القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمَر بنُ أَبي رَبِيعة الكل
المجموع : 419
يا خَليلَيَّ قَرِّبا لي رِكابي
يا خَليلَيَّ قَرِّبا لي رِكابي / وَاِستُرا ذاكُما غَداً عَن صِحابي
وَاِقرَآ مِنّي السَلامَ عَلى الرَس / مِ الَّذي مِن مِنىً بِجَنبِ الحِصابِ
وَاِعلَما أَنَّني أُصِبتُ بِداءٍ / داخِلٍ في الضُلوعِ دونَ الحِجابِ
ثُمَّ صَدَّت بِوَجهِها عَمدَ عَينٍ / زَينَبٌ لِلقَضاءِ أُمُّ الحُبابِ
فَرَأى ذاكَ صاحِبايَ فَقالا / مَنطِقاً خابَ لَم يَكُن مِن جَوابي
إِنَّ مِنّي الفُؤادَ ذا اللُبِّ فيما / قَد يُرى ظاهِراً لَعينِ مُصابِ
فَرَدَدتُ الَّذي مِنَ الجَهلِ قالا / بِمَقالٍ قَد قُلتُهُ بِصَوابِ
إِن تَكونا كَتَمتُما اليَومَ دائي / فَذَراني فَقَد كَفاني ما بي
غَيرَ أَنّي وَدَدتُ أَنَّ عَذاباً / صُبَّ يَوماً عَلَيكُما مِن عَذابي
فَتَذوقانِ بَعضَ ما ذُقتُ مِنها / أَو تَدابانِ حِقبَةً مِثلَ دابي
لا تَنالانِ ذَلِكَ الوَصلَ مِنها / أَو تَنالا السَماءَ بِالأَسبابِ
إِنَّ الحَبيبَ أَلَمَّ بِالرَكبِ
إِنَّ الحَبيبَ أَلَمَّ بِالرَكبِ / لَيلاً فَباتَ مُجانِباً صَحبي
فَفَزِعتُ مِن نَومِ عَلى وَسَنٍ / وَذَكَرتُ ما قَد هاجَ مِن نُصبي
زارَت رُمَيلَةُ زائِراً في صُحبَةٍ / أَحبِب بِها زَوراً عَلى عَتبِ
زَوراً لَعَمري شَفَّ قَلبي ذِكرُهُ / سَكَنَ الغَديرَ فَلَيسَ مِن شَعبي
وَأَنا اِمرُؤٌ بِقَرارِ مَكَّةَ مَسكِني / وَلَها هَوايَ فَقَد سَبَت قَلبي
وَلَقَد حَفِظتُ وَما نَسيتُ مَقالَها / عِندَ الرَحيلِ هَجَرَتنا حِبّي
وَبَدَت لَنا عِندَ الفِراقِ بِكُربَةٍ / وَلَنا بِذَلِكَ أَفضَلُ الكَربِ
قالَت رُمَيلَةُ حينَ جِئتُ مُوَدِّعاً / ظُلماً بِلا تِرَةٍ وَلا ذَنبِ
هَذا الَّذي وَلّى فَأَجمَعَ رِحلَةً / وَاِبتاعَ مِنّا البُعدَ بِالقُربِ
فَأَجَبتُها وَالدَمعُ مِنّي مُسبِلٌ / سَكبٌ وَدَمعي دائِمُ السَكبِ
إِن قَد سَلَوتُ عَنِ النِساءِ سِواكُمُ / وَهَجَرتُهُنَّ فَحُبُّكُم طِبّي
لَيتَ شِعري هَل أَذو
لَيتَ شِعري هَل أَذو / قَن رُضاباً مِن حَبيبِ
طَيِّبِ الريقَةِ وَالنَك / هَةِ كَالراحِ القَطيبِ
واضِحِ اللَبَّةِ وَالسُن / نَةِ كَالظَبيِ الرَبيبِ
مُخطَفِ الكَشحَينِ عاري ال / صُلبِ ذي دَلٍّ عَجيبِ
مُشبَعِ الخَلخالِ وَالقُل / بَينِ صَيّادِ القُلوبِ
