المجموع : 50
مراح السرب روّحك النسيمُ
مراح السرب روّحك النسيمُ / وخلَّد زهرك الغيث العميم
ومرتبع الكواعب عاطرات الغلائل / شقَّ حافتك الشميم
سُقيت الوبل من نادٍ نديّ / يموج على جوانبه النعيم
لطبت محط اثقال التصابي / بحيث ثراك مطلول وسيم
أيا ظبي الصريم غضا فؤآدي / مقيلك حيث تأوي لا الصريم
جرى فيك الغرام على اختلافٍ / فصبرٌ ظاعنٌ وجوىً مقيم
وشوق صحَّ في قلب سقيم / به من لحظك الماضي كلوم
سرى من مقلتيك له سقام / فاعداه وقد يعدي السقيم
ايطعنني قوامك وهو خوطٌ / ويصرعني هواك وأنت ريم
الام على عذارك وهو لامٌ / لدمعي حوله دالٌ وميم
الا يالائمين به اعيدوا / له نظر الصبابة ثم لوموا
هضيم الكشح مقلق ما عليه / بنفسي ذلك الكشح الهضيم
ستبعد عنه اشواقي امونٌ / مخط الشهب ادنى ما تروم
تحلق بي وللظلمآء موجٌ / به السَّاري كما يطفو يعوم
مقوَّمة من الذملان تندى / رشيحاً وهي عرجون قديم
عذافرة تفوت البرق شأوا / ويكبو عند مجراها النسيم
اذا اودى الذميل بها كلالاً / يعللها براحتها الرسيم
تناقل خطوها عدواً ورهواً / وتعقد في حيازمها الحزوم
الى الامد البعيد تزف شوقاً / لتبلغه كما زفَّ الظليم
لأرحل عن مراح السرب فيها / ففي جنباته يلوى الغريم
وابلغها ابا الفتح المعلَّى / فثم الأمن والمنّ الجسيم
صَبا لسنا برق الحمى المتألق
صَبا لسنا برق الحمى المتألق / بقلب متى يلمح له البرق يخفق
مشوق اذا اعتلّ المهبّ صحاله / وقابل ريّاه العبيق بمنشق
يحنُّ الى برق العذيب فؤآده / ويصبو لعبَّاق الصبا المترقرق
احباي بين السرحتين سقاكمُ / حياكلّ عرَّاص الشآبيب مغدق
نأيتم فلا وردي بصاف مذاقه / ورّيق عيشي بعدكم غير ريّق
وحطتم ظباكم في ظبا المقل التي / مضت فنباعنها غرار المذلق
ومستم بخرصان الوشيج قدودكم / فمزقتم الاكباد كل ممزق
رحلتم ولي في الركب عابق ريطه / يميل بغصنٍ بالشبيبة مورق
تلاعبه كف الدلال فينثني / تثني نشوان السلاف المعتق
من العرب خفاق الوشاح كأنَّما / توشحه كفُّ الصبا قلب شيق
تدفق مآء الحسن في وجناته / ومن خاله ماج الجمال بزورق
خليلي مالي وابن حالية الصبا / يضن بسلسال الرضاب المروَّق
اعاطيه كأس الوصل صافية الطلى / ويمنحني كأس الصدود المرّنق
اميلا رقاب العيس عن سرحة الحمى / وسوفا شذا نشر النسيم المخفق
حيث الاقاح الغض تصقله الصبا / وتعبث زهواً بالغدير المصفق
وحيث الحيا اهدى الى الروض وبله / غلالة نورٍ كالردآء المنمق
كأن الشقيق الرطب بين ربيعه المندى / مليك حف منه بفيلق
به افترَّ ثغر الاقحوان تبسما / وقال لاكباد الشقيق تشققي
وقد سحب الريحان فضل ذؤابة / يفوح شذاها باللطيم المعبَّق
سقاه الحيا من مربع كاس نشوتي / به ثغر ساقٍ بالهلال مطوق
لموع ثنايا الثغر لولا ابتسامه / لما ابتسم الشيب اللموع بمفرقي
غنىً لك عن صبوحك والغبوق
غنىً لك عن صبوحك والغبوق / بقرقف مقلة وسلاف ريق
تتوق الى الرحيق وتحتسيها / وفي شفتيك سلسال الرحيق
وتصبو للبروق مشعشعات / وثغرك منه شعشعة البروق
وتعبق فرعك الداجي خلوقاً / وعنك يضوع عبَّاق الخلوق
فلا تهصر وشيج قناً لحربي / فقدُّك قدَّ من اسلٍ وريق
