القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد نسيم الكل
المجموع : 160
أبعدك أصغى الى العاذل
أبعدك أصغى الى العاذل / وهل يبدل الحق بالباطل
لسوف يرى سعيه بيننا / ويجزى من الحكم العادل
أرى الحب فوضى وبي هاجس / يمثل لي غيلة القاتل
فيا ظبي رفقاً بقلب امرئ / كليم وجسم فتى ناحل
فؤادي عفَّى عليه الهوى / فزال وما كان بالزائل
لقد علمتك الجفا عذلي / وحسبك من عالم عامل
ومن عجب أن لي حسدا / أطالوا هجائي بلا طائل
ومن عينه ابيضَّ إنسانها / رأى الصبح كالغسق الحائل
يسير الكمال إلى مصطفى / وتسعى المعالي إلى كامل
خطيب المنابر منطيقها / اذا قام في محفل حافل
له قلم مثل حد الظبي / اذا رعفت في يد الصائل
ينبه للمجد قوماً سهوا / عن المجد سهو الفتى الغافل
وليس سواه بمصر امرؤ / مشوق إلى مجدها العاجل
يحرر مصرا ويبنى لها / صروح السعادة في القابل
فلا زال يرقى إلى سؤدد / يعز على الحاسد الجاهل
وما كل راج بلوغ العلى / إلى ذروة المجد بالواصل
أيا نصر ما هذا رهان سميدع
أيا نصر ما هذا رهان سميدع / أصوغ له شكري وأحمده حمدا
عهدتك توفى للعباد وعودهم / فما لك لا توفى لشاعرهم وعدا
أجلك عن قوم اذا هم تعمدوا / لي الفقر ازجيت الثراء لهم عمدا
وان زجروا طيراً بنحس تمر بي / زجرت لهم طيراً تمر بهم سعدا
فلا تحوجني للعباد ورفدهم / وانت بوادي النيل أكرمهم رفدا
رفقاً بصب في هواك صريع
رفقاً بصب في هواك صريع / قد بات يشكو من جوى وولوع
مليا حببتك غير ناشد سلوة / يوماً ولا متطلع لنزوع
أرخصت من وجدي وحسبك انه / أغلى هوى حنيت عليه ضلوعي
وخدعت قلبي في هواك ولم أزل / أهفو اليك بقلبيَ المخدوع
لولا غرامك ما انثنيت بناظر / يلقاك بين مهابة وخشوع
كيف المتاب وكيف تغفر زلتي / ان كان لا يأتي الهوى بشفيع
رفقاً على نفس أطرت شعاعها / وعلى فؤاد للفراق هلوع
منع العواذل ان أراك ولم أكن / في الحب اول سائل ممنوع
عشقوا الوشاية فادرعت من الهوى / ومن الأسى بجواشن ودروع
ولقد هممت بزورة تحت الدجى / لولا هلال راعني بطلوع
لا تتركي قلبي لديَّ فانني / عفت البقاءَ لقلبيَ المفجوع
قلب تلهب من جواه ومقلة / ملئت ولكن من دم ونجيع
لجزعت لو أبصرتني يوم النوى / في موقف جم الخطوب فظيع
والدهر أطرق رأسه متهيباً / مما ألمّ بشملنا المصدوع
فقفي رعاك اللَه أمتع ناظري / قبل الفراق وساعة التوديع
هل بعد هذا البين لا كانت نوى / بك طوحت من أوبة ورجوع
كيف السبيل إلى اللقاء ودوننا / بيداء ملتطم الحباب مريع
مني السلام على الشآم واهله / وعلى ربي بك ازهرت وربوع
يا ليتنا كنا كما شاء الهوى / فرحَين فيه بشملنا المجموع
متنقلين على هضاب غضة / نجتاز ينبوعاً إلى ينبوع
وانا وانت على رباها تابع / يمشي وراء المالك المتبوع
نلفى الطبيعة في غضون بهاءها / من كل صنع للاله بديع
شهر على نار الغرام قضيته / وعددته باليوم والاسبوع
لا عشت ان لم أُلفَ صبا ساهداً / ما بين حر جوى ووكف دموع
طال السكوت فما لهذا الشاعر
طال السكوت فما لهذا الشاعر / وضع اليراع وماله من عاذر
مرت عليه الحادثات فخالها / في مرها مثل السحاب العابر
يا طائراً في روض شعرك بلبلا / هل سجعة تزرى بسجع الطائر