قَد سَبَتني بِشَتيتِ ال / نَبتِ في سَقطٍ كَثيبِ
حَبَّذا ذاكَ غَزالاً / قَد شَفى قَرحَ نُدوبي
وَجَزاني بِهَوائي / وَثَنائي في المَغيبِ
وَلَقَد أَشفَقتُ مِن حُب / بِكُمُ أَقضي نَحيبي
إِنَّ قَلبي فَاِعلَميهِ / كُلَّ يَومٍ في وَجيبِ
كَيفَ صَبري عَن فَتاةٍ / أَحسَنِ الناسِ لَعوبِ
صَلتَةِ الخَدَّينِ خَودٍ / خَلَطَت حُسناً بِطيبِ
أَراكِ يا هِندُ في مُباعَدَتي
أَراكِ يا هِندُ في مُباعَدَتي / مُعتَلَّةً لي لِتَقطَعي سَبَبي
هِندُ أَطاعَت بِيَ الوُشاةَ فَقَد / أَمسَت تَراني كَعُرَّةِ الجَرِبِ
يا هِندُ لا تَبخَلي بِنائِلِكُم / عَنّا فَلَم أَقضِ مِنكُمُ أَرَبي
يا بِنتَ خَيرِ المُلوكِ مَأثُرَةً / ليني لِذي حاجَةٍ وَمُرتَقَبِ
وَاِقتَصِدي في المَلامِ وَاِتَّرِكي / بَعضَ التَجَنّي عَلَيَّ وَالغَضَبِ
وَأَجِّلينا لِوَعدِكُم أَجَلاً / ثُمَّ اِصدُقينا لا خَيرَ في الكَذِبِ
قالَت فَميعادُكَ التَقَمُّرُ في / أَوَّلِ عَشرٍ خَلَونَ مِن رَجَبِ
لَقَد أَرسَلَت نُعمٌ إِلَينا أَنِ اِئتِنا
لَقَد أَرسَلَت نُعمٌ إِلَينا أَنِ اِئتِنا / فَأَحبِب بِها مِن مُرسِلٍ مُتَغَضِّبِ
فَأَرسَلتُ أَن لا أَستَطيعُ فَأَرسَلَت / تُؤَكِّدُ أَيمانَ الحَبيبِ المُؤَنِّبِ
فَقُلتُ لِجَنّادٍ خُذِ السَيفَ وَاِشتَمِل / عَلَيهِ بِحَزمٍ وَاِرقَبِ الشَمسَ تَغرُبِ
وَأَسرِج لِيَ الدَهماءَ وَاِذهَب بِمِمطَري / وَلا تُعلِمَن حَيّاً مِنَ الناسِ مَذهَبي
وَمَوعِدُكَ البَطحاءُ مَن بَطنِ يَأجَجٍ / أَوِ الشَعبُ ذو المَمروخِ مِن بَطنِ مُغرِبِ
فَلَمّا اِلتَقَينا سَلَّمَت وَتَبَسَّمَت / وَقالَت كَقَولِ المُعرِضِ المُتَجَنِّبِ
أَمِن أَجلِ واشٍ كاشِحٍ بِنَميمَةِ / مَشى بَينَنا صَدَّقتَهُ لَم تُكَذَّبِ
قَطَعتَ حِبالَ الوَصلِ مِنّا وَمَن يُطِع / بِذي وُدِّهُ قَولَ المُحَرِّشِ يُعتَبِ
فَباتَ وِسادي ثِنيُ كَفٍّ مُخَضَّبٍ / مُعاوِدَ عَذبٍ لَم يُكَدَّر بِمَشرَبِ
إِذا مِلتُ مالَت كَالكَثيبِ رَخيمَةٌ / مُنَعَّمَةً حُسّانَةَ المُتَجَلبَبِ
قالَت ثُرَيّا لَأَترابٍ لَها قُطُفٍ
قالَت ثُرَيّا لَأَترابٍ لَها قُطُفٍ / قُمنَ نُحَيِّي أَبا الخَطّابِ مِن كَثَبِ
فَطِرنَ حَبّاً لِما قالَت وَشايَعَها / مِثلُ التَماثيلِ قَد مُوِّهنَ بِالذَهَبِ
