القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الخُبْز أَرْزي الكل
المجموع : 380
اشرب على وجه الحبي
اشرب على وجه الحبي / ب سلافةً في لون خدِّهْ
يا من حياتك بعد مَو / تك وصلُه من بعد صدِّهْ
لا شيء أحسن موقعاً / من قرب إلفٍ بَعد بُعدِه
فاشرب كُفِيتَ صدودَه / ورُزِقتَ منه وفاء عهده
يا موحش الإخوان عش مستأنساً
يا موحش الإخوان عش مستأنساً / ومصاحب التوفيق والتسديدِ
إن ينصرم حبل العيان تباعداً / فالذكر متَّصلٌ بحبل وريدي
لم أدرِ كيف فراق جسمٍ روحَهُ / حتى وقفتُ أُودِّعُ الجارودي
نفسي الفدا لمقارب كمباعد
نفسي الفدا لمقارب كمباعد / حذر الوشاة وراغبٍ كالزاهدِ
لزم التوقّي بالهوى فلسانُه / متباعد والقلب غير مباعدِ
مولاي لفظك في خطابٍ ناقصٍ / لكن ضميرك في وفاءٍ زائدِ
وأرى انقباضَك للتجمُّل تحته / لحظات طرفٍ بالمحبَّة شاهدِ
هي نعمة لك لا أُؤدي شكرها / أن مِلتَ نحوي بعد نهي الوالدِ
لو كان كلُّ العالمين مخالفي / ما ضرَّني إن كنتَ أنت مساعدي
وإذا تآلفت القلوبُ على الهوى / احتلنَ في إبطال كيد الكائدِ
قد قال قلبي إذ رآك مجانبي / ورآك ترصد غفلةً من راصدي
صدَّ الحبيبُ وقد رأيتُ لصدِّه / عذراً فلست على الحبيب بواجدِ
جزعي إذا أبصرتُ فيك تنكُّراً / جزعَ المريض من انكسار العائدِ
فإذا تواطينا فكلُّ مُغَرِّرٍ / من بعدُ يضرب في حديدٍ باردِ
لأُدارِينَّ وأُحسدنَّ ومن يَفُز / بوصال مثلك يصطبر للحاسدِ
لمكان ألفٍ لا يخلّى واحدٌ / لكنَّ ألفاً يكرَمون لواحدِ
كملت صفاتك فيك حسن المشتري / بين النجوم وفيك شكل عطاردِ
فاذا رأيتُ رأيت شخص محاسنٍ / واذا اختبرت رأيت شخص محامدِ
والله ما أبغي الوصال لريبةٍ / أو لا فلا اتصلت بكفي ساعدي
لكن لطيب تراسلٍ وتغازلٍ / وتآلُفٍ وتحادثٍ وتناشدِ
قد كان ذاك هوى الظراف وإنما / فسد الهوى في ذا الزمان الفاسدِ
أشتهي أن أُزيل بالوصل وجدي
أشتهي أن أُزيل بالوصل وجدي / مثلما قد شقيتُ بالحب وحدي
ومن الغبن أن يفوز عدوّي / بحبيبي ولم يجِد منه وجدي
سحائب يزجيها الأسى فبروقُها
سحائب يزجيها الأسى فبروقُها / غليل فؤادي والعويل رعودُ
وما ذاك إلا نار شوقٍ توقَّدت / فصعَّد روحي بالدموع وقودُ
ألا لا أرى مثل الصبابة كلَّما / بلي مبتلاها يستجد جديدُ
ولا كعيون العِين مرضى سقيمةً / تُعاد فتُعدي سقمَها فيعودُ
ولا مثلما تقسو قلوبٌ نواعم / كأنَّ قلوب العاشقين حديدُ
خانوا وإني على العهد الذي عهدوا
خانوا وإني على العهد الذي عهدوا / يا ليتهم وجدوا بعضَ الذي أجِدُ
ما كان أسرع ما خانوا وما نكثوا / عن الوفاء ولم يوفوا بما وعدوا
أبالخيانةِ جازوني وقد علموا / أني لقيتُ الذي لم يلقه أحدُ
لهفي عليهم فإني من تذكُّرهم / ما تنقضي حسرتي أو ينقضي الأبدُ
تمكَّن الوجد من قلبي ومن كبدي / فليس لي معه قلب ولا كبدُ
من ذا يسدُّ طريق الحزن عن كلِفٍ / طرائقُ الشوق في أحشائه تقدُ
كأنَّ قلبي أسيرٌ قد أحاط به / جيش من الكرب لا يحصى له عَدَدُ
