القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأعْمَى التُطِيليّ الكل
المجموع : 111
أذاهبةٌ بين القطيعة والوصْلِ
أذاهبةٌ بين القطيعة والوصْلِ / بِعَقْلي أما يرضيكِ شيءٌ سِوى عَقْلي
وَمَانِعَتي حتّى على النأيِ وصْلَها / لعلَّكِ قد صارَمتِ طَيْفكِ في وصلي
وقاضِيةً بالهجرِ بيني وبينها / كأنَّكِ لم تَلْقَيْ سبيلاً إلى العدل
ألا بأبي تلك الشمائلُ حلوةً / وإنْ تَرَكَتْنِي غَيْرَ مُجْتَمع الشَّمْل
ويا حبّذا ذاكَ الدلالُ مُعَشّقاً / وإن كنتُ منهُ سائرَ اليومِ في شُغل
وحسنُ حديثٍ كلما قلتُ أحْزَنَتْ / ثَناياهُ أفْضَتْ بي إلى كَنفِ سهْل
كذلك حتى أشْرَفت بي على شفاً / هو الجِدُّ لا ما كنت فيه من الهزل
وَشعْشَعَ لي مما هناكَ مُدامةً / مذاقَتُهَا تُغْري ونَكْهَتُها تُسْلي
وما عِفْتُها بل سافَهَتْ فَرَدَدْتُها / فقالَ العفافُ اشربْ فإنَّك في حِلِّ
أَتَتْني ولم أرتبْ بِوُدِّك ضجرة / أخوذٌ بأنفاس الرُّسَيْلاتِ والرُّسْل
وَسَمْتَ بها هذا الزمانَ فإنْ يَتِهْ / فغيرُ بديعٍ مِنْ سَجِيَّتِهِ الغُفْل
إلا بأَبِي هاتِ اعتزازَكَ كُلّهَ / ودونك ذُلي لم تَدَع لي سِوَى ذلي
أمولايَ لا أني أقِرُّ لغيرهِ / بها غيرَ تَمْوِيهِ الخديعةِ والختل
ويا كُحْلَ أجفاني وإن غَلَبَ الكرى / عليها وقد تَقَذَى الجفونُ من الكُحْلِ
أصِخْ غيرَ مأمورٍ لإمرارِ لَوْعَةٍ / إذا مارَ دَمْعِي فارَ مِرْجَلُهَا يَغلي
صَدَقْتَ أنا الجاني فهلْ من بقيّةٍ / تُشِيرُ إلى استْحياءِ مِثْلِكَ من مثلي
ولا بدَّ من عُذرٍ وليس بِوَاضِحٍ / ولكنْ لكَ الفَضْلُ المُحَكّمُ في الفَضْل
أرَيْتَكَ من تحنو عليه وغنه / لكالغيثِ أو أنّي لَكالْبَلَدِ المحل
أحينَ دعاني وادَّعَاني ولم أجِدْ / سوى حُكْمِهِ طَوْراً عليَّ وَطوْراً لي
قبلتُ الأذى منه كأنّيَ قابضٌ / على الماءِ أوْ ساعٍ على اثر الظِلِّ
أنَازِعُهَا حَبْلَ الهَوَى وَتَلُفُّهُ / وقَدْ وَرِمَتْ كفّايَ منْ أثَر الحَبْلِ
تَرُوْحُ وَتَغْدثو كلّما قلتُ قد دَنَتْ / وما قولُهَا قَوْلي ولا فِعْلُهَا فعلي
وكنتُ وَمَنْ أهْوَى وأنت جنيتها / وعلى صِيْرِ أمْرٍ ما يُمرُّ ولا يُحْلي
وواللهِ ما أنكرْتُ سَبْقَك للعلا / ولكنّني حتى لحِقْتُ على رسْلِ
حَنَانَيْكَ لا تُطْمِحْ مَطَالِبَ جَرْوَلِي / فَنُشْقي بها أهلَ القُريّةِ من ذُهْلِ
وماليَ من ذَنْبٍ إليكَ عَلْمتُهُ / سوى رِقّةٍ تأتي على رأيِكَ الجزل
أعرنيَ قلباً مثلَ قلبكَ صابراً / تجدْني إذا قلتَ البدارَ على رجْل
ودونك ما أحْبَبْتَ غَيْرِي وَغَيْرَهُ / ولستُ على شيءٍ تُحِبُّ بِمُعْتَلِّ
فإن تأبَ إلى العَجْلَ حين مَلَكْتَهُ / عليَّ فَقَدْ شَطّتْ حَنِيفَةُ عن عجل
وإن تكُنِ الأُخْرَى وأنت مُهَاجِرٌ / فما لكَ لا تَبْكي بِشَجْوٍ إلى الفَضْلِ
لكَ اللهُ لا يَذْهَبْ بِكَ الغيظُ مَذهَباً / يَرُوعُكَ بي بَينَ المطيَّةِ والرَّحْل
وإن تَكُ أوْلى بالتَّمَاسُكِ والنُّهَى / أكُنْ أنا أولى بالغوايَةِ والجهل
وَنُبّئْتُ أنَّ الموتَ يَخْتَرِمُ الفَتى
وَنُبّئْتُ أنَّ الموتَ يَخْتَرِمُ الفَتى / ولم يَقْضِ من لذَّاتِهِ ما يُؤمّل
فإن كان ما نُبئتُ حقاً فإن ذا / لمنتهزٌ وإنَّ ذا لَمُغَفَّلُ
خليليَّ من قَيسَ ابشِرَا فلقدْ قَضَتْ / صُرُوفُ اللَّيالي بالتي لا تُبدّلُ
إذا جاوزَ المرءُ الثلاثينَ حِجّةً / فقد جاوزَ العُمْرَ الذي هُوَ أفضل
فإنْ بَلغَ الخمْسِينَ فهو على شفاً / فما بالَهُ يَعْتَلُّ أو يَتَعَلَّل
ولا تَبلُهُ بعد الثمانينَ إنه / يقولُ على حُكْمِ الزَّمانِ ويفعل
وكلُّ حياةٍ فالمنِيَّةُ بَعْدَها / وللمرءِ آمالٌ تجور وتعدلُ
وما كل منسي الممات فحلد / ولكنه من لم يمت فسيقتل
وَمِنْ دونِ أن يَغْتَرَّ بالعيشِ حازمٌ / حِمَامٌ بإحصاءِ النُّفُوسِ مُوَكّل
وما المال إلا ما تعجلت نفعه / بحيث يراك المرصد المتأجل
ويبخلُ أقوامٌ بما يَتْرِكُونَهُ / أمَا علموا أنَّ اللياليَ أبْخَل
إذا المرءُ ما امتدتْ مسافةُ عُمْرِهِ / فكالظلِّ بيننا يَنْتَهِي يَتَحَوَّل
نَدِمْتُ فهل إلا الندامةُ وَحْدَهَا / واللهِ ما أدري وإني لأوْجَل
ألمْ يأنِ لي أن أخْلَعَ الغيَّ جانباً / أوَلّي به فيما هُناكَ وَاعْزِل
فيا سائلي أين الشبابُ وَمالَهُ / إلا فَسَلِ الأيامَ إن كنتَ تَسْأَل
ويا عاذلي سمعاً إليكَ وطاعةً / بما لم تكن تألو ولا كنتُ أحْفَل
ويا قاتلي لم يَبْقَ للسيفِ مَضْرِبٌ / ولا للرَّدَى حُكْمٌ ولا ليَ مِقْوَل
ولكنَّ ينَّاقاً اهَابَتْ به العُلا / فبادرَهَا يَنْهَلُّ أو يَتَهَلّلُ
على حين لم تُعنَ الرجالَ بِخطّةٍ / من المجدِ إلا قالتِ المالُ أفضل
وحيثُ أُضيعَ الرأيُ واسْتُنجِدَ الهوى / وأَدْهَنَ في الأمرِ الذي هو أفضل
وفي أزمةٍ عن مِثلها يُجْتَلى الضُّحى / فَيَدْجُو ويُسْتجدى الغمامُ فَيبخلُ
وتَنبُو الظُّبَا يُعْصى بها كلُّ أغْلبِ / يُعِلُّ الرَّدى في كلِّ نَفْسٍ ويُنهِلُ
وما النفسُ إلا بعضُ ما يحملُ الفتى / ولكنْ قليلٌ من يُسامُ فيحْمِل
وما يَهَبُونَ المال من شجرٍ به / وإلا فلم قالُوا بهِ وتَقَوَّلوا
ولكنهمْ رامُوا من الفضْل غايةً / فلم يَبْلُغُوها دونَ أن يتفضّلوا
فذاكَ ابنُ عبد اللهِ مَنْ لا يَؤُودُهُ / إذا لم يكنْ من غَمْرةِ الموتِ مَزحَل
كما انبسطتْ كلتا يَدَيهِ إلى العُلا / يصُول فيردي أو يُنِيلَ فَيُجزِل
تدفّقَ جَدْواء وأَشرَقَ نُورُهُ / بأَكثرَ مما امّلوا أو تأَمّلُوا
مُطِلٌّ على الأعْدَاء مستجرىءٌ بهمْ / كما انْسَابَ ايْمٌ أو كما انقضّ اجْدَل
وحسانٍ على العافين بَهْشٌ إليهمُ / كما اهتزّ غُصْنٌ أو كما انسابَ جدول
طويلُ نجادِ السيفِ ماضٍ غرارُهُ / ألا قَلْبُهُ أمْضَى ويُمْنَاهُ أطْوَل
ولدنُ مهزِّ الرمحِ رحبُ مجالِهِ / وقد ضاقَ ذَرْعُ الموتِ فيما يُحَمّل
ونازِعُ مَرْمَى السّهْمِ دانٍ مَرامُهُ / وقد نَبَتِ الأقْدَارُ عمّا يُؤمّل
جنيبٌ ولم يُطْمِعْ مَهِبْبٌ ولم يُخِفْ / ولكنّهُ في كلِّ قلبٍ مُمَثَل
نهارٌ من النّعْمَى مُرَدّي مُؤزّرٌ / وليل من التَّقوى أغرُّ مُحَجّلُ
أمينٌ على ما ضيّع الناسُ واصِلٌ / لما قَطَعوا غَرْثَانُ مما تَعَجّلُوا
له كلّ يومٍ في المكارمِ هِزّةٌ / تطولُ بها اليام أو تَتَطَوّل
إليك تَنَاهَى عِزُّهُمْ وبك اهْتَدَى / فحسبك ما وَلّوْا ودونك ما وَلُوْا
أصِخْ لِلهُدى من مسْعِدٍ وخُذِ المُنَى / على نسقٍ وانظرْ إلى النّجْمِ من عَلُ
وَحَدِّثْهُمُ عن يُوسُفٍ ومُحمّدِ / فما الحكمُ مَردودٌ ولا الأمْرُ مُشكِل
سحابُ النَّدَى كفَّاهُمَا ما تَسَامَيَا / إلى العزِّ إلا وَهْوَ مَجْدٌ مُؤَثَّلُ
وحاشيةُ الفخرِ ارتقبْ لهما العلا / على العِلْمِ يَعءلُو أو على المالِ يَسفُل
سراجُ الدُّجَى بحرُ النَّدَى أَجَلُ النُّهَى / مَعَاً فهما أَسْمَى وأَهْدَى وأَطْوَل
إذا جَنَحَا لِلسَّلْمِ أو بَعَثَا الوغى / فماءٌ وظلٌّ أو مِجَنٌّ ومُنصل
أَتَتْكَ قوافي الشّعْرِ أمَّا مَذَاقها / فَشَهْدٌ وأما نَشْرُهَا فَقَرَنْفُل
جزاءً بما أَولَيْتَهَا وكَفَيْتَهَا / وقد ضاعَ مَحْفوظٌ وَأَدْبَرَ مُقْبِل
سماحُكَ للعليا تمَعَادٌ وضمَبْدأٌ / وبأسُكَ للدنيا مآلٌ وَمَوْئِل
فليسَ بنا إلا إليك تَشَوُّقٌ / وليسَ لنا إلا عليكَ مُعَوَّل
أما والهوى وَهْوَ إحْدَى المِلَلْ
أما والهوى وَهْوَ إحْدَى المِلَلْ / لقد طَالَ قَدُّكَ حتى اعتدلْ
وأَشرَقَ وجْهُكَ للعاذلاتِ / حتَّى رأتْ كيفَ يُعْصى العَذَلْ
ولم أَرَ أفتكَ من مُقْلَتَيْهِ / على أنَّ لي خِبْرَةً بالمُقَل
كحلتَهُما بهوىً قاتِلٍ / وقلت الهوى خَتْلُهُ في الكَحَل
وأني وإن كنت داهنتني / لأعلم كيف تكون الحبل
ولستُ أُسائِلُ عينيك بي / ولكنْ بعهد الرِّضي ما فعل
ولم أرَ أبْعَدَ من مَطْلَبٍ / إذا أُبْتَ عنه بحظٍّ قَتَلْ
سَقَتْكَ ولو بدما مُهْجَتي / نجومُ الوَغى أو نجومُ الكِلَل
فقد كَذَبَتْني نُجُومُ السماءِ / أو كَذَّبَ الثورُ عنها الحمل
ارى الحبُّ أوَّلُهُ شهوةٌ / تُسَلَّطُ أو غِرَّةٌ تُهتَبَل
وآخِرُهُ سَقَمٌ مُدْنِفٌ / هو الموتُ أو هو مِنْهُ بَدَل
ألهفِي على زَمَنٍ راهقٍ / سَرضتْ لحظاتُكَ فيه عِلَل
ولهفي على نظرةٍ بالكثيبِ / أَعْطَيْتُ غيّي بها ما سَأل
أَبتْ أن ترد عليَّ الشبابَ / وردتْ عليَّ الهَوَى والغزل
وَوَصْلث الكواعبِ بَعْدَ المشيبِ / مَرضامٌ تُقَصّرُ عنه الحِيَل
أُعَلَّلُ فيكَ بما لا يكون / وأُغْبَطُ مِنكَ بما لمْ أنَلْ
أمَا بيننا حَكَمٌ عادل / ولو أنّه زمني مَا عَدل
