المجموع : 933
تَعالَلتِ عَن وَصلِ المُعَنّى بِكِ الصَبِّ
تَعالَلتِ عَن وَصلِ المُعَنّى بِكِ الصَبِّ / وَآثَرتِ بُعدَ الدارِ مِنّا عَلى القُربِ
وَحَمَّلتِني ذَنبَ الفِراقِ وَإِنَّهُ / لَذَنبُكِ إِن أَنصَفتِ في الحُكمِ لاذَنبي
وَوَاللَهِ ما اِختَرتُ السُلُوَّ عَلى الهَوى / وَلا حُلتُ عَمّا تَعهِدينَ مِنَ الحُبِّ
وَلا اِزدادَ إِلّا جِدَّةً وَتَمَكُّناً / مَحَلُّكِ مِن نَفسي وَحَظُّكِ مِن قَلبي
فَلا تَجمَعي هَجراً وَعَتباً فَلَم أَجِد / جَليداً عَلى هَجرِ الأَحِبَّةِ وَالعَتبِ
لَعَمرُكَ ما العَجَبُ العاجِبُ
لَعَمرُكَ ما العَجَبُ العاجِبُ / سِوى غَنَوِيٍّ لَهُ حاجِبُ
وَمَوتِ الحُقوقِ فَلا يائِسٌ / يَرُدُّ غُلامىً وَلا راغِبُ
وَلَولا اِبنُ عَمروٍ وَتَسويفُهُ / لَما غَرَّني الأَمَلُ الكاذِبُ
أَرى اللَهَ خَصَّ بَني مَخلَدٍ
أَرى اللَهَ خَصَّ بَني مَخلَدٍ / بِأَفضَلِ مَأثُرَةٍ لِلعَرَب
تُضافُ الخِلافَةُ في دورِهِم / فَتُخبِرُ عَن سِروِهِم بِالعَجَب
مُلوكٌ لَهُم عادَةٌ في القِرى / تَوارَثَها حَسَبٌ عَن حَسَب
تَرى الكَأسَ صافِيَةً كَاللُجَي / نِ وَالخَمرَ طافِيَةً كَالذَهَب
يَومُ سَبتٍ وَعِندَنا ما كَفى الحُرَّ
يَومُ سَبتٍ وَعِندَنا ما كَفى الحُرَّ / طَعامٌ وَالوِردُ مِنّا قَريبُ
وَلَنا مَجلِسٌ عَلى النَهرِ فَيّا / حٌ فَسيحٌ تَرتاحُ فيهِ القُلوبُ
وَدَوامُ المُدامُ يُدنيكَ مِمَّن / كُنتَ تَهوى وَإِن جَفاكَ الحَبيبُ
فَأتِنا يا مُحَمَّدَ بنَ يَزيدٍ / في اِستِتارٍ لا يَراكَ الرَقيبُ
نَطرُدِ الهَمَّ بِاِصطِباحِ ثَلاثٍ / مُترَعاتٍ تُنفى بِهِنَّ الكُروبُ
إِنَّ في الراحِ راحَةَ مِن جَوى الحُب / بِ وَقَلبي إِلى الأَديبِ طَروبُ
لا يَرُعكَ المَشيبُ مِنّي فَإِنّي / ما ثَناني عَنِ التَصابي المَشيبُ
أَلا لِلَّهِ دَرُّكَ يا جَلُلتا
أَلا لِلَّهِ دَرُّكَ يا جَلُلتا / وَما أَحرَزتِ مِن حَظِّ الكِتابَه
نَقَلتِ مِنَ المَشارِطِ وَالمَواسي / إِلى الأَقلامِ حالَ بَني ثَوابَه
بِعَمرِكَ تَدري أَيُّ شَأنَيَّ أَعجَبُ
بِعَمرِكَ تَدري أَيُّ شَأنَيَّ أَعجَبُ / فَقَد أَشكَلا باديهِما وَالمُغَيَّبُ
جُنونِيَ في لَيلى وَلَيلى خَلِيَّةٌ / وَصَغوي إِلى سُعدى وَسُعدى تَجَنَّبُ
إِذا لَبِسَت كانَت جَمالَ لِباسِها / وَتَسلُبَّ لُبَّ المُجتَلي حينَ تُسلَبُ
وَسَمَّيتُها مِن خَشيَةِ الناسِ زَينَباً / وَكَم سَتَرَت حُبّاً عَلى الناسِ زَينَبُ
غَضارَةُ دُنيا شاكَلَت بِفُنونِها / مُعاقَبَةَ الدُنيا الَّتي تَتَقَلَّبُ
وَجَنَّةُ خُلدٍ عَذَّبَتنا بِدَلِّها / وَما خِلتُ أَنّا بِالجِنانِ نُعَذَّبُ
أَلا رُبَّما كَأسٍ سَقاني سُلافَها / رَهيفُ التَثَنّي واضِحُ الثَغرِ أَشنَبُ
إِذا أَخَذَت أَطرافُهُ مِن قُنوئِها / رَأَيتَ اللُجَينَ بِالمُدامَةِ يُذهَبُ
كَأَنَّ بِعَينَيهِ الَّذي جاءَ حامِلاً / بِكَفَّيهِ مِن ناجودِها حينَ يُقطَبُ
لَأَسرَعَ في عَقلي الَّذي بِتُّ مَوهِناً / أَرى مِن قَريبٍ لا الَّذي بِتُّ أَشرَبُ
لَدى رَوضَةٍ جادَ الرَبيعُ نَباتَها / بِغُرِّ الغَوادي تَستَهِلُّ وَتَسكُبُ
إِذا أَصبَحَ الحَوذانُ في جَنَباتِها / يُفَتَّحُ وُهِّمتَ الدَنانيرَ تُضرَبُ
أَجِدَّكَ إِنَّ الدَهرَ أَصبَحَ صَرفُهُ / يَجِدُّ وَإِن كُنّا مَعَ الدَهرِ نَلعَبُ
وَقَد رَدَّتِ الخَمسونَ رَدَّ صَريمَةٍ / إِلى الشَيبِ مَن وَلّى عَنِ الشَيبِ يَهرُبُ
فَقَصرُكَ إِنّي حائِمٌ فَمُرَفرِفٌ / عَلى خُلُقي أَو ذاهِبٌ حَيثُ أَذهَبُ
نَظَرتُ وَرَأسُ العَينِ مِنِّيَ مَشرِقٌ / صَوامِعُها وَالعاصِمِيَّةُ مَغرِبُ
بِقَنطَرَةِ الخابورِ هَل أَهلُ مَنبِجٍ / بِمَنبِجَ أَم بادونَ عَنها فَغُيَّبُ
