المجموع : 97
بَدا فَأَراكَ الشَّمْسَ في الغُصْنِ النَّضْرِ
بَدا فَأَراكَ الشَّمْسَ في الغُصْنِ النَّضْرِ / وعَيْنَيْ مَهاةِ الرَّمْلِ في القَمَرِ البَدْرِ
هِلالُ دُجىً لَوْلا الخَلاخِلُ في الشَّوى / وظَبْيٌ نَقا لَوْلا المَناطِقُ في الخَصْرِ
ويَنْظُمُ عِقْدَ الشَّوْقِ تِيهاً ونَخْوَةً / بِياقُوتِ خَدٍ فَوْقَ دُرٍّ مِنَ الدُّرِ
ومُسْوَدّ صِدْغٍ فَوْقَ مُحْمَرِّ وَجْنَةٍ / تَرى ذَاك مِنْ مِسْكٍ وهاتيكَ مِنْ خَمْرِ
فَكَمْ يا غَراماً جَائِراً تَرْشُقُ الحَشا / بِأَسْهُمِ وَجْدٍ مِنْ فِراقٍ ومِنْ هَجْرِ
وقَفْتُ فؤادي بَيْنَ هَمٍّ وحَسْرَةٍ / بِذِكْرٍ لَهُ يَجْري وطَيْفٍ لَهُ يَسْري
ويا طَيْفُ أَنّى بِتُّ بِتَّ مُضاجِعي / كَأَنَّكَ ما قَدْ سارَ في الأَرْضِ مِنْ ذِكْري
عَدِمْتُكَ يا مَنْ رَامَ شِعْري سَفاهَةً / مَتى كُنْتَ مِنْ أَقْرانِ هاروتَ في السِّحْرِ
وِدادي لَهُمْ دانٍ وأَمّا وِدادَهُمْ / فَفي عُنُقِ العَنْقاءِ أَو مِنْسَرِ النَّسْرِ
وأُمْسِكُ سَهْمَ العَتْبِ بَيْنَ أَنامِلي / وأُغْمِد صَمْصَامَ المَلامَةِ في صَدْري
وما يُحْسِنُ الخِلْخالُ في السّاقِ يَدَّعي / بِأَنَّ لَهُ حُسْنَ القِلادَةِ في النَّحْرِ
كَأَنَّ القَنا تَلْقاهُ مِنْ أُنْسِهِ بِها / بِتُفّاحَتَيْ خَدٍّ ورُمّانَتَيْ صَدْرِ
رُبَّ لَيْلٍ فَضَحْتُهُ بِضياءِ الر
رُبَّ لَيْلٍ فَضَحْتُهُ بِضياءِ الر / رَاحِ حتَّى تَرَكْتُهُ كَالْنَّهارِ
ذي سَماءٍ كَخَزامٍ ونُجومٍ / مُشْرِقاتٍ كَنَرْجِسٍ وبَهَارِ
وهِلالٍ يَلوحُ في سَاعِدِ الغَرْ / بِ كَدُمْلوجَ فِضَّةٍ أَوْ سِوارِ
بِتُّ أَجْلو بِهِ شُموسَ وُجوهٍ / حَمَلَتْ في الدُّجى شُموسَ عُقارِ
قامرَ بِالنَّفْسِ في هَوى قَمَرٍ
قامرَ بِالنَّفْسِ في هَوى قَمَرٍ / ونالَ وَصْلَ البُدُورِ بِالبِدْرِ
وافْتَضَّ أَبْكارَ لَهْوِهِ طَرَباً / إِلى عَشايا المُدام والبُكُرِ
لا يَوْمَ كَاليَوْمِ أَبْرَزَتْهُ لَنا / رِياضُه في مُشْهَرِ الحِبَرِ
يَوْمَ بَهيمُ الزَّمانُ يَخْطُرُ مِنْ / جَمالِهِ في الحُجولِ والغُرَرِ
مَسَرَّةٌ كَيْلُها بِلا حَشَفٍ / ولَذَّةٌ صَفْوُها بِلا كَدَرِ