أيُنْصِفُ منكَ وأنت الحياةُ / وَيُعْدِي عليكَ وأنت الأَجَل
ولكنْ تهحاملَ لما ضعفتُ / فهلاَّ وَفَى وَلَهُ مُحْتَمَلْ
ويا ضيعتا بين رَبْعٍ عَفَا / وخلٍّ جفا وَشَبَابٍ رَحَل
وبي معشرٌ حَسَدُوني العُلا / صُدُورُهُمُ كصدورِ الأسَل
تَقَطعُ دونيَ ألحاظُهُمْ / فما تستطيعُ رياحُ السَّبَل
إذا ما رأونيَ لم ينبسوا / وإن غبت ضجُّوا بهلاَّ وَهَلْ
وغضبانَ إن سُؤتُهُ حالني / إليك وإن العلا لم تحل
وقد عرَفَ المجدَ لا شك فيه / ولكن تبالَهْ كي لا يُبَلْ
تمنَّى وسَامَحَني في الطِّلابِ / وقال وأفْرَدَني بالعمل
قَسمنا الحظوظ وَحَاكَمْتُهُ / إلى المجدِ روَّى بنا وارتجَلْ
فأصبحتُ كالناجِ تحتَ الجبين / وأصبح كالفَقْعِ تحت الأظَل
أجِدَّك ما يستفيقُ العذولُ / ميتَ العزائمِ حيَّ الأمل
تَوَانَى فلما شأتْهُ العُلاَ / صَبَا في تَعَنُّتِه أو شُمِل
وليس بِثَانِيْهِ عن شَأْوِهِ / ولو أنَّهُ في مَداهُ الزَّلَل
ارى الدهر جهَلَني ما علمتُ / على حينَ عَلَّمْتُهُ ما جَهِل
لَوَانشي وأقسمتُ لا أقْتَضيه / إلاّ بسيفِ الأميرِ الأجل
وقد بَرِئَتْ منهُ تلكَ الجفونُ / تَلَدَّدُ بينَ الطُّلى والقُلَل
وقد جالَ موتٌ يُسَمَّى الفرنْدَ / عللا مَتْنُهُ وكأنْ لم يَجُل
وَسَالتْ عليه نفوسُ الكماةِ / فأشكلَ أكثرَ مما اشْتَكَل
كوشمِ عِذَارٍ على وَجْنَةٍ / إذا لاح مَاراكَ فيه الخجل
تتايَهَ ظاهرُه بِالحُلِيِّ / وقد جُنَّ باطنُهُ بالعَطَل
وللشمسِ سُلْطانُها بالهجيرِ / وإن حَسُنَت في الضّحى والأصُل
وقد تَضْحَكُ الراحُ بعد المزاجِ / عنِ الحُسْنِ بين الحُلَى والحُلَل
ولكن تَحَنَّى بها قَبْلَهُ / ولو مَزَجُوها بِخَلْسِ القُبَل
يَصُوْرُ العيونَ إليها النحولُ / إذا نَبَتِ العينُ عَنْ مَن نَحَل
فكم من رفيقٍ تَخَطّيْتُهُ / ولو عَزَمَ الأمْرَ يوماً لحل
وقد تقتضي هذه المفرداتُ / معانيَ تَقْصُرُ عنها الجُمَل
إذا صُلْتَ يوماً نبا المَشْرفيُّ / وإلا فإنَّ العُلا لم تَصُل
هل الموتُ تَرْمي به أو تَرُدُّ / فَمَنْ شاءَ عَزَّ وَمَنْ شاءَ ذل
أيا فارسَ الخيلِ والبأسُ ظَنٌّ / يُرَجَّمُ أو ظِنَّةُ تُنْتَحل
وقد شَمَّر الموتُ عن ساقِهِ / على ما حسبتَ به من كسل
وأعربتِ الحربُ عن حالِها / فماتَ الجبانُ وعاشَ البطل
وأومضتِ البيضُ في عارضٍ / من الموتِ ما عنَّ حتى رَحَل
سَقَى الأَرْضَ أكثرَ منْ رِيِّها / على أنَّه ليس فيه بَلَل
وَسَدَّ على الشمسِ آفاقَها / ولو ضَحَيتْ لم تَجِدْ فيه ظل
ليهنِ الجزيرةَ إهلالها / إلى دولة عَبَدتَهْا الدول
هببتَ إليها مع المشرفيّ / وكنتض أحَقَّ بِسَبْقِ العَذَل
وقد راغَ قومٌ عن المكرماتِ / ولكنهم خُلِقُوا من عجل
فَسَحْتَ لها والنوى غَرْبَةٌ / تضيقُ الرِّحالُ بها والرِّحَل
وقد علمتُ حين لبيتها / بأيِّ قُوَى ماجدٍ تَنصل
هو الجدُّ لا غَفَلاتُ الملوكِ / بين الأَناةِ وبين العَجَل
ولا خَوْضُهُمْ غمراتِ المُحَالِ / يستنجدونَ عسى أو لعل
فَسَعْدَكَ يستنجحُ الطالبونَ / وإن رَغِمَ المُشْترِي أو زُحَل
وإيَّاكَ يمتدحُ المادحونَ / شَتَّى المآربِ شَتَّى السبل
وأنت أخذتَ العلا بالسيوفِ / جادَ الزمان بها أو بخل
طلعتَ عليهم طُلُوع المنونِ / فألْقَوْا بأيدي الوَنَى والفَشَل
بعزم كظنِّ الأديبِ الأريبِ / وجيشٍ كَذَيْلِ الأَياةِ الخَصِل
وهمة أَلْوَى إذا ضَمّنُوْهُ / وَفَى وإذا حَمّلُوهُ حَمَل
تُقَسَّمُ أمْوَالُهُ في العُفَاةِ / فإن فَضَلَتْ فَلَهُ ما فَضَل
وتنهلُ أسيافُهُ في العداةِ / فإن ظَمِئَتْ فَعليه العَلَل
سلِ البحْرَ عن جُودِهِ إذ طما / وَشَطَّيْهِ عن بَأْسِهِ إذ أطَل
تَجَلَّى له بين حاليهما / فَسَلْهُ أبحرٌ رَأى أمْ جبل
وقد كان باراه جَهْلاً به / فلما رآهُ نَبَا أو نَكَل
وَعَمْداً تَجَافَى له عَنْ مَدَاهُ / ليعتزَّ أو لِيَرى منْ أذَل
أبا بكرٍ اقتضِ تلك الديونَ / فقد أبأَسَ الدهرُ مما مَطَل
تَوَخَّ العُلا في ظلالِ الرِّماحِ / فقد أعوزتْ في ظِلالِ الكِلل
وَصُنْ حَرَمَ الملك أنْ يُسْتَباح / فسيما الممالكِ أنْ تُبْتَذَل
أرى كلَّ جيشٍ يحبُّ الغِلاَبِ / فمنْ أين قصَّر عَنْهُ الرجل
شَكَرْتُكَ شُكْرَ الرياضِ الحيا / تَعَاهَدَها بين وَبْلٍ وَطَل
أطَلْتُ بذكرِكَ غَمَّ الحسودِ / فلو ماتَ ما زادَ أو ما عضل
يسيرُ غليّ على فَتْرَةٍ / هي الذُلُّ وهو يَراها الكَسَل
تَدَارَكْ أبا بكرٍ المسلمينَ / فقد نَهِلَ الضيمُ منهمْ وَعَل
تَغَلْغَلْتَ في طُرُقِ المَكْرُماتِ / ضخمَ الدَّسَائع رَحْبَ المحل
فقامَ بكَ الدهر طيبَ النَّدى / وسار بك الجودُ سَيْرَ المثل
مَالي وما للأعْيُنِ النُّجْلِ
مَالي وما للأعْيُنِ النُّجْلِ / أَجْمَعْنَ عُدْواناً على قَتْلي
وما لقلبي يتصدَّى لها / بَيْنَ ألِيمِ الشَّوْقِ والخَبْل
من لَحَظاتٍ لم يَزَلْ غُنْجُها / يَحْكُمُ بالجوْرِ على العَدْل
ضعيفةُ المكرِ ولكنَّها / تَقْتُلُ بين الجِدِّ والهزل
لله كم يُطْمِعُ تَفْتِيرُها / لو أنها تَسْمح بالبَذْل
باخلةٌ قد كِدْتُ مِنْ بخلها / وعِشْقِها أَكْلَفُ بالبُخْل
ما عابَها إذ بَخِلتْ بُخْلُها / لو لم تَشِنْها خُلَّةُ المَطْلِ
أَيُّ شِفارٍ طَبَعَتْهَا يدُ / التفتيرِ فاسْتَغْنَتْ عن الصقْل
مُحْتَكِمَاتٌ في دماءِ الورى / كأنَّها من ذاكَ في حِلِّ
واهاً لها كم من فؤادٍ شجٍ / أُسْلِمَ مِنْهَا في يَدَيْ عَدْل
ضلَّ دليلي في سبيلِ الهوى / بين الدَّلال الرَّحْبِ والدلِّ
كم وقعة لي في ميادينه / أصَبْتُ فيها مَقْتَلَ العَذْل
غيٌّ لو أن الرشدَ لي مُنصفٌ / لم يَنْهَ عن أَمثالِهِ مِثْلي
شَرَّدَ عن جَفْنِي لذيذَ الكَرَى / ظبيٌ شرودٌ شارِدُ الوَصْل
وسنانُ ناهيكَ بأَجفانِهِ / على الهوى منْ شاهِدَي عدل
سالتْ على ألحاظِهِ كُحلةٌ / واخَجْلتي من خَجْلضةِ الكُحل
إذا أدرات بيننا خَمْرَها / قامتْ لنا خدَّاهُ بالنُّقْل
غصن سقته رية أدمعي / أغنته عن طل وعن دبل
واأسفي من رمنٍ باخلٍ / يُمِرُّ للمرءِ ولا يُحْلي
ما زالَ مُذْ ما صَفرتْ كَفُّهُ / يَطْوي له كَشْحاً على غِلِّ
ويَا لَذَرْعي ضَاقَ عن هِمَّةِ / مُعْلَمَةٍ في زَمَن غُفْل
حسبي بها عُلْيا علي عُلاً / فلم يَزَلْ يُعْلي وَيَسْتَعْلي
من أريحيٍّ بين بيضِ الظُّبَا / يومَ الوغى والسُّمُرِ الذُّبْل
مُبتَسِمٌ حيثُ المنايا به / تكْشِرُ عن أنْيابِها العُصْل
أروعُ ثَبْتُ العَزْمِ لا طائشٌ / والهامُ يَحْكي طائشَ النَّبل
ليثُ شرىً مُفتَرِسٌ باسِلٌ / يذودُ عن غِيلٍ وعَنْ شِبْل
ماضٍ كنَصْلِ السَّيْفِ لا يَنْثَني / مُصَمّمٌ في الحادثِ الجَزْلِ
ناهيك منه حَوَّلاً قُلَّباً / والموتُ قد قامَ على رِجْل
أغَرُّ طَلقُ الوجهِ وضَّاحُهُ / يَصْلى جحيمَ الحربِ أو يُصْلي
هَشٌّ إلى داعي النَّدى مُسْرِعٌ / يَسبِقُ وفْدَ القولِ بالفعْل
دُونَكَ رَبْعَ المجدِ خَيّمْ به / وَحُطَّ بين الماءِ والظلِّ
نَحلُلْ جَنَاباً مُمْرِعاً آمِناً / فيه المنى جامعةُ الشَّمل
غنْ بَذَلَتْ راحتُهُ نائلاً / لم تَرْضَ بِالبَعْضِ منَ الكُلِّ
أناملٌ جَانَسَ أقلامَها / مِدَادُهُنَّ الغيثَ بالمحل
إيهٍ وهلْ حُكْمُكَ لي مُنْصِفٌ / وطالبٌ ما فاتَ من ذَحْل
ومنهضي مُضْطَلِعٌ بي فَكمْ / حَمَلتَ من عِبءٍ ومنْ ثِقْلِ
خُذْها فقد ساعدني مِقْوَلٌ / كالنّصْلِ أو كالأَرْقَمِ الصِلّ
وَاصْغِ إليه مُغْرِباً منتجاً / يملأُ سَمْعَ الدَّهْرِ إذ يُمْلي
وهاكَ شكري مَنْهلاً سائغاً / فَرِدْهَ بَيْنَ العَلِّ والنَّهْلِ
يا لذّةَ العيشِ إني عنكِ في شُغُلِ
يا لذّةَ العيشِ إني عنكِ في شُغُلِ / لا ناقتي منكِ في شيءٍ ولا جَمَلي
حسبي خَلَعتُك للأعلامِ خافقةً / ألموتُ في ظِلّها أحلى منَ العسل
في كلِّ مضطرمِ الأحشاءِ حالِكِها / ترى الرَّدى فيهِ مُفتاتاً على الأجل
تَعْدُو بسرْجِي إليه كلُّ سابحةٍ / كأنَّ غُرَّتَها في مُرْتَقى زُحَل
قد عُوِّدَتْ أن تخوضَ الماءَ وادعةً / تَهاديَ الخودِ بين الحلْي والحُلَل
والخيلُ فوضى تَبَارَى في أَعِنَّتِها / تعومُ في الدم أو تعْلُو على القُلَل
والحربُ تُلْحِمُ نصلَ السيفِ كلَّ فتىً / لا يُلْحِم السيف إلا هامةَ البَطَل
هناك سَلْ بي ولولا أن يَغُضَّ بها / قومٌ لقلت اشْهدِ الهيجا ولا تَسَل
ونازحٍ بين قُطْرَيْهِ يضيقُ به / ملءُ الفضاءِ فقصّرء عنه أو أطِل
لا ينشأُ الدَّجْنُ فيه خوفَ هاجرةٍ / تَشْتَفُّ ما في نَوَاحِيْهِ منَ البلل
وتَنْثَني الريح عن أَدنى مقاصدهِ / حسْرى تَبَيَّنُ فيها فَتْرَة الكسلِ