وَمابَرِحَ الأَعداءُ حَتّى بَدَهتَهُم / بِظَلماءِ زَحفٍ بِيضُها تَتَلَهَّبُ
إِذا اِنبَسَطَت في الأَرضِ زادَت فُضولُها / عَلى العَينِ حَتّى العَينُ حَسرى تَذَبذَبُ
وَإِنَّ اِبنَ بِسطامٍ كَفاني اِنفِرادُهُ / مُكاثَرَةَ الأَعداءِ لَمّا تَأَلَّبوا
أَخي عِندَ جِدِّ الحادِثاتِ وَإِنَّما / أَخوكَ الَّذي يَأتي الرِضا حينَ تَغضَبُ
يُؤَمَّلُ في لينِ اللُبوسِ وَيُرتَجى / لِطولٍ وَيُخشى في السِلاحِ وَيُرهَبُ
وَما عاقَهُ أَن يَطعُنَ الخَيلَ مُقدِماً / عَلى الهَولِ فيها أَنَّهُ باتَ يَكتُبُ
تَرُدُّ السُيوفُ الماضِياتُ قَضاءَها / إِلى قَلَمٍ يومي لَها أَينَ تَضرِبُ
مُدَبِّرُ جَيشٍ ذَلَّلَ الأَرضَ شَغبُهُ / وَعَزمَتُهُ مِن ذَلِكَ الجَيشِ أَشغَبُ
إِذا الخَطبُ أَعيا أَينَ مَأخَذُهُ اِهتَدى / لِما يُتَوَخّى مِنهُ أَو يُتَنَكَّبُ
نُعَوِّلُ وَالإِجداءُ فيهِ تَباعُدٌ / عَلى سَيِّدٍ يَدنو جَداهُ وَيَقرُبُ
عَلى مَلِكٍ لا يَحجُبُ البُخلُ وَجهَهُ / عَلَينا وَمِن شَأنِ البَخيلِ التَحَجُّبُ
وَأَبيَضَ يَعلو حينَ يَرتاحُ لِلنَدى / عَلى وَجهِهِ لَونٌ مِنَ البِشرِ مُشرَبُ
تَفَرَّغُ أَخلاقُ الرِجالِ وَعِندَهُ / شَواغِلُ مِن مَجدٍ تُعَنّي وَتُنصِبُ
لَهُ هِزَّةٌ مِن أَريَحِيَّةِ جودِهِ / تَكادُ لَها الأَرضُ الجَديبَةُ تُعشِبُ
تُحَطُّ رِحالُ الراغِبينَ إِلى فَتىً / نَوافِلُهُ نَهبٌ لِمَن يَتَطَلَّبُ
إِلى غُمُرٍ في مالِهِ تَستَخِفُّهُ / صِغارُ الحُقوقِ وَهوَ عَودٌ مُجَرَّبُ
إِذا نَحنُ قُلنا وَقَّرَتهُ مُلِمَّةٌ / تَهالَكَ مُنقادُ القَرينَةِ مُصحِبُ
تَجاوَزُ غاياتِ العُقولِ مَواهِبٌ / نَكادُ لَها لَولا العِيانُ نُكَذِّبُ
جَدىً إِن أَغَرنا فيهِ كانَ غَنيمَةً / وَيَضعُفُ فيهِ الغُنمُ حينَ يُعَقَّبُ
خَلائِقُ لَو يَلقى زِيادٌ مِثالَها / إِذَن لَم يَقُل أَيُّ الرِجالِ المُهَذَّبُ
عَجِبتُ لَهُ لَم يُزهَ عُجباً بِنَفسِهِ / وَنَحنُ بِهِ نَختالُ زَهواً وَنُعجَبُ
فِداكَ أَبا العَباسِ مِن نُوَبِ الرَدى / أُناسٌ يَخيبُ الظَنُّ فيهِم وَيَكذِبُ
طَوَيتُ إِلَيكَ المُنعِمينَ وَلَم أَزَل / إِلَيكَ أُعَدّي عَنهُمُ وَأُنَكِّبُ
وَما عَدَلَت عَنكَ القَصائِدُ مَعدِلاً / وَلا تَرَكَت فَضلاً لِغَيرِكَ يُحسَبُ
نُنَظِّمُ مِنها لُؤلُؤاً في سُلوكِهِ / وَمِن عَجَبٍ تَنظيمُ ما لا يُثَقَّبُ
فَلَو شارَكَت في مَكرُماتِكَ طَيٌّ / لَوُهِّمَ قَومٌ أَنَّني أَتَعَصَّبُ
مَتى يَسأَلُ المَغرورُ بي عَن صَريمَتي / يُخَبِّرهُ عَنها غانِمٌ أَو مُخَيَّبُ
يَسُرُّ اِفتِتاني مَعشَراً وَيَسوؤُهُم / وَيَخلُدُ ما أَفتَنُّ فيهِم وَأُسهِبُ
وَلَم يُبقِ كَرُّ الدَهرِ غَيرَ عَلائِقٍ / مِنَ القَولِ تُرضي سامِعينَ وَتُغضِبُ
ذَكَرتُ وَصيفاً ذِكرَةَ الهائِمِ الصَبِّ
ذَكَرتُ وَصيفاً ذِكرَةَ الهائِمِ الصَبِّ / فَأَجرَيتُ سَكباً مِن دُموعي عَلى سَكبِ
أَسيرٌ بِأَرضِ الشامِ ما حَفِظوا لَهُ / ذِمامَ الهَوى فيهِ وَلا حُرمَةَ الحُبِّ
وَما كانَ مَولاهُ وَقَد سامَهُ الرَدى / بِمُتَّئِدِ البُقيا وَلا لَيِّنِ القَلبِ
وَقالوا أَتى مِن جانِبِ الغَربِ مُقبِلاً / وَماخِلتُ أَنَّ البَدرَ يَأتي مِنَ الغَربِ
وَما ذَنبُ مَقصورِ اليَدَينِ عَنِ الأَذى / رَقيقِ الحَواشي عَن مُقارَفَةِ الذَنبِ
عَلى خَوفِ أَعداءٍ وَرِقبَةِ كاشِحٍ / وَعَتبِ مَليكٍ جاوَزَ الحَدَّ في العَتبِ
أَصادِقَتي فيكَ المُنى وَمُديلَتي / صُروفُ اللَيالي مِن شَفيعٍ وَمِن قُربِ
مَتى تَذهَبِ الدُنيا وَلَم أُشفَ مِنهُما / فَلا أَرَبي مِنها قَضَيتُ وَلا نَحبي
أَمُخَلِّفي يا فَتحُ أَنتَ وَظاعِنٌ
