المجموع : 65
جودةٌ كالطبيب فيها يداوي
جودةٌ كالطبيب فيها يداوي / سوء احوالنا بحسن الصنيعِ
فهو كالموميا اذا انكسر العظمُ / ومثلُ الترياق للملوعِ
ما نشرُ انفاس الرياض مريضةً
ما نشرُ انفاس الرياض مريضةً / عوَّادُها طلّ الندى وقطارُ
كفلت بثروتها مؤبدة بها / وكفى صداها جدولٌ مدرارُ
بكت السماء فاضحكتها مثل ما / ابكى فتضحك بي الغداة نُوارُ
واذا تُعارضها ذكاءُ تشعشعت / فتمازج النوَّارُ والنوَّارُ
مشت الصبا بفروعها مختالةً / فمشى المشوق وغيرهُ استعبارُ
واذا تغنّى الطيرُ في ارجائها / ابدى بلابل صدرهِ التذكارُ
يوماً باطيب من جوارك شاهداً / أو غائباً تدنو بك الاخبارُ
لئن شرفت مناسبُها وجلَّت
لئن شرفت مناسبُها وجلَّت / لقد زُفَّت الى كفءٍ شريفِ
الى من زانها وازانَ منها / كسالفةِ المليحة والشنوفِ
لمَّا تعذّر ان أكونَ ملازماً
لمَّا تعذّر ان أكونَ ملازماً / لجناب مولانا الوزير الصاحبِ
ورغبتُ في ذكرى بحضرة مجدهِ / اذكرتهُ بمحاضرات الراغبِ
أُحبك في السوداء تسحبُ ذيلها
أُحبك في السوداء تسحبُ ذيلها / خطيباً ولكن لا بذكر مثالبي
أتاني كتابٌ لم يزدني بصيرةً
أتاني كتابٌ لم يزدني بصيرةً / بسؤددِ مهديهِ اليَّ وفضلهِ
فقلتُ وقد اخجلتني بابتدائهِ / أَبى الفضلُ الاَّ أن يكون لأهلهِ
لعمرُ أبيك الخير ليس لواحدٌ
لعمرُ أبيك الخير ليس لواحدٌ / من الناس الاَّ حامداً لابن حامدِ
كأَنهم دانوا الإِلهَ بشكرهم / عُلاهُ ولكن لا كشكر ابن صاعدِ
همُ خبَّروا عنهُ فأَثنوا بصالحٍ / وعندي بما اثنت بهِ خيرُ شاهدِ
وُفّقتَ للخير اذ عمَّمت بهِ
وُفّقتَ للخير اذ عمَّمت بهِ / طلاَّبهُ يا مُوفَّق الدينِ
ازلفتَ للناس جنَّة جمعت / عيون فضل اشهى من العينِ
فيها ثمار العقول دانيةٌ / قطوفها حلوةُ الا فانينِ
لا زلت تسمو بكل صالحةٍ / بمسعدَي قدرةٍ وتمكينِ
ويرحمُ الله كلَّ مستمعٍ / مشيّعٍ دعوتي بتأمينِ
لبيك ابنَ منصور عُفاةُ نوالهِ
لبيك ابنَ منصور عُفاةُ نوالهِ / اذا عصفت بالريح نكباءُ حرجفُ
ويذكرُهُ من ردَّهم بعبوسهِ / فتًى كان يلقاهم ببشر ويسعفُ
ولمَّا سما فوق السماك بهمَّةٍ / يغضُّ لها طَرفُ الحسودِ ويُطرَفُ
رمتهُ الليالي بل رمتنا برُزئِه / كبدر الدجا في ليلة التمّ يخسَفُ
ولا برحتُ عينُ السماء يوَبلها / على جدَثٍ واراك تهمي وتذرفُ
كم ذا الوقوف على غرور اماني
كم ذا الوقوف على غرور اماني / أَأخذتَ من دنياك عقد أماني
هل عيشةٌ بعد الرضا مرضيَّةٌ / كلاَّ ولو كانت خلودَ جنانِ
إن السماء بفقدهِ لحزينةٌ / فرياحُها نفسُ الكئيبِ العاني
والغيثُ ادمعها وما برقت بهِ / نار الجوى والرعد للارنان
لو ذاق فقدَك من يلوم على البكا / لزرى على التنسيم والسلوانِ
تبعوك اذ صلَّوا عليك ولم تزل / كالنجم تهديهم بكل مكانِ
