدّيباجِ
من كلِّ رائِقة الجمال كدُمْيةٍ / في مَرْمرٍ أو صورةٍ من عاج
حَفَّت بهن ذوابلٌ ومَناصلٌ / ومشَتْ بهن رَواتكٌ وَنَواج
تطفو وترسُب في السرابِ كأنها / سُفنٌ مشرَّعة على أَمواج
ساروا ولم أْوذَن بوَشْكِ فراقِهم / إلا إشارةَ ناعبٍ شَحّاج
فيهنّ هَيْفاء القَوامِ كأنها / غصنٌ ترنَّح في نَقاً رَجْراج
تَجْلو الظلامَ ببارقٍ من ثَغْرها / فكأنما فَرَتِ الدُّجَى بسِراج
وينمُّ ما ألقتْ عليه نِقَابَها / كالخمر راقَت في صَفاءِ زُجاج
بدرٌ يدوم مع النهارِ ضِياؤه / شمسٌ تَنُور مع الظلامِ الدّاجي
لجمالِها خبرُ النساءِ ويوسفٍ / ولمُقْلتَيْها سيرةُ الحَجّاج
ولخدّها لونُ السُّلافِ وفِعْلُها / ونَسيمُها لكنْ بغيرِ مِزاج
ولقَدِّها طولُ الرماحِ ولينُها / وفعالُها بلَهاذمٍ وزِجاج
مالي وللعُذّالِ في كَلَفي بها / قد دام فيه لَجاجُهم ولَجاجي
ألِفوا المَلامَ كما أَلِفتُ خِلافَهم / جُهْدي فصار مزاجَهم ومِزاجي
ولقد وهبتهمُ السلوَّ فليتَهم / لزِموه في عَذْلي وفي إزْعاجي
لو أنصفوني في الغرامِ أجبتُهم / عنه ببعضِ أدلَّتي وحِجاجي
ما باخْتياري كان بدءُ دخولِه / قلبي فأُلزَم فيه بالإخراج
لي في فنونِ الحبِّ أعجبُ قصةٍ / جاءَتْ مفصَّلةً على اسْتِدْراج
أَبصرتُ ثم هَوِيتُ ثم كتمتُ ما / ألقَى ولم يَعلمْ بذاك مُناج
ووصلتُ ثم قدرتُ ثم عَفَفتُ معْ / شوقٍ تَناهَى بي إلى الإنضاج
حتى رأيت البينَ جَدَّ وأَعْرَبَتْ / نَغمُ الحُداةِ بهم عن الإدلاج
فوَشتْ بيَ العَبَراتُ والزَّفَراتُ لل / واشي ودائِمُ لفظىَ اللَّجْلاج
خانوا ودمتُ على الوفاء ولم أَحُل / في ذاك عن خلقي ولا منهاجي
خلق تقهقرَ عن طريق مَذلّةٍ / وتلوح أسبابُ العُلى فيُفاجي
حتى مدحتُ أجلَّ من وَطِىء الحصى / فأفادني أضعافَ ما أنا راج
الأفضلَ الملكَ الذي فاق العُلى / شَرفا فأَخْمصُه لها كالتاج
ملكٌ تَفيَّأتِ الملوكُ ظِلاله / في حَرِّ كلِّ مُلِمةٍ وهّاج
وتَنافسَ الفَلكُ الأَثير وخيلُه / في السَّبقِ للإِلْجام والإسْراج
راض الزمانَ سياسةً فبِقَصْدِه / تجري الكواكبُ في ذُرا الأبراج
ويعوق صرفَ الحاثاتِ بلفظه / حتى يَمُنَّ عليه بالإفراج
ذو هيبةٍ يَثْنِى الجَحافلَ ذِكْرُها / فتعودُ ناكصةً على الأَدْراج
صَحِبتْ مخافُته العِدَا حتى اغْتَدتْ / رِمَما مُذ انْتُبِذَتْ من الأَمْشاج
يَقْفُو الرَّدى في كل هَوْلٍ سيفه / فهو الدليلُ له بكل عَجاج
ويَرُوعه حتى يودِّعَ نفسَه / ويَقينُه أنْ ليس منه بناج
فلَكَمْ أعاد البحرَ برّا بالعِدا / والبرَّ بحرا من دمِ الأَوْداج
ولَسوف يرشُف عن قريبٍ فَضْلةً / بقيَتْ له من أَنفُسِ الأَعلاج
يا من يُرجِّى مَكُرماتِ يَميِنه / ليفوزَ منها بالثَّناءِ الراجي
رِفْقا على الدنيا فإنّ جبالَها / غرِقتْ بفَيْضِ نوالِكَ الثَّجّاج
أغربتَ في استنباطِ كلِّ فضيلةٍ / تعيى الوَرى بأقلِّها وتحاجى
أخملتَ ذِكْرَ السابقين ببعِضها / فَمديحُهم مهما ذكرتَ أَهاج
أنتَ ابنُ من نَصر الخلافةَ عزمُه / بالسيف بين مُنافق ومُداج