قَدْ ضُرِبَتْ خَيْمَةُ الغَمامِ لَنا / ورُشَّ جَيْشُ النَّسيمِ بِالمَطَرِ
وعِنْدَنا عاتِقانِ حَمْراءَ كَالشَّمْ / سِ وأُخْرى صَفْراءَ كَالقَمَرِ
بِكْرانِ هَذي تُعابُ بِالْكِبَرِ الْ / بادي وهَذي تُعابُ بِالصِّغَرِ
مُدامَةٌ كَأَنَّ مِنْ تَقادُمِها / عاصِرَها آَدَمُ أَبو البَشَرِ
وبِنْتُ خِدْرٍ تُريكَ صُورَتُها / بَدْرَ الدُّجى في رِدائِها العَطِرِ
حَنَّتْ على عودِها وقد بَزَلَتْ / مُدامَنا جَمْرَةً بِلا شَرَرِ
يَسْعى عَلَيْنا بِها الوَصَائِفُ قُلْ / لدْنَ مجوناً قَلائِدَ الزَّهَرِ
قُرّطْنَ قِرْطَيْنِ إِذْ جَلَبْنَ لَنا / مُعَقْرِباتِ الأَصْداغِ والطُّرَرِ
يا تارِكاً طيبَ يَوْمِهِ لِغَدٍ / تَبيعُ عَيْنَ السُّرورِ بِالأَثَرِ
إِنْ وَتَرَتْ قَلْبَكَ الهُمومُ فَما / مِثْلَ انْتِصارٍ بِالنّايِ والوَتَرِ
وشادِنٍ حَيَّرَتْ لَواحِظُهُ / أَلحاظَ عَيْنِ الغَزَالِ بِالحَوَرِ
أُجْبِرْتُ في حُبِّهِ لأَعْذُرَهُ / فَإِنْ جَفاني احْتَجَجْتُ بِالقَدَرِ
سَأَلْتُهُ زَوْرَةً فَجادَ بِها / وكُلُّ هَذا بِأَلسُنِ النَّظَرِ
فَنِلْتُ سُؤلِيَ مِنْ رَشْفِ ريقِتهِ / ومُنْيَتي مِنْ مَآَرِبٍ أُخَرِ
يا خَليلَيَّ مَنْ عَذيري مِنَ الدُّنْ
يا خَليلَيَّ مَنْ عَذيري مِنَ الدُّنْ / يا ومِنْ جورِها عَلَيَّ وصَبْري
عَجباً أَنَّني أُنافِسُ في عُمْ / رانِ أَيّامِها وتَخْرِبُ عُمْري
دَعا فُؤادي لِلأَسى وَحْدَهُ
دَعا فُؤادي لِلأَسى وَحْدَهُ / وفَرِّقا اللُّوّام عَنْ سائِري
أَلَسْتَ تَرى التَّلَ يُبْدي لَنا
أَلَسْتَ تَرى التَّلَ يُبْدي لَنا / طَرائِفَ مِنْ صُنْعِ آَذارِهِ
ويَلْبِسُ مِنْ مانَخايَالَهُ / حُلِياً عَلى تَلِّ زَمّارِهِ
وَقَدْ نَقَّطَ الزَّهْرُ خَدَّ الثَّرى / بِدِرْهَمِهِ وبِدينارِهِ
وكَتَّبَ في لازَوَرْدِ الدُّجى / بِزَنْجَفْرِهِ وبِزِنْجارِهِ
فلا تُلْقِ كَأْساً بِتأْخيرِها / ولا يَوْمَ لَهْوٍ بِإِنْظارِهِ
إِنْ خَانَكَ الدَّهْرُ فَكُنْ عائِذاً
إِنْ خَانَكَ الدَّهْرُ فَكُنْ عائِذاً / بِالبيدِ والظَّلْماءِ والعيسِ
ولا تَكُنْ عَبْدَ المُنَى فَالمُنَى / رُءُوسُ أَمْوالِ المَفاليسِ