ولا تستلّ صفحة مشرفي / فطرفك سلّ عن عضب ذليق
ولا تحرق فؤآدي بالتجني / فليس بهِ محلّ للحريق
رَقَقت سوالفا وقسوت قلبا / رعاك الله من قاسٍ رقيق
ترى دمعي فيضحك منك ثغرٌ / كما ضحك الاقاح من الشقيق
اخفَّاق الوشاح بأي حكمٍ / حكمت على فؤآدي بالخفوق
سقى حافات حيك للغوادي / حياً يهفو بدلاّحٍ دفوق
وروّح بالعقيق سروح سربٍ / نسيمٌ ضاع عن مسكٍ فتيق
اعق المجد وهو ابي اذا لم / اسل دمعي عقيقا بالعقيق
واهوي للحضيض الوهد أن لم / اكلف مرتقى الجوزآء نوقي
سأبعثها طلائح جانفاتٍ / تميل من العيف الى العنيقِ
مراسيلاً تسارع في خطاها / اذا ما آنسَت نار الفريق
لقد فتلت مرافقها الموامي / فلفَّ بها السرى أكم الطريقِ
فلو بلغ الفريق بناسراها / لأوقفنا على مغنى الرفيق
اثيث الجعد سلسله صباه / فدار بفرعه دور العذوق
يضوع الردع منه وليس يلقى / على وفراته ردع الخلوق
ويبدو البدر منه بليل جعدٍ / يعيد الشمس حالكة الشروق
ترقرق مآء وجنته معيناً / بروضٍ من محاسنه انيق
واجرى الخال زورقه عليه / فمدَّ له السناكفَّ الغريق
رأينا من لواحظه نشاوى / فقلنا يا لواحظه افيقي
سكَبت بلؤلؤ ثغرك المنضود
سكَبت بلؤلؤ ثغرك المنضود / كف الشبيبة ريقة العنقود
وسرى بريد الفجر فوق جبينه / فرآه منفلق السنا بعمود
وعلى دجى وفراته قصِرَ الشذى / ما أشبه المقصور بالممدود
ملكٌ فما احلى مواكب حسنه / ان حفَّ من سرب الظبا بجنود
شهدت مغازيه القلوب وكم لها / بمواقع اللذات وقع شهيد
ان تاه في كبر الملوك فانه / سلطان مملكة الحسان الغيد
يفترّ عن نور الاقاح وينثني / عن مثل خوط البانة الاملودِ
نائي مذب القرط قرّب قرطه / ادلالُه من عارضٍ وخدود
بي من عقيق شفاهه مجرى اللمى / بأرق من مآء العذيب برود
ومسلسل بالعقص رّجله الصبا / فتلابسَ الترجيل بالتجعيد
يا غاية الحسن البعيد وشعلة القلب / الوقيد وفتنة المعمود
اتنصراً يوماً ويوماً مزمعا / سفر الهوى لدلائل التهويد
أَو ما ترى ولأنت اوسع مقلة / من عين جازية الظباء الرود
الناصر الاسلام جآء بحكمة / لجلالها يهتز عطف العيد
اعقيق ماشقه الحسن ام فم
اعقيق ماشقه الحسن ام فم / شق قلب البروق حين تبسم
وعلى وجنتيك خط يراع ال / حسن حرفاً بمسكة الخال معجم
سقمي منك بابن كحل سقيم / صحَّ فتكاً ومهجة الصب اسقم
حكمته عليَّ سلطنة ال / حسن فاجرى امر الهوى وتحكم
يلدي المعطى من الانس لكن / وافق الريم طبعه فترَّيم
ناظر فاتر الجفون وخصر / كاد ضعفا بالسلك ينظم بالسم
لم يشنه قيل الحضارة الا / انه عن لواغط السرب يبغم
صيغ في قالب المحاسن معنىً / جسَّمته يد الصبا فتجسم
مبسما ناصعا وجيدا محلّى / وقواما غض الشباب منعم
رقَّ خدًّا حتى خشينا عليه / من خيال الصدغ المرفرف يكلم
وُجناة الهوى على وجنات / منه قد خالسوا الشقيق المكمم
عن دمٍ اشربت باحمر قان / فهي محمرة الحديقة عندم
ناظري في الجنان منها ولكن / كبدي من لهيبها في جهنم
ايها المجتلي المحيا ابدرٌ / مشرق قد جلوت من مطلع التم
ام صفات الرضا تجلت فشمنا / انجما من ثواقب النجم انجم
مذاب وجنته في الكاس ام ذهبُ