أَمُخَلِّفي يا فَتحُ أَنتَ وَظاعِنٌ / في الظاعِنينَ وَشاهِدٌ وَمُغَيِّبي
ماذا أَقولُ إِذا سُئِلتُ فَحَطَّني / صِدقي وَلَم يَستُر عَلَيَّ تَكَذُّبي
ماذا أَقولُ لِشامِتينَ يَسُرُّهُم / ما ساءَني وَلِمُنكِرٍ مُتَعَجِّبِ
أَأَقولُ مَغضوبٌ عَلَيَّ فَعِلمُهُم / أَن لَستُ مُعتَذِراً وَلَستُ بِمُذنِبِ
أَم هَل أَقولُ تَخَلَّفَت بِيَ عِندَهُ / حالٌ فَمَن ذا بَعدَهُ مُستَصحِبي
سَأُقيمُ بَعدَكَ إِن أَقَمتُ بِغُصَّةٍ / في الصَدرِ لَم تَصعَد وَلَم تَتَصَوَّبِ
وَسَأَرفُضُ الأَشعارَ إِنَّ مَذاقَها / بِمَديحِ غَيرِكَ في فَمي لَم يَعذُبِ
لا أَخلِطُ التَأميلَ مِنكَ بِغَيرِهِ / أَبَداً وَلا أَلقى دَنِيَّ المَكسَبِ
قالَ الحُسَينُ لَنا بِالأَمسِ مُفتَخِراً
قالَ الحُسَينُ لَنا بِالأَمسِ مُفتَخِراً / قَومي قُضاعَةُ أَزكى يَعرُبٍ حَسَبا
فَقُلتُ لَمّا أَتى دَهياءَ مُعضِلَةً / أَبلِ وَجَدِّد مَتى أَحدَثتَ ذا النَسَبا
أَن دَعاهُ داعي الصِبا فَأَجابَهُ
أَن دَعاهُ داعي الصِبا فَأَجابَهُ / وَرَمى قَلبَهُ الهَوى فَأَصابَه
عِبتَ ما جاءَهُ وَرُبَّ جَهولٍ / جاءَ ما لا يُعابَ يَوماً فَعابَه
لَيتَ شِعري غَداةَ يُغدى بِصُعدى / أَيُّ شَيءٍ مِن الرَبابِ أَرابَه
أَهُوَ الجِدُّ مِن صَريمَةِ عَزمٍ / أَم هُوَ الهَزلُ في الهَوى وَالدُعابة
خَونُ عَينٍ لَم أَحتَسِبهُ وَقَلبٍ / لَم أَخَف يَومَ رامَتَينِ اِنقِلابَه
باتَ يَخشى عَلى البِعادِ اِجتِنابي / شِقُّ نَفسٍ قَد كُنتُ أَخشى اِجتِنابَه
صافِحاً عَن خَفِيِّ ذَنبٍ وَقَد صا / فَحتُ في ساعَةِ الوَداعِ خِضابَه
رَشَأٌ إِن أَعادَ كَرَّ بِلَحظٍ / أَشعَلَ القَلبَ مُضنِياً أَو أَذابَه
لَم يَدَع بَينَنا التَباعُدُ إِلّا / ذَكرَةً أَو زِيارَةً عَن جَنابَه
قَلَّ خَيرُ الإِخوانِ إِلّا مُعَزٍّ / عَن تَناءٍ أَو عائِدٌ مِن صَبابَه
إِن تَسَلني عَن الشَبابِ المُوَلّى / فَهُوَ القارِظُ اِنتَظَرتُ إِيابَه
غَضدُ عَيشٍ زالَت غَمامَتُهُ عَن / ني وَمَن بِالغَمامَةِ المُنجابَه
يَغنَمُ المُوجِزُ الهَجومُ عَلى الأَم / رِ وَيُكدي المُطاوِلُ الهَيابَه
وَخَليلٍ دَعَوتُهُ لِلمَعالي / وَهِيَ دونَ الطُرّاقِ تَطرُقُ بابَه
هَمَّ عَن دَعوَتي وَمَن ساءَ سَمعاً / في مَواضي أَمثالِهِم ساءَ جابَه
عَجَبٌ مِنهُ يَومَ ذاكَ وَمِنّي / يَتَقَصّى بِالضاحِكِ اِستِغرابَهُ
لا تَخَف عَيلَتي وَتِلكَ القَوافي / بَيتُ مالٍ ما إِن أَخافُ ذَهابَه
كَم عَزيزٍ حَرَبنَ مِن غَيرِ ذُلٍّ / مالَهُ أَو نَزَعنَ عَنهُ ثِيابَه
قَد مَدَحنا إِيوانُ كِسرى وَجِئنا / نَستَشيبُ النُعمى مِن اِبنِ شَوابَه
بَيتُ فَخرٍ كانَ الغِنى لَو يُوافي / زائِرُ البَيتِ عِندَهُ أَربابَه
وَإِذا ما أَلَطَّ بِالحَقِّ قَومٌ / فَمِنَ الحَقِّ أَن تَنوبَ القَرابَه
أَنتُم مِنهُم خَلا ما لَبِستُم / بَعدَهُم مِن مُعارِ زِيِّ الكِتابَه
هِمَمٌ في السَماءِ تَذهَبُ عُلواً / وَرِباعٌ مَغشِيَّةٌ مُنتابَه
وَأُناسٌ إِن ضَيَّعَ المَجدُ قَومٌ / حَفِظوا المَجدَ أَن يُضيعوا طِلابَه
ما سَعَوا يَخلُفونَ غَيرَ أَبيهِم / كُلُّ ساعٍ مِنّا يُريدُ نِصابَه
جَمَعَتهُم أُكرومَةٌ لَم يَجوزوا / مُنتَهاها جَمعَ القِداحِ الرِبابَه
خُلُقٌ مِنهُم تَرَدَّدَ فيهِم / وَلِيَتهُ عِصابَةُ عَن عِصابَه
كَالحُسامِ الجُرازِ يَبقى عَلى الدَه / رِ وَيُفنى في كُلِّ عَصرٍ قِرابَه
ما تَسامَت أَخطارُ فارِسَ إِلّا / مَلَكوا الفَرعَ مِنهُم وَالذُؤابَه
وَإِذا أَحمَدُ اِستَهَلَّ لِنَيلٍ / أَكثَرَ النَيلَ واهِباً وَأَطابَه
أَرتَجي عِندَهُ فَواضِلَ نُعمى / ما اِرتَجاها الشَمّاخُ عِندَ عَرابَه