أَيَّدْتَ مُلْكَ مُعِزِّ دَوْلَةِ هاشِمٍ
أَيَّدْتَ مُلْكَ مُعِزِّ دَوْلَةِ هاشِمٍ / فَزَمانَهُ عُرْسٌ من الأَعْراسِ
وتَيَقْنَ الشُّعراءُ أَنْ رَجاءَهم / في مَأْمَنٍ بِكَ مِنْ وقوعِ الباسِ
ما صَحَّ عِلْمُ الكيمياءِ لِغَيْرِهِمْ / فيمَنْ عَرَفْنا مِنْ جَميعِ النّاسِ
تُعطيهِمُ الأَمْوالَ في بِدَرٍ إِذا / حَمَلوا الكَلامَ إِليْكَ في قِرْطاسِ
وأَخٍ رَخُصْتُ عَليْهِ حتّى مَلَّني
وأَخٍ رَخُصْتُ عَليْهِ حتّى مَلَّني / والشَّيْءُ مَمْلولٌ إِذا ما يَرْخُصُ
يا لَيْتَهُ إِذْ باعَ وِدي باعَهُ / فيمَنْ يَزيدُ عَلَيْهِ لا مَنْ يُنْقِصُ
ما في زَمانِكَ ما يَعِزُّ وُجودُهُ / إِنْ رُمتَهُ إِلاَّ صَدِيقٌ مُخْلِصُ
وأَغْيَدَ رَوَّتْهُ المُدامَةُ فَانْثَنى
وأَغْيَدَ رَوَّتْهُ المُدامَةُ فَانْثَنى / كَما يَنْثَني مِنْ رَيِّهِ الغُصُنُ الغَضُّ
دَعَوْتُ إِلَيْها وَهْوَ في دَعْوَةِ الكَرى / وقَدْ أَخَذَتْ في خَلْعِ أَسْوَدِها الأَرْضُ
فَقامَ وفي أَعْطافِهِ فَضْلُ سَكْرَةٍ / وفي عَيْنِهِ مِنْ وَرْدِ وَجْنَتِهِ بَعْضُ
لَهُ قَلَمٌ كَقَضاءِ الإِلاَ
لَهُ قَلَمٌ كَقَضاءِ الإِلاَ / ه فَبِالسَّعْدِ طوراً وبِالنَّحْسِ ماضِ
وما فَارَقَ الأُسْدَ في حَالَتَيْ / هِ يَبيساً وذا وَرَقاتٍ غِضاضِ
فَفي كَفِّ لَيْثِ العُلى للنَّدى / وفي وَجْهِ لَيْثِ الشَّرى في الغِياضِ
فَدَيْتُ مَنْ زَرَعَتْ في القَلْبِ لَحْظَتُهُ
فَدَيْتُ مَنْ زَرَعَتْ في القَلْبِ لَحْظَتُهُ / صَبابَةً وَسَقى بِالدَّمْعِ ما زَرَعا
لو أَنْ قَلْبي وفّاهُ مَحَبَّتَهُ / أَحَبَّهُ بِقُلوبِ العالَمينَ مَعا
دَعِ العُودَ مَحْزوناً يُطيلُ بُكاءَهُ
دَعِ العُودَ مَحْزوناً يُطيلُ بُكاءَهُ / عَلى الزِّقِّ مَذْبوحاً يَسيلُ نَجيعُهُ
ويَوْمَ نَأى إِصْباحُهُ مِنْ مَسائِهِ / غَداةَ تَدانَتْ لِلْضِرّابِ جُموعُهُ
إِذا كَانَ لَيْلاً رَهْجُهُ وقَتامُهُ / ثَنَتْهُ نَهاراً بيضُهُ ودُروعُهُ
جَعَلْتُ لِقَلْبي الصَّبْرَ فيهِ شَريعَةً / حِفاظاً وأَطْرافُ الرِّماحِ شُروعُهُ
سَلِمْتَ لِمَجْدٍ دَارَةُ الشَّمْسِ دَارُهُ / وبَيْنَ رُبوعِ الفَرْقَدَيْنِ رُبوعُهُ
حورٌ شَغَلْنَ قُلوبَنا بِفَراغِ