يَرفُلنَ في مِطرَفاتِ السوسِ آوِنَةً / وَفي العَتيقِ مِنَ الديباجِ وَالقَصَبِ
تَرى عَلَيهِنَّ حَليَ الدُرِّ مُتَّسِقاً / مَعَ الزَبَرجَدِ وَالياقوتِ كَالشُهُبِ
قالَت لَهُنَّ فَتاةٌ كُنتُ أَحسَبُها / غَريرَةً بِرَجيعِ القَولِ وَاللَعِبِ
هَذا مَقامُ شُنوعٍ لا خَفاءَ بِهِ / أَلا تَخَفنَ مِنَ الأَعداءِ وَالرُقُبِ
لا تَلُمني عَتيقُ حَسبي الَّذي بي
لا تَلُمني عَتيقُ حَسبي الَّذي بي / وَاِلتَمِس لي الدَواءَ عِندَ الطَبيبِ
إِنَّ قَلبي ما زالَ مِن أُمِّ عَمروٍ / ضَمِناً بَعدَ لَيلَةِ التَحصيبِ
يَكتُمُ الناسَ ما بِهِ وَالَّذي يَك / تُمُ بادٍ مُبَيَّنٌ لِلَبيبِ
يا اِبنَةَ الخَيرِ وَالسَناءِ وَفَرعِ ال / مَجدِ وَالمَنصِبِ الرَفيعِ أَثيبي
فَإِلَيكِ اِنتَهَت فُروعُ قُرَيشٍ / بِمَساعي العُلى وَطَيبِ النَسيبِ
أَمسَت كُراعُ الغَميمِ موحِشَةً
أَمسَت كُراعُ الغَميمِ موحِشَةً / بَعدَ الَّذي قَد خَلا مِنَ الحِقَبِ
إِن تُمسِ وَحشاً فَقَد شَهِدتُ بِها / حوراً حِساناً في مَوكِبٍ عَجَبِ
مِن عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمٍ وَبَني / زُهرَةَ أَهلِ الصِفاتِ وَالحَسَبِ
يَرفُلنَ في الرَيطِ وَالمُروطِ مِ / نَ الخَزِّ يُسحِبنَها عَلى الكُثُبِ
يا طُلَ لَيلى وَآبَ لي طَرَبي / لَمّا تَذَكَّرتُ مَنزِلَ الخَرِبِ
مَنزِلَ مَن راحَ مِنهُ مُعتَمِراً / لَيلَةَ سِتٍّ خَلَونَ مِن رَجَبِ
فَهيَ لَنا خُلَّةٌ نُواصِلُها / مِن غَيرِ ما مَحرَمٍ وَلا رِيَبِ
مِثلُ غَزالٍ يَهُزُّ مِشيَتَهُ / أَحوى عَلَيهِ قَلائِدُ الذَهَبِ
قالَ لي صاحِبي لِيَعلَمَ ما بي
قالَ لي صاحِبي لِيَعلَمَ ما بي / أَتُحِبُّ القَتولَ أُختَ الرَبابِ
قُلتُ وَجدي بِها كَوَجدِكَ بِالما / ءِ إِذا ما مُنِعتَ بَردَ الشَرابِ
مَن رَسولي إِلى الثُرَيّا بِأَنّي / ضِقتُ ذَرعاً بِهَجرِها وَالكِتابِ
أَزهَقَت أُمُّ نَوفَلٍ إِذ دَعَتها / مُهجَتي ما لِقاتِلي مِن مَتابِ
حينَ قالَت لَها أَجيبي فَقالَت / مَن دَعاني قالَت أَبو الخَطّابِ
أَبرَزوها مِثلَ المَهاةِ تَهادى / بَينَ خَمسٍ كَواعِبٍ أَترابِ
فَأَجابَت عِندَ الدُعاءِ كَما لَب / بى رِجالٌ يَرجونَ حُسنَ الثَوابِ
وَهيَ مَكنونَةٌ تَحَيَّرَ مِنها / في أَديمِ الخَدَّينِ ماءُ الشَبابِ
دُميَةٌ عِندَ راهِبٍ ذي اِجتِهادٍ / صَوَّروها في جانِبِ المِحرابِ