ماثِلٌ في أُرومَةِ المَجدِ تَرضى / مُنكَفاهُ إِلى النَدى وَاِنصِبابَه
لَم يُغادِ الظَما وَلَم يَدرِ كَيفَ الرِي / يُ مَن لَم يُمطَر بِتِلكَ السَحابَه
إِن جَرى طالِباً نِهايَةَ فَخرٍ / أَحرَزَ السَبقَ فائِتاً أَصحابَه
وَمُضاهٍ لَهُ تَفَنَّنَ حَتّى / فايَضَ البَحرَ زاخِراً بِصُبابَه
قُلتُ هَب شَرَّ ما تُعاني وَقَد يُن / جيكَ مِن شَرِّ مَؤيِدٍ أَن تَهابَه
وَمِنَ النَقصِ أَن تَشيدَ بِفَضلٍ / نِلتَ مَدخولَهُ وَنالَ لُبابَه
إِن تُرِد نَقلَ بَيتِهِ لا يُتابِع / كَ شَرَوري وَلا يُطاوِعكَ شابَه
تَيَّمَتهُ عُرى الأُمورِ وَراقَت / هُ اِستِباءً لِلُبِّهِ وَخِلابَه
وَعَلَت أَريَحِيَّةٌ مِنهُ تُدني / هِ لِأُنسٍ عَنِ الحِجى وَالمَهابَه
سَلِسٌ بِالعَطاءِ حَتّى كَأَنّا / نَبتَغي عِندَهُ حِجارَةَ لابَه
هُوَ لِلراغِبينَ عُمدَةُ آما / لٍ كَما البَيتُ لِلحَجيجِ مَثابَه
لَوَت بِالسَلامِ بَناناً خَضيبا
لَوَت بِالسَلامِ بَناناً خَضيبا / وَلَحظاً يَشوقُ الفُؤادَ الطَروبا
وَزارَت عَلى عَجَلٍ فَاِكتَسى / لِزَورَتِها أَبرَقُ الحَزنِ طيبا
فَكانَ العَبيرُ بِها واشِياً / وَجَرسُ الحُلِيِّ عَلَيها رَقيبا
وَلَم أَنسَ لَيلَتَنا في العِنا / قِ لَفَّ الصَبا بِقَضيبٍ قَضيبا
سُكوتٌ يَحُرُّ عَلَيهِ الهَوى / وَشَكوى تَهيجُ البُكى وَالنَحيبا
كَما اِفتَنَّتِ الريحُ في مَرِّها / فَطَوراً خُفوتاً وَطَوراً هُبوبا
عَنَت كَبِدي قَسوَةٌ مِنكَ ما / تَزالُ تَجَدَّدُ فيها نُدوبا
وَهُمِّلتُ عِندَكِ ذَنبَ المَش / يبِ حَتّى كَأَنّي اِبتَدَعتُ المَشيبا
وَمَن يَطَّلِع شَرَفَ الأَربَعي / نِ يُحَيِّ مِنَ الشَيبِ زَوراً غَريبا
بَلَونا ضَرائِبَ مَن قَد نَرى / فَما إِن رَأَينا لِفَتحٍ قَريبا
هُوَ المَرءُ أَبدَت لَهُ الحادِثا / تُ عَزماً وَشيكاً وَرَأياً صَليبا
تَنَقَّلُ في خُلُقى سُؤدُدٍ / سَماحاً مُرَجّى وَبَأساً مَهيبا
فَكَالسَيفِ إِن جِئتَهُ صارِخاً / وَكَالبَحرِ إِن جِئتَهُ مَستَثيبا
فَتىً كَرَّمَ اللَهُ أَخلاقَهُ / وَأَلبَسَهُ الحَمدَ غَضّاً قَشيبا
وَأَعطاهُ مِن كُلِّ فَضلٍ يُعَدُّ / حَظّاً وَمِن كُلِّ مَجدٍ نَصيبا
فَدَيناكَ مِن أَيِّ خَطبٍ عَرا / وَنائِبَةٍ أَوشَكَت أَن تَنوبا
وَإِن كانَ رَأيُكَ قَد حالَ فِيَّ / فَلَقَّيتَني بَعدَ بِشرٍ قُطوبا
وَخَيَّبتَ أَسبابِيَ النازِعا / تِ إِلَيكَ وَما حَقُّها أَن تَخيبا
يُريبُني الشَيءُ تَأتي بِهِ / وَأُكبِرُ قَدرَكَ أَن أَستَريبا
وَأَكرَهُ أَن أَتَمادى عَلى / سَبيلِ اِغتِرارٍ فَأَلقى شُعوبا
أُكَذِّبُ ظَنّي بِأَن قَد سَخِط / تَ وَما كُنتُ أَعهَدُ ظَنّي كَذوبا
وَلَو لَم تَكُن ساخِطاً لَم أَكُن / أَذُمُّ الزَمانَ وَأَشكو الخُطوبا
وَلا بُدَّ مِن لَومَةٍ أَنتَحي / عَلَيكَ بِها مُخطِئاً أَو مُصيبا
أَيُصبِحُ وِردِيَ في ساحَتَي / كَ طَرقاً وَمَرعايَ مَحلاً جَديبا
أَبيعُ الأَحِبَّةَ بَيعَ السَوامِ / وَآسى عَلَيهِم حَبيباً حَبيبا
في كُلِّ يَومٍ لَنا مَوقِفٌ / يُشَقِّقُ فيهِ الوَداعُ الجُيوبا
وَما كانَ سُخطُكَ إِلّا الفِراقَ / أَفاضَ الدُموعَ وَأَشجى القُلوبا
وَلَو كُنتُ أَعرِفُ ذَنباً لَما / تَخالَجَني الشَكُّ في أَن أَتوبا
سَأَصبِرُ حَتّى أُلاقي رِضا / كَ إِمّا بَعيداً وَإِمّا قَريبا
أُراقِبُ رَأيَكَ حَتّى يَصِحَّ / وَأَنظُرُ عَطفَكَ حَتّى يَثوبا
ما لِلكَبيرِ في الغَواني مِن أَرَب
ما لِلكَبيرِ في الغَواني مِن أَرَب / ماتَ الهوى فَلا جَوىً وَلا طَرَب
يا رَبَّةَ الخِدرِ قَري راضيَةً / فَإِن أَبَيتِ فَاِتلَفي مِنَ الغَضَب
هَيهاتِ لا آسى عَلى فَقدِ الصِبا / وَلا يُرى دَمعي لِشَوقٍ يَنسَكِبُ
