القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَواد الشَّبِيبي الكل
المجموع : 50
مراح السرب روّحك النسيمُ
مراح السرب روّحك النسيمُ / وخلَّد زهرك الغيث العميم
ومرتبع الكواعب عاطرات الغلائل / شقَّ حافتك الشميم
سُقيت الوبل من نادٍ نديّ / يموج على جوانبه النعيم
لطبت محط اثقال التصابي / بحيث ثراك مطلول وسيم
أيا ظبي الصريم غضا فؤآدي / مقيلك حيث تأوي لا الصريم
جرى فيك الغرام على اختلافٍ / فصبرٌ ظاعنٌ وجوىً مقيم
وشوق صحَّ في قلب سقيم / به من لحظك الماضي كلوم
سرى من مقلتيك له سقام / فاعداه وقد يعدي السقيم
ايطعنني قوامك وهو خوطٌ / ويصرعني هواك وأنت ريم
الام على عذارك وهو لامٌ / لدمعي حوله دالٌ وميم
الا يالائمين به اعيدوا / له نظر الصبابة ثم لوموا
هضيم الكشح مقلق ما عليه / بنفسي ذلك الكشح الهضيم
ستبعد عنه اشواقي امونٌ / مخط الشهب ادنى ما تروم
تحلق بي وللظلمآء موجٌ / به السَّاري كما يطفو يعوم
مقوَّمة من الذملان تندى / رشيحاً وهي عرجون قديم
عذافرة تفوت البرق شأوا / ويكبو عند مجراها النسيم
اذا اودى الذميل بها كلالاً / يعللها براحتها الرسيم
تناقل خطوها عدواً ورهواً / وتعقد في حيازمها الحزوم
الى الامد البعيد تزف شوقاً / لتبلغه كما زفَّ الظليم
لأرحل عن مراح السرب فيها / ففي جنباته يلوى الغريم
وابلغها ابا الفتح المعلَّى / فثم الأمن والمنّ الجسيم
صَبا لسنا برق الحمى المتألق
صَبا لسنا برق الحمى المتألق / بقلب متى يلمح له البرق يخفق
مشوق اذا اعتلّ المهبّ صحاله / وقابل ريّاه العبيق بمنشق
يحنُّ الى برق العذيب فؤآده / ويصبو لعبَّاق الصبا المترقرق
احباي بين السرحتين سقاكمُ / حياكلّ عرَّاص الشآبيب مغدق
نأيتم فلا وردي بصاف مذاقه / ورّيق عيشي بعدكم غير ريّق
وحطتم ظباكم في ظبا المقل التي / مضت فنباعنها غرار المذلق
ومستم بخرصان الوشيج قدودكم / فمزقتم الاكباد كل ممزق
رحلتم ولي في الركب عابق ريطه / يميل بغصنٍ بالشبيبة مورق
تلاعبه كف الدلال فينثني / تثني نشوان السلاف المعتق
من العرب خفاق الوشاح كأنَّما / توشحه كفُّ الصبا قلب شيق
تدفق مآء الحسن في وجناته / ومن خاله ماج الجمال بزورق
خليلي مالي وابن حالية الصبا / يضن بسلسال الرضاب المروَّق
اعاطيه كأس الوصل صافية الطلى / ويمنحني كأس الصدود المرّنق
اميلا رقاب العيس عن سرحة الحمى / وسوفا شذا نشر النسيم المخفق
حيث الاقاح الغض تصقله الصبا / وتعبث زهواً بالغدير المصفق
وحيث الحيا اهدى الى الروض وبله / غلالة نورٍ كالردآء المنمق
كأن الشقيق الرطب بين ربيعه المندى / مليك حف منه بفيلق
به افترَّ ثغر الاقحوان تبسما / وقال لاكباد الشقيق تشققي
وقد سحب الريحان فضل ذؤابة / يفوح شذاها باللطيم المعبَّق
سقاه الحيا من مربع كاس نشوتي / به ثغر ساقٍ بالهلال مطوق
لموع ثنايا الثغر لولا ابتسامه / لما ابتسم الشيب اللموع بمفرقي
غنىً لك عن صبوحك والغبوق
غنىً لك عن صبوحك والغبوق / بقرقف مقلة وسلاف ريق
تتوق الى الرحيق وتحتسيها / وفي شفتيك سلسال الرحيق
وتصبو للبروق مشعشعات / وثغرك منه شعشعة البروق
وتعبق فرعك الداجي خلوقاً / وعنك يضوع عبَّاق الخلوق
