المجموع : 347
أُصَوِّرُ صورَةً في التُربِ مِنها
أُصَوِّرُ صورَةً في التُربِ مِنها / وَأَبكي إِنَّ قَلبي في عَذابِ
وَأَشكو هَجرَها مِنها إِلَيها / شِكايَةَ مُدنِفٍ عَظِمِ المُصابِ
وَأَشكو ما لَقيتُ وَكُلَّ وَجدٍ / غَراماً بِالشِكايَةِ لِلتُرابِ
يَميلُ بِيَ الهَوى في أَرضِ لَيلى
يَميلُ بِيَ الهَوى في أَرضِ لَيلى / فَأَشكوها غَرامي وَاِلتِهابي
وَأُمطِرُ في التُرابِ سَحابَ جَفني / وَقَلبي في هُمومٍ وَاِكتِئابِ
وَأَشكو لِلدِيارِ عَظيمَ وَجدي / وَدَمعي في اِنهِمالٍ وَاِنسِيابِ
أُكَلِّمُ صورَةً في التُربِ مِنها / كَأَنَّ التُربَ مُستَمِعٌ خِطابي
كَأَنّي عِندَها أَشكو إِلَيها / مُصابي وَالحَديثُ إِلى التُرابِ
فَلا شَخصٌ يَرُدُّ جَوابَ قَولي / وَلا العَتّابُ يَرجِعُ في جَوابي
فَأَرجِعُ خائِباً وَالدَمعُ مِنّي / هَتونٌ مِثلَ تِسكابِ السَحابِ
عَلى أَنّي بِها المَجنونُ حَقّاً / وَقَلبي مِن هَواها في عَذابِ
سَأَبكي عَلى ما فاتَ مِنّي صَبابَةً
سَأَبكي عَلى ما فاتَ مِنّي صَبابَةً / وَأَندُبُ أَيّامَ السُرورِ الذَواهِبِ
وَأَمنَعُ عَيني أَن تَلَذَّ بِغَيرِكُم / وَإِنّي وَإِن جانَبتُ غَيرُ مُجانِبِ
وَخَيرُ زَمانٍ كُنتُ أَرجو دُنُوَّهُ / رَمَتني عُيونُ الناسِ مِن كُلِّ جانِبِ
فَأَصبَحتُ مَرحوماً وَكُنتُ مُحَسَّداً / فَصَبراً عَلى مَكروهِها وَالعَواقِبِ
وَلَم أَرَها إِلّا ثَلاثاً عَلى مِنىً / وَعَهدي بِها عَذراءُ ذاتُ ذَوائِبِ
تَبَدَّت لَنا كَالشَمسِ تَحتَ غَمامَةٍ / بَدا حاجِبٌ مِنها وَضَنَّت بِحاجِبِ
عَفا اللَهُ عَن لَيلى وَإِن سَفَكَت دَمي
عَفا اللَهُ عَن لَيلى وَإِن سَفَكَت دَمي / فَإِنّي وَإِن لَم تَحزِني غَيرُ عاتِبِ
عَلَيها وَلا مُبدٍ لِلَيلى شِكايَةً / وَقَد يَشتَكي المُشكى إِلى كُلَّ صاحِبِ
يَقولونَ تُب عَن ذِكرِ لَيلى وَحُبِّها / وَما خَلِدي عَن حُبِّ لَيلى بِتائِبِ
لَخُطّابُ لَيلى بالَ بُرثُنَ مِنكُمُ
لَخُطّابُ لَيلى بالَ بُرثُنَ مِنكُمُ / أَذَلُّ وَأَمضى مِن سُلَيكَ المَقانِبِ
أُحُبُّكِ يا لَيلى وَأُفرِطُ في حُبّي
أُحُبُّكِ يا لَيلى وَأُفرِطُ في حُبّي / وَتُبدينَ لي هَجراً عَلى البُعدِ وَالقُربِ