سلَّ الغرام سيوف الموت يبرقها / على الحياة فعزَّ الصبر والجَلَدُ
تُغشي على القلب ذكراكم إذا خطرت / بالقلب مما على قلبي لكم يردُ
كأنما الدهر أغرى بيننا حسداً / ونعمةُ اللَه مقرونٌ بها الحسدُ
اللَه يحكم ما بيني وبينكُمُ / بكم شقيتُ وأعدائي بكم سعدوا
بَدوُ الإساءة حبٌّ كان عن زللٍ
بَدوُ الإساءة حبٌّ كان عن زللٍ / وما لخلقٍ بردِّ الفائتات يَدُ
إذا لسان الفتى أضحى يقاتله / بسيف حتفٍ فمن يأخذ له القوَدُ
خطيئةٌ أخرجَتني من جنان مُنىً / وأضرمت فيَّ نار اليأس تَتَّقد
لو كان بي خَرَسٌ مما نطقتُ به / لكان في الخرس التوفيق والرَّشد
فإن تكن غفلةٌ جاءت بسيئةٍ / مني فقد كان إحساني له مددُ
إذا الأحبَّة لم يرعوا ولم يَصِلوا / فالموت إن قربوا والموت إن بعدوا
صبراً عليهم وإن جاروا وإن ظلموا / هم الأحبَّة إن غابوا وإن شهدوا
إني لأُنشِد بيتاً قد لهجتُ به / لأن شجوي على معناه يطَّردُ
لأخرجنَّ من الدنيا وحبُّكُمُ / بين الجوانح لم يشعر به أحدُ
يقولون صِف حربَ الرعيَّة والجندِ
يقولون صِف حربَ الرعيَّة والجندِ / وصلحَ رجالٍ من بلالٍ ومن سعدِ
ولي شغل في صلح قلبي وناظري / على تَلفي حتى فنيتُ من الوجدِ
ويقبح ذكرى وقعةٍ وبمهجتي / وقائع شتّى من جهاد ومن جهدِ
وكم قتلةٍ لي في حروبٍ من الهوى / تسلَّط فيهن الظباءُ على الأُسدِ
فواللَهِ ما هَزُّ الرماح بمقلتي / بأروع لي من هَزِّ معتدل القد
وان ارتكاض الشوق في حلبة الحشا / لأَهوَلُ من ركض المسوَّمة الجردِ
ولحظ عيون العِين أمضى مضارباً / وأتلفُ للأرواح من قضُب الهندِ
وأنفَذُ من وقع السهام تغازلٌ / على القرب أو حُسن الإشارة من بُعدِ
سهام الهوى تُهدى إلى باطن الحشا / وتُردي ولكن لا تؤثِّر في الجِلدِ
عجبتُ من الطرف المكحَّل أنه / يُشحِّطني بالسيف والسيف في الغمدِ
فلو أنني في غمرَتي حرب داحسٍ / وحرب بسوسٍ كان دون الذي عندي
وشيطان شعري ليس يُعذَر حيث لا / يراد له ما نفع زرعٍ بلا حصدِ
ولي هاجس طَلق على كل لذةٍ / وما هاجسي وقفاً على الأجر والحمد
وأبسط أُنسي في الملاح ممازحاً / فإن تسطو بي صار مزحي إلى حدِّ
فمن حيث داروا درتُ فيهم ككوكب / بأرزن من قاضٍ وأسخف من قرد
ولي قلبُ برقٍ تحت رعدِ فكاهةٍ / فأستمطر اللذات بالبرق والرعدِ
وأطرد من أحببتُ طردَ تظرُّفٍ / فيجذبه لي ما تقدَّم من طردي
مفاكهةً طوراً وطوراً دماثة / وطوراً مجوناً كلُّ ذلك من عندي
فتُقضى ديون العاشقين نسيئة / بوكسٍ ودَيني في وفاء وفي نقدِ
خليليَّ هل أبصرتما أو سمعتما / بأكرم من مولىً تمشّى إلى عبد
أتى زائراً من غير وعدٍ وقالي لي / أصونك من تعليق قلبك بالوعدِ
فما زال نجم الكأس بيني وبينه / يدور بأفلاك السعادة والسعدِ
سَلِ الكأسَ لِم تبدي لنا في خدودنا / حياءً وفي أفعالنا قِحَةً تبدي
تواقح تجميشي فأظهر خدُّهُ / حياءً على تلك الوقاحة يستعدي
ولكن إذا راحٌ وروح تغازلا / تحاقد ذاك الخدُّ واحمرَّ للحقدِ