وَتَكَنَّفنَها كَواعِبُ بيضٌ / واضِحاتُ الخُدودِ وَالأَقرابِ
ثُمَّ قالوا تُحِبُّها قُلتُ بَهراً / عَدَدَ النَجمِ وَالحَصى وَالتُرابِ
حينَ شَبَّ القَتولَ وَالجيدَ مِنها / حُسنُ لَونٍ يَرِفُّ كَالزِريابِ
أَذكَرَتني مِن بَهجَةِ الشَمسِ لَمّا / طَلَعَت مِن دُجُنَّةٍ وَسَحابِ
فَاِرجَحَنَّت في حُسنِ خَلقٍ عَميمٍ / تَتَهادى في مَشيِها كَالحُبابِ
قَلَّدوها مِنَ القَرَنفُلِ وَالدُر / رِ سِخاباً واهاً لَهُ مِن سِخابِ
غَصَبَتني مَجّاجَةُ المِسكِ نَفسي / فَسَلوها ماذا أَحَلَّ اِغتِصابي
أَيُّها القائِلُ غَيرَ الصَوابِ
أَيُّها القائِلُ غَيرَ الصَوابِ / أَمسِكِ النُصحَ وَأَقلِل عِتابي
وَاِجتَنِبني وَاِعلَم بِأَن سَوفَ تُعصى / وَلَخَيرٌ لَكَ بَعضُ اِجتِنابي
إِن تَقُل نُصحاً فَعَن ظَهرِ غِشٍّ / دائِمِ الغِمرِ بَعيدِ الذَهابِ
لَيسَ بي عِيٌّ بِما قُلتَ إِنّي / عالِمٌ أَفقَهُ رَجعَ الجَوابِ
إِنَّما قُرَّةُ عَيني هَواها / فَدَعِ اللَومَ وَكِلني لِما بي
لا تَلُمني في الرَبابِ وَأَمسَت / عَدَلَت لِلنَفسِ بَردَ الشَرابِ
هِيَ وَاللَهِ الَّذي هُوَ رَبّي / صادِقاً أَحلِفُ غَيرَ الكِذابِ
أَكرَمُ الأَحياءِ طُرّاً عَلَينا / عِندَ قُربٍ مِنهُمُ وَاِغتِرابِ
لَقِيَتنا في الطَوافِ وَصَدَّت / إِذ رَأَت هَجري لَها وَاِجتِنابي
عاتَبَتني ساعَةً وَهيَ تَبكي / ثُمَّ عَزَّت خُلَّتي في الخِطابِ
وَكَفا بي مِدرَهاً لِخُصومٍ / لَسِواها عِندَ جِدَّ تَنابي
أَلَمَّ طَيفٌ فَهاجَ لي طَرَبي
أَلَمَّ طَيفٌ فَهاجَ لي طَرَبي / لَيلَةَ بِتنا بِجانِبِ الكُثُبِ
أَلَمَّ بي وَالرِكابُ ساكِنَةٌ / لَيلاً وَهَمّي بِذِكرَتي وَصَبي
فَبِتُّ أَرعى النُجومَ مُرتَفِقاً / مِن حُبِّها وَالمُحِبُّ في تَعَبِ
طَيفٌ لِهِندٍ سَرى فَأَرَّقَني / وَنَحنُ بَينَ الكُراعِ وَالخَرَبِ
يا هِندُ لا تَبخَلي بِنائِلِكُم / عَن عاشِقٍ ظَلَّ مِنكِ في نَصَبِ
يا هِندُ عاصي الوُشاةَ في رَجُلٍ / يَهتَزُّ لِلمَجدِ ماجِدِ الحَسَبِ
بِنَفسِيَ مَن أَشتَكي حُبَّهُ
بِنَفسِيَ مَن أَشتَكي حُبَّهُ / وَمَن إِن شَكا الحُبَّ لَم يَكذِبِ
وَمَن إِن تَسَخَّطَ أَعتَبتُهُ / وَإِن يَرَني ساخِطاً يُعتِبِ
وَمَن لا أُبالي رِضا غَيرِهِ / إِذا هُوَ سُرَّ وَلَم يَغضَبِ
وَمَن لا يُطيعُ بِنا أَهلَهُ / وَمَن قَد عَصَيتُ لَهُ أَقرَبي