وَأَهواكِ يا لَيلى هَوىً لَو تَنَسَّمَت / نُفوسُ الوَرى أَدناهُ صِحنَ مِنَ الكَربِ
شَكَوتُ إِلَيها الشَوقُ سِرّاً وَجَهرَةً / وَبُحتُ بِما أَلقاهُ مِن شِدَّةِ الحُبِّ
وَلَمّا رَأَيتُ الصَدَّ مِنها وَلَم تَكُن / تَرِقُّ لِشَكواتي شَكَوتُ إِلى رَبّي
إِذا كانَ قُربَ الدارِ يورِثُ حَسرَةً / فَلا خَيرَ لِلصَبِّ المُتَيَّمِ في القُربِ
شُغِفَ الفُؤادُ بِجارَةِ الجَنبِ
شُغِفَ الفُؤادُ بِجارَةِ الجَنبِ / فَظَلِلتُ ذا أَسَفٍ وَذا كَربِ
يا جارَتي أَمسَيتِ مالِكَةً / روحي وَغالِيَةً عَلى لُبّي
لَقَد هَمَّ قَيسٌ أَن يَزُجَّ بِنَفسِهِ
لَقَد هَمَّ قَيسٌ أَن يَزُجَّ بِنَفسِهِ / وَيَرمي بِها مِن ذَروَةِ الجَبَلِ الصَعبِ
فَلا غَروَ أَنَّ الحُبَّ لِلمَرءِ قاتِلٌ / يُقَلِّبُهُ ما شاءَ جَنباً إِلى جَنبِ
أَناخَ هَوى لَيلى بِهِ فَأَذابَهُ / وَمَن ذا يُطيقُ الصَبرَ عَن مَحمَلِ الحُبِّ
فَيَسقيهِ كَأسَ المَوتِ قَبلَ أَوانِهِ / وَيورِدَهُ قَبلَ المَماتِ إِلى التُربِ
أَحُجّاجَ بَيتِ اللَهِ في أَيِّ هَودَجٍ
أَحُجّاجَ بَيتِ اللَهِ في أَيِّ هَودَجٍ / وَفي أَيِّ خِدرٍ مِن خُدورِكُمُ قَلبي
أَأَبقى أَسيرَ الحُبِّ في أَرضِ غُربَةٍ / وَحاديكُمُ يَحدو بِقَلبِيَ في الرَكبِ
وَمُغتَرِبٍ بِالمَرجِ يَبكي بِشَجوِهِ / وَقَد غابَ عَنهُ المُسعِدونَ عَلى الحُبِّ
إِذا ما أَتاهُ الرَكبُ مِن نَحوِ أَرضِهِ / تَنَفَّسَ يَستَشفي بِرائِحَةِ الرَكبِ
أَيا وَيحَ مَن أَمسى يُخَلَّسُ عَقلُهُ
أَيا وَيحَ مَن أَمسى يُخَلَّسُ عَقلُهُ / فَأَصبَحَ مَذهوباً بِهِ كُلَّ مَذهَبِ
خَلِيّاً مِنَ الخُلّانِ إِلّا مُعَذَّباً / يُضاحِكُني مَن كانَ يَهوى تَجَنُّبي
إِذا ذُكِرَت لَيلى عَقَلتُ وَراجَعَت / رَوائِعُ قَلبي مِن هَوىً مُتَشَعِّبِ
وَقالوا صَحيحٌ ما بِهِ طَيفُ جِنَّةٍ / وَلا الهَمُّ إِلّا بِاِفتِراءِ التَكَذُّبِ
وَلي سَقَطاتٌ حينَ أُغفِلُ ذِكرَها / يَغوصُ عَلَيها مَن أَرادَ تَعَقُّبي
وَشاهِدُ وَجدي دَمعُ عَيني وَحُبُّها / يَرى اللَحمَ عَن أَحناءِ عَظمي وَمَنكَبي
تَجَنَّبتُ لَيلى أَن يَلِجَّ بِيَ الهَوى / وَهَيهاتَ كانَ الحُبُّ قَبلَ التَجَنُّبِ
فَما مُغزِلٌ أَدماءُ باتَ عَزالُها / بِأَسفَلِ نِهيٍ ذي عَرارٍ وَحَلَّبِ
