المجموع : 294
ورَوضَةٍ عقدَتْ أَيْدِي الربيعِ بِها
ورَوضَةٍ عقدَتْ أَيْدِي الربيعِ بِها / نَوْراً بِنَوْرٍ وتَزْويجاً بتَزْويجِ
بِمُلْقَحٍ مِنْ سَوارِيها وَمُلْحَقَةٍ / ونَاتِجٍ مِنْ غَوادِيها ومَنتُوجِ
توشَّحَتْ بِمُلاةٍ غَيْرِ مُلْحمةٍ / مِنْ نَوْرِها ورِداءٍ غَيْرِ مَنْسُوجِ
فَأَلْبَسَتْ حُلَلَ المَوشِيِّ زَهْرَتها / وَجَلَّلتْها بِأَنْماطِ الدَّيابِيجِ
يا مَليحَةَ الدَّعَجِ
يا مَليحَةَ الدَّعَجِ / هَلْ لَدَيْكِ مِنْ فَرَجِ
أَمْ تُراكِ قَاتلَتي / بِالدَّلالِ والغَنَجِ
مَنْ لِحُسْنِ وَجْهكِ مِنْ / سُوءِ فِعْلِكِ السَّمِجِ
عاذِليَّ حَسْبُكُما / قَدْ غَرِقْتُ في لُجَجِ
هَلْ عَلَيَّ وَيْحَكُما / إنْ لَهَوْتُ مِنْ حَرَجِ
الحقُّ أبلجُ واضحُ المنهاجِ
الحقُّ أبلجُ واضحُ المنهاجِ / والبدرُ يُشرِقُ في الظلامِ الداجي
والسَّيفُ يعدلُ مَيلَ كلِّ مخالفٍ / عَميتْ بصيرتُهُ عنِ المنهاجِ
وإذا المعاقلُ أُرتجتْ أبوابُها / فالسَّيفُ يفتحُ قُفلَ كلِّ رِتاجِ
نشرَ الخليفةُ للخلافِ عزيمةً / طَوتِ البلادَ بجحفَلٍ رَجراجِ
جيشٌ يلفُّ كتائباً بكتائبٍ / ويضمُّ أفواجاً إلى أفواجِ
وتراهُ يأفِرُ بالقنابلِ والقَنا / كالبحرِ عندَ تَلاطُمِ الأمواجِ
متقاذفُ العِبْرَينِ تخفُقُ بالصَّبا / راياتُه مُتدافعُ الأمواجِ
من كلِّ لاحقةِ الأياطلِ شُدَّفٍ / رحبِ الصدورِ أمينةِ الأثباجِ
وترى الحديدَ فتقشَعرُّ جُلودُها / خوفَ الطِّعانِ غداةَ كلِّ نِهاجِ
دُهمٌ كأَسْدفةِ الظَّلامِ وبعضُها / صفرُ المناظرِ كاصفرارِ العاجِ
من كلِّ سامي الأَخْدعَينِ كأنَّما / نِيطتْ شكائمُهُ بجذعِ الساجِ
لمّا جفلْنَ إلى بلاي عشيَّةً / أقْوتْ معاهدُها منَ الأعلاجِ
فكأنَّما جاسَتْ خلالَ ديارِهمْ / أُسدُ العرينِ خَلَت بِسربِ نِعاجِ
ونَجا ابنُ حفصونٍ ومَن يكنِ الرَّدى / والسيفُ طالبُهُ فليسَ بناجِ
في ليلةٍ أسرت بِهِ فكأنَّما / خِيلَتْ لديهِ ليلةَ المعراجِ
ما زال يَلقحُ كلَّ حربٍ حائلٍ / فالآنَ أنتَجها بشَرِّ نِتاجِ
فإذا سألتَهُمُ مَواليَ مَن هُمُ / قالوا مواليَ كلِّ ليلٍ داجِ
ركبَ الفِرارُ بعُصبةٍ قد جرَّبوا / غِبَّ السُّرَى وعواقبَ الإدلاجِ
وبقيّةٌ في الحصنِ أُرتجَ دونَهمْ / بابُ السلامةِ أيَّما إرتاجِ
سُدَّتْ فِجاجُ الخافقَينِ عليهمُ / فكأنَّما خُلقا بغيرِ فِجاجِ
نَكصتْ ضَلالَتُهمْ على أعقابِها / وانصاعَ كفرُهمُ على الأدراجِ
مَن جاء يسألُ عنهمُ من جاهلٍ / لم يرو سَغباً من دمِ الأوداجِ
