المجموع : 604
مَن عاذرٌ لي ومَن للصبِّ يَعذُرُهُ
مَن عاذرٌ لي ومَن للصبِّ يَعذُرُهُ / من ناقِضِ العهدِ يَنْساني وأذكُرُهُ
يَقْتَادُني نحوَه شَوقي ويَصْرِفُني / خوفي عليه فأهواهُ وأهجرُهُ
تَرى محاسِنَهُ عَيْنِي وتُعرِضُ عن / قَبِيحِ أفعالِهِ أو ليسَ تُبْصِرهُ
يأتي بما ساءَنِي عمداً فأعذرُهُ / ويَظهرُ الغدرُ لي منهُ فأُنكِرُهُ
حتّامَ قلبي بالكآبةِ مُكمَدٌ
حتّامَ قلبي بالكآبةِ مُكمَدٌ / باكٍ ووجهي للتّجمّلِ مُسفِرُ
كالشّمعِ يُشرِق بالضَياءِ ونارُهُ / مشبوبةٌ ودموعُهُ تَتَحدَّرُ
مَن عَذِيري من شادنٍ لم أُطِقْ عن
مَن عَذِيري من شادنٍ لم أُطِقْ عن / هُ مَعَ النُّسكِ والتّحلِّمِ صَبْرَا
أهيْفٍ أنبتَ الجمالُ بفيه ال / عذبِ دُرّاً سقاهُ مِسكاً وخَمرا
فأعارَ الغَزالَ عيناً وغصْنَ ال / بانِ لِيناً والأُقْحُوَانَةَ ثَغْرَا
أَجتَلِي منهُ في ضُحى اليومِ شمساً / وأرى منه في دُجى الليلِ بَدْرَا
فيهِ أُنسٌ وللملاحَةِ في عي / نَيهِ مَعنىً تخالُه العينُ ذُعْرَا
قال لي إذ رأَى غَرامي وصدّي / أنت تُخفِي وَجداً وتُظهِرُ هَجْرا
أنتَ كالصّائِم الذي يَشتهي الما / ءَ لِفرطِ الظَّما ويكرُهُ فِطْرا
قُلت دَعْ ذا فأنتَ شَرطي ولكن / لم يَدعْ لي المشيبُ في الجَهلِ عُذْرَا
قَالُوا أتسلُو عن حَبي
قَالُوا أتسلُو عن حَبي / بِكَ قُلتُ لا واللهِ عُمري
قَالوا ففيه تَبَذُّلٌ / يأباهُ مِثلُكَ قلت أَدري
لو كان مستوراً لَمَا / هَتَكَ الغرامُ عليه سِتْرِي
وإذا أبتْ نَفسي هَوا / هُ مَعَ الخيانَةِ خَان صَبرِي
ظبيٌ تَغارُ الشمسُ من حُسنهِ
ظبيٌ تَغارُ الشمسُ من حُسنهِ / ماءُ الحَيا من خَدِّهِ يَقْطُرُ
مُبتَسِمٌ عن جوهرٍ رائعٍ / يَفوحُ منهُ المسكُ والعنبرُ
إذا مَشَى أخجلَ سُمرَ القَنَا / وحارَ فيه عقلُ مَن ينظُرُ
ما فيهِ من عَيبٍ سِوَى أنَّه / إذا أَردْنَا وصلَه يَهجُرُ
لا تَرْتَجِ النُّجحَ من مَواعِدِه
لا تَرْتَجِ النُّجحَ من مَواعِدِه / فهيَ صباحٌ يَنجَابُ عن غَبَشِ
مَا هِي إلا السّرابُ يتبَعُهُ اُلظ / ظَمآنُ حتى يَموتَ بالعَطَشِ
يا مَن مودّتُه سحابٌ زائلٌ
يا مَن مودّتُه سحابٌ زائلٌ / وعهُودُهُ في الحُبِّ ظلٌ قَالِصُ
هَل في القَضّيةِ أنَّ حُبّك زائِدٌ / أبداً وحَظّي كلَّ يومٍ نَاقصُ
وتشوبُ وُدَّكَ بالقَطيعةِ والقِلَى / وهواكَ من كلَّ الشّوائِبِ خَالِصُ