لثمتُ ثناياها فذقتُ رُضابَها / كذوب نقيِّ الثلج في خالص الشَّهدِ
فقلتُ لها لمّا ترشَّفت ريقَها / فأطفى غليلاً كان مضطرم الوقدِ
أرى نَفَسي خلَّى الجحيم بلا لظى / وريقك خلّى الزمهرير بلا بردِ
فقالت تمتَّع بالحياة فإنما / حياة الفتى تعديله الضدَّ بالضدِّ
فمازلتُ في كدٍّ هو الفوز بالمنى / وكم راحةٍ للروح في ذلك الكدِّ
تمردت في المرد الملاح لأنهم / من المهد شرطي سرمداً وإلى اللحدِ
أُموِّه كذباً بالل تستراً / على عاذلي والله يعلم ما قصدي
ببدرين من بدر السماء ووجها / وليلينِ من ليلٍ ومن فرعها الجعدِ
فبتنا بليلٍ كان من طيب عيشه / وتخليد ذكراه جنى جنة الخلد
وأفركُ رمّانَ الصدور وأكتفي / بورد جنيّ في الخدود عن الورد
فلو لم يكن في العشق سحرٌ وأُخذةٌ / لمَا أنِس الوحشُ المفرّدُ بالقهد
وإن ترني فرداً وحيداً فإنما / تزيف إناثُ الطير للذكر الفرد
فكم نلتُ نعمى أحمد اللَه عندها / وقد تعب الشيطان فيها بلا حمد
لقد ركز الشيطان بند جيوشه / ببندي فكل الجيش يأوي الى بندي
فلو وُلد المولود بالصين فارهاً / أتتني به الأخبار ركضاً على البُردِ
يزيد مجوني عند عشقي كمثل ما / تزيد بوهج الجمر رائحة الندِّ
صلابة وجهي في الهوى لو تمثلت / بأيام ذي القرنَينِ أغنت عن السدِّ
اذا جمحت خيل الهوى للذاذتي / فألف عنان لا يطيق بها ردّي
ولم ينتفع بي غير إبليس وحده / وإن متُّ لم يظهر على غيره فقدي
وكنتُ فتىً من جند إبليس فارتقى / بي الأمر حتى صار إبليس من جندي
فلو مات قبلي كنتُ أُحسن مثله / صنايع فسق ليس يُحسِنُها بعدي
بي مثل ما بك من شوق ومن كمدِ
بي مثل ما بك من شوق ومن كمدِ / لكن أغطّي الهوى بالصبر والجلدِ
أصون نفسيَ عن لعب الوشاة بها / وإن تلاعبتِ الأسقام في جسدي
إني تعاطيتُ صبراً تحته حرجٌ / فصرتُ في حال مجهودٍ ومجتهدِ
لولا الحفاظ ولولا العهد لم ترني / أذوب شوقاً ولا أشكو إلى أحدِ
لأستعيننَّ بالكتمان منتظراً / فربَّ مكروه يومٍ فيه خير غدِ
تطلُّعُ الموت في روحي وفي بدني / ولا تطلُّعَ أعدائي إلى خلدي
كانوا يخوضون في لومي فساعدني / وصلُ الحبيب فخاضوا اليوم في حسدي
عابوه عندي قديماً وهو يهجرني / وزاحموني عليه وهو طوع يدي
أحيد عنهم لإشفاقي فأُوهمهم / أني سلوتُ وقلبي عنه لم يَحِدِ
تحمُّلي عُدَّةٌ لي في الهوى فإذا / جوزيتُ في الأمر لم أغفل عن العُدد
هذا وصالٌ وهذا دونه طمعٌ / فأرصُد العيشَ والتنغيص في رصدِ
فيا لها نعمةً ذقتُ الشقاءَ بها / ففي فمي علقم من مضغة الشهد
القرب أفتن للمُبلى من البعدِ / وإنما حسرتي إذ نحن في بلدِ
أرى المنى وأراني كيف أُحرَمُها / لذاك ألقى الذي ألقى من الكمدِ
ما غاب عنّيَ بل غاب السرورُ به / فصرت أبكي فقيداً غير مفتَقَدِ
أبكي لشجوي ولا أبكي لمنزِلِه / أخنى عليه الذي أخنى على لبدِ
أثني الرجاء على الصبر الجميل ولا / أثني القتود على عيرانَةٍ أُجد
للعيد أوعدني من لم يزل عيدا
للعيد أوعدني من لم يزل عيدا / طوباي إن أنجز العيدَ المواعيدا