فأولاكَ هم فوق الرَّصيفِ وقد صَغا / بعضٌ إلى بعضٍ بغيرِ تَناجِ
رَكبوا على بابِ الأميرِ صوافِناً / غَنِيَتْ من الإلجامِ والإسراجِ
أضحى كبيرُهمُ كأنَّ جَبينَهُ / خُضبتْ أسِرَّتُه بماءِ الزاجِ
لما رأى تاجَ الخلافةِ خانَهُ / قامَ الصَّليبُ له مَقامَ التَّاجِ
هذي الفتوحاتُ التي أَذكتْ لنا / في ظُلمةِ الآفاقِ نورَ سِراجِ
ربَّ بقيعٍ طامسِ المنهاجِ
ربَّ بقيعٍ طامسِ المنهاجِ /
رضيعِ كلِّ أوطفٍ ثجّاجِ /
حَبابُهُ كالنَّفخِ في الزُّجاجِ /
مُسْتَهامٌ دَمْعُهُ سَافِحُ
مُسْتَهامٌ دَمْعُهُ سَافِحُ / بَيْنَ جَفْنَيْهِ هَوىً قادِحُ
كُلَّما أَمَّ سَبيلَ الهُدى / عافَهُ السانِحُ وَالبارِحُ
حلَّ فيما بَيْنَ أعدائِهِ / وَهْوَ عَنْ أحْبابِهِ نازِحُ
أَيُّها القادِحُ نارَ الهوى / اصْلَها يا أَيُّها القادِحُ
سَيفٌ عَلَيهِ نِجادُ سَيْفٍ مِثْله
سَيفٌ عَلَيهِ نِجادُ سَيْفٍ مِثْله / في حَدِّهِ للْمُفْسدينَ صَلاحُ
هو الفتحُ منظوماً على إثرِهِ الفتحُ
هو الفتحُ منظوماً على إثرِهِ الفتحُ / وما فيهما عهدٌ ولا فيهما صُلحُ
سِوى أنَّ صَفحاً كانَ من بعدِ قُدرةٍ / وأحسنُ مقرونٍ إلى قُدرةٍ صَفحُ
سَلِ السَّيفَ والرُّمحَ الرُّدينيَّ عنهما / فتسمعَ ما يُنْبي به السيفُ والرمحُ
لقد شَفعت يومَ العروبةِ عِندَها / بعيدٍ لنا فيه السلامةُ والنُّجحُ
ذبائحُ راحتْ يوَم عيدِ لحومِها / وما ازدانَ عيدٌ لا يكونُ بهِ ذبحُ
قَرَيناهُمُ سَجْلاً من الحربِ مُرَّةً / وعَشراً ركيكاً ليس في طَعمهِ ملحُ
ومُقْرَبة يشقرُّ في النَّقْعِ كمْتُها / وتَخْضرُّ حيناً كلَّما بَلَّها الرَّشحُ
تَراهُنَّ في نَضْحِ الدماءِ كأنَّما / كساها عَقيقاً أحمراً ذلكَ النَّضحُ
تطيرُ بلا ريشٍ إلى كلِّ صَيحةٍ / وتَسبحُ في البرِّ الَّذي ما بهِ سَبْحُ
عليها منَ الأبطالِ كلُّ مُمارِسٍ / يرى أن جِدَّ الحربِ من بأسهِ مَزْحُ
يَعدُّونَه الأعداءُ كَرْباً عليهمُ / على أنه طَلقٌ لنا وجهُهُ سَمْحُ
وكانَ ابنُ حفصونٍ يعدُّ جيادَهُ / سَراحينَ قبلَ اليومِ فهي لنا سَرْحُ
نَجا مُستَكِنَّاً تحتَ جُنحٍ منَ الدُّجَى / وليسَ يؤدِّي شكرَ ما أنعمَ الجُنْحُ
دعَتْهُ مُنىً كانت عليهِ مَنِيَّةً / فَترْحا لهُ منها وقَلَّ لهُ الترْحُ
تَسرْبَلَ ثوبَ اللَّيلِ خامسَ خمسةٍ / فكلُّهم في كلِّ جارحةٍ جُرحُ
يودُّونَ أنَّ الصبحَ ليلٌ عليهمُ / ونحن نودُّ الليلَ لو أَنَّه صُبْحُ
أقادِحَ نارٍ كانَ طعمَ وقودِها / بعينيكَ فانظرْ ما أضاءَ لكَ القَدْحُ