فاشهر يراعك بعد طول غموده / وافلل به حد الحسام الباتر
واستجل من آيات فكرك غادة / يدعونها في الغيد بنت الخاطر
ماذا ترجى من أديب لم يزل / يحيى لياليهُ بطرف ساهر
أسفاً على ماضي الزمان وخشية / مما يجيء وحسرة في الحاضر
والقوم ليس بهم نصير عندما / تسطو الحوادث كالهزبر الكاسر
فاذا وفيت إلى صديق منهمُ / أخلصت في ود له وسرائر
عد الوفاء ذريعة تبغى بها / ممن صحبت بلوغ حظ وافر
يجفو ويعبس ان قصدت رحابه / متبوئاً منها مكان الزائر
فاذا أفدت لهى يديه بدا به / ملل ينم عن الوداد الفاتر
حتى ينغصك النوال وتبتغي / لو عدت في النعمى بصفقة خاسر
أين الأولى كانوا اذا مدوا يدا / هطلت كشؤبوب السحاب الماطر
هاتيكم الايدي التي لا ينقضى / مدح الأديب لها وشكر الشاكر
درجوا وها أنا بعدهم في معشر / جاروا عليّ مع الزمان الجائر
ان بحت بالشكوى هتكت سريرتي / فيهم ورحت حليف جد عاثر
واذا سكت اكاد أقضي حسرة / من كل همّ في الفؤاد مخامر
واذا عتبت خشيت كسر قلوبهم / عند العتاب وما لها من جابر
ويذود عنهم مقولي بشوارد / في جيدهم كاللؤلؤ المتناثر
ولربما يشكو الحزين فلم ينل / الا الشمات من العدو الكاشر
جيل سواسية وشعب عنده / ان الوفيَّ بعهده كالغادر
ولكم صبرت وللحوادث مرهف / ان سل يوماً فلّ عزم الصابر
يبغون مني أن اثير عزائمي / واهز في كفي يراع الثائر
ليقال احمد يا له من ناظم / جم البيان ويا له من ناثر
ماذا ينسق في زمان لقبوا / فيه الجبان بليث غاب خادر
ودعوا الذي يدري الكتابة فاضلا / وربيب أقلام وخدن محابر
فاذا تعلم بعضٍ ما يرضى النهى / سموه مفضالاً ورب مفاخر
واذا تهدج في الخطابة صوته / سموه منطيقا وحلف منابر
واذا تبين حذقه فخروا به / ودُعي بنابغة الزمان النادر
انظر إلى شعراء قد يدعونهم / في كل ناد بالفضائل عامر
هذا الأمير وذا الكبير وآخر / رب الفصاحة والبيان الساحر
والشعر يبكي عصره مستعدياً / منهم إلى اللَه العزيز القادر
ولغيرهم القاب علم أصبحت / تعلو وتهبط مثل قدح الياسر
والعلم يشهد انهم نقلوا لنا / ما في صحائف كل سفر داثر
وسطوا على ما دونته يد الأولى / كدوا وجدوا في الزمان الغابر
ولمعشر رتب العلاء تظنها / جاءت اليهم كابراً عن كابر
هذا السريّ وذا الوجيه وآخر / رغم الضلال شريف بيت طاهر
والمجد يشهد أنها رتب لهم / فرحوا بها فرح الصغير القاصر
وأجلهم قدراً وأموجهم غنى / ما بين سكير وبين مقامر
وأذلهم ذاك الشريف اذا أتى / يوم الحساب بوجه جان باسر
يعزى إلى بيت النبيّ وحقه / يعزى إلى النمرود أو للسامري
ولقد ترى الألقاب في أسمائهم / مما يكل لها لسان الحاصر
والصحف ما زالت تجود لهم بها / والعقل يرمقها بعين الساخر
فلتتق الرحمن في ألقابها / تلك الكبار وفي الثناء العاطر
كثرت علينا حيث لا تحصى ولا / ندري لها من أول أو آخر
عبَّاد ألقاب اذا هم ازهقوا / من دونها الأرواح ليس بضائر
هم كالممثل في الثياب فسافل / في نفسه ومملك في الظاهر
عمون لا ادعو سواك أخا نهى / ضافى الجلال ورب فضل باهر
حسبي من الحكماء أنك بينهم / ترنو إلى الدنيا بأصدق ناظر
كلمات صدق أشبهت نجم الهدى / ان لاح بين حنادس ودياجر