يا غَادِرينَ إِلامَ يَثْني هَجرُكُم
يا غَادِرينَ إِلامَ يَثْني هَجرُكُم / وملالُكُم أمَلِي بجَدٍّ نَاكِصِ
أنا مِن هَواكُم بين حبٍّ زائدٍ / بَلَغَ النهايةَ بي وحظٍّ ناقصِ
أرضَى مشُوبَ الوُدِّ منكُم بالقِلى / وأُبِيحُكُم محضَ الوداد الخَالِصِ
صَدّ عَنّي وأعرَضَا
صَدّ عَنّي وأعرَضَا / وتَناسى الذي مَضَى
واستَمَرَّ الصّدودُ واِن / قَطعَ الوصلُ وانْقَضَى
صرَّحَ الانَ هجرُهُ / لِي بما كان عَرَّضَا
وإذا استُعْطِفَ المُلو / لُ تجنَّى وأَعرضَا
لكَ أن أُطيعَك راضياً أو سَاخطَا
لكَ أن أُطيعَك راضياً أو سَاخطَا / وأَصُونَ سِرَّكَ راجياً أو قَانِطَا
وإذا تَسقَّطَنِي الوُشَاةُ حَديثَكُم / أَلْفَوا بِسرِّكُمُ ضنيناً سَاخِطَا
يلقَى اللوائمُ فيك سمعاً صَادِفاً / عنهم وجَأشاً للملامَةِ رابطَا
ويُثِيرُ ذكراكُم زفيراً صَاعِداً / مُستَنبِطاً بلظَاهُ دمعاً سَاقطَا
يا هاجراً وافَى الكرَى بخيالِهِ / مُستدرِكاً بالوصلِ هجراً فَارطَا
لو أَيقنَ الواشُونَ حَظّيَ منكُمُ / وصبَابتي بكُمُ لَسرّوا الغَابِطَا
يُقرّ بالذّنب يَجنِيه فأَحْسَبُهُ
يُقرّ بالذّنب يَجنِيه فأَحْسَبُهُ / قَد جاءَ مُستدرِكاً بالعُذرِ ما فَرَطَا
ولَيس يَقصِدُ إِلاّ أن يُعَرِّفَني / أنّ الإساءةَ عَمدٌ لم تكن غَلَطَا
أحْفَظتُمُ قَلبي بِغَدْرِكُمُ
أحْفَظتُمُ قَلبي بِغَدْرِكُمُ / والقلبُ أدْنَى الغَدْرِ يُحفِظُهُ
وأَضَعتُمُ عَهدَ الهوَى وبِهِ / أقْسَمتُ أَن لا زِلتُ أحْفَظُهُ
وظَنَنْتُمُ وجْدي يُكفِّرُ ما / أصبحتُ أسمَعُهُ وألحَظُهُ
هَبْ أَنّكُم ماءٌ وبِي ظمأٌ / أفَلَسْتُ عند قَذَاهُ ألْفظُهُ
يا مُوعِدِي بالوَصْلِ وعداً لا يَرى
يا مُوعِدِي بالوَصْلِ وعداً لا يَرى / فيهِ المَؤمِّلُ للتّقاضِي مَوضِعَا
أصبحتُ في حُبِّيْكَ كالدّاعِي الصّدى / ما إنْ لَهُ حظٌ سِوى أن يَسمَعَا
لكنَّ حظَّ هَواكَ من جِسمي ضَنىً / بَادٍ نَفَى نَومِي وأَفْنَى الأَدْمُعَا
أُطيعُ هَوَى عَصْمَاءَ وهو يُضِلُّنِي
أُطيعُ هَوَى عَصْمَاءَ وهو يُضِلُّنِي / ومَا أنَا فيها للنُّهى بمُطيعِ
وَيَسمِعُني داعي الهَوى من بلادِها
وَيَسمِعُني داعي الهَوى من بلادِها / وَإِني لَداعِي النُصحِ غيُر سَمِيعِ
وأحفَظُها وهيَ المُضِيعُ لَعَهْدهِ
وأحفَظُها وهيَ المُضِيعُ لَعَهْدهِ / فيا عجَبَاً من حافظٍ لِمُضيعِ
أَطَاعَ ما قالَهُ الواشي وما هَرَفَا