بِأَحسَنَ مِن لَيلى وَلا أَمَّ فَرقَدِ / غَضيضَةُ طَرفٍ رَعيُها وَسطَ رَبرَبِ
نَظَرتُ خِلالَ الرَكبِ في رَونَقِ الضُحى / بِعَيني قُطامِيٍّ نَما فَوقَ عُرقُبِ
إِلى ظُعُنٍ تَخذي كَأَنَّ زُهائَها / نَواعِمَ أَثلٍ أَو سَعِيّاتِ أَثلَبِ
وَلَم أَرَ لَيلى غَيرَ مَوقِفِ ساعَةٍ / بِبَطنِ مِنىً تَرمي جِمارَ المُحَصَّبِ
وَيُبدي الحَصى مِنها إِذا قَذِفَت بِهِ / مِنَ البُردِ أَطرافَ البَنانِ المُخَضَّبِ
فَأَصبَحتُ مِن لَيلى الغَداةَ كَناظِرٍ / مَعَ الصُبحِ في أَعقابِ نَجمٍ مُغَرِّبِ
أَلا إِنَّما غادَرتِ يا أُمَّ مالِكٍ / صَدى أَينَما تَذهَب بِهِ الريحُ يَذهَبِ
حَلَفتُ بِمَن أَرسى ثَبيراً مَكانَهُ / عَلَيهِ ضَبابٌ مِثلُ رَأسِ المُعَصَّبِ
وَما يَسلُكُ المَوماةَ مِن كُلِّ نِقضَةٍ / طَليحٍ كَجَفنِ السَيفِ تُحدى بِمَوكِبِ
خَوارِجَ مِن نُعمانَ أَو مِن سُفوحِهِ / إِلى البَيتِ أَو يَطلُعنَ مِن نَجدِ كَبكَبِ
لَهُ حَظُّهُ الأَوفى إِذا كانَ غائِباً / وَإِن جاءَ يَبغي نَيلَنا لَم يُؤَنَّبِ
لَقَد عِشتُ مِن لَيلى زَماناً أُحِبُّها / أَرى المَوتَ مِنها في مَجيئي وَمَذهَبي
وَلَمّا رَأَت أَنَّ التَفَرُّقَ فَلتَةٌ / وَأَنّا مَتى ما نَفتَرِق نَتَشَعَّبِ
أَشارَت بِمَوشومٍ كَأَنَّ بَنانَهُ / مِنَ اللَينِ هُدّابُ الدِمَقسِ المُهَذَّبِ
إِذا خِفنا مِنَ الرُقَباءِ عَيناً
إِذا خِفنا مِنَ الرُقَباءِ عَيناً / تَكَلَمَتِ العُيونِ عَنِ القُلوبِ
وَفي غَمرِ الجَوانِحِ مُستَراحٌ / لِحاجاتِ المُحِبِّ إِلى الحَبيبِ
حَبيبٌ نَأى عَنّي الزَمانُ بِقُربِهِ
حَبيبٌ نَأى عَنّي الزَمانُ بِقُربِهِ / فَصَيَّرَني فَرداً بِغَيرِ حَبيبِ
فَلي قَلبُ مَحزونٍ وَعَقلُ مُدَلَّهٍ / وَوَحشَةُ مَهجورٍ وَذُلُّ غَريبِ
فَيا عُقَبَ الأَيامِ هَل فيكِ مَطمَعٌ / لِرَدِّ حَبيبٍ أَو لِدَفعِ كُروبِ
أَبوسُ تُرابَ رِجلَكِ يا لِوَيلي
أَبوسُ تُرابَ رِجلَكِ يا لِوَيلي / وَلَولا ذاكَ لا أُدعى مُصابا
وَما بَوسِ التُرابِ لِحُبِّ أَرضِ / وَلَكِن حُبُّ مَن وَطِئَ التُرابَ
جُنِنتُ بِها وَقَد أَصبَحتُ فيها / مُحِبّاً أَستَطيبُ بِها العَذابا
وَلازَمتُ القِفارَ بِكُلِّ أَرضٍ / وَعَيشي بِالوُحوشِ نَما وَطابا
وَأَحبَبتُها حُبّاً يَقَرُّ بِعَينِها