قد خطها قلمي الضعيف وفاتها / للناشئين منار عصر زاهر
لما بين وعظ للعباد وعبرة / للناس أو مثل شرود سائر
حكم تُبلّ النفس من أدواءها / وتريهمُ حذق الطبيب الماهر
جاءت كما يبغي حجاك لآلئا / أقبلت أهديها لبحر زاخر
فاليك ازجيها فانت كفيلها / وأجلّ مرجو وأفضل ناصر
ذكر الرجال مخلد بفعالهم / والشعر في التاريخ أصدق ذاكر
أرى العلم في صدر الكريم يزينه
أرى العلم في صدر الكريم يزينه / ويحجب في صدر اللئيم ويستر
كمصباح بلّور تشعشع نوره / وآخر من خزف به الضوء أغبر
لقبوك ولو تدري بما صنعوا
لقبوك ولو تدري بما صنعوا / ما اخترت لاسمك الا عسكراً لقبا
فيك المهابة حتى قال ناظرها / لأنت وحدك تحكى عسكراً لجبا
يا صاحب الفتيا لك الفضل الذي
يا صاحب الفتيا لك الفضل الذي / تثنى لديه أخادع العظماء
لو كان يعطى المرء غاية قدره / لعنت لقدرك هامة الجوزاء
حسب الامام وأنت افضل عالم / أربى بحكمته على العلماء
الأزهر المعمور بعدك دارس / صفر من العقلاء والحكماء
لو كنت منك رغبت عن بث الهدى / في أمة بضلالها عمياء
يفنى الزمان وليس يفنى للفتى / بغض من الحساد والأعداء
ما اضحك النبلاء في أيامهم / الا تبجح معشر جهلاء
هم ينبحونك والضلال حليفهم / نبح الكلاب فراقد الزرقاء
ورأوك خير مملك متبوئ / بين العباد أريكة الافتاء
بلونا الحب فاخترناه شرعاً
بلونا الحب فاخترناه شرعاً / رغبنا فيه عن دين ودنيا
وما مليا سوى خود خريد / رمتنا بالقلى ظلما وبغيا
وما العشاق الا خير قوم / أطاعوا للهوى أمراً ونهيا
أرقهمُ إذا ذكر التصابي / جميل بثينة ونسيم مليا
أيا فرقد المجد والمحتد
أيا فرقد المجد والمحتد / ويا كوكب السعد والسؤدد
يهنئك الدهر بالمفرحات / وإقبال سعدك والمولد
طلعت فخط يراع العلى / الا مرحباً بالفتى السيد
أبوك وأنت وذات العفاف / لكالشمس والبدر والفرقد
كفاك انتساباً إلى طلعة / أجلّ امرئ مسعد منجد
ففاخر بتلك التي انجبت / اذا المجد قبلك لم يولد
لقد عقدت للعلى راية / على غير بيتك لم تعقد
ولولا التقى أمها ساجداً / فتى لسوى اللَه لم يسجد
ولولا الصيانة نلت الفخار / بلثم يد كالسحاب الندى
فذلك يهمى بأمواهه / وهاتيك تنهل بالعسجد
طلعت فهشت اليك العلى / كأنك جئت على موعد
وسلك دهرك في كفه / من البشر كالصارم المغمد
وكانت نجوم الدجى حوّما / عليك كطير على مورد
فمن غانيات يهنئننا / ومن خادمات ومن أعبد
يصيحون بدر بدا طالعاً / فجلى دجى الحندس الأسود
وقابلة تجتلى حسنه / واخرى تشير له باليد
وكان النضار نثاراً لهم / ينوب عن الملح للمجتدى
وقد كان ليلك في حسنه / عموداً من الصبح للمهتدى
وقد كان طيب احاديثهم / ينوب عن الند في الموقد
ونور علاك ونار القرى / بغيرهما الضيف لم يرشد
فهذا يضيء وهذى على / رعان المكارم لم تخمد
وحتى كأن الشموع اغتدت / أصابع في أعين الحسد
أهنيك لا طالباً منة / على ان برك لم يجحد
ولكنني شاعر شاعر / بحبي لبيتكم الأسعد
فمن عمك الفاضل المرتجى / إلى خالك السيد الأيد
إلى ذلك الصهر رب النهى / كريم السلالة والمحتد
كأنكم الزهر في افقها / إذا زدتها المدح لم تزدد
فإن تفخروا بي فمثل افتخار ال / نبيّ بحسانه الأوحد