وَمَن لَو نَهانِيَ مِن حُبِّهِ / عَنِ الماءِ عَطشانَ لَم أَشرَبِ
وَمَن لا سِلاحَ لَهُ يُتَّقى / وَإِن هُوَ نوزِلَ لَم يُغلَبِ
رَدَعَ الفُؤادَ تَذَكُّرُ الأَطرابِ
رَدَعَ الفُؤادَ تَذَكُّرُ الأَطرابِ / وَصَبا إِلَيكِ وَلاتَ حينَ تَصابي
إِن تَبذُلي لي نائِلاً يُشفى بِهِ / سَقَمُ الفُؤادِ فَقَد أَطَلتِ عَذابي
وَعَصَيتُ فيكِ أَقارِبي فَتَقَطَّعَت / بَيني وَبَينَهُمُ عُرى الأَسبابِ
وَتَرَكتِني لا بِالوِصالِ مُمَتَّعاً / مِنهُم وَلا أَسعَفتِني بِثَوابِ
فَقَعَدتُ كَالمُهريقِ فَضلَةَ مائِهِ / في حَرِّ هاجِرَةٍ لِلَمعِ سَرابِ
يُشفي بِهِ مِنهُ الصَدى فَأَماتَهُ / طَلَبُ السَرابِ وَلاتَ حينَ طِلابِ
قالَت سُعَيدَةُ وَالدُموعُ ذَوارِفٌ / مِنها عَلى الخَدَّينِ وَالجِلبابِ
لَيتَ المُغيرِيَّ الَّذي لَم أَجزِهِ / فيما أَطالَ تَصَيُّدي وَطِلابي
كانَت تَرُدُّ لَنا المُنى أَيّامَنا / إِذ لا نُلامُ عَلى هَوىً وَتَصابي
خُبِّرتُ ما قالَت فَبِتُّ كَأَنَّما / رُمِيَ الجَشا بِنَوافِذِ النُشّابِ
أَسُعَيدَ ما ماءُ الفُراتِ وَطيبُهُ / مِنّا عَلى ظَمَإٍ وَفَقدِ شَرابِ
بِأَلَذَّ مِنكِ وَإِن نَأَيتُ وَقَلَّما / تَرعى النِساءُ أَمانَةَ الغُيّابِ
أَعَبدَةُ ما يَنسى مَوَدَّتَكِ القَلبُ
أَعَبدَةُ ما يَنسى مَوَدَّتَكِ القَلبُ / وَلا هُوَ يُسليهِ رَخاءٌ وَلا كَربُ
وَلا قَولُ واشٍ كاشِحٍ ذي عَداوَةٍ / وَلا بُعدُ دارٍ إِن نَأَيتِ وَلا قُربُ
وَما ذاكِ مِن نُعمى لَدَيكِ أَصابَها / وَلَكِنَّ حُبّاً ما يُقارِبُهُ حُبُّ
فَإِن تَقبَلي يا عَبدَ تَوبَةَ تائِبٍ / يَتُب ثُمَّ لا يُوجَد لَهُ أَبَداً ذَنبُ
أَذِلُّ لَكُم يا عَبدَ فيما هَويتُمُ / وَإِنّي إِذا ما رامَني غَيرَكُم صَعبُ
وَأَعذُلُ نَفسي في الهَوى فَتَعُقَّني / وَيَأصِرُني قَلبٌ بِكُم كَلِفٌ صَبُّ
وَفي الصَبرِ عَمَّن لا يُواتيكَ راحَةٌ / وَلَكِنَّهُ لا صَبرَ عِندي وَلا لُبُّ
وَعَبدَةُ بَيضاءُ المَحاجِرِ طَفلَةٌ / مُنَعَّمَةٌ تُصبى الحَليمَ وَلا تَصبو
قَطوفٌ مِنَ الحورِ الأَوانِسِ بِالضُحى / مَتى تَمشِ قَيسُ الباعَ مِن بُهرِها تَربُ
وَلَستُ بِناسٍ يَومَ قالَت لِأَربَعٍ / نَواعِمَ غُرٍّ كُلُّهُنَّ لَها تِربُ
أَلا لَيتَ شِعري فيمَ كانَ صُدودُهُ / أَعُلِّقَ أُخرى أَم عَلَيَّ بِهِ عَتبُ