كانَ الهوى خِدني فَقَد وَدَّعتُهُ / وَقَلَّما يَعودُ شَيءٌ قَد ذَهَب
وَرُبَّ يَومٍ قَصَّرَتهُ خَلوَتي / بِفاتِرِ الطَرفِ خَلوبٍ مُختَلَب
يَسلُبُني عَقلي بِحُسنِ وَجهِهِ / وَهوَ منَ الإِعجابِ بي كَالمُستَلَب
كَأَنَّما هاروتُ في أَجفانِّهِ / يُنصِفُ إِن شاءَ وَإِن شاءَ غَصَب
مُهَفهَفٌ يَرتَجُّ في أَقطارِهِ / كَمازَفَت ريحٌ بِآجامِ قَصَب
لَم أَدرِ ما أَسكَرَني أَطَرفُهُ / أَم الَّتي يَدعونَها بِنتُ العِنَب
كَأَنَّما الدُرَّةُ ماءُ وَجهِهِ / وَجِسمُهُ أَحسَنُ مِن ماءِ الذَهَب
تَحسِبُها في كَأسِها ياقوتَةً / أَو قَبَساً أُلهِبَ عَمداً فَاِلتَهَب
هَذا لِذا وَالفَتحُ مِفتاحُ النَدى / وَزَهرَةُ الدُنيا وَيَنبوعُ الأَدَب
يَرضى فَيَرمي بِاللُهى سَماحَةً / وَيَغضَبُ المَوتُ إِذا الفَتحُ غَضِب
أُنظُر إِلى آثارِهِ عِندَ اللُهى / تَنظُر إِلى آثارِ غَيثٍ في عُشُب
لَو قيلَ لِلمَجدِ اِنتَسِب إِلى اِمرِئٍ / لَم تُلفِهِ إِلّا إِلَيهِ يَنتَسِب
لَيثٌ وَغَيزٌ وَجَوادٌ ماجِدٌ / كَفّاهُ بِالأَموالِ تَحبو وَتَهَب
طوبى لِمَن والى أَبو مُحَمَّدٍ / وَقُل لِمَن عادى تأَهَّب لِلعَطَب
طاعاتُهُ فَرضٌ فَإِن عَصَيتَهُ / كُنتَ بِعِصيانِكَ لِلنارِ حَطَب
يا مادِحَ الفَتحِ وَيا آمِلَهُ / لَستَ اِمرَأً خابَ وَلا مُثنٍ كَذَب
إِذا كَساني الفَتحُ أَثوابَ الغِنى / فَكُسوَتي إياهُ مَدحٌ مُنتَخَب
قَصائِدٌ يَطرَبُ مَن تُهدى لَهُ / وَلَذَّةُ النَفسِ مِنَ العَيشِ الطَرَب
لَم أَستَعِر حِليَتَها يَوماً وَلا / أَغَرتُ حينَ قُلتُها عَلى الكُتُب
جاءَت كَدُرٍّ في سِماطِ لُؤلُؤٍ / في جيدِ خَودٍ أَو كَعِقيانِ الذَهَب
سِحرٌ حَلالٌ لَم أُؤَلِّف عِقدَهُ / إِلّا لِتَعلو رُتبَتي عَلى الرُتَب
وَكَيفَ لا يَأمُلُ راجيكَ الغِنى / وَأَنتَ رَأسُ المَجدِ وَالناسُ ذَنَب
لَرَدَّدتُ العِتابَ عَلَيكَ حَتّى
لَرَدَّدتُ العِتابَ عَلَيكَ حَتّى / سَئِمتُ وَآخِرُ الوُدِّ العِتابُ
فَلَم أُبعِدكَ مِن أَدَبٍ وَلَكِن / شِهابٌ في التَخَلُّفِ ما شِهابُ
وَحانَ عَلَيكَ سُخطي حينَ تَغدو / بِعِرضٍ لَيسَ تَقتُلُهُ الكِلابُ
وَهَل يَشفي السِبابُ مِنِ اِبنِ لُؤمٍ / دَنيءٍ لَيسَ يُؤلِمُهُ السِبابُ
فَعُمرانُ اِستِهِ جَمٌّ وَلَكِن / لَهُ قُدّامَهُ أَيرٌ خَرابُ
ما أَنتَ لِلكَلِفِ المَشوقِ بِصاحِبِ
ما أَنتَ لِلكَلِفِ المَشوقِ بِصاحِبِ / فَاِذهَب عَلى مَهَلٍ فَلَيسَ بِذاهِبِ
عَرَفَ الدِيارَ وَقَد سَئِمنَ مِنَ البِلى / وَمَلَلنَ مِن سُقيا السَحابِ الصائِبِ
فَأَراكَ جَهلَ الشَوقِ بَينَ مَعالِمٍ / مِنها وَجِدَّ الدَمعِ بَينَ مَلاعِبِ
وَيَزيدُهُ وَحشاً تَقارُضُ وَحشِها / وَصلَينِ بَينَ أَحِبَّةٍ وَحَبائِبِ
تَرعى السُهُلَةَ وَالحُزونُ يَقينَها / حَدَّينِ بَينَ أَظافِرٍ وَمَخالِبِ
لَم يَمشِ واشٍ بَينَهُنَّ وَلا دَعا / بَيناً لَهُنَّ صَدى الغُرابِ الناعِبِ
ما كانَ أَحسَنَ هَذِهِ مِن وَقفَةٍ / لَو كانَ ذاكَ السِربُ سِربَ كَواعِبِ
هَل كُنتَ لَولا بَينُهُم مُتَوَحِّماً / أَنَّ اِمرَأً يُشجيهِ بَينُ مُحارِبِ
عَمري لَقَد ظَلَمَت ظَلومُ وَلَم تَجُد / لِمُعَذَّلٍ فيها بِوَعدٍ كاذِبِ
سَدَّت مُجانِبَةً وَخَلَّفَني الهَوى / عَن هَجرِها فَوَصَلتُ غَيرَ مُجانِبِ
وَإِذا رَجَوتُ ثَنَت رَجائِي سَكتَةٌ / مِن عاتِبٍ في الحُبِّ غَيرَ مُعاتِبِ
لَو كانَ ذَنبي غَيرِ حُبِّكِ إِنَّهُ / ذَنبي إِلَيكِ لَكُنتُ أَوَّلَ تائِبِ
سَأَروضُ قَلبي أَن يَروحَ مُباعِداً / لِمُباعِدٍ وَمُقارِباً لِمُقارِبِ
وَإِذا رَأَيتُ الهَجرَ ضَربَةَ لازِبٍ / أَبَداً رَأَيتُ الصَبرَ ضَربَةَ لازِبِ
وَشَمائِلُ الحَسَنَ بنِ وَهبٍ إِنَّها / في المَجدِ ذاتُ شَمائِلٍ وَجَنائِبِ