نُمْسي المنونُ به غَرْثى ولو ظَفِرَتْ / بأَكْلَةٍ ما أساغَتْها منَ الوجَل
فَسَلْهُ بي فَلَعمْرِيْ إن ثبتَّ له / ليخبرنَّكَ عن أُعْجُوبةٍ جلل
عن قُلَّبِ القَلْبِ يَفْري كلَّ نازلة / حَزماً يسدُّ طريقَ العارِضِ الهَطِل
أكلَّما طلعتْ نفسي إلى أملٍ / لم يَعْدُها عائقٌ عن ذلك الأمل
ذَنْبي إلى الدَّهْرِ حلمْي عن جَرَائمِهِ / أوْلى له لستُ بالواني ولا الوَكِل
لأقْدِمنَّ ولو أثناءَ داهيةٍ / دهياءَ لم تشْتَمِل قَبْلي على رَجُل
لا يحرزُ المجدَ إلا من تَوَزَّرها / إنّ المآثر لا يُحْرَزْن بالحيل
من مُبلغٌ عنّيَ الفتيانَ مألُكَةً / ولستُ أنطِقُ عن إفْكٍ ولا خَطَل
إني تركتَ ابن منظورٍ لواردِهِ / لمعُ السَّرابِ وداعيه ابنة الجبل
فلست أحْنُو بمرآه على صَنمٍ / ولا أُعَرِّجُ مِنْ مَغْنَاه في طَلَلِ
ولا ألوذُ به ملآنَ من صَلَفٍ / يخاتِلُ المجدَ بين الجُبْنِ والبَخَلِ
هذي القصائدُ وَاسمُ الهوزنيِّ لها / وها أنا وأياديهِ الجزيلةُ لي
بَيْني وبينَ العُلا منْ ذِكْرِهِ أردٌ / مثلُ النسيمِ خِلالَ الروضة الخَضِلِ
إليك داعيه لفظ غير مشترك / على الأماني ومعنى غير مشتكل
هات الأحاديث عَنْهُ ربما نَفَعَتْ / ما ليسَ يَنْفَعُ بَرْدُ الماءِ لِلْغُلل
وَمُنْيَتي مَجْلِسٌ منه أغيظ به / قَوْماً ولو جئتُهُ أمْشِي على الأسل
فالثمْ أنَامِلَهُ عنْ خاطِري وَفَمي / واشكرْهُ عنّي وعنْ إحسانه قِبَلي
منْ لي به البحرَ معسولاً مواردُهُ / وقد جلستُ على الضحضاح والوَشل
وأين لي عنه شمساً غير آفِلَةٍ / وإن أردتَ فظلٌّ غيرث منتقل
وقائلاً غيرَ مَنْزُورٍ ولا خَطِلِ / وفاعلاً غير مَنَّانٍ ولا مَذِل
وحامياً لا يُبَالي مَنْ يلوذُ به / أنْ يَكْشِرَ الموتُ عن أنْيَابهِ العُصل
تَقَاصَرَتْ عن عُلاَهُ كلُّ مَرْقَبَةٍ / لو طاولتها مَرَاقي الشُّهْبِ لم تَطُل
يضيقُ شِعْريَ عما أنتَ فاعِلُهُ / وفيه فَضْلٌ على الأيّامِ والدُّولِ
وطائرِ الذِّكْرِ إلاَّ أنَّه نَبَأٌ / إفكٌ يُخَوِّضُ فيه كلُّ مُنْتَحل
شتّى الظنونِ كأنَّ الأرضَ تَطْلُبُهُ / بما جَنَى فَوْقَها من غَامِضِ الوجل
ضَمَّنْتُ مَجْدَكَ أشْعَاري فباتَ لها / كأَنّهُ نَهْبُ أطْرَافِ القنا الذُّبُل
حسادةً لك لا تَعْدُوهُ صَرْعَتُها / وإنْ أتَتْهُ بها الأيَّامُ في مَهَل
عمداَ إليكَ تركْتُ الناسَ كلَّهُمُ / السيدُ الرأيِ لا يؤتْى مِنَ الزلل
أوْلى الأنامِ بأَشْعَاري وإن كَسَدَتْ / مَنْ كانَ أوْلاهُمُ بالقولِ والعمل
جَرَّبتُ من زَمَني ما فيه لي عِظَةٌ / لمثلها أسْرَفَ العُذَّالُ في عَذَلي
لا أخْدَعُ النَّاسَ عنّي قد بَلَوْتُهمُ / يا دهرُ أُنْجُ ويا وشكَ الحمامِ غُلِ
أيَنَفَضِي الدَّهْرُ لم تَظْفَرْ يَدِي بأَخٍ / إذا سمعتُ بسوْءٍ عنهُ لم أخَل
نعمَ النصيبُ منَ الدنيا أخو ثقةٍ / إن حالَ شيءٌ من الأيَّامِ لم يَحُل
حقاً أقولُ لقد أَعْلَيْتَ مِنْ هِمَمي / فسرنَ بي في العُلا سَيْرُورَةَ المثل
حتَّى لأوْهَمْنَني أنَّ الكواكبَ منْ / حَلْييْ وأن صروفَ الدَّهرِ منْ خَوَلي
مُرِ اللياليَ تَفْعَل غيرَ وانيةٍ / وَحُدَّ للقَدَرِ المقدُورِ يَمْتَثِل
واستقصِ بأسَ أبي حَفْصٍ ونائِلَهُ / كلاهما بالذي تَرْضَى عُلاك كِلِ
فَرع سموتَ به في كلِّ مَكْرُمَةٍ / نَسْلٌ لأيِّ ذُراها الشمِّ لم يَنَلِ
وصارمٌ تَتَمَنَى كلُّ شارقَةٍ / في الجوِّ لو أنَّها نِيطَتْ عليه حُلِيْ
وإنْ تَجانَفَتِ الأيّامُ قوَّمَها / بعزمِ مُخْتَبرٍ في حدِّ مُهْتَبِل
تُرَنّمُ الطيرُ شعري بعدُ عجْمَتِها / حمصُ الزمانُ وأنت الشمسُ في الحمل
أُثْني عليكَ وحسبي أنّهُ سببٌ / بيني وبينَ المعالي جدُّ مُتَّصل
وكم تَمَطّرَ بي في شأْوِ كلِّ علا / وإن غدا وهو للحرمان في شَكَل
وارحْمَتَا ليَ سَيْفاً لو ضربتَ به / عَضْبَ المضاربِ رثَّ الجَفْنِ والخِلَلِ
تشوَّفَ العيدُ مِنْ جَدْوى يديكَ إلى / عيدٍ على النَّاسِ والأيامِ مشتمل
فاهنأ بعيدٍ لها الأفْرادُ فيه إذا / لم يهنأُوا غيرَ عَقْرِ الضانِ والإبل
ولا يَزَلْ يَتَصَدَّى في ذُراك إلى / عِناقِ ما شاءَ من أنْسٍ ومِنْ جَذَل
ولا انتحتنيْ مِنَ الأيّامِ نائبةٌ / حتّى تَوَهَّم قلبي من هواكَ خِلي
أراكَ تَجُودُ ولا تسألُ
أراكَ تَجُودُ ولا تسألُ / وقد كنتَ صباً بما تَبْذُلُ
شذوذ من الجود مُسْتَغربٌ / على النّاسِ في كلِّ مَنْ يُفضِل
وأقصى قُصَارى نوالِ الكرامِ / على قِصَرِ العمر مُسْتَعْجَل
وصِنفٌ من الناسِ صنفٌ ظريفٌ / يقولُ ولكنَّ لا يَفْعَل
ولولا أبو عمروٍ المُنتقى / لقلتُ مضى السادةُ الأول
إذا خطّ سطراً فنثراً ونظماً / تُفَوَّق دهراً له الأنْمُل
وإن سلّ عضباً فطعناً وضَرْباً / يُضَرِّمُ نيرانَهُ الجحفَلُ
كأنَّ الصّبا فيءٌ أُبادِرُ فَيْأَه
كأنَّ الصّبا فيءٌ أُبادِرُ فَيْأَه / مدىً إنما يجري إلى مِثْلِهِ مِثْلي
تَبَوَّأتُهُ ما امتدّ لي فيه جانب / فلمّا نأى لم أتّبِع فَيئةَ الظلّ
وكنتُ إذا أبصرتُ مَوْضِعَ سلوَةٍ / تخيرتُ فيه مَوْضعاً ومعي عقلي
جديراً بأنْ لا يَنْقُضَ الشَيْبُ حَبْوَتي / وقد باتَ منهُ كلُّ شيءٍ على رِجْلِ
ومكحولةٍ بالسّحْرِ تَرْنُو بِمُقْلَةٍ / يَوَدُّ الدُّجى لو نابَ فيها عنِ الكُحْلِ
خَلُوصٌ إلى الألبابِ تأخذُ للصّبا / من الحِلْم أو تُعْطي الإباءَ على الذلِّ
تَصَدَّت فلم أُوْلَعْ وصدَّت فلم أُرْعْ / تَمَاسُكَ لا قالٍ وإمساكَ لا مَقْلي
ولا وأبيها ما بَلَتْ كَخَلائِقي / على كلِّ حالٍ منْ صُدُودٍ ومن وصل
أعفُّ إذا شاءت وأعْفُو إذا نَبَتْ / أميرُ الهوى والرأي والقولِ والفعل
فَقَلْبي بأَيِّ النظرتين كَرَرتُها / إليها وعنها تلك تُغْرِي ولا تُسْلي
وقد أهْبِطُ الشّعبَ القليل أنيسُهُ / بطامِسَةِ الأعلامِ دارسةِ السُّبْل
يبيتُ القَطَا فيها عن الماءِ شارِداً / ولو باتَ منه كالشّرَاكِ من النّعْل
أُواصل خِلّي ذا المُروءَةِ والحِجى / وإن لم يَبِتْ مني بخمرٍ ولا خَلِّ
وأتْبَعُ عَقْلي ما وَفَى بِحَزَامَتِي / وبَعْضُ عُقُول النّاسِ أجْنِحةُ النّمْل
وأعلمُ أنّيْ رهْنُ يوميَ أو غدي / ولكن رأيتُ العجزَ أزْرى بمنْ قَبْلي
أبيٌّ إذا كانَ الإباءُ سَجِيّةً / من التّركِ للنقصانِ والأخذِ بالفَضْل
وسمْحٌ ولو أنَّ السماحَ ذريعةٌ / إلى الموتِ لا حتّى أقولُ إلى القَتْل
وفيٌّ وقد ضاعَ الوفاءُ وأهْلُهُ / مُصانَعَةً بين الغَوَايةِ والجَهْلِ
خليليَّ منْ يَجْزَعْ فإنّيَ جازعُ
خليليَّ منْ يَجْزَعْ فإنّيَ جازعُ / خليليَّ مَنْ يَذْهَل فإنّيَ ذاهلُ
وفي ذلك القبرِ المُقدَّسِ تُرْبُهُ / عَفَافٌ وإقدامٌ وحَزْمٌ ونائِلُ
دعاني أسِيّاً واسْلُوا إنْ قَدَرْتُما / نَبا مِسمَعي عما تقُولُ العواذِلُ
فؤاديَ خَفَاقٌ ودَمْعيَ ساجِمٌ / ولُبّيَ مَخْبُولٌ وَجِسْمِيَ ناحِل
نَعَوْهُ فقلتُ الآنَ واللهِ أصْبَحت / معالمُ هذا الدينِ وَهْيَ مَجَاهل
وضَمَّ النّدَى يا لهفَ نَفْسِيَ مَلْحَدٌ / سَقَتْهُ فَرَوَّتْهُ السَّحابُ الهَوَاطِل
وَعَهْدِي به طَوْداً إذا عَقَدَ الحُبَا / وبحراً إذاً التفتْ عَلَيْهِ المحَافِل
فواعجبا للنَّعْشِ كيفَ أَطاقَهُ / وقد حَمّلُوهُ فوقَ ما هُوَ حامل
عليك سلامُ الله أَسْلِمْت للْبِلى / فما بَلِيَتْ إلاّ العُلا والفواضل
وذكرُكَ معْمورٌ به كلُّ مَنْزِلٍ / فبشراك أنْ تَبْقَى وتَفْنى المآهل
سراجَ العُلا وابنَ الحماةِ ذِمارَهُمْ / وهل أنتَ ليْ مصغٍ فها أنا قائل
أبُوكَ أبو العَلْيا أُتيحَ له الرّدى / وفيكَ لعمرُ الفضْلِ منهُ شمائل
وكان له مِنْ صَبْرِه ما عَلِمْتَهُ / إذا لعبتْ بالصّابرينَ النَّوازِل
وما قَصّرتْ عَنْ مَجْدِهِ بكَ رُتْبةٌ / صيالُكَ مرهوبٌ وَجُودُكَ شامِل
وما ماتَ مَنْ أبقاكَ خَيْرَ بَقِيّةٍ / تُضارِبُ عَنْ عَلْيَائِهِ وتُناضِل
جَمالَكَ ما تُجْدِي مُكابَدَةُ الأسى / وبالصّبرِ في المكروهِ سادَ الأوائِل
يَعِيبُكَ أعداءُ العُلا بعيوبهمْ / وقد قامتِ الأيام عنْكَ تُجادِلُ
غذ الدهرُ لم ينظر وجودك لا يني / يُباكِرُ رَوْضي منه طَلٌّ ووابل
وَدُونَكَها حَسْبُ النواظرِ والنُّهى / كما زارَ مَحْبُوبٌ وقد غاب عاذل
أَهُزُّ بها عِطْفَيْكَ في كلِّ مَشْهَدٍ / كما اهتزَّ في يُمْنَاكَ أسْمَرُ ذابل
إركب إذا دارت رَحَاهَا وَانزلِ
إركب إذا دارت رَحَاهَا وَانزلِ /
وَقُلْ إذا صَمَّ صَدَاها وَافْعَلِ /
واقْتَضِ فَاسْتَوْفِ وَهَبْ فَاحْتَفِلِ /
وَابْلُغْ بأَدْنَى السعيِ أقْصَى الأمَلِ /
وَرُتْبَةَ الوُسْطَى مِنَ العِقْدِ العَلِي /
