القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ وَكِيع التَّنّيسي الكل
المجموع : 84
فَحمٌ شَبَّهُ الغُلامُ وَأَدلى
فَحمٌ شَبَّهُ الغُلامُ وَأَدلى / في كَوانينِهِ حَياةَ النُفوسِ
كانَ كَالآبُنوسِ غَيرَ مُحَلّى / فَغَدا وَهوَ مُذهَبُ الآبُنوسِ
لُقِّيَ النارَ في ثِيابِ حِدادٍ / فَكَسَتهُ مُصَبَّغاتِ عَروسِ
هذا الحَماحِمُ زَهرٌ
هذا الحَماحِمُ زَهرٌ / فيهِ حَياةُ النُفوسِ
كَأَنَّهُ حينَ يَبدو / بُرادَةُ الآبُنوسِ
غَرَّدَ الطَيرُ فَنَبِّه مَن نَعَسْ
غَرَّدَ الطَيرُ فَنَبِّه مَن نَعَسْ / وَأَدِر كَأسَكَ فَالعَيشُ خُلَسْ
سَلَّ سَيفُ الفَجرِ مِن غِمدِ الدُجى / وَتَعَرّى الصُبحُ مِن قُمصِ الغَلَسْ
وَبَدا في حُلَلٍ فِضِّيَّةٍ / نالَها مِن ظُلمَةِ اللَيلِ دَنَسْ
فَاِسقِني مِن قَهوَةٍ مِسكِيَّةٍ / في رِياضٍ عَنبَرِيّاتِ النَفَسْ
صَوَّرَهُ خالِقُهُ جامِعاً
صَوَّرَهُ خالِقُهُ جامِعاً / لِكُلِّ شَيءٍ حَسَنٍ بارِعِ
وَكُلُّ حُسنٍ مِن جَميعِ الوَرى / مُختَصَرٌ مِن ذلِكَ الجامِعِ
لا تَقبَلَنَّ مِنَ الرَشيدِ كَلامَهُ
لا تَقبَلَنَّ مِنَ الرَشيدِ كَلامَهُ / وَإِذا دَعاكَ أَخو الغَوايِةَ فَاِسمَعِ
وَدَعِ التَزَهُّدَ وَالتَجَمُّلَ لِلوَرى / فَالعَيشُ لَيسَ يَطيبُ لِلمُتَوَرِّعِ
كَأَنَّها في الكُئوسِ إِذ جُلِيَت
كَأَنَّها في الكُئوسِ إِذ جُلِيَت / مِن عَسجَدٍ رَقَّ لَونُهُ وَصَفا
أَغضَبَها الماءُ حينَ مازَجَها / فَأَزبَدَت في كُئوسِها أَنَفا
تَجاوَزَ الإِسرافَ في ظُلمِهِ
تَجاوَزَ الإِسرافَ في ظُلمِهِ / حَتّى لَقَد هَمَّ بِإِسرافِهِ
فَثَغرُهُ مَظلومُ مِسواكِهِ / وَحَصرُهُ مَظلومُ أَردافِهِ
مِن ظُلمُهُ جارَ عَلى نَفسِهِ / كَيفَ أُرَجّى حُسنَ إِنصافِهِ
أُناسٌ إِذا غابوا رَمَتكَ سِهامُهُم
أُناسٌ إِذا غابوا رَمَتكَ سِهامُهُم / وَخَصَّكَ مِنهُم في الحُضورِ وَالتَمَلُّقُ
غُرورُ لِقاءٍ قَد تَبَيَّنتُ زورَهُ / فَأَصبَحَ عِندي بائِراً لَيسَ يَنفُقُ
وَإِنَّ اِمرَأً نالَت يَداهُ كِفايَةً / وَلازَمَ فيهِم بَيتَهُ لَمُوَفَّقُ
سَلا عَن حُبِّكَ القَلبُ المَشوقُ
سَلا عَن حُبِّكَ القَلبُ المَشوقُ / فَما يَصبو إِلَيكَ وَلا يَتوقُ
جَفاؤُكَ كانَ عَنكَ لَنا عَزاءً / وَفَد يُسلى عَن الوَلَدِ العُقوقُ
عَشِقتُ مَن لا أُلامُ فيهِ وَما
عَشِقتُ مَن لا أُلامُ فيهِ وَما / يَخلو مِنَ اللَومِ كُلُّ مَن عَشِقا
رَأيُ الوَرى في سِواهُ مُختَلِفٌ / وَأَنتَ تَلقاهُ فيهِ مُتَّفِقا
وَكُلُّ قَلبٍ إِلَيهِ مُنصَرِفٌ / كَأَنَّهُ مِن جَميعِها خُلِقا
وَسَحابٍ إِذا هَمى الماءُ فيهِ