لَيُقَصِّرَنَّ لَجاجَ شَوقٍ غالِبٍ / وَليَقصُرَنَّ لَجاجُ دَمعٍ ساكِبِ
فَالعَزمُ يَقتُلُ كُلَّ سُقمٍ قاتِلٍ / وَالبُعدُ يَغلِبُ كُلَّ وَجدٍ غالِبِ
وَلَقَد بَعَثتُ العيسَ تَحمِلُ كِمَّةً / أَنضَت عَزائِمَ أَركُبٍ وَأَكائِبِ
يُشرِقنَ بِاللَيلِ التَمامِ طَوالِعاً / مِنهُ عَلى نَجمِ العِراقِ الثاقِبِ
يَمتُتنَ بِالقُربى إِلَيهِ وَعِندَهُ / فِعلُ القَريبِ وَهُنَّ غَيرُ قَرائِبِ
وَإِذا رَأَيتُ أَبا عَلِيٍّ فَالعُلا / لِمَشارِقٍ مِن سَيبِهِ وَمَغارِبِ
يَبدو فَيُعرِبُ آخِرٌ عَن أَوَّلٍ / مِنهُ وَيُخبِرُ شاهِدٌ عَن غائِبِ
بِطَرائِقٍ كَطَرائِقٍ وَخَلائِقٍ / كَخَلائِقٍ وَضَرائِبٍ كَضَرائِبِ
وَمَواهِبٍ كَعبِيَّةٍ وَهبِيَّةٍ / يُجِبنَ في الإِفضالِ فَوقَ الواجِبِ
يَعلو عَلى عُلَةٍ بِوَفدِ أُبُوَّةٍ / يُتَوَهَّمونَ هُناكَ وَفدَ كَواكِبِ
كانوا بِذاكَ عِصابَةً كَعَصائِبٍ / في مَذحِجٍ وَذُؤابَةً كَذَوائِبِ
وَأَرى التَكَرُّمَ في الرِجالِ تَكارُماً / ما لَم يَكُن بِمُناسِبٍ وَمَناصِبِ
يَرمي العَواذِلَ في النَدى مِن جانِبٍ / عَنهُ وَيَرميهِ النَدى عَن جانِبِ
حَتّى يَروحَ مُتارِكاً كَمُعارِكٍ / بِجَميعِهِ وَمُسالِماً كَمُحارِبِ
قَهَرَ الأُمورَ بَديهَةً كَرَوِيَّةٍ / مِن حازِمٍ وَقَريحَةً كَتَجارِبِ
فَلَّ الخُطوبَ وَقَد خَطَبنَ لِقائَهُ / فَرَجَعنَ في إِخفاقِ ظَنٍّ خايِبِ
هُتِكَت غَيابَتُها بِأَبيَضَ ماجِدٍ / فَكَأَنَّما هُتِكَت بِأَبيَضَ قاضِبِ
فَهمٌ أَرَقُّ مِنَ الشَآبِ وَفِطنَةٌ / رَدَّت أَقاصي الغَيبِ رَدَّ الهارِبِ
وَمَكارِمٌ مَعمورَةٌ بِصَنائِعٍ / فَكَأَنَّها مَمطورَةٌ بِسَحائِبِ
وَغَرائِبٌ في الجودِ تَعلَمُ أَنَّها / مِن عالِمٍ أَو شاعِرٍ أَو كاتِبِ
لِلَّهِ أَنتَ وَأَنتَ تُحرِزُ واحِباً / سَبقَينِ سَبقَ مَحاسِنٍ وَمَواهِبِ
في تَوبَةٍ مِن تائِبٍ أَو رَهبَةٍ / مِن راهِبٍ أَو رَغبَةٍ مِن راغِبِ
أَعطَيتَ سائِلَكَ المُحَسَّدَ سُؤلَهُ / وَطَلَبتَ بِالمَعروفِ غَيرَ الطالِبِ
عَلَّمتَني الطَلَبَ الشَريفَ وَرُبَّما / كُنتُ الوَضيعَ مِن اِتِّضاعِ مَطالِبي
وَأَرَيتَني أَنَّ السُؤالَ مَحَلَّةٌ / فيها اِختِلافُ مَنازِلٍ وَمَراتِبِ
وَبَسَطتَ لي قَبلَ النَوالِ عِنايَةً / بَسَطَت مَسافَةَ لَحظِيَ المُتَقارِبِ
وَعَرَفتُ وُدَّكَ في تَعَصُّبِ شيعَتي / وَوجوهِ إِخواني وَعَطفِ أَقارِبي
فَلَئِن شَكَرتُكَ إِنَّني لَمُعَذِّرٌ / في واجِبٍ وَمُقَصِّرٌ عَن واجِبِ
مَن سائِلٌ لِمُعَذِّرٍ عَن خَطبِهِ
مَن سائِلٌ لِمُعَذِّرٍ عَن خَطبِهِ / أَو صافِحٌ لِمُقَصِّرٍ عَن ذَنبِهِ
حُمِّلتُ لِلحَسَنِ بنِ وَهبٍ نِعمَةً / صَعُبَت عَلى ذِلِّ الثَناءِ وَصَعبِهِ
وَوَعَدتُهُ أَنّي أَقومُ بِشُكرِها / فَحَمَلتُ مِنهُ نَقاً فَلَم أَنهَض بِهِ
إِلّا أَكُن كُلِفتُ مِنهُ يَذبُلاً / فَلَقَد مُنيتُ بِخِدنِهِ أَو تِربِهِ
ما أَضعَفَ الإِنسانَ إِلّا هِمَّةً / في نُبلِهِ أَو قُوَّةً في لُبِّهِ
مَن لا يُؤَدّي شُكرَ نِعمَةِ خِلِّهِ / فَمَتى يُؤَدّي شُكرَ نِعمَةِ رَبِّهِ
وَهَبَ اِبنُ وَهبٍ وَفرَهُ حَطتى لَقَد / أَوفى عَلى شَرقِ الثَناءِ وَغَربِهِ
سَبّاقُ غاياتٍ إِذا طَلَبَ المَدى / بِرَسيلِهِ فَعَدُوُّهُ مِن حِزبِهِ
وَإِذا تُقُسِّمَ قَبرُ عَمرٍو في بَني ال / دَيّانِ صارَ إِلَيهِ أَزكى تُربِهِ
إِن شِئتَ أَن تَدَعَ الفَعالَ لِأَهلِهِ / فَاَعرِض لِمَجدِ سَعيدِهِ أَو وَهبِهِ
تِلكَ الخُصوصُ فَإِن عَمَمتَ أَمَدَّها / بِرَبيعَتَيهِ وَحارِثَيهِ وَكَعبِهِ
صيدٌ لِأَصيَدَ لَستَ تُبصِرُ جَمرَةً / في الناسِ لَم تَكُ قَطرَةً مِن صُلبِهِ