هَلّا اِرعَوَيتِ فَتَرحَمي صَبّا
هَلّا اِرعَوَيتِ فَتَرحَمي صَبّا / صَديانَ لَم تَدَعي لَهُ قَلبا
لا تَحسَبي حَظّاً خَصَصتِ بِهِ / رَجُلاً سَلَبتِ فُؤادَهُ غَصبا
جَشِمَ الزِيارَةَ عَن مَوَدَّتِكُم / فَأَرادَ أَن لا تَحقَدي ذَنبا
وَرَجا مُصالَحَةً فَكانَ لَكُم / سِلماً وَكُنتِ تَرَينَهُ حَربا
يا أَيُّها المُصفى مَوَدَّتَهُ / مَن لا يَزالُ مُسامِتاً خِطبا
لا تَجعَلَن أَحَداً عَلَيكَ إِذا / أَحبَبتَهُ وَهَوَيتَهُ رَبّا
وَصِلِ الحَبيبَ إِذا كَلِفتَ بِهِ / وَاِطوِ الزِيارَةَ دونَهُ غِبّا
فَلَذاكَ خَيرٌ مِن مُواظَبَةٍ / لَيسَت تَزيدُكَ عِندَهُ قُربا
لا بَل يَمَلُّكَ حينَ تَطلُبُهُ / فَيَقولُ هاهَ وَطالَما لَبّى
وَما ظَبيَةٌ مِن ظِباءِ الأَرا
وَما ظَبيَةٌ مِن ظِباءِ الأَرا / كِ تَقرو دِمَثَ الرُبى عاشِبا
بِأَحسَنَ مِنها غَداةَ الغَميمِ / إِذا أَبدَتِ الخَدَّ وَالحاجِبا
غَداةَ تَقولُ عَلى رِقبَةٍ / لِخادِمِها إِحبِسي الراكِبا
فَقالَت لَها فيمَ هَذا الكَلا / مُ في وَجهِها عابِساً قاطِبا
فَقالَت كَريمٌ أَتى زائِراً / يَمُرُّ بِنا هَكَذا جانِبا
غَريبٌ أَتى رَبعَنا زائِراً / فَأَكرَهُ رَجعَتَهُ خائِبا
لِحُبِّكِ أَحبَبتُ مَن لَم يَكُن / صَفيّاً لِنَفسي وَلا صاحِبا
وَأَبذِلُ مالي لِمَرضاتِكُم / وَأُعتِبُ مَن جاءَني عاتِبا
وَأَرغَبُ في وُدِّ مَن لَم أَكُن / إِلى وُدِّهِ قَبلِكُم راغِبا
وَلَو سَلَكَ الناسُ في جانِبٍ / مِنَ الأَرضِ وَاِعتَزَلَت جانِبا
لَأَتبَعتُ طِيَّتَها إِنَّني / أَرى قُربَها العَجَبَ العاجِبا
قَد نَبا بِالقَلبِ مِنها
قَد نَبا بِالقَلبِ مِنها / إِذ تَواعَدنا الكَثيبا
قَولُها أَحسَنُ شَيءٍ / بِكِ قَد لَفَّ حَبيبا
قَولُها لي وَهيَ تُذري / دَمعَ عَينَيها غُروبا
إِنَّنا كُنّا لِهَذا / أَنصَحَ الناسِ جُيوبا
وَحَبَوناهُ بِوُدٍّ / لَم يَكُن مِنّا مَشوبا
فَجَزانا إِذ حَمَدنا / وُدَّهُ لي أَن يَغيبا
وَكَسانا اليَومَ عاراً / حينَ بِتنا وَعُيوبا
نَأيُها سُقمٌ وَأَشتا / قُ إِذا تَمشى قَريبا
لَيتَ هَذا اللَيلُ شَهرٌ / لا نَرى فيهِ غَريبا
مُقمِرٌ غَيَّبَ عَنّا / مَن أَرَدنا أَن يَغيبا
لَيسَ إِلّايَ وَإِيّا / ها وَلا نَخشى رَقيبا
جَلَسَت مَجلِسَ صِدقٍ / جَمَعَت حُسناً وَطيبا