وإن قيل من أنتمُ في العلى / كفاكم بياناً ثنا أحمد
تيمور يا ابن الأولى عزوا بسؤددهم
تيمور يا ابن الأولى عزوا بسؤددهم / وخيرَ من يرتجى في الحادث الجلل
اني شكرتك شكر الروض باكره / من الغمام ملثُّ العارض الهطل
من لي بيمناك يا ابن الغر ألثمها / فإنها خلقت للثم والقبل
لقد تمنيت ان تطوى بشاردة / لكنَّ فكري من الأيام في شغل
فاعذر فتاك على تقصير همته / فانه منك يوم الحمد في خجل
وقائلةٍ ما بال ثغرك باسماً
وقائلةٍ ما بال ثغرك باسماً / أصادفت بشرا أم غنيت بمال
فقلت لها بشر ومال ومجلس / على الخير مأهول بخير رجال
فقالت لمن هذي المحامد كلها / فقلت لها لابن الكرام هلال
وغادرتها تدعو من البشر ربها / بحفظك محفوفاً بارغد حال
وما صغت مدحي فرحة ليد امرئ / كثار العطايا عنده كقلال
أبا أحمد دم للثناء مخلدا / لتزدان أيام به وليال
يقولون في مرآى الهلال سعادة
يقولون في مرآى الهلال سعادة / يحلّ بها يسرٌ وتحسن حال
فكيف وفي عيني هلالان واحدٌ / هو الشهر وابن الاكرمين هلال
ليهنأ أناس أبصروا المجد جهرة
ليهنأ أناس أبصروا المجد جهرة / اذا قيل هذا أحمد بن هلال
وإن صوروه حاسر الرأس بينهم / فقد صوروا للمجد خير مثال
تهيبت المنون على ابتعاد
تهيبت المنون على ابتعاد / فكيف بها اذا اقترب البغاة
أفيقوا يا بني الدنيا أفيقوا / ففي هذا القصاص لكم حياة
هو الجاني وما للعدل ذنب
هو الجاني وما للعدل ذنب / ولا لقضاتهِ فيما جناه
أراق على يديه دماً بريئاً / فنال جزاءَ ما كسبت يداه
لا تلوموا تلك السيوف الدوامي
لا تلوموا تلك السيوف الدوامي / جلت الشك عن عقول الأنام
علمتهم أن لا حياة لشعب / رازح تحت مطلق الاحكام
أي نصف ترجون من حاكم يح / سب هذي الرقاب كالأنعام
ورث الملك بالرجال وبالما / ل كأن الرجال بعض الحطام
فاذا اهتم منة بالرعايا / فاهتمام الجزار بالاغنام
قيصرُ الروس قام بين البرايا / ناشراً دعوة الهدى والسلام
ذاكراً اننا بنو رجل فرد / خلقنا للحب لا للخصام
موعزاً بانعقاد مؤتمر التحك / يم يقضى في المعضلات الجسّام
ربَّ أمرٍ صعب المنال بعيد / صيرته العقول سهل المرام
هبه حلماً فالسعي فيه جميل / وجمال الحياة بالأحلام
هذه الأرض ترتجيك فحقق / ظنها فيك يا سليل الكرام
لك في منحها السلام أيادِ / خالداتٌ غرٌّ مدى الأيام
ولبثنا عيوننا شاخصات / ناظرين انجلاء ذاك الغمام
فاذا السلام حرب عوان / كل يوم نيرانها في اضطرام
قيصر الروس لا تضيّق على الصف / ر مداهم فالصفر اهل انتقام
لك ملك رحب الفضاء فسيح / فتعهد أجزاءه بالنظام
أفمهما أوجست من شعبك المو / تور خوفاً دفعته للصدام
لا رعاك الاه يا أرض منشو / را ولا رطبت ثراك الهوامى
ما لعقبانك اتخمن وغدرا / نك أصبحن بالدماء طوامى
كم خميس وافاك يمرح زهوا / ثم لم يبق منه غير العظام
شهر الحرب شاهروها وباتوا / في أمان والقتل في الأقوام
سئم الروس فتكها بئست العي / شة من ذلة لموت زؤام
قال مقدامهم هلم إلى الوا / لد نشكو مظالم الحكام
ومشوا للمليك عزلا ومدل / ين اليه بحرمة وذمام
فتلقتهمُ جنود أبيهم / برشاش الردى وحد الحسام
ملأت منهم الشوارع اشلا / ء كراديس فهي كالآكام