فلا تهصر وشيج قناً لحربي / فقدُّك قدَّ من اسلٍ وريق
ولا تستلّ صفحة مشرفي / فطرفك سلّ عن عضب ذليق
ولا تحرق فؤآدي بالتجني / فليس بهِ محلّ للحريق
رَقَقت سوالفا وقسوت قلبا / رعاك الله من قاسٍ رقيق
ترى دمعي فيضحك منك ثغرٌ / كما ضحك الاقاح من الشقيق
اخفَّاق الوشاح بأي حكمٍ / حكمت على فؤآدي بالخفوق
سقى حافات حيك للغوادي / حياً يهفو بدلاّحٍ دفوق
وروّح بالعقيق سروح سربٍ / نسيمٌ ضاع عن مسكٍ فتيق
اعق المجد وهو ابي اذا لم / اسل دمعي عقيقا بالعقيق
واهوي للحضيض الوهد أن لم / اكلف مرتقى الجوزآء نوقي
سأبعثها طلائح جانفاتٍ / تميل من العيف الى العنيقِ
مراسيلاً تسارع في خطاها / اذا ما آنسَت نار الفريق
لقد فتلت مرافقها الموامي / فلفَّ بها السرى أكم الطريقِ
فلو بلغ الفريق بناسراها / لأوقفنا على مغنى الرفيق
اثيث الجعد سلسله صباه / فدار بفرعه دور العذوق
يضوع الردع منه وليس يلقى / على وفراته ردع الخلوق
ويبدو البدر منه بليل جعدٍ / يعيد الشمس حالكة الشروق
ترقرق مآء وجنته معيناً / بروضٍ من محاسنه انيق
واجرى الخال زورقه عليه / فمدَّ له السناكفَّ الغريق
رأينا من لواحظه نشاوى / فقلنا يا لواحظه افيقي
سكَبت بلؤلؤ ثغرك المنضود
سكَبت بلؤلؤ ثغرك المنضود / كف الشبيبة ريقة العنقود
وسرى بريد الفجر فوق جبينه / فرآه منفلق السنا بعمود
وعلى دجى وفراته قصِرَ الشذى / ما أشبه المقصور بالممدود
ملكٌ فما احلى مواكب حسنه / ان حفَّ من سرب الظبا بجنود
شهدت مغازيه القلوب وكم لها / بمواقع اللذات وقع شهيد
ان تاه في كبر الملوك فانه / سلطان مملكة الحسان الغيد
يفترّ عن نور الاقاح وينثني / عن مثل خوط البانة الاملودِ
نائي مذب القرط قرّب قرطه / ادلالُه من عارضٍ وخدود
بي من عقيق شفاهه مجرى اللمى / بأرق من مآء العذيب برود
ومسلسل بالعقص رّجله الصبا / فتلابسَ الترجيل بالتجعيد
يا غاية الحسن البعيد وشعلة القلب / الوقيد وفتنة المعمود
اتنصراً يوماً ويوماً مزمعا / سفر الهوى لدلائل التهويد
أَو ما ترى ولأنت اوسع مقلة / من عين جازية الظباء الرود
الناصر الاسلام جآء بحكمة / لجلالها يهتز عطف العيد
اعقيق ماشقه الحسن ام فم
اعقيق ماشقه الحسن ام فم / شق قلب البروق حين تبسم
وعلى وجنتيك خط يراع ال / حسن حرفاً بمسكة الخال معجم
سقمي منك بابن كحل سقيم / صحَّ فتكاً ومهجة الصب اسقم
حكمته عليَّ سلطنة ال / حسن فاجرى امر الهوى وتحكم
يلدي المعطى من الانس لكن / وافق الريم طبعه فترَّيم
ناظر فاتر الجفون وخصر / كاد ضعفا بالسلك ينظم بالسم
لم يشنه قيل الحضارة الا / انه عن لواغط السرب يبغم
صيغ في قالب المحاسن معنىً / جسَّمته يد الصبا فتجسم
مبسما ناصعا وجيدا محلّى / وقواما غض الشباب منعم
رقَّ خدًّا حتى خشينا عليه / من خيال الصدغ المرفرف يكلم
وُجناة الهوى على وجنات / منه قد خالسوا الشقيق المكمم
عن دمٍ اشربت باحمر قان / فهي محمرة الحديقة عندم
ناظري في الجنان منها ولكن / كبدي من لهيبها في جهنم
ايها المجتلي المحيا ابدرٌ / مشرق قد جلوت من مطلع التم
ام صفات الرضا تجلت فشمنا / انجما من ثواقب النجم انجم
مذاب وجنته في الكاس ام ذهبُ