أَطَاعَ ما قالَهُ الواشي وما هَرَفَا / فعادَ يُنْكرُ منِّا كلَّ ما عَرَفَا
وصدَ حتّى استَمرَّ الهجرُ منه فَلَو / أَلمَّ بِي منهُ طيفٌ في الكَرى صَدَفَا
يَجنِي وعندي له العُتْبَى فواعجبَا / من مُعتِبٍ ما جَنَى جُرما ولا اقْتَرفَا
ملَّكْتُهُ طائعاً قلباً تعسّفَهُ / وقَلَّما يملِكُ الأحرارَ مَن عَسفَا
لي منه ما ساءَنِي من هجرهِ ولَه / منّي الرِّضا بقَضَاياهُ وإن جَنَفَا
ألقاهُ بعد التَّصافي مُعرِضاً حَنِقاً / وبعدَ إِقبالهِ بالوُدِّ مُنحرفَا
يَا هاجرينَ لِلاذَنْبٍ سوَى مَللٍ / دَعَا فَهَبُّوا إلى داعيهِ إذ هَتَفَا
مالي أرى بَيْننا والدَّارُ جامِعَةٌ / قريبةٌ من تَجنّيكُم نَوىً قُذُفَا
لا تَعجَلُوا بِفِراقٍ سوف يُدرِكُنا / كَفَى بنا فُرقةً ريبُ المَنونِ كَفَى
صِلُوا فؤاداً إذا سكَّنتُ رَوعَتَهُ / هَفَا ودمعاً إذا نَهنهتُهُ وَكَفَا
لكُم هَوايَ وإن جُرتُم وجَورُكُمُ / مُستحسنٌ منكُمُ لو لم يَكُن سَرَفَا
كذاكَ حَظِّي من الأحْباب من سكنَتْ / نَفسي إليه حَبانِي الهجرَ والشّنَفَا
حتى لقد غيَّرَ الجَدُّ العثورُ فلاَ / لَعاً لَهُ ماجِداً ما كان مُطَّرَفَا
ومُهَفْهَفٍ بِي مِن فتورِ جُفونِهِ
ومُهَفْهَفٍ بِي مِن فتورِ جُفونِهِ / سُكرٌ يُقصِّرُ عَنهُ سُكرُ القَرقَفِ
أبداً أُواصِلُه ويَهجرُ عامداً / ومِنَ العَنَاءِ وِدادُ من لَم يُنْصِفِ
يَستعذبُ القلبُ العليلُ عَذابَه / وَاهاً لَه لو أنّهُ لم يُسرِفِ
غَطّى الجمالُ على ذَميمِ فعالِهِ / والموتُ يَستُرهُ صِقالُ المُرهَفِ
لا تَغْتَرِرْ بنحُولِ خَصرٍ أهيَفِ
لا تَغْتَرِرْ بنحُولِ خَصرٍ أهيَفِ / فالموتُ في حَدِّ الحُسامِ المُرهَفِ
وتَوَقَّ فتكةَ ناظِرٍ مُتَمرِّضٍ / يسطُو سُطَا مُتَغشرِمٍ مُتَعَجْرِفِ
ظَمَئِي من الثَّغرِ البَرُود فمَن رأى / ظَمآنَ من بَرْدٍ يُعلُّ بَقَرقَفِ
من لي بوصْلِ مُماطلٍ بدُيُونِهِ / يَعِدُ القَضَاءَ مَعَ اليسَارِ فَلا يَفِي
في وَجهِهِ ماءُ الملاحَةِ حائرٌ / وبخدِّهِ وَردُ الحَيَا لم يُقطَفِ
فكأَنَّ وشْيَ عِذارِهِ في خدِّهِ / نَملٌ تسرَّبَ فَوقَ وردٍ مُضْعَفِ
مُسْتصغَرُ الذْنبِ إن عُدّتْ إساءتُهُ
مُسْتصغَرُ الذْنبِ إن عُدّتْ إساءتُهُ / وكَلْمُهَا في الحشَا يَدْمَى ويَنْقَرِفُ
مثلُ القَذاةِ بعينِ المرءِ يَحقِرُها / ودَمعُهُ أبداً من وخْزِها يكِفُ