وَأَحبَبتُها حُبّاً يَقَرُّ بِعَينِها / وَحُبّي إِذا أَحبَبتُ لا يُشبِهُ الحُبّا
وَلَو تَفَلَت في البَحرِ وَالبَحرُ مالِحٌ / لَأَصبَحَ ماءُ البَحرِ مِن ريقِها عَذبا
وَمَن يُطِعِ الواشينَ لا يَترُكوا لَهُ
وَمَن يُطِعِ الواشينَ لا يَترُكوا لَهُ / صَديقاً وَإِن كانَ الحَبيبَ المُقَرَّبا
نُبِّئتُ لَيلى وَقَد كُنّا نُبَخِّلُها
نُبِّئتُ لَيلى وَقَد كُنّا نُبَخِّلُها / قالَت سَقى المُزنُ غَيثاً مَنزِلاً خَرِبا
وَحَبَّذا راكِبٌ كُنّا نَهَشُّ بِهِ / يُهدي لَنا مَن أَراكِ المَوسِمِ القُضُبا
قالَت لِجارَتِها يَوماً تُسائِلُها / لَمّا اِستَحَمَّت وَأَلقَت عِندَها السَلَبا
يا عُمرَكِ اللَهَ أَلّا قُلتِ صادِقَةً / أَصادِقاً وَصَفَ المَجنونَ أَم كَذِبا
إِذا نَظَرَت نَحوي تَكَلَّمَ طَرفُها
إِذا نَظَرَت نَحوي تَكَلَّمَ طَرفُها / وَجاوَبَها طَرفي وَنَحنُ سُكوتُ
فَواحِدَةٌ مِنها تُبَشِّرُ بِاللُقا / وَأُخرى لَها نَفسي تَكادُ تَموتُ
إِذا مُتُّ خَوفَ اليَأسِ أَحيانِيَ الرَجا / فَكَم مَرَّةٍ قَد مُتُّ ثُمَّ حَيِيتُ
وَلَو أَحدَقوا بي الإِنسُ وَالجِنُّ كُلُّهُم / لِكَي يَمنَعوني أَن أَجيكِ لَجيتُ
أَلا يا نَسيمَ الريحِ حُكمُكَ جائِرٌ
أَلا يا نَسيمَ الريحِ حُكمُكَ جائِرٌ / عَلَيَّ إِذا أَرضَيتَني وَرَضيتُ
أَلا يا نَسيمَ الريحِ لَو أَنَّ واحِداً / مِنَ الناسِ يُبليهِ الهَوى لَبَليتُ
فَلَو خُلِطَ السَمُّ الزُعافُ بِريقِها / تَمَصَّصتُ مِنهُ نَهلَةً وَرَويتُ
سَرَت في سَوادِ القَلبِ حَتّى إِذا اِنتَهى
سَرَت في سَوادِ القَلبِ حَتّى إِذا اِنتَهى / بِها السَيرُ وَاِرتادَت حِمى القَلبِ حَلَّتِ
فَلِلعَينِ تَهمالٌ إِذا القَلبُ مَلَّها / وَلِلقَلبِ وِسواسٌ إِذا العَينُ مَلَّتِ
وَوَاللَهِ ما في القَلبِ شَيءٌ مِنَ الهَوى / لِأُخرى سِواها أَكثَرَت أَم أَقَلَّتِ
فَما وَجدُ أَعرابيَّةٍ قَذَفَت بِها
فَما وَجدُ أَعرابيَّةٍ قَذَفَت بِها / صُروفُ النَوى مِن حَيثُ لَم تَكُ ظَنَّتِ
إِذا ذَكَرَت نَجداً وَطيبَ تُرابِهِ / وَخَيمَةَ نَجدٍ أَعوَلَت وَأَرَنَّتِ
بِأَكثَرَ مِنّي حُرقَةً وَصَبابَةً / إِلى هَضَباتٍ بِاللَوى قَد أَظَلَّتِ