وَجْهُكَ بالإحْسانِ والحُسْنِ مَلِي /
وأنتَ للدنيا وللدينِ وَلِي /
نِيْطَتْ بِكَ الأسْبَابُ فاقطعْ وَصِلِ /
وهذهِ الدُّنْيَا فولِّ واعْزِلِ /
مَرآكَ لا ما يَدَّعِي الصُّبْحُ الجَلي /
إذا بدا في مُنْتَدى أو جَحْفَلِ /
رَأيْتَ حزْبَ الله كيفَ يَعْتَلي /
لآخرٍ من الطّرازِ الأَوَّلِ /
منتشىءٍ في بُرْدَتَيْ مُكْتَهِلِ /
مُعَظّمٍ في قَوْمِهِ مُبَجَّلِ /
بَهْشٍ إلى الطّعِانِ قَبْلَ القُبَلِ /
نالَ الأَمَانِي وكأنْ لمْ يَنَلِ /
لله منكَ عزمةٌ لا تأْتَلي /
والموتُ قد أوْضَحَ كلَّ مُشْكِلِ /
في مأزقٍ من الظُّبا والأَسَلِ /
أضْيَقَ من عُذْرِ الكبير الغَزِلِ /
إذا انتحى نَفْسَ امرىءٍ لم يُبَلِ /
طالتْ به الحياةُ أوْ لمْ تَطُلِ /
في غَمْرَةٍ منَ الوَغَى لم تَنْجَلِ /
تَلْعبُ بالرُّؤوسِ بين الأَرْجُلِ /
إذا ارتمتْ بالمُعلَمِين البُسُلِ /
رأيتَ ناراَ تَرْتَمِي بِشُعَلِ /
ما أَعْدَلَ الحربَ وإن لم تَعدِل /
وأقْبَحَ الموت بمنْ لمْ يُقْتَلِ /
لا وأَلتْ نفسُ الهِدانِ الفَشلِ /
مُعْتَزِلاً لو أنَّهُ بِمَعْزِلِ /
أوْلى له مِنْ أجلٍ مُؤجّل /
دونكَ أسْباب المعالي فاعْتَلِ /
والحربُ تَغشى مُدْبراً بِمُقْبِل /
ظَمْأَى إلى نفْسِ الشجاعِ البطل /
قد نَهِلَتْ فيه كأنْ لم تَنْهَل /
مُخْتالةً في هَبَواتِ القَسْطَل /
في كلِّ بُرْدٍ للعوالي مخمل /
تَرَاه مَصْقولاً وإن لم يُصْقَل /
يَنْسابُ في الغِمْدِ انسيابَ الجدْوَلِ /
فاعجب به ما بالهُ لم يَسل /
حسامُكَ الماضي فطبقْ واخْتل /
وَزَنْدُكَ الواري فهلْ مِنْ مُصْطَلي /
لسانُ فَخْرِكَ العليِّ المُعْتَلي /
يُفْصِحُ بالجِلاَدِ لا بالجَدَل /
يُلْقي بِقَوْلٍ كالقَضاءِ المُنْزَل /
ليسَ بِمُجْمَلٍ ولا مُفَصّلِ /
يَنْسَخُ ما قيلَ وما لمْ يُقَلِ /
باني المباني ومُزِيلُ الدُّول /
تَغَابَرَ الفِرِنْدُ فيه والحُلِي /
فانظرْ إلى الأعلى وَقُلْ بالأسْفَلِ /
وَصَفْحَةِ كأنَّها قلبُ الخلي /
تحمرُّ في الهيجاءِ لا مِنْ خَجَل /
وكلِّ رحْبِ الخَطِّ ضَنْكِ المَدْخَلِ /
لكلِّ ما حَمَّلتَهُ مُحْتَمِل /
إنْ تَأبَ يُسْمِح أوْ تَمِلْ يَعْتدِلِ /
مُطَّرِدٍ صُلْبٍ وَقاحِ الخَجَلِ /
أزْرَقَ وَرَّادٍ لكلِّ أكْحَل /
ألعَسَ لم يُرْشَفْ ولم يُقَبَّلِ /
يَخْتَرِعُ الفَتْلِ لكلِّ مَقْتَل /
كأنّما نَصَّلْتَهُ بالأَجَلِ /
كيفَ تراهُ جابَ كلَّ غَيْطَل /
ذبالةٌ مُذْ أُسْرِجَتْ لم تَذْبُلِ /
تَسبي القلوبَ كالعيونِ النُّجُل /
والخيلُ تأتي كلَّ شيءٍ من عَلِ /
بكلِّ ليث فَوْقَ كلِّ أَجْدَلِ /
فَوْضَى كأمْثَالِ القَطَا المُنْجَفِلِ /
عَجلى إلى المستوفزِ المُسْتَعْجِل /
في لُجَّةٍ لا تَدْنُ بل لا تَسَلِ /
مُلْحَمَةٍ تَغلي كَغَلْيِ المِرْجَلِ /
ضَيّقةٍ عن المُنَى وَالحِيَلِ /
مَشْهورةً بالقولِ لا بالعملِ /
والرعبُ قد لفَّ فلاناً بِفُلِ /
لا يَتَنَاجَوْنَ بغير الأَنْصُل /
قد أَعْصِمُوا منكَ بأحْمَى مَعْقِلِ /
بقلَّبٍ منَ الخطوب حُوَّلِ /
بالأفضلِ ابنِ الأَفضلِ ابنِ الأَفضلِ /
ما امتدَّ صَوْتي وَتَراخَى أجَلي /
يا ابْنَ أبي يَعْقُوبَ ثمَّ بجَلِي /
مُعْتَصَرُ الجاني وَصُبْحُ المُجْتلي /
أُمْنِيَة السَّفْرِ وأمْنُ السُّبُلِ /
مُدوِّخُ الأرضِ فأَهْمِلْ واغْفِلِ /
وقاتل المحْلِ فحُلَّ وارْحَلِ /
فالأرضُ بينَ رَوْضة ومَنْهَل /
إلى جَنَابٍ للأمانِ خَضل /
تَعانَقَ الوسميُّ فيهِ والولي /
وروضةِ تَنْظِمُ شَمْلَ الجَدَلِ /
بكلِّ ثَغْرٍ بالنّسيم رتِلِ /
وكلِّ جَفْنٍ بالنّدَى مُكْتَحِلِ /
يبيتُ من حَوْكِ الحيا في حُلَلِ /
والريحُ كَسْلى غَيرَ أن لم تَكْسَلِ /
تَعْثُرُ في ذيل الغَمامِ المُسْبَلِ /
والزَّهْرُ كالكؤوسِ لو لم تَزَلِ /
مُتْرَعَةً منَ الرحيقِ السَّلْسَلِ /
تَشُجُّها يَدُ الصبا والشّمْأَلِ /
فاضربْ وإن عاقَكَ عذلُ العُذِّلِ /
وأنتَ في حِلٍّ فإلاّ تُحْلِل /
اذكر أميرَ المؤمنينَ واحْمِل /
وَكلَّ طِرْفٍ ارْمه بِمِسْحلِ /
وكلَّ سيْفٍ بين لحييْ رَجُلِ /
والجوُّ قد بانَ لمنْ لمْ يَجْهَلَ /
وكادتِ الحربُ ولمّا تَفْعَلِ /
وصالتِ الخيلُ بمنْ لم يَصُلِ /
أنت مُوَافٍ فاتئدْ أو فَاعْجَلِ /
مَنْ نَصَرَتْهُ نَفْسُهُ لم يُخْذَلِ /
ومن أَقَرَّ عَيْنَهُ لم يَحْفَلِ /
لا يَقْبَلُ السرورَ قلبُ الوَجِلِ /
ولا يطيبُ العيشُ لِلْمُنْتَحِلِ /
لله درُّ الأَبْلَهِ المغفل /
دَهْرُكَ ذا مُسْتَرْسِلٌ فاسْتَرْسِلِ /
لكلِّ والٍ مَذْهَبٌ فيما ولي /
إن شئتَ أنْ تُدْعَى حَمُولاً فَاحْمِلِ /
إن الكماةَ بالسيوف تَغْتَلي /
يا ربَّ حَزْمٍ ليسَ عَنْ تَأَمُّلِ /
لا فَرْقَ بين لأْمَةٍ وَمِجْوَلِ /
أرْضُ وليِّ العَهْدِ خيرُ مَجْهَلِ /
وجوُّهُ ليسَ بهِ من عَضَلِ /
مَلْكٌ فَدَعْ ذكرَ الملوكِ الأُوّلِ /
ما شئتَ منْ فَضْلٍ وَمِنْ تَفَضُّلِ /
ليس سِمَاكُ مَجْدِهِ بأعْزَلِ /
قدْ جَمَعَ الماضِي إلى المستَقْبَلِ /
هل عَقَلَتْ لَمْطَةُ أو لم تَعْقِلِ /
إذ زحفت بحدِّها المُفَلّلِ /
تَقْضِي على العِيَانِ بِالتّخَيُّلِ /
ونَحْسَبُ القَوْلَ من التْقَوُّل /
أمْهَلْتَها والسيفُ غيرُ مُهْمِلِ /
حتى إذا هَبّتْ بأَمرٍ مُعضِلِ /
صَبّحْتَها بكلِّ لَيْثٍ مُشْبِلِ /
إذا المنايا أَرْقَلتْ لم يُرْقِل /
وَرْدٌ إذا أوردَ لم يشْتَمِلِ /
كأنّه بالشّفَقِ الأدْنى طُلِي /
يَرْنُو بشعلتي لظىً لم يُشعَل /
تَصْلى المنايا بهما إنْ تَصطل /
ألْحَبُ لا وانٍ ولا بِتُكل /
عَبْلُ الذراعينِ عَرِيضُ الكَلكَل /
أهرتُ نابي الهمّ داني المأكل /
يَكْثِرُ عن مُؤَلّلات عُصلِ /
مثلِ مُدَى الجازر لم تُفلّل /
قد رُكّبَتْ في مثلَ حرْف الجندلِ /
وربما اتّقى بِحُجْنٍ وُغُلِ /
أَهِلّة للموتِ غيرِ اُفَلِ /
أفْلاكُهَا بَين الطُّلى والقُلَلِ /
فاسألْ بأَهْلِ السوسِ واسألء وسل /
وعن مُضلٍّ غرّهُمْ مُضَلّلِ /
بكلِّ قَوْلٍ لم يَكنْ بفيصلِ /
لو أنّهُ عُذْرُ هوىً لم يُقْبَل /
ما غَرَّهُم بالباسلِ المُسْتَبْسِل /
بالبدرِ أو بالبحرِ أو بالجبلِ /
نَهْنَهْتَهُمْ بالسيف لا بالعَذَل /
لُفُّوا من الحربِ بليلِ أَليَلِ /
بِحَدِّ لا غَمْرٍ ولا مُغَفّل /
حُلاحِلٍ سَمَيْدَعٍ شَمَرْدل /
تَعْرِفُهُ أقْلَلَ أو لم يُقْبِل /
يجتابُكلَّ جوزِ هَوْلٍ أهول /
بِمُشرِفِ الحارِك نَهْدِ الكَفَل /
أقبَّ محبوكِ السَّراة هَيْكَل /
كلِّ مُعمٍّ في الجيادِ مُخْول /
أَغَرَّ مِنْ عِتَاقِها مُحَجَّلِ /
ذي بَشرٍ أَمْلَسَ كالسَّجَنْجَلِ /
نَزِلُّ عنها لَحَظَاتُ المقل /
كأنما صَهِيلُهُ في المَحْفَل /
غِنَاءُ إسحاقَ وَضَرْبُ زَلْزِل /
تَعْرِفُ فيهِ العُنْفَ فاسْمَعْ وَخَل /
يَمْرَحُ مشكولاً كأنْ لم يُشكَل /
يَبِقُ بينَ مُحْزِنٍ وَمُسهِلِ /
عَدْوَ الظَّليمِ في ظهور الأحْبُل /
يلاعبُ العِنَانَ عَندَ الوَهَل /
بجيدِ حَوْراءِ العِيُونِ مُطْفِلِ /
كالغُصْنِ قد أَيْنعَ من تَدَلُّل /
وَيَتَّقي الأرْضَ بِمْثلِ المِعْوَل /
لا يَشْتَكي الوَجى وإن لم يُنْعَل /
ذو مِسْمَعٍ حَشرٍ وَقَلْبٍ أَوْجَلِ /
يَكَاد يَرْتَابُ بما لم يَفْعَل /
فَقُلْ لأَهْلِ السُّوْسِ هَلْ مِنْ مَوْئِلِ /
قد استقالوكَ وإنْ لم تُقِلِ /
وَأذْعَنُوا لِجَدِّكَ المُقْتَبِلِ /
هلاَّ ولم تَذْعَرْ نجومَ الكِلَلِ /
بأَنْجُمِ منَ الطّوالِ الذُّبَّلِ /
هيهاتِ لا حولَ لمنْ لم تُحِلِ /
لا حُكْمَ عند النّصْلِ للتّنَصُّلِ /
صُنْ يا وليَّ العَهْدِ إن لم تَبْذُلِ /
مَنْ للمنى بِقُرْبِكَ المُؤَمّلِ /
وَدُوْنَهُ مَرْتٌ كَظَهْرِ الأَيِّلِ /
يأتي على المُخِفِّ قَبْلَ المُثْقِلِ /
وَيُذْهِبُ الغَوْلَ عن التَغَوُّلِ /
يُلْقَى به الدليلُ ذو التمحُّلِ /
أضْيَعَ مِنْ دَمْعٍ جَرَى في طَلَلِ /
حِرْبَاؤُهُ كالضّارِعِ المُبْتَهِلِ /
لو أنّهُ مُؤَيَّدٌ بمِقْوَلِ /
صلّى إلى الشمسِ فبئس ما صَلِي /
أن المجوسيّةَ شرُّ النحَلِ /
يا لكِ بَيْداءَ كَعَيْنِ الأَحْوَلِ /
لو ظَهَرَ الموتُ بها لم يَنَل /
ترى بها الواضحَ كالمُشْتَكلِ /
إنَّ الصدودَ في الهوى كالملَلِ /
ومُدلَهِمَّ وجْهِهِ كالظُّلَلِ /
مثلِ فؤادِ الوالهِ المُخْتَبَلِ /
تُرِيك رضوى كالكثيبِ الأهيَل /
للهِ أيُّ فارغِ مُشْتغِل /
سَمْحٍ بخيلٍ مُصعَبٍ مُذلَل /
على المنايا والمنى مُشْتَمِل /
كأنَّه من سَيْبِكَ المُحْتَفِل /
أصبحتُ مِنْ حِمْصَ بشرِّ مَنْزِل /
مَن سرَّه النقصُ به فَلْيَكْمل /
في شرِّ أحوالِ العُفَاةَ العُيَّل /
أشعثَ ذا طِمْرَينِ لا يؤْبَهُ لي /
