المجموع : 194
وَمَعشوقٍ يَتيهُ بِوَجهِ عاجٍ
وَمَعشوقٍ يَتيهُ بِوَجهِ عاجٍ / شَبيهُ الصَدغِ مِنهُ بِلامِ زاجِ
إِذا اِستَسقَيتُهُ راحاً سَقاني / رُضاباً كَالرَحيقِ بِلا مِزاجِ
ظَبيٌ كَسا رَأسي المُشبَّبَ بِعارِضٍ
ظَبيٌ كَسا رَأسي المُشبَّبَ بِعارِضٍ / نَمّ العِذارُ بِحافَتَيهِ وَلاحا
فَكَأَنَّما أَهدى لِعارِضِ خَدِّهِ / شَعري ظَلاماً وَاِستَعاضَ صَباحا
يا مُهدِياً لِي بَنَفسَجاً أَرجاً
يا مُهدِياً لِي بَنَفسَجاً أَرجاً / يَرتاحُ صَدري لَهُ وَيَنشَرِحُ
بِشّرني عاجِلاً مُصحَّفُهُ / بأَنَّ ضيقَ الأمورِ يَنفَسِحُ
ذُو الفَضلِ لا يَسلمُ مِن قَدحِ
ذُو الفَضلِ لا يَسلمُ مِن قَدحِ / وَإِن غَدا أَقومَ مِن قَدحِ
يا مُهدياً لِي بَنَفسَجاً سَمِجاً
يا مُهدياً لِي بَنَفسَجاً سَمِجاً / وَدِدتُ لَو أَنَّ أَرضَهُ سَبَخُ
يُنذِرُني عاجِلاً مُصَحّفهُ / بِأَنَّ عَهدَ الحَبيبِ يَنفَسِخُ
يا بُؤسَ لِلدَهرِ أَيّ خَطبٍ
يا بُؤسَ لِلدَهرِ أَيّ خَطبٍ / وَهابَهُ الدَهرُ في اِبنِ حامد
قَدِ اِستَوى الناسُ إِذ تَولّى / فَما تَرى مَوقِفاً لِحامِد
يَبكي عَلى فَقدِهِ ثَلاثٌ / العِلمُ وَالزُهدُ وَالمَحامِد
أَبا بِشرٍ ذَهَبتَ بِكُلِّ أُنسٍ
أَبا بِشرٍ ذَهَبتَ بِكُلِّ أُنسٍ / فَما شَيءٌ لَدَينا مِنه يُعهَد
أَأَنسى طيبَ أَيّامٍ تَوَلَّت / بِعِشرَتِكَ الَّتي تُرضى وَتُحمَد
إِذِ الأَحداثُ عَنّا غافِلاتٌ / وَخَطوُ صُروفِها عَنّا مُقيّد
وَإِذ تَشدو لَنا بِرَقيقِ لَحنٍ / تقاصرُ عِندَهُ ألحانُ مَعبد
فَأمّا الموصِلِيُّ فَلَو وَعاهُ / لَكانَ لَدَيهِ يَستَخزي وَيَسجُد
وَلَو عاشَ الغَريضُ لَكانَ مِمَّن / يُقِرّ بِفَضلِ صَنعَتِهُ وَيَشهَد
بَعُدتَ فَما لَنا في الأُنسِ حَظٌّ / وَشَملُ اللَهوِ مُفتَرِقٌ مُبَدّد
أَلا هَل راجِعٌ عَيشٌ تَولّى / وَهَل مُتَبَدّلٌ عَيشٌ تَنكّد
حَوى القِدّ عُمراً فَقُلتُ اعتَقِد
حَوى القِدّ عُمراً فَقُلتُ اعتَقِد / رضاً بِالقَضاءِ وَلا تَحتَقِد
فإِمّا اِحتَقَدتَ قَضاءَ الإِلهِ / فَأَخسِر بِمُحتَقِدٍ تَحتَ قِد
تَقنَّصني غَزالٌ شابَ فيه
تَقنَّصني غَزالٌ شابَ فيه / مَفارِقُ لمّةٍ قَد كُنَّ سُودا
وَعَهدي بِالظِباءِ وَهنَّ صِيدٌ / فَقَد أَصبَحنَ يَفرسنَ الأُسودا
أُنافِسُ في هَواهُ وَهوَ مَوتٌ / مَتى عايَنتَ في مَوتٍ حَسُودا
وَأُدعى سَيّدَ العُشّاقِ طُرّاً / وَما حاوَلتُ فيهِم أَن أَسُودا
يا مَن دَهاهُ شَعرُه
يا مَن دَهاهُ شَعرُه / وَكانَ غَضّاً أَمرَدا
سِيّانَ فاجأَ أَمرَداً / في الخَدِّ شَعرٌ أَم رَدى
هُوَ السُؤلُ لا يُعطيكَ وافِرَ مِنَّةٍ
هُوَ السُؤلُ لا يُعطيكَ وافِرَ مِنَّةٍ / يَدُ الدَهرِ إِلّا حينَ أَبصرته جلدا
كَم والِدٍ يَحرِمُ أَولادَهُ
كَم والِدٍ يَحرِمُ أَولادَهُ / وَخَيرُهُ يَحظى بِهِ الأَبعَدُ
كَالعَينِ لا تُبصِرُ ما حَولَها / وَلَحظُها يُدرِكُ ما يبعدُ