مذاب وجنته في الكاس ام ذهبُ / ولؤلؤ رصف الصهبآء ام حببُ
وهذه الراح ام شمسٌ تحفُّ بها / من السقاة بابراج الهوى شهب
يستلُّها من فم الابريق دوهيفٍ / تكاد تحكيه لكن فاتها الشنب
مليك حسن فما احلى مواكبه / ان ضمَّه في مضامير الصبا طرب
فرهطه في التهادي كل جازية / وجنده في التصابي الخرُّد العرب
شاكي السلاح ولكن سيف مقلته / في الروع يكفيه لا الهندية القضب
الهدب نبل قسيّ من حواجبه / لا النبع يمرق عن قوس ولا الغرب
والصعدة الغضة التثقيف قامته / ان هزها الدل لا الخطية السلب
لأعلونَّ اليه متن ذعلبة / ما حطها بعد تصعيد السرى صبب
تجري على مثل ظهر الترس مقفرةٍ / مآلف الوحش عن اجوازها الهضب
ما علل النفر الظمآن ركبهمُ / بدوّها المنعشان المآء والعشبُ
ان اغترب للهوى النجدي مطلباً / فان قبلي ابنآء الهوى اغتربوا
أن الفتى بالنوى تجلى سبيكته / والمندل الرطب في أوطانه حطب
الكوربيتي ومتن الليل راحلتي / وناصرٌ طلبي ان زّمني الطلب
جبينك لاح ام نور الصباح
جبينك لاح ام نور الصباح / وثغرك شعَّ ام نور الاقاحِ
وطرفك يا ابنة الاعراب ترنو / لواحظه عن الاجل المتاح
بفرعك ضلَّ ركب الصبح داج / وفي خديك ركب الليل ضاحي
اشاكية السلاح ولست اقوى / عليك وانت شاكية السلاح
بعطف تعطف الخرصان عنه / وطرف ردَّ قاطعة الصفاح
فؤآدي خافق بهواك امَّا / خطرت وأنت خافقة الوشاح
تحكم طرفك السفاح فيه / فاصبح غير مأمون الجراح
منعت مباح ريقته المصفّى / ولم اسمع بممنوع مباح
اروح الروح غاديني بوصل / يطيب به الغدو مع الرواح
ويانفس الصبا حِلّي بجسم / طليح من مسايرة الطلاح
قفي اثر الظعائن مدمنات الذ / ذَميل بكل غانية رداح
غنّت قيانهم فخلت بلابلا
غنّت قيانهم فخلت بلابلا / صدحت وما هاجت لدي بلابلا
وبروا نبال لواحظ ثعلية / لم تتخذ غير القلوب مقاتلا
عرب تحوط قدودهم فتياتهم / فتخالها وهي الرطاب ذوابلا
وتسلّ دون الحي من اجفانهم / بتراً لها عقدوا الجعود حمائلا
من كل مواج الغرار مدعج / لشباه قين الكحل اصبح صاقلا
سود ضفت اهدابها فكأنما / لبست من الهدب الاثيث غلائلا
يحمين امثال الغصون معاطفاً / والمسك طيباً والشمول شمائلا
الحاملات من القسي حواجباً / والواضعات من العقاص سلاسلا
والناطقات حلي انطقة الصبا / والصامتات دمالجاً وخلاخلا
حكت الاهلة حسنهن لو اغتدت / تلك الاهلة في الجمال كواملا
وشأت غصون البان لين قدودها / لورحن من طرف الشباب موائلا
ياعاذريّ وكم دعوت ولا ارى / بهوى الكعاب الرود الاعاذلا
لبرئت من دين الصبا ان لم ادع / انسان عيني في الصبابة سائلا
ميلا لشرقي الكثيب فدونه / الاسراب لحن روامحا ونوابلا
يمرحن في صبب غدت عرصاته / للعاشقين مصارعاً ومجادلا
يعطو وراء قطيعها رشأ له / نصبت يداي من الغرام حبائلا
داجي مشق الطرف الاَّ انَّ في / وجناته لسنا الصباح مخائلا
امليك رهط الريم حسبك كم افي / وتعود في تسويف وعدك ماطلا
قد جار طرفك عابثاً ببني الهوى / عجباً تجور وكان عطفك عادلا
خفَّت بخصرك نشوة غنجية / فغدت روادفك الثقال كواسلا
وزهت شمائلك الحسان كأنما / اعطيت من حسن الفعال شمائلا
أريج الراح صافية المزاج