مذاب وجنته في الكاس ام ذهبُ / ولؤلؤ رصف الصهبآء ام حببُ
وهذه الراح ام شمسٌ تحفُّ بها / من السقاة بابراج الهوى شهب
يستلُّها من فم الابريق دوهيفٍ / تكاد تحكيه لكن فاتها الشنب
مليك حسن فما احلى مواكبه / ان ضمَّه في مضامير الصبا طرب
فرهطه في التهادي كل جازية / وجنده في التصابي الخرُّد العرب
شاكي السلاح ولكن سيف مقلته / في الروع يكفيه لا الهندية القضب
الهدب نبل قسيّ من حواجبه / لا النبع يمرق عن قوس ولا الغرب
والصعدة الغضة التثقيف قامته / ان هزها الدل لا الخطية السلب
لأعلونَّ اليه متن ذعلبة / ما حطها بعد تصعيد السرى صبب
تجري على مثل ظهر الترس مقفرةٍ / مآلف الوحش عن اجوازها الهضب
ما علل النفر الظمآن ركبهمُ / بدوّها المنعشان المآء والعشبُ
ان اغترب للهوى النجدي مطلباً / فان قبلي ابنآء الهوى اغتربوا
أن الفتى بالنوى تجلى سبيكته / والمندل الرطب في أوطانه حطب
الكوربيتي ومتن الليل راحلتي / وناصرٌ طلبي ان زّمني الطلب
جبينك لاح ام نور الصباح
جبينك لاح ام نور الصباح / وثغرك شعَّ ام نور الاقاحِ
وطرفك يا ابنة الاعراب ترنو / لواحظه عن الاجل المتاح
بفرعك ضلَّ ركب الصبح داج / وفي خديك ركب الليل ضاحي
اشاكية السلاح ولست اقوى / عليك وانت شاكية السلاح
بعطف تعطف الخرصان عنه / وطرف ردَّ قاطعة الصفاح
فؤآدي خافق بهواك امَّا / خطرت وأنت خافقة الوشاح
تحكم طرفك السفاح فيه / فاصبح غير مأمون الجراح
منعت مباح ريقته المصفّى / ولم اسمع بممنوع مباح
اروح الروح غاديني بوصل / يطيب به الغدو مع الرواح
ويانفس الصبا حِلّي بجسم / طليح من مسايرة الطلاح
قفي اثر الظعائن مدمنات الذ / ذَميل بكل غانية رداح
غنّت قيانهم فخلت بلابلا
غنّت قيانهم فخلت بلابلا / صدحت وما هاجت لدي بلابلا
وبروا نبال لواحظ ثعلية / لم تتخذ غير القلوب مقاتلا
عرب تحوط قدودهم فتياتهم / فتخالها وهي الرطاب ذوابلا
وتسلّ دون الحي من اجفانهم / بتراً لها عقدوا الجعود حمائلا
من كل مواج الغرار مدعج / لشباه قين الكحل اصبح صاقلا
سود ضفت اهدابها فكأنما / لبست من الهدب الاثيث غلائلا
يحمين امثال الغصون معاطفاً / والمسك طيباً والشمول شمائلا
الحاملات من القسي حواجباً / والواضعات من العقاص سلاسلا
والناطقات حلي انطقة الصبا / والصامتات دمالجاً وخلاخلا
حكت الاهلة حسنهن لو اغتدت / تلك الاهلة في الجمال كواملا
وشأت غصون البان لين قدودها / لورحن من طرف الشباب موائلا
ياعاذريّ وكم دعوت ولا ارى / بهوى الكعاب الرود الاعاذلا
لبرئت من دين الصبا ان لم ادع / انسان عيني في الصبابة سائلا
ميلا لشرقي الكثيب فدونه / الاسراب لحن روامحا ونوابلا
يمرحن في صبب غدت عرصاته / للعاشقين مصارعاً ومجادلا
يعطو وراء قطيعها رشأ له / نصبت يداي من الغرام حبائلا
داجي مشق الطرف الاَّ انَّ في / وجناته لسنا الصباح مخائلا
امليك رهط الريم حسبك كم افي / وتعود في تسويف وعدك ماطلا
قد جار طرفك عابثاً ببني الهوى / عجباً تجور وكان عطفك عادلا
خفَّت بخصرك نشوة غنجية / فغدت روادفك الثقال كواسلا
وزهت شمائلك الحسان كأنما / اعطيت من حسن الفعال شمائلا
أريج الراح صافية المزاج