مَحا السيفُ ما زخرفتَ أوّلَ وَهْلةٍ / ودونكَ فانظرْ بعد ذلكَ ما يَمْحو
فكم شاربٍ منكمْ صحا بعدَ سُكرهِ / وما كانَ لولا السيفُ من سُكرهِ يَصْحو
كأَنَّ بلايا والخنازيرُ حولها / مُقطَّعةُ الأوصالِ أنيابُها كُلحُ
ديارُ الَّذينَ كذَّبوا رُسْلَ ربِّهم / فلاقَوا عذاباً كان موعدهُ الصُّبحُ
فلو نطقَ السَّفحُ الذي قُتلوا بهِ / إذنْ لبكَى من نَتْنِ قتلاهُمُ السَّفحُ
دماءٌ شَفتْ منها الرماحُ غَليلَها / فودَّ قضيبُ البانِ لو أنَّه رُمحُ
وللَّهِ ما أَزكى تجارةَ صَفقةٍ / يكونُ لهمْ خُسرانُها ولنا الرِّبحُ
أقَمنا عليها اللهوَ في يومِ عيدِهمْ / فكم لهم فِصحاً بهِ قُطعَ الفصحُ
ألا تَعِستْ تلكَ الوجوهُ وقُبِّحتْ / فما خُلقا إلّا لها التَّعسُ والقُبحُ
فيا وقعةً أنستْ وقيعةَ راهطٍ / ويا عزمةً من دونِها البطنُ والنَّطحُ
ويا ليلةً أبقتْ لنا العزَّ دهرَنا / وذُلّاً على الأعداءِ جلَّ بهِ التَّرحُ
بدولةِ عبدِ اللَّهِ ذي العزِّ والتُّقَى / يُحبَّرُ في أدنَى مَقاماتهِ المَدْحُ
ألا إنَّهُ فتحٌ يُقِرُّ له الفتحُ
ألا إنَّهُ فتحٌ يُقِرُّ له الفتحُ / فأوّلُهُ سعدٌ وآخرُهُ نُجْحُ
سَرى القائدُ الميمونُ خيرَ سَرِيَّةٍ / تقدَّمَها نصرٌ وتابعَها فَتْحُ
ألم ترَهُ أرْدَى بإسْتجةَ العِدَى / فلاقَوا عذاباً كانَ موعدَه الصُّبحُ
فلا عهدَ للمُرّاقِ من بعدِ هذهِ / يتمُّ لهمْ عند الإمامِ ولا صُلحُ
تَولَّوا عباديداً بكلِّ ثنيَّةٍ / وقد مَسَّهمْ قَرحٌ وما مسَّنا قَرْحُ
للَّهِ عبدُ الرَّحيم من مَلكٍ
للَّهِ عبدُ الرَّحيم من مَلكٍ / ما بعدَهُ للعيونِ مُطَّرحُ
كأنَّ بابَ السماءِ من يدهِ / على جميعِ الأنامِ مُنفتحُ
طَلَبْتُ بِكَ التَّكثيرَ فازْدَدْتُ قِلَّةً
طَلَبْتُ بِكَ التَّكثيرَ فازْدَدْتُ قِلَّةً / وَقَدْ يَخْسَرُ الإنْسانُ في طلَبِ الرِّبْحِ
عاد مِنْهَا كُلَّ مَطْبوخِ
عاد مِنْهَا كُلَّ مَطْبوخِ / غَيْرَ دَاذِيٍّ وَمَفْضوخِ
وَاعْتقد مِنْ وُدِّ أَهْلِ الحِمَى / كُلَّ وُدٍّ غَيْرَ مَشْدُوخِ
وَانْتَشِقْ رَيَّاكَ مِنْ مُلْتَقَى / شَارِبٍ بِالمِسْكِ مَلْطُوخِ
إِنَّ في الْعِلمِ وَآثَارِهِ / نَاسِخاً مِنْ بَعْدِ مَنْسُوخِ
يا مَنْ تَجلَّدَ للزَّما
يا مَنْ تَجلَّدَ للزَّما / نِ أمّا زمانُكَ مِنْكَ أَجْلَدْ
سَلِّطْ نُهاكَ عَلَى هَوَا / كَ وَعُدَّ يَوْمَك لَيْسَ مِنْ غَد
إِنَّ الحياةَ مَزارِعٌ / فَازْرَعْ بِها ما شِئْتَ تَحْصُد
وَالنَّاسُ لا يَبْقَى سِوَى / آثارِهِمْ وَالعَيْنُ تُفْقَد