وأنتَ نعمَ أملُ المؤمّلِ /
دونك مجد الدين بالمنتحل /
مَهَزَّة الواني وزادُ المَرْحَل /
حَلْيٌ بِلَبَّاتِ الزمانِ العَطِل /
لم يُؤْتَ مِنْ عِيٍّ ولا مِنْ خَطَلِ /
فانضِجْ صُدُورَ حاسدِيكَ الضُلَّل /
بِطَلَقِ من كلِّ ذلقٍ منْحَل /
يَشْفِي منَ الأضْغَانِ قبل العِلَلِ /
ولم أرَ كالعُشّاقِ أشْقَوا نُفُوسَهُمْ
ولم أرَ كالعُشّاقِ أشْقَوا نُفُوسَهُمْ / وإن كانَ منهمْ مُعْذرٌ ومُلِيمُ
أَما يَشْتَفِي مني الزمانُ يَرُوعُني / وتُقْعِدني أرْزَاؤُهُ وَتُقيمُ
تَنَكّرَ أحبابٌ وبانتْ حبائبٌ / وَلجّتْ أعادٍ بيننا وخُصُوم
وأطْلَعت الأيامُ شيباً بِمَفْرقي / روائِعُ تَلْحى في الصِّبا وتَلُوم
نجومٌ تراءتْ لي فأَيْقَنْتُ أَنّني / سقيمٌ وأنَّ الودَّ منك سقيم
وقالت كفى بالشيبِ للمرءِ حكمةً / فقلتُ وَيَهْوى المرءُ وَهْوَ حكيم
خليليَّ لي عند ابن حمدينَ حاجةٌ / فهل لي بها إلا هواهُ زعيم
ألكِني إليهِ بالسلامِ فإنّهُ / رؤُوفٌ بأَبناءِ الكرامِ رحيمُ
وأَهْدِ إليهِ من ثَنَائي مَفاخراً / لهَ هِمَمٌ في صَونِها وهُموم
هُوَ الغَيْثُ أو فالغيثُ منهُ سَميُّهُ / نَهَشُّ إليه الهُضْبُ وهي وُجُوم
من التغلبيين الأولى وَسِعوا العُلا / إذا بَعِلتْ قيسٌ بها وتميم
بَنُو الحرب أو آباؤُها لم تَزلْ لَهُمْ / عليها ومنهمْ حُرْمَةٌ وَحَريم
بهاليلُ غُلْبٌ لم تُسلَّ سُيُوفُهُمْ / فَتُغْمَدَ إلا والزمانُ لحيم
تَدَفَّقْت دونَ الدينِ بحر منيّةٍ / تموجُ على أعدائِهِ وَتحوم
جميعُ أمورِ الناسِ في كلِّ مَوْقِفٍ / به الليلُ نقْعٌ والرّماحُ نجوم
وقمتَ بِحلِّ المسلمينَ وعَقْدِهِمْ / وَمِثْلُكَ في أمْثَال تلكَ يقوم
فعِثتَ بأبكارِ الخطُوبِ وعُوْنِها / كما هزَّ أعطافَ الغصونِ نسيم
وأطْلَعْتَ من تلكَ العزائمِ كوكباً / أنارَ وشيطانُ النِّفاق رجيم
وقد كانَ ليلاً طبَّقَ الأرضَ والتقتْ / سُهوبٌ على أرْجائِهِ وحُزومُ
فلم يعتكرْ إلا كلا ثم راعَهُ / صباحٌ على عِطْفَيْهِ منهُ وشوم
وإن يكُ يا دارَ الخلافةِ جَنةً / فبُشْرَاكِ هاتا نَضْرَةٌ وَنَعِيم
حَمَى حَوْزَة الإسلامِ فيكِ مُحمَّدٌ / بأَحْمَدِ عيش كان وهو ذميم
من القومِ معسولُ الشَّمائِلِ واضحٌ / وفي الحرب شَشْنُ الساعدينِ شَتِيم
ونعمَ فَتى الهيجا ابنُهُ لا مُواكِلٌ / أَلَفُّ ولا رثُّ السّلاحِ سَؤوم
يَصُولُ بهِ الخطيُّ أرْوَعَ باسلاً / له الشُّهبُ رهطٌ والصَّباحُ أرومُ
تَسامى إلى العلياءِ من كلّ جانبٍ / على كلّ حالٍ والعظيمُ عظيم
يداهُ بها مَرْجُوةٌ أو مَخافَةٌ / ورِيحَاه فيها لاقحٌ وعقِيم
أيُنكِرَ أهْلُ العلم أنّكَ رَوْضَةٌ / يُسِيمونَ فيها والبلادُ هشيِيم
وأنك روحٌ للأنامِ وَرَحْمَةٌ / وأنّكَ كَهْفٌ للعُلا وَرَقيم
أتُوبُ إليكَ اليومَ لستُ بشاعرٍ / وإن كنتُ في وادي الكلامِ أهِيم
ولكنها جَلَّتْ وفي النفسِ حاجَةٌ / عليَّ ديونٌ والوفاء غريم
وإلا يكنْ عندي كلام أُجِيدهُ / وأنت خبِيرٌ بالكَلامِ عليم
فإنَّ وِدَادي وانقطاعي وغُربتي / وأجري وبعضُ القائلينَ أَثيم
هنيئاً لك العيدُ الذي قد جَلَوْتَهُ / أغرَّ وإنْ وافاكَ وهو بهيم
طَوَى الأرضَ والأيامَ نحوكَ يَرْتمي / به عَنَقٌ لا ينقضِي وَرَسيم
نَحَرْتَ بهِ الكفَّارَ في كلِّ مَنْحَرٍ / إذا نُحِرَتْ بُزْلٌ هناكَ وكُومُ
إليكَ قوافي الشّعْرِ أَما ذمامها / فَنَثرٌ وأَما حُسنُها فنظيم
من الكِلمِ اللائي صَدَعْتُ بها الدجى / فأَصبحَ منها الدهرُ وهْوَ كليم
أَصْبِحِيْنَا بالله أم حَكيمِ
أَصْبِحِيْنَا بالله أم حَكيمِ / هذه أخْرَياتُ زهْرِ النُّجُومِ
بادريها مِنْ قَبْلِ أن يعزم / التحريمُ إن الخلافَ في التحريم
قد تولَّى شهرُ الصيامِ حميداً / فاخْلفِيهِ فينا بِفِعْل ذميم
ضَيّعي حُرْمةً له كَرُمَتْ ما / كانَ عَهْدي في حِفْظها بكريم
مَنْ ينادمْ على الحديثِ فقد أختْلَسُ / الكاسَ مِنْ حديثِ النديم
قطريُّ أحقُّ بالفَلجِ مِنْ / عمرانَ في منْ يقولُ بالتحكيم
إنا للوالبيِّ لست لحسَا / نَ فإن سرَّكِ الملامُ فلومي
مُحْدَثٌ مِنْ رأي المشيخةِ في / الجُلاّسِ أُزري بكلٍّ رأيٍ قديم
أصْبِحيني حتى تَرَيْنيَ لا أفْ / رُقُ بين المُعْوَجِّ والمستقيم
فاستلابُ الجرْيالِ أَوْلى بمثلي / إنْ أُديرتْ من انتِشاقِ النسيم
وهلمّي نُبِحْ حِمَى كلِّ محظو / رٍ ونُزْرِي بِقَدْرِ كلِّ عظيم
واستزيدي منَ الذُّنُوب فإن ال / أَمْرَ فيها إلى غفورٍ رحيم
وبديعِ الأوصافِ كالشمس كالدُّ / مْيَة كالغُصْنِ في النَّقا كالرِّيم
سُكَّرِيُّ الَّلمى وضيءُ المحيَّا / يَستَخِفُّ النفوسَ قبل الجُسُوم
مُتَهَدٍّ إلى الحُلُومِ بِلَحْظٍ / رُبّما كانَ ضَلّةً لِلْحُلُوم
ما يُبالي مَنْ باتَ يلهو به إنْ / لم يَنَلْ مُلْكَ فارسٍ والرُّوم
ما يُبالي مَنْ لَمى ثَغرِهِ العَذْ / بِ على صَحنِ خدِّه المَرْقُوم
بين ليلٍ كَخُضْرَةِ الرَّوضِ في الحُس / نِِ وَصُبْحٍ كَعَرْفِهِ في الشَّميم
وكأَنَّ النجومَ في غَبَشِ الصُّبْ / حِ وقد لفّها فُرادى بِتُوم
أعْيُنُ العاشقينَ أَدهشها البينُ / فأَغْضَتْ بين الضَّنا والوجوم
فاحتساها صِرْفاً على نَغَمِ الأوْ / تارِ من مُطْلق ومنْ مَزْمُوم
مستنيماً مني إلى سيّء العهدِ / مُخِلّ الصّاحبِ المستنيم
ورِعٍ عن مالِ اليتيمِ ولكنْ / ربَّما راعَ سِرْبَ أُمِّ اليتيم
وَغَشُوم وإنما يَتَجافى الدهرُ / عن صَفوِهِ بكلِّ غشوم
واحْتَساها حتّى إذا غادَرَتْهُ / كابياً لليدينِ والخُرْطوم
لم أُبَلْ أَنْ يَلُومني في الذي كا / نَ وإن لم أُسَلْ فَغَيْرُ مَلُوم
لا تَحَدَّثْ على بُلَهْنِبَةِ العيشِ / ولكنْ عن جودِ إبراهيم
عنْ عطايا هيَ الغيومُ وإنْ / مَيّزَها البشر عن سماءِ الغيوم
تَتَبارَى إلى العفاةِ فهمْ فيها / سواءٌ مِنْ ظاعنٍ أو مُقِيم
مِنْ يَدَيْ أَغلبٍ لأغْلَبَ لا فُرْ / قانَ بين الموصوفِ والمرسوم
وإذا طابتِ الفروعُ وطالَتْ / كَفَتِ البحثَ عن زَكَاءِ الأروم
باهرٌ كالصّباح أَبْهمُ كاللّيْلِ / عميمٌ في كلِّ خطبٍ عميم
وَمنِيعُ الذِّمارِ بالاستطالا / تِ على وَفْرِهِ لِعُدمِ العديم
أرْيحِيٌّ إلى المكارِمِ هشٌّ / في صريحٍ منَ المعالي صميم
أغلبيُّ النجارِ فاعدُدْه في الغُلْبِ / إذا لم تَعُدَّهُ في النجوم
وبعيدُ المّرامِ لا يَرْأَمُ الضّيْمَ / أبيٌّ لا يأتني بالمُضيم
قُلّبُ القَلْبِ رابطُ الجأشِ رحب / الصّدْرِ واري الذكاءِ ماضي العزيم
وبليغٌ تراهُ في كلِّ نادٍ / فارساً في القصيدِ والمنظوم
يُحجِمُ الدهرُ عنهُ عن كلماتٍ / وَقْعها في حَشاه وقْعُ الكلوم
يرتعي في السُّهوب إن أعْرَضَ القو / لُ إذا الناس أجدبوا في الحُزُوم
وإذا التفّتِ الخصومُ عليه / فَدعي بينَهُ وبينَ الخُصوم
أحْوَذِيٌّ يُفضي إلى كلِّ سرٍّ / وهو بينَ اللّهَاةِ والحَيْزوم
صُنْتَ يا براهيمُ عِرْضي برأيٍ / هِمّتي في ضَمَانِهِ وَهُمُومي
وَتَكَفَّلْتَ لي بِنُطْفةِ وجهٍ / شَرِبَتْها الأيّامُ شُرْبَ الهيم
فلعمري إن لم أُثِبْكَ أبا / إسحاقَ إني إذنْ لَعَينُ اللئيم
ولعمري لتأتِيَنْكَ القوافي / من وَلودٍ أزُفُّها وعقيم
بِهِبَاتٍ أوْلَيْتَنِيهَا جِسامٍ / كَفْكَفَتْ غَرْبَ كلِّ خَطْبٍ جسيم
وكما خُطْتَني وصرْفُ الليالي / يَقْتَضِيني جَهدي اقتضاءَ الغريم
وإذا ما تَذَكَّرَتْكَ القَوَافي / بدأَتْ بالصَّلاةِ والتَّسْليم
وإذا المدْحُ فازَ منك بحظٍّ / فهو عَذْبُ الجمَام غضُّ الجميم
وإذا ما رفعتُ باسمكَ صوتي / فزعيمٌ يُشِيدُ باسمِ عظيم
وإذا لم أفْصِحْ حِذَارَ الأعادي / فإلى مجدكَ الؤثَّلِ أُومي
فتسربلْ مما أقوِّفُ بُرَداً / عبقريَّ التَّعْضِيدِ والتَّسْهيم
وَتَسَوَّغْ مِنْ عَوْدَةِ الفِطْرِ يَوماً / عائداً بالتبجيلِ والتعظيم
بعضُ أيَّامِكَ التي هيَ في أيا / م هذا الدهْرِ غُرَّةٌ في بهيم
عَلّمَتْنا كيفَ الطريقُ إلى / المجدِ فسِرْنا والعلمُ بالتعليم
أنا كُنتُ أوْضَحَ حُجّةً منْ لُوَّمي
أنا كُنتُ أوْضَحَ حُجّةً منْ لُوَّمي / إذ عُجْتُ في أطلالِ دارِكِ فاعْلمي
جاءَوا بِلَوْمِهِمُ وجئتُ بأَدمعي / تَنْهَلُّ بين مُعَصَفرٍ ومُعَنْدم
فوددتُ أنكِ كنتِ حيثُ تَريْنَني / صالٍ بِلَومِهِمُ غَريقاً في دمي
فتبيّني أني على ما سُمْتِني / جَشّمْتُ فيكِ النفسَ كلَّ مُجَشّم
ووقفتُ دونكِ للصبابةِ وقْفَةً / لو أنّها بينَ الحطيمِ وزمزم
مِنْ عَذْلِهِم في صَدْرِ يوْمٍ أيْوَمِ / ومن الأسى في جُنحِ ليلٍ مُظْلم
يا تاركي مِنْ بَيْنِهِ وَصُدودِهِ / نَشوَانَ بينَ تَضَرُّعٍ وَتَظلُّمِ