تَمَنَّت أَحاليبُ الرِعاءِ وَخَيمَةً / بِنَجدٍ فَلَم يُقدَر لَها ما تَمَنَّتِ
إِذا ذَكَرَت ماءَ الفَضاءِ وَخَيمَةً / وَبَردِ الضُحى مِن نَحوِ نَجدَ أَرَنَّتِ
لَها أَنَّةٌ قَبلَ العِشاءِ وَأَنَّةٌ / سُحَيرٌ فَلَولا أَنَّتاها لَجُنَّتِ
بِأَوجَدَ مِن وَجدٍ بِلَيلى وَجَدتُهُ / غَداةَ اِرتَحَلنا غَدوَةً وَاِطمَأَنَتِ
فَإِن يَكُ هَذا عَهدُ لَيلى وَأَهلِنا / فَهَذا الَّذي كُنّا ظَنَنّا وَظَنَّتِ
أَلا قاتَلَ اللَهُ الحَمامَةَ غَدوَةً / عَلى الغُصنِ ماذا هَيَّجَت حينَ غَنَّتِ
تَغَنَّت بِلَحنٍ أَعجَميٍّ فَهَيَّجَت / هَوايَ الَّذي بَينَ الضُلوعِ أَجَنَّتِ
نَظَرتُ إِلَيهِنَّ الغَداةَ بِنَظرَةٍ / وَلَو نَظَرَت عَيني بِطَرفي تَجَنَّتِ
خَفَت شَجَناً مِن شَجوِها ثُمَّ أَعلَنَت / كَإِعوالِ ثَكلى أُثكِلَت ثُمَّ حَنَّتِ
فَما أَخَّرَت إِذ هَيَّجَت مِن صَبابَتي / غَداةَ أَشاعَت لِلهَوى وَاِرفَأَنَّتِ
أَقولُ لِحادي عيرِ لَيلى وَقَد يَرى / ثِيابِيَ يَجري الدَمعُ فيها فَبُلَّتِ
أَلا قاتَلَ اللَهُ اللَوى مِن مَحَلَّةِ / وَقاتَلَ ذُؤباناً بِها كَيفَ وَلَّتِ
غَبَرنا زَمانا بِاللِوى ثُمَّ أَصبَحَت / بِراقِ اللِوى مِن أَهلِها قَد تَخَلَّتِ
أُلامُ عَلى لَيلى وَلَو أَنَّ هامَتي / تُداوى بِلَيلى بَعدَ يُبسٍ لَبُلَّتِ
بِذي أَشَرٍ تَجري بِهِ الراحُ أُنهِلَت / تَخالُ بِها بَعدَ العِشاءِ وَعَلَّتِ
وَيَبسِمُ إيماضَ الغَمامَةِ إِذ سَمَت / إِلَيها عُيونُ الناسِ حَتّى اِستَهَلَّتِ
حَلَفتُ لَها بِاللَهِ ما حَلَّ بَعدَها / وَلا قَبلَها إِنسِيَّةٌ حَيثُ حَلَّتِ
أَقامَت بِأَعلى شُعبَةٍ مِن فُؤادِهِ / فَلا القَلبُ يَنساها وَلا العَينُ مَلَّتِ
وَقَد زَعَمَت أَنّي سَأَبغي إِذا نَأَت / بِها بَدَلاً يا بِئسَ ما بِيَ ظَنَّتِ
وَما أَنصَفَت أَمّا النِساءَ فَبَغَّضَت / إِلَيَّ وَأَمّا بِالنَوالِ فَضَنَّتِ
فَيا حَبَّذا إِعراضُ لَيلى وَقَولُها / هَمَمتَ بِهَجرٍ وَهيَ بِالهَجرِ هَمَّتِ
فَما أُمُّ سَقبَ هالِكٍ في مَضَلَّةٍ / إِذا ذَكَرَتهُ آخِرَ اللَيلِ حَنَّتِ
بِأَبرَحَ مِنّي لَوعَةً غَيرَ أَنَّني / أُجَمجِمُ أَحشائي عَلى ما أَكَنَّتِ
خَليلَيَّ هَذي زَفرَةُ اليَومِ قَد مَضَت / فَمَن لِغَدٍ مِن زَفرَةٍ قَد أَظَلَّتِ