أَوَ ما سَمِعْتَ بِمَنْ مَضَى / هَذَا يُذَمُّ وَذاكَ يُحْمَدْ
والمالُ إنْ أَصْلحْتَهُ / يَصْلُحْ وَإِنْ أَفْسَدْتَ يَفْسُدْ
وَالعِلْمُ ما وَعَتِ الصُّدُو / رُ ولَيْسَ مَا في الكُتبِ يَخْلدْ
قَصَدَ المَنونُ لَهُ فَماتَ فَقيدا
قَصَدَ المَنونُ لَهُ فَماتَ فَقيدا / وَمَضى على صَرفِ الخُطوبِ حَمِيدا
بِأبِي وَأُمِّي هَالِكاً أَفْرَدْتُهُ / قَدْ كانَ في كلِّ العُلومِ فَريدا
سُودُ المقابر أَصْبَحَتْ بِيضاً بِهِ / وَغَدَتْ لَهُ بِيضُ الضَّمائِرِ سُودا
لم نُرْزَهُ لما رُزِئنَا وَحْدَهُ / وَإنِ اسْتَقَلَّ بِهِ المَنونُ وَحِيْدا
لكِنْ رُزئنا القاسِمَ بْنَ مُحمدٍ / في فَضْلِهِ والأسْوَدَ بْنَ يَزيدا
وَابْنَ المُبارَكِ في الرقائِقِ مُخْبِراً / وَابْنَ المُسَيَّبِ في الحديْثِ سَعيدا
وَالأخْفَشَينِ فَصاحَةً وَبَلاغَةً / والأَعشَيَيْنِ رِوايَةً وَنَشيدا
كانَ الوَصِيَّ إذا أَرَدْتُ وَصِيَّةً / وَالمُستَفادَ إذا طَلَبْتُ مُفيدا
وَلّى حَفيظاً في الأَذمَّةِ حَافِظاً / وَمضى وَدوداً في الوَرَى مَوْدودا
ما كانَ مِثْلي في الرَّزيَّةِ والِداً / ظَفِرَتْ يَداهُ بِمِثْلِهِ مَوْلودا
حَتَّى إذا بَذَّ السَّوابِقَ في العُلا / وَالعِلْم ضُمِّنَ شِلْوُهُ مَلْحُودا
يا مَنْ يُفَنِّدُ في البُكاءِ مُوَلَّها / ما كانَ يَسْمَعُ في البُكا تَفْنيدا
تَأبَى الْقُلوبُ المُسْتَكِينَةُ لِلأسى / مِنْ أَنْ تَكُونَ حِجارَةً وحَديدا
إِنَّ الَّذي بادَ السُّرورُ بِمَوتِهِ / ما كانَ حُزنِي بَعْدَهُ لِيَبيْدا
الآنَ لمَّا أَنْ حَوَيْتَ مَآثِراً / أَعْيَتْ عَدُوّاً في الوَرَى وحَسُودَا
ورأَيْتُ فِيكَ مِنَ الصَّلاحِ شمائِلاً / ومِنَ السَّماحِ دَلائِلاً وَشُهُودا
أَبْكِي عَلَيْكَ إذا الحمامَةُ طَرَّبَتْ / وَجْهَ الصَّباحِ وَغَرَّدَتْ تَغريدا
لَولا الحَيَاءُ وَأَنْ أُزَنَّ بِبِدْعَةٍ / مِمَّا يُعَدِّدُهُ الوَرَى تَعْديدا
لَجَعَلْتُ يَومَكَ في المَنائحِ مَأتَماً / وَجَعَلْتُ يَوْمَكَ في المَوَالِدِ عِيدا
بادِرْ إِلى التَّوبَةِ الخَلصاءِ مُجْتَهِداً
بادِرْ إِلى التَّوبَةِ الخَلصاءِ مُجْتَهِداً / وَالمَوْتُ وَيْحَكَ لم يَمْدُدْ إِليكَ يَدا
وَارْقُبْ مِنَ اللَّهِ وَعْداً لَيْسَ يُخْلِفُهُ / لا بُدَّ ِللَّهِ مِنْ إِنْجازِ ما وَعَدا
عاضَتْ بِوَصْلٍ صَدَّا
عاضَتْ بِوَصْلٍ صَدَّا / تُريدُ قَتْلي عَمْدا
لمّا رَأَتْني فَرْدا / أَبْكي وَألقى جَهْدا
قالتْ وَأَبْدَتْ دُرّاً / وَيْلُمِّ سَعْدٍ سَعْدا