نَمْ وَادِعاً فلربَّ ليلٍ بِتُّهُ / يَرْمي إليكَ بي الغرامُ وَيَرْتَمي
يَرْنُو إليَّ غَضِيضَةً أجْفَانُهُ / فكأنّها معقودةٌ بيَلَمْلَم
أعْطَيْتُهُ منّي كأنِّيَ لمْ أُبَلْ / وَأخَذْتُ لي مِنْهُ كأنْ لم أعلم
أعرضتُ عنه وجرَّ فَضْلَ خُطَامِهِ / حتى استمرَّ كأنه لم يُخْطَم
وَقَنِعْتُ منه بِظاهرٍ مُتَبَسّمٍ / وَرَّى به عن باطنٍ مُتَجَهّم
حتى إذا لم أُلْفِ فيه حَيْلَةً / إنْ أُوْمِ يَعْمَ وإن أقُلْ لا يَفْهم
أعْطَيْتُهُ حدَّ الحُسَامِ المُنْتَضَى / عِوَضاً بحاشيةِ الرِّداءِ المُعْلم
خَلَّيْتُ بين النائباتِ وبينه / وَرَمَيْنَ عَنْ عُرُضٍ فكانَ هُوَ الرَّمِي
عَرَضَتْ له من حيثُ لم يَحْفَلْ بها / جَهْلاً وخرَّ فَلليدينِ وللفم
طَفِقَتْ تضجُّ من التواءِ الدهرِ بي / وتقولُ عن عيشٍ مضى فَكَأَنْ لمِ
يا هذه إن الغِنى إنْ نِلْتُهُ / لم أغْتَبِطْ أو فاتَني لم أنْدَم
حظّي من الدُّنْيَا إذا أحْرَزتُهُ / صونُ الصديقِ لها بِبَذلِ الدّرهم
لِمَ لا أجُودُ ولو بباقي مُهْجتي / لا يسْتحقُّ الشكرَ منْ لم يُنعم
وعلى مَن يلقاني العدا مُسْتنجداً / رأس القتيلِ ولا يدُ المستسلم
وإلى متى أدَعُ الزمانَ وشأنَهُ / هيهاتِ حتى أبْلُغَ ابنَ الحضرمي
إن ابنَ عيسى قد أضاءَ وأظْلموا / فكأنما هو غُرّةٌ في أدهَم
واقَفْتُ منه رُكْنَ كلّ عظيمةٍ / بالأعظمِ ابنِ الأعظمِ ابنِ الأعظمِ
بالرَّوضةِ الغنّاءِ أعلى القبّة / الشهباءِ أثناءَ الغديرِ المُفعَم
بالكوكبِ الدريّ في جنْحِ الدُّجى / والصارمِ الهنديِّ في عَينِ الكمي
من لي به كالشّمسِ رَيْعانَ الضُّحى / في ساعةٍ كالعُرْسِ غبَّ المأتم
أمَلي من الدُّنْيا إذا أحْرَزْتُهُ / فَعليَّ أنْ أحْمِي ولي أنْ أحْتَمي
يسمو إلى العليا بكل جلالة / والناس من مستسلم ومسلم
فَيَطُولُ غيرَ مُدَافعٍ ويقولُ غي / رَ مُرَاجَعٍ وَيَعُولُ غيرَ مُذَمَّم
جَاوِرْهُ أقْوى طالبٍ واسأله أجدَى / وَاهِبٍ وامْدَحْهُ أشْرَفَ ضَيْغَم
والهجْ به متأخّراً مِيلادُهُ / لولاه كانَ الفَضْلُ للمتقدِّم
أخَذَ العَلا بيمينِه وشمالِهِ / غَوْتُ الطَّريدِ وَعِصْمَةُ المُسْتَعْصِم
سَمْحٌ ولا صوبُ الغمام المْجْتَدَى / ماضٍ ولا حدُّ الحسامِ المِخْذَم
فَعُفَاتُهُ منْ طَوْلِهِ في مَغْنَمٍ / وَعُدَاتُهُ من صَوْلِهِ في مَغْرَم
بحرُ البلاغة تَرْتَمي جَنَبَاتُهُ / بالقولِ يُطْلِقُ منْ عِقَالِ المُفْحَم
أوْمَى إلى صَعْبِ الكلام فَرَاضَه / بمقالِ لا عيٍّ وفطنةِ لا عِمِي
فالسِّحْرُ بين جَنَانِهِ ولِسانِهِ / يَنسابُ بين مُصرِّح ومُجَمْجِمِ
يا مُوْسِعي من بِرِّه ووفائِهِ / ما يسْتَرِقُّ تضرُّعي وتَخَدُّمي
مَرْآكَ في عيني وجُودُك في يدي / وهواكَ في قلبي وذكرُكَ في فمي
إلبَسْ برُودَ مدائحي ومُلاءَها / وافَتْكَ بينَ مُعَضَّدٍ ومُسَهَّم
منْ كلِّ شاردةٍ تُدِلُّ بِمِقْوَلٍ / لو كانَ مضرِبَ صارمٍ لم يُثلم
نُورٌ رفعتُ له مَنَارَ بلاغتي / فَمَشَتْ على سَننِ الطَّريق الأقوم
أهْدَتْ إليكَ الوَشْيَ غيرَ مُنَمنمٍ / وَجَلَتْ عليكَ السّحْرَ غيرَ مُحَرَّم
طلبَتْ ذَرَاك بِعَفْوِها وبِجَهْدِها / أدليلَها ألقِ عَصَاكَ وَخيّم
في حيثُ إن تمْلِقْ فَحَسْبُكَ حاتمٌ / أو تُضطَّهَدْ فحسيبُكَ ابنُ مكدّم
أصْبَحْتَ حيثُ ثَراكَ أمْنَعُ مَعْقِلٍ / فاسْلَمْ على الأيامِ واسْلمْ واسلم
ودَعِ العِدَا يَتَمَرَّسوا بِمُعَلّكٍ / فسيسْأمُونَ وويحُ مَن لمْ يسأَمِ
يَمَّمْتُهُ فلقيتُ خَيْرَ مُيَمّمِ / ورحلْتُ عنه فكانَ غيرَ مذمّم
ورأيتُه فرأيتُ عيسى وابنَهُ / وأباه لم أنكِرْ ولم أتَوَهَّم
وعرفتُ شِنْشِنَةً فقلتُ لصاحبي / قد كنتُ أعْرِفُ هذه مِن أخْزَم
أرَجّمُ فيكَ الظنَّ كلَّ مُرَجَّم
أرَجّمُ فيكَ الظنَّ كلَّ مُرَجَّم / وحاشاكَ لم أرْتَبْ ولم أتَنَدَّم
وعِنْدِي من الودِّ الذي ما انتحى له / سُلُوٌّ ولا أوْدى به لَوْمُ لُوّم
ذكرتُك ذكرَ النازحِ الدار دارَهُ / بحيثُ هواهُ من سحيلٍ ومُبْرَمِ
وأنت بنيتَ المجدَ بالبأسِ والنّدى / وقد هدموه في لبُوسٍ ومطعَمِ
إذا ضلَّ طُلاّبُ المكارمِ سُبْلَها / فأنتَ لها أهدى من اليد للفم
بأيِّ لسانٍ يدعي معَكَ العلا / أخو الجَهْدِ لم يكْرُمْ ولم يتكرَّم
تَوَهّمَ أن البدرَ حيثُ سرى له / فأمَّل يَعْلُوهُ بأقْصرِ سُلّم
على رِسْلِهِ حتى يُرى بينَ أرْبع / تصُدُّ عن العليا بها كلَّ مُحْرم
تَلأْلؤَ دريٍّ وغفضالَ ديمةٍ / وهيبةَ هنديٍّ وإقبالَ ضَيغم
أبا قاسمٍ خُذها عتابَ تَذُّللٍ / وَرُبَّتمَا كانتء عتابَ تَبَرُّم
أَنمْضي الليالي لا تُقضّي مآري / ولو شفّني همّي بها وَتَهمُّمي
غنيتُ بما أعْطِيْتُ عما حُرِمْتُهُ / فالاً أكن مُثْرٍ فلستُ بِمُعْدَم
وأنْكَرتُ ما لاقيتُ ثم عَرَفتُهُ / إذا كان ما لا بدَّ منه فسلّم
ولم أتحدَّثْ بالتي لا أنالُهَا / ومن يَتَعَلَّقْ بالأباطيلِ يُسْلَم
وما تَطْلُبُ الأيّامُ منّي وإنما / أنا المشرفيُّ المُنتَضى في يدِ الكمي
بعَيشِكَ سَلْها كيف كنتُ وقد جَلَتْ / عليَّ الرزايا بين بِكْرٍ وأيِّمِ
وقد وَأبيها مُيّزَتْ حقَّ مَيْزِهَا / فسلنيَ عنها غيرَ عيٍّ ولا عمي
رأيتُ الغِنَى وَقْفاً على كلِّ جاهلٍ / فيا عينَ ذي الجهلِ انْعَمي ثُمّتَ انْعَمي
أبَا قاسمٍ هاكَ الثَّنَاءَ وَإنما / هُوَ الشّوْقُ أرْمِيهِ إليكَ وَيَرْتَمي
تَأهّبَ لي صَرْفُ الزَّمَانِ بِزَعْمِهِ / لقد جُنَّ حتَّى ظنَّ أنّكَ مُسْلمي
أعِدْ نَظْرَةً في صَادقِ الودِّ غَضّهِ / يُواليك إلظَاظَ الحجيجِ بزمزم
تَيَمّمَ حتى عَايَنَ الماءَ مُطْلَقاُ / فهل تُجْزِيَنْ عَنْهُ صَلاة التيمم
أجِدَّكَ لم تَعْجَبْ لجدْبِ مَسَارحي / بحيثُ رأيتُ الرَّوْضَ رَطْبَ التنمنم
وكم نطفة منْ ماءِ وجهي أرَقْتُها / بودّيَ لو أنّي أرَقْتُ لها دمي
وما لمتُ نفسي يومَ جئْتُكَ مادحاً / ولكنّهُ مَنْ يَحْرِمِ اللهُ يُحْرَمِ
أأكسِرُ قوْسِي بعدَ عِلمي بأَنَني / رميتُ فما أخْطَيْتُ شاكلةَ الرَّمي
فؤادٌ على حُكمِ الهوى لا على حُكْمي
فؤادٌ على حُكمِ الهوى لا على حُكْمي / بهيمُ على إثرِ البخيلةِ أو يهمي
متى أشْتَفي من لوعتي وأطيقُها / إذا كان بجنيها فؤادي على جسمي
هنيئاً لسلمى فرطَ شوقي وأنني / ذكرتُ اسمَهَا يومَ النّوى ونسيتُ اسمي
غَداةَ وقفنا بقْسِمُ الشوقُ بيننا / على ما اشترطْنا وارتضتْ سُنّة القسْم
وقد أطْلَعَتْ تلك الهوادجُ أنجماً / تركنَ جفوني في الكرى أُسْوَةَ النجم
فأبْتُ بدمعي لؤلؤاً فوق نَحْرِها / وآبتْ بما في مُقْلَتَيْها من السُّقْم
خليليَّ هل بَعْدَ المشيبِ تَعِلَّةٌ / لذي الجهلِ أو في الحبِّ شُغْل لذي حلم
وهل راجِعٌ عيشٌ لبسناه آنفاً / كيوم يزيدٍ في بيوت بني جَرْم
وهل لي حظٌّ من مُوَاتاةِ صاحبٍ / له قُدْرةُ القاضي وَمَوْجدَةُ الخَصْم
بدتْ رِقّةَ الشَّكوى على حركاتِهِ / ورابَتْكَ في أَعْطافِهِ قَسْوَةُ الظلم
كما اضَّطرَبَ الخطّيُّ في حَوْمَةِ الوَغى / وَصُمُّ المنايا في أنابِيبِهِ الصُمِّ
رَمَاني على فَوْتِ الشبابِ وإنما / تَعَرَّضَ لي لما رآنيَ لا أرْمي
ولم يَدْرِ أنّي لو أشاءُ حَمَلْتُهُ / على رِسْلِهِ إنَّ الحِمَالَةَ كالسَّهم
وَوكَّلَ عيْنَيهِ بإتلافِ مُهْجَتي / سَيَعْلَمُ إن لم يَسْتَجِرْ بي من الغُرْم
أبا جعفرٍ هذي المكارمُ والعُلا / دعاءً بحقٍّ وادعاءً على عِلم
أرى النّاسَ قد باعوا المروَّاتِ فاشْترِ / وقد ضَيَّعُوا ما كانَ منْ حَسَبٍ جمّ
وأنت أحق الناس بالحزم فأته / وصوف العلا بالمال أشبه بالحزم
وأنتَ بعيدُ الهمِّ مقترِبُ الجدا / كريمُ السَّجايا ماجدُ الخال والعم
أبيٌّ إذا لم يدفعِ الضيمَ دافعٌ / بغيرِ حديث الإفكِ والحَلِفِ الإثم
وأكْرَمُ مَنْ يُرْجى لدفعِ مُلِمّةٍ / إذا الطّفْلُ لم يسْكُنْ إلى لُطُفِ الأمّ
وأهْفى بأَلْبَابِ الرِّجالِ من الهَوى / وأخْفَى وراءَ الحادثاتِ من الوهم
وأحْمَى لحوْزَاتِ المعالي منَ الرَّدى / وأسْخى بآمال النُّفُوسِ منَ الحِلم
وذو عَزَمات لو يُساوي بها الرُّبى / لطأطأَها بينَ المذلَّةِ والرُّغْم
تَكَرَّمْتَ عما فيه أدنى غَضاضةٍ / على خُلُقٍ ضاهَتْكَ فيه ابنةُ الكرم
ولم أرَ أحْيَا منك وجهاً ولا يداً / إذا استأثرَ الحرُّ المرَهَّقُ بالطُّعْم
وأصْبَرَ في ظلماءِ كلِّ كريهةٍ / بحيثُ يكونُ الصبر أفرجَ للغمِّ
إذا الخيلُ عامتْ في النجيعِ وأُلْجِمَتْ / بِسُمْر العوالي وهي تَطغَى على اللجم
فلم ترَ إلا عاثراً بدمائه / يحاذر كلماً أو يُدَافِع عن كلم