أريج الراح صافية المزاج / يروّح بالشذا روح المزاج
إذا مازفها الساقي عروسا / وجلببها الصبا برد الزجاج
تزاحمت النفوس على سناها / كما ازدحم الفراش على السراج
وينتثر الحباب على طلاها / كمثل الدر ينثر فوق تاج
يرف بها كوجنتة ابن لهو / رفيف العضو آذن باختلاج
ويلحقها مجاجة ظلم فيه / الا دعها وطف لي بالمجاج
امضطرب الروادف سام / موج الشباب الغض ردفك بارتجاج
وحقق في ترائبك الزواهي / مصور جسم حسنك حق عاج
فتحت رتاج مملكة التصابي / فاعطتك القلوب من الخراج
بوجه موقد الوجنات زاهٍ / وطرف ساحر اللحظات داجي
أملي أن أميل عند شفاكا
أملي أن أميل عند شفاكا / للهنا فانحنيت عند رثاكا
ولكم قد سددت اذني حتى / لا تعي نطق مخبر بضناكا
كنت شهد المذاق حتى اذا ما / مرَّ ذوق الردى اتى فاجتناكا
فتَّحتك الآمال ورداً ولكن / مذجنى ذنبه الحمام جناكا
يا عداك الردى وقولي عداكا / غير مجدٍ من بعد يوم رداكا
مانعاك الناعي المصوّت الاّ / ونعى الصبر والكرى مذنعاكا
لي قلبٌ يا آسِرَ الصبر مني / لا يرى من يد الهموم فكاكا
قد غشتني بك الخطوب حديثا / ليت شعري حديثها هل اتاكا
انت ريحانتي فاين شذاكا / اطواها نشر الردى مذطواكا
وهلالي ولست لولا المنايا / اختشي ان يُحطَّ برج سماكا
يا كرى مقلة المشوق ابن لي / كيف اغفت على الردى مقلتاكا
وقصير الانساب فرعا واصلا / كيف مُدت لا للعلآء يداكا
ولسان التبيان صدقا وعدلاً / كيف جار الردى فاطبق فاكا
اين مآء الشباب وهو مريع / شربته لا عن ظماً وجنتاكا
اين يا كوكب الهدى تتجلَّى / بعد عشواء افقدتنا سناكا
اين ذاك القوام يورق لطفاً / بعد ماكان وِرده من حياكا
اين تلك الآرآء وهي نصول / كجلاء الظبا جلاها ذكاكا
من طوى جِدَّه الصفا وعلاكا / ولوى عاتق الوفا وإِباكا
لفّ منك الحمام نشر كمال / فمن العدل ان نسوف ثراكا
لكَ يا ساكن الثرى حرَّكتنا / لوعة لا نطيق منها حراكا
اذكرتنا عهد الصبا فبكينا / للغريبين صبرنا وصباكا
كنت تستتخشن الدمقس رداءً / ونسيج الاكفان صار رداكا
وترى الضيق بالحمى وفضاه / فغدا ضيَّق الضريح حماكا
حملت نعشك الرقاب اللواتي / طوَّقتها طوقَ الحمام يداكا
ان رزأً به خصصت لرزءٌ / عمَّ حتى صار المصاب اشتراكا
قابل الحتف منك اقطع منه / يا حساماً يردي القبيل شباكا
لم يجد حيلة لنفسك الاَّ / انه باسمك الجواد دعاكا
فمنحت النفس النفيسة منه / مستميحالك انتحى فاجتداكا
قرة العين ما هناها رقاد / بعد بين به الرقاد هناكا
اتراها ترى الرقاد حلالاً / لا وعينيك لم يكن او تراكا
كنت رسماً للأنس تلقاء عيني / فاتى طارق الردى ومحاكا
قال لي الجفن كيف عهدك فيه / قلت طيف مضى بطيب كراكا
ايها الراقد انتبه لعويلي / وترفق بناظرٍ قد بكاكا
عدت مثل السواك ضعفا وطرفي / غضّ كيلا يرى شقيقا سواكا
ما عرفت السّلو عنك وانَّى / لو سلا المرء نفسه ماسلاكا
لا تلمني إذا قصرت ثوائي / حول رمسٍ به اطلت ثواكا
لا أحب الثرى ولكنَّ نفسي / نفَّست كربها بلثم ثراكا
لست مستسقيا لقبرك غيثا / انما الغيث رشحة من نداكا
غير أني اقول ندّاك عفو / و الله يا مضجع العلى وسقاكا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025