المجموع : 45
دَوحَةٌ فَرعُها عَلى الشُهبِ مَوضو
دَوحَةٌ فَرعُها عَلى الشُهبِ مَوضو / عٌ وَأَصلٌ قَد غاصَ تَحتَ النُجومِ
شُهُبٌ زيّنَت سماءَ المَعالي / وَحَمَتها مِن بيضِهِ برجومِ
يردونَ الظُبا ورودَ القَطا وَال / مَوتُ قَد غَضَّ بِالقَنا المَحطومِ
أَوقَعوا بِالمَجوسِ ما يَعلَمُ الل / هُ وَثَنّوا مِن بَعدِها بِالرومِ
سُؤدُدٌ حارَ فيهِ وَصفي فَما / أَسطيعُهُ بِالمَنثورِ وَالمَنظومِ
وَإِذا ما هَزّوا صُدورَ القَنا الصم / مِ فَما صَدرُ فَيلَق بِسَليمِ
زَعزَعوها فَلَيسَ تَدري سِوى / عهدِهِم في حَديثِها وَالقَديمِ
كُلَّما حَكَّموا اللُهى بِالنَدى في ال / مالِ نادى ما لي وَلِلتَحكيمِ
مِثلَما حَكَّموا اللُهى بِالنَدى في ال / أَخذِ بِالإِختيارِ في المَحكومِ
ما عَلى البيضِ غَيرَ أَن تَدَعَ الها / مَ بِهِم مِثلَ الهاءِ في التَرخيمِ
صَوتُها في أَسماعِهِم كَالمَثاني / وَالمَثاليتِ في سَماعِ النَديمِ
لَيسَ إِلّا الظُبا لَهُم زَهَرٌ وَالد / دَمُ خَمرٌ لَكِن بِلا تَحريمِ
فَثَناءٌ مِنّي أُرَفرِفُ بُردي / هِ وَمِنهُم إِدمانُ برّ عَميمِ
أَيا نَبِيَّ الكُفرِ خف سَطوَة
أَيا نَبِيَّ الكُفرِ خف سَطوَة / تَأَتيكَ مِن فِرعونِكَ المُسلِمِ
أَنا يا اِبنَ سَيفَي يَعرُبٍ سَيفُكَ الَّذي
أَنا يا اِبنَ سَيفَي يَعرُبٍ سَيفُكَ الَّذي / إِذا شِمتَهُ لَم يَنبُ وَاِخبرهُ تَعلَمِ
هَجَرتُ إِلَيكَ الأَقرَبينَ مهاجِراً / وَلَم أَرضَ أرضاً كُلُّ ساكِنِها عَمِ
فَعارٌ عَلى العَياءِ سكنايَ بَلدَةً / كَبَلدَةِ عالي الأُفقِ مِن دونِ أَنجُمِ
فَلَو أَنَّ غيلاناً حَوَتهُ دِيارُها / تغَنّى بِمَيَّ بَينَهُم غَيرَ معجمِ
رُوَيدَكَ أَيُّها الدَهرُ الخَؤونُ
رُوَيدَكَ أَيُّها الدَهرُ الخَؤونُ / سَتَأكُلُنا وَإِيّاكَ المَنونُ
تعلّلنا الأَماني وَهيَ زورٌ / وَتَخدَعُنا اللَيالي وَهيَ خونُ
وَكَم غَرَّت بِزبرجِها قُرونا / فَما أَبقَت وَلا بَقَتِ القُرونُ
فُجِعتُ بِزاهِرٍ مِن سِرِّ فهرٍ / كَبَدرِ التَمِّ هالَتهُ عرينُ
بِأَروَعَ مَلء عينِ الحُسنِ قيداً / إِذا أَخَذَت مَجاريها العُيونُ
مُنير العِرضِ فَضفاض المَساعي / طَويل الباعِ ناديه رَزينُ
سَمت فَوقَ السَماءِ بِهِ ظُهورٌ / وَما حَطَّتهُ إِذ حَطَّت بُطونُ
فَأَنضَبَتِ المَنايا مِنهُ بَحراً / جَواريهِ صُفونٌ لا سَفينِ
وَأَغمضَتِ البَسيطَةُ مِنهُ نَصلاً / طَوابِعُهُ قُيولٌ لا قُيونُ
مَضى مَن لَو سَبَقتُ لما تَعَزّى / وَلا جَفَّت لَهُ بَعدي جُفونُ
وَأَبقَتني يَدُ الأَيّامِ فَرداً / كَما غَدَرَت بِيُسراها اليَمينُ
وَهَل يبقى عَلى غِيَرِ اللَيالي / شَفيقٌ أَو شَقيقٌ أَو قَرينُ
مَضَوا يَظلِمونَ اللَيلَ لا يَلبسونهُ
مَضَوا يَظلِمونَ اللَيلَ لا يَلبسونهُ / وَإِن كانَ مِسكِيّ الجَلابيبِ ضافِيا
يُؤمّونَ بيضاً في الأَكِنَّةِ لَم تَزَل / قُلوبُهُم حُبّاً عَلَيها أَداحِيا
وَأَغربَةُ الظَلماءِ تَنفُضُ بَينَهُم / قَوادِمَها مَبلَولَةً وَالخَوافِيا
إِذا مَرَقوا مِن بَطنِ لَيلٍ رَقَت بِهِم / إِلى ظهرِ يَومٍ عَزمَةٌ هِيَ ما هِيا
وَإِن زَعزَعَتهُم رَوعَةٌ زعزَعوا الدُجى / إِلَيها كُماةً وَالرِياح مَذاكِيا