حورٌ شَغَلْنَ قُلوبَنا بِفَراغِ / لِرَسائِلَ قَصُرَتْ عَنْ الإِبْلاغِ
ومَنَعْنَ ورْدَ خُدودِهِنَّ فَلَمْ نُطِقْ / قَطْفاً لَهُ لِعَقارِبِ الأَصْداغِ
لَفْظٌ كَخَدٍّ يُجْتَلى
لَفْظٌ كَخَدٍّ يُجْتَلى / مَعْنىً كَثَغْرٍ يُرْشَفُ
كَأَنَّما أَنْجُمُ الثُّريّا لِمَنْ
كَأَنَّما أَنْجُمُ الثُّريّا لِمَنْ / يَرْمُقُها والظَّلامُ مُنْطَبِقُ
مالُ بَخيلٍ يَظَلُّ يَجْمَعُهُ / مِنْ كُلُّ وَجْهٍ ولَيْسَ يَفْتَرِقُ
بِقاعٌ أَشْرَقَتْ فَكَأَنَّ فيها
بِقاعٌ أَشْرَقَتْ فَكَأَنَّ فيها / وَميضَ البَرْقِ مِنْ فَرْطِ البَريقِ
وأَوْديةٌ كَأَنَّ الزَّهْرَ فيها / يَوَاقيتُ تُفَصَّلُ بِالعَقيقِ
لَها حَصْباءُ كَالكافورِ بُثَّتْ / عَلى تُرْبٍ خُلِقْنَ مِنَ الخَلوقِ
بِدَيْرِ أَبي يُوسُفَ خَمْرَةٌ
بِدَيْرِ أَبي يُوسُفَ خَمْرَةٌ / تَزيدُ على لَهَبِ البارِقِ
ونَرْجِسُهُ كَنَسيمِ الحَبي / بِ عِنْدَ مُحِبٍّ لَهُ وامِقِ
فَماذا تَرى فيهِ قَبْلَ اسْتِماعِ / هَماهِمِ نَاقوسِهِ النّاطِقِ
لِتَقْنَصَ بِكْراً خَلوقِيَّةً / تُخَبِّرُ عَنْ حِكْمَةِ الخالِقِ
أَلا فَاسْقِني واللًّيْلُ قَدْ غابَ نورُهُ
أَلا فَاسْقِني واللًّيْلُ قَدْ غابَ نورُهُ / لِغَيْبَةِ بَدْرٍ في الغَمامِ غَريقِ
وقَدْ فَضَحَ الظَّلْماءَ بَرْقٌ كَأَنَّهُ / فُؤادُ مَشوقٌ مولَعٌ بِخَفوقِ
نُعايِنُها نوراً جَلاهُ تَجَسُّدٌ / ونَشْرَبُها ناراً بِغَيْرِ حَريقِ
كَأَنَّ حَبابَ الكَأْسِ في جَنَباتِها / كَواكِبُ دُرٍّ في سَماءِ عَقيقِ
فلأَشْكُرَنَّ لِدَيْرِ مَتَّى لَيْلَةً
فلأَشْكُرَنَّ لِدَيْرِ مَتَّى لَيْلَةً / مَزَّقَتْ ظُلْمَتَها بِبَدْرٍ مُشْرِقِ
بِتْنا نُوَفّي اللَّهْوَ فيها حَقَّهُ / بِالرّاحِ والوَتَرِ الفَصيحِ المَنْطِقِ
والجَوُّ يَسْحَبُ مِنْ عَليلِ هَوائِهِ / ثَوْباً يَرشُّ بِطَلِّهِ المُتَرَقْرِقِ
حتّى رَأَيْنا اللَّيْلَ قَوَّسَ ظَهْرَهُ / هَرَمٌ وأَثَّرَ فيهِ شَيْبُ المَفْرِقِ
وكَأَنَّ ضَوْءَ الفَجْرِ في باقي الدُّجى / سَيْفٌ حَلاهُ من اللُّجَيْنِ المُحْرَقِ
يا طيبَها من لَيْلَةٍ لو لم تَكُنْ / قَصُرَتْ فَريعَ تَجَمُّعٌ بِتَفَرُّقِ