وَسَحابٍ إِذا هَمى الماءُ فيهِ / أَلهَبَ الرَعدُ في حَشاهُ البُروقا
مِثلُ ماءِ العُيونِ لَم يَجرِ إِلّا / ظَلَّ يُذكي عَلى القُلوبِ حَريقا
قُم فَاِسقِني صافِيَةً
قُم فَاِسقِني صافِيَةً / تَهتِكُ جُنحَ الغَسَقِ
أَما تَرى الصُبحَ بَدا / في ثَوبِ لَيلٍ خَلَقِ
أَما تَرى جَوزاءَهُ / كَأَنَّها في الأُفُقِ
مِنطَقَةٌ مِن ذَهَبٍ / فَوقَ قَباءٍ أَزرَقِ
وَصَفراءَ مِن ماءِ الكَرومِ كَأَنَّها
وَصَفراءَ مِن ماءِ الكَرومِ كَأَنَّها / فِراقُ عَدُوٍّ أَو لِقاءُ صَديق
كَأَنَّ الحَبابَ المُستَديرَ بِطَوقِها / كَواكِبُ دُرٍّ في سَماءِ عَقيقِ
صَبَبتُ عَلَيها الماءَ حَتّى تَعَوَّضَت / قَميصَ بَهارٍ مَن قَميصِ شَقيقِ
جَوهَرِيُّ الأَوصافِ يَقصُرُ عَنهُ
جَوهَرِيُّ الأَوصافِ يَقصُرُ عَنهُ / كُلُّ وَصفِ لِكُلِّ ذِهنٍ دَقيقِ
شارِبٌ مِن زَبَرجَدٍ وَثَنايا / لُؤلُؤٍ فَوقَها فَمٌ مِن عَقيقِ
عُدتُ إِلى الغَيِّ بَعدَ نُسكي
عُدتُ إِلى الغَيِّ بَعدَ نُسكي / وَلَذَّ لي فيكَ طَعمُ مَحكي
أَضحَكُ لِلكاشِحينَ جَهراً / وَلي ضَميرٌ عَلَيكَ يَبكي
تَمنَعُنى أَن أَبوحَ نَفسٌ / تَأنَفُ مِن ذِلَّةِ التَشَكّي
عَيني الَّتي أَوقَعَت فُؤادي / يا عينُ ماذا لَقيتُ مِنكِ
عَلِّل فُؤادَكَ وَالدُنيا أَعاليلُ
عَلِّل فُؤادَكَ وَالدُنيا أَعاليلُ / لا يَشغَلَنكَ عَنِ اللَهوِ الأَباطيلُ
وَلا يَصُدَّنكَ عَن أَمرٍ هَمَمتَ بِهِ / مِنَ العَواذِلِ لا قالٌ وَلا قيلُ
فَخَيرُ يَومَيكَ يَومٌ أَنتَ فيهِ إِذا / مُيِّزتَ في الناسِ مَحمودٌ وَمَعذولُ
وَإِن أَتَوكَ فَقالوا كُن خَليفَتَنا / فَقُل لَهُم إِنَّني عَن ذاكَ مَشغولُ
فَإِنَّ ذلِكَ أَمرٌ مَع نَفاسَتِهِ / وَنُبلِهِ بِفَناءِ العُمرِ مَوصولُ
وَاِرضَ الخُمولَ فَلا يَحظى بِلَذَّتِهِ / إِلّا اِمرؤٌ خامِلٌ في الناسِ مَجهولُ
وَلا تَبِع عاجِلَ الدُنيا بِآجِلِ ما / تَرجو فَذلِكَ أَمرٌ شَأنُهُ الطولُ
اِسفِك دَمَ القَهوَةِ الصَهباءِ تَحيَ بِهِ / روحي فَإِنَّ دَمَ الصَهباءِ مَطلولُ
يا خائِفَ الإِثمِ فيها حينَ يَشرَبُها / لا تَقنَطَنَّ فَعَفوُ اللَهِ مَأمولُ
قُم فَاِسقِني النَصَّ مِمّا حَرَّموهُ وَلا / تَعرِض لِما كَثُرَت فيهِ الأَقاويلُ
مِن قَهوَةٍ عُتِّقَت في دَنِّها حِقَباً / كَأَنَّها في سَوادِ اللَيلِ قِنديلُ
عَروسِ كَرمٍ أَتَت تَختالُ في حُلَلٍ / صُفرٍ عَلى رَأسِها لِلمَزجِ إِكليلُ
كَأَنَّها بِأَكُفِّ القَومِ إِذ جُلِيَت / ذَوبٌ مِنَ الذَهَبِ الإِبريزِ مَحلولُ
في فِتيَةٍ جَعَلوا لِلَّهوِ طاعَتَهُم / فَما لَهُم عَن طَريقِ اللَهوِ مَعدولُ