أريج الراح صافية المزاج / يروّح بالشذا روح المزاج
إذا مازفها الساقي عروسا / وجلببها الصبا برد الزجاج
تزاحمت النفوس على سناها / كما ازدحم الفراش على السراج
وينتثر الحباب على طلاها / كمثل الدر ينثر فوق تاج
يرف بها كوجنتة ابن لهو / رفيف العضو آذن باختلاج
ويلحقها مجاجة ظلم فيه / الا دعها وطف لي بالمجاج
امضطرب الروادف سام / موج الشباب الغض ردفك بارتجاج
وحقق في ترائبك الزواهي / مصور جسم حسنك حق عاج
فتحت رتاج مملكة التصابي / فاعطتك القلوب من الخراج
بوجه موقد الوجنات زاهٍ / وطرف ساحر اللحظات داجي
أملي أن أميل عند شفاكا
أملي أن أميل عند شفاكا / للهنا فانحنيت عند رثاكا
ولكم قد سددت اذني حتى / لا تعي نطق مخبر بضناكا
كنت شهد المذاق حتى اذا ما / مرَّ ذوق الردى اتى فاجتناكا
فتَّحتك الآمال ورداً ولكن / مذجنى ذنبه الحمام جناكا
يا عداك الردى وقولي عداكا / غير مجدٍ من بعد يوم رداكا
مانعاك الناعي المصوّت الاّ / ونعى الصبر والكرى مذنعاكا
لي قلبٌ يا آسِرَ الصبر مني / لا يرى من يد الهموم فكاكا
قد غشتني بك الخطوب حديثا / ليت شعري حديثها هل اتاكا
انت ريحانتي فاين شذاكا / اطواها نشر الردى مذطواكا
وهلالي ولست لولا المنايا / اختشي ان يُحطَّ برج سماكا
يا كرى مقلة المشوق ابن لي / كيف اغفت على الردى مقلتاكا
وقصير الانساب فرعا واصلا / كيف مُدت لا للعلآء يداكا
ولسان التبيان صدقا وعدلاً / كيف جار الردى فاطبق فاكا
اين مآء الشباب وهو مريع / شربته لا عن ظماً وجنتاكا
اين يا كوكب الهدى تتجلَّى / بعد عشواء افقدتنا سناكا
اين ذاك القوام يورق لطفاً / بعد ماكان وِرده من حياكا
اين تلك الآرآء وهي نصول / كجلاء الظبا جلاها ذكاكا
من طوى جِدَّه الصفا وعلاكا / ولوى عاتق الوفا وإِباكا
لفّ منك الحمام نشر كمال / فمن العدل ان نسوف ثراكا
لكَ يا ساكن الثرى حرَّكتنا / لوعة لا نطيق منها حراكا
اذكرتنا عهد الصبا فبكينا / للغريبين صبرنا وصباكا
كنت تستتخشن الدمقس رداءً / ونسيج الاكفان صار رداكا
وترى الضيق بالحمى وفضاه / فغدا ضيَّق الضريح حماكا
حملت نعشك الرقاب اللواتي / طوَّقتها طوقَ الحمام يداكا
ان رزأً به خصصت لرزءٌ / عمَّ حتى صار المصاب اشتراكا
قابل الحتف منك اقطع منه / يا حساماً يردي القبيل شباكا
لم يجد حيلة لنفسك الاَّ / انه باسمك الجواد دعاكا
فمنحت النفس النفيسة منه / مستميحالك انتحى فاجتداكا
قرة العين ما هناها رقاد / بعد بين به الرقاد هناكا
اتراها ترى الرقاد حلالاً / لا وعينيك لم يكن او تراكا
كنت رسماً للأنس تلقاء عيني / فاتى طارق الردى ومحاكا
قال لي الجفن كيف عهدك فيه / قلت طيف مضى بطيب كراكا
ايها الراقد انتبه لعويلي / وترفق بناظرٍ قد بكاكا
عدت مثل السواك ضعفا وطرفي / غضّ كيلا يرى شقيقا سواكا
ما عرفت السّلو عنك وانَّى / لو سلا المرء نفسه ماسلاكا
لا تلمني إذا قصرت ثوائي / حول رمسٍ به اطلت ثواكا
لا أحب الثرى ولكنَّ نفسي / نفَّست كربها بلثم ثراكا
لست مستسقيا لقبرك غيثا / انما الغيث رشحة من نداكا
غير أني اقول ندّاك عفو / و الله يا مضجع العلى وسقاكا