قيصرَ الروس ان شعبك أولا / دُك فاربأ واشفق على الأرحام
قيصر الروس خف دعاءَ الثكالى / وبكاءَ الاطفال والايتام
أفهذا الحق الالهيُّ أن يق / تل شعبٌ أتاك لاسترحام
زال ما كنتَ تدّعيه من الح / ق بما سال من دماءٍ حرام
إيه داود إيه يا ابن الكرام
إيه داود إيه يا ابن الكرام / ربَّ قولٍ أحد من صمصام
ليتني قيصرُ السلام فأعنو / يا جديراً مني بأزكى السلام
خُلقَ الناس للوئام وللأل / فة والاتحاد لا للخصام
انما الشر كامنٌ في البرايا / ودليلٌ عليه حملُ الحسام
خذ يميناً تر العباد عداةً / وحسام الاذى على كل هام
انظر الحربَ والخلائقَ فيها / تقطف الموت من غصون الصدام
أنظر الجيش أسكرته المنايا / سكرة المرء من دبيب المدام
يترامون جثة بعد أخرى / كجبال تدكدكت أو إكام
وتخال السيوف فيها غماما / ودماء الرقاب سيل الغمام
كادت النار أن تدوب وكاد ال / سماء يذكو لما به من ضرام
وترى الهام سجداً لظباة / فلَّها الضرب في يمين القيام
يا لها وقفة بساحة حرب / تصهر الصم من لظى واضطرام
عبرات تسيل سيل الغوادي / ليس يشفين من صدى وأوام
مهجات أذابها كلُّ طاغ / ورماها بحتفها كل رام
وجسوم لقى على الأرض تشكو / ما بها من اصابة وسقام
وأيامي يذلن دمعاً مصوناً / وثكالى ينحن نوح الحمام
وأبٌ يبكي من محاق هلال / كان يرجوهُ للعلى والتمام
يا لهُ موقفاً عليهم عصيبا / يوقف الشيخ عند سنّ الغلام
ليس في الناس من يؤمَّلُ فيه / أو يرجَّى لنصرة وذمام
يسخر الغرُّ بالمليك ويزرى / جاهلُ القوم بالحكيم الامام
ويقولون إنما لنظام / خُلق الخلق بئسه من نظام
يقتل المرءُ زوجهُ وأخاهُ / أو أباهُ لثروة وحطام
ويقود المليك بالظلم شعباً / رازحاً تحت مطلق الأحكام
هو لو لم يقدهُ للملك حظ / كان مثل الانام بين الانام
قيصر الروس بئست الحرب هذي / فمتى تأمر الوغى بانصرام
ومتى تنزل النفوس محلّاً / آمناً من طوارئ الايام
ضجت الارض والخلائق مجت / كأس موت تدور فيهم زؤام
أنت مثلت في البداية فصلاً / لم يرق في العيون عند الختام
كنت ترجو السلام للخلق طرّاً / فاعد للعباد عهد السلام
قيصر الروس عمرك اللَه عفواً / أنت أولى بالعفو لا بانتقام
ما للشبيبة قد خابت أمانيها
ما للشبيبة قد خابت أمانيها / وأصبح اليأس محتلاً بناديها
هذي الشبيبة حيا اللَه زهرتها / وزادها اللَه زهواً في تجليها
باتت ترجى حقوقاً كان هاضمها / أحقَّ من كان يوليها ويحميها
أفى الخلائق من ترجى عدالته / وقد شكى الظلم بين الناس قاضيها
ما للمدارس حسرى الوجه عابسة / وكوكب النحس يبدو في نواحيها
كانت معاهدَ بالعرفان آهلةً / ما بالها اندثرت من بعد أهليها
والعلم لم يقن إلا من صحائفها / والمجد لم يرجَ إلَّا من مراقيها
أحق بالدمع عيناها وقد همتا / اذا هي ادكرت في الحال ماضيها
كانت ربوعاً عليها للنهى علم / يهدى إلى سبل العرفان راجيها
كانت مغاني يبدو للحجا قمر / على ذراها فلم تلبث دياجيها
كانت مناهل يروى النفس منبعها / أيام كان أوار الجهل يظميها
زالت ولم ننس ماضيها وحاضرها / شتان ما بين ماضيها وحاليها
نرى اعتصاباً بوادي العلم منتشراً / كأنه النار تصلى في تلظيها
دعاته سئموا ايذاءَ انفسهم / والنفس تسأم ممن بات يؤذيها