عَرَفَ العَواقِبَ فَاِستَفادَ مَكارِماً / يَفنى الزَمانُ وَذِكرُها في عَقبِهِ
وَكَفى الكَريمَ بِها أُولاءِ مَكارِماً / مَأثورَةً في سِلمِهِ أَو حَربِهِ
وَإِذا اِستَهَلَّ أَبو عَلِيٍّ لِلنَدى / جاءَ الغَمامُ المُستَهِلُّ بِسَكبِهِ
وَإِذا تَأَلَّقَ في النَدِيِّ كَلامُهُ ال / مَصقولُ خِلتَ لِسانَهُ مِن عَضبِهِ
وَإِذا اِحتَبى في عُقدَةٍ مِن حِلمِهِ / يَوماً رَأَيتَ مُتالِعاً في هَضبِهِ
وَإِذا دَجَت أَقلامُهُ ثُمَّ اِنتَحَت / بَرَقَت مَصابيحُ الدُجى في كُتبِهِ
بِاللَفظِ يَقرُبُ فَهمُهُ في بُعدِهِ / مِنّا وَيَبعُدُ نَيلُهُ في قُربِهِ
حِكَمٌ فَسائِحُها خِلالَ بَنانِهِ / مُتَدَفِّقٌ وَقَليبُها في قَلبِهِ
كَالرَوضِ مُؤتَلِفاً بِحُمرَةِ نورِهِ / وَبَياضِ زَهرَتِهِ وَخُضرَةِ عُشبِهِ
أَو كَالبُرودِ تُخُيِّرَت لِمُتَوَّجٍ / مِن خالِهِ أَو وَشيِهِ أَو عَصبِهِ
وَكَأَنَّها وَالسَمعُ مَعقودٌ بِها / شَخصُ الحَبيبِ بَدا لِعَينِ مُحِبِّهِ
كاثَرتُهُ فَإِذا المُروءَةُ عِندَهُ / تُعدي المُفاوِضَ مِن أَقاصي صَحبِهِ
وَوَجَدتُ في نَفسي مَخايِلَ سُؤدُدٍ / أَن كُنتُ يَوماً واحِداً مِن شَربِهِ
فَصَبَغتُ أَخلاقي بِرَونَقِ خُلقِهِ / حَتّى عَدَلتُ أُجاجَهُنَّ بِعَذبِهِ
قَومي فِداؤُكَ قَد أَضاءَ لِناظِري / بِكَ كُلُّ مُنكَسِفِ الأَصيلِ مُضِبِّهِ
في لُلِّ يَومٍ مِنَّةٌ ما بَعدَها / مَنٌّ يُعابُ الصادِرونَ بِغِبِّهِ
كَم آمِرٍ أَلّا تَجودَ وَعاتِبٍ / في أَن تَجودَ أَبَتَّهُ في عَتبِهِ
قِصَّةُ التَلِّ فَاِسمَعُها عُجابَهُ
قِصَّةُ التَلِّ فَاِسمَعُها عُجابَهُ / إِنَّ في مِثلِها تَطولُ الخِطابَة
اِدَّعى التَلَّ فِرقَتانِ تَلاحَوا / آلُِ عَبدِ الأَعلى وَآلُ ثَوابَه
حَكَمَ الحاكِمُ الجُنَيدِيُّ فيهِم / بِصَوابٍ فَلا عَدِمنا صَوابَه
أُحفِروا التَلَّ يا بَني عَبدِ الأَعلى / وَأَثيروا صُخُرَهُ وَتُرابَه
إِن وَجَدتُم فيهِ شِباكَ أَبيكُم / كُنتُم دونَ غَيرِكُم أَربابَه
أَو وَجَدتُم حَجِماً إِن حَفَرتُم / رالَ شَكٌّ العِصابَةَ المُرتابَة
فَبَدَت جونَةٌ مِنَ الخوصِ فيها / آلَةُ الشَيخِ وَهُوَ جَدُّ لُبابَة
خالِدٌ لا سَقى الإِلَهُ صَداهُ / فَبَنوهُ اللِئامُ شانوا الكِتابَة
نَحنُ الفِداءُ فَمَأخوذٌ وَمُرتَقِبٌ
نَحنُ الفِداءُ فَمَأخوذٌ وَمُرتَقِبٌ / يَنوبُ عَنكَ إِذا هَمَّت بِكَ النُوَبُ
قَد قابَلَتكَ سُعودُ العَيشِ ضاحِكَةً / وَواصَلَتكَ وَكانَت أَمسِ تَجتَنِبُ
وَنِعمَةٌ مِن أَمينِ اللَهِ ضافِيَةٌ / عَلَيكَ في رُتبَةٍ مِن دونِها الرُتَبُ
تَمَلَّها يا أَبا أَيّوبَ إِنَّ لَها / عِزَّ الحَياةِ وَفيها الرُغبُ وَالرَهَبُ
كَم مِن رَجاءٍ غَداةَ اِقتَدتَ جِريَتَها / قَد شُدَّ فيها إِلَيكَ الدَلوُ وَالكَربُ
ما لِلَّيالي أَراها لَيسَ تَجمَعُها / حالٌ وَيَجمَعُها مِن جَذمِها نَسَبُ
ها إِنَّها عُصبَةٌ جاءَت مُخالِفَةً / بَعضٌ لِبَعضٍ فَخِلنا أَنَّها عُصَبُ
وَنَعذُلُ الدَهرَ أَن وافى بِنائِبَةٍ / وَلَيسَ لِلدَهرِ فيما نابَنا أَرَبُ
الحَمدُ لِلَّهِ حَمداً تَمَّ واجِبُهُ / وَنَشكُرُ اللَهَ شُكراً مِثلَ ما يَجِبُ
أَرضى الزَمانُ نُفوساً طالَ ما سَخِطَت / وَأَعتَبَ الدَهرُ قَوماً طالَ ما عَتِبوا
وَأَكسَفَ اللَهُ بالَ الكاشِحينَ عَلى / وَعدٍ وَأَبطَلَ ما قالوا وَما كَذَبوا
لِتَهنِكَ النِعمَةُ المُخضَرُّ جانِبُها / مِن بَعدِ ما اِصفَرَّ في أَرجائِها العُشُبُ
وَكانَ أُعطِيَ مِنها حاسِدٌ حَنِقٌ / سُؤلاً وَنَيَّبَ فيها كاشِحٌ كَلِبُ
فَمِن دُموعِ عُيونٍ قَلَّما دَمَعَت / وَمِن وَجيبِ قُلوبٍ قَلَّما تَجِبُ