فلي مع الناس عيدٌ في الهلال ولي / وحدي هلال وعيدٌ فيهما زِيدا
إن مهَّد الوعد للإنجاز تمهيدا / حتى أرى شاهداً فيه ومشهودا
أفطرتُ فطرَين أني لم أزل بفمي / صوم الصدود بصوم الدين معقودا
إن صحَّ عيدُ هوانا كان خاطبُنا / فيه ومنبرُنا الأوتارَ والعُودا
وجه الحبيب مُصلّى ناظري فأرى / هناك كلَّ صفات الحُسن موجودا
حتى أضمَّ إلى قلبي أنامله / عسى أحسُّ لهذا الوجد تبريدا
هناك أجعل محرابي وقِبلتَه / من ذلك الشخص ذاك النحر والجيدا
شرطي إذا ما رأيت الردف مرتدفاً / والخصر مختصراً والقدَّ مقدودا
شرطٌ لو اَنَّ هلال الدين أبصره / لم يستطع لشروط الفقه توكيدا
ورد الخدود ورمّان النهود وأع / طاف القدود تصيد السادة الصيدا
فيرحم اللَهُ عبداً للمحبِّ دعا / بزورة تجعل المرحوم محسودا
أنفاسه نفَّست عن نفسه كرباً / وخدَّ في خدِّه بالدمع أُخدودا
حتى اذا ما قناع الشيب جلله / عاف الصبا وتحامى العذل والغيدا
ثم انثنى للأيادي البيض يشكرها / لأنها بيَّضت أيامنا السودا
نقلتُ عشقي إلى شكري وممتدحي / لسيِّد يعشق الإحسان والجودا
من بسط جدواه أغناني ومهَّد لي / عند الملوك ببسط الجاه تمهيدا
فالحمد لله إذ أرعى رعيته / من ليس إحسانه في الناس مجحودا
أمّا القلوب فقد ألقَت بأجمعها / إلى الأمير ابن يزداد المقاليدا
لا غرو أن كان كلُّ الناس حامده / من لم يزل محسناً لازال محمودا
اللَه سلَّ به سيف المهابة لل / بُقيا وأصبح سيف البغي مغمودا
كم سربلت رحماءَ الناس رحمته / وكم تجرَّد فيمن كان مِرِّيدا
وكم ببذل الندى أحيا المحاميدا / وكم برغم العدى أردى الصناديدا
مانَ الرعايا بجهد من عنايته / كأنه والد قد مان مولودا
يقسو ويرحم إملاجاً بذاك وذا / فيبسط العدل تلييناً وتشديدا
يقلِّب الرأي تصويباً وتصعيدا / ويبرم الأمر تقريباً وتبعيدا
يا من له عند كل الناس مكرمة / آويتَ كلَّ رجاءِ كان مطرودا
أحييتَ من كرم الأخلاق ميِّتَها / فأنتَ تُوجد فضلاً كان مفقودا
ألَّفت بين قلوب الناس فائتلفت / باللطف منك وقد كانت عباديدا
أنت المبارك والميمون طلعته / ترعى الرعية توفيقاً وتسديدا
فانعم بعيدك يا عيد الإمارة في / عزٍّ يزيد على الأيام تجديدا
ولا تزل تلبس الأعياد في نعم / ورد الخدود بها يزداد توريدا
في عيد خير جديد نستفيض به / بحراً لديك من الآمال مورودا
صامت سجاياك عن كل العيوب فما / تزال في رمضان ليس معدودا
وسرتَ في الناس بالحسنى فأبهجهم / فصيَّروا كلَّ يوم عندهم عيدا
فأنت دهرَك في صوم العفاف لهم / ودهرهم فرح قد صار تعييدا
لا زلت ركناً لمن والاك ذا ثبت / ولا يزل ركن من عاداك مهدودا
فزادك اللَه في بَدوٍ وعاقبةٍ / عزاً ونصراً وتمكيناً وتأييدا
من رأى ما رأيتُهُ
من رأى ما رأيتُهُ / فلقد فاز بالنظر
صورتينِ تجلَّتا / لهما تسجد الصُّور
قلتُ لما رأيتُ ذا / كَ وهذا على قَدَر
أزليخا ويوسف / قد أُعيدا على البشر
أم لأشراط ساعةٍ / جُمِع الشمسُ والقمر
فلوَ اَني مخيرٌ / لتحيَّرتُ في الخِيَر