قد أحرجوهم فزادوا في مطالبهم / كالريح للنار تصليها وتذكيها
نظارة العلم تأساءً ومرحمةً / خيرٌ لمثلك في الشكوى تلافيها
ماذا يضركِ لو أسديتِ مكرمة / بالحمد نمدحها والشكر نطريها
ان النفوس التي باهت بكثرتها / أضحى قليل من الاشياء يرضيها
فان هدمت معاني العلم عن جنف / به اتصفتِ فان الشعبَ يبنيها
أيا أمة المجد في الغابر
أيا أمة المجد في الغابر / إلى م خمولك في الحاضر
وما كان يعزى اليك الخمو / ل ولا كان يخطر بالخاطر
منيت بناس أرى ذكرهم / يعد شناراً على الذاكر
فمن خائن يستحق الردى / اذا عاقبوه ومن غادر
وكل طموح إلى غاية / تراقب بالقلب والناظر
قعدت وما فيك من ناهض / ونمت وما فيك من ساهر
أرى الشرق يرجو شفاء له / وما فيه من نطس ماهر
أزيحوا الغشاوة عن عينه / فليس له اليوم من عاذر
مشى الغرب يختال في برده / ويسحب ذيل فتى قادر
يجود الفرنج لأبنائه / بجود كصوب الحيا ماطر
وأدناهمُ مثل أعلاهمُ / وأولهم فيه كالآخر
فيا غرب مالك من خاذل / ويا شرق مالك من ناصر
تمر الحوادث لا نرعوى / ولا تسمع الاذن للزاجر
وكم فيك يا شرق من كاتب / أراك الرشاد ومن شاعر
إلى م تغرُّ بدنيا عفت / وتخنع للزمن الجائر
كأنا نيامٌ وأحداثه / تمرّ كطيف له زائر
لقد كنت يا مصر فيما مضى / مدرّبة البطل الثائر
وكم من عرين غداة الوغى / يصان بليث به خادر
لقد أخذوك على غرة / فسرت بخد لهم صاغر
ولما رأيت العدى حلقوا / رجعت إلى صفقة الخاسر
وضلَّ زعيمك من جهله / فطوّح بالبلد الزاهر
وسار المهاجم في سيره / وحلق في الجو كالطائر
أرى الدهر في الشرق من عجبه / غدا واقفاً وقفة الحائر
ترى أمةً بين أجنادها / تصول بعضب لها باتر
وتحمي البلاد بأنيابها / وتزأر كالاسد الكاسر
وتقهر بالعلم اعداءها / وليس سوى العلم من قاهر
وهامدة قد ضحى ظلها / وأخرى مشت مشية العاثر
ورازحة تحت اثقالها / تنوح على سؤدد داثر
بنى مصر لا تقطعوا ودها / مقاطعة الصب بالهاجر
ولا تكسروا بالأذى قلبها / فما للزجاجة من جابر
وحضوا على العلم ابناءها / فليس لها العلم بالضائر
وأن كتاباً يضم النهى / لأرخصُ من خرمة العاصر
أبعد المدح ننشدك الرثاء
أبعد المدح ننشدك الرثاء / ويرضى الدهر فيك بان نساء
أنرثى العلم أم كرم السجايا / أم الفضل الغزير أم الاخاء
أنبكي الخير أم نبكي العطايا / أم الود الصريح أم السخاء
أليس من الرزايا ان ننادي / عليك ولا تجيب لنا نداء
ولو خيرتنا من قبل كانت / نفوس الخلق اجمعهم فداء
وسار النعش مثل الروض يزهو / وعين القوم تسقيهِ الدماء
فلو أبصرتهُ أبصرت ركباً / عليهِ الدهر قد خلع البهاء
وصحبك من رحيلك في ذهول / وراء النعش قد ملأُوا الفضاء
لقد كنت الدواء لكل داء / فمالك هجت في الأحشاء داء
أيرجى بعد من أودى شفاءٌ / وقد فقدَ العليلُ بهِ الدواء
نقولا نم بقبرك بين بر / ضمنت بهِ المثوبةَ والجزاء
ولازال الحيا يسقى ضريحاً / دفنا في جوانبهِ العلاء
أخصك بالرثاء ولا أعزى / سوى نفسي اذا طلبت عزاء
فأنت لديَّ مثلُ أخي وإني / لأَعظم من ذوي القربى بلاء
سيدركنا الحمام وبعد حين / نزايلها اقتداءً واقتفاء

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025