عافوكَ خَصَّكَ مَكروهٌ فَعَمَّهُمُ / ثُمَّ اِنجَلى فَتَجَلَّت أَوجُهٌ شُحُبُ
بِحُسنِ رَأيِ أَميرِ المُؤمِنينَ وَما / لِصاعِدٍ وَهوَ مَوصولٌ بِهِ نَسَبُ
ما كانَ إِلّا مُكافاةً وَتَكرِمَةٍ / هَذا الرِضا وَاِمتِحاناً ذَلِكَ الغَضَبُ
وَرِبَّما كانَ مَكروهُ الأُمورِ إِلى / مَحبوبِها سَبَباً ما مِثلَهُ سَبَبُ
هَذي مَخايِلُ بَرقٍ خَلفَهُ مَطَرٌ / جَودٌ وَوَريُ زِنادٍ خَلفَهُ لَهَبُ
وَأَزرَقُ الفَجرِ يَأتي قَبلَ أَبيَضِهِ / وَأَوَّلُ الغَيثِ قَطرٌ ثُمَّ يَنسَكِبُ
إِنَّ الخَليفَةَ قَد جَدَّت عَزيمَتُهُ / فيما يُريدُ وَما في جِدِّهِ لَعِبُ
رَآكَ إِن وَقَفوا في الأَمرِ تَسبِقُهُم / هَدياً وَإِن خَمَدوا في الرَأيِ تَلتَهِبُ
كَأَنَّني بِكَ قَد قُلِّدتَ أَعظَمَها / أَمراً فَلا مُنكَرٌ بِدعٌ وَلا عَجَبُ
فَلا تَهُمُّ بِتَقصيرٍ وَلا طَبعٍ / وَلَو هَمَمتَ نَهاكَ الدينُ وَالحَسَبُ
قَلبٌ يُطِلُّ عَلى أَفكارِهِ وَيَدٌ / تُمضي الأُمورَ وَنَفسٌ لَهوُها التَعَبُ
وَقاطِعٌ لِلخُصومِ اللُدِّ إِن نَخِبَت / قُلوبُهُم فَسَرايا عَزمِهِ نُخَبُ
لا يَتَحَظّى كَما اِحتَجَّ البَخيلُ وَلا / يُحِبُّ مِن مالِهِ إِلّا الَّذي يَهِبُ
حُلوُ الحَديثِ إِذا أَعطى مُسايِرَهُ / تِلكَ الأَعاجيبَ أَصغى المَوكِبُ اللَجِبُ
لَولا مَواهِبُ يُخفيها وَيُعلِنُها / لَقُلتُ ما حَدَّثوا عَن حاتِمٍ كَذِبُ
يا طالِبَ المَجدِ لا يَلوي عَلى أَحَدٍ / بِالجِدِّ مِن طَلَبٍ كَأَنَّهُ هَرَبُ
إِسلَم سَلِمتَ عَلى الأَيامِ ما بَقِيَت / قَرارِنُ الدَهرِ وَالأَيامُ وَالحِقَبُ
وَلا أَمُنُّ عَلَيكَ الشُكرَ مُتَّصِلاً / إِذا بَعُدتُ وَمَنّي حينَ أَقتَرِبُ
وَما صَحِبتُكَ عَن خَوفٍ وَلا طَمَعِ / بَلِ الشَمائِلُ وَالأَخلاقُ تَصطَحِبُ
يا أَبا نَهشَلٍ نِداءُ غَريبِ
يا أَبا نَهشَلٍ نِداءُ غَريبِ / مُستَكينٍ لِنازِلاتِ الخُطوبِ
صابِرٍ مِنكَ كُلَّ يَومٍ عَلى جُم / لَةِ هَذا الجَفاءِ وَالتَثريبِ
عالِمٍ أَنَّ لِلعَواقِبِ في أَم / رِكَ فِعلاً يُرضي غِضابَ القُلوبِ
وَلَعَلَّ الزَمانَ يُنجِزُ وَعداً / فيكَ إِنَّ الزَمانَ غَيرُ كَذوبِ
وَمُقامي لَدَيكَ في هَذهِ الحا / لِ مُقامٌ يُزري بِكُلِّ أَديبِ
في لِباسِ المَصيفِ وَالوَقتُ قَد جا / ءَ بِأَمرٍ مِنَ الشِتاءِ عَجيبِ
وَاللَيالي يُنشِدنَ شِعرَ أَبي البَر / قِ ضُروباً شَتّى بِوَقعِ الضَريبِ
رِقَةُ النورِ وَاِهتِزازُ القَضيبِ
رِقَةُ النورِ وَاِهتِزازُ القَضيبِ / خَبَّرا مِنكَ عَن أَغَرَّ نَجيبِ
في رِداءٍ مِنَ الفُتُوَّةِ فَضفا / ضٍ وَعَهدٍ مِنَ التَصابي قَريبِ
أَنِسَت ذا وَذاكَ إِحدى وَعِش / رونَ بِغُضنٍ مِن الشَبابِ رَطيبِ
وَكَأَنَّ الرَبيعَ دَبَّجَ أَخلا / قَكَ وَالرَوضِ يا أَبا يَعقوبِ
ما ثَنائي بِدَرِكٍ بَعضَ نُعما / كَ وَلَو كانَ مِن صَباً أَو جَنوبِ
ضَعُفَ الطالِبُ المُعَنّى وَلَم تَضعُ / ف عَلى البُعدِ مُهلَةُ المَطلوبِ
وَلَعَمري لَقَد تَدَبَّرتُ مَعرو / فَكَ عِندي فَلَم يَكُن بِعَجيبِ
نَسَبٌ بَينَنا يُؤَكِّدُ مِنهُ / أَدَبٌ وَالأَديبُ صِنوُ الأَديبِ
لَم تَزَل تُوضِحُ العِنايَةَ حَتّى / وَضَحَ النُجحُ لي بِرَغمِ الخُطوبِ
مِن وَراءِ البابِ المُمَنَّعِ وَالسِت / رِ المُطاطا وَالحَجِبِ المَحجوبِ
واسَوأَتا مِن رَأيِكَ العازِبِ
واسَوأَتا مِن رَأيِكَ العازِبِ / وَعَقلِكَ المُستَهتِرِ الذاهِبِ
وَمِن رَشيقٍ وَهوَ مُستَقدِمٌ / يَبصُقُ في شَعرِ اِستِكَ الشائِبِ
إِن وَقَفَت سوقُكَ لَو أَكسَدَت / بِضاعَةٌ مِن شِعرِكَ الخائِبِ
أَنحَيتَ كَي تُنفِقَها زارِياً / عَلى عَلِيِّ بنِ أَبي طالِبِ
قَد آنَ أَن يَبرُدَ مَعناكُمُ / لَولا لَجاجُ القَدَرِ الغالِبِ