ولا حصنَ إلا السيفُ في يدِ ماجدٍ / يرى الموتَ دونَ المجدِ غُنْماً من الغُنْم
هنالك حدِّث عن أُبَيَّ وجعفر / وعبد المليك الشمِّ في الرُّتَب الشم
تَسَمّيْتَ بالفضلِ الذي أنتَ أهْلُهُ / ومعناهُ والمذمومُ أجدرُ بالذمّ
وَأُلْبِسْتَ مِنْ وَشْيِ الوزارةِ حُلّةً / تقومُ لها تلكَ المآثرُ بالرقم
وَتَنْميك من سَعْدِ العشيرةِ أُسْرَةٌ / هل الفخرُ إلا ما نَمَتْهُ وما تَنْمي
بهاليلُ أبطالٌ جحاجحُ سادةٌ / كأُسْدِ الشّرى في الحرب كالمُزْنِ في السلم
إذا ركبوا الجُرْدَ الجيادَ إلى الوغى / رأيتَ الأسودَ الضارياتِ على العُصْم
سَيأتيكَ شعري ذاهباً كلَّ مَذْهَبٍ / على شَهِمٍ منْ خُطّةٍ أو على سَهْم
جزاءً بِنَعْماكَ الجزيلة إنني / تَكَرَّمْتُ عن شَيْنِ الصَّنيعةِ بالكتم
وكم لكَ عندي من يدٍ مَلأَتْ يدي / ومنْ نعمةٍ أَوْلى بشعريَ من نُعم
هنِيئاً لك العيدُ الذي أنت عيدُهُ / وعيدٌ لما حاكوا من النثر والنظم
نأى الحجرُ الملثوم فيه فأَحْظِني / بيمناكَ واجعلْ لي سبيلاً إلى اللثم
نسيم الصَّبا لا كنتَ رَوْحاً ولا سَمَتْ
نسيم الصَّبا لا كنتَ رَوْحاً ولا سَمَتْ / لك المُزْنُ إلا وَهْيَ هِيمٌ حوائمُ
ولا استودعَتْكَ الروضُ طيباً وإن سقتْ / رسيسَ الهوى المكتومِ تلك النمائم
كما لم تبلّغْ عن أخيكَ وقد قضتْ / له حُرُماتٌ جمَّةٌ ومحارمُ
لعلَّكَ إذ خِلْناك أخللتَ صمَّمت / إليك الظُّبَا أو أوْثَقَتْكَ الأداهم
وإلا فقد ضاعتْ حقوقٌ وأخفقت / وسائل وانهدَّتْ بُنَىً ودعائمُ
فحسبُكَ لا تسْتَنْكِرِ العُذْرَ بَعْدَها / وإن يَكُ بَغْياً فهو لا شَكَّ لازمُ
هل المُنَى غير ما أدَّى أبو حكمٍ
هل المُنَى غير ما أدَّى أبو حكمٍ / يا حَزْمُ يا عزْم يا إقدامُ يا كرم
ولا كحمّامِهِ يوماً وقد حَسَرَتْ / عنه الهمومُ وباحَتْ دونَهُ الهمم
كوجهكِ الطلقِ يَنْدى وهو مُؤْتلِقٌ / وقلبيَ الصبِّ يَدْمى وهو مُحْتَدِم
ونبّئْتُ عَمْراً ساد لخمَ بأَسرِها
ونبّئْتُ عَمْراً ساد لخمَ بأَسرِها / فقلتُ لهم إيهٍ وإن رَغِمَتْ لخمُ
فتاها الذي سنَّى لها البأسَ والنَّدى / وسوَّدَهُ فيها وفي غيرها الحِلم
وَمِدْرَهُها في كلِّ حقٍّ وباطلٍ / إذا لم يكنْ إلا الحسامَ له خَصمُ
وفارسُ هَيْجاها وجامعُ أمرها / إذا هزَّها غُنْمٌ وأثْقَلَها غُرْمُ
له صفتا بأسٍ وجودٍ تلاقتا / عليه وإن قالوا هما لقْبٌ واسْمُ
نَمَتْهُ بنو ماءِ السماءِ وربّما / أنافَ بعلياها سرادِقُها الضخم
بنو كلِّ مشهور المقام كأنما / على وجْهِهِ منْ حُسْن أفْعَالهِ وسم
تسيلُ على أرماحهِ نفسُ قِرْنِهِ / ولو أن بهرامَ النجومِ له جسم
ويجري على أقلامه حكم هذه / إذا شاءَ يوْماً أن يجوزَ له حكم
عُلاً حلَّ إبراهيمُ من هَباتها / بحيثُ التقى من صَدْرِكَ العزْم والحزم
ودافعَ حجاجٌ وعمرو وأحمدٌ / كواكبُ مَنْ يسْري وأطوادُ من يَسْمو
نجومُ سماءِ المُلْكِ أطواد أرْضِهِ / إذا لم يُنِفْ طودٌ ولمَّا يسِرْ نجم
ملوكٌ بنوا بالمرهفاتِ قِبابَهُم / فزاحمتِ الجوزاءَ أركانُها الشم
قبابٌ حواليها المكارمُ والعُلا / وضرْبُ الهوادي والزَّعامة والرغم
أبا حكم قد أكثبَ الدهر فارْمِهِ / فإنك رامٍ لا يطيشُ له سهم
أقفر من أسماء بَوْباةُ إضَمْ
أقفر من أسماء بَوْباةُ إضَمْ /
فجانبا خَبتٍ فجنبا ذي سَلَمْ /
فَمُنْحَنى الأجراع من ذات العَلَمْ /
تلك المغاني ذَمم من الذمم /
أنْبَتَتِ البأسَ وسالتْ بالكرم /
أيَّانَ يجلو كلُّ وسنانٍ أحَمْ /
بدراً ولا أقولُ إلا بدرَ تِمّ /
بين القلوبِ والجيوبِ واللمم /
هاتيك أفلاكٌ وهذه ظُلَمْ /
وبالقلوبِ ما بها مِنَ الألم /
حكومةٌ أنْفذها خيرُ حَكَمْ /
وقسمةٌ إن العطيَّات قسم /
وكلُّ نضْوِ الخَصْرِ حُلوِ المُبتَسَمْ /
غُصْنٌ وما عليكَ لو قلتَ صَنَم /
ما شئتَ من وَثارَةٍ ومن هَضَم /
على رُكامٍ كلّما انهالَ ارتكم /
بَرَّح بالمِرْطِ وبي هَمّاً كَهَمّ /
فلا أقرَّ الله عَيْنيْ من كَتَمْ /
إن الأنينَ بعضُ آدابِ السَّقم /
يا طلل الحيِّ أراه قد طسم /
لم يَقْدُمِ العَهدُ فما بالُ القِدَمْ /
أخَرَسٌ بِدِمْنَتَيْكَ أم صَمَم /
أمْ شيمةٌ أعْدَتْ فقد تُعدي الشّيَم /
عُوجِي على الخيْماتِ من وادي خِيَم /
عادتْ هُموماً بعدما كانت هِمَم /
فالدهرُ معنيٌّ بنثرِ ما نَظَم /
ليس عليكَ دَرَكٌ ولا ندم /
يا وَيْبَ هذا القلبِ من طيفٍ ألمْ /
كاد يُوافي مضجعي ولم أنمْ /
ودونيَ الأهوالُ قُورٌ وأكَمْ /
لا يَهْتَدِي الدليلُ فيها بِعَلَم /
مهامِهٌ فيحٌ وَلَزْباتٌ قُحَم /
تُزبِدُ فيها الشمسُ مما تَضّطَرِمْ /
وينبت الكلال فيها والسأم /
في حيثُ لا تؤخذ بالشدِّ زِيَمْ /
ويظمأُ الغيمُ إلى ما في الأدَم /
وربّما غَالتْ إلى البَهْمِ البُهَمْ /
والليلُ كالبحرِ وإنْ لم يَلتَطم /
جونُ ظلامٍ هل سمعت بالرِّجم /
أسحمُ حتى ليسَ في شيءٍ سَحَم /
لو خُلِقَ الشبابُ منه لَسُئِمْ /
أو كان موصولاً به لما انْصَرم /
والأرضُ منه غرة وهي غمم /
قد ادلهمَّتْ في دجاه وادلهم /
ليلٌ يجيبُ صُبْحُهُ عن هَلْ بِلَمْ /
لا ينفخُ السارونَ منه في قَحَم /
رأى من الشمسِ جُنُوحاً فاقتحم /
تَتَابُعَ الهازمِ خَلْفَ المنهزم /
يا شِبْهَ من أهْوى زعمتُ أو زعم /
انتابَ عن عَفْرٍ وحيَّاني أمم /
حاجةَ مُشْتاقٍ تَمنّى فحكم /
إن المُنى أعْلَقُ أشراكِ الحكم /
زَوْرٌ لِمَامٌ هاج ذِكْرُهُ لَمَمْ /
داريْتُهُ عما أَسى وما كَلَم /
أعشارَ قلبٍ يلتظي أو يَنْسَجِمْ /
فبينَ أضْلاعيَ جَمْرٌ يَحْتَدِم /
وفي جفوني ديمتا دَمْعٍ ودمْ /
وباتَ يَقْرَعُ الجمارَ بالعَنم /
بين انكسارِ الطّرْفِ أو مَضْغِ الكلم /
يدرأُ عن لا ويداري عنْ نعم /
حتى افترقنا لم يُنِلْ ولا حَرَمْ /
والصبحُ في الظلماء سِقْطٌ في فَحَمْ /
تنسلُّ عنه تارةً وتلتئم /
حتى فَرَى تلك الدياجي فَحَسَم /
وسال بالنجوم سَيْلَة العَرِم /
فأَجْفَلَتْ مثلَ نعامٍ أو نَعَم /
قد أوجست نبأَة سوَّاقٍ حُطَم /
ولاح غيران ولا السيف الخدم /
كأنَّه وَجْهُ رحيمٍ إن رَحِمْ /
أو لا فكنْ أنتَ السَّوادَ المُخْتَرَمْ /
أيْ فتىً قد خَصَّ بالجودِ وَعَم /
أَمْضَاهُ قِدْماً وَمَضَى فيه قَدَم /
هيهاتِ منه حاتِمٌ وما حَتَمْ /
مُقابِلٌ بين الدَّرَارِي والديم /
به وفيه شَايَعَ السيفُ القَلَمْ /
وطالما تنافرا فلا جَرَمْ /
أن العُلا مما حَبَا وما قَسَمْ /
تراضَيا به وشكّا في هرم /
بمخولٍ من سرِّ عدنان مُعَمّ /
أَرْوَعَ كالنّصْلِ خفيفٍ كالزَّلَم /
لا تُقْرَعُ العَصَا له ولو وَهِمْ /
مهابةً أُلْبِسَها وإن حَلِم /
فاسألهما ما قالَ أو كيفَ حَلِم /
فاسألهما ما قالَ أو كيفَ حَكَم /
واسأل به صَرْفَ الردى حين حَتَم /
هل اتقاه صِمّةٌ من الصّمَم /
يا روضةً نسيمها داءُ النَّسَم /
مما وَشَى نوءُ العَزَالي أو وَشَم /
تِلاعُها البَيْضُ وَنَوْرُهَا القِمَم /
لا شَحْمَ في سَوَامها ولا وَرَم /
في عارضٍ ملءِ الفضاءِ مرتكم /
ينهلُّ فانظرْ كيف تَنْهَلُّ النّقَم /
تَشَابَهُ الغربانُ فيه والرَّخم /
من نسج داودَ وَأُمُّها الرَّقَم /
مُلاَءَةٌ معلمةٌ ولا علم /
أسْدَاؤُهَا الأجلالُ والخيل اللُّحَمْ /
فَوضى فإن ضاقَ عليها المُقْتَحَم /
تَمْزَعُ في اللجم كأشلاء اللّحِم /
خرساءُ لا تَسْمَعُ فيها غير غم /
صمّاءُ يشْأُو خُرْسُها كلَّ أَصَم /
عَوْصاءُ لا يَجْشُمُها بنو جشم /
تَطْوِي بها الأسد وحوليها النَّعم /
في الخوف شُغْلٌ شاغلٌ عن الكرم /
وخافَ كلُّ ذابلٍ أن ينحطم /
وفي شبا السُّمْرِ كأطرافِ الجَلَم /
تلافَ فُلاناً وَأَخْلِفْ فلانا
تلافَ فُلاناً وَأَخْلِفْ فلانا / كَفضانا مَنًى وَكَفَانا امْتِنَانا
وطاولْ بعمرِكَ عُمْرَ السُّهَى / فَأَبْلِ زَمَاناً وجدِّدْ زمانا
ولحْ إنْ خلا الأفقُ منهُ فأنتَ / أَسْنَى كياناً وأَسْمَى مكانا
وأمّا وقد أصبحَ الناسُ مجداً / سَمَاعاً فَكُنْ أنتَ مجداً عيانا
وزاحمْ بصرفك صَرْفَ الزمانِ / مُفِيداً مُفَاداً مُعيناً مُعَانا
وضايِقْهُ في الناسِ جيلاً فجيلا / وطَالبه بالودِّ شَاناً فشانا
وَسَلْهُ على ما أراد الدليلَ / وأَلْزِمْهُ في ما أَبَارَ الضمانا
وَرُعه وَدَعْ سَلْمَهُ جَانباً / فلولاك أصْبَح حَرْباً عَوانا
ولا تَتَغَمّدْ له زَلَّةً / فقد كان مما جَنَاهُ وَكانا
وَأدْرِكْ لديه ذُحولَ الكرامِ / فَقَدْ غَرَّهُمْ بين أخْنَى وَخَانا
وَأعْدِ عليه بناتِ الهديلِ / عَلَوْنَ فُنُوناً وَنُحْنَ افتنانا
ثَكالَى يُرَدِّدْنَ من شَجْوِهِنَّ / أسىً عزَّ فيه التأسي وَهَانا