جُفونٌ قَد تَمَلَّكَها السّهادُ
جُفونٌ قَد تَمَلَّكَها السّهادُ / وَجَنبٌ لا يُلائِمُهُ مِهادُ
وَأحداثٌ أَصابَتني وَقَومي / يَذلّ مِنَ الحَليمِ لَها القِيادُ
فَقَد شَطّت بِنا وَبِهم دِيارٌ / وَفَرّق جامِعَ الشَملِ البِعادُ
أَقولُ وَفي فُؤادي نارُ وَجدٍ / لَها ما بَينَ أَحشائي اِتّقادُ
وَللأَحزانِ في صَدري اِعتِلاجٌ / وَلِلأَفكارِ في قَلبي اِطِّرادُ
أَلا هَل بِالأَحِبَّةِ مِن لمامٍ / وَهَل شَملُ السُرورِ بِهم معادُ
وَلا وَاللَهِ ما اِجتَمَعَت ثَلاثٌ / فِراقُهُم وَجَفني وَالرُقادُ
فَإِن تَجمع شَتيتَ الشَّملِ مِنّا / وَفي الأَيّامِ جورٌ وَاِقتِصادُ
تنجزّنا مِنَ الأَحداثِ عَهداً / أَكيداً لا يُزاغُ وَلا يكادُ
وَكَيفَ يَصِحُّ للأَيّامِ عَهدٌ / وَشيمَتُها التَغيّرُ وَالفَسادُ
أَخٌ لي أَما الودُّ مِنهُ فَزائِدُ
أَخٌ لي أَما الودُّ مِنهُ فَزائِدُ / وَأَلفاظُهُ بَينَ الحَديثِ فَرائِدُ
إِذا غابَ يَوماً لَم يَنُب عَنهُ شاهِدٌ / وَإِن شَهِدَ اِرتاحَت إِلَيهِ المَشاهِدُ
بِنَفسي غَزالٌ صارَ لِلحُسنِ كَعبَةً
بِنَفسي غَزالٌ صارَ لِلحُسنِ كَعبَةً / تُحَجُّ مِن الفَجِّ العَميقِ وَتُعبَدُ
دَعاني الهَوى فيهِ فَلَبّيتُ طائِعاً / وَأَحرَمَتُ بِالإِخلاصِ وَالسَعيُ يَشهَدُ
فَجفنيَ لِلتَّسهيدِ وَالدَمعِ قارِنٌ / وَقَلبي فيهِ بِالصَبابَةِ مُفرِدُ
إِن لا أَكُن بِالحادِثاتِ ذا يَدِ
إِن لا أَكُن بِالحادِثاتِ ذا يَدِ / إِنّي عَنِ الصَديقِ جَدُّ ذائِدِ
يا مَن يَبيتُ مُحِبّهُ
يا مَن يَبيتُ مُحِبّهُ / مِنهُ بِلَيلَةِ أَنقَدِ
إِن غِبتَ عَني سُمتَني / وَشكَ الرَدى فَكَأَن قَدِ
سَلَّ الرَبيعُ عَلى الشِتاءِ صَوارِماً
سَلَّ الرَبيعُ عَلى الشِتاءِ صَوارِماً / تَرَكتهُ مَجروحاً بِلا إِغمادِ
وَبَكَت لَهُ عَينُ السَحابِ بِأَدمُعٍ / ضَحِكَت لِساجِمِها رُبى الأَنجادِ
وَبَدَت شَقائِقُها خِلالَ رِياضِها / تُزهى بِثَوبي حُمرَةٍ وَسَوادِ
فَكَأَنَّها بِنتُ الشِتاءِ تَوَجَّعَت / لِمُصابِهِ كَشَقيقَةِ الأَولادِ
فَقُنو حُمرَتِها خِضابُ نَجيعِهِ / وَسَوادُ كِسوَتِها لِباسُ حِدادِ
أَقولُ لِشادِنٍ في الحُسنِ فَردٍ
أَقولُ لِشادِنٍ في الحُسنِ فَردٍ / يَصيدُ بِطَرفِهِ قَلبَ الجَليدِ
مَلَكتَ الحُسنَ أَجمَعَ في قوامٍ / فَلا تَمنَع وُجُوباً عَن وُجودِ
وَذَلِكَ أَن تَجودَ لِمُستَهامٍ / بَرَشفِ رُضابِكَ العَذبِ البَرودِ
فَقالَ أَبو حَنيفَةَ لي إِمامٌ / فَعِندي لا زَكاةَ عَلى الوَليدِ
وَنبّئتُها يَوماً أَلَمّت بِجَنَّةٍ
وَنبّئتُها يَوماً أَلَمّت بِجَنَّةٍ / تَنَزّه طَرفاً في الأَزاهيرِ وَالخُضَر
فَأَبصَرَ رَبُّ الباغِ رُمّانَ صَدرِها / فَقالَ اِطرَحيهِ عَنكِ يا لِصَّةَ الشَجَر
فَناداهُ نورُ الجِلّنارِ بِخَدِّها / كَذَبتَ فَهَذا النُورُ أَطلَعَ ذا الثَمَر