دَمِثَ المَقعَدِ وَالمَو / طِئِ ثَريانا خَصيبا
أَفرَغَت فيهِ الثُرَيَّ / مِن ذَرى الدَلوِ سَكوبا
مُقنِعاً أَنبَتَ زَرعاً / وَمَعَ الزَرعِ خُصوبا
يا دارَ عَبدَةَ بِالأَشطارِ فَالكُثُبِ
يا دارَ عَبدَةَ بِالأَشطارِ فَالكُثُبِ / رُدّي السَلامَ فَقَد هَيَّجتِ لي طَرَبي
دارٌ لِعَبدَةَ إِذ أَترابُها خُرُدٌ / حورُ المَدامِعِ لا يَؤبَنَّ بِالكَذِبِ
أَدعوكِ ما ضَحِكَت سِنّي وَإِن خَدِرَت / رِجلي دَعَوتُ دُعاءَ العاشِقِ الطَرِبِ
طَرِبَ الفُؤادُ هَل لَهُ مِن مَطرَبِ
طَرِبَ الفُؤادُ هَل لَهُ مِن مَطرَبِ / أَم هَل لِسالِفِ وُدِّهِ مِن مَطلَبِ
وَصَبا وَمالَ بِهِ الهَوى وَاِعتادَهُ / لَهوُ الصِبا بِجُنونِ قَلبٍ مُسهَبِ
فيهِ مِنَ النُصبِ المُبينِ زَمانُهُ / وَالحُبُّ مَن يَعلَق جَواهُ يَعطَبِ
عَلِقَ الهَوى مِن قَلبِهِ بِغَريرَةٍ / رَيّا الرَوادِفِ ذاتِ خَلقٍ خَرعَبِ
تُجري السِواكَ عَلى أَغَرَّ مُفَلَّجٍ / عَذبِ اللِثاتِ لَذيذِ طَعمِ المَشرَبِ
قالَت لِجارِيَةٍ لَها قولي لَهُ / مِنّي مَقالَةَ عاتِبٍ لَم يُعتِبِ
وَلَقَد عَلِمتُ لَئِن عَدَدتُ ذُنوبَهُ / أَن سَوفَ يَزعُمُ أَنَّهُ لَم يُذنِبِ
أَلمُخبِري إِنّي أُحِبُّ مُصاقِباً / داني المَحَلِّ وَنازِحاً لَم يَصقَبِ
لَو كانَ بي كِلفاً كَما قَد قالَ لَم / يُجمِع بِعادي عامِداً وَتَجَنُّبي
فَجَعَلتُ أُثلِجُها يَميناً بَرَّةً / بِاللَهِ حَلفَةَ صادِقٍ لَم يَكذِبِ
ما زالَ حُبُّكِ بَعدُ يَنمي صاعِداً / عِندي وَأَرقُبُ فيكِ ما لَم تَرقُبي
عاوَدَ القَلبَ مِن سَلامَةَ نُصبُ
عاوَدَ القَلبَ مِن سَلامَةَ نُصبُ / فَلِعَينَيَّ مِن جَوى الحُبِّ سَكبُ
وَلَقَد قُلتُ أَيُّها القَلبُ ذو الشَو / قِ الَّذي لا يُحِبُّ حُبَّكَ حِبُّ
إِنَّهُ قَد نَأى مَزارُ سُلَيمى / وَعَدا مَطلَبٌ عَنِ الوَصلِ صَعبُ
قَد أَراني في سالِفِ الدَهرِ لَو دا / مَ وَغُصنُ الشَبابِ إِذ ذاكَ رَطبُ
وَلَها حِلَّةٌ مِنَ العَيشِ ما في / ها لِمَن يَبتَغي المَلاحَةَ عَتبُ
فَعَدانا خَطبٌ وَكُلُّ مُحِبَّي / نِ سَيَعدوهُما عَنِ الوَصلِ خَطبُ
وَكِلانا وَلَو صَدَدتُ وَصَدَّت / مُستَهامٌ بِهِ مِنَ الحُبِّ حَسبُ
لَو عَلِمتِ الهَوى عَذَرتِ وَلَكِن / إِنَّما يَعذِرُ المُحِبَّ المُحِبُّ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025