جَليسُهُم لَيسَ يَروى مِن حَديثِهِمُ / يَوماً وَبَعضُ حَديثِ القَومِ مَملولُ
لا كَالَّذينَ إِذا ما كُنتَ حاضِرَهُم / فَفي سُكوتِهِمُ المَأمولُ وَالسولُ
تَرى مَجالِسَهُم مَملوءَةً لَجباً / وَكُلُّ ذاكَ فُضولٌ عَنكَ مَعزولُ
إِن كُنتَ تَعلَمُ ما بي
إِن كُنتَ تَعلَمُ ما بي / وَأَنتَ لَستَ تُبالي
فَصارَ قَلبُكَ قَلبي / وَصِرتَ في مِثلِ حالي
بَل عِشتَ في طيبِ عَيشٍ / تَقيكَ نَفسي وَمالي
دَعَوتُ إِذ ضاقَ صَدري / عَلَيكَ ثُمَّ بَدا لي
بَدا مِشمِشُ الأَشجارِ فيها كَأَنَّهُ
بَدا مِشمِشُ الأَشجارِ فيها كَأَنَّهُ / يَلوحُ عَلى خُضرِ الغُصونِ المَوائِلِ
قِبابٌ بِمُخضَرِّ الرِياحينِ غُشِّيَت / وَقَد زُيِّنَت مِن عَسجَدٍ بِجَلاجِلِ
لا تَقبَلَنَّ مِنَ الرَشيدِ كَلامَهُ
لا تَقبَلَنَّ مِنَ الرَشيدِ كَلامَهُ / وَإِذا دَعاكَ أَخو الغَوايِةَ فَاِقبَلِ
وَدَعِ التَزَهُّدَ وَالتَجَمُّلَ لِلوَرى / فَالعَيشُ لَيسَ يَطيبُ بِالمُتَجَمِّلِ
وَاِشرَب مُزَعفَرَةَ القَميصِ سُلافَةً / مِن صَنعَةِ البَردانِ أَو قُطْرُبُّلِ
كَأسٌ إِذا رَمَتِ الهُمومَ بِسَهمِها / لَم يُخطِ نافِذُهُ سَواءَ المَقتَلِ
تَحلو وَتَعذُبُ في النُفوسِ كَأَنَّها / كَبْتُ العَدُوِّ ورَغمُ أَنفِ العُذَّلِ
حَمراءُ يَرحُبُ كُلُّ صَدرٍ ضيقٍ / مَعَها وَيُفتَحُ كُلُّ بابٍ مُقفَلِ
تَحكي ضِرامَ النارِ إِلّا أَنَّها / نارٌ لَعَمرُكَ لَيسَ تُؤذى المُصطَلى
لا سِيَّما مِن كَفِّ طاوِيَةِ الحَشا / تَرنو بِناظِرَتَي خَذولٍ مُطفِلِ
يَومٌ أَتاكَ بِوَجهِهِ المُتَهَلِّلِ
يَومٌ أَتاكَ بِوَجهِهِ المُتَهَلِّلِ / ناهيكَ مِن يَومٍ أَغَرَّ مُحَجَّلِ
خَلَعَ الغَمامُ عَلى اِخضِرارِ سَمائِهِ / خِلَعاً فَبَينَ مُمَسَّكٍ وَمُصَندَلِ
وَعَلا عَلى الأَشجارِ قَطرُ سَمائِها / فَبَدَت لِعَينِ الناظِرِ المُتَأَمِّلِ
تَحكي قِبابَ زَبَرجَدٍ قَد كُلِّلَت / بِمُنَظَّمٍ مِن لُؤلُؤٍ وَمُفَصَّلٍ
وَأَتاكَ زَهرُ البَاقِلاءِ كَأَنَّهُ / يَرنو إِلَيكَ بِطَرفِ أَغيَدَ أَكحَلِ
وَالوَردُ يَخجَلُ كُلَّ نَوْرٍ طالِعٍ / فَتَراهُ مُنتَقِباً بِحُمرَةٍ مُخجَلِ
وَحَكى بَياضُ الطَلِّ في كافورِهِ / وَجهَ الخَريدَةِ في الخِمارِ الصَندَلِ
وَتَغَرَّدَت أَطيارُهُ فَحَكَت لَنا / نَغَماتِ مَعبَدَ في الثِقيلِ الأَوَّلِ
مِن كُلِّ صافِيَةِ الصَفيرِ إِذا دَعَت / أَغنَتكَ عَن صَنجٍ هُناكَ وَجُلجُلِ
وَكَأَنَّما الدُنيا عَروسٌ أَقبَلَت / في كُلِّ أَنواعِ المَلابِسِ تَنجَلي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025