وَلَو أَنَّها ضَلَّت لَكانَ أَمامَها / سَنا عمرٍ في فَحمَةِ اللَيلِ هادِيا
وَصَلَّت بِهِ الهَيجا عَلَيهِ وَسَلَّمَت / فَما اِرتَضَيا حاشاهُ ساقاً وَساقِيا
هُمامٌ أَقامَ الحَربَ وَهيَ قَعيدَةٌ / وَرَوّى القَنا فيها وَكانَت صَوادِيا
شَريفُ المَطاوي تَحتَ خَتمِ ضُلوعِهِ / تَميمَةُ تَقوى رَدَّتِ الدَهرَ صاحِيا
إِذا قُرِئَت لا بِالنَواظِرِ طبّقت / سُرى أُختِها ذاتِ البُروجِ مَساعِيا
وَهَديٌ لَو اِستَشفى المُعَنّى بِرَوحِهِ / لَما كانَ بِالوَجدِ المُبَرِّحِ صالِيا
وَرِقَّةُ طَبعٍ لَو تَحَلّى بِها الهَوى / لأَعدى عَلى عَصرِ الشَبابِ البَواكِيا
إِلَيهِ أَكلتُ الأَرضَ بِالعيسِ ثائِرا / وَقَد أَكَلَت مِنها الذُرى وَالحَوامِيا
حَوافِيَ لا يُنعَلنَ وَالبُعدُ آذن / عَلى نَفسِهِ إِلّا الوَجى وَالدياجِيا
فَجاءَتهُ لَم تُبصِر سِوى البِشر هادِياً / وَسَلهُ وَلَم يَسمَع سِوى الشُكرِ حادِيا
هَوادٍ عَلى أَعجازِها قيمُ النَدى / فَأَربح بِنا مَشرِيَّ حَمدٍ وَشارِيا
أَلِكني أَلِكني وَالسِيادَةُ بَينَنا / إِلى مولَعٍ بِالحَمدِ يَشريهِ غالِيا
إِلى آمِرٍ في الدَهرِ ناهٍ إِذا قَضى / عَلى كُلِّ مَن فيها أَطاعوهُ قاضِيا
وَحَيّوهُ لا راجينَ رَجعَ تَحِيَّةٍ / وَإِن كانَ جوداً لا يُخَيّبُ راجِيا
إِلَيكَ اِبن سَيفي يَعرُبٍ زَفَّ خاطِري / عَقائِلَ لا تَرضى البُروجَ مَغانِيا
وَإِنّي لِأَستَحيي مِنَ المَجدِ أَن أَرى / عَلَيَّ لِمَأمولٍ سِواكَ أَيادِيا
وَأَنّي وقَد أسلَفتني قَبلَ وَقتِهِ / مِنَ البرِّ ما حازَت خُطاهُ الأَمانِيا
وَأَيقَظتَ مِن قَدري وَما كانَ نائِماً / وَأَبعَدتَ مِن ذِكري وَما كانَ دانِيا
وَلَكِن نَبا مِن حُسنِ رَأيِكَ في يَدي / أَظُنُّ حُساماً لَم يَجِدنِيَ تالِيا
وَلَو لَم يكُن ما خِفتُ لا خِفتَ لَم أَجِد / عَلى غَيرِ ما أَخدَمتنيهِ اللَيالِيا
إِلى مَن إِذا لَم تشكني أَنتَ وَالعُلا / أَكونُ بِما أَلقى من الدَهرَ شاكِيا
وَأَنتَ عَلى رَفعي وَوَضعِيَ حُجَّةٌ / فَكُن بي عَلى أولاهُما بِكَ جارِيا
وَما أَسَفي إِلّا عَلى فَوتِ رُتبَةٍ / عَهِدتُكَ فيها بادِياً وَمُبادِيا
وَكَون مَكاني مِن سَمائِك عاطِلاً / وَلَولا مَكاني الدَهر ما كانَ حالِيا
وَإِنَّ كَسادي رَأسَ أَلف صِناعَةٍ / لَيَترُكُ وَسماً في السِيادَةِ بادِيا
فَرَدَّ المُنى خضراً تَرفّ غُصونها / بِمَبسوطَةٍ تَندى نَدىً وَعَوالِيا
عَوالٍ إِذا ما الطَعنُ هَزَّ جُذوعَها / تَساقَطَتِ الهَيجا عَلَيكَ مَعالِيا
وَعاوِن عَلى اِستِنجازِ طَبعٍ بِهَبَّةٍ / ترقّصُ في أَلفاظِهنَّ المَعانِيا
وَأَجعَلُ أَرضَ الرومِ تَجلو تِلاعُها / عَلَيكَ زَروداً وَالحِمى وَالمَطالِيا
وَقَد نَشَرَت مِن ذي القُروحِ وَخالهُ / وَعَمرُو بن كُلثومٍ عِظاماً بَوالِيا
وَقيلَ لَهُم مَن ذا لَها فَتَخَيَّروا / أَخيراً يَبُذُّ القائِلينَ الأَوالِيا
فَإِن نُسِقوا عَلى الوَلاءِ وَلَم يَكُن / بِذَلِكَ فَاِجعَل مِنهُ ظِلَّكَ عارِيا
وَعَزَّ عَلى العَلياءِ أَن يُلقِيَ العَصا / مُقيماً بِحَيثُ البَدر أَلقى المَراسِيا
وَمَن قامَ رَأيُ اِبنِ المُظَفَّرِ بَينَهُ / وَبَينَ اللَيالي نامَ عَنهُنَّ لاهِيا