أشتهي ذا أُحبُّ ذا / ذاك سمعي وذا البصر
سقياً لدهرٍ مضى ما كان أحسنه
سقياً لدهرٍ مضى ما كان أحسنه / إذ أنت متَّبعٌ والشرط دينارُ
أيام وجهك مصقول عوارضه / وللربيع على خديك أنوارُ
حانت منيته فاسودَّ عارضه / كما يُسوَّدُ بعد الميت الدارُ
يا قليل الإنصاف قلَّةُ إنصا
يا قليل الإنصاف قلَّةُ إنصا / فِك في الحبِّ مثل قلَّة صبري
لا تلمني إن ضاق عفوك عني / في الهوى أن يضيق بالشوق صدري
كان عذري إليك عندك ذنباً / فأنا الدهر في اعتذارٍ لعذري
كنتُ أبكي من هجر يومٍ بيومٍ / كيف إذ صار هجر شهرٍ بشهرِ
بحقِّ الإشارات التي كُنَّ بيننا
بحقِّ الإشارات التي كُنَّ بيننا / أتذكرها أم أنتَ غير ذَكُور
فمن عينك الكحلاء كانت بليَّتي / فويلاه من غنجٍ بها وفتورِ
تفرَّقتِ اللذّات عنّي لفقدكم / تفرُّقَ أجنادٍ لفقد أمير
متهرِّدٌ صبغ الهوى لوني به
متهرِّدٌ صبغ الهوى لوني به / فأذاب جسمي في الهوى تذكاره
وكأنني من صفرةٍ غسلينُه / وكأنني من دقَّةٍ زُنارُهُ
فاذا جحدتُ هواه أو أنكرته / شهدت عليَّ من الهوى آثاره
قد كان يكفيك ما بالجسم من سقمٍ
قد كان يكفيك ما بالجسم من سقمٍ / لِم زدتني سقماً لا مسَّكَ السهَرُ
عين مؤرَّقة والجسم مُحتَبَلٌ / والقلب بينهما تخلو به الفِكَرُ
يا مانعي لذة الدنيا وما رحبت / إني ليقنعني من وجهك النظرُ
جار الزمانُ علينا في تصرفِه
جار الزمانُ علينا في تصرفِه / وأي دهرٍ على الأحرار لم يَجُرِ
عندي من الدهر ما لو أنَّ أيسَرَهُ / يُلقى على الفلك الدَّوَار لم يَدُرِ
أراكَ منعتَ دَرَّكَ فاصطبرنا
أراكَ منعتَ دَرَّكَ فاصطبرنا / وقد أقبلتَ تمنع دَرَّ غيرِك
ومَن يخضع لسرِّكَ وهو عانٍ / فإن رجوعه لرجاء خيرِك
جعلتُك في التحية لي إماماً / فدع أيري يصلي خلف أيرِك
فإنك سوف تعلم كيف صبري / إذا سلكت عصاي بعَقد سَيرِك
ستسمع ثمَّ ناقُوس النصارى / إذا ما باتَ شماسٌ بديرِك
كتابك كان فاتحة السرورِ
كتابك كان فاتحة السرورِ / وبشِّرني بإتمام الأمورِ
كأني كنت مأسوراً أتاهُ / بفكِّ الأسر توقيعُ الأميرِ
وقلبي كان أعمى عن هُداه / فأبصر بالكتاب المستنيرِ
كيعقوب النبيِّ جَلا عَماهُ / موافاةُ القميص مع البشيرِ
ولم أرَ مثل مِيلك وهو نِقسٌ / تغشّى ناظري ببياض نُورِ
وكان الفوز لو بُشِّرت فيه / بأنك زائري أو مستزيري
لخلوة مجلسٍ ولأنس وصلٍ / تُضَمُّ به النحورُ إلى النحورِ
كتبتُ إليك والعبرات تمحو / كتابي بالأنين وبالزفيرِ
ويشهدُ لي على ما في ضميري / سطورُ الدمع ما بين السطورِ
كتمنا ما بنا حتّى أبانت / صدور الكتب عمّا في الضميرِ
فتنٌ تردَّدُ في الجفو
فتنٌ تردَّدُ في الجفو / نِ وفي الغصون وفي البدورِ
تلك الفنون إذا اجتمع / نَ فهنَّ مجتمع السرورِ
فاشرب على رغم الحسو / دِ وبِت على كيد الغيورِ
فالآن في فرح القلو / ب يطيب تهتيكُ السُّتورِ
والعيشُ في كيد العَدُو / وِ وفي مؤانسة النَّفورِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025