لا يبعدنك وما البعيدُ بمن نأى / حياً ولكنَّ البعيدَ الداني
وكاسيةٍ رزقاً سواها يحوزهُ
وكاسيةٍ رزقاً سواها يحوزهُ / وليس لها حمدٌ عليهِ ولا أَجرُ
مفرِقةٌ للشمل والجمعُ دأبها / وخادمةٌ للناس تخدمها عشرُ
اذا خطرت جرَّت فضول ذيولها / سجَّةَ ذي كبرٍ وليس بها كبرُ
نرى الناس منها يلبسوبن الذي نضت / تعمُّهمُ جوداً وليس لها وفرُ
لها البيتُ بعد العزّ غير مدافع / الى بأسهِ تُعزى المهنَّدةُ البُترُ
اضرَّ بها مثلي نحولٌ بجسمها / وان لم يَرُعها مثل ما راعني هجرُ
وفاغرةٍ فمَا في الرجل منها
وفاغرةٍ فمَا في الرجل منها / ولكن لا تسيغ بهِ طعاما
ومخطفة الحشا في الرأس منها / لسانٌ لا تطيق بهِ الكلاما
تصولُ بشوكةٍ تبدو وسمٍ / وما من ذاقهُ يردُ الحماما
تجرُّ وراءَها ابداً أَسيراً / كما قادت يدُ الحادي الزماما
منيعاً ذا قوى لكن تراهُ / بقبضتها ذليلاً مستضاما
فتلقيه بمحبسها مقيماً / طوال الدهر لا يأبى المقاما
ايا عجباً لها سوداء خلقاً / تريك خلائقاً بيضاً كراما
غدت عريانةً من كلّ لبسٍ / وفاضلُ ذيلها يكسو الاناما
وما ذو قامةٍ ذات اعوجاجِ
وما ذو قامةٍ ذات اعوجاجِ / تئنُّ وتنحني عند الهياجِ
لها المكر الخفيّ مع التمطي / كمكر الراح في قدح الزجاجِ
وبيضاء لا للبيض والسمر قدُّها
وبيضاء لا للبيض والسمر قدُّها / تزاهر في تقويمها الحرُّ والبرد
وقيتُ بها نفسي فكانت كأنها / هي الشمسُ محجوباً بها الكوكبُ الفردُ
وشي من الاجسام غير مجسَّمٍ
وشي من الاجسام غير مجسَّمٍ / لهُ حركاتٌ تارةً وسكونُ
يتمُّ اواني كونهِ وفساده / وفي وقت محياهُ المحاقُ يكونُ
اذا بانت الأنوارُ بأن لناظرٍ / وأمَّا اذا بانت فليس يبينُ
وهاجمٍ ليس لهُ من عدوى
وهاجمٍ ليس لهُ من عدوى / مستبدلٍ بكل مثوًى مثوى
بكاؤهُ وضحكهُ في معنًى / اذا بكى اضحك أهل الدنيا
ما واحدٌ مختلفُ الأسماء
ما واحدٌ مختلفُ الأسماء / يعدلُ في الأرض وفي السماء
يحكمُ بالقسط بلا رياءِ / اعمى يُري الارشاد كل رائي
أخرسُ لا من علَّة وداء / يُغني عن التصريح بالإيماء
يجيب إن ناداهُ ذو امتراءِ / بالرفع والخفض عن النداءِ
يفصح إن عُلّق في الهواءِ /
افرشتُ خدّي للضيوف ولم يزل
افرشتُ خدّي للضيوف ولم يزل / خلقي التواضعُ للَّبيب الأكيسِ
فتواضعي اعلى مكاني بينهم / طوراً قصرت أحلُ صدر المجلسِ
إذا الهجرُ اضرم نار الهوى
إذا الهجرُ اضرم نار الهوى / فقلبيَ يضرم بالوصل نارا
أبوح بأسراري المضمرا / تِ تبدو سراراً وتبدو جهارا
إذا ما طوى خبري صاحبٌ / أَبى طيبُ عرفيَ الاَّ انتشارا
كلّ نار للشوق تُضرَمُ بالهجر
كلّ نار للشوق تُضرَمُ بالهجر / وناري تشبُّ عند الوصالِ
فاذا الصدُّ راعني سكن الوجدُ / ولم يخطر الغرامُ ببالي