وأصاب فيها الرأيَ والألبابُ لم / تظفرَ برأيٍ قبلُ غيرِ خِدَاج
وورثتَ هذا المُلكَ عنه لسَعْدِه / فأَتاك وهْو إليك أفقرُ راج
فتَهنَّ هذا العيدَ فهْو مهنَّأُ / بوُرود زاخرِ فَضْلِك العَجّاج
لولا لقاؤُك ما تَحمَّل كُلْفةً / في السيرِ بين مَهامِه وفِجاج
لينالَ في عَرفاتِ وجِهك وَقْفةً / يغدو بها من جُمْلة الحُجّاج
فلَنا بوجهِك كلَّ يومٍ مثلُه / عيدان عند تَوجُّهٍ ومَعاج
لا تَعدمِ الأيامُ ظلَّك إنه / عَوْنُ اللَّهيفِ وملجأ المحتاج
انظرْ إلى المجلس الأعلى وما جَمَعت
انظرْ إلى المجلس الأعلى وما جَمَعت / فيه سعادةُ مولانا من المُلَح
جاءتْ به حِكَم الصُّنّاعِ معجزةَ ال / دنيا فأصبحَ فيها خير مُقتَرَح
له بياضٌ يغُضّ الطَّرْفَ لامعُه / فالعينُ تَلْحَظ منه الْحُسنَ في المَلَحِ
كأنه خَلَلَ الأشجارِ لؤلؤةٌ / نَظْمُ الزُّمردِ فيها غير منفسحِ
كأنما النهرُ فيه سيفُ مرتِعشٍ / يَرومه بين مقبوضٍ ومُطَّرَح
يُلقى إلى البركة الغَنّاء فائضَه / ماءً يشفُّ شَفيفَ الخمر في القَدح
حَكَتْ سماءً ولونُ الزَّهرِ يَشملُها / قوسُ الغَمام الذي يُنْمَى إلى قُزَح
لا سِيَّما كلما هبَّ النسيمُ بها / وغَنَّتِ الطيرُ في الآصالِ والصُّبُح
رقَّت فراقتْ وفاضت بالزُّلال كما / فاضتْ يدُ الملكِ المنصورِ بالمِنَح
الله يُبْقيه للدنيا فدولتُه / للجود والعز والإنصاف والفَرح
وليلةٍ باتَ فيها البدرُ يَفضحُني
وليلةٍ باتَ فيها البدرُ يَفضحُني / غيظا على قَمري إذ بات يَفْضَحُهُ
وقد تَكاملَ في أعلى مَطالِعِه / عَساهُ يَسرِق معنىً منه يَرْبَحه
والروضُ يُبدِي إلينا من سَرَائرِه / معنى يَدِقّ ولفظُ الريحِ يَشْرَحه
وكلما نَفَحْتنا من أَزاهرِه / رَياّ فمِنّا نسيمُ المسكِ يَنْفَحه
وقد تَناهَى بنا ضِيقُ العِناقِ إلى / حَدٍّ كمُنطبِق الجَفنْينِ أَفْسَحُه
كأنما قَصْدُ قلبينَا لقاؤُهما / دونَ الوَسائطِ من أمرٍ نُصحِّحه
إذا شئتَ أن تُقْلى من الناس كلِّهم
إذا شئتَ أن تُقْلى من الناس كلِّهم / وتُهجَرَ هجر الأيَئول إلى صُلْحِ
وتُنظَرَ بالعين التي نَظَروا بها / كبارَ الأفاعي في المَضرَّة والقُبْح
فكنْ سائلاً في المال والجاهِ منهمُ / ولا سِيَّما إنْ رُمْتَ ذلك بالمَدح
فلا تكتسبْ غيرَ القَناعةِ إنها / تجارةُ حُرٍّ ليس تخلو من الربح
نصحتُك فأقبلْ أو فسوف تَرى إذا / قَصدتَ خِلافِي ما يفوتُك من نصحي
أَصادِحةَ القَصْرين من مَرْجِ حَنَّةٍ
أَصادِحةَ القَصْرين من مَرْجِ حَنَّةٍ / من الأَثْل تبكي في حَمامٍ نَوائِحِ
تُرَى بكِ مابي من حبيبٍ فَقَدْتُه / أَبانَتْه عني ناجياتُ الجَوائح
إذا ذكرتهْ النفسُ فاضتْ مَدامِعي / على الزَّفراتِ الصاعداتِ اللَّوافحِ
وكم ليلةٍ عانقتُها ومِهادُنا / حَشايا رمالٍ في كروم المَسالح
وقد ضمَّنا برد النَّدى ونسيمُه / يُجمِّشنا تَجْميشَ راضٍ مُسامِح
وقد جَرَّرت ريحُ الصَّبا فَضْلَ بُرْدِها / مُنَدًّى على بُسْطِ الرِّياض النَّوافح

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025