لبسنَ الحدادَ مكانَ الحُلِيِّ / فَقُمْنَ يُحَاسِنَّ فيه الحسانا
وكم حاسدٍ ظنّهُ زينةً / ويأبى لها ثُكْلُها أن تُزَانا
وهل هو إلا شجىً لم تُسِغْهُ / فلاحَ بأَجْيادِها وَاسْتَبانا
وسالَ بها سَيلُ دَمْعِ الفراق / فَرِدْهُ تَرِدْ كبداً أو جَنَانا
كما سُوْقَها ومناقيرَهَا / وأعْيُنَها عَنْدماً أو رِقَانا
وإلا تُكَفْكِفْهُ شيئاً يُضَرِّجْ / جآجِئَها والغصونَ اللدانا
وقد حسدتكِ القيانُ الحنينَ / فهَلاّ حسدتِ السُّرورَ القيانا
صوادحُ إن فَرَعَتْ أيكةً / حسبت لها كلِّ غُصْنٍ كِرَانا
وسائلْهُ ما فَعَلَ القارظانِ / اضَلَّ دليلُهما أمْ تَوَانى
أَلمْ يَجِدَا قَرَظاً منهما / يُريغانِهِ حيثُ مَنْ حَانَ حانا
وأينَ أضلَّ قبيساً أبوه / على أنه ما ألاه حنانا
أَغَادَرَهُ وَالهاً بَعْدَه / وَأَشْمَتَ رضوى به أو ابانا
وها أمُّ دَفْرٍ لديها ابنُها / وقد أثكلَ ابنيْ عِيانٍ عِياناً
وَأعْفَى من الفُرْقَةِ الفَرْقَدينِ / وسام السمّاكين بَيْناً فَبانا
وَحُدَّ لذي الرمحِ أن لا يَرُوْعَ / أخاهَ فقد جاء يبغي الأمَانا
وإلا فَسَلّحْهُ رُمْحاً كَرُمْحٍ / ونبّئْهما أنْ يُجيدا الطّعانا
ولو أنّهُ هزَّ يُمناكَ رمحاً / وركّبَ بأْسََ فيه سنانا
لقامَ فَبَدَّدَ شَمْلَ الثريّا / ولو أنّها زَبَنَتْ بالزُّبَانى
وَكُرَّ لِطَسْمٍ ليالي جَديسَ / حتى يَدينَ لها أو تُدَانا
وَخُذه بمدينَ حتى تَعُودَ / وَنَسْراً فَخُذْهُ به والمَدَانا
وما كانَ لي فيهما منْ هَوًى / ولكنْ عَسَى أن يَذُوْقَ الهوانا
وكم لي بمدينَ منْ أُسْوَةٍ / ولكنّها غايةٌ لا تُدَانى
أُهنّيكَ ما شِئْتَ من رِفْعَة / وَشِعْري وَسَعْدَك والمِهْرَجانا
وأنك قَارَنْتَها أربعاً / فَأَنْسَيْتَ زُهْرض النُّجومِ القِرانا
وأنّكَ ظَلْتَ لدارِ الملوك / يميناَ وللعلمِ فينا لسانا
وللدين رِدْءاً وللمسلمينَ / مآلاً وللحقِّ يَعْلُو وآنا
ودونَ حمى الملك عَضْباً صقيلاً / أذالَ حِمَى كلِّ شيءٍ وَصَانا
من البيضِ راعَ بناتِ الصدورِ / إما سَراراً وإما عِلانا
جرى مَتْنُهُ وذكَتْ شفرتاهُ / فإن شئتَ رابَ وإن شئتَ رانا
تأَلَّفَهُ الموتُ ماء وناراً / وأوْلمَ فيه نَدًى أو دُخانا
وليس كما خِلتَهُ إنما / هو الموتُ أَبْهَمَهُ أو أَبانا
ولما جلا غمدُهُ رَوضَةً / طَواه بها حَيّةً أُفْعُوانا
كَعَزْمِكَ لو أَنه لا يُفَلُّ / كهمكَ لو أنه لا يُفانى
ركبتَ الخطوبَ وأَرْكَبْتَها / تكفُّ الجماحَ وَتُكفَى الحِرانا
وأشْبَهْتَ آباءك الأكْرَمينَ / عِرْضاً عزيزاً ومالاً مُهانا
وأحسنتَ بينَ النَّدى والنَّدِيِّ / حييّاً وَقاحاً جريّاً جبانا
وكان الربيعُ ربيعَ الأنامِ / وكنتَ به بِشْرَه الأْضحِيانا
تسابِقُهُ في مَدَى كلِّ مجدٍ / أما لو أردتَّ لردَّ الرِّهانا
وصبَّحْتَ أُقليشَ في جَحْفَلٍ / أغَصَّ الوهادَ وآدَ الرِّعانا
بكلِّ كميٍّ يروعُ الأسودَ / خِماصاً ويَرعى عليها بِطانا
على كلِّ نَهْدٍ أمامَ الرياح / وزاد عليها القَرا واللَّبانا
يجرُّ العِنانَ إلى كلِّ حَرْبٍ / مَرَتْهُ فدونكَ منْهُ عنانا
هي الضمَّرُ الغُلْبُ فاصْدِمْ بها / صفاً واثنِ أعطافَها خَيْزُرانا
فأُبْتَ وغادرتَ تلك الديارَ / عِجافاً تَهادَى خُطُوباً سمانا
إذا هيَ لم تُفْهِمِ السائلينَ / كان لها سيفُكَ التُرجمانا
ورثتَ الوزارةَ لا مُحصَراً / عيياً ولا مُستضاماً هِدَانا
وآزرتها بأبي عامرٍ / فمن شاءَ أنأَى ومن شاءَ دانى
حَمَيْتَ بها حَوْزَةَ المكرُمَاتِ / ليثاً هصوراً وَقرْماً هِجانا
وأشْهَدْتَنا منه يوماً تَعالى / فذلَّ الزمانُ له واستكانا
نَثَرَنا له زَهَراتِ النجومِ / إذا نثروا لؤلؤاً أو جُمَانا
ودارتْ علينا حُميّا السرور / بَعْدَ الكؤوسِ فهاتِ الدنانا
وحدِّثْ عن الدَّهْرِ طُولاً وعَرْضاً / وَعَنْ صرْفِهِ عِزَّةً وامتهانا
وقُل وأعِدْ عنه لا عن جِفانٍ / وزد حُبْسَةً فيه تزَدَدْ بياناً
فما كلُّ من قالَ يَنْمي الحديثَ / ولا كل مَنْ سالَ يُهْدَى البيانا
عجبت لجانبه ما أشدَّ / أأمرٌ عَنى أم أميرٌ أعانا
أما طَيَشتْ لُبَّهُ نَظْرةٌ / على خطّة كلّما اشتدَّ لانا
أرَتْهُ النجومَ تُسامي السَّراةَ / وابن ذُكاءٍ يُسامُ الختانا
فأَجرى النعيمَ دماً آنياً / ليومٍ من العيشةِ الرَّغْدِ آنا
بحيثُ أتَوْا بالرُّبَى والوهادِ / فحسب العُلا جفنةً أو خُوانا
وقاموا فحثّوا المنى أَكؤساً / فهاكَ ولو مزجوها ثُمَانى
وَحَيّوْا ولا مِسْكَ إلا الشبابُ / فإنْ شيتَ فالبَسْ له عُنْفُوانا
أيا ابنَ الجحاجحةِ الأشعرينَ / دعوةَ صدقٍ وَمَنْ مانَ مانا
ويا با الحسينِ ويا ابنَ الربيع / وناهيكَ أسبابَ مجدٍ مِتَانا
إليكَ وإنْ رَغِمَ الكاشحونَ / وُدّاً صحيحاً وَشِعْراً قُرانا
قَوَافيَ كالشُّهْبِ لكنَّ تلك / تُصَانُ فَهَبْ هذه أنْ تُصانا
تُشَمّمُكَ الوردَ والياسمينَ / وإن كانتِ الشّيحَ والأيْهُقانا
لَبَّيْكَ عنْ سِرِّيَ وَعَنْ إعلاني
لَبَّيْكَ عنْ سِرِّيَ وَعَنْ إعلاني / ما شئتَ منْ بَوْحٍ ومن كتمانِ
شَوْقٌ إليكَ أطَعْتُهُ وأطاعني / لولا النُّهَى لَعَصَيْتُهُ وَعَصاني
وهوىً رفعتُ به لوائي في الهوى / فاليومَ يا عزِّي ويا سلطاني
حيث المكارمُ تحتَ أظلالِ العُلا / والحُسْنُ في بَحْبُوحةِ الإحسان
والخيلُ لاحقةُ البطونِ كأنها / فَضَلاتُ ما جرَّتْ من الأرسان
في غمرة ملء الفضاء حبالها / قِصَدُ القَنَا وجماجمُ الفرسان
يَخْرُجْنَ من خَلَلِ الغبار كأنها / شررٌ تطايرَ من خلالِ دُخان
والموت ممنوع الحريمِ مُبَاحُهُ / قد حانَ بين البِيضِ والأجفان
وأهابَ بالأرواحِ في أجسْادِها / فأتَتْه بين الذلِّ والإذعان
والدهرُ قد هدَّ القلوبَ فأصبحتْ / مشغولةً حتى عن الخَفَقان
قُلُباً ولكنْ إن بَدا لك مَتْحُها / فإلى الرماح ولا إلى الأْشطانِ
وإنِ القلوبُ حَنَتْ عليها فانْتَصِفْ / منها بأمثالِ القلوب حواني
وَهْيَ الوَغَى لا ما تَخَيَّلَ عاجزٌ / جَمَعَ السلاحَ وَعُدَّةَ الأقْرانِ
وإذا المنايا طار عنها فارسٌ / فالأرضُ حتى يستحيل أماني
وعلا ابن زُهْرٍ والكواكبُ دونها / في كلِّ يَوْمَيْ نائلٍ وَطِعَان
المُشْتَفِي الشّافي الحميُّ الحامي / الآمرُ الناهي البعيدُ الداني
رِدْءُ الكتيبةِ خَلْفَها وأمامَها / كالموتِ تلقاهُ بكلِّ مكان
وفتى إيادٍ شيبِها وشبابِها / في كلِّ حادثةٍ وكلِّ أوان
القادرينَ على الوفاءِ ضَمانَهُمْ / حينَ الليالي لا تَفِي بِضَمان
وَمُكَلّلينَ النارَ هاماتِ الربى / في حيثُ ما شُبَّتْ وفي الغِيْطان
قومٌ إذا عَرَضُوا لحملِ أمانةٍ / أيْقَنْتَ أنَّ الفَضْلَ للإنسان
وإذا فُلانٌ عُدَّ سَيّدَ مَعْشَرٍ / زحفوا له منهمْ بأَلْفِ فُلان
هُمْ ضَمَّنوكَ عَناءَ كلِّ سيادةٍ / واسْتنجحوكَ لِسَعْدِ كلِّ قران
واري الزنادِ بدفْعِ كلِّ مُلِمَّةٍ / مُتَصرّفٌ في صَرْفِ كلّ زمان
ركَّابُ أهوالٍ قريعُ حوادثٍ / طلاّبُ أوتارٍ رفيعُ مَبانِ
ركبَ اصطكاكَ الموج في أمثالِهِ / مِنْ حِمْلِهِ المتدافع الأركان
تسمو به حُبْلى عقيمٌ أمكنتْ / بِصُماتِ بكرٍ في هَدَاةِ عوان
من كلِّ حاملةٍ وقلْ محمولةٍ / لو لم تعُمْ عُدَّتْ من الغربان
طَوْعُ الرياحِ أو الرياحُ تُطِيعها / حكمانِ مُتَّفِقانِ مختلفان
فكلاهما فرَسا رهانٍ برّزا / سَبْقاً وإن لم يجريا لِرِهان
تحنو على سُكّانها لا عن هوىً / وتُضِيْعُ أنفُسَهُمْ لغيرِ هَوان
وكأنهم فيها نشاوى قهوةٍ / قد صُرّعوا منها بجامٍ جان
لتحطَّ مِنْ رَضوى إلى ثَهْلانِه / بأجلَّ من رَضْوى ومن ثهلان
إحدى جيادِكَ لو أزارْتها الوَغَى / متهلّلاً والموتُ ذو ألوان
ولو أنَّ ما حَملتك فيه وضعته / مما يُطَلُّ من النجيع القاني
وأتى وعيدٌ من حماك اعتادني / بَعْدَ الهدوِّ فشفَّني وشفاني
ذِكرٌ يكرُّ هواكَ وبين جوانحي / حتى أراكَ على النَّوى وتَرَاني
خطٌّ نَظَمْتَ الدينَ والدنيا به / لو لم يَعُدْني غيرُهُ لكفاني
لَتُطالِعَنَّكَ من ثَنائي أسْطُرٌ / تُزْهى بِسِحْرِ بلاغةٍ وبيان
ولأتركنَّ عداكَ نَهْبَةَ أسْهُمٍ / مما بَرَى قلبي وراش لساني
شكراً لأنْعُمِكَ التي أعْلَتْ يدي / حتَّى تَذَبْذَبَ دونها الفجران
فاسْلَمْ على أخْذِ الزمانِ وَتركِهِ / قَمَرَ النديّ وفارسَ الميدان
واطلبْ أميرَ المؤمنينَ لعزَّةٍ / قعْساء بينَ الأمنِ والإيمان
وقولَّهُ في عَهْدِ كلّ سياسةٍ / هو أوَّلٌ فيها وأنتَ الثاني
وتسنَّما خُطَطَ الفَخارِ وأنتما / أَخَوَان أو قلباكما أخوان

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025