بَدا الهِلالُ جَديداً
بَدا الهِلالُ جَديداً / وَالمُلكُ غضّ جديدُ
يا نِعْمَةَ اللَّهِ زِيدِي / ما كانَ فِيكِ مَزيدُ
إِنْ كانَ لِلْصَّوْمِ فِطْرٌ / فَأنتَ لِلدَّهْرِ عِيدُ
إمامُ عدلٍ عليهِ / تاجانِ بأسٌ وجودُ
يومَ الخميس تبدَّى / لنا الهلالُ السعيدُ
فكلَّ يومِ خميسٍ / يكون للناسِ عيدُ
بَليَتْ عِظامُكَ والأَسَى يَتَجَدَّدُ
بَليَتْ عِظامُكَ والأَسَى يَتَجَدَّدُ / والصَّبرُ يَنْفَدُ والبُكا لا يَنْفَدُ
يا غَائِباً لا يُرْتَجَى لإِيابِهِ / وَلِقَائِهِ حَتَّى القِيَامَةِ مَوْعِدُ
ما كانَ أَحْسَنَ مَلْحَداً ضُمِّنْتَهُ / لو كان ضَمَّ أباكَ ذَاكَ الملحَدُ
بِاليَأسِ أَسْلو عَنْكَ لا بِتَجلُّدِي / هَيْهاتَ أَيْنَ مِنَ الحَزين تَجَلُّدُ
قَلْبٌ بِلَوْعاتِ الهوَى مَعْمُودُ
قَلْبٌ بِلَوْعاتِ الهوَى مَعْمُودُ / حَيٌّ كَمَيْتٍ حاضِرٌ مَفْقُودٌ
مَا ذُقْتُ طَعْمَ المَوْتِ في كَأسِ الأسَى / حَتَّى سَقَتنِيْهِ الظِّباءُ الغِيدُ
مَنْ ذَا يُداوي القلْبَ مِنْ داءِ الهوى / إِذْ لا دَواءٌ لِلهَوى مَوْجُودُ
أمْ كَيفَ أَسْلو غَادَةً ما حُبُّها / إِلّا قَضاءٌ ما لَهُ مَرْدودُ
القَلْبُ مِنْها مُسْتَريْحٌ سَالِمٌ / وَالقَلْبُ مِنِّي جاهِدٌ مَجْهُودُ
كتابُ الشَّوقِ يطويهِ الفؤادُ
كتابُ الشَّوقِ يطويهِ الفؤادُ / ومن فيضِ الدموعِ لهُ مِدادُ
تخطُّ يدُ البكاءِ به سطوراً / على كبدي ويُمْليها السُّهادُ
وكيف بي فؤادٌ مستطيرٌ / لمن لا يستطيرُ له فؤادُ
أمِن يَمن يكونُ الجودُ خِلواً / وإبراهيمُ حاتمُها الجَوادُ
زِيارتُهُ لمن يأتيهِ حَجٌّ / ومِدحتُهُ رِباطٌ أو جهادُ
وما لي في التخلُّفِ عنهُ عُذرٌ / ولي في الأرضِ راحلةٌ وزادُ
أمّا الهُدَى فاستقامَ من أوَدِهْ
أمّا الهُدَى فاستقامَ من أوَدِهْ / ومدَّ أطنابَهُ على عَمَدِهْ
وانتعشَ الدينُ بعدَ عَثْرتهِ / واتّصلتْ كفُّهُ على عَضدِهْ
وزُلزِلَ الكفرُ من قَواعدهِ / وجُبَّ رأسُ النِّفاقِ من كَتَدِهْ
بفتحِ قَرْمونةَ التي سَبَقتْ / ما عدَّ كفُّ الخلافِ من عددِهْ
بيُمْن أسنَى أُميَّةٍ حَسَباً / وخيرِهم رافداً لمُرتفدِهْ
إمامُ عدلٍ على رعيَّتهِ / أشفقُ من والدٍ على ولدِهْ
أحيا لنا العدلَ بعدَ مِيتَتِهِ / وردَّ روحَ الحياةِ في جسدِهْ
في كلِّ يومٍ يزيدُ مكرُمةً / ويَقصرُ الوصفُ على مدَى أمدِهْ
فأمسُهُ دونَ يومهِ كرَماً / ويومُه في السَّماحِ دونَ غدِهْ
للَّهِ عبدُ الرَّحمنِ من مَلكٍ / لابسِ ثوبِ السَّماحِ مُعتقدِهْ